Ana içeriğe atla

Şemsül Maarif 1-2

 

 

عن المؤلف

الجزء الأول

المقدمة

الفصل الأول: في الحروف المعجمة وما فيها من الأسرار والإضمارات

فصل في ذكر الحروف المعجمة إذ هي أصول الكلام وأساسه وبها يرتفع بناؤه

فصل في نسبة الذات الإنسانية

الفصل الثاني: في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الأوقات والساعات

فصل في ذكر الأوقات السعيدة والنحيسة وساعاتها

وهذه قاعدة عظيمة في معرفة برج القمر

فصل في إضمار ملائكة الأحرف التي لا يتم العمل إلا بها

الفصل الثالث: في أحكام المنازل الثمانية والعشرين الفلكيات

القول على المنازل وصورها وما يتعلق بها من الأحكام

القول على منزلة الشرطين

القول على منزلة البطين

القول على منزلة الثريا

القول على منزلة الدبران

القول على منزلة الهنعة

القول على منزلة الهقعة

القول على منزلة الذراع

القول على منزلة النثرة

القول على منزلة الطرفة

القول على منزلة الجبهة

القول على منزلة الخرثان

القول على منزلة الصرفة

القول على منزلة العوا

القول على منزلة السماك

القول على منزلة الغفر

القول على منزلة الزبانان

القول على منزلة الإكليل

القول على منزلة القلب

القول على منزلة الشولة

القول على منزلة النعائم

القول على منزلة البلدة

القول على منزلة سعد الذابح

القول على منزلة سعد بلع

القول على منزلة سعد السعود

القول على منزلة سعد الأخبية

القول على منزلة الفرغ المقدّم

القول على منزلة الفرغ المؤخر

القول على منزلة الرشا

فصل في تقسيم المنازل على البروج وما لكل برج من المنازل

فصل في معرفة أصول المنازل

فصل في أحكام مطالعها

فصل في اقسام هذه المنازل على الفصول الأربعة

فصل في أسجاع العرب المتعلقة بالمنازل وما نقل عن الأوائل

الفصل الرابع: من البروج الاثني عشر وما فيها من الارتباطات والإشارات

فصل فيما لكل برج من البلدان

فصل في قسمة الزمان وهو أربعة أقسام

فصل في الرياح وما عليها من الكلام

فصل فيما بين كل سماء وسمائها وما ورد في ذلك من الآثار

فصل في القمر وأمثاله وما فيه

فصل القمر يؤخر كل ليلة في منزلة منها وهذه أسماؤها

فصل في النجوم الأربعة وإشاراتها وتدبيرها

فصل في أجرامها وما يتعلق بها

فصل أن كل كوكب في السماء مقدار الدنيا مرارا

فصل في قطع النجوم السبعة الأفلاك

فصل في مقامات البروج

فصل في شرف الكواكب

فصل فيما لكل كوكب من الأيام السبع

فصل في اقتران الكواكب بالكواكب

فصل في طبائع الكواكب

الفصل الخامس: في أسرار البسملة وما لها من الخواص والبركات الخفيات

الفصل السادس: في الخلوة وما يختص به أرباب الاعتكافات الموصلات للعلويات

الفصل السابع: في الأسماء التي كان عيسى عليه السّلام يحيي بها الأموات

الفصل الثامن: في التوافيق الأربعة وما يختص به من الفصول الدائرات

فصل في أسماء الملوك الذين يدبرون الزمان قبل الأربعة

فصل في قسمة الأعوان على الأقطار الأربعة

فصل في الدعوات والأسماء

خواص الأسماء الحسنى

الفصل التاسع: في خواص أوائل سور القرآن والآيات المحكمات

فصل في الحروف وهي على قسمين

فائدة الأسماء

فصل في معاني الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور

فصل فيما استأثر الله به في علمه

الفصل العاشر: في أسرار الفاتحة وخواصها ودعواتها المشهورات الشريفات

وهذه أيضا دعوة الفاتحة الشريفة

وهذه رياضة الفاتحة

فائدة لأي مرض

فصل في ذكر حجاب القفل

الفصل الحادي عشر: في الاختراعات الرحموتيات والأنوار المشرقة من الأسرار الملكوتيات

الفصل الثاني عشر: في الاسم الأعظم وما له من التصريفات الخفيات

فائدة تسمى القمقمة الكبرى تنفع لكل مرض في الجسد

فائدة لخلاص المسجون

وهذه صفة المعشر وداخله الآيات

فصل من اسم الله الأعظم ويسمى دعاء الأعمى الذي دعا به الله فرد عليه بصره ببركته

فصل نذكر فيه الخمس آيات الشريفات

فصل: ومما قيل في اسم الله الأعظم

الفصل الثالث عشر: في سواقط الفاتحة وما لها من الأوفاق والدعوات المستجابات

فصل: وعلى القول إن هذه الحروف السبعة عشر بالعذاب

فصل: نذكر فيه الأوفاق السبعة المتعلقة بالسبعة أحرف التي هي سواقط الفاتحة وهي كما ترى

الفصل الرابع عشر: في الأذكار والأدعية المستجابات المسخّرات المخصوصات

دعاء عظيم نافع

دعاء آخر

ومن أدعيته لتدمير الظالمين والباغين

فائدة مباركة لقضاء الحوائج

فائدة لجلب الرزق والقبول

الفصل الخامس عشر: في الأذكار والدعوات المجابات المسخرات

دعاء آخر للآية الشريفة

باب رياضة قل أوحي المشهورة

ذكر رياضة يا كريم يا رحيم والقسم والبخور

ذكر رياضة يا كريم يا رحيم على وجه آخر

ذكر دعوة سورة الكهف الشريفة

دعوة سورة الواقعة

ذكر رياضة جليلة وهي يا حافظ يا باسط يا ودود يا معين

ذكر رياضة الجلالة وخلوتها وهي الله الله

ذكر دعوة لطيف

فصل: اذكر بعدها سورة الملك وقسمها واملاكها

فصل في ذكر دعوة ألم نشرح لك صدرك

الخاتم المعظم المكرم

ذكر هذه الدائرة الكريمة وما لها وما فيها من الأسرار العظيمة

ذكر رياضة سورة الإخلاص

الجزء الثاني

الفصل السادس عشر: في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات والنهايات

الفصل الأول: في الشروط اللازمة لكل أحد

الفصل الثاني: في الشروط اللازمة لبعض دون بعض

وهذه صلاة الكفاية

الفصل السابع عشر: في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات

الفصل الأول: في اسمه تعالى الله

الفصل الثاني: في اسمه تعالى رحمن

الفصل الثالث: في اسمه تعالى رحيم

الفصل الرابع: في اسمه تعالى ملك

الفصل الخامس: في اسمه تعالى قدوس

الفصل السادس: في اسمه تعالى سلام

الفصل السابع: في اسمه تعالى مؤمن

الفصل الثامن: في اسمه تعالى مهيمن

الفصل التاسع: في اسمه تعالى عزيز

الفصل العاشر: في اسمه تعالى جبار

الفصل الحادي عشر: في اسمه متكبر

الفصل الثاني عشر: في اسمه تعالى خالق

الفصل الثالث عشر: في اسمه تعالى بارئ

الفصل الرابع عشر: في اسمه تعالى مصور

الفصل الخامس عشر: في اسمه تعالى غفار

الفصل السادس عشر: في اسمه تعالى قهار

الفصل السابع عشر: في اسمه تعالى وهاب

الفصل الثامن عشر: في اسمه تعالى رزاق

الفصل التاسع عشر: في اسمه تعالى فتاح

الفصل العشرون: في اسمه تعالى عليم

الفصل الحادي والعشرون: في اسمه تعالى قابض

الفصل الثاني والعشرون: في اسمه تعالى باسط

الفصل الثالث والعشرون: في اسمه تعالى خافض

الفصل الرابع والعشرون: في اسمه تعالى رافع

الفصل الخامس والعشرون: في اسمه تعالى معز

الفصل السادس والعشرون: في اسمه تعالى مذل

الفصل السابع والعشرون: في اسمه تعالى سميع

الفصل الثامن والعشرون: في اسمه تعالى بصير

الفصل التاسع والعشرون: في اسمه تعالى حكم

الفصل الثلاثون: في اسمه تعالى عدل

الفصل الحادي والثلاثون: في اسمه تعالى لطيف

الفصل الثاني والثلاثون: في اسمه تعالى خبير

الفصل الثالث والثلاثون: في اسمه تعالى حليم

الفصل الرابع والثلاثون: في اسمه تعالى عظيم

الفصل الخامس والثلاثون: في اسمه تعالى غفور

الفصل السادس والثلاثون: في اسمه تعالى شكور

الفصل السابع والثلاثون: في اسمه تعالى علي

الفصل الثامن والثلاثون: في اسمه كبير

الفصل التاسع والثلاثون: في اسمه تعالى حفيظ

الفصل الأربعون: في اسمه تعالى مقيت

الفصل الحادي والأربعون: في اسمه تعالى حسيب

الفصل الثاني والأربعون: في اسمه تعالى جليل

الفصل الثالث والأربعون: في اسمه تعالى كريم

الفصل الرابع والأربعون: في اسمه تعالى رقيب

الفصل الخامس والأربعون: في اسمه تعالى مجيب

الفصل السادس والأربعون: في اسمه تعالى واسع

الفصل السابع والأربعون: في اسمه تعالى حكيم

الفصل الثامن والأربعون: في اسمه تعالى ودود

الفصل التاسع والأربعون: في اسمه تعالى مجيد

الفصل الخمسون: في اسمه تعالى باعث

الفصل الحادي والخمسون: في اسمه تعالى شهيد

الفصل الثاني والخمسون: في اسمه تعالى حق

الفصل الثالث والخمسون: في اسمه تعالى وكيل

الفصل الرابع والخمسون: في اسمه تعالى قوي

الفصل الخامس والخمسون: في اسمه تعالى متين

الفصل السادس والخمسون: في اسمه تعالى ولي

الفصل السابع والخمسون: في اسمه تعالى حميد

الفصل الثامن والخمسون: في اسمه تعالى محصي

الفصل التاسع والخمسون: في اسمه تعالى مبدئ

الفصل الستون: في اسمه تعالى معيد

الفصل الحادي والستون: في اسمه تعالى محيي

الفصل الثاني والستون: في اسمه تعالى مميت

الفصل الثالث والستون: في اسمه تعالى حي

الفصل الرابع والستون: في اسمه تعالى قيوم

الفصل الخامس والستون: في اسمه تعالى واجد

الفصل السادس والستون: في اسمه تعالى ماجد

الفصل السابع والستون: في اسمه تعالى واحد

الفصل الثامن والستون: في اسمه تعالى صمد

الفصل التاسع والستون: في اسمه تعالى قادر

الفصل السبعون: في اسمه تعالى مقتدر

الفصل الحادي والسبعون: في اسمه تعالى مقدم

الفصل الثاني والسبعون: في اسمه تعالى مؤخر

الفصل الثالث والسبعون: في اسمه تعالى أول

الفصل الرابع والسبعون: في اسمه تعالى آخر

الفصل الخامس والسبعون: في اسمه تعالى ظاهر

الفصل السادس والسبعون: في اسمه تعالى باطن

الفصل السابع والسبعون: في اسمه تعالى والي

الفصل الثامن والسبعون: في اسمه تعالى متعال

الفصل التاسع والسبعون: في اسمه تعالى بز

الفصل الثمانون: في اسمه تعالى تواب

الفصل الحادي والثمانون: في اسمه تعالى منتقم

الفصل الثاني والثمانون: في اسمه تعالى عفوّ

الفصل الثالث والثمانون: في اسمه تعالى رؤوف

الفصل الرابع والثمانون: في اسمه تعالى مالك الملك

الفصل الخامس والثمانون: في اسمه تعالى ذو الجلال والإكرام

الفصل السادس والثمانون: في اسمه تعالى مقسط

الفصل السابع والثمانون: في اسمه تعالى جامع

الفصل الثامن والثمانون: في اسمه غني

الفصل التاسع والثمانون: في اسمه تعالى مغني

الفصل التسعون: في اسمه تعالى مانع

الفصل الحادي والتسعون: في اسمه تعالى ضار

الفصل الثاني والتسعون: في اسمه تعالى نافع

الفصل الثالث والتسعون: في اسمه تعالى نور

الفصل الرابع والتسعون: في اسمه تعالى هادي

الفصل الخامس والتسعون: في اسمه تعالى بديع

الفصل السادس والتسعون: في اسمه تعالى باقي

الفصل السابع والتسعون: في اسمه تعالى وارث

الفصل الثامن والتسعون: في اسمه تعالى رشيد

الفصل التاسع والتسعون: في اسمه تعالى صبور

الفصل الثامن عشر: في خواص كهيعص وحروفها الربانيات الأقدسيات

فصل في خواص القرآن العظيم والبسملة والفاتحة

فصل في تأليف القلوب

الفصل التاسع عشر: في خواص آية الكرسي وما لها من البركات

الفصل العشرون: في خواص بعض الأوفاق

وهذه دعوة لسورة يس الشريفة

فصل في رياضة سلام قولا من رب رحيم

ورد يوم الأحد

ورد يوم الإثنين

ورد يوم الثلاثاء

ورد يوم الأربعاء

ورد يوم الخميس

ورد يوم الجمعة

ورد يوم السبت

الجزء الثالث

الفصل الحادي والعشرون: في أسماء الله الحسنى وأنماطها وما لكل نمط من الدعوات

النمط الأول من أسماء الله الحسنى

فصل في شرح الأسماء الحسنى بعد كل نمط

الفصل الثاني والعشرون: في النمط الثاني من الأسماء الوهبيات

الفصل الثالث والعشرون: في النمط الثالث وما يدل على الصفات الإمداديات

الفصل الرابع والعشرون: في النمط الرابع وما فيه من الأسرار الربانيات

الفصل الخامس والعشرون: في النمط الخامس وما فيه من الأسرار المنتخبات

الفصل السادس والعشرون: في النمط السادس في أسرار العرضيات المقتضيات

الفصل السابع والعشرون: في النمط السابع من أسماء الله تعالى

الفصل الثامن والعشرون: في النمط الثامن من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات

الفصل التاسع والعشرون: في النمط التاسع وما فيه من التصريفات الخفيات

الفصل الثلاثون: في النمط العاشر من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات

الفصل الحادي والثلاثون: في الحروف وما لها من الخواص

فصل فيما ذكرناه من الحروف العربية وما لها من الخواص والمربعات والخدام والأملاك والأيام

الفصل الثاني والثلاثون: في كشف العروش المعنويات

فصل في تقسيم الحروف على الملوك العلويات والسفليات والبرزخ المشيد

فصل في معرفة هذا الجدول الذي اشتمل على قواعد كلية

فصل في معرفة السر الخفي والعلم المضيء في ذكر الأمهات الجامعة للحروف الثمانية ومراتبها وأيامها وأملاكها وما لها من الأسماء الحسنى وهي تسع مراتب

المرتبة الأولى

المرتبة الثانية

المرتبة الثالثة

المرتبة الرابعة

المرتبة الخامسة

المرتبة السادسة

المرتبة السابعة

فصل في معرفة الأسماء الشمخيثية وما لها من التصريف والأسماء الربانية

الفصل الثالث والثلاثون: في شرح أسرار دائرة الإحاطة المعروف بالدر المنظم في شرح أسرار الاسم الأعظم وما ظهر عنها من التأصيلات والتفريعات

فصل في معرفة الجفر الذي ذكره الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه

فصل في معرفة جفر الإمام جعفر الصادق كما أخذته من صدور العارفين

الفصل الرابع والثلاثون: في معرفة علم الزايرجة وكيفيتها ومعرفة استنطاق نسب الحروف والبروج والمنازل والموازين المشهودات

قاعدة عظيمة

ووجه آخر ذكرته نظما وهو هذا

فصل في استنطاق الحروف والأوفاق وخواص ذلك على التفصيل

فصل في تكسير البروج

فصل في كيفية استنطاقات الكواكب والساعات

فصل في استنطاق المنازل

فصل في معرفة طالع الوقت

فصل في معرفة استخراج البخور وكيفيته

فصل في ذكر الموازين وكيفيتها

الفصل الخامس والثلاثون: في الخافية الحرفية بالقواعد الجفرية

فصل في معرفة أبواب الكلام بكلام الفافيطورش

فصل يشتمل على شرح الأبواب الثلاثة وهي الكبرى والصغرى والمتصل

هيكل كرسي سليمان بن داود وهو المتعالي

باب في معرفة أسماء الله تعالى بهذه الستة أحرف مصوبة ومقلوبة

الفصل السادس والثلاثون: في الفيض الرباني والنور الشعشعاني والحجر المكرم وذوات النباتات وما له من الخواص والرموز والإشارات

باب في ذكر فضائل الصنعة

فصل في معرفة الحجر المكرم وما له من الخواص والأسرار والرموز والإشارات

فصل في ذكر النصف الثاني من العمل

فصل في ذكر رسالة كتبها فيلسوف إلى تلميذه حين سأله عن الحجر المكرم فكتب له

فصل منه آخر زيادة بيان وتفصيل

ميزان الشمس أي الخوافي

صفة استنزال المريخ لهذه الطريقة

فصل في ذكر العقاقير

الفصل السابع والثلاثون: في أعمال السيميا وجميع المقالات

الجزء الرابع

الفصل الثامن والثلاثون: في استخدام الحروف وخلواتها وما لها من الأسرار

الفصل التاسع والثلاثون: في شرح أسماء الله الحسنى

فصل في تفصيل اسمه تعالى الله

فصل في معنى هو

فصل في اسمه تعالى الرحمن

فصل في اسمه تعالى الرحيم

فصل في اسمه تعالى الملك

نكتة

فصل في اسمه تعالى القدوس

فصل في اسمه تعالى السلام

فصل في اسمه تعالى المؤمن

فصل في اسمه تعالى المهيمن

فصل في اسمه تعالى العزيز

فصل في اسمه تعالى الجبار

فصل في اسمه تعالى المتكبر

فصل في اسمه تعالى الخالق

فصل في اسمه تعالى البارئ

تنبيه لطيف لتكميل التركيب

فصل في اسمه تعالى المصور

فصل في اسمه تعالى الوهاب

فصل في اسمه تعالى الرزاق

فصل في اسمه تعالى الفتاح

فصل في اسمه تعالى العليم

فصل في اسمه تعالى القابض

فصل في اسمه تعالى الباسط

فصل في اسمه تعالى الخافض الرافع

فصل في اسمه تعالى المعز المذل

فصل في اسمه تعالى السميع

فصل في اسمه تعالى البصير

فصل في اسمه تعالى الحكم

فصل في اسمه تعالى العدل

فصل في اسمه تعالى اللطيف

فصل في اسمه تعالى الخبير

فصل في اسمه تعالى الحليم

فصل في اسمه تعالى العظيم

فصل في اسمه تعالى الغفور

فصل في اسمه تعالى الشكور

فصل في اسمه تعالى العلي

فصل في اسمه تعالى الكبير

فصل في اسمه تعالى الحفيظ

فصل في اسمه تعالى المقيت

فصل في اسمه تعالى الحسيب

فصل في اسمه تعالى الجليل

فصل في اسمه تعالى الكريم

فصل في اسمه تعالى الرقيب

فصل في اسمه تعالى المجيب

فصل في اسمه تعالى الواسع

فصل في اسمه تعالى الحكيم

فصل في اسمه تعالى الودود

فصل في اسمه تعالى المجيد

فصل في اسمه تعالى الباعث

فصل في اسمه تعالى الشهيد

فصل في اسمه تعالى الحق

فصل في اسمه تعالى الوكيل

فصل في اسمه تعالى القوي

فصل في اسمه تعالى المتين

فصل في اسمه تعالى الولي

فصل في اسمه تعالى الحميد

فصل في اسمه تعالى المحصي

فصل في اسمه تعالى المبدئ المعيد

فصل في اسمه تعالى المحيي المميت

فصل في اسمه تعالى الحي

فصل في اسمه تعالى القيوم

فصل في اسمه تعالى الواجد

فصل في اسمه تعالى الماجد

فصل في اسمه تعالى الواحد الأحد

فصل في اسميه تعالى القادر المقتدر

فصل في اسميه تعالى المقدم المؤخر

فصل في اسميه تعالى الأول الآخر

فصل في اسميه تعالى الظاهر والباطن

فصل في اسميه تعالى الوالي المتعال

فصل في اسمه تعالى البر

فصل في اسمه تعالى التواب

فصل في اسمه تعالى المنتقم

فصل في اسمه تعالى العفو

فصل في اسمه تعالى الرؤوف

فصل في اسميه تعالى مالك الملك ذي الجلال والإكرام

فصل في اسمه تعالى المقسط

فصل في اسمه تعالى الجامع

فصل في اسميه تعالى الغني المغني

فصل في اسمه تعالى المانع

فصل في اسميه تعالى الضارّ النافع

فصل في اسمه تعالى النور

فصل في اسمه تعالى الهادي

فصل في اسمه تعالى البديع

فصل في اسمه تعالى الباقي

فصل في اسمه تعالى الوارث

فصل في اسمه تعالى الرشيد

فصل في اسمه تعالى الصبور

الفصل الأربعون: في الأدعية المستجابة المدعو بها في سائر الأوقات

فصل في تصريف الحروف العلويات في الأجسام البشريات والأعداد الروحانيات في الأرواح البشريات

فصل في ذكر مربعات مخصوصة بمنافع وغيرها

خاتمة في ذكر سند مشايخنا رحمهم الله تعالى وقدس أرواحهم آمين

مجموعة أربع رسائل

رسالة ميزان العدل في مقاصد أحكام الرمل

المقصد الأول: في شأن هذا العلم

المقصد الثاني: في مبحث موضوعه

المقصد الثالث: في بيوت الرمل

المقصد الرابع: في أشكال البيوت

المقصد الخامس: في مدلولات البيوت

المقصد السادس: في أحكام أدلة البيوت

المقصد السابع: في أقسام البيوت

المقصد الثامن: في مناظرات البيوت

المقصد التاسع: في سواقط المناظرة

المقصد العاشر: في مطالبات البيوت

المقصد الحادي عشر: في أدلة شواهد البيوت

المقصد الثاني عشر: في تسكين دائرة الرمل

المقصد الثالث عشر: في تسكين المناظرات

المقصد الرابع عشر: في مضمون الرمل

المقصد الخامس عشر: في شروط عمل الرمل

المقصد السادس عشر: فيما ينبغي تلاوته عند العمل

المقصد السابع عشر: في كيفية وضع الرمل

المقصد الثامن عشر: في استخراج أشكال الرمل

المقصد التاسع عشر: في تمثيل ذلك

المقصد الحادي والعشرون: في مسائل عمل الرمل

المقصد الثاني والعشرون: في أحكام الضمير

المقصد الثالث والعشرون: في حكم المطلوب في الرمل

المقصد الرابع والعشرون: في أحكام المطلوب

المقصد الخامس والعشرون: في خفاء شكل المطلوب

المقصد السادس والعشرون: في حكم الاستدلال في الرمل

المقصد السابع والعشرون: في خصوصيات الأشكال في الرمل

المقصد الثامن والعشرون: في خصوصيات أحكام الأشكال

المقصد التاسع والعشرون: في تساكين الرمل

المقصد المتمم للثلاثين

البيت الأول شكل الأحيان

البيت الثاني شكل القبض الداخل

البيت الثالث شكل القبض الخارج

البيت الرابع شكل الجماعة

البيت الخامس شكل الجودلة

البيت السادس شكل العقلة

البيت السابع شكل الانكيس

البيت الثامن شكل الحمرة

البيت التاسع شكل البياض

البيت العاشر شكل النصرة الخارجة

البيت الحادي عشر شكل النصرة الداخلة

البيت الثاني عشر شكل العتبة الخارجة

البيت الثالث عشر شكل العتبة الداخلة

البيت الرابع عشر شكل الطريق

البيت الخامس عشر شكل الاجتماع

البيت السادس عشر شكل نقي الخد

رسالة فواتح الرغائب في خصوصيات أوقات الكواكب

كوكب القمر

كوكب عطارد

كوكب الزهرة

كوكب الشمس

كوكب المريخ

كوكب المشتري

كوكب زحل

رسالة زهر المروج في دلائل البروج

البرج الأول الحمل

البرج الثاني الثور

البرج الثالث الجوزاء

البرج الرابع السرطان

البرج الخامس الأسد

البرج السادس السنبلة

البرج السابع الميزان

البرج الثامن العقرب

البرج التاسع القوس

البرج العاشر الجدي

البرج الحادي عشر الدلو

البرج الثاني عشر الحوت

رسالة لطائف الإشارة في خصائص الكواكب السيارة

تمهيد

كوكب زحل

كوكب المشتري

كو كب المريخ

كوكب الشمس

كو كب الزهرة

كو كب عطارد

كوكب القمر

تذييل وتكميل

عن الكتاب

الفهرس

 

البُوني

شمس المعارف الكبرى = شمس المعارف ولطائف العوارف

رقم الكتاب في المكتبة الشاملة: ٣٣٩٣٠

الطابع الزمني: ١٣-٤٢-١١-٠٢-٠٦-٢٠٢٢

المكتبة الشاملة رابط الكتاب

2em0em

1.6

عن الكتاب

الكتاب: شمس المعارف الكبرى = شمس المعارف ولطائف العوارف

المؤلف: أحمد بن علي بن يوسف، أبو العباس البوني (المتوفى: ٦٢٢ هـ)

الناشر: مؤسسة النور للمطبوعات، بيروت - لبنان

الطبعة: الثانية، ١٤٢٧ هـ = ٢٠٠٦ م

عدد الأجزاء: ١

[ملاحظات]

ترقيم الكتاب موافق للمطبوع

أعده للشاملة: مجاهد صغير أحمد صودهوري

عن المؤلف

البُوني

(٠٠٠ - ٦٢٢ هـ = ٠٠٠ - ١٢٢٥ م)

أحمد بن علي بن يوسف، أبو العباس البوني: صاحب المصنفات في علم (الحروف) متصوف مغربي الأصل، نسبته إلى بونة (بإفريقية، على الساحل) توفي بالقاهرة. له (شمس المعارف الكبرى - ط) ويسمى (شمس المعارف، ولطائف العوارف، في علم الحروف والخواص) أربعة أجزاء. وله (اللمعة النورانية - خ) في مغنيسا (الرقم ١٤٥١)

الجزء الأول

المقدمة

الكتاب: شمس المعارف الكبرى = شمس المعارف ولطائف العوارف

المؤلف: أحمد بن علي بن يوسف، أبو العباس البوني (المتوفى: ٦٢٢ هـ)

الناشر: مؤسسة النور للمطبوعات، بيروت - لبنان

الطبعة: الثانية، ١٤٢٧ هـ = ٢٠٠٦ م

عدد الأجزاء: ١

[ملاحظات]

ترقيم الكتاب موافق للمطبوع

أعده للشاملة: مجاهد صغير أحمد صودهوري

شَمْسُ الْمَعَارِفِ الْكُبْرَى

تأليف

الشيخ أحمد بن عَلي البُوْني المتوفى: ٦٢٢ هـ

منشورات

مؤسسة النور للمطبوعات، بيروت - لبنان

جميع الحقوق محفوظة ومسجلة للناشر

الطبعة الثانية

١٤٢٧ هـ = ٢٠٠٦ م

مؤسسة النور للمطبوعات

بيرت، شارع المطار، قرب كلية الهندسة ص. ب - ٨٦٤٥/ ١١

شَمْسُ الْمَعَارِفِ الْكُبْرَى

الجزء الأول

ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها

[المقدمة]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

شهادة أزل فمن نور هذه الشهادة اغترف المصطفون علما فافهم ذلك، والترتيب الأبدي في الشهادتين المتصلتين بالملائكة الكرام وأولي العلم فهذه شهادة الأبد، فمن فهم سر هاتين الشهادتين شاهد الملكوتين وما أودعاه بسر الاتصال بالكشفيات، ولكل هيبة توصله إلى جميع الحكميات. وأسأل الله الحي القيوم، أن يجعله خالصا صدقة مقبولة بين يدي نجواي، وأن يصحبني روح ارتياحه في تقلبي ومثواي، وأن يوضح لي ولكم الطريق، ويمن علينا وإياكم بأنوار التحقيق.

إن هذه البرقة الرحموتية، والشموس المشرقة المضيئة، سبل العارفين ومنهاج الصديقين، وبحبوحة الصالحين لحضرة قدس رب العالمين، رب الأرباب، وفاتق الأسباب، ورافع الحجاب، المخترع بلا مثال المنزه عن الأشكال الدائم الذي لم يزل منعوتا بنعوت الجمال، دائم الوجود في الأزل، رافع العلويات بتقديره وحكمته، وباسط السفليات بقدرته وإرادته، لا إله إلا هو الكبير المتعال المحتجب بحجب الأنوار، المستتر عن سائر الأسرار، الخفي عن سرادقات الأبصار وهو يدرك الأبصار، بطن بذاته في أزليته، وظهر بصفاته في أبديته، واستعلن بأسمائه في سرمديته، وتجلى بأفعاله في أبديته، هو الأول في الأزل، والآخر في الأبد، والظاهر في السرمد، جل عن الجواهر والأعراض، وعن الأجرام والأبعاض، وعن التصرف بالأغراض، لا تحويه الجهات والأقطار ولا يبليه تعاقب حركات الأدوار، ولا يفنيه مرور الليل والنهار، أحمده سبحانه وتعالى وكل شيء عنده بمقدار، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تصحب الأرواح بالتثبيت في البرزخيات، وأشهد أنه علم إحصاء خليقته أحياء وأموات، وقدر الأموات والأقوات، العالم بما مضى وما هو آت، ومحيي الأموات بعدما كانت رفات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شمس الملة، ومنقذ العباد من الشرك والذلة، الذي دار فلك التوحيد بدعوته، واستنارت شموس حكمته، وغارت أنجم الضلالة برؤيته، وأسفر صبح التوحيد بسعادته، صلّى الله عليه وعلى آله أفضل الصلوات، ورضي الله عن الصحابة المحققين الصديقين، رضي الله عنهم أجمعين، صلاة تبلغهم أعلى المراتب وأرفع الدرجات.

أما بعد: فللحق أعلام وللحقيقة نظام وللأرواح بالمعارف الإلهيات إلمام، والوسيلة مطلوبة والقدرة على أقسامها موهوبة، والسعادة بشموس الكمال مقرونة والخيرة الأبدية باستعمال مناسك الشريعة موهوبة، وأعلى الدرجات في عليين درجة العاملين، وأعلاها منزلة الهادين المحققين، ولا منزلة لعالم في دين الله لا يفيد، كما أنه لا وجود حياة لحقيقة نفس لا تفيد. وإن أبعد الناس من السعادة من استهان بأحكام الملة، وأخل بشروط المحققين من أهل القبلة.

وإني لما رأيت كلام الأجلاء ممن علت كلمتهم وانبسطت في الآفاق حكمتهم وعمت في البرايا بركتهم قد ألفوا في التصريف بالأسماء والصفات وأسرار الحروف والأذكار والدعوات، وقد رغب إلى من تعلق بي وده في توضيح ما ألّفوه وذخيرة ما كنزوه، فأجبته مع الإقرار بالعجز عن فهم مدارك السلف الماضين والأئمة المحققين الهادين، ورجوت من الله بذل الاعتراف والاقتراف أن يمدني من أرواح أرواحهم بلطائف الإسعاف، فيكون النطق موافقا للتحقيق ومفصلا بلسان التصديق.

فأقول: وبالله المستعان وعليه التكلان: إن المقصود من فصول هذا الكتاب العلم بشرف أسماء الله تعالى، وما أودع الله تعالى في بحرها من أنواع الجواهر الحكميات واللطائف الإلهيات، وكيف التصرف بأسماء الدعوات، وما تابعها من حروف السور والآيات.

وجعلت هذا الكتاب فصولا ليدل كل فصل على ما اختاره وأحصاه من علوم دقيقة يتوصل بها للحضرة الربانية من غير تعب ولا إدراك مشقة، وما يتوصل منها إلى رغائب الدنيا وما يرغب فيها.

وسميت هذا الكتاب المنتخب العديم المثل الرفيع العلم بشمس المعارف ولطائف العوارف لما في ضمنه من لطائف التصريفات وعوارف التأثيرات، فحرام على من وقع كتابي هذا في يده أن يبديه لغير أهله، أو يبوح به في غير محله، فإنه مهما فعل ذلك أحرمه الله تعالى منافعه، ومنعت عنه فوائده وبركته، ولا تمسه إلا وأنت طاهر ولا تقربه إلا إذا كنت ذاكرا لتفوز منه بما تريد، ولا تصرفه إلا فيما يرضي الله تعالى فإنه كتاب الأولياء والصالحين والطائعين، والمريدين والعاملين الراغبين فكن به ضنينا ولا تدع منه قليلا ولا كثيرا، وليكن يقينك صادقا وإيمانك بحقائقه واثقا إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، وإذا قامت لك نية في عمل من الأعمال فتؤمن به وتصدق لقوله عليه الصلاة والسلام: لا يدعو أحدكم إلا وهو موقن بالإجابة، واقطع على عملك بالصحة لقوله عليه الصلاة والسلام. إذا سأل أحدكم فليعزم المسألة فإنه لا يكره، وتيقن الإجابة واقطع على عملك بالصحة لقوله صلى الله عليه

وسلم: يستجاب لأحدكم إذا لم يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي، وإياك أن تستبطئ الإجابة ولا تزل متطلعها دائما ومنتظرها، ويشتمل هذا القانون القويم والطريق المستقيم على أربعين فصلا كل فصل يشتمل على معان وإشارات ورموز خفيات وظاهرات فتدبره بعقلك وتأمله بفكرك، وهذه الفصول:

الفصل الأول: في الحروف المعجمة وما يترتب فيها من الأسرار والإضمارات.

الفصل الثاني: في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الأوقات والساعات.

الفصل الثالث: في أحكام منازل القمر الثمانية والعشرين الفلكيات.

الفصل الرابع: في أحكام البروج الاثني عشر وما لها من الإشارات والارتباطات.

الفصل الخامس: في أسرار البسملة وما لها من الخواص والبركات الخفيات.

الفصل السادس: في الخلوة وأرباب الاعتكاف الموصلة للعلويات.

الفصل السابع: في الأسماء التي كان عيسى عليه السّلام يحيي بها الأموات.

الفصل الثامن: في التواقيف الأربعة وما لها من الفصول والدائرات.

الفصل التاسع: في خواص أوائل القرآن والآيات البينات.

الفصل العاشر: في أسرار الفاتحة ودعواتها وخواصها المشهورات.

الفصل الحادي عشر: في الاختراعات وفي الأنوار الرحموتيات.

الفصل الثاني عشر: في اسم الله الأعظم وما له من التصريفات الخفيات.

الفصل الثالث عشر: في سواقط الفاتحة وما لها من الأوفاق والدعوات.

الفصل الرابع عشر: في الرياضات والأذكار والأدعية المستجابات المسخرات.

الفصل الخامس عشر: في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات إلى شموس النهايات.

الفصل السادس عشر: في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات المجربات.

الفصل السابع عشر: في خواص كهيعص وحروفها الربانيات الأقدسيات.

الفصل الثامن عشر: في خواص آية الكرسي وما فيها من البركات الخفيات.

الفصل التاسع عشر: في خواص بعض الأوفاق والطلسمات النافعات.

الفصل العشرون: في سورة يس وما لها من الدعوات المستجابات.

الفصل الحادي والعشرون: في أسماء الله الحسنى وأنماطها وما لكل نمط من الدعوات والتصريفات.

الفصل الثاني والعشرون: في النمط الثاني وما فيه من الأسماء الوهبيات.

الفصل الثالث والعشرون: في النمط الثالث وما يدل على الصفات الأبديات.

الفصل الرابع والعشرون: في النمط الرابع وما فيه من أسرار ربّ البريات.

الفصل الخامس والعشرون: في النمط الخامس وما فيه من الخواص المنتخبات.

الفصل السادس والعشرون: في النمط السادس وما فيه من أسرار العرضيات المقتضيات.

الفصل السابع والعشرون: في النمط السابع من اسماء الله تعالى وما لها من البركات.

الفصل الثامن والعشرون: في النمط الثامن من أسماء الله الحسنى وأسرارها الخفيات.

الفصل التاسع والعشرون: في النمط التاسع من أسماء الله الحسنى وما لها من التصريفات.

الفصل الثلاثون: في النمط العاشر من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات.

الفصل الحادي والثلاثون: في الحروف العربية وما لها من الكواكب والخدام والمعادن والخلوات.

الفصل الثاني والثلاثون: في أسرار كشف العروش المعنويات.

الفصل الثالث والثلاثون: في شرح أسرار دائرة الإحاطة وما ظهر منها من التأملات والتعريفات.

الفصل الرابع والثلاثون: في علم الزايرجة ونسب الحروف والبروج والموازين المشهورات.

الفصل الخامس والثلاثون: في الخافية الحرفية بالقواعد الجفريات.

الفصل السادس والثلاثون: في الفيض الرباني والنور الشعشعاني والحجر المكرم وخواص النباتات.

الفصل السابع والثلاثون: في أعمال السيميا وجميع المقالات.

الفصل الثامن والثلاثون: في استخدامات الحروف وخلواتها على الجمل والتفصيلات.

الفصل التاسع والثلاثون: في شرح أسماء الله الحسنى كما وردت بطريق الإيضاح والتفصيلات.

الفصل الأربعون: في الأدعية المفردة المدعو بها في سائر الليالي والأوقات.

الفصل الأول: في الحروف المعجمة وما فيها من الأسرار والإضمارات

فصل في ذكر الحروف المعجمة إذ هي أصول الكلام وأساسه وبها يرتفع بناؤه

الفصل الأول

في الحروف المعجمة وما فيها من الأسرار والإضمارات

أقول وبالله التوفيق والهداية قد انقسمت مطالب الراغبين إلى قسمين: دنيوي وأخروي، وينقسم كل واحد منهما إلى أقسام بحسب المقاصد، وقد تكلم الناس في معارضة الأوقات، والوقوف على الكواكب والرياضات وأفعال الطلسمات قبل وضع هذا الكتاب والحديث عليه. وهذا العلم متسع رغب فيه خلق، وثابروا عليه لا سيما من وجد لذلك أثرا عظيما فأردت معارضة ذلك بوصف يجري مجرى الخاصة فيما نحاه أهل هذا العلم، وتكلمت فيه الحكماء الأوائل ووافق على ذلك القول كثير من الناس، فتلك إن كثرت في الدنيا أضرت في الآخرة، وهذا الذي أذكره لك تنتفع به في الدنيا والآخرة.

فصل في ذكر الحروف المعجمة إذ هي أصول الكلام وأساسه وبها يرتفع بناؤه

واعلم أن للأعداد أسرارا كما أن للحروف آثارا، وأن العالم العلوي يمد العالم السفلي، فعالم العرش يمد عالم الكرسي، وعالم الكرسي يمد فلك زحل، وفلك زحل يمد فلك المشتري، وفلك المشتري يمد فلك المريخ، وفلك المريخ يمد فلك الشمس، وفلك الشمس يمد فلك الزهرة، وفلك الزهرة يمد فلك عطارد، وفلك عطارد يمد فلك القمر، وفلك القمر يمد فلك الحرارة، وفلك الحرارة يمد فلك الرطوبة، وفلك الرطوبة يمد فلك البرودة، وفلك البرودة يمد فلك اليبوسة، وفلك اليبوسة يمد فلك الهواء، وفلك الهواء يمد فلك الماء، وفلك الماء يمد فلك التراب، وفلك التراب يمد فلك زحل. فلزحل في العلويات حرف الجيم، والأعداد الواقعة عليها ثلاثة على الجملة. وأما على التفصيل فثلاثة وخمسون هكذا الميم بأربعين، والياء بعشرة، والجيم بثلاثة وهو أيضا بثلاثة أحرف، وله من السفليات حرف الصاد وهو في العدد تسعون وتلك في العلويات على الجملة خمسة وهو حرف الهاء، وله من الأوفاق المخمس. وفلك المشتري ستة وهو حرف الواو وله من الأوفاق المسدس. وأما تصريف فلك الزهرة فله حرف الزاي وله من الأوفاق المسبع وأما تصريف فلك عطارد فله من العدد ثمانية وهو حرف الحاء وله من الاوفاق المثمن. وأما تصريف فلك القمر فله من العدد تسعة وهو حرف الطاء وله من الأوفاق المتسع، وزحل له المثلث المشهور بين العلماء فافهم ذلك.

فصل في نسبة الذات الإنسانية

فصل في نسبة الذات الإنسانية

فالعرش له حرف الألف، والكرسي له حرف الباء، وزحل له حرف الجيم، وهكذا إلى القمر كما تقدم.

فصل: والحروف على أنواع منها ما يبدأ به على اليمين وهي حروف العرب، ومنها ما يبدأ به على الشمال وهي الرومية واليونانية والقبطية، وكل كتابة على اليمين متصلة، وكل كتابة على الشمال منفصلة فافهم ذلك. والحروف ثمانية وعشرون غير لام ألف وهي تمام التسعة والعشرين وذلك عدد المنازل القمرية، ولما كانت المنازل يظهر منها فوق الأرض أربعة عشر كانت هذه الحروف منها ما يدغم مع لام التعريف وهي أربعة عشر حرفا كما ترى: ن ت ث د ذ ر ز ط ظ ل ص ض س ش، ومنها ما يظهر معها وهي أربعة عشر حرفا كما ترى أ ب ج ح خ ك م ع غ ف ق ه‍ وي، وأول الحروف الألف وما بعدها من الحروف كالطاآت والتعريفات والراآت وهي من جانب الألف وما بعدها فإذا نظر ناظر إلى الحروف وجد لها انطباقا في النفس قبل وجودها في الشكل فافهم. فالألف في الحروف هي الواحد في الأعداد والأعداد قوة روحانية لطيفة، فالأعداد بناء على ذلك من أسرار الأقوال، كما أن الحروف من أسرار الأفعال، وللأعداد في عالم البشر أسرار ومنافع رتبها جلت قدرته كما رتب في الحروف أسرار النفع كالدعاء والرقى وغير ذلك مما ظهر تأثيره للعالم بأنواع الأسماء.

واعلم أن الحروف لا وقت لها يحصرها وإنما هي تفعل بالرياضة والخاصية لمن شاء، والأعداد تفعل بالطلسمات فهي مرتبطة بالاعتبارات العلويات، فحرف الدال له من الأعداد أربعة فمن أقام شكلا ضرب ٤ في ٤ ووضع فيه نسبة عددية في يوم الاثنين يوم ولد النبي صلى الله عليه وسلم ويوم مبعثه ويوم وفاته في شرف القمر على ثلاث درج من الثور سالما من النحوس ولتكن الساعة للقمر، وتكتبه بعد طهارة كاملة، وصلاة ركعتين بآية الكرسي والإخلاص مائة مرة في رق طاهر، فمن حمل هذا الوفق معه يسر الله تعالى له الحفظ والفهم ويعظم قدره عند العالم العلوي والسفلي أجمع، وإذا حمله مسجون تخلص بإذن الله تعالى، ومن حمله على راية هزم به الأعداء من الكفرة والباغين، ومن حمله وخاصم به أحدا فإنه يغلبه ويقهره، وأعداده الواقعة عليه ٤ في ٤، وشكله من ضرب ٤ في ٤ وهو للعناصر الأربعة النار والهواء والتراب والماء وهي الصفراء والبلغم والدم والسوداء، فهذه أربعة لأربعة فله قوة الطبائع واعتدالها، وظهر هذا الحرف الكريم في اسمه تعالى الدائم خصوصا وفي اسمه الودود، ولم يتقدم في الدائم غير الدال ولذلك كان في الاسمين الشريفين الكريمين أحمد ومحمد وهو يشير إلى أن الدوام آخر المنتهى لا أوله، فهو بعد الدال للدوام وإنما تقدمت في اسمه الدائم لأن له الديمومة أولا وآخرا فأشرك عباده في دوام البقاء بعد الفناء في الآخرة، وهذا الحرف للعرش لأن العرش لا يتبدل وجوده لأنه أول عالم الاختراعات وهو أول عالم الأبد وإليه معارج الأرواح، وفيه مراتب العقول، وفيه أنوار الرحمة. وقد كشف ذلك بعض العارفين بالله تعالى على القسم الذي قسم له حارثة رضي الله تعالى عنه، حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أصبحت يا حارثة؟ فقال حارثة: يا رسول الله أصبحت مؤمنا حقا فقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حقيقة إيمانك؟ فقال حارثة: أصبحت وقد عرضت نفسي على الدنيا، وقد استوى عندي حجرها وذهبها وحيّها وميّتها وغنيّها وفقيرها، وكأني أنظر إلى عرش الرحمن بارزا، والناس يساقون إلى الحساب وإلى الجنة وإلى النار. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد عرفت فالزم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الأرواح إذا باتت على طهارة من الوضوء فإنها تبيت ساجدة تحت العرش.

وحرف الدال له من الأسرار الديمومية والبقاء، وأما الودود فاسم من الود والود مشترك، وهو ظاهر الحب، والحب باطن الود، وأول الود المحبة، والود ينقسم إلى قسمين: ظاهر وباطن فظاهره الود وباطنه الحب، فالود مسكنه القلب وهو أكشف عوالم القلب، والعشق لطيفة بين الحب والود مسكنه الشغف، والحب باطن العشق ومسكنه الفؤاد، لأن القلب له ثلاث تجويفات: إحداها في أعلاه مما غلظ منه وهو نور ساطع وهو محل الإسلام ومعاني الحروف هنالك مشكلة، وهو أيضا محل القوة الناطقة في الإنسان المدبرة لمعاني الإرادة المنبعثة من النفس، والثانية في وسط القلب وهي محل التفكر والتذكر وهو نور ساطع وهو محل السكينة، ومحل الخيال فيما تلقيه الروح، والثالثة في آخره وهي أرقه وألطفه ويعبر عنها بالفؤاد وهي محل الإيمان والعقل والنور والتصرف والأسرار، وميزان العقل ولطائف الحكم ومحل حب الحياة الطبيعية من الحرارة اللطيفة، ولهذا الفؤاد عين نورانية يدرك بها حقائق الملكوتيات وأسرار العلويات الجزئيات والكليات وموازين الحقائق وهي محل الأنوار الوهبيات وأسرار العلويات وتلك البصيرة التي ينظر بها وهي التي قال الله تعالى فيها: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوْبُ الَّتِيْ فِي الصُّدُوْرِ} والتجويف الوسط الذي هو محل العشق عين نورانية بها يدرك الطلب ومنها ينبعث الجد في الطلب والشوق إلى الشيء المطلوب، وهي أسرع تعلقا بالأشخاص للطافتها، وبها ينكشف عالم الملك وما حواه من صنع الله تعالى، وبها يقع الاستحسان للمستحسنات.

ثم للتجويف الأول عين نورانية ينظر بها إلى أسرار المحسوسات وأطوار المركبات وحقائق الحروف وأسرارها وعظيم ما أودع الله تعالى فيها من أسرار الأسماء وحقائق معارفها، وبه كان ودها لعباد الله تعالى ولتعظيم الله تعالى بمعرفتها به، وبما أنعم الله عليها به من كشفها أسرار المحسوسات، وتلك بصائر القلوب كلها إلا أنهم متباينون في اختلاف الأمور. وقد تقدم في مواقيت البصائر ولطائف السرائر أن أرواح الوحي في كتاب الله ثلاثة: روح الأمين وروح القدس وروح الأمر، فالوحي من الروح الأمين يدل على التجويفة الأولى لأنها البرزخية التي بين النطق واللسان فهو أول مراتب الوحي في التنزيل كل بما قسم الله له من الإلهام والوحي على القلوب، وبعده روح القدس وهو أنوار ما يرد في اللوح المحفوظ إلى المرتبة الثانية من القلب فتثبت الإيمان والبصيرة الفكرية، وتظهر أنوار الحكم وأنوار المواد الربانية واللطائف الإيمانية، ثم المرتبة الثانية وهو محل النور الأقدس وهو محل السمع أيضا وهو محل العقل، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى ولا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ وذلك لم يرد به موت الحس وإنما أراد به موت الكفر والعصيان، ولم يرد بالصمم عن الآذان لأن حاسة السمع موجودة وإنما أراد بهذا السمع الذي في الفؤاد وهو محل العقل وهو محل تنزل روح الأمر الذي يشير إلى التمكن

وحقيقة الجمع وما اختص بهذا التنزيل إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد شرحنا أدوية القلوب وخزائنها وأنوارها وبصائرها في كتابنا المسمى بمواقف الغايات في أسرار الرياضات فراجعه تجده محكما إن شاء الله تعالى [قال تعالى]: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا أي فيوجد في قلوبهم ودا آخذا بمجامعها فيودونه، وذلك أنهم يودون قلوبهم بأنواع الأذكار وأطوار القراآت فلا يتركون من أعمال القلب ما لا ينصرون به ولا يودون أنفسهم إلا بقطع العوائد، والمألوفات إلى أن يحصل لها ود من الله تعالى فينقلب حديثها نطق حكمة وحركتها ارتقاء درج، ويود روحه بالحقائق الإيمانية والدقائق الإسلامية ونور الأسرار الشرعية والأنوار الدينية إلى أن يظهر على الروح آثار الود فينظر المعاد كشفا وما أعد الله تعالى، من أنواع النعيم لأوليائه والعذاب لأعدائه فيتزايد طبعها في طلب الرجعة إلى الله تعالى والاشتياق إليه ويزيد عقله في التفكر في المصنوعات فيما أودع الله من أسرار آياته، ويوده بترك جميع العلائق والمألوفات، ويوده بامتثال أمره وهو على الطهارة، ولا يأمر إلا بالخير النافع، فإذا توجه القلب إلى الود عاد ناظرا في أسرار عجائب الملكوت، فأطوار المخاطبات الوحييات الإلهيات والحقائق العلويات.

ولنرجع إلى ما كنا بصدده من حرف الدال وفوائده:

من كتب حرف الدال خمسة وثلاثين مرة، وهو عدد الواقع عليه، وكتب معه شكل المربع على حريرة بيضاء والقمر في بيته محفوظا من المشتري، وحولها حرف الدال خمسة وثلاثين مرة، ويضعها في جوف الخاتم في ذلك الوقت، ويلبسه على طهارة كاملة وصوم وصفاء باطن أدام الله تعالى عليه الرزق والخير.

ومن أكثر من ذكر اسمه الدائم حصل له ذلك. وقد ذكرنا جملة من خواص اسمه الدائم والدال من الحمد في كتابنا علم الهدى وأسرار الاهتداء فراجعه ومن رسمه على هذه الصفة وحمله معه نال جميع المقاصد عند الملوك والحكام وأحبه من رآه، وينال الحظ الوافر، وهذه كتابته في حريرة صفراء ويكون القمر في بيت السرطان أو في بيت المشتري محفوظا منه، وبخره بكل ذي رائحة طيبة وهذه صفته.

وذكر بعضهم أن من كتب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثين مرة، في بطاقة بعد صلاة الجمعة وحمله معه، رزقه الله تعالى قوة على الطاعة ومعونة على البركة، وكفاه همزات الشياطين، وإن أدام النظر إلى هذه البطاقة وهو يتخيل اسم النبي صلى الله عليه وسلم محمد واسمه أحمد وكيف كمل الاسمان الشريفان المباركان المعظمان المكرمان المبجلان بهذا الحرف الكريم وهو الدال، ويديم النظر إليهما عند طلوع الشمس في كل يوم وهو يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، يسّر الله له أسباب الطاعة والسعادة العظمى، وذلك بحسب القبول وصدق النية وصفاء الباطن وهو سر لطيف جدا. ومن كتب شكله العددي وحمله، آمنه الله تعالى من الأعداء المضرّين من أي العوالم كانوا.

ومن كتبه ومحاه وسقاه لمن يشتكي حمى مطبقة نفعه ذلك كثيرا.

ومن تحقق ألم السم من العقارب والحيات وشربه، آمنه الله منه.

ومن كتب شكله العددي وحمله معه، آمنه الله تعالى من الأعداء المضرين من أي العوالم كانوا وهذه صورته.

وأما الحرفي فخاصيته: يذهب النسيان ويحد الفهم والعقل، لمن استدام شربه في ماء المطر وعسل نحل، وينفع لمن يشتكي صدره.

وإذا نقش والقمر في العقرب والمريخ ينظر إليه نظر عداوة في لوح من نحاس ويحميه في النار، فهو عظيم للدغ العقرب، إذا سقي ماءه بعد أن يغمس الخاتم فيه.

ولما كان هذا الشكل المربع مجموع الألفات الأربعة التي هي سر العقل وسر الروح وسر النفس وسر القلب فالألف في العدد واحد، وإذا ضربت الأربعة في نفسها بلغت ستة عشر وهو انتهاء العدد التفصيلي، لأن العرش والكرسي والسموات السبع والأرضين السبع الجملة ستة عشر، وهذا العدد هو انتهاء هذا الشكل المربع الذي هو ستة عشر بيتا، ففي الستة عشر شفعية الأربعة عشر وهي السموات السبع والأرضون السبع، وفيه شفعية البروج وهي اثنا عشر، وفيه شفعية الثمانية وهم حملة العرش، وفيه شفعية الستة وهي الحدود الجثمانية وهي: فوق وتحت وخلف وأمام ويمين وشمال، وفيه شفعية الأربعة وهي شفعية النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وفيه شفعية الاثنين وهما شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه سبعة أشفاع، وفيه من الوترية وتر الخمسة عشر وهي الكرسي والسموات والأرضون، وفيه وتر الثلاثة عشر وهي القلم واللوح والصورة وروح القدس والكرسي والعرش والسموات السبع، وفيه وترية الإحدى عشر وهي ما في عالم الإنسان من الحواس الخمس وهي: السمع والبصر والشم والذوق واللمس والجهات الست الفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام، وفيه وترية التسعة وهي ذوات الإنسان وطبائعه الثمانية وهي الحرارة واليبوسة والبرودة والرطوبة، فالصفراء حارة يابسة، والهواء حار رطب وهو طبع الدم، والبلغم طبعه

بارد رطب، والسوداء باردة يابسة، فهذه ثمانية منفصلة، وفيه وتر السبعة وهي وتر الأفلاك السبعة فلك زحل وفلك المشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر ووتر الأيام السبعة والسموات والأرضين السبع وكل مسبع، وفيه وتر الخمسة وهي الصلوات الخمس، وفيه وتر الثلاثة وهو: الدور الثلاثة دار الدنيا ودار البرزخ ودار الآخرة، وفيه وتر الواحد وهو وتر العقل فاجتمع في الستة عشر، ثمانية أشفاع، وثمانية أوتار وكل شفع يتلقى كل وتر، وكل وتر يتلقى كل شفع، مثال ذلك واحد وواحد اثنان، وثلاثة وثلاثة ستة وهكذا إلى آخره وكذلك الأشفاع.

وأما شكل العددي بالقلم الطبيعي وهو الهندي على ما يأتي بيانه وهذا القلم أولى به وأحق وله في الحروف أسرار عجيبة، وذلك أن تضع شكلا ومكان هذه الأعداد حروفا، ويكون بعد صيام أسبوعين لا تأكل فيها ليلا إلا الخبز وحده بشرط الرياضة ودوام الطهارة وذكر الله تعالى، ثم اعمد إلى صفيحة مربعة من قصدير مصفى منقى، وانقش عليها هذا الشكل الحرفي وأنت مستقبل القبلة بعد صلاة ركعتين بالفاتحة وآية الكرسي مرة والإخلاص مائة مرة في يوم الخميس في ساعة المشتري عند طلوع الشمس، والقمر محفوظ من المشتري والشمس، والطالع الجوزاء، وبخّره بالمصطكى والصندل الأبيض كل يوم خميس، فلا بس هذا الخاتم يسهل الله له أمور الدنيا والآخرة والديانة، ويوفقه للأعمال الصالحة والطاعات، وتيسر له أسباب الرزق ويبارك الله تعالى فيما بين يديه.

ومن كتبه ووضعه في دكانه أو صندوقه، كثر ماله ورزقه، ويكون معه كلامه المخصوص به طلب الرزق وحصول البركة على ما يأتي بعده إن شاء الله تعالى.

ومن كتبه يوم الخميس في رق ظبي عند طلوع الشمس وحمله في مخيط ثيابه، أمن بعون الله تعالى من اللصوص وجميع المكاره، وكل ما يخاف ويحذر. وهو أول موضوعات الأعداد، وسأنبئك عن شيء من أسرار الأعداد وما أبرزه الله فيها وصفة منافعها ومضارها وتصاريفها، وسر الحروف المعجمة التي في كتاب الله تعالى، وهي أوائل السور التي هي ثمانية وعشرون سورة لا يطلع عليها إلاّ خواص خلقه، وما في أسماء الله التي هي كنوز الأسرار ومجاري الأقدار، ومعرفة اسم الله الأعظم الكبير الأكبر وما فيه من الأسرار الإلهية وصفات الربوبية ما لا تجده في كتاب ولا تقف عليه في ديوان مما جمعته من درر العلوم وغوامض الأسرار حتى ينتفع به من يقرؤه ويفهم معناه إن شاء الله تعالى، وهذه صورته وصفته كما ترى:

وله دعاء عظيم منظوم من شكله وحروفه أ ب ج د ه وز ح ط ي، زيد عليها الياء وهو العاشر وانتظم منها هذه الدعوة الشريفة وهي هذه: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم يا هو يا واحد يا أحد يا هادي يا برّ يا بارئ يا بصير يا بديع يا باسط يا باقي يا جليل يا دائم يا وارث يا ودود يا حي يا حكيم يا حق يا حليم يا ظاهر يا مظهر أجب دعوتي واقض حاجتي يا رب العالمين.

الفصل الثاني: في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الأوقات والساعات

ولما تقدم أن الحروف ثمانية وعشرون على عدد المنازل الثمانية والعشرين كان الظاهر منها فوق الأرض أربعة عشر منزلة وتحت الأرض أربعة عشر، فإذا غابت منزلة طلعت الخامسة عشر نظيرها وهكذا أبدا، ولذلك كانت الحروف خمسة عشر منقوطة وأربعة عشر بلا نقط، والمنقوطة هكذا ب ت ث ج خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي، وغير المنقوط من الأحرف هكذا: أ ح د ر س ص ط ع ك م ه‍ ولا. واعلم وفّقنا الله وإياك أن الحروف غير المنقوطة منازل السعودات، والمنقوطة منازل النحوسات، وما كان له نقطة واحدة كان أقرب إلى السعد، وما كان له نقطتان كان متوسطا في النحوسات، وما كان له ثلاث كان نحسا أكبر مثلها الشين والثاء فتدبر ذلك واعلم أن المنازل لها أشكال مختلفة الوضع في الخلقة الإلهية لا تشبه بعضها بعضا، والقمر خلقه الله مستديرا وكذلك الشمس لسر خفي لا يمكن شرحه، لأن إفشاء سر الربوبية كفر فالقمر إذا نزل بمنزلة النطح كان له إشارات تدل عليه وكلام طويل، سيأتي بعضه ولكن للحيطان آذان، والأحسن في هذا الكتمان فافهم ما أشرت به وتدبره ترشد.

الفصل الثاني في الكسر والبسط وترتيب الأعمال في الأوقات والساعات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته وفهم أسرار أسمائه، أن الشمس والقمر ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وذلك أن القمر إذا كان بمنزلة النطح كان له حرف الألف، وكان بسر الألف فإذا نزل بتلك المنزلة فيتجلى من تلك المنزلة روحانية الألف، فيظهر الغضب في أجزاء العالم، وأكثره في أشراف أهل الدنيا وأكابرها، فيجد كل أحد من الخلق القهر والغضب في باطنه على النوع الذي فيه رتبه الإنسانية فمن تفقد ذلك وجده. فينبغي للإنسان أن يسكن في تلك الساعة ويشغل جوارحه في عبادة الله تعالى وكثرة الدعاء والذكر ولزوم الطهارة في تلك المدة وقبل المدة لأنه يحصل فيها بعض تنغيص النفوس حتى لا يدري الإنسان ما سبب قبضه، ويصير متعجبا في نفسه، وذلك أن الألف هي أول مراتب الآحاد في الأعداد والحروف فلا شبهة له فيها، ولذلك وقع الانزعاج في العالم السفلي فافهم ذلك. وفيه تنغيص من أردت تنغيصه وقبضه من أصحاب الدنيا من أهل الجبر والتكبر، فإنه يناسب تنغيصه وقبضه لما في حرف الألف من الحرارة واليبوسة، وهو وجه الأحمر، والأحمر حار يابس طبيعته النار محرق محبس، فإذا دعوت فيه بأسماء حارة يابسة من طبعه إذا كان القمر في النطح طالعا على الأفق الشرقي والقمر فيه فيصحّ ما ذكر.

ومن كتب حرف الألف مائة مرة وإحدى عشرة مرة في نحاس أحمر أو حديد أو شقف فخار أحمر على اسم من أردت تنغيصه وقبضه، وادفنه في داره بعد تبخيره من جنسه، ويكون فيه الحرارة مثل الحرف مما يناسبها، وادع بالأسماء مائة وإحدى عشرة مرة، وهي الأعداد الواقعة عليه، وذلك أن تأخذ حروف اسم من أردت تنغيصه وابسطها وانظر الغالب عليه في اسمه من الطبائع الأربعة وهي: الحرارة واليبوسة والبرودة والرطوبة، فتأخذ تلك الحروف الحارة واليابسة من اسمه، وتضعها بين يديك في لوح، وتضيف إليه حروف المريخ والنطح والقمر، وتجعل منها اسما من أسماء الله تعالى، وتدعو بها

العدد المذكور واجمع همتك في قمعه وقهره يكون ذلك. مثاله: زيد وعمرو فضع الحروف هكذا ع م ر وم ر ي خ ن ط ح ق م ر مقطعة مبسوطة، فهذه أربعة عشر حرفا منها ناري وهوائي وترابي ومائي وهي: وي ن، ومن الحروف الرطبة حرف واحد وهو حرف ق، فكانت الحروف الحارة المكررة أربعة م م م ط واليابسة مكررها ستة حروف وهي: ح ع ر ر ر خ والحارة ثلاثة أحرف، والرطبة واحد، فانحصرت الأربعة عشر حرفا ههنا فكان الغالب على هذه الحروف الحرارة وحر اليبوسة فخرج لنا من أسماء الله تعالى هذه العزيمة تقول: أقسمت عليك يا سمسمائيل بالذي خلقك فسواك وجعلك نورا في فلكه إلا ما كنت عدتي فإني سلطتك على ٦٥٢، وعونا لي فيما أريد من الانتقام من كذا وكذا وفقد حواسه، ويمتزج بحرارة المريخ في حرارة طبعه، وتهيج فيه حرارة النار بقمع أوصاله، وتقبض بها على بطنه وقلبه، وتتلف بها عقله وتترك عليه ملائكة العذاب ونار المريخ وتحرك النيران والصداع وسائر الأوجاع بحق المريخ وما فيه من نحس ونار، وبحق منزلتك العالية المقدار اليابسة الحارة المنتقمة من الظلمة الطاغين والباغين، وأرسل إليه روحانية هذا الجبار الطاغي المتكبر الباغي وسكنوا في جسمه من عذاب الأسقام، وسلطوا على باطنه القهر والغضب والانتقام، فإني أقسمت عليكم بالقويّ المحيط الظاهر الحي القيوم النور المؤمن المقدم المؤخر مفيض الأنوار ومعطي الأسرار، وبحق النار والشرار والكوكب الأحمر، وبحق الله الواحد القهار أجيبوا طائعين مسرعين لأسماء رب العالمين.

المنزلة الأولى الشرطين وله حرف الألف وله وفق عظيم هوائي، وكوكبه المريخ، وخادمه الأحمر وهو حرف قوي الفعال، إذا ضربته في مثله أظهر الطاعة وهو نهاية الآحاد. واعلم أن هذا الحرف الشريف له قوة في تصريف سائر الحروف لأنه كالأب فافهم.

ومن خواصه للمحبة يكتب كما بيناه في ساعة سعيدة وإن مزجت اسم الشخص الذي تريد العمل له مع حروف الوفق كان أجمل وأقوى في الأفعال وهذه العزيمة تقول: أقسمت عليك يا سمسمائيل وخدمتك وأعوانك من العلوية والسفلية، وخدام حرف الألف جميعا إلا ما سمعتم وأطعتم وهيجتم كذا وكذا، وبحق ما أقسمت به عليكم، وبحق حرف الألف وما أنزل الله فيه من الأسرار التي لا يطلع عليها أحد إلا العارفون بالله تعالى، وبحق أبجد وما فيها من الخواص إلا ما أجبتم بالطاعة كما دعوتكم إليه وبما أقسمت به عليكم وهذه صورته كما ترى فافهم ترشد.

وهذه دعوة حرف الألف الذي تدعو بها العدد المتقدم سبحانك لا إله إلا أنت يا رب كل شيء ووارثه يا إله الآلهة رفيع جلاله يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض.

وقس على هذا ما يناسبه من الأعمال والأفعال ينجح عملك والله الموفق للصواب.

وإن أردت لأعمال الفساد فافعل كما ذكرنا أولا من تنغيص وهلاك ودمار وما أشبه ذلك، وقس عليه وافعل تنل المقصود والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

المنزلة الثانية منزلة البطين وهو لحرف الباء إذا نزل القمر بها ينحدر منه بأمر الله تعالى قوة روحانية تصلح للغضب وما تقدم ذكره، فيه يشرب الدواء ويتحرك فيه الأكابر وأبناء الدنيا وملوك الأرض لأنه الوجه الثاني من الحمل وهو وجه الشمس، وفيه يكون شرفها في تسعة عشر درجة منه يوم أربعة من أبريل، والشمس سعيدة إلا أنها حارة يابسة فسعدها وشرفها في هذا الوجه، تعمل فيه للقبول والدخول على الملوك وما يقصد منها، فإن الحوائج تقضى واعمل للمحبات والقبول وجلب القلوب أو جذبها، وتصلح لعمل الصناعات الحكمية والأكاسير الذهبية وتدبيرها.

المنزلة الثالثة منزلة الثريا ولها حرف الجيم إذا نزل القمر بها ينحدر منها روحانية ممتزجة الحرارة والرطوبة والبرودة، وسعد متوسط، جيد السفر، وممازجة الأشراف والدخول على الأكابر وأرباب الدنيا وأهل القلم، لأن الثريا مجتمعة بكثرة من النجوم.

ولذلك كان الاجتماع بما ذكرنا جيدا ولها وفق عظيم يعمل في شرفها ويحمل، وبه كان أبو جعفر البرمكي مقبولا عند الرشيد ونال منه ما أراد. فإن حامله إذا دخل به على الملوك والأكابر نال مراده منهم ولا أحد يخالفه فيما يريد وهذه صورته فافهم ترشد والله أعلم.

المنزلة الرابعة منزلة الدبران ولها حرف الدال إذا نزل القمر بها ينحدر منها روحانية رديئة، تعمل فيها ما يليق لها من الأعمال المضرة والفساد وما يليق بذلك.

المنزلة الخامسة منزلة الهقعة ولها حرف الهاء إذا نزل القمر بها ينحدر منها روحانية ممتزجة بالحرارة المتوسطة يعمل فيها أعمال الخير وبعضها من ضده.

المنزلة السادسة منزلة الهنعة ولها حرف الواو وهي منزلة سعيدة، تصلح للألفة والاجتماع بين المتباعدين لأنها تنزل معها روحانية صالحة، تعين الأمراض في العلاجات، معينة على أعمال البر والصلاح والنجاح.

المنزلة السابعة منزلة الذراع ولها حرف الزاي، إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية صالحة تعين الأمراض في العلاجات، وربما من واظب على ذكره فتح عليه بشيء من الملكوت، وهي جيدة للاعتكافات وطلب الحقيقة، وهي صالحة لجميع الأعمال.

المنزلة الثامنة منزلة النثرة ولها حرف الحاء إذا نزل القمر بها يتجلى منها روحانية غير معينة على الخير، تعمل فيها أمور الفساد.

المنزلة التاسعة منزلة الطرفة ولها حرف الطاء إذا حل القمر بها، تنزل منها روحانية فعلها رديء كالمتقدمة.

المنزلة العاشرة منزلة الجبهة ولها حرف الياء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة بين الخير والشر، اعمل فيها ما يليق بها.

المنزلة الحادية عشر منزلة الزبرة ولها حرف الكاف إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية صالحة لنمو الأرزاق وطلب الحوائج، تعمل فيها ما يليق بها.

المنزلة الثانية عشر الصرفة ولها حرف اللام إذا نزل القمر بها ينحدر منها روحانية ممتزجة للخير والشر، تعمل فيها ما يليق بها.

المنزلة الثالثة عشر منزلة العواء ولها حرف الميم إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة، لا يتحرك فيها إلا لركوب البحر لا غير.

المنزلة الرابعة عشر منزلة السماك ولها حرف النون إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية لا تعين على خير، فلا تفعل فيها شيئا البتة.

المنزلة الخامسة عشر منزلة الغفر ولها حرف السين إذا نزل القمر بها ينحدر منها روحانية صالحة تعين على جميع الحركات الدنيوية والأخروية، فاعمل فيها ما تشاء ينجح عملك.

المنزلة السادسة عشر منزلة الزبانا ولها حرف العين إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة، لا يتحرك فيها إلا الخير.

المنزلة السابعة عشر منزلة الإكليل ولها حرف الفاء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية غير معينة على فعل الخير، فاعمل فيها ما يناسب من أمور الدنيا الصالح نفلح.

المنزلة الثامنة عشر منزلة القلب ولها حرف الصاد إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية تعين على أفعال الخير، فاعمل فيها ما يناسب من الأعمال الصالحة.

المنزلة التاسعة عشر منزلة الشولة ولها حرف القاف إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة، فلا يتحرك فيها بشيء من أعمال الدنيا.

المنزلة العشرون منزلة نعائم ولها حرف الراء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة طاهرة تصفي القلوب وتفرح النفس جيدة لكل ما يحاول فيها من أمور الدنيا والآخرة.

المنزلة الحادية والعشرون منزلة البلدة ولها حرف الشين إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة، لا تصلح لشيء من أمور الدنيا ولا منفعة للحركة فيها ولا مضرة.

المنزلة الثانية والعشرون منزلة سعد الذابح ولها حرف التاء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة، لا تصلح لشيء من أمور الدنيا، ولا منفعة للحركة فيها ولا مضرة.

المنزلة الثالثة والعشرون منزلة سعد بلع ولها حرف الثاء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية معتدلة الطبع، اعمل فيها جميع أعمال الخيرات.

المنزلة الرابعة والعشرون منزلة سعد السعود ولها حرف الخاء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية سعيدة للحركة، معتدلة الطبع تعين على أفعال الخير كلها، فافعل فيها ما تريد من أعمال الخير.

المنزلة الخامسة والعشرون منزلة سعد الأخبية ولها حرف الذال إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية سعيدة تعين على أفعال الخير كلها، فافعل بها ما أردت من أعمال الخير.

المنزلة السادسة والعشرون منزلة الفرع المقدم ولها حرف الضاد إذا حل القمر بها ينزل منها روحانية سعيدة تعين على أفعال الخير كلها، فافعل فيها ما تريد.

المنزلة السابعة والعشرون منزلة الفرع المؤخر ولها حرف الظاء إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية ممتزجة، تمتنع فيها المحاولة والأسباب.

المنزلة الثامنة والعشرون منزلة الرشا ولها حرف الغين إذا نزل القمر بها ينزل منها روحانية حسنة محمودة طيبة، تعين على طلب العلوم، والدعاء فيها مجاب لا محالة والأعمال الصالحة فيها تامة. فانظر يا أخي ما أقامه الله تعالى بالحروف من الفوائد ولما كانت منها يتألف كلام الله تعالى وبها تصرف أسماء الله تعالى، وبها تفهم عن خطابه كان المعنى الذي في باطنها الروحانية النازلة من المنازل، وكما أن القرآن العظيم فيه آيات الرحمة وآيات العذاب كانت آيات الرحمة ملائكة سعد في حق المرحوم بها، وآيات العذاب ملائكة نحس للمعذب بها، وآيات مقتضية للوعد والوعيد، فتلك المعبر عنها بالروحانية الممتزجة، وليس ذلك إلا في حق الإنسان، وليس في حق الملائكة نقص، وهم خير محض ولا ينافي أن الإنسان خير محض هو الاسم القائم به، وشر محض وهو الكافر، وخير ممتزج وهو المؤمن العاصي الذين قال الله تعالى فيهم: وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا وآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ فهذه عمدة الأسرار في الحروف استدارت الأدوار على النقطة على إظهار التركيب إلى يوم البروز إلى الدنيا كل منزلة وكل روحانية وكل حرف مجتمع في كمية النقطة في أربعين يوما، ثم كذلك إلى آخر المنازل، فآخر الحروف حروف روحانية تجمع السعودات والنحوسات، فلو لا هذه التفرقة الحرفية والدورة الفلكية لما علم الإنسان أسباب السعادة من الشقاوة من النحوس، وأسباب الامتزاج من التخلف، وكل ذلك مفرح من بني آدم.

فصل ولما كانت هذه المنازل مفتقرة إلى البروج الاثني عشر ليظهر فيها حكمته كانت الحروف الاثنا عشر في ست تقطيعات وهي: حروف لا اله إلا الله هكذا ل ا ا ل ا ه ا ل ا ا ل ل ا ه وهي اثنا عشر حرفا على عدد البروج الاثني عشر فيهم يقيم كل برج، ولما كانت البروج منها الثابت ومنها المنقلب، فكذلك هذه الحروف منها ثابت ومنها منقلب فالإثبات ثابت، والنفي منقلب من الوجود إلى العدم الذي هو منه، وليست هذه الحروف المستديرة منها فلك القمر لأن القمر أقرب إلى الأرض من غيره، والحروف

فصل في ذكر الأوقات السعيدة والنحيسة وساعاتها

أقرب إلينا من القمر لأنها مغروزة في جبلة كل إنسان، والحروف تقدم ذكرها على المنازل فأغنى عن إعادتها، وكل شيء يزيد بزيادة القمر وينقص بنقصه حكمة وضعها ومعرفة رتّبها. ألا ترى كيف تزيد الظلمة وغيرها.

ولما كانت السبع الدراري المذكورة جعل الله فيها سر الاهتداء لقوله تعالى: جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وقوله تعالى: جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وقوى هذه السبع الدراري مأخوذة من قوى التقطيعات الباطنة، وهي لا إله إلا الله، فهذه مستمدة من هذه العلويات الأقدسيات، وهذه الحروف الحارة والرطبة والباردة واليابسة فالحارة سبعة أحرف وهي ا ه ط م ف ش ذ والرطبة سبعة أحرف ب وى ن س ت ض والباردة سبعة كذلك ج ز ك ص ق ث ظ، واليابسة. كذلك د ح ل ع ر خ غ، وبيان ذلك أن النار جامعة للحرارة واليبوسة، والهواء جامع للرطوبة والحرارة، والماء جامع للرطوبة والبرودة، والتراب جامع لليبوسة والبرودة، وقد صارت الطبائع الأربعة المذكورة وهي: الصفراء والدم والبلغم والسوداء، فالصفراء طبع النار يابس، والدم طبع الهواء حار رطب، والسوداء طبع التراب بارد يابس، والبلغم طبع الماء بارد رطب، وقد ظهر تأثير ذلك بالعيان، وذلك أن بعض الأسماء قامعة للحمى بالكتابة وهي الأسماء الباردة واليابسة مثل اسمه العدل والشديد يدخلها في مسبع. وبعض الأسماء قامعة للزمهرير وهي الصفراء المحرقة وهذه صورة وفقها كما ترى فافهم ترشد.

فصل في ذكر الأوقات السعيدة والنحيسة وساعاتها

وما يوافق منها للخير والشر

يوم الأحد الساعة الأولى للشمس. اعمل فيها للمحبة والقبول والدخول على الملوك والحكام، ويصلح فيها لبس الجديد. الساعة الثانية للزهرة. وهي ساعة مذمومة لا تفعل فيها شيئا من الأشياء جميعها. الساعة الثالثة لعطارد. سافر فيها واكتب فيها للعطف والمحبة والقبول وما أشبهها. الساعة الرابعة للقمر. لا تبع فيها شيئا ولا تشتر ولا تصلح لشيء. الساعة الخامسة لزحل. اعمل فيها للفرقة والبغضاء والعداوة وشبهها. الساعة السادسة للمشتري. اطلب فيها الحوائج من الملوك. الساعة السابعة للمريخ. لا تعمل فيها شيئا. الساعة الثامنة للشمس. اعمل فيها جميع الحوائج فإنها صالحة لجميع الأمور وهي سعيدة جدا. الساعة التاسعة للزهرة. اكتب فيها لجلب الناس وعطف القلوب وما أشبه ذلك. الساعة العاشرة لعطارد. اعمل فيها ما تريد فإنها محمودة. الساعة الحادية عشر للقمر. اعمل فيها الطلسمات والخواتم وما أشبه ذلك فإنها جيدة. الساعة الثانية عشر لزحل. لا تعمل فيها شيئا فإنها نحيسة لا تصلح لشيء إلا للمضرات.

يوم الاثنين الساعة الأولى للقمر تصلح للمحبات وعقد الألسنة وجلب القلوب. الساعة الثانية لزحل. تصلح للسفر ونجح الحوائج كلها. الساعة الثالثة تصلح للزواج وكتب الكتاب والمحاكمات.

الساعة الرابعة للمريخ. تصلح للأعمال الرديئة مثل النزيف والرعاف والسقم والهلاك وما أشبه ذلك.

الساعة الخامسة للشمس. تصلح لقضاء الحوائج وعقد الألسنة وجذب القلوب. الساعة السادسة للزهرة. تصلح لعمل الطلسمات وغيرها. الساعة السابعة لعطارد. تصلح لقضاء الحوائج وعقد اللسان وجذب القلوب. الساعة الثامنة للقمر. تصلح للزواج والصلح بين المتباغضين. الساعة التاسعة لزحل.

تصلح للفرقة والنقلة والبغضاء وشبهها. الساعة العاشرة للمشتري. سعيدة جدا تصلح لكل شيء.

الساعة الحادية عشر للمريخ. اعمل فيها للعداوة والبغضاء وإهراق الدم. الساعة الثانية عشر للشمس تصلح لعقد الألسنة والعطوفات.

يوم الثلاثاء الساعة الأولى للمريخ. يكون العمل فيها للبغضاء والفساد ونزف الدم والأسقام والأمراض. الساعة الثانية للشمس. لا تعمل فيها شيئا أبدا. الساعة الثالثة للزهرة. تصلح لخطبة النساء والزواج. الساعة الرابعة لعطارد. اعمل فيها لجلب الزبون وللبيع والشراء والتجارة. الساعة الخامسة للقمر. لا تعمل فيها شيئا لأنها نحسة. الساعة السادسة لزحل. تصلح لكتابة العقد والرمد والأسقام وما أشبهها. الساعة السابعة للمشتري. اعمل فيها ما أردت من العطوفات والمحبات. الساعة الثامنة للمريخ. اعمل فيها ما أردت من النزف ورمي الدم والأسقام وما أشبه ذلك. الساعة التاسعة للشمس.

تصلح لعقد النساء والمحبة والتزويج. الساعة العاشرة للزهرة. لا تعمل فيها شيئا فإنها غير محمودة.

الساعة الحادية عشر لعطارد. تصلح لتعطيل الأسفار والعاقة عن الزواج. الساعة الثانية عشر للقمر.

تصلح لأعمال البغضاء والفساد والنقلة والشر والطلاق وما أشبه ذلك.

يوم الأربعاء الساعة الأولى لعطارد. يصلح للقبول والمحبات. الساعة الثانية للقمر. لا تعمل فيها شيئا. الساعة الثالثة لزحل. تصلح لعمل الأمراض والنزيف والتغاوير وما أشبهها. الساعة الرابعة للمشتري. اعمل فيها كل ما تريد من أعمال الخير فإنها جيدا جدا. الساعة الخامسة للمريخ. اعمل فيها لمخاصمة الناس والعمل الرديء فهي مذمومة. الساعة السادسة للشمس. تصلح للسفر في البر والبحر فافعل فيها ما تريد من كل شيء. الساعة السابعة للزهرة. اعمل فيها أيضا ما شئت فإنها محمودة الفعال. الساعة الثامنة لعطارد. تصلح لبكاء الأطفال وكتابة الحجب من العين والنظرة. الساعة التاسعة للقمر. لا تعمل فيها للفرقة والبغضاء والنزيف وشبهه. الساعة العاشرة لزحل. جيدة للدخول على السلاطين والأكابر. الساعة الحادية عشر للمشتري. جيدة اكتب فيها الأوفاق ومقابلة الحكام ومما كان وما أشبه ذلك. الساعة الثانية عشر: للمريخ اعمل فيها للشر والبغضاء.

يوم الخميس الساعة الأولى للمشتري. اعمل فيها لجلب الرزق والزبون والقبول. الساعة الثانية للمريخ. لا تخرج فيها واعمل فيها العقوبات والنزوفات. الساعة الثالثة للشمس. لا تسافر فيها واكتب فيها للقبول والمحبة والعطف. الساعة الرابعة للزهرة. اعمل فيها للمحبات والزواج وغير ذلك. الساعة

الخامسة لعطارد. تصلح لعقد النساء والرجال وكل ما تريد. الساعة السادسة للقمر. تصلح للسفر في البر والبحر وتصلح لكل عمل تريد من أعمال الخير. الساعة السابعة لزحل. احذر فيها المحاكمة وتصلح لمقابلة أصحاب الأقلام. الساعة الثامنة للمشتري. تصلح لكل عمل من أعمال الخير. الساعة التاسعة للمريخ. تصلح للقاء الأمراء والسلاطين والحكام. الساعة العاشرة للشمس. أطلب فيها الحوائج من الأمراء وأرباب المناصب. الساعة الحادية عشر للزهرة. اكتب فيها للقبول والمحبة. الساعة الثانية عشر لعطارد. لا يصلح فيها شيء أبدا فإنها مذمومة.

يوم الجمعة الساعة الأولى للزهرة اعمل فيها التهاييج وخطبة النساء وزواجهن. الساعة الثانية لعطارد. اعمل جميع الطلسمات وكل ما تريد، الساعة الثالثة للقمر. لا تعمل فيها شيئا أبدا فإنها مذمومة رديئة. الساعة الرابعة لزحل. تصلح لتغاوير العيون والآبار وما أشبه ذلك. الساعة الخامسة للمشتري. اكتب فيها لقبول النساء والأكابر وغيرهم. الساعة السادسة للشمس. اكتب فيها لمقابلة السلاطين وقضاء الحوائج. الساعة السابعة للزهرة. اعمل فيها التهاييج وخطبة النساء وزواجهن.

الساعة الثامنة لعطارد. اعمل فيها سائر الأعمال فإنها تنجح وتتم. الساعة التاسعة للقمر. اعمل فيها للفرقة والنقلة فإنها سريعة الإجابة. الساعة العاشر لزحل. الساعة الحادية عشر للمشتري. الساعة الثانية عشر للمريخ. سافر فيها وافعل فيها ما تريد.

يوم السبت الساعة الأولى لزحل. اعمل فيها ما أردت من القبول والمحبات فإن ما لزحل إلا هذه الساعة السعيدة في هذا اليوم في أول الشهر للخير. الساعة الثانية للمشتري. اكتب فيها للصلح بين الناس. الساعة الثالثة للمريخ. اعمل فيها للبغضاء وأعمال الشر. الساعة الرابعة للشمس. ادخل فيها على الملوك واقض الحوائج منهم. الساعة الخامسة للزهرة. الساعة السادسة لعطارد. اكتب فيها للصيد.

الساعة السابعة للقمر. لا خير فيها ولا تعمل فيها شيئا. الساعة الثامنة لزحل. اعمل فيها للأسقام والأمراض والنزوفات الساعة التاسعة: للمشتري اعمل فيها ما شئت من أفعال الخير ينجح. الساعة العاشرة: للمريخ إعمل فيها للشر بالسقم وجميع الأمراض. الساعة الحادية عشر للشمس. اعمل فيها للقبول أيضا وللصلح بين الزوجين. الساعة الثانية عشر تصلح للقبول عند الملوك والوزراء والعظماء.

واعلم أن من عرف الأوقات المناسبة للأعمال من خير أو شر نال مراده من كل ما يريد لأنها أساس العلم، وبابه الذي يدخل منه فيها، وها أنا أوضحت لك ما تكلمه الناس في هذا العلم ليهون عليك العمل به من هذه الجهات، وقد وضعت لك جدولا تعرف منه البروج النارية والترابية والهوائية والمائية، فإذا كان القمر في البروج النارية فاعمل له ما يوافقه من أعمال النار وهكذا بقية البروج فاعرف ما صار إليك وهذه صفته:

فإذا أتاك طالب حاجة في أي يوم كان، فاكتب اسمه واسم أمه واسم مطلوبه حروفا مفرقة، وانظم الثالث على عنصرهما، فإن كان في برج ناري أو هوائي أو ترابي أو مائي، فاعمل له عملا يوافقه وإلا

وهذه قاعدة عظيمة في معرفة برج القمر

فصل في إضمار ملائكة الأحرف التي لا يتم العمل إلا بها

الفصل الثالث: في أحكام المنازل الثمانية والعشرين الفلكيات

أخر العمل إلى أن يحل القمر في البرج الذي هو مطلوب، فإن وافق ذلك الوقت فسعد صاحبه، فاعلم ذلك والله أعلم.

وهذه قاعدة عظيمة في معرفة برج القمر

وهو أن تضعف ما مضى من الشهر العربي وزد عليه خمسة، ثم أعط لكل برج ٥،٥ مبتدئا من برج الشمس فحيث نفد العدد فهو برج القمر الذي هو منه والله أعلم.

فصل في إضمار ملائكة الأحرف التي لا يتم العمل إلا بها

وهو إذا أردت عملا فانظر في حروف اسم الطالب والمطلوب، واسم ذلك اليوم وأسقطهم ٣، ٣، وإن بقي دونها فآخر الأحرف يكون الإضمار لذلك الحرف بعينه، ولا يمكن أصحاب الأسماء التخلف عن ذلك طرفة عين هذا من أكثر الأعمال، وهذه صفة إضمار الملائكة: ملك الألف طلهطيائيل وإضماره هذه الحروف هدهيوب سمطا يا سمخلق، ملك الباة إضماره تسيخ هليج مزيج، ملك الجيم إضماره مهليج سلك بهلوه، ملك الدال إضماره محطمتك، ملك الهاء إضماره مهطع، ملك الراء إضماره مهلوه سليموخ براخ، ملك الزاي إضماره سعديواه طلطم مهيط، ملك الحاء إضماره ليلا طلح، ملك الطاء إضماره شمهط سليسح طمه، ملك الياء إضماره مقنه هكهف سويدح، ملك الكاف إضماره سبعوده نفطا مديح، ملك اللام إضماره عفيط طمش ملوم، ملك النون إضماره مديح كليل، ملك السين إضماره حمط مطلع مملط جسم، ملك العين إضماره لجطيم عن فوادر، ملك الفاء إضماره كيظم ورطش هفيط، ملك الصاد إضماره مسعود هميش، ملك القاف إضماره عد عقير اطلحياش، ملك الزاي إضماره سطيت لهيل دهيوم، ملك الشين إضماره علسطين ههفاعل مهعط، ملك التاء إضماره يمر ميلو هفيط، ملك الثاء إضماره مهفط، ملك الخاء إضماره هجح ههيحل، ملك الذال إضماره علمص محدع سهلط، ملك الضاد إضماره عللم مص صهدع شهلط، ملك الظاء إضماره نوع رذغ أهموش أهموش. واعلم أن ملك الضاد وملك الطاء لهما فرد إضماره والحذ، ملك الغين إضماره سعلت كلكت أهيوذ ونعمت. وجملة الإضمارات هي هذه، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الفصل الثالث في أحكام المنازل الثمانية والعشرين الفلكيات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن بعد ذلك أمورا يتعلم منها هلال كل شهر إلى كل منزلة. وهو أن تنظر آخر يوم من الشهر العربي فإن الشمس والقمر يكونان بمنزلة واحدة، ثم آخر ذلك اليوم هل هو في ثلث الشهر الرومي الأول أو الثاني أو الثالث، أو النصف الأول أو الثاني، وادخل بالماضي من الشهر العربي تحت ذلك الثالث أو النصف تجد المنزلة التي فيها القمر فاعرفها، ثم ادخل بالماضي من

القول على المنازل وصورها وما يتعلق بها من الأحكام

القول على منزلة الشرطين

القول على منزلة البطين

القبطي على المنازل فتعرف المنزلة التي هي فيها مثاله: هل الهلال أول ليلة بالشرطين ومضى من العربي سبعة أيام، فأردنا أن نعرف المنزلة التي فيها القمر ذلك اليوم فعددنا من الشرطين سبع منازل، فانتهينا إلى الذراع فعلمنا أن القمر بالذراع، وقس على ذلك. وهذه صفة الدائرة كما ترى فافهم ترشد.

القول على المنازل وصورها وما يتعلق بها من الأحكام

القول على منزلة الشرطين

وهذه صفته وله حرف الألف إذا نزل القمر بالشرطين وهو ناري نحس يعمل فيه من الأعمال ما كان يختص بأمور الدنيا والفساد وسفك الدماء، وكانت الحكماء في هذا الوقت تسكن إلى النوم وعدم الحركة، وذكر بعضهم أنه يرى في نومه ما يفزعه ويكدر أخلاقه، وإن عدم النوم في هذا الوقت منفعة، وإن أردت عملا فاعمل فيه أعمال الشر لمستحقها، ومن ولد في هذه المنزلة يكون كثير الفساد، وبخوره فلفل وحبة سوداء والله أعلم.

القول على منزلة البطين

وهذه صفته وله حرف الباء إذا نزل القمر بالبطين، وهو حار رطب هبط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية صالحة، تصلح ما كان يختص أمور الرجال دون النساء، واعمل فيه الطلسمات، وتصح فيه الكيميا، وكل صنعة جليلة القدر، ويصلح فيه ابتداء العلوم،

القول على منزلة الثريا

القول على منزلة الدبران

القول على منزلة الهنعة

القول على منزلة الهقعة

القول على منزلة الذراع

وصناعة الخواتم والنقش والرقوم، ورقي الأمراض والتداوي، ومن ولد فيه عاش سعيدا رشيدا موفقا محبوبا للخلق، وبخوره عود وزعفران ومصطكى والله أعلم.

القول على منزلة الثريا

وهذه صفتها ولها حرف الجيم، إذا نزل القمر بالثريا يتولد منها بإذن الله تعالى إلى العالم روحانية ممتزجة الحرارة والبرودة، تعمل فيها الطلسمات وما يصلح للنساء وتدبير الأدوية الصالحة والبرودة، وتصلح للمسافرين ويربحون ربحا زائدا، وتصلح للملوك والتزويج وشراء الجواري والمماليك، وكل ما دبر فيه كان جيدا لأنه عدل القمر دون الشمس، وكل ما صنع فيه كان محمود العاقبة، ومن ولد فيه عاش سعيدا ويبغض الشر وكان محمود العاقبة، ويبغض الفجور ويحب الصالحين، وبخوره بزر كتان وحبة سوداء والله أعلم.

القول على منزلة الدبران

وهذه صفته وله حرف الدال، إذا نزل القمر بالدبران وهو أرضي ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية تفصل العداوة والبغضاء والفساد في الأرض، فاحذر فيه السعي في طلب الحوائج والابتداء بالأعمال ولا تعمل فيه طلسما ولا تدبر فيه صنعة، وبالجملة فكل الأعمال فيه رديئة، ولا تصلح إلا لدفن الموتى ودفن المال وكتم الأسرار وحفر الآبار وشق الأنهار، ولا تصلح لما سوى ذلك، ومن ولد فيه كان مذموما محذولا، وبخوره قشر رمان حلو ولبان ذكر.

القول على منزلة الهنعة

وهذه صفتها ولها حرف الهاء، إذا نزل القمر بها، وهو ممتزج من سعد ونحس بها، فاعمل فيه ترياقات السموم واختلاطها خاصة، ولا تدبر فيه صنعة الشمس ولا القمر، ولا تغرس فيه غرسا، ولا تلبس جديدا، ولا تتزوج فيه، فإنه غير محمود العاقبة، بخوره: عود وند ولبان وجاوي ومصطكى والله أعلم.

القول على منزلة الهقعة

وهذه صفتها وله حرف الواو، إذا نزل القمر بالهقعة وهو كوكب سعيد، فاعمل فيه للعطف والمحبة والمودة، وبخر فيه بالرائحة الطيبة، وادخل فيه على الملوك والأكابر، واسع في حوائجهم وما تريد، ومعاشرة الإخوان، وابتدئ فيه بالأعمال التي تريدها وتزوج فيه واشرب فيه الدواء، واشتر فيه الجواري والخيل واغرس الشجر، وابن فيه البناء وكل وزن، وسافر فيه، وبع واشتر فكل ذلك محمود جدا، ومن ولد فيه عاش سعيدا ومات شهيدا، بخوره قطرب وبزر شيح والله أعلم.

القول على منزلة الذراع

وهذه صفته وله حرف الزاي، إذا نزل القمر بالذراع، وهو رياحي سعد لين، ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية صالحة، يصلح فيها الابتداء بالعلوم والأعمال الصالحة والاجتماع بالعلماء والعباد وعمل الطلسمات، وأبواب النيرنجات والدخول على الملوك والاتصال بأشراف الناس والإخوان، ومن ولد فيه كان سعيدا رشيدا موفقا، بخوره حب كرفس وبزر كتان.

القول على منزلة النثرة

القول على منزلة الطرفة

القول على منزلة الجبهة

القول على منزلة الخرثان

القول على منزلة الصرفة

القول على منزلة العوا

القول على منزلة السماك

القول على منزلة النثرة

وهذه صفتها ولها حرف الحاء، إذا نزل القمر بها، وهو بارد ممتزج سعد، ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية تفعل فيه العداوة والبغضاء والقطيعة وما أشبه ذلك، وتصلح لعمل الطلسمات والدعاء على الأعداء والطغاة والشحناء، ويتحرك فيه روحانية أسرع فيها بأعمال آلات الحرب ولا شارة فيها لأنها رديئة، تصلح لأعمال الشر كما ذكرنا، ومن ولد فيه كان منحوسا، بخوره قسط وقشر رمان والله أعلم.

القول على منزلة الطرفة

وهذه صفتها ولها حرف الظاء، إذا نزل القمر بها، وهو كوكب نحس مستمر، ينحط فيه إلى العالم روحانية تدل على مثل ما تقدم، فلا تعمل فيه طلسما ولا تدبر فيه صنعة، ولا تدخل على الملوك، ولا تبتدئ فيه بالمودّة ولا تعمل فيه حكمة، ولا تتل قسما، والانفراد خير من الخلطة، وهو رديء لجميع الأعمال، ومن ولد فيه يكون منحوسا، بخوره ند وزعفران والله أعلم.

القول على منزلة الجبهة

وهذه صفتها وله حرف الياء، إذا نزل القمر بها، وهي باردة نحسة وهي للصلاح أقرب، يبتدأ فيها بأعمال المودة والأعمال القريبة والرضى، وتصلح فيه النقلة من مكان إلى مكان، ويكره فيه تفصيل الجديد ولبسه، ومن ولد فيه يكون حاذقا سعيدا موفقا، ولكن فيه بعض مكر وخديعة، بخوره حب الآس وزعفران والله أعلم.

القول على منزلة الخرثان

وهذه صفته وله حرف الكاف، إذا نزل القمر بها، وهو حار يابس، يصلح لمعالجات الروحانيات وعمل الطلاسم وعلاج المرضى ومداواة الزمنى، والبيع والشراء، والدخول على الملوك والرؤساء، ويصلح فيه السفر والإقامة، ويصلح فيه الأعمال الجليلة، ولبس الجديد، ومن ولد فيه كان محبوبا عند الناس، إلا أن فيه بعض مكر ودهاء، وبخوره قشر رمان حلو لا غير والله أعلم.

القول على منزلة الصرفة

وهذه صفتها ولها حرف اللام، إذا نزل القمر بها، وهو كوكب مائي نحس مستمر، ومن ولد فيه يكون منحوسا، بخوره ند وزعفران والله أعلم.

القول على منزلة العوا

وهذه صفتها ولها حرف الميم، إذا نزل القمر بها، وهو كوكب يابس ممتزج نحس ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية تهيج الشهوة وتورث للرجال المحبة في النساء والاجتماع بهن، وتصلح لابتداء تعظيم العلوم، ولا تدبر فيه صنعة الحجر المكرم، ولا تحارب فيه الأعداء ولا تخاصم ولا تحاكم، ولا تدخل على الملوك، وتصلح فيه للبس الجديد وتفصيل الثياب، ومن ولد فيه يكون صاحب سعد ذكرا كان أو أنثى، بخوره لبان ذكر والله أعلم.

القول على منزلة السماك

وهذه صفته وله حرف النون، إذا حل به القمر، وهو كوكب أرضي يابس ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية تورث العداوة والفساد، ويصلح لأعمال

القول على منزلة الغفر

القول على منزلة الزبانان

القول على منزلة الإكليل

القول على منزلة القلب

القول على منزلة الشولة

القول على منزلة النعائم

السموم القاتلة وكل شيء يورث الفساد، يكره فيه الابتداء بالأعمال الجيدة، ويكره فيه البيع والشراء، ومن ولد فيه كان كذابا نماما غير محمود العاقبة، بخوره لبان ذكر وحب حرمل والله أعلم.

القول على منزلة الغفر

وهذه صفته وله حرف السين، إذا نزل القمر به ينحط منه روحانية تورث المحبة والمودة والراحة والفائدة من الملوك، ويصلح فيه الأدوية وما تحلل به السموم القاتلة، وتدفع فيه أذاها، ويصلح لتدبير الحجر المكرم، وتعالج الروحانيات وتعمل فيه الطلسمات، ومن ولد فيه كان منحوسا ذا مكر وخديعة، بخوره لبان ذكر لا غير.

القول على منزلة الزبانان

وهذه صفته وله حرف العين، إذا نزل القمر به، وهو كوكب رياحي سعيد ممتزج يكتب فيه لضربة حديد الصائبة، ولعضة الكلب، ولمن تكلمت فيه الأعداء بكلام الشر وتلحقه علة في جسده مما يؤلمه ويتعب في برئها ومن ولد فيها كان سعيدا في جميع حركاته، بخوره شيح لا غير والله أعلم.

القول على منزلة الإكليل

وهذه صفته وله حرف الفاء، إذا نزل القمر به، وهو كوكب ممتزج من سعد ونحس ينحط فيه روحانية تجذب الفتن والبغضاء وتفعل فيه الشر وضده، فلا تسافر فيه ولا تتزوج، ولا تشتر الرقيق، ولا تغرس الشجر فإنه غير محمود العاقبة، ولا تفصل فيه الثياب، ولا تخاصم فيه، ولا تطلب فيه الحوائج، ومن ولد فيه كان رديئا مشؤوما، بخوره فلفل وزعفران وعود والله أعلم.

القول على منزلة القلب

وهذه صفته وله حرف الصاد، إذا نزل القمر به، وهو كوكب سعيد مائي، ينزل منه روحانية تصلح ما أفسدت المتقدمة، وتصلح لشراء السلاح وآلات الحرب، وشراء الدواب والبيطرة، وقطع الشجر والزرع والحرث، وإخراج الدفين، وعلاج البهائم، وشرب الأدوية السهلة والفصد والحجامة، ومن ولد فيه كان منحوسا ذكرا كان أو أنثى، لكن فيه بعض مكر، وبخوره ورق الأهليلج والله أعلم.

القول على منزلة الشولة

وهذه صفتها ولها حرف القاف إذا نزل القمر به، وهو كوكب سعيد ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى، روحانية ممتزجة تفعل فيه الشر وضده، وتصلح للحل فيه والعقد وما كان متوسطا من الأعمال، ويكره فيه تفصيل الجديد، ولا تعمل فيه طلسما، ولا تعالج فيه الروحانيات، والعزلة فيه محمودة، ومن ولد فيه كان رديئا مشؤوما كذابا نماما فاجرا، بخوره قشر رمان ومصطكى.

القول على منزلة النعائم

وهذه صفتها ولها حرف الراء إذا نزل القمر بها، وهو كوكب ناري سعيد غير مشوب، ينحط فيه إلى العالم روحانية تصفي القلوب وتدعو إلى المودة والحظ والسعادة، وهي محمودة العاقبة في جميع الأحوال، ويصلح فيه تدبير الصناعات المكرمة، ويبدأ فيه

القول على منزلة البلدة

القول على منزلة سعد الذابح

القول على منزلة سعد بلع

القول على منزلة سعد السعود

القول على منزلة سعد الأخبية

الحكم والمواعظ والعلوم الفقهية، وعمل الطلسمات وابن البناء، واغرس الشجر والبس الجديد فإن لابسه لا يزال في فرح وسرور إلى أن تبلى، ومن ولد فيه كان مباركا سعيدا موفقا في جميع حركاته، بخوره لبان ذكر والله أعلم.

القول على منزلة البلدة

وهذه صفتها ولها حرف الشين إذا نزل القمر بها، وهي كوكب ناري نحس، ينزل فيه روحانية تعمل فيه للعداوة والبغضاء والقطيعة والحجر المكرم والجوهر المعظم، ولا تعالج فيه الروحانيات، ولا تزرع فيه زرعا، ولا تسافر فيه ولا تخالط الملوك، ولا تتزوج، ولا تشتر الرقيق، ولا تبع، ولا تلبس الجديد، ولا تعمل عملا من الأعمال، ومن ولد فيه يكون منحوسا محتالا، بخوره سنبل وعود والله أعلم.

القول على منزلة سعد الذابح

وهذه صفته وله حرف التاء إذا نزل القمر به، وهو كوكب أرضي نحس ممتزج، ينزل فيه روحانية تعمل فيه للبغضاء والعداوة والقطيعة ولا تحمد فيه عواقب الأمور والأعمال، وتتحرك فيه الملوك بالغضب والسخط، ويتم فيه البيع والشراء، ويصلح فيه الخير والنبش والزراعة، ويخرج فيه الخبايا والدفائن وتكتم الأسرار، ومن ولد فيه كان حسنا مباركا حريصا على الدنيا محتالا، بخوره عصفر والله أعلم.

القول على منزلة سعد بلع

وهذه صفته وله حرف الثاء إذا نزل القمر به، وهو كوكب ممتزج ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية تفعل الشر وضده، وهو الجيد والرديء، ويصلح فيه شراء الرقيق والمماليك، ويصلح لشراء الدواب، ومخاطبة المشايخ ومعاناة الزراعات وشق الأنهار وحفر الآبار وما أشبه ذلك من الأعمال الشاقة والنيران، وعمل الأطعمة، ومن ولد فيه يكون مباركا صالحا، بخوره بابونج والله أعلم.

القول على منزلة سعد السعود

وهذه صفته وله حرف الخاء إذا نزل القمر به، وهو كوكب ممتزج من الأرض، والهوى ينحط فيه روحانية تمحو آثار ما كان قبلها، وتصلح فيه جميع الأعمال فابتدئ فيه بعمل المحبة والمودة وما أشبه ذلك من إصلاح القلوب، وعالج فيه الروحانيات، وقابل الملوك والرؤساء وأرباب المناصب وغيرهم، وافعل فيه ما شئت من أفعال الود ينجح عملك، ومن ولد فيه يحب الصالحين، بخوره عود ومصطكى والله أعلم.

القول على منزلة سعد الأخبية

وهذه صفته وله حرف الذال إذا نزل القمر به، وهو كوكب رياحي ينحط فيه إلى العالم روحانية، تعمل فيه للقطيعة والفتن والبغضاء والفرقة والحروب، ولا تتم فيه الأعمال، وإذا تمت كانت غير محمودة، ولا يعالج فيه المرضى ولا الروحانية، ولا تعمل فيه طلسما، ولا تدبر فيه صفة الكيميا ولا السيميا، ومن ولد فيه يكون فاجرا كافرا، بخوره لبان ذكر وعنزروت وفلفل والله أعلم.

القول على منزلة الفرغ المقدّم

القول على منزلة الفرغ المؤخر

القول على منزلة الرشا

فصل في تقسيم المنازل على البروج وما لكل برج من المنازل

فصل في معرفة أصول المنازل

القول على منزلة الفرغ المقدّم

وهذه صفته وله حرف الضاد، إذا نزل القمر به وهو كوكب رياحي ينحط فيه روحانية تفعل فيه للمحبة وتثير الشهوة، وتنبسط النفوس بالمودة، وتصلح لتدبير كل صفة ومعالجة الروحانية ونصب الطلاسم، وتجمع فيه الأدوية النافعة، وادخل على الملوك والرؤساء، ومن ولد فيه كان محمود العاقبة، بخوره لبان ذكر وحبة سوداء وزعفران والله أعلم.

القول على منزلة الفرغ المؤخر

وهذه صفته وله حرف الظاء إذا نزل القمر به، وهو كوكب مائي سعيد ينحط فيه بإذن الله تعالى روحانية تدبر فيه الأفعال الغير محمودة كما تقدم في المنازل النحسة، واجتنب فيه الحرب ولقاء العدا والخصوم وسفك الدماء، ويصلح فيه الفصد والحجامة، وعمل النزيف والعقد عن الجماع، ويصلح لدخول الحمام وأخذ الشعر والظفر، وشرب الأدوية النافعة، ومن ولد فيه كان فاجرا غدارا، بخوره فلفل ودار صيني والله أعلم.

القول على منزلة الرشا

وهذه صفتها وله حرف الغين إذا نزل القمر به وهو كوكب مائي، ينحط فيه إلى العالم بإذن الله تعالى روحانية محمودة العاقبة، فاعمل فيه الطلاسم والأعمال الحسنة، ودبر فيه صنعة الحجر المكرم والجوهر المطلسم، وعالج فيه الروحانيات وكل الأعمال فيه محمودة، ويصلح فيه السفر والزواج، ولبس الثياب الجديدة، والنقلة من مكان إلى مكان آخر، ومخالطة الحكماء والرؤساء، ومن ولد فيه كان مباركا. بخوره حبة سوداء والله أعلم.

فصل في تقسيم المنازل على البروج وما لكل برج من المنازل

* المؤخر والرشا وثلث الشرطين لهم برج الحمل * وثلث الشرطين والبطين وثلثا الثريا لهم برج الثور * وثلث الثريا والدبران والهقعة لهم برج الجوزاء * والهنعة والذراع وثلثا النثرة لهم برج السرطان * وثلث النثرة والطرفة وثلثا الجبهة لهم برج الأسد * وثلث الجبهة والخرثان والصرفة لهم برج السنبلة * وثلث الغفر والزبانا لهم برج الميزان * والزبانا والإكليل لهم برج العقرب * وثلث الإكليل والقلب والشولة لهم برج القوس * والنعائم والبلدة وثلث الذراع لهم برج الجدي * وثلث الذابح وبلع وثلث السعود لهم برج الدالي * وثلث السعود والأخبية والفرغ المقدم لهم برج الحوت والله أعلم.

فصل في معرفة أصول المنازل

هذا وجه غير المتقدم فنقول: أوله الشرطين وهو كوكبان مفترقان أحدهما في ناحية الجنوب، والآخر في ناحية الشمال وهما قرنا الحمل، ويسمى أضوؤهما الناطح، وفي رأى العين إذا توسط السماء كان بينهما مقدار عشرة، أذرع، وقرب من السماكين كوكب صغير يقدمها أحيانا وهذه صورته

وأما البطين فهم ثلاثة كواكب صغار، طمس شداد التقليب، وهو بطن الحمل، وإنما صغر لأن

النجوم نجوم كثيرة على صورة الحمل، والبطين بطنه، والثريا أليته، والشرطين قرناه، وصورة البطين هكذا

وأما الثريا فسبعة أنجم ستة منها ظاهرة وواحدة صغيرة خفية، يمتحن بها الناس أبصارهم، سميت ثريا من الثروة وهي كثرة الندى والطل، ولها أسماء منها النجم، وإن كان في العدد نجوما، وقال بعض العلماء المراد بقوله تعالى: والنَّجْمِ إِذا هَوى أنه الثريا في غالب الأقوال، وأن العرب تسمّي الثريا نجما وإن كان نجوما في العدد، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم نجما، فقال: إذا طلع النجم ارتفعت العاهات عن الثمار وغيرها، وأراد بالنجم الثريا ومنها السعود والمقدم قال بعضهم:

إذا ما الثريا في العشاء تعرضت ... يراها صغير العين سبعة أنجم

على كبد الحراء وهي كأنها ... جبيرة در ركبت فوق معصم

وصورة الثريا هكذا

والكف الخضيب الثريا مبسوطة ولها كف آخر يقال له الجزما وهي أسفل من الشرطين، والعيوق نجم أحمر كبير، وقاد على أثره ثلاث كواكب بينهم يقال له: الأعلام وهي توابع منازل القمر، وإنما ذكرناه هنا لقربه من الثريا.

وأما الدبران فإلية الحمل، وإنما سمي به قيل لأنه استدبر الثريا قال بعضهم: هي خمسة كواكب في الثور يقال لها شامة وصورته هكذا وقيل إنه كوكب أحمر وصورته هكذا ويسمى الدبران، والعتيق لأنه كالجبل العظيم وأمامه كواكب صغيرة تسمى القلاص وهي النوق الصغار فإذا اجتمعت صارت في الصورة كأنها رأس بقرة وهي تعقب الثريا.

وأما الهقعة فثلاثة أنجم، بعضها قريب من بعض وهي رأس الجوزاء كأنها ثلاثة أصابع مجتمعة وصورتها هكذا وقيل هي الدائرة التي تكون في جنب الدابة من رجل الفارس.

وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عمن طلق زوجته عدد نجوم السماء فقال يكفيه هقعة الجوزاء.

وأما الهنعة وهي خمسة أنجم متقطعة وهي كوكبان كبيران بينهما ثلاثة صغار، والظاهر أنها خمسة وصورتها هكذا وسميت الهنعة هنعة لأن كل أحد ينعطف على صاحبه يقال هنعت الشيء إذا عطفته.

وأما الذراع فقيل هو الذراع وهو ذراع الأسد، وهو كوكبان نيران وقيل هما كوكبان بينهما كواكب صغار كأنها مخاليب الأسد، وبينهما في رأي العين قدر سوط، وهما ذراعان إحداهما مبسوطة والأخرى مقبوضة ليست على سمت الذراع، والمبسوطة أرفع من السماك، يقال للكبير منها الشعرى الغميصة لأنها عجزت عن عبور المجرة ولحاق صاحبها وبكت حتى غمصت، وقيل: بكت لأنها لم تلحق سهيلا.

وأما النثرة فبينهما قدر يسير فيه لطخ بياض كأنه قطع سحاب، وهو أنف الأسد وقيل هي ثلاثة كواكب وصورتها هكذا وهي بين فم الأسد ومنخريه ويقال لها مخطة الأسد.

وأما الطرفة فهما كوكبان يقدمان الجبهة وهما عين الأسد وهي أربعة أنجم واحد نجم براق، وهو اليماني بين كل كوكبين في رأي العين قدر سوط يقال له إيزاء الأسد وهو يعقب الطرفة وصورتها هكذا

وأما السماك فهما سماكان نيران الأعزل وهو من منازل القمر، والسماك الرامح وليس من منازل القمر وهما كوكبان ويقال إنهما رجلا الأسد ويقال إنها إحدى ساقي الأسد والأخرى الساق الآخر، ومع الرامح كوكب قدامه وهو رمحه، والأعزل معتزل عن الكواكب ليس بقربه كوكب وسمي الأعزل لأنه لا رمح له وسمّي سماكا لأنه سمك في السماء صورة الأعزل هكذا وأما صورة الرامح فهكذا وخلف الرامح نجم يقال له عجز الأسد. وأما السماك الأعزل فحد ما بين الكواكب اليمانية والشامية. وأما الغفر فثلاثة أنجم صغار ينزلها الغفر وهي من الميزان وقيل مأخوذة من الغفر وهي الشعرة التي في طرف ذنب الأسد وصورتها هكذا

وأما الزبانان وهما زبانا العقرب فهما كوكبان نيران هكذا

وأما الإكليل فأربعة أنجم صفته هكذا وقيل ثلاثة رأس العقرب كأنه الإكليل على رأس.

وأما القلب فهو العقرب وإلى جنبه كوكب نيّر، وإلى جنبه كوكبان وهذه صورتها

وأما الشولة فهي كوكبان متفرقان يقال لها نجمة العقرب وهذه صورتها وقال بعضهم هو ذنب العقرب مأخوذ من الشيول وهو الارتفاع كأنها شائلة أي مرتفعة بارزة، وقال بعضهم: هي خارجة عن المجرة، وقد قيل: هي شبيه الأخشاب التي تكون معلقة على رأس البئر تجعل فيها البكرة والحبال وتسمى النعائم.

وأما البلدة فهي ستة أنجم من القوس ينزل لها الشمس في أقصر يوم في السنة، وقال بعضهم:

البلدة هي الفرجة ما بين الخاصتين وصورتها هكذا

وأما الذابح فكوكبان ينزل بينهما مقدار ذراع، وفي كل واحد نجم صغير قريب منه كأنه يذبحه فسمي ذابحا.

وأما سعد السعود فكوكب واحد أيضا كأنه فم مفتوح يريد أن يبلع شيئا وصورته هكذا

وأما سعد الأخبية فثلاثة كأنه نجم واحد، والرابع تحت واحد منها وهذه صورته وقيل: هما كوكبان ومنهم من قال: الأول سعد السعود، ثم سعد الذابح، ثم سعد الأخبية، ثم

فصل في أحكام مطالعها

سعد بلع وهي أربعة فيها ينزل القمر مرة في السنة، والتي ليست غير منازل القمر فسعد فاعره وسعد الملك وسعد همام وسعد بارع وسعد نظير، فكل سعد من هذه الستة كوكبان كل كوكبين بينهما في رأي العين بقدر ذراع، وهي مفتاح سنة وأما فرع الدالي المقدم والمؤخر فكل واحد منهما كوكبان، بين كل واحد والآخر خمسة أذرع في رأي العين كأنهما يفرغان من الدلاء، والفرغ مخرج الماء من الدلو ومنه يسمى الفرغان.

وأما الرشا فهو كوكب صغير ينزله القمر. فهذه منازل القمر يقطعها في كل شهر، ويكون القمر في كل ليلة في جانب واحد منها فيما بين طلوع الشمس إلى غروبها أربعة عشر، وفيما بين غروبها وطلوعها أربعة عشر، وفي وقت الفجر ينزل فيها، وكلما يطلع من المشرق إلى المغرب، ويكون وقت طلوعها إلى يسار المصلى ووقت غروبها إلى يمينه، وذلك بحسب اختلاف الأقاليم، والشمس أيضا تنزل هذه المنازل. واعلم أن العرب تسمي المنازل: الأنواء، وإنما سمي بذلك لأنه إذا سقط الغارب نهض الطالع وقيل إن النوء سقوط نجم من المنازل في المغرب مع طلوع رقيبه من المشرق مقابله من ساعة في كل ليلة إلا ثلاثة عشر، وهكذا كل نجم إلى انقضاء السنة ما عدا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يوما.

قلت ولم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع، وكانت العرب تنسب إليه الأمطار والأرياح والبرد والحركة، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه مطرنا بنوء كذا.

فصل في أحكام مطالعها

وذلك أن طلوع الشرطين لعشر خلت من نيسان، وتنزل الشمس بالإكليل وطلوع البطين لليلة بقيت منه، وطلوع الثريا ثلاث عشر من أيار وتستتر بعدما تسقط عند المغرب خمسين ليلة، ثم تظهر بالغداة من المشرق، فإذا توسط السماء مع غروب الشمس اشتد البرد وترتفع العاهات عن الثمار، وقد قال عليه الصلاة والسلام: إذا طلع النجم ارتفعت العاهات. وطلوع الدبران لستة وعشرين من أيار، وطلوع الهقعة لثمان خلون من حزيران، وطلوع الهنعة لإحدى وعشرين منه، وطلوع الذراع لأربع خلون من تموز وطلوع النثرة لسبع عشر ليلة خلت منه مع طلوع نجم الشعرى العبور، وطلوع الطرفة لأول ليلة من آب، وطلوع الجبهة لأربع عشرة ليلة خلت منه، وطلوع الزبرة لتسع وعشرين منه، وطلوع الصرفة لثمان خلون من أيلول، وطلوع العوا لتسعة عشر ليلة خلت منه، وطلوع السماك لليلتين بقيتا منه، وطلوع الإكليل لاثني عشر ليلة خلت من تشرين الثاني، وطلوع القلب لخمسة وعشرين منه، وطلوع الشولة لثمان عشر من كانون أول، وطلوع النعائم لإحدى وعشرين منه، وطلوع البلدة لثلاث خلون من كانون الثاني، وطلوع الذابح لستة عشر خلت منه، وطلوع سعد السعود لسبع وعشرين ليلة خلت منه، وطلوع سعد الأخبية لإحدى عشرة ليلة خلت من شباط، وطلوع سعد بلع لست وعشرين خلون منه، وطلوع الفرع لليلتين خلتا من أذار، وطلوع الفرغ المؤخر لأربع وعشرين خلت منه، وطلوع الرشا لأربع من نيسان والله أعلم.

فصل في اقسام هذه المنازل على الفصول الأربعة

فصل في أسجاع العرب المتعلقة بالمنازل وما نقل عن الأوائل

الفصل الرابع: من البروج الاثني عشر وما فيها من الارتباطات والإشارات

فصل في اقسام هذه المنازل على الفصول الأربعة

اعلم أن لفصل الربيع الشرطين والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع، ولفصل الصيف النثرة والطرفة والجبهة والزبرة والصرفة والسماك والعوا، ولفصل الخريف الغفر والزبانان والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة، ولفصل الشتاء سعد السعود وسعد الذابح وسعد الأخبية وبلع والفرغان المقدم والمؤخر والرشا ولكل فصل سبع منازل.

فصل في أسجاع العرب المتعلقة بالمنازل وما نقل عن الأوائل

قال بعضهم قرأت على شيخنا الكندي رحمه الله تعالى قال: قرأت على أبي منصور الخولاني قال المغني عن أبي محمد المناوي أنه قال: تقول العرب إذا طلع الشرطين استوى الرمان واخضرت الأغصان وعمرت الأوطان وتهاون الجيران وبات الفقير بكل مكان، وإذا طلع البطين انقضى الدين، وإذا طلع الثريا عشيا إبغ لراعيك كسيا وإذا طلعت له غديّا إبغ له سقيّا، وإذا طلع الدبران توقدت النيران ويبست الغدران، وإذا طلعت الهقعة رجعت الناس عن الفجعة، وإذا طلعت الهنعة انقطعوا إلى المنعة، وإذا طلع الذراع حسرت الشمس الشعاع وترقرق السراب بكل قاع، وإذا طلعت النثرة ضعف العجل بكثرة ولم ينل من درّه قطرة، وإذا طلعت الطرفة سهل أبو الضيف تحفة، وإذا طلعت العوا قرت الحيات وطاب الهوا، وإذا طلع السماك كثر على المال الملاك، وإذا طلع الفرغان والنسر فاضت الغدران بكل جسر، وإذا طلع الزبانان أخذ كل معبان، وإذا طلع الإكليل بطل المقاليل، وإذا طلع القلب هان كل صعب، وإذا طلعت الشوله أعجلت الشيخ البوله، وإذا طلعت النعائم حصل البر إلى كل قائم، وإذا طلعت البلدة فأكلك العصدة وهو ما يخرج من الزبد والسمن من أسفل القدر، وإذا طلع الذابح حمي هديل النابح، وإذا طلعت الأخبية حب الناس لبس الأقبية، وإذا طلع بلع صارت الأرض لمع، وإذا طلع الشولا برر الكلا، وإذا طلع الفرغ المقدم فاخدم ولا تندم، وإذا طلع الفرغ المؤخر فاسرع ولا تؤخر، وإذا طلعت السمكة أمكنت الحركة وتقلقلت الحسكة. وهذه أسجاع العرب ذكرنا طرفا منها على تمام الكلام على المنازل والله أعلم.

الفصل الرابع من البروج الاثني عشر وما فيها من الارتباطات والإشارات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن البروج الاثني عشر والمنازل الثمانية والعشرين قال تعالى فيهم:

وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجًا وزَيَّنّاها لِلنّاظِرِينَ وقال تعالى: تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجًا الآية وقال تعالى: والسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ وقال تعالى: والْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ والبرج واحد البروج، والبرج القصر، وربما يسمى البرج حصنا قال تعالى: ولَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وقال الحسن البصري رحمه الله البروج هي القصور في السماء مثل قصور الأرض، وقال بعض العلماء في قوله

تعالى: تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجًا هي محل الكواكب السبعة السيارة، وهي اثنا عشر برجا أولها الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت.

فالحمل والعقرب بيت المريخ، والثور بيت الزهرة، والجوزاء والسنبلة بيت عطارد، والسرطان بيت القمر، والأسد بيت الشمس، والحوت بيت المشتري، والجدي والدالي بيت زحل، فهذه البروج المقسومة على الطبائع الأربع فيكون كل واحد منها ثلاث بروج وتسمى المثلثات فالحمل والأسد والقوس مثلثة نارية، والثور والسنبلة والجدي مثلثة ترابية، والجوزاء والميزان والدالي مثلثة هوائية، والسرطان والعقرب والحوت مثلثة مائية، وهذا جدول منازل القمر والبروج والشهور الرومية وهذه صورته:

واختلف أهل التفسير في معنى البروج فقال بعضهم: هي القصور في السماء ودليله قوله ولَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وقيل هي النجوم وقيل: هي السرج وقيل: أبواب السماء التي تسمى المجرة.

قلت: وقد نص ابن عباس رضي الله عنهما أنها البروج المعروفة التي أشرنا أنها اثنا عشر برجا، وأن الله تعالى قسمها ترابيع وتثاليث وهي مقسومة على الكواكب السبعة كما ذكرنا ٣٢، وتقسيمها على الصورة خمسة كواكب.

والبرج الأول الحمل

وصورته تشير مقدمه إلى جهة الغرب، ومؤخره إلى جهة الشرق، وهو يلتفت إلى خلعه حتى صار حطمه من على ظهره ومن كواكب الشرطين منازل.

والبرج الثاني الثور

وهي ثلاثة، والثور كواكبه والخارج من الثور أحد عشر كوكبا وهي على صورة الوصف المقدم من الثور وقد نكس رأسه للنطح، وقد قطع نصفين إلى سرته، مقدمه إلى المشرق ومؤخره إلى المغرب، ومن كواكبه الثريا والدبران، وهما منازل القمر.

والثالث الجوزاء

ويعرف بالتوأمين ثمانية عشر كوكبا الخارج عن الصورة سبع كواكب، وصورته صورة توأمين قائمين، أحدهما قد وضع يده على منكب الآخر ورأسه، وسائر كواكبها في الشمال، والسوق على طرف المشرق، وأرجلهما إلى المغرب.

والرابع السرطان

وهي ستة كواكب والخارج من صوره أربعة، وهو على صورة السرطان، مقدمه إلى ناحية المشرق، ومؤخره إلى المغرب والجنوب في أثر التوأمين كأنهما حاملان لصورة ثمانية، وصورته قائمة، ومن كواكبه قلب الأسد كوكب نير.

فصل فيما لكل برج من البلدان

الخامس السنبلة وتعرف بالعذراء

وهي ستة وعشرون كوكبا، والخارج عن الصورة سبعة كواكب، صورتها جارية ذات جناحين قد أسبلت رأسها على الصرفة، وهي كوكب نير، ومن كواكبها: السماك الأعزل كوكب نير.

السادس الميزان

ثمانية كواكب وصورته قائمة، والخارج عن الصورة تسعة.

السابع العقرب

وهو أحد وعشرون كوكبا، والخارج عن الصورة ثلاثة، وصورتها قائمة، ومن كواكبه قلب العقرب وهو كوكب نير.

الثامن القوس

ويسمى الرامي وهو أحد وثلاثون كوكبا خلف كواكب العقرب، وصورته صورة حيوان مركب من إنسان وفرس كأنه حبس ذاته إلى العنق لم ينزل من مفرق العنق وصف رجل قد وضع السهم في قوسه واعوج بالسرج.

العاشر الجدي

وهو ثمانية وعشرون كوكبا، وهو على صورة النصف المقدم من الجدي، والثاني مؤخر سمكة إلى ذنبها.

الحادي عشر الدالي ويعرف بالدلو

، وإنما هو اثنان وأربعون كوكبا، والخارج عن الصورة ثلاثة كواكب، وصورته رجل قائم اليدين إحداهما ركوة وقد قلبها وصب الماء إلى مقدم رجليه وحدر الماء من تحتها إلى الجنوب ويسمى الدلو أيضا.

الثاني عشر الحوت

وهي أربعة وثلاثون كوكبا، الخارج عن الصورة أربعة كواكب، وصورته صورة سمكتين قد وصل ذنب إحداهما بالأخرى. فجملة هذه ثلاثمائة وثلاثة وأربعون. وإن الحمل أول البروج، والثور برج في السماء، والجوزاء يقال إنها تعترض في السماء إلى وسطها، وجوزاء كل شيء وسطه، والسرطان برج في السماء ولم يذكر الأسد، والسنبلة برج في السماء وبعضهم لم يذكر الميزان، والعقرب برج في السماء وكذا القوس والجدي والدالي والحوت، وقال إنها بروج في السماء، والجدي نجم إلى جانب القلب تعرف به القبلة والله أعلم.

فصل فيما لكل برج من البلدان

اعلم أن للحمل بابل وفارس وأذربيجان، وللثور همدان والأكراد. والجوزاء لها جرجان وكيلان وسوفان. والسرطان له أرض الصين وشرقي خراسان. والأسد له الأتراك والتتر وما والاها. والميزان له أرض الروم إلى أمريكا وقبط مصر والحبشة. والعقرب له الحجاز واليمن وما يليهما. والقوس له بغداد إلى أصفهان. والجدي له كرمان وعمان والبحرين والهند. والدالي له الكوفة إلى أرض الحجاز. والحوت له طبرستان والبحرين والموصل واسكندرونة. وهذا هو المعمور من الأرض كلها، وقد ذكرنا طرفا من الأقاليم وما فيها بالتمام والكمال على البروج والله أعلم.

فصل في قسمة الزمان وهو أربعة أقسام

فصل في الرياح وما عليها من الكلام

فصل فيما بين كل سماء وسمائها وما ورد في ذلك من الآثار

فصل في قسمة الزمان وهو أربعة أقسام

الأول الربيع: وهو عند بعض الناس الصيف، وإنما سمّي الربيع ليستلان فيه الربيع، وسمّاه بعضهم خريفا لأن القطر عبرت فيه، ودخوله عند حلول الشمس رأس الميزان. والشتاء ودخوله عند حلول الشمس رأس الجدي. والصيف، ودخوله عند حلول الشمس رأس الحمل وهو عندهم الربيع، ثم الخريف ودخوله عند حلول الشمس برج السرطان وهو عندهم الصيف.

فصل في الرياح وما عليها من الكلام

فأولها ريح الشمال وهي التي تهب من ناحية القطب، ثانيها الصبا ومهبها من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار وتحتها الدبور، وتزعم العرب أن الدبور تزعج السحاب وتحطه في الهواء ثم تسوقه، فإذا كشف عنه استقبلته الصبا فوضعت بعضه فوق بعض حتى يصير كثيفا واحدا، والجنوب تلحق روادفه به وتمده والشمال تمزقه. الثالث الجنوب وهي التي تقابل الشمال والدبور التي يقابلها الصبا والله أعلم.

فصل فيما بين كل سماء وسمائها وما ورد في ذلك من الآثار

وقد ذكرنا مذهب الأوائل في صورة الأفلاك وما يتعلق بها. أما على مذهب الشرعيين وهي سموات عندهم. وروي في الحديث أخبار عن ابن عباس وقيل: العباس بن عبد المطلب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت بنا سحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا قلنا السحاب قال: والمزن قلنا والمزن، قال: والعنان قلنا والعنان وسكتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون كم بين السماء والأرض قلنا الله ورسوله أعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة عام، وكسف كل سماء أي سمكها خمسمائة، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض، ثم فوقهن عالم وأطلقهن كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك، ولا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم، والدليل عليه قوله تعالى اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ومِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ فتكون مسافة الجميع مسير بني آدم هذه، وأما الملك فإنه يخرق الجميع في ساعة واحدة، وكذلك الشيطان يصل في الأرض قبل الملك في السماء. وروى أبو راكد عن علي رضي الله تعالى عنه سئل كم بين السماء والأرض؟ فقال: دعوة مستجابة فقيل له كم بين المشرق والمغرب قال مسيرة يوم. وذكر الثعلبي عن ابن عباس قال تطلع الشمس كل سنة على ثلاثمائة وستين كرة فلا تطلع إلاّ على كرة ذلك اليوم إلى العام القابل، قلت: وفي الشمس منافع ودلائل، فمن الدلائل أنها واحدة ونورها يضيء على جميع الآفاق وجميع العالم كذلك البارئ سبحانه وتعالى واحد وهو يدبر العالم، الثاني الشمس منا بعيدة وصولها قريب والله تعالى بعيد عن الخلق بالذات قريب بالإجابة، الثالث أن ضوأها غير ممنوع عن أحد فكذلك رزق الله لا يمنع عن أحد من الخلق، والرابع أن كسوفها دليل على وجود القيامة، وغروبها يدل على ظلمتها، الخامس السحاب يغطيها وكذلك القاضي غطا

فصل في القمر وأمثاله وما فيه

فصل القمر يؤخر كل ليلة في منزلة منها وهذه أسماؤها

فصل في النجوم الأربعة وإشاراتها وتدبيرها

المعرفة، وأما منافعها فكثيرة جدا، الأول أنها سراج العالم قال تعالى: وجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجًا الثاني أنها النجاح لأطعمتهم ومنضجة لثمرتهم من غير كلفة، الثالث أنها تسير من المشرق إلى المغرب لصلاحهم، الرابع أنها لا تقف في مكان واحد لئلا تضر بالخلق، الخامس أنها تكون في الشتاء في أسفل البروج، وفي الصيف في أعلاها لمنافع العالم، السادس أنها لا تجمع مع القمر في سلطانه لئلا يبطل كل واحد منهما ضوء الآخر فإن قلت هي في الفلك الرابع ولم تحجبها السموات ويحجبها الغيم قلت: السموات جواهر لطيفة شفافة والغيم كثيف لأنه يتصاعد من الأرض والله أعلم.

فصل في القمر وأمثاله وما فيه

روي عن أبي هريرة أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم هل ترون البدر وليس دونه سحاب قالوا: نعم قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا نعم قال صلى الله عليه وسلم: فإنكم ترونه كذلك. فإن قلت هلا ضرب المثل بالشمس وهي أضوأ وأتم نورا والقمر نوره منها؟ قلت لأمرين: الأول أن نور الشمس يغلب على الأبصار فلا يتمكن من النظر إليه، والثاني أنه انكسر لأجل الحق فجبره الله تعالى، وذلك لما طمس جبريل ضوء القمر بجناحيه انكسر قلبه لأنه كان يضاهي نور الشمس، فجبره الله تعالى بشيئين أحدهما أنه جعل العيون تنظر إليه في الدنيا كل شهر، والثاني أنه أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يضرب به المثل في أعظم الأشياء وأعلاها، فإن قلت: قال الله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ قلت إننا لا ندعي أن الأبصار تدركه بمعنى تحيط به، وإنما المدرك قبس النظر لأن البارئ سبحانه وتعالى يستحيل عن الوجود. وفي القمر فوائد، منها أنه سراج للخلق بالليل، ومعجزة لنبينا صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:

اِقْتَرَبَتِ السّاعَةُ واِنْشَقَّ الْقَمَرُ وقدره منازل لنعرف بها الوقت، ومحا من نوره تسعة وتسعين جزءا لقوله تعالى: فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ولو لا ذلك لانبسط الناس في معايشهم ليلا ونهارا ولا كان أحد يعرف الليل من النهار، وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إن النوم تحت القمر عريانا يورث البرص، وإن الثوب إذا غسل وعلق في القمر فإنه يتهرى ويتغير لونه والله أعلم.

فصل القمر يؤخر كل ليلة في منزلة منها وهذه أسماؤها

شرطين بطين ثريا دبران هقعة هنعة ذراع نثرة طرفة جبهة خرثان صرفة عوا سماك غفر زبانا إكليل قلب شوله نعائم بلدة سعود سعد الذابح سعد بلع أخبية مقدم مؤخر رشا.

فصل في النجوم الأربعة وإشاراتها وتدبيرها

قال تعالى: وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ وقال تعالى: وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: علم النجوم عال نافع عجز عنه كثير من الناس. وأشار إلى معرفة النجوم لا إلى الأحكام التي عليها الحرمات،

واتفقوا على أن نور القمر من نور الشمس واختلفوا أيضا في الكواكب المعروفة وهي اثنان وعشرون كوكبا فمنها الجدي وهو من الدوالّ على القبلة، والجدي نجم إلى جانب القطب الشمالي، حوله أنجم دائرة كفراشة الرحى، في طرف أحدهما الفرقدان وفي الآخر نجم يضيء يقابلها، وبينها وبين ذلك أنجم صغار ٣ من فوق و ٣ من تحت تدور حول القطب والجدي لا تبرحان من مكانهما، وإنما يستدل بالجدي على القطب والجدي قطب هذه الفراشة، وقيل: القطب قطبها، ويستدل عليها بالجدي إذا لم يكن قمر، فإذا قوي القمر فلا يراه إلا حديد البصر، والسها إلى جانبه، وهو نجم خفي يمتحن به الناس أبصارهم، والجدي الذي يعرف به القبلة وهي جدي بنات نعش وثلاث بنات، فمن الأربعة الفرقدان وهما المتقدمان، ومن البنات الجدي وهو آخرها، والسها وهو كوكب خفي في بنات نعش.

ومنه المثل: أريها السهى وتريني القمر، وكيفية معرفة القبلة بالجدي أن تجعله وراء ظهرك بأرض الشام وفي أرض العراق مقابلا ظهر أذنك اليمنى، وفي مصر خلف اليسرى على علوها يكون مستقبلا باب البيت إلى المقام، ومتى استدبرت الفرقدين أو بنات نعش كنت مستقبلا جهة الكعبة، وأما الفرقدان فنجمان مضيئان قريبان من القطب وبنات نعش سبعة كواكب أربعة منها نعش وثلاث بنات، وكذلك بنات نعش الصغرى والقطب الشمالي والجنوبي لا يبلغهما شمس ولا قمر والقطب الجنوبي عنده يطلع سهيل، لا يظهر إلا في جزيرة العرب. ومنها سهيل إلى جانب القطب الجنوبي ومطلعه من مهب الجنوب، ثم يصير بجهة الغرب فيصير في قبلة المصلى وهنا يغيب، وإن سهيلا كوكب أحمر منفرد عن الكواكب اليمانية، ومطلعه على يسار القبلة، ويرى في جميع أرض العرب من عراق وشام، ولا يرى في بلاد أرمينية، ومن طلوعه الحجاز، ورؤيته بالعراق بضع عشرة ليلة، وقال بعضهم: إن سهيلا نجم العرب تقول: إذا طلع سهيل لا تأمن السيل.

فاعلم أن الكواكب ألف واثنان وعشرون كوكبا، وثلاثمائة واثنا عشر كوكبا في اثني عشر صورة في طريق الشمس، وهي البروج الاثنا عشر منها ثلاثمائة وستون كوكبا في إحدى وعشرين صورة وهي مائلة عن طريق الشمس إلى ناحية الشمال منها الدب الأكبر والأصغر والتنين وغيرهم، ومنها ثلاثمائة وستة عشر كوكبا في خمسة عشر صورة مائلة عن طريق الشمس، وما على الكواكب التي سميناها لم قسمها عامة أرباب الصنعة أبدا. وذكرها أبو محمد عبد الجبار المعروف في كتابه المسمى بالبصرة في الكواكب الثابتة فقال: إن الكواكب التي في الصورة الشمالية ومنها الدب الأصغر وهو على صورة دب واقف مادا يديه، كواكبه سبعة، وتسميه العرب بنات نعش الصغرى، وأربعة كواكب، وتسميه العرب النعش على شكل مربع، والثلاثة على ذنبه، والخارج عن الصورة منها ثمانية من جملتها سبعة كواكب فتسميها العرب بنات نعش الصغرى الكواكب المرصودة إلى القطب الشمالي. أقول: ومنها الدب الأكبر، وكواكبه سبعة وعشرون، كوكبا والخارج عن الصورة منها ثمانية كواكب منها، وسبعة كواكب تسميها العرب بنات نعش أربعة على بدنه، وثلاثة على ذنبه والعرب تسميها السها. ومنها التنين وهي إحدى وثلاثون كوكبا، وصورته صورة حية كبيرة الطاقات، وابتداؤها من أربعة كواكب على شكل

فصل في أجرامها وما يتعلق بها

فصل أن كل كوكب في السماء مقدار الدنيا مرارا

مربع منحرف على رأسه سيمة العقرب الفوائد، والتنين موضع في السماء ضرب من الحيات وهو أعظمها ومنها الفلكيّة يقال لها الإكليل الشمالي لاستدارتها ثمانية. وأما الفلكة أيضا فهي كواكب مستديرة خلف السماك الرامح، ومنها الجاثي على ركبته، وصورته سبعة وعشرون كوكبا ومنها السعليات ويقال له اللوز والصبح الرومي ومنها السلحفاة وكواكبها عشرة من جملتها كوكب نير يسمونه النسر الواقع، والدجاجة وهي تسعة عشر كوكبا، والخارج عن الصورة كوكبان، أكبر كواكبها في المجرة، ومنها الثلث أربع كواكب بين كوكب السمكة وبين النسر الذي على رأس الغول، فجملة هذه الصورة الشمالية ثلاثمائة وستون كوكبا.

وأما الصور الجنوبية فثلاثمائة واثنا عشر كوكبا. ومنها قيطس اثنان وعشرون كوكبا، صورته صورة حيوان مجرد ورجلين، وذنب كذنب الحوت، ومنها الجبار ثمانية وثلاثون كوكبا، وصورته رجل يجري وبيده عصا، وفي وسطه منطقة وسيف ومن كواكبه الجوزاء كوكب أحمر، ومنها اثنا عشر كوكبا مجتمعة تحت رجل الجبار شبيهة بأرنب، وجهه إلى المغرب، ومؤخره إلى المشرق، ومنها الكلب الأكبر ثمانية وعشرون كوكبا، والخارج عن الصورة أحد عشر خلف كواكب الجوزاء، ومنها السنبلة من كواكب الشعرى العبور ويسمى: البان المرزبان، ومنها الشعرى الغميصا وهي: الكواكب التي تطلع بعد الجوزاء، وأما السرطان فالصور التي في الجوزاء والشعرى الغميصا التي في الذراع، وتزعم العرب أنهما أختا سهيل، ومنها الإكليل الجنوبي، وهو ثلاثة عشر كوكبا، والخارج عن الصورة ستة كواكب، وصورته سمكة عظيمة كواكبها على جنوب كوكب الدالي، رأسها إلى المشرق، وذنبها إلى المغرب، ومنها المجرة على جنوب حزيزات العقرب، فهذه جملة من الكواكب الجنوبية والشمالية. قلت: وهذا الذي ذكره بعضهم مقتصرا على الكواكب المشهورة، وأما غير المشهورة فكثيرة جدا فنذكرها فيما بعد إن شاء الله تعالى.

فصل في أجرامها وما يتعلق بها

اعلم أن جرم الشمس قدر الدنيا مائة وستين مرة ونصف، وجرم القمر قدر الدنيا تسعة وثلاثين مرة، وكذلك الزهرة وعطارد والمريخ، وجرم المشتري قدر الدنيا اثنين وثمانين مرة، وجرم زحل قدر الدنيا تسعة وتسعين مرة، وبعض علمائنا قال: إن جرم الشمس خمسة عشر درجة أمامها وكذا خلفها، وجرم القمر اثنا عشر درجة أمامه وكذا خلفه، وجرم المريخ ثمان درج خلفه وكذا أمامه، وجرم الزهرة سبع درج أمامها وكذا خلفها، وجرم عطارد كذلك والله تعالى أعلم.

فصل أن كل كوكب في السماء مقدار الدنيا مرارا

وأما الكواكب العظام الثابتة وهم خمسة عشر كوكبا الشعرى العبور، والسماك، والنسر الطائر، وقلب الأسد، ونحوها، كل كوكب منها قدر الدنيا أربعة وستين مرة.

فصل في قطع النجوم السبعة الأفلاك

فصل في مقامات البروج

فصل في شرف الكواكب

فصل فيما لكل كوكب من الأيام السبع

فصل في اقتران الكواكب بالكواكب

فصل في طبائع الكواكب

فصل في قطع النجوم السبعة الأفلاك

اعلم أن القمر يقطع الفلك في تسعة وعشرين يوما وثلث يوم، وعطارد يقطعه في ثمانية وعشرين يوما والزهرة تقطعه في مائتين وأربعة وعشرين يوما وربع يوم، والشمس تقطعه في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم، والمريخ يقطعه في ستمائة وثلاثين، والمشتري يقطعه في إحدى عشرة سنة، وزحل يقطعه في تسعة وعشرين سنة والله أعلم.

فصل في مقامات البروج

اعلم أن مقام القمر في كل برج يومان وثلاث ليال، ومقام عطارد في كل برج خمسة عشر يوما، ومقام الزهرة في كل برج خمسة وعشرون يوما، ومقام المشتري في كل برج سنة، ومقام زحل في كل برج ثلاثون شهرا.

فصل في شرف الكواكب

اعلم أن شرف القمر الثور، وشرف عطارد السنبلة، وشرف الزهرة الحوت، وشرف الشمس الحمل، وشرف المريخ الجدي، وشرف المشتري السرطان، وزحل الميزان، والثريا قيل هي سراج العالم في السماء لأنها تجمع النجوم كالعقدة وهي باب السماء، وتسميها العرب النجوم لأنه ليس في السماء بقعة أكثر نجوما منها.

فصل فيما لكل كوكب من الأيام السبع

الأحد للشمس، والاثنين للقمر، والثلاثاء للمريخ، والأربعاء لعطارد، والخميس للمشتري، والجمعة للزهرة، والسبت لزحل.

فصل في اقتران الكواكب بالكواكب

ومعنى الاقتران أن يكون الكوكب في برج والآخر في نظيره، والاجتماع أن يجتمعا في برج واحد، فيؤثر بأمر الله تعالى كل فعل ذلك في القرآن فافهم ذلك، فإذا قارب زحل المشتري عمت الحروب في الإقليم، ويموت ملك من ملوك الدنيا والأرض، وإذا قارب المريخ زحل كان ذلك، وإذا قارب زحل الشمس كان ذلك، وإذا قارن زحل الزهرة دل على غلاء الأسعار والقحط، وإذا قارن زحل عطارد دل على صلاح حال الكتاب، وإذا قارن القمر دل على ظهور الجور في الأحكام، وإذا قارن المشتري المريخ ففي العالم شدائد كثيرة.

فصل في طبائع الكواكب

اعلم أن القمر بارد مؤنث طبيعي يابس فيه حرارة عرضية، لأن ضوءه من ضوء الشمس،

الفصل الخامس: في أسرار البسملة وما لها من الخواص والبركات الخفيات

وسلطانه الضحك والزينة، وهو مرة صفراء. عطارد يذكر ويؤنث وهو مرة سعد، ومرة نحس، ويستوي فيه طبيعة الحرارة، وسلطانه المنطق والكتابة. الزهرة انثى وهي سعد باردة رطبة لها البلغم، وسلطانها الزواج والفرح، ولها الشهوة ونظم الإكليل، وتكليف وتأليف القلوب والنساء والحسن واللهو والضحك. الشمس مذكرة حارة يابسة، لها المرة الصفراء، وهي سعد بالنظر، نحس بالمقابلة، جوهرها الذهب، وسلطانها على العلوم، ولها الشرف الأسمى والفرح والسرور والملك. والمريخ مؤنث حار يابس، له المرة الصفراء، وجوهره الحديد، ومذاقته مرة، وسلطانه على الرأس والمعدة والقتل والنساء وغيرهم. المشتري مذكر معتدل روحاني هوائي سعد، له الدم، وجوهره القصدير، ومذاقته ولونه أبيض، وسلطانه على الريح الساكن في القلب، وله العطايا الجزيلة والرياسة. زحل مذكر بارد يابس مظلم، له المرة السوداء، وجوهره الرصاص، ومذاقته مرة، ولونه أسود، وسلطانه على المذاكير، وله الحرارة والنفرة والجور والقهر والجبرة. قلت: وزعم قوم أن هذه البروج والأفلاك والكواكب السيارة تفعل في العالم التأثير وهي مدبرة العوالم واحتجوا لذلك بقوله تعالى: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْرًا ونحو ذلك.

ونحن نقول لا فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صعد إلى السماء أخبرنا بالبروج والنجوم وغيرهما فما جاء عنه في هذا الباب فمقبول وما نهى عنه فلا يلتفت إليه، بل قامت البراهين والدلائل على أن الباري تعالى اخترعها وأنشأها وأبدعها وأما قوله تعالى: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْرًا فقد قال ابن عباس إن الملائكة بعضهم موكل بالأرزاق، وبعضهم موكل بالمطر، وبعضهم موكل بالرياح لما ذكر في خلق الملائكة ولو كانت مدبرات، فبإذن الباري جل وعلا لأنه القادر العليم الحكيم، فسبحان من هذه القدرة قدرته، والحكمة حكمته أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ والله أعلم بالصواب.

الفصل الخامس في أسرار البسملة وما لها من الخواص والبركات الخفيات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته وفهم أسرار أسمائه، أن من علم ما أودع الله تعالى في: بسم الله الرحيمن الرحيم من الأسرار لم يحترق بالنار ولم تأكله، ومن كتبها ووفقها لم يحترق بالنار. وقد اتفق جميع العلماء على أنه يستحب الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم في كل أمر ذي بال اتباعا للكتاب العزيز لما روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب‍بسم الله الرحمن الرحيم فهو أجذم. وفي رواية فهو أقطع، وفي رواية فهو أبتر، ومعناه قليل البركة ولا يبارك فيه.

وروي أن الكتب المنزلة من السماء إلى الأرض مائة وأربعة: صحف شيث ستون، وصحف إبراهيم ثلاثون، وصحف موسى قبل التوراة عشر، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومعاني كل الكتب مجموعة في الفرقان، ومعاني القرآن في الفاتحة، ومعاني الفاتحة مجموعة في البسملة، ومعاني البسملة مجموعة في بائها، ومعناها بي كان ما كان وبي يكون ما يكون. وروي أن بسم الله الرحمن الرحيم لما نزلت اهتز العرش لنزولها وقالت الزبانية لم يدخل النار من قرأها وهي تسعة عشر حرفا على عدد

الملائكة الموكلين بالنار عافانا الله منها. وروي عن جابر رضي الله تعالى عنه أنه قال: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرياح، وهاجت البحار، وأصغت البهائم إلى الله، ورجمت الشياطين من السماء، وأقسم رب العزة: لا يسمى اسمي على مريض إلا شفي، ولا على شيء إلا بورك فيه. وقال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر، فليكثر منها وهي تسعة عشر حرفا، كل حرف نجاة من كل واحد منهم، ومن أكثر من ذكرها رزق الهيبة عند العالم العلوي والسفلي، وبها قام ملك سليمان بن داود عليه السّلام، ومن كتبها مائة مرة وحملها رزق الهيبة في القلوب. وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: من كانت له حاجة إلى الله تعالى، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل وذهب إلى الجامع وتصدق بشيء، فإذا صلى الجمعة قال بعدها اللهم إني أسألك باسمك الرحمن الرحيم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى آخر الآية الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت القلوب من خشيته، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وأن تقضي حاجتي هكذا، وهي: كذا وكذا فيسميها، وكان يقول: لا تعلموها سفهاءكم فيدعو بعضهم على بعض فيستجاب لهم في الوقت.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما بين بسم الله الرحمن الرحيم وبين اسم الله الأعظم إلا كما بين بياض العين وسوادها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين الآدميين والشياطين إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فاسم هو الاسم المضمر الذي يدل على أن ما بعده الاسم الأعظم، وهو الله لأن الاسم الأعظم هو الجلالة، وهو قطب الأسماء وإليه ترجع، وهو في الأسماء كالعلم لأنك إذا سئلت من الرحمن فتقول الله، وكذا سائر الأسماء تضاف إليه وتعرف بالجلالة وعلو رفعته، وله شرف زائد على الأسماء، وهو أنك إذا أزلت منه حرف الألف بقي لله، وإذا أزلت منه اللام الأولى بقي له، وإذا أزلت الثانية أيضا بقي هو، فكل حرف منه قائم بذاته، وليس كذلك غيره من الأسماء لأنك إذا أزلت منه حرفا بطل معناه، وهذا الاسم الأعظم حروفه لم تختل فله شرف على الأسماء، ودليل على أنه الذات المكرمة الثابتة العز والبقاء، وله شرف آخر يدل على الذات الوحدانية الربوبية، ويدل على توحيد الإلهية. فإن أوله الألف وهو أول الحروف وأول الأعداد وأول الآحاد فهو فرد في صفته، أحد في عدده، يشير إلى أحدية سره الذي خضعت له الموجودات، وآخره حرف الهاء وهو يشير إلى توحيد الألوهية وهو لا يوجد في غيره من الأسماء، وهو يقول بلسان حاله أنا الأول والآخر والظاهر والباطن، ثم أعقبه بصفة الرحمانية قال تعالى: قُلِ اُدْعُوا اللهَ أَوِ اُدْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فخيرك بين أن تقول يا الله أو يا رحمن فإنه جامع الصفتين الرحمانيتين والكل اسم كريم، فإن شئت طلب الرحمة قلت يا رحمن وهو الأخص لأن الله تعالى هو أخص الأسماء وأعظمها اتفاقا، وهو اسم سرياني، وأما تفسيره فهو أنه يخرج الأشياء من العدم إلى الوجود، وله معان أخر يجب على الناظر فيها كفها عن السفهاء لئلا يتوصلوا إلى فعل المنكرات والمحرمات فيسقط عند الله مثل باعورا لما أراد الله تعالى به معصية نعوذ بالله تعالى من غضبه، اللهم لا تجعلنا ممن يستعين بأسمائه على معاصيه.

وهذا الاسم له حروف أربعة ألف ولامان وهاء لأن الطبائع أربعة، والأقطار أربعة شرق وغرب وشمال وجنوب، وملائكة التسبيح أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل. فجبريل صاحب الرسالة إلى المرسلين، وصاحب الغلبة والقهر وبه أهلك الله تعالى الكفرة من الأمم والقذف. وإسرافيل صاحب الصور والنفخ له ثلاث نفخات نفخة الفزع قال تعالى: فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الْأَرْضِ، ونفخة الصعق قال تعالى: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الْأَرْضِ، ونفخة البعث قال تعالى: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ، فلكل نفخة شؤون تختص بها. وعزرائيل عليه السّلام موكل بقبض الأرواح وفنائها وفيه إقماع الجبابرة وقطع دابر الكافرين والمتكبرين، وفيه راحة المؤمن ووصوله إلى ربه وفرحه بما أعد الله له من كرمه وجوده وعفوه ومغفرته. وميكائيل عليه السّلام موكل بأرزاق العباد وردّ رمقهم وإبقاء وجوده فما في الأرض حبة سمسمة إلا وعون من الملائكة موكل بها لصاحبها، فلجبريل عليه السّلام أعوان لا تحصى، وله أذكار وأعمال تباينهم. ولهؤلاء الأربعة ملوك أيام تختص بهم، فلجبريل عليه السّلام يوم الاثنين لأنه بارد رطب، ولإسرافيل عليه السّلام يوم الخميس وهو حار رطب، ولعزرائيل عليه السّلام يوم السبت لأنه بارد رطب، وطبعه التراب والموت والفناء. ولميكائيل عليه السّلام يوم الأربع وهو ممتزج من الطبائع الأربعة. ولهم أربعة أوفاق تختص بهم؛ وهو المسبع لجبريل عليه السّلام، والمربع لإسرافيل عليه السّلام، والمثلث لعزرائيل عليه السّلام، والمثمن لميكائيل عليه السّلام، وهذه الأوفاق الأربعة وهذه صفتها كما ترى:

صورة المثلث لعزرائيل عليه السّلام

صورة المربع لإسرافيل عليه السّلام

صورة المسبع لجبريل عليه السّلام

صورة المثمن لميكائيل عليه السّلام

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن لهذه الأوفاق تأثيرا عظيما في كل ما تريد، فمن تدبرها وجدها صحيحة جدا يفعل بها ما يشاء، واتقى الله ربه في جميع أحواله، فإذا أردت عملا من أعمال الأوفاق الأربعة، فاكتب خاتمه بعد عدده وصحته، وأضف إليه اسم المطلوب يحصل ما تريد. وأما المسبع فيكتب في كاغد أو فضة بيضاء خالصة، يوم الاثنين عند طلوع الشمس ساعة القمر، فإن كان للخير فاكتبه في زيادة القمر، وإن كان في شرفه أو سعده سالما من النحوس كان أبلغ، وإن أردت غير ذلك من الانتقام للأعداء، أو ظالم جبار فليكن القمر في المحاق والاحتراق، متصلا بزحل والمريخ وإياك أن تفعله لغير مستحقه، والعفو أولى قال تعالى: وأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وقال تعالى: فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ ودخن للخير بالدخنة الطيبة وللشر بضدها، فانظر فإن كان القمر في برج هوائي علق في الهواء، وإن كان في برج ناري ففي النار، وإن كان في برج مائي ففي الماء، أو ادفنه في قرب الماء، وإن أردت إرساله فيكون في قصبة فارس مشمعة، واقرأ عليه ما يأتي، وإن كان في ترابي ادفنه في التراب تحت عتبة بابه أو بابك إن أردت جلبه إليك، وإن كان عظيما أجابك وهذا ما تقرؤه عليه تقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها الحميدة التي إذا وضعت على شيء ذل وخضع، وإذا طلبت بهن الحسنات أدركت، وإذا صرفت بهن السيئات صرفت وبكلماتك التامة التي لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم، يا كافي يا ولي يا رؤوف، يا لطيف يا رزاق يا ودود، يا قيوم يا عليم يا واسع، يا كريم يا وهاب يا باسط يا ذا الطول يا معطي يا مغني، يا رحمن يا رحيم يا غني يا مغيث، يا حنان يا منان يا جواد يا محسن، يا منتقم اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك يا أرحم الراحمين، وأسألك اللهم باسمك الذي لا إله إلا هو الجليل الرحمن الرحيم، اللطيف العظيم، الرزاق الغفور، المؤمن المهيمن المميت، المجيب القريب السميع، السريع الكريم ذو الجلال والإكرام ذو الطول المنان.

واعلم أن حامل هذه الأسماء وذاكرها تكرم أخلاقه، وتجود بالكرم والرحمة للناس به ويشاهد من معاني اللطيف عجائب، ويحصل له القبول ويحمد ظاهره وباطنه لأن فيه اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهو من أعظم الأذكار وأشرفها. ومن لازم على ذكره كشف له عن أسرار عجيبة ويسر له المطلوب ورزق المرغوب في الأمور العاجلة، ومن دوام على هذه الأسماء نصف الليل شاهد من العجائب على قدر همته. ومداومتها [تفتح] الأسرار المكنونة، ولا يداوم على ذكرها أحد إلا ورأى من أمور العوالم من الملكوت العلوي، وسخر له كل عالم من الملائكة، وهي الكلمات التامات، وفيها بدائع الأسرار، فمن ذكرها مع اسمه الكافي وهو يتمنى شيئا ناله من حيث لا يدري، ولا يخطر بباله ولا يذكره أحد وهو في مرتبة واهية، وهمته تطلب أعلى منها إلا يسر الله له تعالى الوصول إليها من غير تعب. ومن استدام ذكر الكافي والجامع على شيء ضاع له وجده ورجع إليه ما فقد، واسمه العفو يصلح لدفع المؤلم من الأمور العظام، والرؤوف ذكر للخائفين ما تلاه ملهوف إلا وجد الطمأنينة وسكن روعه، ومن داوم على ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال مع خلو المعدة من الطعام، وأمسك النار بيده فإنه لا تضره، ولو تنفس على قدر يغلي بطل غليانه بإذن الله تعالى، ويضيف إليه الحليم والرؤوف والمنان تقول: يا رب يا منان. وإذا كتب هذه الأسماء في ساعة القمر وقابل من يخاف شره كفاه الله تعالى شره عند رؤيته، ولا يستديم هذه الأسماء الثلاثة من غلبت عليه شهوته إلا أزال الله عنه ذلك.

ولنرجع إلى ما كنا بصدده من فوائد بسم الله الرحمن الرحيم إنها لما نزلت فرح أهل السموات بها من الملائكة واهتز العرش لنزولها، ونزل معها من الملائكة ما لا يحصي عدده إلا الله وازدادت الملائكة إيمانا وتحركت الأفلاك وذلت لعظمتها الأملاك، وكانت بسم الله الرحمن الرحيم مكتوبة على جبهة آدم عليه السّلام قبل أن يخلق بخمسمائة عام، وكانت بسم الله الرحمن الرحيم مكتوبة على جناح جبريل عليه السّلام يوم نزوله على إبراهيم عليه السّلام قال بسم الله يا نارُ كُونِي بَرْدًا وسَلامًا عَلى إِبْراهِيمَ وإن بسم الله الرحمن الرحيم كانت مكتوبة على عصا موسى عليه السّلام وكانت كتابتها بالسريانية ولو لاها ما انفلق له البحر، وإن بسم الله الرحمن الرحيم كانت على لسان عيسى عليه السّلام حين تكلم في المهد، وكان يتلوها على الموتى فيحيون بإذن الله تعالى، وإن بسم الله الرحمن الرحيم كانت مكتوبة على خاتم سليمان عليه السّلام. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: أنها مكتوبة في كل أول سورة من القرآن العظيم. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: إذا تلاها شخص عدد حروفها سبعمائة وستة وثمانين مرة سبعة أيام متوالية على نية أمر كان له كل ذلك من جلب خير، أو دفع شر أو رواج بضاعة فإنها تروج بإذن الله تعالى.

ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: أن من قرأها عند النوم إحدى وعشرين مرة آمنه الله تعالى تلك الليلة من الشيطان الرجيم، ومن السرقة ومن موت الفجأة، وتدفع عنه كل بلاء. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: أنها إذا قرئت في وجه ظالم خمسين مرة أذله الله تعالى، وألقى هيبته في قلب ذلك الظالم وأمن من شره. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: أنها إذا قرئت عند طلوع الشمس

وأنت مقابل لها ثلاثمائة مرة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذلك رزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب، ولا يحول عليه الحول حتى يستغني الغنى التام. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: للمحبة والمودة، إذا تليت على قدح من الماء عددها ٧٨٦ مرة وسقيت لمن شاء أحبه حبا شديدا، وإذا شرب البليد من ذلك الماء عند طلوع الشمس مدة سبعة أيام زالت بلادته وحفظ كل ما سمع. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: أنها إذا تليت عند نزول المطر إحدى وستين مرة بنية الاستسقاء لموضع سقاه الله تعالى.

ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم: أنها إذا تليت بعد صلاة الصبح ألفين وخمسمائة مرة بنية صادقة وقلب خاشع مدة أربعين يوما أفاض الله تعالى على قارئها من غوامض الأسرار، ورأى في منامه كل شيء يحدث في العالم، وذلك بشرط الرياضة، فإنه يرى عجبا، وليكتم سره لينال أمره. ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم لقضاء الحوائج والدخول على الحكام: أن من أراد ذلك فليصم الخميس، ويفطر على الزيت والتمر، ويصلي المغرب، ويقرؤها مائة وإحدى وعشرين مرة، ثم يقرؤها من غير عدد إلى أن يغلب عليه النوم، فإذا أصبحت يوم الجمعة، فصل الصبح واتلها العدد المذكور، واكتبها في كاغد بمسك وزعفران وماء ورد، وبخرها بعود وعنبر، وكتابتها العدد المذكور، فو الله الذي لا إله إلا هو ما حملها رجل أو امرأة إلا وصار في أعين الناس كالقمر ليلة البدر، وكان عزيزا مهابا وجيها مطاعا، وكل من رآه أحبه وقضى حاجته، وألقى حبه في قلوب الخلق وهذه صفة كتابتها: ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م تكتبها مائة وإحدى وعشرين مرة، وكتابتها متصلة طريقة أخرى. وإذا كتبت في رق غزال مائة وإحدى وعشرين مرة بمسك وزعفران وماء ورد والبخور قسط وميعه ولبان وجاوي وحمله المقتر عليه في الرزق فتح الله تعالى عليه ووسع رزقه، وإن حملها مديون أوفى الله تعالى دينه وكانت له أمانا من كل مكروه. وإذا كتبها في جام زجاج أربعين مرة ومحاها بماء زمزم أو ماء بئر عذب وشرب من ذلك الماء أي مريض كان عافاه الله تعالى. وإذا شربت منه متعسرة عن الولادة وضعت حالا. وإذا كتبت في ورقة خمسة وثلاثين مرة وعلقت في البيت لم يدخله شيطان ولا جان وتكثر فيه البركة. وإذا علقت تلك الورقة في دكان كثر زبونه وزاد ربحه وكثرت بضاعته وأعمى الله عنه أعين الناظرين. وإذا كتبت في أول يوم من المحرم في ورقة مائة وثلاثين مرة وحملها إنسان لا يناله مكروه وأهل بيته مدة عمره. وإذا كتبت ١١٠ مرات للمرأة التي لا يعيش لها ولد، والعاقر التي لم تحمل بعد طهرها من الحيض ثلاثة أيام، وحملت الورقة ووطئها الزوج فإنها تحمل بإذن الله تعالى، ولا تضع الورقة إلاّ بعد ستين يوما فإنها تحمل بولد صالح ولا ترى لحمله ألما ولا مشقة بإذن الله تعالى. وإذا كتبت إحدى وستين مرة وحملها من لا يعيش أولادها عاشوا، وقد جرب ذلك وصح والله على كل شيء قدير. وإذا كتبت في ورقة مائة مرة وواحدة ودفنت في الزرع خصب ذلك الزرع وحفظ من جميع الآفات. وإذا كتبت سبعين مرة ووضعت مع الميت في كفنه أمن من هول منكر ونكير وكانت له نورا إلى يوم القيامة. وإذا كتبت في لوح من رصاص، ووضعت في شبكة الصياد كثر صيده. وإذا كتبت مرة واحدة في بطاقة، ووضعت تحت فص خاتم، ووضع ذلك الخاتم في لبن مخيض، وشربه ملسوع وتقيأه

فإن السم يخرج بإذن الله تعالى. وإذا كتبت حروفا مفرقة وحملت كان لها فضل عظيم فإن الباء بهاء الله، والسين سناؤه، والميم مجده وملكوته، والألف أزليته، واللام لطفه، والهاء هدايته، والألف أمره، واللام أم الملك، والراء رحمته، والحاء حكمته، والميم ملكه، والنون نعمته وهكذا. وإذا كتبت من البسملة با هكذا ب إحدى وعشرين مرة ووضعت في مال زادت فيه البركة ونما. وإذا كتبت هذا العدد، وأضفت إليه هذه الآية حروفا هكذا: س ل ا م ع ل ى ن وح ف ي ا ل ع ا ل م ي ن ومحاها وسقاها للملسوع برئ في الوقت بإذن الله تعالى. ومن كتبها في ورقة ونظر إلى حرف الميم كل يوم أربعين مرة وهو يقول: اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ. إلى قوله. بِيَدِكَ الْخَيْرُ لم يدر من أين يأتيه الخير وبارك الله فيما بين يديه. ومن كتب الرحمن الرحيم خمسين مرة في ورقة وتلا عليها البسملة مائة وخمسين مرة، وحملها ودخل على سلطان أو جبار أمن من شره ولا يناله مكروه. وإذا قرأها كل يوم ألف مرة بينة صادقة وقلب خاشع، بعد صيام ورياضة وطهارة مدة أربعة عشر يوما، وفي رواية: دبر كل صلاة ألف مرة العدد المذكور، فإنه ينظر الملائكة الروحانيين ويكلمهم ويكلمونه ويصرفهم فيما يريد. ومن كتبها مكسرة مقطعة هكذا م ي ح ا ل ر، وكتب أيضا اسم من أراد واسم أمه، ثم توجه إليه فإنه تقضى حاجته فيما يطلب. ومن كتب الرحمن هكذا ا ل ر ح م ن سبع مرات، وكتب معه اسم العبد الذي يهرب، ودفن في البيت وثقل بحجر ويقول: اللهم إني أسألك بحق بسم الله الرحمن الرحيم، وبحق اسمك الرحمن أن تمنع هذا العبد من الإباق يا رب العالمين، فإنه لا يهرب أبدا ولم يخرج من البيت الذي هو فيه. ومن كتب الرحمن على سكين بولاد نصلها منها، وتلا عليها ثلاثمائة وإحدى وثلاثين مرة وذبح بها ديكا وعزل رأسه عن جثته، فإذا مشى بلا رأس خذ رأسه بعد ذلك وادفنها تحت عتبة باب من تريد فإن جميع الحشرات تخرج منه وكذلك الجان، وإذا قليت رأس الديك في زيت طيب ودهن به صاحب الآلام نفعه نفعا جيدا، وإذا حملتها امرأة تنزف نفعها نفعا جيدا. ومن كتب الرحيم في راية مائة وتسعين مرة وحملها، ودخل معركة الحرب لم يعمل فيه سلاح ولا يحصل له مرض. ومن كتبه في ورقة إحدى وعشرين مرة، وعلقه على صاحب الصداع نفعه. ومن كتبه على سبع لوزات بإبرة من نحاس أصفر، يوم الجمعة ساعة الزهرة، وقرأ الاسم عدده على اللوز وأطعمهم لمن يريد أحبه حبا شديدا. ومن كتب على هذه الصفة: ا م ي ح ر ل في مرآة جديدة يوم الاثنين عند طلوع الشمس، وأكثر النظر فيها صاحب اللوقة عافاه الله تعالى. ومن كتبه على هذه الصفة: ا ل ر ح ي م في خاتم فضة وزن درهمين وحمله معه رزقه الله تعالى الهيبة والطاعة. ومن أراد قمع كل جبار فليكتب وفق بسم الله الرحمن الرحيم في قطعة رصاص ويضع اسم من يريد في الوفق، ويبخر بالحلتيت والثوم الأحمر ويدفنه قريبا من نار دائمة الوقود، وإياك أن تلحق النار الرصاص فإن المعمول يهلك وأنت المطالب به بين يدي الله تعالى وهذه صورته كما ترى.

وهذا الذي تقرؤه عليه تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الحي القيوم الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت القلوب من خشيته، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وأن تقضي حاجتي في فلان، اللهم إنك تعلم أنه إن كان يرجع عما هو فيه فاهده ووفقه، وإن كنت تعلم أنه لا يرجع فأنزل عليه بلاءك وسخطك وغضبك، وأهلكه يا قاهر يا قهار يا قادر يا مقتدر يا الله سبع مرات، وادع بذلك سبعمائة مرة فإن الظالم إما أن يرجع عن ظلمه أو يهلك سريعا، فاتق الله تعالى. ومن كتب البسملة الشريفة في وسط دائرة ثمان مرات وكتب حولها قوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ والَّذِينَ مَعَهُ إلى آخر السورة وبخرها برائحة طيبة في وقت سعيد وحملها، فإنه يصير مهابا معظما مكرما عند الناس، ولا يراه أحدا إلا أحبه ومال إليه بطبعه وتنجح له كل المقاصد بإذن الله تعالى. ومن كتب البسملة كلها، والقمر في الحوت، والطالع سعيد في رق غزال، وحملها على الرأس العدد الواقع عليها، فإنه يعيش سعيدا ويموت شهيدا، ولم ير في نفسه وماله وولده ما يكرهه.

واعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن بسم هو الاسم المضمر، والله تعالى هو الاسم الأعظم، والرحمن الرحيم نعت له نفسه فهو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، والحمد لله رب العالمين قبالة: بسم الله الرحمن الرحيم، فبسم الله قبالة: الحمد لله الرحمن الرحيم قبالة رب العالمين. واعلم أن كل نعته في قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ظهور الربوبية فهو ملك ومالك، وعليك بتجلية القول والأنوار وللطلب يوم الدين، وبالصفة المالكية فيكون ملك الملوك ومتجليا للنفوس بالقهر والغلبة، والملكية فيكون ملك الملوك ومتجليا للقربان بالتمليك لقوله تعالى: عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ وهذا كله في بسم الله الرحمن الرحيم، فبسم الله الذي هو في الاسم لتوصل الجميع جوامع الكلم إلى الملك بالحق، وترفع النداء باللسان التلهفي إلى الله صعود ولا هبوط الرحمن الرحيم هبط إلى المبدأ الثاني بسم الله الرحمن الرحيم طلوع إلى المبدأ الأول، ففيها سر الابتداء وفيها مراتب التوحيد لان بسم قبالة أشهد والله قبالة أنه لا إله إلا هو وفيها مراتب الملائكة قبالة الرحمن، وأولو العلم قبالة الرحيم، وكذلك نسبة العالم التربيعي وهو قول الرحمن تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصّالِحِينَ من الرحيمية إلى الرحمانية، فلذلك يبلغ الدرج في الصعود إلى بسم الله الرحمن الرحيم، فأول دائرة بسم الله الرحمن الرحيم. وفي الحديث الصحيح: من جاء وفي صحيفته بسم الله الرحمن الرحيم ثلاثمائة مرة، وكان موقنا بربوبيته أعتقه الله تعالى من النار وأدخله دار القرار. وفي الإنجيل: يا عيسى ليكن بسم الله الرحمن الرحيم في افتتاح قراءتك وصلاتك، فإن من جعلها في افتتاح قراءته وصلاته لم يرعه منكر ونكير، وإذا مات على ذلك هون الله عليه الموت وسكراته وضيق القبر، وفسح له في قبره مد البصر وأخرج من قبره أبيض الجسم، ووجهه يتلألأ نورا وحاسبه الله حسابا يسيرا، وثقل ميزانه وأعطي النور التام على الصراط حتى يدخل الجنة، وينادى عليه في عرصات القيامة بالسعادة والمغفرة.

قال عيسى عليه السّلام: يا رب لمن هذا وخاصيته قال: لك ومن أتبعك وأخذ بأخذك، وقال بقولك، ويكون ذلك لمحمد وأمته من بعدك، فأخبر عيسى عليه السّلام أصحابه، فلما رفع عيسى عليه السّلام

إلى السماء وانقرضت الحواريون، وجاء آخرون ضلوا فغيروا وبدلوا واستبدلوا الدين دنيا، فرفعت آية الإيمان من صدر النصارى والرهبان، وبقيت في صدور أهل الإنجيل حتى بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، فكتبت في أوائل السور والدفاتر ورؤوس الرسائل، وحلف رب العزة بعزته لا يسميه عبد مؤمن على شيء إلا بورك له فيه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكان مؤمنا حقا سبحت له الجبال واستغفرت له ولا يسمع تسبيحها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قالت الجنة: لبيك وسعديك اللهم إن عبدك فلانا قال: بسم الله الرحمن الرحيم فتثقل حسناتهم على سيئاتهم فيقول الاسم: سبحان الله رب رجح حسنات أمة محمد صلى الله عليه وسلم فتقول لهم لبيانهم إنما كان هذا لأنه كان إبتداء كلامهم ثلاثة أسماء من أسماء الله تعالى العظام لو وضعت في كفة ميزان ووضعت السموات والأرضون وما فيهن وما ناسبهن في الكفة الثانية لرجحت عليها، وهي هذه: بسم الله الرحمن الرحيم قال: وقد جعلها أمنا من كل بلاء وداء وحرزا من الشيطان الرجيم، وقد أمنت هذه الأمة من الخسف والقذف والمسخ ببركتها فقدموا لها وبها إلى ذي الجلال والإكرام وهذه صورته كما ترى فافهم ترشد.

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى في معنى قوله وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُورًا ومعنى ذلك بسم الله الرحمن الرحيم. وقال في قوله: وأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وكانُوا أَحَقَّ بِها وأَهْلَها أنها كانت بسم الله الرحمن الرحيم وقيل: لا إله إلا الله. ومن كتب بسم الله الرحمن الرحيم وجوفها إعظاما لها كتب عند الله من المقربين. وروي عن عكرمة أنه قال: كان الله تعالى ولا شيء معه، فخلق الله النور، ثم خلق من النور اللوح والقلم، ثم أمر الله تعالى القلم أن يجري على اللوح إلى يوم القيامة بما هو كائن، فأول ما كتب القلم في اللوح بسم الله الرحمن الرحيم، فجعلها الله تعالى أمنا لخلقه. من داوم على قراءتها وهي قراءتها أهل السموات السبع وأهل سرادقات الجنة من الملائكة الكروبيين والصادقين والمسبّحين. وأول ما نزل على آدم عليه السّلام بسم الله الرحمن الرحيم فقال: الآن علمت أن ذرّيتي لا تعذب بالنار ما داوموا على قراءتها، ثم رفعت بعده إلى

زمن إبراهيم عليه السّلام ونزلت عليه وهو في المنجنيق فنجاه الله تعالى من النار، ثم رفعت من بعده إلى زمن سليمان، فلما نزلت عليه قالت الملائكة: الآن قد تمّ ملك سليمان، وأمر الله تعالى أن ينادى في جميع الأسباط والزهّاد والعبّاد ألا من أراد أن يسمع آية الإيمان، فليأت إلى سليمان بن داود عليه السّلام في محراب أبيه قال: فاجتمعوا إليه فقام سليمان ورقي المنبر وقرأ عليهم آية الإيمان وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما سمعوها ازدادوا فرحا، وقالوا نشهد أنك رسول الله حقا يابن داود، ثم رفعت بعده إلى زمن موسى، فلما نزلت عليه قهر بها فرعون وجنوده وقارون وهامان وجنودهما، ثم رفعت من بعده إلى زمن عيسى عليه السّلام فأوحى الله إليه يابن مريم أما علمت أي آية نزلت قال: بلى يا رب فقال: أنزلت عليك آية الإيمان وهي بسم الله الرحمن الرحيم، فالزم قراءتها ليلك ونهارك ومسيرك وإقبالك وقعودك وقيامك وأكلك وجميع أحوالك، فإن من جاء يوم القيامة وهي في صحيفته غفر الله له ما تقدم من ذنبه.

وحكي عن بعض الصالحين أنه أتى إلى بعض الأولياء يزوره ويلتمس دعاءه وبركته، فوجد الناس مجتمعين على بابه ينتظرون خروجه، وكان قوس قزح وضع رجله عليه وقال: بسم الله الرحمن الرحيم فقال الشيخ الذي أتى إلى زيارته، وكان يقال له المليحي: لما رأى فعل الشيخ صاح وقال: سبق الرجال ونحن هكذا، ثم أخذ الشيخ في الجد والاجتهاد حتى لحق بالأفراد، وكان الذي مر على قوس قزح المذكور: أبو عبد الله الرحراحي رضي الله تعالى عنه، فانظر يا أخي إلى ما في بسم الله الرحمن الرحيم واسمع وأصغ بأذنك إلى قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّهُ بسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر حرفا كنا نعد فيها عشرة غير مكررة وهي هذه: ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م وتكرر فيها الميم ثلاث مرات، واللام أربع مرات، والراء مرتين، والباء لم تكرر والسين والهاء، وكان المكرر سبعة أحرف وهي هذه: ا ل ر ح م ا ن، وتكرر الميم م م م، والألف ا ا ا، واللام ل ل ل والراء ر ر، والحاء ح ح، فحصل من هذا أن بسم الله الرحمن الرحيم فيها عشرة أحرف غير مكررة منها الباء وهي لتوصل الخير وهو حرف بارد ولذلك أفتح به أبدا في الإيمان، وحرف الباء من الحروف الباقية ليوم القيامة وهو حرف جوهري، وذلك أن الوتر من الأسرار من حيث الذات لأنه إشارة إلى الحقيقة وهي منه وإليه.

واعلم أن أول الصحف لإبراهيم عليه السّلام أخبر بذلك في أول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:

اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ بعد أيسر الباء، وخلق منها الملائكة وهم أحد وثمانون يسبحون الله تعالى ويقدسونه.

ومن خواص بسم الله الرحمن الرحيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات بسم الله الأعظم الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يصبه فجأة حتى يصبح، وفي رواية لم يصبه فالج. وروي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه شرب السم القاتل حين بعث وقال: إن كنت صادقا فيما زعمت أن السم لا يضر مع هذه الكلمات فاشربه، فأخذ السم بمحضر من الصحابة وغيرهم وقال: بسم الله الرحمن الرحيم وشربه وقام سالما. وفي رواية قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثم شرب فلم يضره

شيء إلا رشح عرقا بقدرة الله. فانظر يا أخي إلى هذا الاسم الكريم كيف يمنع ضرر السم. وبهذا الاسم الشريف جرت سفينة نوح عليه السّلام وبه نجا إبراهيم من النار وجعلت عليه بردا وسلاما، وبه نجاتك حين تلج في بيتك وحين تخرج لقوله صلى الله عليه وسلم: ولتقل إذا دخلت بيتك وخرجت بسم الله ارتحلنا باسم الله خرجنا وعليه توكلنا، وتقولها أيضا عند غلق الباب فإن الشيطان لا يدخل بيتا غلق عليه وهي هذه: بسم الله الرحمن الرحيم ولا يقربه ومن خواصها إذا دخلت إلى فراشك أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصبك شيء. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا وضوء لمن لم يسمّ باسم الله وإذا قال زاد. ومن أكل مع مجذوم وقال ثقة بالله وتوكّلا عليه لم يضره شيء من ذلك، وقد فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع عتيب السوسي وكان مجذوما، فأتي بطعام وهو حاضر فدعاه فأكل معه وقال بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه. وبهذا الاسم الشريف يستشفى من العين فتضرب بيدك على العين وتقول: بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه اللهم أذهب مرها ووصفها. وتقوله أيضا إذا وضعت رجلك في الركاب وتريد السفر فتقوله فإنه لا ينالك مكروه.

وإذا قال العبد المؤمن بسم الله الرحمن الرحيم صغر الشيطان حتى يصير مثل الذباب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها لمن يخرج مسافرا ويأمره إذا ركب أن يقول: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليفتح بها سفره، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن وعثاء السفر إلى آخره. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة بن عبد الله حين وقعت به ناقته: لو قلت بسم الله الرحمن الرحيم لرفعتك الملائكة والناس ينظرون. فانظر إلى بركة هذا الاسم الشريف الذي ترفع الملائكة قائله، والشياطين تذهب منه عند ذكره، والسم ينقطع عند ذكره، فإن سيدك عرّفك قدره، ورب العزة يعجبك فضله وسرّه فلا تتحرك حركة ولا تسكن سكينة إلا بإذن الله ولا ترتب فكل ذلك في طي بسم الله الرحمن الرحيم. وكان عيسى يرقي بها من الأوجاع والآلام، ومن كتب شكل الباء يوم الجمعة وصام الخميس قبله وحمله على عضده الأيمن شرح الله صدره، وزال عنه الكسل، وظهرت عليه البركة، ورأى أنوار الملائكة وظهرت هيبتها العلوية والسفلية، ويظهر شكلا قائما كامل الصورة طيب الرائحة، وهو ينطق بالباء وهو يرى ثابت النور لا يبدل نوره، فإذا ذكر اسم الباء ظهر نوره على ذاته وهو من الأسماء المخزونة. وهذه الحروف إذا كانت في اسم فيه الباء: نافع لكل ألم يابس، ولكل أمر عسير يهون بإذن الله تعالى وهو: البر والباري والباقي والباعث وفيه سر النهاية، وذلك كله في بسم الله الرحمن الرحيم، وذلك أن الألف القائم هو رأس الباء وهو البسط في ذات الباء هكذا، وقد ظهرت الباء في اسمه تعالى البصير والبديع والباطن، ففي كل اسم معنى خاص، فالبر لأهل البر يعين على أعمال البر، وبر الوالدين.

ومن ذكره لأي أمر مائتي مرة وثلاثة وثلاثين بعد أن يمزجه بأي اسم منه أراد وهو أن يأخذ مثلا اسم ع م ر وحروفه، ثم يأخذ أول حرف من اسمه البر ويضعه في أول السطر، ثم يأخذ أول حرف من اسم عمرو يضعه بعده إلى آخر الاسمين هكذا ا ع ل م ب ر ر و، ثم يأخذه ويكسره ويبسطه حتى يعود الاسم الأول، ثم اجعل الآخر أولا وأسقطه ع ل م ب ور ه، ثم اجعل الأول آخرا واسقط

الأخير يبق أربعة أسطر ممتزجة وارع ر ل ب م، اكتبها فيما شئت واجعلها في جيبك واقرأ عليها هذه تقول: يا رب م ر ب ا ل ور ع الأرباب مربي الكل بلطيف ربوبيتك أسرع لي سريان لطفك ع م ر وه ب ل ا مبتهجا بحلاوة ذلك البحر حلاوة تعرف أرواحا لفهم أسرارك وامنحني اسما من أسماء قدرتك التي من تضرّع به وقي، وقني شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها إنك لطيف خبير حفيظ عليم. وأما اسمه تعالى الباري فهو لإبراء الأسقام والأورام والباعث لهما خواص تأتي في مواضعها إن شاء الله تعالى.

وأما حرف السين لما خلقه الله تعالى من عالم أمره، أنزل معه من الملائكة تسعة آلاف وثمانمائة وثمانين ملكا، وهو أول حرف من حروف ظاهر الاسم الأعظم، وأما الاسم الأعظم فله ظاهر وباطن، فظاهره قامت به السموات، وباطنه قامت به العلويات من الكرسي والعرش ولذلك وقعت السين في أول السموات وفي ذلك مرتبة الكرسي، ولما كانت الباء متعلقة بالقدرة وهي مضمرة للمضمرات لأن الباء منك إليك، فأنت تقول هو هو، وهو يقول بي بي، وإن في سورة يس اسما من أسماء الحكمة من وقف عليه وكتبه ومحاه بماء المطر وهو مستقبل القبلة عدد الأسماء أياما أنطقه الله تعالى بالحكمة، وهو وسط السورة وعدد حروفها ستة عشر حرفا منها حرفان منقوطان من أعلى، وحرفان منقوطان من أسفل، وهي خمس كلمات أولها حرف السين، وآخرها حرف الميم، وظهر حرف السين في اسمه السلام والسميع السريع وهو اسم الملحين في الدعاء خصوصا.

وأما السريع من ذكره أياما عدده وسأل الله تعالى شيئا أعطاه إياه ومن كان له حاجة فليرسمه في كفه ويدعو بالأسماء مضروبة في الأيام فما بلغ من العدد يدعو به فإن الله تعالى يجيب دعاءه وعدده مضروبا في الأيام أربعة آلاف ومائتان وسبعة وسبعون مرة وهو لمن أراد رؤية الأرواح ويسألهم فيجيبونه وفيه أسرار خفيات وأعمال جليات فاجتهد واعمل تصل. وأما اسمه تعالى السميع من أضاف إليه البصير ويقول يا سميع يا بصير وكتبها في وقت صالح وحملها من أغمي عليه أفاق لوقته وهذا هو غاية أصحاب الأسرار فإنهم لما أتوا إليها وجدوا على بابها ابراهيم بن جاروح وقد أغمي عليه فرسم له الوفق وحمله بعد ذكر الاسم سبعمائة مرة فأفاق وذهب عنه ما يجد بإذن الله تعالى. ومن كتبه في ذهب وحمله معه سمع لغات الجن ويحكم فيما يريد من الأرواح ومن داوم عليه كشف له أسرار الخلق وأنبأه عما في ضمائرهم وظهر له أحوال العباد أجمع وشاهد الأسرار.

وأما اسمه تعالى السلام فهو لطلب السلامة وطلب الأمان وهو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وقت جواز أمته على الصراط يقول يا سلام سلم وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم يقول يا سلام وان حرف الميم قطر من أقطار الحروف وكل حرف كان آخره كأوله كالواو والميم والنون يشير إلى الجميع لما فيه من الاتحاد ويشير إلى السكون لما فيه من هيبته وهو من حروف اللوح ولما خلقه الله تعالى خلقه نورا مستنيرا مطموسا بالنور ومن حروف العقل لإحاطته ومنه تستمد الشمس في الفلك الرابع وبسرّه أقام الله تعالى الملك والملكوت واظهار العالم بالميم فأعانه على الأعمال بسر النور الميمي وهو آخر رتبة في بسم وفيه سر بلوغ الأشد قال

تعالى حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وبلغ أربعين سنة وأعداد الميم الواقعة عليه أربعون وقد وكل الله تعالى به تسعين ملكا من ملائكة الروح وهو السر الذي أودعه الله تعالى في اسم نبيه صلى الله عليه وسلم في أوله وذلك بسر الملكوت وفي وسطه بسر الملك فيجتمع عالم الملك وعالم الملكوت ومن نظر إلى شكل الميم كل يوم أربعين مرة وهو يقول قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ. إلى قوله تعالى. بِغَيْرِ حِسابٍ يسر الله تعالى له أسباب الخير والبركة ولم يدر من أين يأتيه الرزق والشكل هو الذي يأتي الكلام عليه وهو لعطارد يوم الأربعاء ومن رسم سره العددي بعد صيام أربعين يوما باستدامة الطهارة واذكر الله تعالى مستقبل القبلة على طهارة كاملة والقمر في السعود وساعة الشمس فإن حامله لا يخطر له خاطر مذموم ويفتح الله تعالى عليه بالحقائق الايمانية والأنوار القدسية ويأمن من كل مضرة ومن دعا به يوم الجمعة وهو صائم دائم الذكر في أي حاجة كانت قضيت بإذن الله تعالى ومن حمله وهو متسبب كثر خيره ويسر له رزقه من حيث لا يحتسب وفيه لتأليف القلوب وعطفها وتقلبها لطالبها ما هو زائد لمن تأمل ذلك ويأتي شكله وصورته مع الأشكال السبعة للأيام السبعة ان شاء الله تعالى واعلم ان من فتح له من أسرار الميم واحاطته وانطباقه وما فيه من العوالم شاهد العجائب من الأكوان ومن أراد أن يسهل الله عليه الحفظ فليكتب هذا السر العددي يوم الخميس وهو طاهر مستقبل القبلة ومعه اسم النبي صلى الله عليه وسلم أربعين مرة ويمحوه ويشربه بماء وعسل نحل ويقول اللهم ببركة ما شربت أن تهون عليّ الحفظ والفهم ويستديم ذلك أربعين يوما يفتح الله عليه ظاهرا وباطنا هذا لمن فهم سره حيث يشاهد قوة ما في بطنه من كل عالم في السر الذي أقام به الميم لهذه الهمة بكون الفتح. وأما شكله الحرفي فهو من الأسرار المكنونة. ومن أراد أن يرى عاقبة أمره فليصم يومه ذلك لله تعالى خالصا، ويفطر على ما تيسر من الخبز، ويقرأ سورة الملك وينام على طهارة على جنبه الأيمن ويضعه تحت رأسه ولا يكلّم أحدا وينام، فإن الله تعالى يطلعه على عاقبة أمره بقدر القسم الذي أراده ولا يصلح ذلك إلا لأهل طهارة القلوب وأهل الرياضات. ومن كتبه في جام زجاج وشربه سهل الله عليه الفهم والحكمة. ومن علقه عليه أنطقه الله تعالى بالحكمة. ومن كتبه ومعه لا إله إلا الله محمد رسول الله ٨٠ مرة وحمله على عضده الأيمن، أو كتبه في ثوب ولبسه رزقه الله تعالى الهيبة والرأفة.

وإذا أردت اتخاذ إخوان من الجن المؤمنين يقضون حاجتك ويسعون في مرضاتك، فابدأ بالصوم يوم الأربعاء إلى يوم السبت الرابع منه، بعد أن تغسل الثوب والبدن، واقرأ سورة الإخلاص كل يوم ألف مرة، وسورة يس مرة، وسورة الدخان، وتنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك مرة، فإذا كان عصر يوم السبت وهي الساعة العاشرة، اعتزل عن الناس في موضع خال في بقعة نظيفة، وتأخذ سبع براوات من الكاغد تكتب على الأولى قوله تعالى وهُوَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ ولَهُ اِخْتِلافُ اللَّيْلِ والنَّهارِ وعلى الثانية قوله تعالى: فَإِذا قَضى أَمْرًا فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وعلى الثالثة قوله تعالى:

فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وعلى الرابعة قوله تعالى: ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ وعلى الخامسة: فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ وعلى السادسة: ونُفِخَ فِي الصُّورِ. إلى قوله. فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ وعلى السابعة: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعًا فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ بعد أن تصلي أربع ركعات بالفاتحة ويس في الأولى، والدخان في الثانية،

والثالثة الفاتحة والسجدة وتبارك الملك، وتقول في آخر كل سجدة: سبحان من لبس العز وقال به سبحان من تعطف بالحمد وتكرم به سبحان من أحصى كل شيء بعلمه، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلاّ له، سبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، سبحان من إذا أراد شيئا كان وما لم يشأ لم يكن، سبحان ذي المن والفضل والنعم، سبحان ذي العلم والحلم، سبحان ذي الطول والفضل، سبحان ذي العرش واللوح والقلم والنور، ثم ترفع رأسك وتقول: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، وأسألك باسمك العظيم الأعظم، وبوجهك الكريم الأكرم، وبكلماتك التامة أن تسخر لي عونا من صلحاء الجن يعينني على ما أريد من حوائج الدنيا، فإنه يظهر لك سبعة أشخاص من أشرافهم وكبرائهم، ويسلمون عليك ويمتثلون أمرك، وقبل قراءة الأسماء تعلق عليك سبع براوات في خيط مثل الطرطور، وضعه على رأسك قبل شروعك في الصلاة، ويكون معك شمع، فتأخذ براوات من السبعة التي كتبتهم وتقرأها عليهم وتقول: أيكم صاحب هذه البراوة وصاحب هذه الرقعة فيقول واحد منهم: أنا صاحبها فتقول له: ما اسمك فيقول: فلان فتكتب اسمه أعلى الرقعة، ثم تقول: خاتمك وتأخذ الخيط والشمع وتختم به أسفل الرقعة كما تختم المكتوب، ثم تقول لكل واحد منهم كذلك حتى تنتهي إلى السابع، ثم تقول أقسمت عليكم بما في هذه الرقعة من الأسماء إلا ما حضرتم وأجبتم دعوتي إذا دعوتكم، ثم تقول انصرفوا بارك الله فيكم وعليكم، ثم ارفع تلك البراوات والرقعة المختومة في مكان طاهر حتى يبدو لك حاجة من طعام أو شراب أو علم شيء أو كنز أو خبيئة أو غير ذلك، فادعهم يجيبوك في أسرع وقت بإذن الله تعالى، وإياك أن تكون غير قوي القلب ثابت العزم ذا همة عالية ودماغ ثابت وقلب قوي وتكون ممارسا للخلوة والرياضات، وإن كنت غير ذلك، فإياك أن تحضرهم فتضر نفسك، واحذر من مشاهداتهم فإنها تكشف قناع القلب، وإذا اقتصرت على الخاتم المثمن الذي تقدم ذكره ففيه الكفاية إن شاء الله تعالى.

ومن كتب الخاتم على رق ظبي وعلقه على صاحب الآلام الجسمانية كالحميات والأبراد وغير ذلك زالت، وذلك لأن أسرار الأعداد لها قوة عقلية، لأن الأعداد تشير إلى العالم الروحاني، والحروف تشير إلى العالم الجسماني. وفي ضمنه روحانية الحروف تظهر بلطائف الجسمانية، والأعداد بلطائف الروحانيات، فمن فهم سر الميم بدا له سر صلصلة الجرس الذي هو الوحي التنزيلي، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي يا رسول الله فقال أحيانا مثل صلصلة الجرس، وأحيانا يتمثل لي الملك ويكلمني وأعي ما يقول. والجرس هو الجلجل، ألا ترى إذا كن مجتمعين في أعناق الخيل والإبل وتحركت في سيرها كيف تسمع للجرس دويا يسمع على بعد مسافة فهذا هو صفة الوحي في صلصلة الجرس قال صلى الله عليه وسلم: وهو أشده علي. وإنما وقع التشبيه بحرف الميم بالجرس لتدويره وانطباقه وشدة أمره وهوله أما تسمع قوله عليه السّلام في صفة إسرافيل عليه السّلام وعظم خلقته وقوته وطاعته، وكيف حمل على كاهله قائمة من قوائم العرش مع عظمه، واللوح بين عينيه مع عظمه وكبر جرمه، ثم الصور الذي في اتساع مسيرة خمسمائة عام وقد التقمه في فيه، وقد قدم أحد رجليه، وأخر الأخرى، وإن رجليه لتخرقان الأرض السابعة السفلى إلى تخومها، وكانت الميم في آخر مرتبة لأن الصور يكون للفزع

والصعق، والبعث شاخص ببصره إلى العرش ينظر متى يؤمر بالنفخ في الصور، وإن النفخ لا يخرج إلا بانطباق الشفتين، والميم يخرج بانطباق الشفتين، ولا يستطيع أن يخرجه من غير انطباق الشفتين، فلذا كان التشبيه بصلصلة الجرس، والصلصلة من قوة الصوت. ومن هنا تعلم الفرق بين صلصلة الجرس وجر الصلصلة على الصفح التنزيلي الإسرائيلي الموسوي إذ جنس الصلصلة حركة روحانية وحركة الصلصلة جسمانية. والميم جهتان: جهة علوية وهي الميم، وجهة سفلية وهي الميم الثانية في نسبة التفصيل هكذا ميم، ولما كانت الميم لها سر في الروحانيات العلويات، وفي الجسمانية السفليات كانت الأعداد أيضا نسبة في العلويات، وحروفها أسرار في السفليات، وهذا حرف خارج عن الجملة، وفيه رطوبة بين حرارتين على التفصيل، والحرارات الميمات الأولى والثانية هكذا ميم، ومن هاتين الحرارتين كان انطباقه وانزعاجه ولو لا الياء الرطبة الفارقة بين الحرارتين لانطبق الأخشبان، فاعلم ذلك وحققه، وبحرف الميم كل الاسم المضمر الرفيع وهو بسم الله والله الموفق، وحرف الميم هو المشار إليه في اسمه صلى الله عليه وسلم.

ومن كتب حرف الميم وشكله ووفقه، وقرأ عليه ما يأتي وحمله، ودخل به على الملوك والحكام والقضاة والولاة كان مقبولا عندهم نافذ الكلمة، ويحصل له الهيبة حتى لو قابل الأسد ذلت له وهابته وولت هاربة. وإن دخل به الحرب قهر عدوه وقمع ضده ولا يقربه عدو إلا ظفر به ويكون محبوبا عند الناس معزوزا مكرما يحبه كل من يراه، ويميل إليه بطبعه، وله خواص عظيمة كثيرة نافعة، فافهم ذلك والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وهذه صورتها.

وقد أشار بعض الأئمة أن من أخلص المجاهدة والرياضة، وتخلص من الشهوة والغضب والأخلاق القبيحة والأعمال الرديئة، وجلس في مكان خال وغلق طريق الحواس، وفتح عين النظر والسمع، وجعل القلب في مناسبة عالم الملكوت واجتهد، وقال الله الله دائما بالقلب دون اللسان إلى أن يصير لا وجود له من نفسه، ولا يرى إلا الله تعالى، انفتحت له طاقة ينظر منها ويبصر في اليقظة الذي يبصره في النوم، ويظهر له أرواح الملائكة والأنبياء والصور الحسنة الجميلة، وينكشف له ملك السموات والأرض، ورأى ما لا يمكن شرحه ولا يدرك وصفه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها كلها. وقد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: واُذْكُرِ اِسْمَ رَبِّكَ وتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا والتبتيل معناه الانقطاع عن كل شيء وتطهير القلوب، والابتهال إليه بالكلية وهو طريق الصوفية في هذا الزمان.

واعلم أن من خواص الربوبية علم أسمائه الحسنى وصفاته العلية العظمى، خصوصا اسم الله الأعظم الذي اختص به وحده بجلاله ومجده لا إله إلا هو، لا والد له ولا ولد، إنما الله إله واحد، ولذلك قال بعض الأولياء لبعض العلماء أريد أن أعلمك فائدة لعلك تقدر عليها فقال: نعم فقال له: تداوم على ذكر الله تعالى وهو قولك: الله الله الله لا تذكر سواه، وتصوم نهارك بشرط الرياضة، وتقوم ليلك ما استطعت، ولازم على الذكر لا تفارقه ليلا ولا نهارا، ولا تكلم أحدا، واختل عن الناس سبعة أيام تظهر لك عجائب الأرض، ثم لازم على ذلك سبعة أيام أخرى، تظهر لك عجائب الملكوت الأعلى، وإن بلغت أربعين يوما أظهر الله لك الكرامات وأعطاك التصريف في الموجودات.

وقد تكلم الناس في كنه ذات الله تعالى وهو معلوم للبشر أو لا، وقال به غير معلوم قال: لأن الشيء يعرف بالعيان إذا حضر وبالمثال إذا غاب، والله تعالى ليس كمثله شيء ولا يرى بالعيان قال تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وقال بعض المحققين لما ثبت قدمه تعالى بلا ابتداء، وبقاؤه بلا انقضاء، ووحدانيته لا عن عدد، وصفاته خارجة عن صفات الخلق وجب أن لا يبلغ كنه صفته الواصفون، إذ لو كان كذلك لظهر له حد ومثال، وهو يؤدي إلى الذهاب والفناء، وهو محال في حق الله تعالى. وقال المحاسبي رحمه الله تعالى: لما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بالاسم الأعظم في ورقة من ورق الجنة، مطبوعة بخاتم مسك مكتوب فيها: اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون، الطاهر المطهر، القدوس الحي، القيوم الرحمن الرحيم، ذي الجلال والإكرام، قال أنس: قالت امرأة علمنيه يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: لا نعلمه النساء والصبيان. وقد سأل بعض الأحبار بعض الأئمة أن يجمع له ألفاظا يدعو بها في مهماته فكتب له هذا الدعاء المبارك وهو هذا: اللهم إني أسألك باسمك بأنك أنت الله المقدس في حقائق محض التخصيص، وبأنك أنت الله على كل حال من أحوال الجد والتعديل، وبأنك أنت الله المقدس بخصائص الأحدية والصمدية على الضد والند، والنقيض والنظير، وبأنك أنت الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أن تصلي على سيدنا محمد، وأن تقضي حوائجي كلها قضاء يكون فيه خير الدنيا والآخرة، محفوظا بالرعاية من الآفات، ملحوظا بخصائص العنايات يا عوّادا بالخيرات، يا من هو في الحقيقة أهل التقوى وأهل المغفرة وأهل الحسنات، اللهم إنها

الفصل السادس: في الخلوة وما يختص به أرباب الاعتكافات الموصلات للعلويات

مسألة خادم لعز ربوبيتك، باطهار مسألة انك علام الغيوب، وشاهد حقائق المطالب قبل مباشرتها للقلوب، فتتمها بجميل الخاتم يا خير المطلوب وصلى الله على سيدنا محمد حبيب القلوب. هذا الدعاء فيه اسم الله الأعظم كما ورد في بسم الله الرحمن الرحيم، أن ما بينها وبين اسم الله الأعظم، إلا كما بين سواد العين وبياضها، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الفصل السادس: في الخلوة

وما يختص به أرباب الاعتكافات الموصلات للعلويات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن هذا الفصل العظيم الشأن يتوصل به إلى اسم العزيز الرحمن، وقد اعتكف بعض الصالحين من أئمة الدين ببيت الخطابة بجامع حلب، وكان مظلما كالقبر وليس له منفذ للضوء إلا من الباب، فإذا غلق الباب صار كالقبر، فكان يصلي مع الجماعة ويخرج بظهره وقت قيام الصلاة، فإذا سلم الإمام دخل على حاله مستقبل القبلة، ولا ينظر إلى أحد، وكان أكثر دعائه وتضرعه وسؤاله الله تعالى في سائر أوقاته أن يعلمه الاسم الأعظم، فبينما هو كذلك ذات ليلة جالسا مجدا في الاجتهاد والابتهال إلى الله تعالى بالذكر، وإذا بلوح من نور قد تصور بين عينيه فيه أشكال مصورة، فأعرض عنه لئلا يشتغل بالنظر إليه عن إقباله إلى الله تعالى، فوكزه به في وجهه، وقيل له خذ ما تنتفع به فعند ذلك فتح عينيه وأقبل على اللوح يتأمله، وإذا هو أربعة أسطر، سطر أعلاه، وسطر أسفله، وواحد على اليمين، وواحد على اليسار، وفي الوسط دائرة، وداخل الدائرة أخرى، وما بين الدائرتين مقدار الفتحة، وفي وسط الدائرة الصغيرة خط يقطعها نصفين، وفي النصف الأعلى ملتقى الخطين، خطان آخران إلى الخط القاطع شكلا مثلثا مكتوبا، وفي وسطه من قطب الدائرة كلا بل هو الله، وجيم في زاوية الخطين، وعلى طرف الخط الأيمن الملاقي لقطر الدائرة حرف الدال، ومكتوب في قطر الخط اسم الصمد، أوله من خط المثلث وآخره إلى قريب من الدائرة، وعلى دائرة القطر دال، وتحت الدائرة الألف، والاسم الواحد تعالى قدام اسم الصمد، ومن زاوية اسم القهار وراء والقهار يكون في أعلى الخط، والدائرة من داخل الخط أعني خط المثلث الشمالي الملاقي لقطر الدائرة، وعلى القطر من زاويته أعني الخط الملاقي لقطر الدائرة اسم الرحمن، واسم الرحيم من خط المثلث إلى الدائرة، ومن خلفه اسم الغفور، وفي باطن المثلث على القطر حرف الطاء، والنصف الأسفل على القطر خط ربع الدائرة، وخط آخر خارج منه ينتهي إلى نصف الدائرة، وداخل هذا الخط مكتوب سجل فيه داخل الآخر من القطر مكتوب بالنور على طرفه المقابل للدائرة حرف الزاي من خارج، ومن داخل الذي هو ربع الدائرة مكتوب حرف الهاء بالهندي، وخارجه مكتوب عبد لنا، ومن داخل الخط الآخر ربع دائرة إلى نصف الدائرة مكتوب مختار، ومن زاوية ملتقى الخطين الآخرين إلى نصف الدائرة مكتوب الواو،

ومكتوب تلك عشرة كاملة آخذ إلى نصف القطر، ومكتوب مقابل رأس الواو لقطر الأعلى الدائرة الخارجة الم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حروف مقطعة مقابل للجيم التي في داخل المثلث، وياء الحي مقابل حرف الواو الذي في أسفل الدائرة، وميم القيوم مقابل الم، والدائرة في طرفها مكتوب من خارج واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ وفي الجانب الآخر مكتوب خارج الدائرة بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ.

قال: فلما استقبلت الكيفية بالمثال غاب الشكل عني، فلما صليت وجلست أخذت في قراءة وردي فغشيني النوم، فبينما أنا نائم، ثم رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال لي: أين اللوح الذي رأيته وكان مصورا عندي فناولته إياه فأخذه وقال في معناه أشياء ما فهمتها، ولا عرفت منها سوى كلمة واحدة وهو أن أمير المؤمنين رضي الله عنه وضع سبابته على حرف الجيم الذي في زاوية المثلث التي في النصف الأعلى من الدائرة، وقال من هنا ينبعث الجلال، فعلمت أنه اسم الله الأعظم، وأن الأسماء تدل على الذات المقدسة فقلت له: يا أمير المؤمنين ما فهمت ما قلت لي فقال لي: محمد بن طلحة يشرحه لك إن شاء الله تعالى، ثم انتبهت وتممت وردي، وذهبت إلى محمد بن طلحة وكان بيني وبينه عهد أخ في الله تعالى فقصصت عليه القصة فحمد الله تعالى، وشرع في شرح الدائرة وسماه بالدر المنظم في شرح الاسم الأعظم وقيل: في السر الأعظم، ثم رأيت بعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المحراب وأمير المؤمنين علي يذكر اللوح فقال لي علي: لم يتوقف الاسم المقدس على غيره في الدلالة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، وحق الحق هكذا علمنيه جبريل عليه السّلام، فلما استيقظت من منامي أتيت الشيخ، فأخبرته بالواقعة فسكت ساعة زمانية ومد يده وراءه وأخرج رقعة فيها هذا اللفظ بعينه يعني الاسم المقدس لم يتوقف على غيره في الدلالة، فلما رأيت ذلك قلت له لم لا تجعله في الشرح فقال: ظننت أنك لا تطلع عليه غيري، ثم إنه استغفر الله تعالى وألحقه بالشرح كما تقدم، وسماه كما نعتنا، وهو سر من أسرار الله تعالى لا يناله إلا الصادقون، وعلى التقوى ملازمون اسم عظيم وسر كريم إن عرفته أطاعك الإنس والجن، فصنه عن غير أهله، واتق الله في السر والعلانية تنجح أمورك بإذن الله تعالى وهذه صورته:

واعلم أن الحروف الموضوعة في زواياه هي حروف المثلث، وهي انتهاء الأعداد التسعة التي هي أوائل حروف أبجد هكذا: أ ب ج د ه‍ وز ح ط ي، والياء العاشرة فيه للنداء تقول: يا الله يا باعث يا جليل يا واحد

يا زكي يا حافظ يا ظاهر تسعة أسماء جمعت دعاء هذا الشكل العظيم وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بأنك أنت الله في حقائق التخصيص، وبأنك أنت الله المقدس بخصائص الأحدية والصمدية عن الضد والند والنقيض والنظير، وبأنك أنت الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد وأسألك أن تقضي حاجتي وما يكون فيه خير الدنيا والآخرة محفوظا بالرعاية، محفوظا من الآفات بخصائص العنايات، يا عوادا بالخيرات، ويا من هو في الحقيقة أهل التقوى وأهل المغفرة. وقد تقدم هذا في الفصل قبله، وهذا آخر الشكل الأعظم انقش واستنبط ما شئت تجده وتبلغ السؤال وكل المأمول، فهو الكبريت الأحمر والدرياق الأكبر فمن فهم سره نال أمره بإذن الله تعالى.

فصل منه آخر قال رحمه الله تعالى كنت في خلوتي، فرأيت شكلا ودائرة في بطن دائرة، وفيه شكل الجلالة وهو اسم الله الأعظم، وقد تفرع منها كل اسم وفيه عين اسم الجلال، فلما ثبت هذا الشكل في ذهني وقلبي، وانفصل عني هذا الحال وارتفع الشكل النوراني، فمثلته على الورق ورجعت إلى فكرتي فقلت: يمكن أن أخرج من هذا الاسم التسعة والتسعين اسما تفريعا، وشرعت في ذلك فأخذت واحدة قيل لي فيها: شكر التعريف مع التوفيق، فاستغفرت الله تعالى وحمدته، ورجعت عن ذلك الخاطر. هذه تسعة عشر اسما خرجت من الجلالة، والجلالة الخارجة منها خاتمة العشرين، ولها من المنافع أشياء غير مشكوك فيها عند من عرف كيفية استعمالها ورأى تأثيرها. ومن أراد أمرا ما دنيويا أو أخرويا، فليتطهر ويستقبل القبلة في موضع خال عن الناس بعد صلاة ركعتين بحسن النية، وحسن الالتجاء إلى الله تعالى في نصف الليل وآخره، ويذكر العشرين اسما بحضور قلب بحيث لا يشتغل بشيء عما هو بصدده، ويقرؤهم ألفا وستمائة وثلاثة وسبعين مرة، أو مائة وثلاثين مرة، ويسأل الله تعالى حاجته فإنها تقضى بإذن الله تعالى، خصوصا إن أراد تسهيل علم، فإن الله تعالى يفتح عليه من اسمه العليم طريقا. فيرى عجبا.

ومنها ما يمكن النطق به، ومنها ما لا يمكن النطق به، ومن ذلك أن الإنسان إذا كتب هذه الدائرة وجعلها في متاعه في السفر والحضر فإنه يكون محروسا بإذن الله تعالى. ومن كتبها وعلقها على عضده الأيمن ومشى بها بين أعدائه نجّاه الله تعالى منهم وخذلهم. ومن دخل بها على من يخاف شره من الجبابرة ذل له، وخضع له، وقلب الله تعالى قلبه وجبروته بين يديه وانقطعت نفسه لمراده، وأعطاه الله تعالى مطالبه وكفاه كل شر لما فيه من الأسرار العجيبة. ومن كتبها بماء الورد ومسك وزعفران شعر وكافور طيب، وسقاه لمن في جسمه علة جسمانية، أو علة نفسانية برئ بإذن الله تعالى، وتعطي حاملها قوة في جسمه ونفسه وروحه، وتعطيه الأسماء هيبة وجلالة بحيث يشاهد ذلك شهادة لا ريب فيها. ومن ذكر الأسماء بعد صلاة الصبح كل يوم سبعا وسبعين مرة وكانت من جملة أوراده، فإنه يرى من لطف الله تعالى ما لا يدخل تحت حصر بحيث لا تكاد همته تتعلق بأحد من الخلق. ومن ظلمه أحد من الجبارين، أو آذاه أحد، وأراد الانتقام منه، فليذكر الأسماء في أول ساعة بكمالها ويدع على من

ظلمه وآذاه، فإن الله تعالى ينتقم منه قبل الأسبوع وينصره عليه وهي هذه الأسماء: يا الله يا سميع يا سريع يا باعث يا بديع يا عدل يا معز يا مذل. ومن أراد الصلح بين المتباغضين فليكتبهم ويمحهم ويسقهم لهما، فإنهما يتحابان بإذن الله تعالى أو محبة شخص، فإنه يحبك حبا شديدا إذا شربها، ويكون في يوم الأحد ساعة الشمس أو عطارد، ويبخر ببخور طيب، وهو عود ومصطكى وعنبر وجاوي ومسك وند فإنه يكون ذلك إن شاء الله تعالى، ولها خواص كثيرة قد اختصرناها خوف الإطالة.

وهذه العشرون إسما المشار إليها تقول يا الله يا سميع يا عليم يا سريع يا واسع يا عدل يا علي يا عظيم يا متعال يا عزيز يا عفو يا باعث يا فعال لما يريد، يا رفيع يا معبود يا مانع يا نافع يا بديع يا كافي يا رؤوف، وهذه صفة الدائرة وهذا دعاؤها تقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك باسمك الذي فتحت به عالم الخلق والأمر بالتجلي للحق، المظهر لسبب التنزيل، والمتعالي أمرا ووجودا وبطونا معقولا، ذلك حسا لمن أيدت معلوما لمن أشهدت مجهولا لمن شئت مما تشابه منه كثرة لا تقدح في وحدة ما أحكمت من حكمة يا عليم يا حليم يا فتاح، يا الله يا رب، وأسألك اللهم يا سميع يا عليم يا سريع يا واسع يا عدل يا علي يا عظيم يا متعال يا عزيز يا عفو يا باعث يا شهيد يا رفيع يا معبود يا مانع يا معيد يا نافع، أسألك بسر الإضافة الرابطة بين حضرة الوجود، أسألك بما بسطته في ملكوت جبروتك وبما بينه في جبروت ملكوتك، وبما استأثرت به في عوالم إلهيتك، وبما غيبته عن إدراك العقول في سر بهموت رحمتك، وبما أدرجت في سر سترك في طي الكينونية الموزنة، وبما فصلت من الرموز والأديان من أنواع الكيفية المخزونة في باطن بطون النزلة أن تحفظني بحفظك المنيع من أصوات الشيطان ونغماته وهمزاته ولمزاته الذي يجعل الخير شرا، والبحر برا، والنفع ضرا ومن سوء مكره، وأسألك اللهم أن ترزقني بفضلك العميم وكرمك الجسيم نسبة ملك

نوراني العوارف والتصريف في مملكة الأفعال، وأكرمني بكلماتك في المحيا والممات لأنال مناهج العوارف، وارزقني منك العرفان يا حنان يا منان يا رب العالمين.

فصل منه آخر وهو الذي كان عيسى عليه السّلام به يحيي الموتى بإذن الله تعالى وهو الاسم الأعظم الكبير الأكبر الطيب الطاهر النقي التام المخزون المكنون الذي لا تعادله الأسماء كلها. حدثني به أسد بن موسى عن الكلبي عن أبي صالح وقال إن هذا الاسم المخزون المكنون من كتبه وهو صائم طاهر الثوب والبدن يوم الأحد عند طلوع الشمس، وبخره بعود هندي ومندل أحمر في رق غزال أو كاغد نقي، وحمله على ساعده تسارعت إليه الخيرات، وشاهد من بركته أشياء عجيبة غير مشكوك فيها. وهذا الاسم الذي بعث به موسى بن عمران حين قال إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وبهذا الاسم كانت زبيدة تملك

الفصل السابع: في الأسماء التي كان عيسى عليه السّلام يحيي بها الأموات

هارون الرشيد وكان لا يعمل إلا بقولها ورأيها. ومن كتبه وبخره وعلقه مقابلا للشمس حيث تطلع عليه وتغرب، لا يفارقه أبدا طول يومها بساعتها، فإنه يكون له قبول عند الناس وهو هذا:

اللهم إني أسألك يا الله يا قاهر يا قيوم يا قائم يا قريب يا قدير يا قدوس يا قادر يا قديم يا قهار، أنت الذي عززت أولياءك بأنبيائك، وجملت أنبياءك باحتمال بلائك، وقمعت الأعداء ببسط سلطنة سلطان قوتك واستيلائك، وأسألك بعزك المنيع الخطير وبجودك العظيم القدير، وبحقك على خلقك من الجليل والحقير أن تجعلني عزيزا بين الخلائق بالاستغناء عنهم والافتقار إليك، وأكرمني بحياتك المنبثة في أسرار سرائرهم حتى ألتجئ بها وأتوجه إليك، وارزقني عزة من اعزازك لأوليائك في الحال والمآل عند جذبهم إليك، واجعلني عزيزا على باب الحق بالثبات والشهود لأكون آيبا إليك، وابسط عزتي في قلوب أهل الإيمان لأنال سرّ رأفتك عند ظهور الحجة والبرهان يا حنان يا منان أنت الذي تسمع السر والنجوى، وأنت الذي تعلم الحكم والتقوى، وأنت الذي تظهر في قلوب أحبابك سر الفتح والتجلي بل تسمع ما هو أدق وأخفى، وترى بعينك التي لا تنام، ولا يخفى عليك دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء تحت طبقات الغبراء في الليلة الظلماء. اللهم إني أسألك بلطائف ما أدرجت في السمع والبصر، وبدقائق ما وضعت في البصر، وبحقائق ما جمعت بين السمع والبصر، وبدقائق ما كتمت في البصر ليقع موقع السمع، وبسوابق ما أخفيت في السمع ليقوم مقام البصر أن ترزقني أسرارا مندرجة في إحاطة البصر، ومشاهدة أنوار مقره عند احتواء السمع والبصر، وارزقني بنورانيتك ودوام المراقبة لما يرد من قدسك الأعلى، وأيدني على فهم مطالبة النفس بدقائق المحاسبة إنك جامع كل خير، ودافع كل ضير يا رب العالمين. اللهم إني أسألك يا قهار يا قريب يا قدوس يا قائم يا قيوم يا قريب أسألك بذاتك الأحدية، وصفاتك الصمدانية، يا قيوم لا ينام، وملك لا يضام، أسألك أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وأن تقضي جميع حوائجي، وما أريد وما لا أريد مما لك فيه رضا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الفصل السابع في الأسماء التي كان عيسى عليه السّلام يحيي بها الأموات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته، وفهم أسرار أسمائه أن هذه الأسماء عظيمة الشأن جليلة القدر.

قال الخوارزمي رحمه الله تعالى: طلبت الاسم الأعظم مدة من السنين، فوجدته عند رجل من أهل العلين، وكان قد جمع من هذه الأسماء أشياء كثيرة، وجدتها مكتوبة عنده بقلم الحميري لئلا يعرفها غير أهلها. قال الخراساني رحمه الله تعالى: من صام سبعة أيام، وكتب هذه الأسماء في يوم السابع، في رق غزال، بماء ورد وزعفران، ثم دعا ملائكة الثاقوفة التي عمل فيها ذلك، والثاقوفة هي الربع من السنة، وأقسم بأسماء الرياح على ما سماها خليل الرحمن، ويذكر أي حاجة ويطلبها، وإن أمكن أن يكون على ماء جار فهو أفضل، ويعلقها في الشمس، ويذكر عليها ملائكة الثاقوفة وأعوانها، والرياح والكواكب التي لها، فإن الحاجة تقضى بإذن الله تعالى.

قال الخوارزمي رحمه الله تعالى: لما اجتمع بالشيخ المتقدم ذكره سأله عن الاسم الأعظم فقال له:

اعلم أن كل اسم من أسماء الله تعالى عظيم، فقلت له: نعم ولكن قد علمت منها أسماء كثيرة، فسألني عن ثاقوفة بلعام بن باعوراء، وثاقوفة يوسف فأخبرته بهما، وكان الشيخ يظن أني لم أطلع على الأسماء المخزونة فعند ذلك قال الشيخ: ادن مني فو الله ما قدم علي قادم أعز منك فقلت له: نعم فأدناني من نفسه، فلم نزل نتذاكر في الأسماء الشريفة، فسألته عن الأسماء التي كانت على عصا موسى عليه السّلام قال الخوارزمي: وهو الذي أملى عليّ الاسم الأعظم، ثم قال لي: يا بني اعلم أن أجلّ الأسماء وأعظمها هذه الأسماء، وكانت مكتوبة بالعجمية، وبعضها بالعبرانية لئلا يعرفها أحد، وهي هذه الأسماء الجليلة وفضلها وبركتها ما حدث به زياد بن عبد الله رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا من أهل العلم يقول:

فضل هذه الأسماء على جميع الأسماء كفضل ليلة القدر على سائر الليالي، وفضل يوم الجمعة على سائر الأيام. وقال الخوارزمي رحمه الله تعالى: وجدتها مكتوبة بقلم الحميري في موضع يقال له: قزوين فمن فهم فضلها يصونها عن غير أهلها وليتق الله ربه وهي نافعة لمن به فزع أو جزع أو شيء من زحير وخفقان، وقال زياد بن عبد الله رضي الله عنه من صام ثلاثة أيام، وكتب هذه الآية في رق غزال نقي أبيض بزعفران، وحملها صاحب الريح أو النظرة أو سود أو غير ذلك ذهب عنه في أسرع وقت. وفي رواية: يكتبها يوم السبت، ويكون طاهرا صائما، والقمر في بيته ويحملها يحصل المطلوب بإذن الله تعالى. وكان عيسى عليه السّلام يحيي بها الموتى بإذن الله تعالى ويبرئ الأكمه والأبرص. وهي مكتوبة في سماء الدنيا، وقد اتفق أهل العلم على تفسيرها بذلك، وهو الذي قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. ومن لازم على ذكرها خرق الله له العادات، وأدركته المطالب، فإياك والإهانة بها واجعلها من أكبر همتك، واجعلها وردك ليلا ونهارا ترق مراتب الأولياء.

وهذه صفة الدائرة كما ترى فافهم ترشد.

وعن أبي هذيل رضي الله تعالى عنه قال كان عيسى عليه السّلام إذا أراد أن يحيي الموتى يصلي ركعتين، فإذا فرغ سجد ودعا بهذه الأسماء وهي: يا قديم يا دائم يا أحد يا واحد يا صمد. قال مقاتل بن سليمان رضي الله تعالى عنه: كنت أطلب الأسماء التي كان عيسى عليه السّلام يحيي بها الموتى مدة أربعين سنة حتى وجدتها عند رجل من أهل العلم وهي الأسماء المتقدمة، وقال: من دعا الله بها في صلاة الصبح مائة مرة، وطلب أي حاجة أراد، قضيت. ومن أراد هلاك ظالم فليصل

الصبح ويقول وهو جالس قبل أن يكلم أحدا: بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا قديم يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد يا حي يا قيوم يا كريم يا رحيم يا سند من لا سند له يا من إليه المستند يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا ذا الجلال والإكرام مائة مرة، وسأل الله تعالى أي حاجة كانت قضيت في الوقت خصوصا إذا دعا على ظالم يحصل المطلوب.

تصريف الأسماء: وإذا أردت تصريف هذه الأسماء، فضع دائرة كدائرة الطمس، واكتب الأسماء وبخرها واحملها فإنك تجد المطلوب والله أعلم.

وهذا دعاء الدائرة تقول: اللهم إني أسألك بجبرائيل عليه السّلام حين صعد عرشك، وبحق اسمك الله الله الله أن تسخر لي ملائكتك الملك كسفائيل ودرديائيل وسمخائيل ودوبيائيل وسمكائيل وطهريائيل وكرمائيل أجيبوا أيتها الملائكة الكرام والأرواح الطيبون، المقرون لله بالوحدانية، بحق الله العظيم العزيز المقدس الذي فضلته على جميع الأسماء كلها عزيزها وجليلها وكبيرها، أن تسخر لي هؤلاء الملائكة الكرام يقضوا حاجتي وهي كذا وكذا مما لله فيه رضا. وإياك والحسد فقد كان بلعم بن باعورا يحسن الاسم الأعظم، فلما دعا عليه موسى عليه السّلام سلبه الله تعالى إياه، وقال تعالى فيه: واُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها الآية. فاحتفظ بهذا الاسم وصنه، فإنه اشتغل به خلق كثير، فصاروا من العلماء والصالحين، ونالوا مرادهم ومطلوبهم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

خواص الدعاء: واعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن من كتب هذا الوفق، وحمله وهو طاهر، أقام الله تعالى أمره ظاهرا وباطنا وأعانه على الطاعة ورزقه الظفر على الأعداء، ولا ينظره جبار إلا أهابه.

ومن كتبه وحمله في رأسه، ذل له كل جبار، وآمن الله تعالى قلبه، وظاهره وباطنه، وقوى قلبه على الأعمال الظاهرة والباطنة. وما حمله أحد وخاصم به عدوه إلا قهره وغلبه، وانتصر عليه بإذن الله تعالى. ومن دخل به الحرب نصره الله تعالى على أعدائه، ولا يناله مكروه. وإذا حمله ملك أطاعه الجند والأمراء والأكابر وكان مؤيدا منصورا بإذن الله تعالى. ومن حمله كثر خيره ويسر له رزقا من حيث لا يحتسب. وفيه للتأليف والمحبة والعطف ما هو زائد لمن تأمل ذلك، ويأتي شكله مع الأشكال للأيام السبعة إن شاء الله تعالى. واعلم أن من فتح له سر من أسرار الميم وإحاطته وانطباقه وما فيه من العوالم، يشاهد العجائب من الأكوان. ومن أراد أن يسهل عليه الحفظ، فليكتب هذا السر العددي يوم الخميس وهو طاهر، مستقبل القبلة ومعه اسم النبي صلى الله عليه وسلم أربعين مرة، ويبخره ويشربه بماء وعسل نحل ويقول:

اللهم ببركة ما شربت أن تهون علي الحفظ والفهم، ويستديم ذلك أربعين يوما، يفتح الله تعالى ظاهره وباطنه، هذا لمن فهم حيث يشاهد قوة ما في بطنه من كل عالم في السر الذي قام به الميم فبهذه الهمة يكون الفتح. ومن كتبه وحمله على عضده الأيمن، ومشى بين أعدائه نجاه الله تعالى منهم وخذلهم.

ومن دخل بها على من يخاف من شره، أو من جبار عنيد ذل له وخضع، وختم الله تعالى قلبه وجبروته بين يديه وانقطعت نفسه لمراده، وأعطاه الله تعالى مطالبه، وكفاه شره لما فيها من الأسرار العجيبة. ومن كتبه وبخره، وعلقه مقابلا للشمس حيث تطلع عليه وتغرب لا يفارقه أبدا طول يومها بشعاعها، فإنه يكون له قبول عظيم عند الخلائق أجمعين وهذه صورته كما ترى.

الفصل الثامن: في التوافيق الأربعة وما يختص به من الفصول الدائرات

فصل في أسماء الملوك الذين يدبرون الزمان قبل الأربعة

فصل في قسمة الأعوان على الأقطار الأربعة

الفصل الثامن: في التوافيق الأربعة وما يختص به من الفصول الدائرات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته وفهم أسرار أسمائه، أن هذا الفصل عليه مدار هذا الكتاب وفيه أسرار عظيمة، فإذا أردت العمل بهذه الأسماء المباركة، والتوافيق الجليلة، وأسماء الملائكة الذين يدبرون الزمان، وأسماء الرياح والكواكب، فاعرف أن السنة اثنا عشر شهرا تنقسم أربعة أقسام كل قسم منها ثلاثة أشهر، والفصول أربعة منها فصل الصيف، وفصل الشتاء، وفصل الربيع، وفصل الخريف، وكل فصل ثلاثة أشهر وتسمى ثاقوفة الثاقوفة الأولى لفصل الربيع وأولها من الرابع والعشرين من مارس الثاقوفة الثانية لفصل الصيف وهي أربعة وعشرون من يونيه الثاقوفة الثالثة لفصل الخريف وهي أربعة وعشرون من سبتمبر الثاقوفة الرابعة لفصل الشتاء وهي من أربعة وعشرين من ديسمبر.

فصل في أسماء الملوك الذين يدبرون الزمان قبل الأربعة

فصاحب الشرق اسمه دنيائيل وصاحب الغرب اسمه درديائيل، وصاحب الشمال إسمه اسيائيل، وصاحب الجنوب اسمه حزقيائيل، فصاحب الشرق لفصل الصيف، وصاحب الغرب لفصل الشتاء، وصاحب الشمال لفصل الربيع، وصاحب الجنوب لفصل الخريف.

فصل في قسمة الأعوان على الأقطار الأربعة

فأعوان صاحب الشرق وجهائيل وحمرائيل وسمعائيل، وأعوان صاحب الغرب حبرقيل ومصمائيل وسرعائيل، وأعوان صاحب الشمال فرعريائيل وطائيل، وأعوان صاحب الجنوب سبائيل ومرحيائيل وحمرميكا كيائيل.

فصل في الدعوات والأسماء

فصل في الدعوات والأسماء

وقد تجمع لك الدعوات والأسماء، وكلما تحتاج إليه، فالعق العسل ولا تسل عن الشهد فقد أتيتك ببيضة نقية. فإذا كنت في فصل الربيع، وأردت صاحب ثقف، فادع الثاقوفة تقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقسمت عليك يا تيائيل وأعوانك فرحوييلي وطاحول والرياح وماسول وميسور وسما وطش، وعلى الشمس والقمر وما حفت بسم الله وباسمه الشديد رب الآخرة والأولى، لا غاية له ولا منتهى، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، الله عظيم قاهر الأعداء دائم النعماء رحيم الرحماء، قادر غير مقدور وقاهر غير مقهور وعادل يوم الحشر والنشور، لا إله إلا هو العليم الحكيم، الرحمن الرحيم، هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ إلى آخرها اللهم إني أسألك يا رب العالمين باسمك التام يا حي يا قيوم، أشهد أن كل شيء دون الله باطل، آمنت بك لا إله إلا أنت، لا رب سواك، باسمك العظيم الذي فضلته على جميع أسمائك كلها أن تسخر لي صاحب الدعوة، وصاحب الثاقوفة والنواحي الأربعة يكونون عونا لي في قضاء حاجتي بإذنك، يا الله إلهي إنك أنت تقضي ولا يقضى عليك، أجيبوا يا معاشر الأرواح واقضوا حاجتي بحق من له العزة والجبروت، وبحق الحي الذي لا يموت الذي ليس كمثله شيء، القائم الذي اسمه لا ينسى، ونوره لا يطفأ، وعرشه لا يزول، وكرسيه لا يتحرك، أنزل على عبده الكتاب، أسألك يا الله ٣ الذي لا إله إلا هو مالك الدنيا والآخرة، أسألك أن تقضي حاجتي، وأن تسخر لي الروحانية خدام هذه الأسماء إنك على كل شيء قدير.

وإذا كنت في فصل الخريف، فادع صاحب الثاقوفة تقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقسمت عليك يا دنيائيل، وعلى أعوانك يا حميائيل وحرمائيل وسمعيائيل، وعلى الرياح القدح، وثغمهون ومردود وعارود، وعلى الشمس والقمر ماخوذ وسادوين، بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني أسألك بأنك حي لا يموت، وغالب لا تغلب، وخالق لا تخلق، وبصير لا ترتاب، وسميع لا تصم، وقهار لا تقهر، وصمد لا تطعم وقيوم لا تنام، ووفي لا تخلف وعدك، وحكم لا تجور، وغني لا تفتقر، وكنز لا يعدم، وحليم لا تعجل، ومعروف لا تنكر، وفرد لا تثنى، ووهاب لا ترد، وسريع لا تذهل ولا تضل، ودائم لا تبلى، ومجيب لا تسأم، وباق لا تفنى، وفرد لا شبيه لك، ومقتدر لا تسارع. اللهم إني أسألك يا حي لا يموت، وخالق لا يخلق، وقيوم لا تنام، وصادق لا تخلف وعدك، وعدل لا تظلم، ومحتجب لا ترى، وسميع لا تصم، لا إله إلا أنت يا رب العالمين، أسألك بعزتك أن تقضي حاجتي، وأن تسخر لي جميع الروحانيات، يا الله يا عظيم، وباسمك المكنون، وبحق جلالك ونور وجهك إن ذلك عليك يسير، أقسمت عليكم بالله العظيم وباسمه المخزون، أن تكونوا عونا لي على قضاء حاجتي إلا ما أجبتم ما أمرتكم به، وبحق أسماء الله تعالى العظام هيا العجل الوحا الساعة بارك الله فيكم.

وإذا أردت أن تدعو صاحب الجنوب تقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقسمت عليك يا عنيائيل وحرحيائيل وسرعيائيل، وعلى الريح الشديد، وعلى الشمس والقمر، أسألكم أن تنزلوا في مكاني وتمتثلوا جميع ما أمرتكم به وما أطلبه منكم، أسألك اللهم يا نور النور، ويا مدبر الأمور ويا عالم الأسرار، أنت الله الملك القهار، لا إله إلا أنت ولا معبود سواك، يا الله ٣، بحق هذه الأسماء العظام الله ٣ العلي العظيم الحكيم الكريم الحي القيوم المفرد الصمد الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أسألك بعزتك واستوائك على عرشك، أن تقضي حاجتي، وأن تسخر لي صاحب اليوم، وصاحب الساعة، والثاقوفة والنواحي الأربعة إنك على كل شيء قدير، فإنك تقضي ولا يقضى عليك. يا الله ٣ أنت الذي لا إله إلا أنت احتجبت فلا ترى ولا يدرك نورك، آمنت بك وتوكلت عليك، أنت الله الذي يذل لك جميع خلقك ويخضع لك، أنت الله القاهر الرفيع جلالك تعاليت فوق عرشك فلا يصف عظمتك شيء ولا أحد من خلقك، يا نور النور قد استنار من نورك أهل السموات والأرض، يا الله تعاليت أن يكون لك شريك، يا نور النور يخمد لنورك كل نور، يا مالك وكل يفنى وأنت الباقي لا تحول ولا تزول، يا الله أنت الرحمن الرحيم برحمتك تطفئ عني غضبك وسخطك وترزقني بها سعادة من عندك، وأن تسكنني جنتك التي أسكنتها الخيرة من خلقك، يا الله.

وإذا كنت في فصل الشتاء فادع صاحب الغرب تقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقسمت عليك يا درديائيل، وعلى أعوانك حرفائيل ومصحيائيل وصرفيائيل، وعلى الرياح معدود وعادوم ومعمور، والشمس والقمر خادم وحاسد وسين، أسألكم أن تقضوا حاجتي بحق ما به أقسمت عليكم. اللهم إني أسألك يا نور الأنوار وعالم الأسرار، أنت الله الملك الجبار العزيز القهار لك الحمد والثناء والفخر والنعماء، آمنت بك لا إله إلا أنت، أسألك يا الله يا رحمن يا رحيم يا رب، أسألك يا محيط يا عليم يا قدير يا بصير، يا واسع يا بديع يا سميع، يا كافي يا رزاق يا شاكر، يا الله يا واحد يا غفور يا حليم، يا قابض يا باسط، يا حي يا قيوم، يا علي يا عظيم، يا ولي يا حميد يا وهاب، يا قائم يا سريع يا رقيب يا خبير، يا محيي يا مميت، يا نعم المولى ونعم النصير، يا حفيظ يا قريب يا مجيب، يا قوي يا متين يا فعال لما يريد، يا كبير يا متعال يا منان يا خلاق يا صادق يا باعث يا كريم، يا حق يا مبين يا نور يا هادي، يا فتاح يا غفار يا غافر، يا شديد البطش يا ذا الجلال، يا ذا الطول يا رازق، يا باطن يا قدوس، يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر، يا خالق يا بارئ يا مصور، يا مبدئ يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، يا الله ٣ لا إله إلا أنت أسألك بحق هذه الأسماء عندك وسرها لديك، أن تسخر لي روحانية هذا اليوم وهذه الساعة وهذه الثاقوفة والنواحي الأربعة إنك على كل شيء قدير، أقسمت عليك أيتها الأرواح الروحانيات أن تكونوا عونا لي فيما أطلب، أجب يا صهلوب وافعل الذي بيني وبينك بالذي قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين. تمت التواقيف الأربع وهذه صورتها كما ترى:

خواص الأسماء الحسنى

خواص الأسماء الحسنى

وهذه أسماء الله الحسنى نفع الله بها فمنها اسمه تعالى الرحمن الرحيم، وهما اسمان جليلان عظيمان والدعاء بهما ينفع المضطرين وأمان للخائفين.

فمن نقشهما يوم الجمعة آخر النهار، في خاتم من فضة وتختم به فإنه لا يرى مكروها أبدا. ومن أكثر من ذكرهما كان ملطوفا به في جميع أحواله، والرحم من وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته، وإذا نظرت وتحققت وجدت محمدا والرحمن مجتمعين في السر والنجوى والحواميم السبعة. ومن كتب اسمه تعالى الرحمن في إناء، في شرف القمر، ومحاه بماء المطر، وشرب منه من به شقاوة في قلبه زالت عنه بإذن الله تعالى وهذه صورته كما ترى.

وأما اسمه تعالى الرحيم: من كتبه في شرف القمر وحمله معه، آمنه الله تعالى من سائر الآفات والمكروهات كلها وتلين له القلوب القاسية وهذه صورته *.

وأما اسمه تعالى القدوس: من أكثر من ذكره، أذهب الله تعالى عنه الشهوات النفسانية. وأما اسمه تعالى الملك: من أكثر من ذكره انقادت إليه الفراعنة وأطاعته ودخلوا تحت سلطنته. وأما اسمه السلام: من أكثر من ذكره سلمه الله تعالى من جميع الآفات ومن أكثر من ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال، ثم أمسك الحية والعقرب، فإنها لا تضره أبدا، وله مربع عظيم، فمن كتبه وحمله، ودخل به على ظالم سلم منه ولا يعمل فيه سلاح وهذه صورته كما ترى:

وأما اسمه تعالى المؤمن: من أكثر من ذكره، كل يوم ١١٣٢ مرة آمنه الله تعالى من الطعن والطاعون. وأما اسمه تعالى المهيمن: من نقشه على خاتم خمس مرات في شرف القمر وتختم به، عصم من شر شيطان الجن والإنس. وأما اسمه تعالى العزيز: من أكثر من ذكره، كان عزيزا عند الله تعالى وعند الناس. وأما اسمه تعالى الجبار: من أكثر من ذكره، كان مهابا عند جميع الناس. وأما اسمه تعالى المتكبر: من أكثر من ذكره، نفذت كلمته. وأما اسمه تعالى الخالق: من نقشه على خاتم فضة، والطالع أحد المثلثات النارية، وتختم به، وجامع زوجته حملت بإذن الله تعالى. وأما اسمه تعالى البارئ: من أكثر من ذكره، أطلعه الله تعالى على أسرار بديعة وآثار دقيقة. وأما اسمه تعالى المصور: من أكثر من ذكره، نزلت عليه الروحانية في الصور الجسمانية. وأما اسمه تعالى الغفار: من أكثر من ذكره، غفرت ذنوبه وكفرت عنه. وأما اسمه تعالى القهار: ومن أكثر من ذكره، قهر شهواته النفسانية. واسمه تعالى الوهاب: من أكثر من ذكره فانه لا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه. وأما اسمه تعالى الرزاق: من أكثر من ذكره، يسر الله تعالى له الأسباب ورزقه من حيث لا يحتسب. وأما اسمه تعالى: الفتاح: من أكثر من ذكره، فتح الله عليه أسباب الخير ظاهرا وباطنا. وأما اسمه تعالى العليم: من أكثر من ذكره، أنطقه الله تعالى بالحكمة. وأما اسمه تعالى القابض: من أكثر من ذكره، زال عنه كل قبض. وأما اسمه تعالى:

الباسط: من أكثر من ذكره، انبسط سره. وأما اسمه تعالى: الخافض: من أكثر من ذكره، ودعا على ظالم أخذ لوقته. وأما اسمه تعالى الرافع: من أكثر من ذكره، رفع الله تعالى قدره وأعلى درجته. وأما اسمه تعالى المعز: من أكثر من ذكره، أعزه الله تعالى في الدنيا والآخرة. وأما اسمه تعالى المذل: من أكثر من ذكره، أذل الله تعالى له جميع الجبابرة. وأما اسمه تعالى السميع: من أكثر من ذكره، كان مجاب الدعوات في كل ما سأل. وأما اسمه تعالى: البصير: من كتبه في جام زجاج مائة، ومحاه بماء المطر وشربه على الفطور، فتق الله تعالى ذهنه وقوّى قلبه وحفظه. وأما اسمه تعالى: الحكم: فإنه يصلح ذكره لنفوذ الكلمة. وأما اسمه تعالى العدل: من أكثر من ذكره، ألهمه الله تعالى العدل في سائر أحواله. وأما اسمه تعالى اللطيف: من أكثر من ذكره، في أي كربة وأي مرض كان يسر الله تعالى له منه الخلاص.

وأما اسمه تعالى الخبير: من نقشه على فص في الساعة الأولى من يوم الجمعة، ووضعه في فمه لم يصبه وصب العطش، وإن وضعه في كوز الماء وشرب منه أسرع الله تعالى له الريّ، ولم يطلب الماء بعد ذلك أبدا. وأما اسمه تعالى الحليم: من أكثر من ذكره أمن من الاضطرار عند نزول الشدائد. وأما اسمه تعالى العظيم: من أكثر من ذكره وقاه الله تعالى شر ما يخاف ويحذر. وأما اسمه تعالى الشكور: من أكثر من ذكره، أعلى الله تعالى قدره. وأما اسمه تعالى العلي: من أكثر من ذكره، كان محفوظا من شر الأشرار في سائر حركاته وسكناته. وأما اسمه تعالى الكبير: من أكثر من ذكره، كبر في أعين الناس وعظمه كل من رآه. وأما اسمه تعالى الحفيظ: من أكثر من ذكره، حفظه الله تعالى مما يكره. وأما اسمه تعالى المقيت:

من أكثر من ذكره، لا يحس بألم الجوع. وأما اسمه تعالى الحسيب: من أكثر من ذكره، كان مقضيّ الحاجة. وأما اسمه تعالى الجليل: من أكثر من ذكره، أجلّ الله قدره عند جميع العوالم. وأما اسمه تعالى

الكريم: من أكثر من ذكره، عصمه الله تعالى في سائر حركاته. وأما اسمه تعالى الرقيب: من أكثر من ذكره، رزقه الله تعالى النظر في العواقب. وأما اسمه تعالى المجيب: من أكثر من ذكره، كان مجاب الدعوة. وأما اسمه تعالى الواسع: من أكثر من ذكره، تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. وأما اسمه تعالى الودود: من أكثر من ذكره، عطفت عليه جميع الأرواح. وأما اسمه تعالى المجيد: من أكثر ذكره من الملوك وسع الله تعالى ملكه. وأما اسمه تعالى الباعث: من أكثر ذكره، انبعث على كل خير كان. وأما اسمه تعالى الشهيد: من أكثر ذكره، أشهده الله تعالى الراقبة في خلواته. وأما اسمه تعالى الحق: من أكثر ذكره، جعل الله كلمته عالية. وأما اسمه تعالى الوكيل: فله مربع عظيم من نقشه في رخام والطالع العقرب ووضعه في داره فلا يبقى فيها حية ولا عقرب إلا خرجت منها وسائر الحشرات المؤذية. وأما اسمه تعالى القوي: من أكثر من ذكره، قويت روحه ودامت محبته. وأما اسمه تعالى المتين:

من أكثر من ذكره، أمن من ضعف القوة. وأما اسمه تعالى الولي: من أكثر من ذكره، تولاه الله تعالى ووالاه. وأما اسمه تعالى الحميد: من أكثر من ذكره، وكتبه في خاتم عدده الواقع عليه ومحاه وسقاه لمن أراد أمن من كل مرض وعافاه الله تعالى. وأما اسمه تعالى المحصي: من أكثر من ذكره، أمن من السيئات. وأما اسمه تعالى المبدئ: من أكثر من ذكره، وفعل شيئا صلحت أحواله. وأما اسمه تعالى المعيد: من وضعه في مربع والطالع أحد البروج المنقبة وعلق في مكان في مهب ريح وكرر الاسم ليلا ونهارا على آبق أو غائب رجع إلى المكان الذي خرج منه بإذن الله تعالى. وأما اسمه تعالى المحيي: من أكثر من ذكره، أحيا الله تعالى قلبه بنور المعرفة. وأما اسمه تعالى المميت: من أكثر من ذكره، أمات الله تعالى شهواته الظلمانية. وأما اسمه تعالى الحي: من أكثر من ذكره وكتبه مائة وعشرين مرة على باب داره في شرف الزهرة فإن الساكن فيها يحفظ من العوارض الرديئة. وأما اسمه تعالى القيوم: من أكثر من ذكره، وجد في باطنه علوما ومعارف. وأما اسمه تعالى الواجد: من أكثر من ذكره، أوجد الله في قلبه الايمان والتقوى. وأما اسمه تعالى الماجد: من أكثر من ذكره، أعلى الله تعالى ذكره ومجده. وأما اسمه تعالى الواحد: من أكثر من ذكره، استوحش من الكثرة. وأما اسمه تعالى الأحد: من أكثر من ذكره، أغناه الله تعالى عن كل أحد. وأما اسمه تعالى الصمد: من أكثر من ذكره، رزقه الله تعالى روحانية وقوة عرفانية. وأما اسمه تعالى: المقتدر: من أكثر من ذكره، سخر الله له الأرواح كلها. وأما اسمه تعالى المقدم: من أكثر من ذكره، رزقه الله تعالى التصرف في الأسباب. وأما اسمه تعالى المؤخر: فيذكر لمن كان بابه مقفلا وستر حجابه مسبلا. وأما اسمه تعالى الأول: من أكثر من ذكره، كان سابقا إلى كل خير كان. وأما اسمه تعالى الآخر: من أكثر من ذكره، نال كل خير فهو سر مصون وعلم مكنون. وأما اسمه تعالى الظاهر: من أكثر من ذكره، أظهره الله تعالى على خفيات الأمور. وأما اسمه تعالى الباطن:

من أكثر من ذكره، لا يأتي احدا إلا أجابه وقضى حاجته. وأما اسمه تعالى الوالي: من أكثر من ذكره، كان مهابا عند جميع الناس. وأما اسمه تعالى المتعال: من أكثر من ذكره، رزقه الله تعالى روحانية عظيمة.

وأما اسمه تعالى البر: من أكثر من ذكره، كان ملطوفا به في جميع أحواله. وأما اسمه تعالى التواب: من

كتبه ومحاه بماء المطر وسقاه لمن يشرب الخمر وغيره وأكثر من تلاوته فإنه يبغضه ويتوب الله تعالى عليه.

وأما اسمه تعالى المنتقم: من أكثر من ذكره، انتقم الله تعالى من جميع أعدائه. وأما اسمه تعالى العفو: من أكثر من ذكره، وكان خائفا من أحد آمنه الله تعالى منه. وأما اسمه تعالى الرؤوف: من أكثر من ذكره، كان الله به رؤوفا رحيما. وأما اسمه تعالى مالك الملك: من أكثر من ذكره، وكان طالبا ملكا أعطاه الله تعالى إياه. وأما اسمه تعالى ذو الجلال والإكرام: من أكثر من ذكره، وسأل الله تعالى شيئا أعطاه إياه.

وأما اسمه تعالى المقسط: من أكثر من ذكره، اتصف بالعدل في جميع أحواله. وأما اسمه تعالى الجامع:

من أكثر من ذكره، رد الله له كل ضالة وآبق ضاع له. وأما اسمه تعالى الغني: من أكثر من ذكره، كثرت عليه أسباب الغنى والرزق. وأما اسمه تعالى المغني: من أكثر من ذكره، أغناه الله تعالى عن جميع الخلق.

وأما اسمه تعالى المانع: من أكثر من ذكره، منع الله تعالى عنه كل ضرر، ومن كتبه على سور مدينة، أو بلد حولها، مائة وإحدى وستين مرة في ساعة الزهرة، حرسها الله تعالى من سائر الافات، وقد وضعته الحكماء على قلعة ماردين، فلم يقدر على أخذها أحد، ومنع عنها الضرر بقدرة الله تعالى. وأما اسمه تعالى الضار: من أكثر من ذكره، ما سأل الله تعالى ضرر أي شخص أو ظالم، إلا رأى في بحر تصريفه عجبا بإذن الله تعالى. وأما اسمه تعالى النافع: من أكثر من ذكره، في حال ضرره، عافاه الله تعالى، ومن داوم على ذكره، وكان صاحب حالة صادقة حتى توافقه بعض عوالمه ويغلب عليه منه حال، فإنه لا يمسح بعده على مريض إلا عافاه الله تعالى، ومن وضعه في خاتم فضة، في مربع، في شرف القمر وتختم به صاحب مرض عافاه الله تعالى، ألا ترى أنه يشير إلى اسمه تعالى معافي، وأسماء حروفه تشير إلى اسمين جليلين هما آلة الشفاء.

وأما اسمه تعالى النور: من أكثر من ذكره، نور الله تعالى قلبه، فإذا أضيف إليه النافع كان شفاء من أي ألم كان معجوز عن برئه، وهو يكتب ويسقى، وله مربع جليل القدر وهذه صفته.

وأما اسمه تعالى الهادي: من أكثر من ذكره، تزايد في قلبه نورا، وهدى الله تعالى سرائره إلى معرفته، ومن اشتد عليه أمر من أمور الدنيا والآخرة الظاهرة الباطنة، فليصل ركعتين بآية الكرسي والإخلاص، ويذكر الاسم إلى أن ينقطع النفس، فإنه يرشد إلى مطلوبه. وأما اسمه تعالى البديع: من أكثر من ذكره، لا يزال مبدعا في العلوم الإلهية والأسرار اللدنية. وأما اسمه تعالى الباقي: من أكثر من ذكره، أورثه الله تعالى الخير والزيادة في جميع حركاته. وأما اسمه تعالى الوارث: من أكثر من ذكره، وأراد أن يرث بعض أقاربه وأهله ورثه الله تعالى إياهم. وأما اسمه تعالى الرشيد: من أكثر من ذكره، حمدت عواقبه في جميع أموره كلها. وأما اسمه تعالى الصبور: من أكثر من ذكره، رزقه الله تعالى الثبات عند الشدائد والمهمات. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الفصل التاسع: في خواص أوائل سور القرآن والآيات المحكمات

فصل في الحروف وهي على قسمين

الفصل التاسع في خواص أوائل سور القرآن والآيات المحكمات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته، أن من خواص الحروف المعجمة التي في أوائل السور، والحروف المعجمة بأسرها، وما يتعلق بها من أمور التصديق ما قاله بعض العلماء رضي الله تعالى عنهم في قوله تعالى المص معناه أنا الله، وقال الحسن: الألف الأزل، واللام لام الأبد، والميم والصاد اتصال من اتصل به، وانفصال من انفصل عنه، وفي الحقيقة لا اتصال ولا انفصال. وهذه العبارات تجري على حسب العادة، ومن أراد الحق يصونه عن الألفاظ. وكل اسم من أسماء الله تعالى يبلغك مرتبة من المراتب. فاسمه تعالى الله يبلغك إلى جميع المراتب، فإنه اسم للذات الموصوفة بالصفات المقدسة، فجميع الأسماء راجعة إليه، ومن اطلع على معناه اطلع على معاني الأسماء الباطنة وهي الحروف المفردة، فافهم هذه الإشارات ولا تقف على العبارات تكن من الموقنين. وأول الأسماء الباطنة والظاهرة كلها فائدة لما جعل الله تعالى مراتب السر في آدم عليه السّلام، ولم يثبت في الملائكة، فجرت الأحرف على لسان آدم عليه السّلام بفنون الحركات وأنواع اللغات، فجعل الله تعالى صور الحروف كلها في القلب وهي: روحانية، وهي التي تظهر في النطق الإنساني، وفي الخط الجسماني بحروف في الصدر وحروف في اللسان وحروف في البديهة وذلك معنى قوله تعالى: ص والْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ والحروف دالة على آيات الكتاب تذكرة لأولي الألباب.

وكل حرف له ثلاث مقامات بحسب الحركات الثلاث: الضم والفتح والجر، وحروف المد واللين منها على شبه العناصر، وكل واحد من الثلاثة جسماني وروحاني ونفساني فهي تسعة، والأعداد تسعة، والأفلاك تسعة، والطبائع والحواس تسعة، فظهرت المناسبة. فابحث عن أسرار العدد والحروف تجد معارف سنيّة في الاجتماعات والافتراقات، في مقتضى الرحمانية والرحيمية من بسم الله الرحمن الرحيم، فإن من بسم الله يتغذى الكون ويأكل ويشرب، فتأمل في سر القرآن، تجده من ضرب ستة في تسعة، وسور القرآن كذلك، والستة صورا في العدد التام على عدد الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض وما بينهما. فهذه الثلاثة مفصلة إلى تسعة عشر السموات السبع بالعرش والكرسي والأرض عشر، والحروف عشرة التي هي أوائل السور مرتبة على خمس مراتب من دون ثنائي وثلاثي ورباعي، وأما جملتها فثمانية وسبعون.

فصل في الحروف وهي على قسمين

منقوط اثنين، ومنقوط ثلاثة. فالمنقوط الثلاثة، الشين والثاء، فالشين تدل على الجمع المفترق، والثاء تدل على الجمع المجتمع. والمنقوط باثنين: التاء والياء والقاف، فالتاء ظهور، في ملكه، والياء ظهوره في قدرته، والقاف ظهوره في منّته، وكل شيء منه مظهر القائم والقادر، وكل شيء مبين محيط كضوء الشمس والأدوات، والياء تميز ما بين النسبتين وكل مولود قام، أوكل جمع ما يحصل به قوام كالشيء، فإن كل ما به قوام ما. والشين معناه: آتنا بسر الحروف وجوهه الثلاث، كما هو في الستر في

فائدة الأسماء

الشين والشان والشغار والغشم ونحو ذلك. والنون معناه: مظهر مبين كنون الحسن، ونور الشمس ونور العلم، ومدار الكتب التي تظهره سرائره، وأما المزن الذي يظهر به سر خفي ليحفظ موقع النون في كلمة اشتملت عليه الذات ظاهرها وباطنها وما بينهما، ولذلك حصر في صورته بستان كما هو في الاسم المسمى عن مسماه. والسفر مبني على أخلاق الرجال ونحو ذلك. وقال الحسن رضي الله تعالى عنه: في القرآن علم كل شيء، وعلم القرآن في الحروف التي في أوائل السور. واعلم أن الحروف في لام ألف، وعلم لام ألف في الألف، وعلم الألف في النقطة، وعلم النقطة في المعرفة الأصلية في الأزل والمشيئة، وعلم المشيئة في غيب الهواء، وعلم غيب الهواء في ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقيل في سر الشين إنه اسم من أسماء الله تعالى كسائر حروف الهجاء الكائنة في أوائل السور وهي الحروف النورانية الأربعة عشر الغير مكررة وهي هذه: (ا ح ر ط ك ل م ن س ع ف ص ه‍ي).

وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه كان يقول أوائل السور مأخوذة من أسماء الله تعالى. وقال أبو العالية: ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسماء الله تعالى، فالألف من الله، واللام من لطيف، والميم من مالك، والصاد من صادق، والراء من رب، والكاف من كريم، والطاء من طيب، والسين من سميع، والحاء من حميد، والقاف من قدير، والنون من نور، وهذه صفتها على ما رتبها أبو العالية رحمه الله تعالى: ا ل م ص ا ل م ر ك ه ي ع ص ط س ح ق ن، فجعل حرف الوسط حرف إشارة وهي الهاء والباء، وقدم حروف المص والمر، وكهيعص، وطس، والحاء من حميم، والقاف من ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ والنون من ن والْقَلَمِ وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، في معنى الم معناه: أنا الله أعلم. والمر: أنا الله أعلم وأرى، فالألف تؤدي عن أنا، واللام تؤدي عن اسم الله، والميم تؤدي عن كل علم، والراء تؤدي إلى الرؤيا، وترتيبها. الم المص المر كهيعص طه طس طسم يس حم حمعسق ق ن، وسقط من المكرر أربعة عشر منها الم والحواميم، فإن حروفها تثبت في هذه الأربعة عشر سورة وهي المتقدم ذكرها، وقد أشار أبو العالية إلى قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إلى أن فواتح السور هي اسم الله الأعظم والله أعلم.

فائدة الأسماء

عدد درج الجنة منها انفصل العلم وإليها يرجع وعنها ظهرت الموجودات، والموجودات آية دالة على الأسماء الحسنى، وقد سرت الأسماء في سلوك الأرواح والأجساد، وحلت منها محل الأمن من الخلق فما من موجود إلا وأسماء الله محيطة به عينا وسمعا. ومقتضى اسم: الألوهية جامع لمعاني سائر الأسماء، فالألف: حرف قائم، منه نشأت الحروف ومنه تنشأ وهو ملاكها فهو نظيره العقل والعلم والعرش واللوح، اللام وهو الحرف الواصل من الأدنى، والأعلى ونظيره اللوح والكرسي والنفس، وبعد اللام الميم وهو حرف دال على التمام ونظيره الجسم. فالعقل أول مخلوق، والجسم إنما هو للمخلوقات، وسائر معاني الحروف داخلة في الألف، والألف مبني على الجمع والإجمال، كما أن

فصل في معاني الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور

الحروف مجملة في العلم. فافهم معنى الإكمال والتداخل تلح لك معاني أسرار روحانية عظيمة تصل برشد في علومها فافهم ذلك.

واعلم أن الأولياء رضي الله تعالى عنهم تكلموا في علم الحروف والأسماء على نوادر زاهرة، وأفيضت عليهم من منبع الاختصاص عند حصول اليقين في قلوبهم والإخلاص، فاختصوا في علم الأسماء على من سواهم بثلاثة أشياء. أحدها: أنهم فهموا معاني الأسماء التسعة والتسعين اسما بتأييد وإلهام ما لا يعلمه غيرهم بالنظر والبرهان. والثاني: أنهم علموا أسماء باطنة وراء هذه التسعة والتسعين. والثالث: أنهم اختصوا بالاطلاع على الاسم الأعظم. وأما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنهم علموا التسعة والتسعين بنور الوحي ما لم تعلمه الأولياء بالإلهام، وذلك أنهم علموا علوم الأسماء الباطنة من علم اسم الله الأعظم، وكل اسم من هذه الأسماء لا يعلم ما هو عليه إلا الذي تسمى به واتصف بمعناه وهو: الله وحده لا شريك له ووراء هذه الأسماء كلها التي علمها الله تعالى أنبياءه وأولياءه ما استأثر الله تعالى به في علم الغيب عنده، ولم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب.

وأول ما خص الله به العبد إذا أراد أن يتولاه علمه العلم اللدني، فيكون وليا عالما، وأن يخصه من علم التسعة والتسعين اسما، فيفتح له منها من العلوم ما لا يفتح للعالم بطريق النظر، ثم يرقيه إلى معرفة الأسماء الباطنة والظاهرة منها كما رجعت الظاهرة إلى الله تعالى، وبعد معرفته هو يعلمه الأشياء الباطنة التي هي حروف مفردة وهي الأربعة عشر حرفا الواردة في القرآن العظيم في فواتح السور وهي الأحرف النورانية المتقدمة، وبعد فهمها، فهمه الله تعالى الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وإنما يأخذ الاسم الأعظم من الخضر عليه السّلام في أكثر الأقوال، وقد يتلقاه الولي بالامام عند هبوب الرحمة على العبد، وطريق أخذه في الأولياء مختلف يطول في تفصيله، وآخره أنه تطوى له الأرض ويمشي على الماء، ويطير في الهواء، وتقلب له الأرض والأعيان إلى غير ذلك من الكرامات التي اختص الله بها الأولياء. وهذا ليس بعلم صحف، وإنما هو مخصوص بين العبد وربه. قال عليه الصلاة والسلام: إنما قام الوجود كله بأسماء الله تعالى الباطنة، ثم الظاهرة المقدسة، وأسماء الله تعالى المعجمة الباطنة أصل لكل شيء من أمور الدنيا والآخرة وهي خزانة سره ومكنون علمه، ومنها تفرع أسماء الله تعالى كلها، وهي التي تقضى بها الأمور، وأودعها أم الكتاب. وقد سئل ابن الحنيفة عن كهيعص فقال للسائل: لو أخبرتك بتفسيرها لمشيت بها على الماء، ولم تبتل قدماك. وقال سهل بن عبد الله أتى رجل إلى إبراهيم بن أدهم فقال ما تقول في يس قال فيها اسم من دعا به أجيب برا كان أو فاجرا.

فصل في معاني الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور

ولكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور معنى وشيء، لو أطلع الله تعالى عليها العبد نال كرامة من لدنه، وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه: إذا لقيتم العدو

غدا فشعاركم حم لا ينصرون. وحم من أسماء الله تعالى الباطنة المخزونة فاعلم. قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله تعالى: أشرف الحروف المعجمة كلها الحروف التسعة، من نورها اكتست الحروف المعجمة وهي هذه: (ا ل ر ح ق م ك ل ص)، والأجسام الظاهرة دالة عليها، وعلى شرفها وهي السبع سموات والكرسي والعرش، وهي السبع المجسمات التي كنى الله تعالى عنها في قوله تعالى: المص المر حم كهيعص طس وهي الأربعة عشر حرفا. قيل: إنها اسم الله الأعظم الظاهر والباطن. والذي أومأ إليه المشايخ من أهل التحقيق وأئمة الدين وعلماء الشريعة والتحقيق، أن اسم الله الأعظم في الأسماء الظاهرة وكاد أن ينعقد عليه الإجماع، وتفسير هذا الاسم أنه يخرج الأشياء من العدم إلى الوجود، فالألف منه إلى الذات الكريمة، ولها حرف الحاء لقبول السر وهي منه إذ الصدر سر العلم جملة وتفصيلا وبه المنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ووَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ فانها تشرح الصدور ولما كانت الألف جلت أن توصف بالحركة والسكون لانفصالها في الأزلية، وإليها انتهاء الغايات، فهي في الآخرة بالحركة، والحركة منوطة بالحركات الأربع وهي: الضم والنصب والجر والسكون بضرب من التعريف، وليست مفتقرة إلى التوفيق، وأبرزت اللام الأولى ساكنا من نسبتها، فتحركت من نسبة ما تصل بها من اللغة الثابتة لسر أعلاها فتلقاها الهاء بسر إحاطتها، فيجتمع منها سر الحركة، والسكون سر من أسرار الحركة، ولهذا كانت باطن الباطن كما قال تعالى: هُوَ الْحَيُّ، فإنها تشرح الصدور.

والألف إشارة الذات، واللام الأولى للعهد الميثاقي الإيماني في الدنيا لقبول التلقي الشرعي بما فيه من سر واسطة الألف، ثم الهاء لتمام الأمر يوم النشأة الآخرة لجمع الأولين والآخرين، فدارت بهذه الحكمة الربانية أربعة عشر حرفا، بها تجد في أولها وآخرها. فأولها هكذا مبسوطة كما ترى: (ا ل ف ل ا م ا ل ف ه‍ا) كما قال عليه السّلام هو الظاهر فليس فوقه أحد، وهو الباطن ليس دونه أحد، ولما كانت مجموعة من أربعة عشر حرفا كانت السموات السبع والأرضون السبع وما فيهما وما بينهما من ملك وملكوت قائما بسر الله جل ذكره، ففي كل ذرّة من ذرات العالم وما دونها بسر شيء من أسرار اسم الله تعالى، فبذلك السر شهد له بالتوحيد قال تعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وقال تعالى: قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ. وقال الشيخ الإمام العالم العلامة فخر الدين الخوارزمي قدس الله روحه بحرم مكة سنة سبعين وستمائة: من عرف الله تعالى باسمه في حاله ومقاله، فقد عرف الاسم الأعظم المخصوص به كما كان أرحم الراحمين لأيوب عليه السلام حيث قال رب أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ وكما كان الوهاب لسليمان عليه السّلام حين قال رَبِّ اِغْفِرْ لِي وهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ كما كان خير الوارثين لزكريا عليه السّلام فأعطاه يحيى وأعطى سليمان ملكا عظيما، وعافى أيوب من بلائه. فمن عرف الاسم المطابق للحاجة، وسأل الله تعالى به أجابه وبلغه مراده.

وكان بعض المشايخ إذا دخل عليه تلميذه يريد السلوك، أجلسه بين يديه، وتلى عليه التسعة والتسعين إسما وهو ينظر إلى وجهه عند ذكره للأسماء حتى يتبين للشيخ الاسم الموافق للتلميذ، فيأمره

فصل فيما استأثر الله به في علمه

بملازمته حتى ينفتح له منه باب، لأن اسمه الوتر فيه، وبه يقع التأثير في كل أحد غيره وهذا قصده.

والعلم باسم الله الأعظم من أشرف العلوم، والاسم الأعظم هو اللؤلؤ المكنون، وعن غير أهله مصون، وهو من نفائس هذا الكتاب، تحت الضمائر مخزون، ضرب عليه سرادقات العز، وارسل دونه حجاب الهيبة، ومدخوله حمى الملكوت، وأدار حوله حويم الجبروت، وضرب لهم مثلا وأشكالا مسائل الدين التي لا يقف عليها إلا فحول العلماء المريدين، وإن من عظمة الذي يتصرّف به من أنواع شرفه وكرمه، وأن يبعث تلك الأوصاف المنيفة والنعوت الشريفة ويقترن به إذ كان حميده وامداح مجيده، وإن اختلف أنواعها إلى التنزيه والتقديس إجماعها، وحسبك من خير سماعها حسب مناجاة تلك الآثار ليكون أفخم بذكره، أو يكون أعظم لمن يتبعه أو يقرأه، واعرض على من يعيد إليه ويتجرأه وهو محبا في نظم الاسم مبهم أو معين لمن يدعونه الدعاء مفردا، ولا وعد لإجابة مفرد، بل أسماء كرام، وصفات مواجد، وبرود مزاج، وإرادته محامد جليت به الأجفان، وطرزت به الأسانيد حديث أنس بالصدر، وإن شاركه غيره في الموارد، فمن العجائب أن يدعو الداعي فلا يجاب، ولا يخلو هذا الاسم الأعظم من عبارة من وراء العبارات إلا وأصلها وجاء عقبها، وهو لا يثنى ولا يجمع، والأسماء كلها تثنى وذلك دليل على أنه أعظم أسمائه قال تعالى ولله الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها فأضاف كافة الأسماء إليه ورتبها منطوية عليه في الذكر، وذكرها فدل على أنه أعظمها.

وقيل: إن هذه الأسماء صفة لهذا الاسم ولا صفة بشيء منها، فدلت على أنه اسم الذات، وما هو اسم الصفات، وأسماء الذات أعظم من أسماء الصفات، وهذا ظاهر بيّن، والدليل على صحة هذا الاسم على الإيمان، ولا يتم إلا به لقوله عليه الصلاة والسلام: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم ولا يجزي سواه، فدل على أنه أعظم أسماء الله الحسنى، وأنها المنجية من النار. وقال عليه الصلاة والسلام: «من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله مخلصا من قلبه حرمه الله على النار، وهو مفتاح الجنة» وهذا الاسم الكريم يدخل به الجنة، وبه يحرم على النار، وبه الإيمان والإسلام، وبه حسن الدعاء لقوله عليه السّلام: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، وفي الآخرة حسابهم على الله ومفتاح الصلاة الأذان» وهو لا يجزي عنه غيره، وكل ما جاء من الأذكار والأدعية والرقى الشافية فهي مرتبة على الاسم الأعظم وهو: اللهم زيد فيه الميم لأنه جمع الأسماء كلها بالإحاطة، ثم لا يجد في الأعمال باطل، وضمنه عمدا وهو داخل تحت نطاقه مثل الصلاة، وهي عماد الدين، وذلك أنه لا يجزي في تكبيرة الإحرام إلا هو، فلا تصح بدونه إجماعا اتفاقا من علماء الأمصار والسلف الصالح، وكذلك الأذان به تفتتح الصلاة، وبه تختتم والله أعلم.

فصل فيما استأثر الله به في علمه

وهذا الاسم يقتضي اسما ومسمى، وهذا الاسم مما استأثر الله به في علمه، وأنا أضرب لك به مثالا يدرك به الذي أقسم لك، وذلك أن الإنسان قد يعرف اسم الدواء، ويدرك معناه وقواه ومنافعه،

وبعد هذا الإدراك يستعمله، فهذه رتبة إدراك اللفظ، وتحقيق المعنى واستعماله في مقتضاه، فإذا أدرك الإنسان اللفظ وتحقق كماله فهذه الحقيقة، فيبقى وجه الاستعمال فيستعمله، ولا جرم أن بهذا تحصل النمرة وتحمد المنفعة، وهذا وجه الاعتبار واللفظ له حالان. أحدهما: أن يجريه الله تعالى على لسانه من غير أن يعلم أنه اسم الله الأعظم، فهل يكفي أي هذين، أو لا يكفي واحد منهما؟ أو يكفي الثاني دون الأول؟ وهذا كله فيه نظر. وقد يأتي على وجه يحصل به الاطلاع على اسم الله الأعظم وهو جريانه على اللسان، ولم يشعر أنه هو، وهذا أخلص الدرجات، وهو مبني على الاتساع والاطماع في رحمة الله تعالى، والذي يحصل به للعبد الكمال وهو: إدراكه على الحقيقة، وما عدا ذلك ففيه بركة وخير. ويقع التفاوت في ذلك بحسب درجات الإدراك ودليله: هل يستوي من خصه الله تعالى، فإن جرى هذا الاسم على لسانه مع من لا يخصه الله تعالى بذلك ولا يجري على لسانه، بل يدلك على حصول بركته كيف كان، وقس على هذه المرتبة ما بعدها من المراتب. والإدراك إما أن يكون نقلا بأن يعلم به ويقال: هذا هو الاسم الأعظم العظيم الخير، وكذا وقع في الأسماء الجبار والجليل والجواد والمجيد والماجد والجامع، فإنها تدل على الخير العظيم قال تعالى فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ومن أسمائه تعالى الخبير قال تعالى واللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ وأما الذي يدل على الزينة والزهو قال تعالى: ولَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وقال تعالى زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ والزهو زيد صلاح الثمار. وقيل: زينة الأشجار بالثمار.

وأما الشين فتدل على الشهيد والشهادة لقوله تعالى: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ والْمَلائِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ قائِمًا بِالْقِسْطِ والمشاهدة هي المعاينة والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون والشرب قال تعالى:

يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُورًا ثم قال تعالى: عَيْنًا فِيها تُسَمّى سَلْسَبِيلًا والشفاء قال تعالى: ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وقال عليه الصلاة والسلام: «شفاء أمتي في ثلاث: آية من كتاب الله تعالى، أو لعقة من عسل أو كأس من يد حجام» وفي رواية: أو شرطة محجم.

وأما الظاء فتدل على الظل الممدود والظهور هو ظل ممدود قال تعالى: عَلَيْها يَظْهَرُونَ وقال تعالى:

فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ وتدل على الظهور للمرغوب، ومن أسمائه تعالى الظاهر.

وأما الفاء فتدل على الفطرة والفاكهة والفطور قال تعالى: فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها وقال تعالى: فاطِرِ السَّماواتِ والْأَرْضِ وقال تعالى: هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ وقال تعالى: فاكِهُونَ هُمْ وأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ وقال تعالى: وفاكِهَةٍ مِمّا يَتَخَيَّرُونَ فهذه أهم من تلك، والثاء والزاي والجيم هي حروف باردة، وطبعها طبع الماء، والقمر طبعه طبع الظل الممدود وجنة الخلد، والخاء والشين باردتان يابستان طبع التراب وطبع الماء، والضاد رطب، والفاء حارة يابسة طبع النار، ولها من الدراري القمر والشمس واجتمعت في سبعة أسماء. والأول الثابت الذي يثبت العباد الجبار الخبير والولي والظاهر والفرد والشهيد، والثاء لم تظهر في اسم من أسمائه تعالى إلا في اسمه: الوارث والباعث في آخر مرتبة العالم، والمعنى فهو مثنى الجمع في اسمه تعالى: الباعث، وتشير للمعنى في اسمه تعالى الوارث، وليس في حروف المعجم ما ينقط ثلاث نقط إلا الثاء والشين لإحاطة الشين عمن سواه،

وسريان الثاء دونه، وليس لها خاصة إلا في عالم الأجسام السفلية، وهي حرف بارد يابس، وهو كالأرض والأوتاد أعني: الجبال.

وحرف الفاء يابس يتصرف فيه حرف الحرارة وهي الدرجة الخامسة من الحرارة، وشكله معتبر في حرف الألف إلا اسمه الفاطر الفالق. والشين باردة، وسره سر الشين وتصريفه، وليس في حروف المعجم من له ثلاث علامات وثلاث أشكال إلا هو، والشين جمع ذات رتبة الآحاد والعشرات، ووضعت الشين في شهد الله، وتفرع منها ثلاث: شهادة الملائكة، وشهادة أولي العلم، وشهادة من سوى أولي العلم، ولذلك خلق رتبة العلم بين أداء التوحيد الأعلى من الحق إلينا، والتوحيد الذي ظهر في أثناء الشهادة لله تعالى، واجتمع التوحيد كله في العرش أعني أنوار التوحيد، ولذلك نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يذكر «لا إله إلا الله أنها تصعد إلى العرش، ويهتز العرش لها فيقول الله له: اسكن.

فيقول: حتى تغفر لقائلها» وذلك أن الله تعالى جلت قدرته لما علم أن العباد لا يتصور في أذهانهم ولا يكيف في عقولهم نصب لهم مخلوقا منهم جعله في أعلى المقامات وأشرف المخلوقات، وأضافه لنفسه قال تعالى ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ كالحاجب للملك الذي لا يصل إلى مشاهدته، ويدل على وجود الملك وثبوته وعزه وسلطانه. ألا ترى ما نبه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ان الله تعالى كتب كتابا وجعله فوق عرشه فيه ان رحمتي سبقت عذابي وقوله صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ الأنصاري اهتز العرش لموته رضي الله تعالى عنه، فهذا يدل على ما يظهر من استقامة الفرد في عرشه لتعلم أن العرش يظهر فيه آثار القدرة من العدم، فلذلك كانت الشين آخر حروف العرش وهي من توحيد العوالم المفردة.

ولما كان ترتيب العرش مرتبا لكل عرش عرشا، فكانت الشين عرش الحروف وذلك لعلو منصبه وعلوّ مرتبته لا يوجد في الحروف ما يكمل عروشها إلا حرف الألف لأنه أصل شجرة الحروف، والشين إليها انتهاء الحروف وممزوجها، ولا يكون بعدها فرع إلا من باطنها، فكذلك الألف لا يكون قبلها إلا هو منها، ولما كان شكل الشين كشكل الألف كانت المناسبة السنية الشكلية مشتركة وإلا منبسطة في ثلاثة أحرف هكذا: ش ي ن نسبة كنسبته، وإن كان غير الشين مركبا من ثلاثة أحرف لا يكون عرشه كعرش الشين لأنه لا ينتهي إلى غاية المناسبة في قوله يُشْهِدُ اللهَ إشارة إلى رسوخ التوحيد وعدم الوجود إلى الدارين والعالمين. والشين كرسي لعرش الألف لأن كل لطيف عرش، وكل كثيف كرسي، ولا يبعد أن يكون الكرسي هو الحامل للعرش، لأنك ترى الميم كرسي لعرش الشين. وفي الحقيقة أن كل لطيف قائم بكل كثيف، ولذلك كانت الألف أخف الحروف وألطفها لعدم التشبيه، وأمامها نظر قائم ولا تشبه لها في الآحاد الحرفية، ولا يعرف غايتها من غيرها ولا يتقدم غيرها ولا يتأخر عنها في آخر الكلمة، فهي تشير إلى الأولية والآخرية لأن عالم الكرسي أليق بالإضافة إلى عالم العرش، ألا ترى أن الكرسي محل الصور، والعرش محل الأنوار المفاضة إلى آخر العالم، والألف جهات الآحاد والعشرات والمئين، والشين أماله جهتهما إلى حرف الشين، إذا تعدى عن اللفظ كان سببا، والشين ثلاثمائة وجه في الألوف، وذلك أن من تأمل حرف الشين علم حقائقه وعجائب مصنوعات الله تعالى وشاهد أسرار تصريف الحروف هكذا.

ولما كانت الشين آخر مرتبة العرش على الجملة كان آخره على التفصيل هكذا شين، والنون هو الحامل للأكوان أعني الحوت الذي حامل الدنيا على ظهره، والنون مستمدة من الشين، والأكوان مستمدة من النون، وكذلك الشروح مستمدة من النون قال تعالى: ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ، فالقلم يستمد من باطن النون الذي هو ظاهر الأمر، الذي الكاف باطنه الدالة على السرّ المكتوم، وهو سر السين لا يجعل مسطورا من كتب فيه حرف الشين ألف مرة، في أول ساعة من يوم يليق به عمله لأن الأيام فيها ما طلب للخير، وما يطلب للشرّ مثل يوم السبت، وساعته الأولى، ويوم الثلاثاء وساعته، ولكل يوم سر يليق به عمله، وفهمه عمن علم هذا وعمله يسر الله تعالى له ما يطلب وما قصد من خير أو شر.

وأسرار الشين: في العالم الجسماني التي لا تحصى إلا أنه لا يحمله من به وجع في أعضائه، لأن ذلك الألم عليه بخاصته والنفساء فإنه تسهل عليها الولادة بانزعاج، وفيه من الضر ما ينبغي كشفه، وقد وقع هذا الحرف في اسمه تعالى: الشديد فانظر هناك ما فيه من الخواص، ومن علم رتبة الشين، وأين نسبته من الطبيعة جملة وهو الشين، وتفصيلا وهو الياء والنون وما فيهما من الطبائع والنسبة العددية شهد أسراره وعاين أخباره وعلم حاله من الانفعالات والتصريفات. والعين مستمدة من العلا الذي لا شيء فوقه والراء مستمدة من الرحمة التي لا رحمة فوقها ولا مرحوم دونها والشين مستمدة من الشهادة التي لا شهادة فوقها ولا مشهود دونها فانظر، كيف تجد الشهادة مشهودا وشاهدا، والرحمة مرحوما وراحما ولله الْعِزَّةُ ولِرَسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِينَ فالعزة للألوهية ودوام البقاء والقدم، والعزة للأنبياء وجود الرسالة، والعزة للمؤمنين وجود الإيمان. فهذه مراتب الشين في الشهيد.

فصل: وعلى القول الأول هذه الحروف السبعة للعذاب فاكتبها أيضا للعذاب، تكتب السبعة أحرف تبدأ بحرف الشين على توالي الأيام وحروفها، وبعكس الطلب وتقول في دعائك إلا ما انتقم من فلان، وتسمي ما شئت من أنواع العذاب والبلاء بعد كتب الأحرف على مثاله وهو كون اليوم، والطلب بحق هذه الأسماء يا شديد يا عزيز، يا واحد يا ظاهر، يا وارث يا جبار يا فاطر. اللهم يا شديد يا أحد بعد فناء خلقه على الأمر الذي أردت، والقدرة التي قدرت، يا من لا اتصال لوجوده ولا انتهاء له، يا من لا يدانيه إلا رتبته ولا انقطاع له، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين، يا شديد العقاب إن بطش ربك لشديد، وأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم، يا عزيز يا غالب يا من لا مثل له والحوائج كلها لديه، أنت العزيز المطلق الأزلّي لا يورثك في عزك غيرك، يا ظاهر القدرة، يا من قال وهو أصدق القائلين: كلا إنها لظى نزاعة للشّوى لا ظليل ولا يفنى من اللهب، يا وارث أنت الذي يرجع إليه الأمر كله، يا من يفني الأكوان ومن فيها، وينادي لمن الملك اليوم لله الواحد القهار كل من له دعوة من أمر ظاهر أو باطن، قل أو كثر يرجع إليك.

اللهم أنزل بفلان الثبور والويل والعذاب والانتقام، لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا

الفصل العاشر: في أسرار الفاتحة وخواصها ودعواتها المشهورات الشريفات

كثيرا، يا جبار أنت الذي حكمك ماض على طريق الجبر وعلى كل أحد لا يدفعه حذر حاذر، وأنت الذي ربطت القوى النفسانية والقوى القلبية في كثائف الأجسام لا يجب ذلك إلا على الذي نزه في حقك، وجعلتهم بضعة لهويّتك وظهورا لقهريتك وصفة لأزليتك فإنك أنت ذو القدرة والجبروت والعزة والرهبة، وبحق ملكوتك الذي اخترته بعين تقديرك وأحكام إلهيتك وأنوار محرقاتك لا يعلم غيرك تعالى شأنك وعظم سلطانك، فكل حركة في عالم الملك والملكوت والجبروت، وقد أعان بها معنى اسمك الجبار، بحق ما اخترت بخير التدبير الأزلي الجليل المتعال. يا من خير العالم آلات أتى بحركة ما فيه من سر الحياة المخلوطة الروح بأزمة المقادير وظهور المحكمة، أظهر في فلان من شدة جبروتك وقهرك ما تسكن به حواسه عند مصادمتي، وتخمد روحانيته عند وجودي، إن جهنم لموعدهم أجمعين، ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس، يا فاطر السموات والأرض، أسألك بقدرتك التي قدرت بها الأكوان العلوية والسفلية، وبحق الكلمة الأولى التي فطرت بها الأرض والسموات بقولك الحق، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين افعل لي كذا وكذا، واذكر ما تريد يحصل المطلوب والله الموفق.

الفصل العاشر في أسرار الفاتحة وخواصها ودعواتها المشهورات الشريفات

اعلم أن من كانت له حاجة من الحوائج، فليتوضأ ويصل ركعتين ويقرأ هذا الدعاء ويدعو به فإنها تقضى وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم رب أسألك بالاسم الذي فتحت به عالم الأمر والخلق بسر التجلي للحق، المظهر لسبب التنزيل، والمتعالي أمرا ووجودا وبطونا ومعقولا ذلك حسّا لمن أيدت، بل معلوما لمن أشهدت، مجهولا لمن شئت ما تشابه منه، لا تقدح في وحدة ما حكمت من الحكمة، يا عليم يا حليم يا فتاح، يا رب أسألك اللهم يسر الإضافة الرابطة بين حضرة الوجود والإمكان المقتضية لظهور النعت الأعظم، والسر الميمم بثبوت الإلهيات عموما وخصوصا بدءا وعودا عن سعة علوم الروحانية التي لا تتناهى استقرار أو ثبوت عن فيض خاص الرحيمية التي لا تتناهى، الواقعة بشهود البيان المقترب بالقرب المجهول الماهية يا رحمن يا رحيم يا فتاح، أسألك التدبير والتيسير والمعونة، والتقدير والحفظ والفوز والرعاية والستر والتكميل، وطيب الرزق والبركة، والرجا وحسن الظن بك، واليأس من غيرك.

بسم الله الرحمن الرحيم تكون بأمرك وتكون بوجودك، وبركة منك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، بك آمنا ولك أسلمنا وعليك توكلنا، حققنا اللهم بنورك يا مالك يوم الدين، ونوّر بصائرنا بنورك يا برهان يا نور النور يا هادي المضلين لا هادي غيرك الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ اغننا بك عن غيرك يا غني يا مغني يا الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ شهود ذاتك يا رحمن سلام قولا من رب رحيم مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ اللهم إني أسألك بأنك أنت الله في حقائق محض التخصيص، وبأنك أنت الله على كل حال من أحوال الجد والتعديل، وبأنك أنت الله المقدس بخصائص الأحدية والصمدية عند الضد والند والنقيض والنظير والظهير، وبأنك أنت الله الذي ليس كمثله شيء

وهو السميع البصير، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وأن تقضي حاجتي بحق اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أسألك أن تنعم علي بقضاء حاجتي وما يكون لي فيه خير الدنيا والآخرة، محفوظا بالرعاية من الآفات بخصائص العنايات، يا عوادا بالخيرات، يا من هو في الحقيقة أهل التقوى وأهل المغفرة، اللهم لا تجعلنا من أهل الخزي في الحياة الدنيا والآخرة، واجعلنا من الذين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين، اللهم لا تجعلنا ضالين ولا مضلين، ولا عن بابك مطرودين، ولا عن وجهك آيسين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وهذا دعاء آخر فادع به في المهمات واعرف قدره وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ حمدا يفوق حمد الحامدين رب الأولين والآخرين، حمدا يكون لي رضا وحفظا عند رب العالمين الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الذي دحى الأقاليم واختار موسى الكليم محيي العظام وهي رميم، الرحمن الرحيم فهما اسمان شريفان ورضا لكل سقيم مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الذي ليس له في الملك منازع ولا قرين ولا وزير ولا مشير، بل كان قبل وجود العالم والعوام أجمعين، أنت إحاطتي وعدتي من جميع الشياطين، وعوني على الأبعدين والأقربين، ووجهتي على الأجناس المختلفين إِيّاكَ نَعْبُدُ بالإقرار، ونخجل من الذنوب والخطايا، ونتوب إليك من الذنوب، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند له ولا شبيه له ذو الجلال والإكرام، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ على كل حاجة وأمر من أمور الدنيا والآخرة يا هادي المضلين اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين. بسم الله رب الأولين والآخرين، خالق من في السموات ومن في الأرض، باعث الأنبياء والمرسلين والمؤمنين بالحق، قادر قاهر جليل، مغني رحيم رب واحد في العالمين، المعبود في كل مكان، الموحد بكل لسان، الفاضل القديم المتقن لما صنع، القاهر لخلقه أجمعين، قدوس الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الشمّ الشامخات، وعنت الوجوه للحيّ القيوم وقد خاب من حمل ظلما، يا حي يا قيوم يا مقدّم يا مؤخر، يا أول يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يا وال يا متعال، يا برّ يا تواب، يا منتقم يا عفوّ، يا رؤوف يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام، قائم قيوم دائم ديموم ألا بذكر الله تطمئن القلوب. يا حي يا قيوم ٣ أنت تراني وتسمع كلامي وتضرعي وشكواي، أنت مقصدي وسؤلي ورجائي، وأنا المحتاج إليك، وأنت عالم السر والنجوى، ولا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء، أنت رب العرش العظيم، أسألك علما نافعا ودينا قيما ويقينا صادقا وحكمة بالغة يا قيوم يا هو ٣ أسألك كشف حجاب الغيب بما فيه حتى أشاهد الروح الباقي، يا هو ٣ أنت يا حي يا قيوم يا نور السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وأن تكشف لي عن أسرار أسمائك، وأن تسخر لي جميع خلقك بالطاعة وقلبي لك بالعبادة، وأن ترزقني أنوار هدايتك ومعرفة أسرارك حتى أكون مبتهجا بباهر ما يظهر من لطفك يا لطيف اللطف يا أرحم الراحمين، ويسأل ما يريد من أمور الدنيا والآخرة تقضى.

وهذه دعوة أخرى أخل لك مكانا طاهرا نظيفا، وصل صلواتك الخمس في أوقاتها، ثم اقرأها دبر كل صلاة ١٨ مرة، مدة ١٤ يوما، فإذا فرغت من صلاتك فادع بهذه الدعوة: بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ. منور بصائر العارفين بأنوار المعرفة واليقين، وجاذب سائر المحققين بجذبات القرب والتمكين، وفاتح أقفال قلوب الموحدين بمفاتيح التوحيد وجاذبها بجذبات القرب والفتح المبين الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحكيم العلي العظيم، الأزلي القديم، السميع العليم الذي كتب آيات التوحيد بأقلام القدرة في صدور أهل التعليم، ورقى سطور أهل الهداية في طرق سر أهل المعرفة لأهل الولاية، وناهيك بأهل الكهف والرقيم خاطب موسى الكليم بكلام التكريم، وشرف نبيه الكريم بقوله ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثانِي والْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قاصم الجبابرة والمتمردين، ومبيد الطغاة والمعتدين، وقامع رؤوس الفراعنة وأهل البدع والملحدين، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. يا من زين الكائنات بملابس التكوين وأرسل نجائب الملكوتيات تقود جنائب الكرم المتين يا من نشر سحائب عقود عفوه على كافة الخلق أجمعين، يا من لا شريك له في ملكه ولا معين إِيّاكَ نَعْبُدُ معترفين بالعجز عن القيام بحق عبادتك وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ على ما أمرت من القيام بحقوقك في كل وقت وحين، يا ذا الفوز العظيم يا ذا الفضل العميم يا من يحيي العظام وهي رميم اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صراط أهل الدين القويم، صراط أهل الاستقامة والتقويم، صراط الذين نظرت بعين عنايتك إليهم، صراط الذين هم أهل العزم والقلب السليم، صراط أهل الإخلاص والتسليم، صراط الذين تمسكوا بالهدى وفرحوا بها صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأمددنا بملائكة الظفر والتمكين، وصرفنا في الكائنات والمكونات والتكوين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين لا تجعلنا ضالين ولا مضلين، ولا عن بابك بمطرودين، واحشرنا في زمرة المتقين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وهذا زجرها تقول: أيتها الأرواح الروحانية، ذوات الذوات النورانية، المشعشعة بالمنن الرحمانية والنواميس الربانية، الدائمة في لطائف تصريف الحروف ودقائق معارفها المكونة الموكلة بتسخير القلوب والأرواح الروحانية، روحانية الأعداد وعوارف أسرارها المخزونة، أجيبوا أيتها الأرواح العظام والملائكة الكرام، جبريل وميكائيل وإسرافيل وروقياييل، توكلوا بخدمة من دعاكم وكونوا عونا لي، واتصال الإجابة لله ورسوله أهيا شراهيا أدوناي اصباؤت آل شداي، افهموا مرادي واقضوا حاجتي وتولوا خدمتي، بحق الله الفتاح الرزاق الحليم الوهاب العلي العظيم الإله اللطيف الكبير، كهيعص حمعسق، أجب أيها الملك الأخضر بارك الله فيك وعليك. وإن كان الحر ليلة ١٤ يوما يأتيك طير كبير أخضر ويقف أمامك فابدأه بالسلام، فإنه ملك عظيم صرفه فيما تريد بعد أن يأخذ عليك ميثاقا وشروطا منها أنك لا تكذب ولا تأكل حراما، ولا تعصي، فإن استقمت يستقيم معك، ويوكل خادما يقضي حوائجك، والبخور كل ذي طيب مثل: عود قماري وجاوي وند ومصطكى وعنبر خام ونحوه.

وهذه أيضا دعوة الفاتحة الشريفة

فإذا أردت محبة أحد من الخلق، فصم يوم الخميس والاثنين، واقرأ هذه الدعوة عند الفطور ١٥ مرة وعند الفجر، واسأل الله إقبال قلبه عليك ومحبته، وسمّه باسمه تر عجبا والله أعلم. وإن أردت قضاء حاجة من أحد، فصم يوم الخميس، واعتزل الناس وأكثر من قراءتها في الطريق للمحبة بحضور قلب وفكرة تقض حاجتك.

ورياضتها ٩ أيام أو ٧، واكتب مع سورة الفاتحة وفقا مربعا وهو ٩٢٦٠ من غير بسملة للمودة والمحبة تضع الوفق أمامك، واقرأ الدعوة ١٥ مرة كما ذكر على الفطور، وبخر الوفق ببخور طيب ونجمه إلى الفجر، ثم ترفع الوفق واحمله تنجح أمورك وتخدمك الروحانية ببركة الفاتحة وهذه صورته.

وهذه أيضا دعوة الفاتحة الشريفة

تقول: بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ حمدا يفوق أجمله وأكمله وأفضله حمد الحامدين، وأنغمس في بحر نور ذلك الحمد انغماسا يشغلني ظاهرا وباطنا بالعز والهيبة والتمكين إلى يوم الدين، وأعتصم به عصمة تحفني وتحفظني من المضرين والأعداء المصرّين، حمدا يكون لي رضاء وفرطا وفرحا وغنى لا أفتقر معه لأحد من الأوّلين والآخرين، ويكون لي وجهة وعزا أستعز به حتى أذل به سطوة الجبارين الرَّحْمنِ التي وسعت رحمته كل شيء يشهد بها كل موجود بما أقر به من الإحسان، فكل مبدأ وفيه من الإسرار والعلانية، وغايته إليها سرا وإعلانا، أسألك بهذا السر الذي أوضحته وكان ظاهرا للعيان أن تغمسني في هذا البحر غمسة لا يفارقني في جميع الأوقات والأحيان، وتكون لي عدة وعمدة لا أفتقر بعدها في كل زمان ومكان، وجهة أعتصم بها من مكائد الإنس والجان الرَّحِيمِ الذي لطف بي فيما سبق، فكانت تلك الرحمة سابقة منه إليّ في الأزل القديم، فها أنا أتقلب فيها مذ وجدت علما وخلقا بأعذب ورد وأطيب نعيم، أسألك يا مولاي إسباغ نعمتك ودوام منتك بسابق رحمتك، فلا أخشى كيدا من كل ذي مكر لئيم، وأن تطهرني خلقا وخلقا عن كل وصف ذميم مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الذي تعاظم شأنه عن أن يفتقر إلى شريك وإعانة معين، حكم على من في الملك والملكوت بقدرته القامعة لجميع الجبارين والمتكبرين، الشديد البطش على الطغاة الظالمين، القاهر بشدة قوّته وقهره وبطشه لمن تمرد وطغى من الطغاة والمردة القاصم من شاركه في عظمته وكبريائه، أخذه هالكا مع الهالكين، أسألك أن تسخر لي قلوب خلقك يا معطف القلوب يا ملين الحديد لداود عليه السّلام بدوح ٣ دحوب ٣ يا مالك ٣ ملوك العوالم كلها أجمعين، ملكني من ناصية كذا وكذا حتى يكون في قبضتي من الأذلين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأدركني برحمتك يا أرحم الراحمين.

إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ قد ادخرتك لفقري وفاقتي، يا من خضعت لعظمته عتاة الجبارين والمتكبرين، وصغر لجلاله طغاة الإنس والجن المتمردين، يا شديد البطش، يا عظيم القهر، يا منتقم من

كل ذي سطوة مكين أيّدني بنصر منك وفتح مبين حتى أقهر أعدائي أجمعين اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ هب لنا من لدنك مواهب الصديقين وأشهدنا مشاهد الشهداء والصالحين، وامددنا بملائكة الظفر والتمكين كما قلت في قولك الحق المبين أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ. إلى قوله. بُشْرى وصرفنا في الكائنات والمكونات، وافض علينا من فيض نعمائك بركات تعيد إلينا من بركات الأوّلين والآخرين، ولا تجعلنا ضالين ولا مضلين، ولا تحشرنا في زمرة الباغين، يا غياث المستغيثين أغثني، وأدركني بلطفك الخفي فإن من أخفيته تحت خفيّ لطفك، فقد خفي وشفي وعوفي وكفي، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين تقرؤه ٧ مرات. وتقول: وأدخلني في كهفك الوفي الحصين المنيع الكافي الحفيظ الساتر المحيط. واغمسني في سعة رزقك من خزائن رحمتك حتى وسعت كل شيء، وفرج عني كل كرب يا مفرج عن المكروبين برحمتك يا أرحم الراحمين، شهث ٢ أشهث ٢ المقسط الوحا يا ميمون وشهدان الوحا يا شهدان العجل توكلوا بكذا وكذا، أقسمت عليك بعز عز الله، وبنور وجه الله، وبفاتحة الكتاب، وبما جرى به القلم من عند الله إلا ما أجبت، وأسرعت بقضاء حاجتي وهي كذا وكذا إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا الخ سورة يس تقرؤه ٣ مرات.

وقال النبي عليه الصلاة والسلام من قرأ الفاتحة عند النوم، وقرأ معها الإخلاص ٣ مرات والمعوذتين فقد أمن من كل شيء إلا الموت. ولما مرض الحسن والحسين اغتمّ النبي عليه السّلام فأوحى إليه أن اقرأ سورة لا فاء فيها، فإن الفاء من التفاؤل، تقرؤها على إناء فيه ماء ٤٠ مرة واغسل بها يديه ورجليه ورأسه ووجهه وسائر بدنه، فإن الله يشفيه من كل ألم. وقال بعض العلماء من كتب الفاتحة في إناء نظيف، ومحاها بماء، وشربه أيّ مريض شفاه الله. ومن كثر نسيانه، وكتبها في إناء زجاج ومحاه، وشرب منه زال نسيانه ومن أكثر من قراءتها طهر قلبه وباطنه من جميع الهواجس النفسانية والواردات الشيطانية. ومن كتبها في جام زجاج ومحاها بدهن بلسان خالص، ودهن به عرق النسا ووجع الظهر زال عنه، وينفع من الريح والفالج، وكل مرض يابس أو رطب. ومن كتب الفاتحة في إناء ذهب في الأولى من يوم الجمعة بمسك وزعفران وكافور، ومحاها بماء ورد، وضعه في قارورة، وإذا أراد الدخول على الحكام مسح وجهه منها حصل له القبول. ومن دخل على من يخاف شره، وقرأ الفاتحة أمن من شره. وشكا ابن الشعبي من وجع الظهر فقيل له عليك بأساس القرآن وهي الفاتحة، فلازمها وكتبها ومحاها وشربه فشفي. وقال ابن عباس: لكل شيء أساس، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة البسملة. وقال ابن القيم أحسن المداواة بالفاتحة وذلك أن مكثت بمكة مدة طويلة يعتريني داء فلا أجد طبيبا ولا دواء فقلت أعالج نفسي بالفاتحة. ففعلت، فرأيت لها تأثيرا عظيما، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما شديدا فيبرأ. ومن قرأ الفاتحة ١٩ مرة عند دخوله على جبار أمن منه. ومن كتبها عدد حروفها يوم الجمعة وحملها، حفظ من سطوات الجن والإنس. ومن قال كل يوم ثلاث مرات بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يضره شيء. ومن كتب الحروف المفتتح بها

أوائل السور في جام زجاج، ومحاه بماء المطر، وسقاه للمسموم لم يعمل فيه السم وجرب ذلك مرارا.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم من وضع يده على رأسه وقرأ قوله تعالى: هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ إلى آخر السورة كان له شفاء من كل داء إلا السام. قال الشيخ شهاب الدين السهروردي إن من قرأ سورة البروج في صلاة العصر، أمن من الدماميل. ومن كتب الفاتحة ومحاها بماء، وخلط بها قليلا من الماء ظهرت فيه البركة عيانا. وأما آثارها في الصور الحرفي فمن كتبها بعد فهم معاني حروفها في جام زجاج ومحاها بماء المطر، وشربه بعد صوم خمس وعشرين يوما فتح الله له بابا من اللطف ظاهرا وباطنا. وإذا كتبت بعد طهارة وصوم خمسة أيام، وكتبت معها إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ. إلى قوله. رَبُّ الْعالَمِينَ في رق طاهر، يوم الجمعة ساعة الزهرة، وحمله على رأسه، أوجد الله تعالى له اللطف، وأوجد له الرعب في القلوب. وفيها سر لمن كثر نسيانه إذا شربها. ومن كتب هذا الوفق وحمله ووضعه في بيت لم يدخله الهوام المضرة، وذلك لإمالته القلبية، فإن المراد من الطالع لذوي الارصاد قوة روحانية، فإن وجدت القوة الإيمانية القلبية ظاهرة كان أبلغ من الطالع، وإياك والنجاسة في شيء من ذلك تجد سعدا والله أعلم. وهذه صفة الوفق كما ترى.

ومن ذلك آيات اللطيف في القرآن في أربعة مواضع: أولها: في سورة الأنعام قوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ هذه الآية نافعة لمن كان خائفا على نفسه من عدو أو ظالم أو جبار، فليذكر اسمه اللطيف صباحا ومساء ١٢٩ مرة تقرأ بعد الآية المذكورة يرى عجبا من لطف الله ويؤمنه الله من عدوه. الثانية: في سورة يوسف قوله تعالى: إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ خاصيتها: لمن خاف من شدة أو محنة أو ضيق أو كرب أو هم أو غم، فليذكر اسمه لطيف عدده، ويقرؤها يخلصه الله منه ومن كل هم. الثالثة: في سورة شورى قوله تعالى: اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ خاصيتها: لمن افتقر يقرأ اسمه اللطيف، ويقرأ هذه الآية ويلازم عليها تأتيه الدنيا. الرابعة: في سورة الملك قوله تعالى: أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ خاصيتها: لمن كان طالب تولية منصب مثل قاضي أو حاكم وما أشبه ذلك، فليقرأ اسمه اللطيف صباحا ومساء، ويقرأ الآية يحصل المطلوب. ولنرجع إلى ما كنا بصدده من فوائد الفاتحة، إنها إذا كتبت ومحيت بماء المطر، ومسح بها المريض وجهه ويديه مرة واحدة، وشرب ذلك الماء ٣ مرات، وقال عند شربه: اللهم اشف أنت الشافي، واكف أنت الكافي، وعاف أنت المعافي ٣ مرات شفاه الله من مرضه حالا ما لم يكن حضر أجله. إن شرب من ذلك الماء من في قلبه خفقان، أو رجيف زال عنه ذلك. وإذا كتبت بمسك وزعفران في إناء زجاج، ومحيت بماء ورد، وشرب منه من به علة شفي، أو شرب منه بليد سبعة أيام، زالت بلادته، وحفظ ما سمع. وإذا كتبت بمسك في إناء من زجاج، ومحيت بماء المطر الذي يكون في شهر كانون، وسحق به كحل أصفهاني، واكتحل به ضعيف البصر جلا بصره وصحت عينه، وإذا أضيف لذلك مرارة ديك أفرق أبيض ومرارة دجاجة سوداء، واكتحل به

وهذه رياضة الفاتحة

رأى الأشخاص الروحانية وخاطبته بما لم يدر. من لازم قراءتها ليلا ونهارا، زال عنه الكسل ولا يأتيه وجع. وإذا كتبت في إناء نظيف، ومحيت بماء ورد، وقطر في الأذن الموجوعة زال وجعها. وإذا كتبت ومحيت بدهن بان خالص، وقرئت على ذلك الدهن ٧٠ مرة، ودهن به صاحب الفالج، وعرق النسا، وكل وجع زال. ومن كانت له حاجة عند الله، فليقرأ بالترتيب التنزيل بإيمان وتصديق ٧ مرات، مستقبل القبلة بعد صلاة ركعتين بالفاتحة وسورة الإخلاص ٣، ثم يسأل حاجته تقضى. ومما جرب أن من قرأها بين صلاتي الصبح والفجر ٤١ مرة، مدة ٤٠ يوما من غير زيادة، ويسأل حاجته تقضى.

وهذه الأبيات منقولة من كتاب كنز المقربين للعلامة: ابن سبعين نقلها عن الإمام علي كرم الله وجهه وهي:

إذا ما كنت ملتمسا لرزق ... ونجح القصد من عبد وحر

وتظفر بالذي تهوى سريعا ... وتأمن من مخالفة وغدر

ففاتحة الكتاب فإن فيها ... لما أملت سرا أي سر

فلازم درسها عقبى عشاء ... وفي صبح وظهر ثم عصر

ولازمها بمغرب كل ليل ... إلى التسعين تتبعها بعشر

تنل ما عشت من عز وجاه ... وعظم مهابة وعلو قدر

وعز لا تغيره الليالي ... بحادثة من النقصان تجري

وتوفيق وأفراح دواما ... وتأمن من نكالة كل شر

ولا تحتج إلى أحد بشيء ... ولا تفجع بمكروه وضر

ومن جوع وعري وانقطاع ... ومن بطش لذي نهي وأمر

تصان وتبلغ الآمال حقا ... على طول المدى في كل دهر

فإنك إن فعلت أتاك آت ... بما يغنيك عن زيد وعمرو

وهذه رياضة الفاتحة:

وهي أن تعتكف في مكان مظلم بحيث لا يراك أحد إلا الله، وتصوم ٣ أيام أولها: الأحد بشرط الرياضة عما فيه روح، وافطر على خبز الشعير والزيت من غير شبع، واقرأ الفاتحة دبر كل صلاة مائة مرة، وادع بهذا تقول: رب أدخلني لجة بحر أحديتك وطمطام فردانيتك، حتى أخرج إلى فضاء رحمتك، وعلى وجهي لمحات القرآن من آثار رحمتك، مهابا بهيبتك، قويا بقوتك عزيزا بعزتك، وألبسني خلع العز والقبول، وسهل عليّ تساهيل الوصل والوصال، وتوجني بتاج الكرامة، وألف بيني وبين أحبابك يا مالك الدنيا والآخرة، يا من اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وكرم محمدا صلى الله عليه وسلم تكريما سلام قولا من رب رحيم، يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، وبعد ٣ أيام يظهر لك في المحراب قطة بيضاء تنقش حتى تملأ المكان الذي أنت فيه، ثم تبقى يوما ثم يخرج من تحته رجل يقول: ما حاجتك، وما تطلب فلا تطلب شيئا، وتقول له: أريد الاسم والخاتم، ويشترط عليك

فائدة لأي مرض

الأخوة، وتكون التلاوة بعد صلاة الصبح ٣ مرات، والظهر والعصر كذلك، وبعد المغرب عشرة، وتدعو بهذا الدعاء تقول بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ حمدا يكون لي رضاء ولي مرضاة عند رب العالمين الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الذي دحا الأقاليم، واختص موسى الكليم يحيي العظام وهي رميم، فهما اسمان عظيمان شفاء لكل داء سليم، وطريق لجنات النعيم، ونجاة من عذاب الجحيم مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ليس له في ملكه شريك ولا منازع ولا معين، إِيّاكَ نَعْبُدُ بالإقرار، ونعترف بالتقصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله الصادق الأمين، والله مكوّن الأكوان وعالم خفيات الإضمار ومكور الليل والنهار، حجتي لكل العالمين، ووجهتي إلى الأقربين والأبعدين من الأجناس المختلفين وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ بك على كل حاجة من أمور الدنيا والدين. اللهم يا مالك ملوك العوالم كلها أجمعين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين رب قني وأدركني برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين، ونجني مما أخاف وأحذر اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ. وبعد الدعاء الثاني من رياضة الفاتحة تقرأ الفاتحة دبر كل صلاة ١٨، وبعد الوتر ٢٥، ولا صوم ولا رياضة، وإن لزمت الخلوة ٧ أيام الرياضة. تقول بعد الدعاء: اللهم سخر لي عبدك الأخضر إنك على كل شيء قدير، والبخور بعد القراءة عود ولبان وجاوي في أيام الخلوة، ولا تكلم أحدا تبلغ ما تريد من خيري الدنيا والآخرة. وأيضا للمحبة سورة الفاتحة تكتب الوفق الآتي في ساعة الزهرة وتحمله وتقرأ هذه الدعوة يحصل المطلوب وهي: بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ توكل يا جبريل أنت وأعوانك بحق العزيز الجبار الكريم الوهاب القهار اللهم ألق محبة كذا في قلب كذا بحق الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وبحق الله الحي القيوم الواحد الأحد، توكل يا أسرفيل أنت وأعوانك وألق محبة كذا في قلب كذا بحق إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ، وبحق الملك المقتدر، المقدم المبدئ المعيد، توكل يا روقيائيل أنت وأعوانك والقوا محبة كذا في قلب كذا بحق اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ وبحق الفرد الحي القيوم، توكل يا نورائيل أنت وأعوانك وألقوا محبة كذا في قلب كذا، بحق الواحد العليم، الجواد الكريم، توكل يا عزرائيل أنت وأعوانك سميعا مطيعا، والقوا محبة كذا في قلب كذا بحق صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ وبحق القاهر العزيز الجليل الكبير، توكل أنت وأعوانك سامعا مطيعا وألقوا محبة كذا وكذا في قلب كذا بحق يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله الآية، وهذه صورة الوفق.

فائدة لأي مرض: قال عليه السّلام: من كان به مرض، فليقرأ على ماء طاهر الفاتحة، وآية الكرسي ٧، والمعوذتين ٧١، ويشربه على الريق ٣ أيام عافاه الله من

فصل في ذكر حجاب القفل

كل بلاء. قال العارفون بالله أم الكتاب فيها ألف خاصية ظاهرة وألف خاصية باطنة، إذا كتبت في إناء ومحيت، وسقيت لأي مرض أزاله الله. وقال عليه السّلام إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت الفاتحة وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل أمر. وقال عليه السّلام من قرأ آخر الحشر، ووضع يده تحت رأسه وقال: اللهم إني أسألك الشفاء من كل داء شفي.

فصل في ذكر حجاب القفل

تقول أحتجب بعزة الله تعالى العزيز في عز عزه بطول ال ٣ هيل ٣ سج نجا وصفا بطني أعلمنا هيوش عروش مياش ٣ بركيا هليل عمر دهايت ٣ بليايح يمددكم ربكم بملائكته الكرام ب‍المص كهيعص حمعسق ص والقرآن ذي الذكر الآية ق والقرآن المجيد ن والقلم وما يسطرون والسماء والطارق إلى حافظ والصافات صفا-إلى-ذكرا والنجم إذا هوى وسورة القمر الخ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الخ قل أوحى إليّ-إلى-قوله شططا حفظت جميع جسمي وشعري وبدني من شر الجن والإنس، والروحانية والسفلية بطوس دبوس دسوس، وبالاسم العظيم الأعظم، وبالحجاب المنيع لجميع مردة الشياطين وجنود إبليس أجمعين بلهطف ٣ سلطع اسماطون مهلش كوهبوش عليا قشو، اهبطوا أيها الأرواح الروحانية كلكم وأنت يا صرفيائيل، واحجبوا عن كذا وكذا ما به من الأرواح والخوف والفزع، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر كل شيطان مارد معاند، وبحق طلح أطواريح عطلميا كهيعص كفيت حمعسق، حميت بحق ففج محمت قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير وبحق اهيا شراهيا ادوناي اصباؤت ال شداي ابلوهيم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، أجيبوا يا خدام هذه الأسماء وتوكلوا بكذا وكذا. وهذه عزيمة الأملاك الأربعة عليه السّلام: وحاملها يكون في حفظ الله تعالى وهي قبول عظيم لمن أراد الدخول على الملوك والسلاطين والعظماء وخاتمها المسدس وهو خاتم الفاتحة. ومن حمله يكون مؤيدا منصورا ويقهر كل من يعانده في هذه الأمور وهي هذه الأسماء: هو ٣ ك ه‍ي ع ص أحيا محيي مميت محتوي قائم قيوم قاهر ح م ع س ق، بديع السموات والأرض بديع رفيع سميع، أنت الله الذي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون، خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل، ص، ق، ن، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم، ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، وحفظناها من كل شيطان رجيم، وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم، وحفظا من كل شيطان مارد، الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل، لكل أواب حفيظ، بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ، توكل يا ميططرون ليجعسعلمان صعب لهيال صكها عسال. وهذ صفة وفقها المسبع كما ترى.

الفصل الحادي عشر: في الاختراعات الرحموتيات والأنوار المشرقة من الأسرار الملكوتيات

الفصل الحادي عشر في الاختراعات الرحموتيات والأنوار المشرقة من الأسرار الملكوتيات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته، أن الله كتب كتابا في أزليته قبل أن يخلق الأرواح بسبعين ألف سنة من نسبة تلك الأعوام، التي يومها مقدار خمسين ألف سنة التي هي سر آيات الله تعالى، فكتب فيه ما لم يعلمه غيره، إلا أن الواصل إلينا منه ما نبهنا عليه سيدنا محمد عليه السّلام بقوله: «إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بسبعين ألف سنة، وهو عنده على عرشه فيه رحمتي سبقت عذابي.

وهذه حقيقة كبر عليها أولو الألباب الذين هداهم الله إلى صراط مستقيم وأحبهم، فهذه الحقيقة عرفوا، فاستغرقوا في بحار الآلاء لتوحيدهم، فنطقت أفكارهم وهم الوارثون الذين قال الله تعالى فيهم:

أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ الطاهرون بحقائق المراتب العلية على استمرار الدهور، لا يسأمون من نظرهم إلى أموالهم، وشهودهم النار الرحموتية المطلقة على حقيقة ما أمكن أن تحيط به تلك الحضرة من الحروف المركبة إشارة لمن لطف فيه أدون علمه».

واعلم أن الباري جلت قدرته لما أنزل السرادق الأعلى وأجلسه على الكرسي الوقوف الأبهى، وكساه حلة النور البهي، وتوّجه بتاج الحكمة العليا، وجلاه على الحقائق في درجة يوم الرضا من النور المطلق المعبر عنه وهو الأزل المطلوب، ثم قدمه في الحقائق المصطفيات العوارف للجليات عنده فرارا من ذواتهم، وفكر خلواتهم، وعرش كراسيهم، وثبات أقدامهم على بساطهم في ربوع مواقفهم في حضرة القدس، ومشكلات برازخهم الفسيحة الفضاء، الملكوتيات ومن أعلاها النهايات، والعلويات فأحبطوها رفيقا واتخذوها سلوكا صديقا، فأجابوا نداه يا رب هب لنا سرا نهتدي به بسر السر، ولا لطيفة تشهد حقائق الفكر لأنه بيننا فلكا محيطا وشكلا بسيطا، فلما علم منهم هذه الرأفة الوصفية والحقيقة الأصلية الفرعية، فتح الله لهم ذلك الكتاب المتقدم ذكره، المشهور فضائله وفخره، وأشهدهم على سر الدائرة الرحموتية، فانتقش سرها في سرهم، فأشرفوا بسرها على سائر أسرارهم، فإذا هي دائرة شعشعانية انبسطت وداعهما، وانشقت وأحيت بنفختها أمواتا، وإذا بها دائرة لها ظاهر وباطن، فظاهرها دائرة احتوت على حرف استعدادها ٥٦٧، وباطنها يحتوي على حروف عدتها ٢٣١، فنسبة ١٣٠ نسبة أزلية وهي المكنونة، ونسبة ٢٣١ نسبة أبدية وهي: الكتاب المكنون فيه، فلما بدا لهم من مقالها علما معلما، وفهما وسرا مفهما، وفيضا إلهيا وروحا قدسيا، فلم يزالوا يقتفون آثارها، وهي توضح لهم الحق الأسنى، فوجدوا القدرة على الموافقة، ولا تضاد بمادة الموافقة فاتخذوها إماما لدار المقام، وزادا لدار السلام.

فإذا أردت ذلك فتحقق سر العدد الثاني، فحينئذ يبدو لك العلم الأول والسر الظاهر المعجل، وذلك أن السرادقات الأعلى المستولي عليه الكرسي الأسنى احتجبت بالسر والبهاء بسر المراد في المراد، وإنما هو مشهور الإيجاد في الآحاد من حيث المراتب لا من حيث العدد فافهم. فالناس في ذلك على مراتب من الإدراكات، فمن شاهد الكتاب الأول منطويا شاهد حجب السرادق الأعلى، ومن شاهد سر الكتابة شاهد السرادق الأبهى وليس وراءه درجة ترتقى إلا بسرّ العناية الذي هو محيط أسرار الدائرة الرحمانية، وها أنا أضرب لك مثلا يقرب الفهم. فافرض دائرة مسطحة زواياها معتدلة، ارفعها في الهواء من غير عمد، وظاهرها فوق الفوق، وباطنها تحت التحت، وأولها أوّل الأوّل، وآخرها آخر الآخر، ويمينها أزلها، وشمالها أبدها، ومن الدائرة التي هي دائرة ا ج د وظاهرها دا، وباطنها باطن ألف مفسر الألف، لأن الألف الظاهرة بنسبة فوق الفوق إذ لا فوق يعقل، وعلوها حقيقة التوحيد من غير تمثيل ولا تشكيك ولا تشبيه، ولا حصر ولا إطلاق، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا خلف ولا أمام فافهم. وأما السر الرحموتي فهو سر البرزخ الذي بين الألفين المشتركين في باطن الدائرة وظاهرها، وأنت مجموع الدائرة مشاهد لحقائق الرحموتية فافهم السرادق وصدق الصادق الفكري، فإن أنت فككت فص هذا الخاتم دخلت في جنة المعارف بسلام فشعب الفكر، وبنور الرحموتية فقم به ولا تقم عليه، فإن أقمت عليه وأقمت عليه وأقمت دائرة ذاتية السرّ إليه وفاض الفيض الإلهي الرحموتي، فتفهم حد ما تقدم وما تأخر وما ظهر منها وما بطن، فيكون حقائق الأشياء لك مبشرين وإلى

فعلك منذرين، وتلحق بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، في عالم السرادق قدمهم الأعلى بقوله: أولئك الذين كفروا في عالم الحجب بآيات ربهم ولقائه، في عالم السرادق حبطت أعمالهم في يوم الحسرة، فلا نقيم لهم في البرزخ وزنا في يوم البعث، ذلك جزاءهم جهنم في عالم الحجب بما كفروا في عالم الكرسي، واتخذوا آياتي في عالم الرفرف الأعلى، ورسلي في عالم السرادق الأبهى هزوا فلو دخلوا الدائرة الرحموتية لرحمتهم الأسرار الملكوتية.

تنبيه: ذلك بقول لا إله إلا الله دائرتان نفي وإثبات، فدائرة النفي من دوائر الإثبات، أم من دوائر النفي للموجد ودائرة الإثبات للموجد، وهي سطران النفي في عالم العمليات وسطران ثبات على العمليات، ولما كان سطر النفي محتويا على حروف ٥، كانت المنفيات ٥ نفي الاختيارات من المرادات، وهي وجودك من تصديق القدرة على قيامك بالأعمال، فهؤلاء الخمسة من تعلقات الأعمال للنفس، فمن قطعها صعد به إلى دائرة الإثبات وهي:٧ مراتب على عدد حروفها ليكون حياته حينئذ بالتوحيد، وعمله بالشهود، وقدرته بالرضا، وتصريفه بالحكمة، ونظره بالبصيرة، وشهوده بالحقيقة، وسمعه بالكشف، وتحياته بالتوحيد يدرك حقيقته، ويعلمه بالشهود، يدرك أنوار الباء بقدرته بالرضا، فسرت نفسه عن التطلع لما مضى، وينطقه بالحكمة تكتب إلهامة من الزلل، ونظره بالبصيرة يكشف بها حقيقة المآل، وبسمعه بالسر تثبت له الرؤيا في عالم الحقيقة، فمن خير وعلم ورضى ونطق بالحكمة، ونظر بالبصيرة وسمع بالسر، فذلك الفضل. ولما كانت لا إله إلا الله اثني عشرة، وكانت دائرة كمال الموجودات في النبات والحيوان والموجودات بين كمال الفصول الأربعة، والفصول الأربعة محتوية على ١٢، شهرا والعالم كله تحت حصر دائرة العالم فقد كملت الصورتين حيث وصفها على ما قسم لها في التصريف الأول في هذا الطريق الرباني، الذي لا محيد عنه بحقائق أهل المقدار في شهوره، ثم أيامه ثم في ساعاته، فكانت الاثني عشر شهرا. فقيام كل شهر بحرف بل يدور كل حرف في شهر، والشهور ظرف الحروف بها تنزل الرحمة، وبها تظهر الكلمة وتتفجر الحكمة وتقع الهداية، وتعظم الفوائد، وتطعم الثمر، ويكثر الخصب، وتكثر الحسنات. هذا على الجملة، وأما على التفصيل فإن الله جعل من خفيّ لطفه ودقيق حكمته ما أورده في تصريف العالم في اليوم الواحد، ورتبه على ١٢ ساعة قبالة كل شهر ساعة، فيها سر الشهر، فجعل سر الربيع في الثلاث ساعات الثواني، وسر الخريف في الثلاث ساعات الثوالث، وسر النشأة في الثلاث ساعات الروابع، فكل ساعة قائمة بسر حرف من تلك الحروف الربانية المشيدة للتوحيد. ولما كان النهار ١٢ ساعة وتم به الحكم، فلو استدام نهار العباد عين النعمة عذابا إذ القيومية لا تنبغي إلا للقيوم، وإن العالم البشري مركب من حركة وسكون، ولا بد من فنائها وكشف أطوارها، فجعل له الليل وهو وجود ستره ورجوعه لعالم حقيقة بسر النقلة والبعثة، وارتقاء الأرواح، وتصاعد العقول، وركود البشرية تحت حكمة الظلمة، فجعل الليل ١٢ ساعة، ولما كانت دائرة محمد رسول الله عليه السّلام ١٢ شهرا و ١٢ حرفا لكل ساعة حرف، فإن لا إله إلا الله لا يتم التوحيد إلا بها مع محمد رسول الله، وكذلك دائرة النهار لا تتم إلا بدائرة الليل فقد كملت الحكمة في

الليل والنهار بامتزاج الرحمة لقوله تعالى ومِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ مفهوم ذلك أن من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله باشتراط ما ذكرناه وتحقيق ما نبهنا عليه فكأنه عبد الله سنة كاملة. ولذا قال عليه السلام: أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبل لا إله إلا الله.

واعلم أن الحروف الأربعة يقابلها ٢٤ عالما بسبع برزخيات علوية وسفلية، و ١١ فلكا، وأفرد لكل عالم إبداع وأربع علويات وهي حقائق أوائل عوالم الاختراع فهي ٢٤ عالما في كل عالم حقيقة حرف نوراني، فيتولى الحرف الواحد ظهور كل عالم من هذه العوالم، ولما كانت حقيقة العالم العلوي والسفلي نسبة في ذات العرش، كان سر ثباتهم فيه بالسطرين المكتوبين بالنورين، أعني النور الأبيض والنور الأخضر وهما: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فذلك السطران النورانيان أسفل العرش، فافهم حقيقة هذه اللطيفة النورانية ولما كانت الثمانية الذين يحملون العرش يصدر عنهم أرواح الملكوتيات وأنوار الجبروتيات، كان العالم العلوي كله أنوار أو نور الأنوار وهو العرش، ومنور النور هو الله. وكان لكل فلك ٣ أحرف يبرز من كل نور حرف مائل، ثم أفق كل ملكوت وجبروت، وفلك نور الملكوت يمد العقول، ونور الجبروت يمد الأرواح، ونور الملك يمد القلب فتمت ٢٤ للثمانية أملاك، من ضرب ثلاثة في ثمانية، ولذلك من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلت العرش، وذلك أن تصعد الكلمة الطيبة بذاتها لأن لها نسبة في الملك، وعروجا في الجبروت وصعودا في الملكوت قال تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ. ولذلك من قالها عند نومه بالعدد المذكور باتت روحه تحت العرش تتغذى من ذلك بحسب قواها. ولذلك من قالها عند رؤية الهلال، أمن من سائر الأسقام. ومن قالها عند دخول المدينة أمن من فتنتها. ومن قالها بقصد التطلع في العلويات كشف له غيب ما قصده، وهذا باشتراط ما ذكرناه. ولما كانت العرضيات ١٢ كان لكل موفق حرف به يقوم القائم في تلك العرضية، فيترقى في ذلك الحرف ويكون مظهرا له في يوم الجمع الأكبر، يعني أنه يوم المحشر الأوسط. فهذه لطيفة تظهر السر وتفتح مغاليق الفكر، وذلك أن التسليمة الرحموتية المعبر عنها بنور الأنوار وقطب الدائرة، قد استدارت على الذوات المعجمة، والصفات المبهمة والقرون المتقدمة، والظواهر المحكمة، ودارت دورة قلبية، واستحوذت السموات وطيها كطي السجل للكتاب الرحيمي النور الباهر والميزان الظاهر، ثم بعد ذلك مآله فبدلت الأرض غير الأرض كما بدلت في الطول والعرض، وغمست الأرواح في تلك البحار حتى انعكس من عين الظلمة للمصطلين قبس، وهي تتقد نحو الشجرة المعظمة، والنتيجة المكرمة عند شاهق طور الطوى ما يهتدي لهديها، ولا يسعى لسعيها إلا الرابح الفاتح السائح، الفالح والقابض السائح أو الغائب الطائح أو الوافي الراجح فهذه مشرقة شجرة الإختلاف، واضمحلال اسم الخلائق. فافهم هذه اللطيفة العلوية فهي في سر قوله تعالى: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لله مَثْنى وفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ واستثنوا الفكرة بحرف اللطف، ثم تفكروا بسر الوحدانية وسر المثنوية لفيض الأحكام البشرية، ولا يصح شهود الوحدانية إلا

بعد تمييز المثنوية إلا بحقيقة الفكر. وفي سر الشفع لا الوتر أزل والشفع أبد، فمن شاهد بسر الوتر سر الشفع، فقد وقف على اليسرى لليسرى والإسعاد في مواقف اليسرى للعسرى.

واعلم أنه يوم مقدر بخمسين ألف سنة في المرتبة الثانية، وهي أيضا في يوم تقديره في المرتبة الثالثة كما قدره النبي عليه السّلام في قوله: كركعتي الفجر لمن فتح الله له في سر الوحدانية دون تحديد المثنوية كان اليوم الخمسون ألف سنة، ومن أشرك للمثنوية بمزجه الوحدانية كان يومه كألف سنة، ومن أفرد ألف كرة على العالمين كان يومه كركعتي الفجر فيقف على أعراف الأعمال، ويتلو على خطة العبور وحروف السرور الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. واعلم أن جوهر العالم بأسره سفلية وعلوية وأدناه وأقصاه، كل ذرة أودعت فيه إنما هي من الحياة المودعة في أنموذج الماء، ففيه سر الجعل وهو الماء، وأما أجزاء الماء ففيه سر الحياة، والماء بين الدائرتين برزخ، فبسر الجعل وجد الجبروت والملكوت، وفي كل ظاهر على سر الحياة، وفي باطن سر الجعل. فالحاء من الحياة بسر الحرارة والجيم من الجعل بسر الجلالة، فباطنه بحاء الحرارة وهي سر الحياة وظاهره بجيم الجلالة، فجيم الجلالة وقع له سر التسخير، وبحاء الحياة وجب له سر البقاء، فجيم الجلالة انسبكت بين أبصار العلوية وتنافس الملكوتيات، وبالحرارة تجلت مرآة نور الحياة لذات العقل، فانفلق نور الشعشعانية، فمن صورة الوجود جاءت الحرارة وجيم الجلالة إذ هي سر الربوبية، لأن من شأن الربوبية الإلهية والأنس قد تجلى الحق الأعلى بالأنس لظهور الجيم، وبرؤية الوسائط والتوحيد أصل الحكمة باعتبار ذلك قوله تعالى:

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، فلو استولى جيم الجعل لظلمة التوحيد لعدم التصرف بالحكمة، ولو استولى حاء الحياة لوجود البسط لبطن التوحيد فذلك قوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ الآية، ثم جعلهم الله ميزان عدل وتنزل رحمة وفضل لظهور الحكمة في التعريف، وظهور التوحيد في الإيجاد ولذلك قال: ومِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فهذه لطيفة سرمدية.

واعلم أن السرادقات العليا والأنوار المطهرة، تحجبت على أنوار العقل والسرادقات الرحمانية ظهور في أرواح المخترعات المستوية، والعقل السرادقات العلية تحجبها الفكرة اللطيفة، فباطن الملكوت الأزهر من نور أجزاء الملكوت الأبهر. فإذا أردت فهم ذلك فعليك بفهم هذه الإشارات:

فخذ أربعة من الطير الاسم المكنون والمخزون والمحجوب والأعظم، فصرهن إليك، وآنسهن بسر الأنس، واسرح بهن في حضرة القدس، فإذا ملكت مقاليد كنههن وشهدت مشاهد سرهن، اجعل على كل جبل منهن جزءا، على جبل درجة الطير الجزء الأعظم، وعلى جبل الجبروت جزء الطير المطلوب المحجوب، وعلى جبل الملكوت جزء المخزون، وعلى جبل الرفرف الأبهى جزء الطير المكنون، ثم ادعهن بسر ما أمرتهن يأتينك سعيا، وذلك لمن تحقق باسم العزة والحكمة، فإن فهمت سر النفسية الإلهامية والكشفية النورانية، فخذ أربعة من الطير، فصرهن إليك الأول طير الحياة، والثاني طير العلم، والثالث طير القدرة، والرابع طير الإرادة، حقق الحياة بالحياة الإيمانية بالفناء عن الحس،

والعلم بالعلم الموصل إلى الله عز وجل، والقدرة بسر الاختراع والإرادة وبسر التفكر في الإبداع، واجعل على جبل الدر بسر الحياة، وعلى جبل الفكر في الإبداع بسر العلم وعلى جبل التركيب بسر القدرة وعلى جبل الترتيب بسر الإرادة، ثم ادعهن بلسان الحكمة يأتينك سعيا، وهذا يظهر إلى من تقرب إلى الله بكليته إلى أن يتصف بقوته كنت سمعه وبصره ولسانه الحديث.

واعلم أن النار شكت لربها وقالت: يا رب قد أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فهذان نفسان مختلفان من نفس واحدة، وإنما سهل تفريق النفس لوجود الكثافة بل بخفيّ اللطافة الكريمة وبالقسمة العليا، وإيجابا بالشروط الوفية، فافهم ذلك من قوله تعالى:

وَإِنْ مِنْكُمْ إِلّا وارِدُها عبارة عن اليوم الدنيوي، وأما الورود في الأخروي فمقامه حقيقة، ثم ادعهن يأتينك سعيا، فإن أدرجت الفناء في البقاء والشهود في اللقاء، فخذ أربعة من الطير، فصرهن إليك وحقق وجودهن في شهودهن، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا، على جبل العقل طير النبوّة، وعلى جبل الروح طير الصديقية، وعلى جبل القلب طير الشهادة، وعلى جبل الجسم طير الصلاحية، ثم أدعهن يأتينك سعيا، فإن ثبت مقامك شهدت هذه الأفهام، فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك أي خذ طير العقل وهو سر الحياة، وطير الروح وهو سر العلم، وطير القلب وهو سر الإرادة، وطير السر وهو سر القدرة، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا، اجعل على جبل الحياة الأولية طير العقل، وعلى جبل الحياة الأخروية طير السر، وعلى جبل الحياة المخلدة طير القلب، ثم ادعهن يأتينك سعيا. واعلم أن من تلبس بحلة الخلد لا يصح له شهود التسخير، فالحلة العقل الرباني، والحلة الروح الروحاني، لأن العزة قطب الحلة، وإن أردت كيف الاتصال بما أردناه وافق رتق ما بيناه. وذكر بعض أهل الحقائق قال ركبت مركبا عدد ألواحه المجموعة التي هي أصلية فيه ١٣١ لوحا، وهذا شرط في سفينة النجاة، وأقمت في البحر أجري بريح السلامة، مدة أيام الفصول الأربعة، مشتق من أيام الله تعالى، فوصلت إلى ساحل البحر، فوجدت من الجواهر النفيسة واليواقيت الباهرة والذخائر العظيمة والكبريت الأحمر ومعادن ملونة، وعين الحياة جارية على الدوام، فاغتسلت من مائها، وشربت شربة منها لا فناء بعدها، ثم ركبت مركبي ورجعت نحو وطني، وكان إقلاعي من مطلع الشمس إلى مغربها فهناك الساحل المبارك.

واعلم أن الحركات أربعة: حركة كشف وهي الأولى، وحركة الستر وهي الثانية، فحركة الكشف الأولى حركة الذر وهي الحركة الذاتية وهي حركة العقل، وحركة السير الأول وهي حركة النفس وهي إرادية، وحركة السير الثاني وهي حركة الذوات وهي حركة الشوقية، فالكشف الأول لليوم الأول، وهو يوم خلق الله الأرواح في عوالم العهد، واليوم الثاني السير الأول يوم خاطبه العقل في عالم الهباء، وهذه مبادئ الأوليات، واليوم الثالث يوم الكشف الثاني وهو يوم أخذ الميثاق، واليوم الرابع وهو يوم السير الثاني وهو يوم الأبد إلا أن آخره يوم الكشف، فالكشف الأوّل عرش أول وهو السير الأوّل كرسي الأزل، ثم الكشف الثاني عرش الأبد الثاني كرسي الأمد. وكل هذه الأطوار

والأدوار حقيقة الرحمانية وحق الرحيمية، فحقيقة الرحمانية سر المزجة أعني النفخة المضافة لحضرة الربوبية الظاهرة، وفي نسبته اللطائف المستعملة بالكثائف. وأما سر الحجب أي النشأة نبه على ذلك نبينا عليه السّلام بقوله إخبارا عن ربه إن سبعين حجابا من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه. وهذه الحجب من نسبتك لا من نسبته لأنها تستحيل من وجهين، وتلك لا تحجب إلا جسما والحق تعالى ليس بجسم، الثالث أن المحجوب لا بد له من جهة، والله تعالى لا جهة له فحجب الظلمة حجب الآباء عن الأنوار، وحجب النور حجب الأوليات من مبادئ الذات أي حقيقتها ولو لا ذلك لزالت. واعلم أن اللطائف حاملات الكثائف، واللطائف إذا كانت أجزاؤها أعظم من أجزاء الكثائف وسآتيه عليه بلطيفة من أسرار الأعداد وتعاقد الحروف.

واعلم أن أسرار الله ومعلوماته اللطائف والكثائف والعلويات والسفليات والملكوتيات على قسمين: أعداد وحروف، فأسرار الحروف في الأعداد، وتجليات الأعداد في الحروف، فالأعداد العلويات للروحانيات والحروف لدوائر الجسمانيات والملكوتيات، والأعداد سر الأقوال، والحروف سر الأفعال، فعالم العرش أعداد، وعالم الكرسي حروف، فنسبة الحروف للأعداد كنسبة الكرسي للعرش، فبسر الأعداد فهمت القدرة، وذلك أن الباري سبحانه مدح نفسه بسر الأعداد في قوله تعالى: وكَفى بِنا حاسِبِينَ وجعل مدحه للحروف عائدا عليه في قوله تعالى: اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الآية، ولما كان الكرسي الواقع متصلا بذات الكرسي المحيط، فآخر أحدهما الأول، والآخر هيئة الحروف من الأعداد ولذلك أخر مرتبة الحروف، فبسر الأعداد فهم سر العقل الرباني، وبسر الحروف فهم سر الروح الروحاني، فآخر مرتبة العقل أول مرتبة النفس العلوية وهي الفيض الأول أيضا، كما أن الحروف مأخوذة من حرف الشيء وهو طرفه، وكان العدد أوله وأوسطه، ولكل أول وسط وطرف، فبسر الحروف فهم سر الكرسي الأعلى، والكرسي الواسع الأبهى، وذلك أن الذوات من العالم العلوية والسفلية مختلفة باختلاف ذواتها في الكرسي الأعلى، واختلاف نقلها وأطوارها في الكرسي الأبهى، فالكرسي الواسع أول مبادئ العرش من نسبة أول انبعاثات الحقائق الملكوتيات، واستمداد آخر درجة من السفليات أول درجة من العلويات.

واعلم أن العرش الأبهى فيض النور الأول، والكرسي الواسع فيض النور الثاني، والكرسي الأعلى فيض النور الثالث، فالفيض الأول أعني الثالث وهو الأول والثالث هو أول الحروف، وآخر مرتبة العدد وهو السر المعبّر عنه بحقيقة البشر الذي فيه التنبيه بقوله تعالى: إِنِّي خالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، ثم لما كمل القبضتين وجبت مخاطبته الحقيقة باسم الحقيقة الإنسانية فقال تعالى: فَإِذا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ يعني القبضتين الآخرتين، والفيض الأول فالعالم بأسره علويه وسفليه بحقيقة هذه الثلاث إضافات، فمن العالم من حمل فيها فيضا، ومنهم من حمل فيضتين، ومنهم من حمل ثلاثا، وهو العالم القطب الحاوي، ولذلك كان الحامل ثابتا لذواتها على أصل فيض كراسيه المعلومة غير مبدل لحقائق أعداد نفسها، ولا مغير لذوات جرمها بما يظهر في عالم الحقيقة الجلية البشرية. وسر

التركيب وهي لحقائق الكرسي الأعلى ذلك في عالم الملك، وتظهر له حقيقة العالم الإنسانية سر الكرسي الواسع عالم الجبروت، وتشهد به في حقائق الروح العلوية أسرار الكرسي الأبهى، فيشهد فيه حقائق النشأة الأخروية أي حقيقة النفخة البعثية، فتكمل ذاته وتظهر حقيقته. فمن خرج عن الخط المستقيم إلى المنحرف، ودخل في التحصين لأن المنحرف إذا أضيف إلى المنحرف وأخرجتهما التقيا، والمستقيم إذا أضيف إلى المستقيم وأخرجتهما إلى اعتدالهما يلتقيان، وتديرهما إلى الظهور والنمو والثبوت والشهود الحكيم بعدد المتناهي، فمن وفى به إذا انتقل إلى العالم البرزخي ترقى بحقائق الثلاث العرشيات ما توافيه بالفيض الأول الذي هو من نسبة الكرسي الأعلى لا الأدنى للملكوتيات عذاب تشكيل واحتراق في انطباق ويد وعقب ممزوج بكبريت البعد مشتعل بنار الحروف القلبية الإشتعالية، وعدم الاستماع، وتكمل هذه المدة المدلهمة اللطيفة الممزوجة بالغضب أعاذنا الله منها.

ثم ينتقل به إلى الطور الثاني من العذاب وهو عذاب حقيقة الإنسان، كما أن العذاب الأول حقيقة الحامل الكثيف الجسماني فيعذب، وفيض الثاني وهو الكرسي الأوسع ذلك عذاب تصوير لا انقلاب، وسلب قوى الأجساد الحقيقي، فتنعكس الإرادات من نظر الحقيقة إلى باطن الحكمة المغذية، فيلقى إليه ذوات الصور الباطنية، فمهما أحبه شيء منها طمحت إرادته إليها لينقلب منها زانيا، فيتحد فيه العذاب فيضاعف ما برزت له من ظاهر الصور حتى توفّي منه تلك الصور حقيقتها، فيفصل منه حينئذ رجع إلى القوة المغذية، فيشهد صورة أخرى، فتضاعف له من الحسن فيها أضعافا، فتطمح إرادته لها، فينعكس عليه، فيجد من تضاعف الآلام والعذاب وأنواع المخازي ما يتمنى عدم رؤيتها، فيبقى منها ما شاء الله من حكم كثافتها ولطافتها، حتى توافي جميع تلك الصور الكرسي جميعا، وذلك في سر قوله تعالى:

كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُودًا غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ والجلود عائدة عليهم بحسب القوة المغذية، والتبديل لذوات الصور عائد على التنزيل الرباني لينقل تلك الصور، فهي ذات حسن من حيث وضعها في الكرسي، وإنما تضاعف أعداد عذابها بتضاعف هيئات حسنها، والعذاب عائد عليه الانقلاب الرباني في الحسن، باق في ملكات المعذبة قال تعالى: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ وإذا أردت أن تشهد حقيقة الحسن المطلق الواصل كيف انقلب إلى عين القبح المبعد، وهذا هو ليس الانقلاب في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وإنما هي مرآة الموجد الأول لمن يوجد الإحسان جميلا وعالم العدل سر القبضة اليسرى، فكل رحمة فضل، وكل نقمة عدل.

ولنرجع لما نبهنا عليه تحقيقا، وأشرنا بلطائف الفكر إليه لحظ الإنعكاس من حيث الأوصاف لا من حيث الذوات، من نور العلي الأعلى إخبارا عن السر المطلق، الحق المبين، النور الهادي للصراط المستقيم، السر الأعلى والقسطاس الأسنى كتابه العزيز حيث قال قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وشِفاءٌ. إلى قوله. بَعِيدٍ مفهوم ذلك قل هو للذين آمنوا هدى في دار الملك، وهو عليهم عمى في دار البرزخ أولئك ينادون من الصور التشكيكيات المعذبات من مكان بعيد، لوقر آذانهم، فإذا وفي بجميع الصور تعاقبت ذواتها باختلاف أجناسها وتجديد عذابها سلبت عنه قوة النظرية المصورة الخالية، واضمحلت

عليه الصور الثانية من العذاب وهو عذاب الفيض الثالث، وهو نسبة الكرسي الأبهى، وهو عذاب أول مراتب الأعداد المتصلة بأول أطراف الحروف، وهو عذاب الروح المعبر عنه بالطول النفساني، وذلك أنه تقدم الكلام الرباني والنظر الأبهى واختلاع حلة التزكية وهو أشد العذاب، فيقدم الكلام بسبق النطق وتقدم النظر، ويقدم التزكية بانعدام فهم إدراكيات مطلقة، ونيران محرقة إن عطش من شدة الوهج.

وأما الحروف السفلية فتقطع أمعاءهم وهم دينية، ويطمعون إن جاعوا، ويلبسون إن عروا من ظلمة وخشية إلى أن يمتثل أمره العلي وحكمه الوفي، في نسبة من قال منهم من عدم توفيقهم في العوالم الثلاثة ولهم عذاب أليم. فحينئذ يرتفع الحجاب من عين البصيرة الإنسانية، فيظهر له أسرار الحروف الملكية وحقيقة الأعداد الملكوتية، وعين الحياة أعني الحوض المكرم المخصوص بالنبي عليه السّلام هذا إن أردنا في العالم البرزخي، وإلا فالحكم يتبعه، والعذاب يقطعه، والتعداد يقبضه، والحصر يشخصه إلى يوم البعثة الجمعية. وأما ما ذكرناه من سر اللطائف القائمة بالكثائف فافهم سر حقيقة ذلك تعلمها، وحقا من عرف نفسه فقد عرف ربّه، ولا شيء أشرف من معرفة الله فمن فهم سر هذه اللطيفة فهم سر النفس اللطيفة ونسبتها من الكثائف، فافهم هذا السر سر الإتصال بمعرفة النفس وكنه أسباب الرياضات الموصلة لذلك بالكلية، وبعد ذلك ينفتح عليك من الفيض والفتح الرباني ما يخرجك من دائرة الحصر التركيبي، إلى دائرة الإطلاق الشكلي، فينكشف هذا الغطاء ويتسع لك الفضاء، وترتقي إلى سدرة المنتهى، وتتبختر في بحبوحة جنة المأوى، فبينما أبرزت من هذه الأسرار الربانية في اللمحة الصوفية إلا ابتغاء رضوان الله وأهدي بها بين يدي نجواي، فتشهد شموسها من الحياة والرمز عن عين بصيرته واضمحل اخاه، والرسوب في عالم فكرته، فأرجو أن يكون رفيقي في الملأ الأعلى، وجليسي في الروض الأبهى لقوله تعالى: وتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوى كما قال عليه السّلام «لا يكمل إيمان المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

لطيفة: اعلم أن الدار البرزخية مفتقرة لحقائق الملكوتيات، وإنما ينعكس في البرزخيات، فيكون عند الروح ويظهر الأشباح كما ذكر ذلك بقوله عليه السّلام «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» ولي عهد وميثاق على أن من اتصف بالصفاء، وتجلل برداء الوفاء مهما تصفحوا سجاف هذا القانون القويم، وتأملوا سر هذا الصراط المستقيم أن يغضوا أبصارهم عن فواحش اللفظ وأن ينظروا بعين الكمال مما خفي. واعلم أن أجزاء العالم علوية وسفلية مجموعة في أجزاء أعدادها ثلاثة آلاف ألف ألف ألف، وأربعمائة ألف ألف، وثمانية وستين ألف ألف، ومائة ألف ألف ومائة ألف وأربعون ألف ومائتين واثني عشر، وهذه الأعداد احتويت عليها بذاتك الكثيفة، ونسبة هيبتك الملكوتية بقية العدد المتقدم لهذا حصر اللطائف والكثائف في الهيئة المركبة، فمن عثر على هذه الحقيقة وصل إلى سر الشكر ووادي المحبة. وأما نسبة الأرواح لما تقدم ذكره، فالقائم بهم من الروح الإلهي الكبير المحبوب الظاهر المنير، فجزء من ثلاثين ألف ألف ألف، فهذا الجزء الحامل للكثائف من العالم المركب، فإذا أردت فهم ذلك، فاقسم العدد الكلي وهو اثنان وثلاثون ألف ألف ألف وستمائة ألف ألف وثمانية وخمسون ألفا، على مائتي ألف وخمسين ألفا، ثم على سبعة آلاف ومائتين، ثم على واحد وعشرين ألف

الفصل الثاني عشر: في الاسم الأعظم وما له من التصريفات الخفيات

وستمائة، ثم على ثلاثمائة وخمسة وستين، فما خرج فاجمعه عددا فهو الحاصل الأصلي، خذه واجمعه حروفا، ثم ادخل في تلك الأسماء وحقق ما وقع عليه من المسميات فهو هو فقد صرحت لك بالسر الخفي، والعلم الوفي يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وفِي الْآخِرَةِ يثبت الله علينا في العالم حقيقته، وينشر علينا رحمته، إنه كريم رؤوف رحيم. فهذه حقيقة تشكيك الأرواح الإمداديات، وحقائق المحجوبات في أنوار العظمة، فكن به مؤمنا ولحقائقه مصدقا يرحمك الله رحمة واسعة بمنه وكرمه، وهو متفضل بالإحسان العميم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الفصل الثاني عشر في الاسم الأعظم وما له من التصريفات الخفيات

اعلم وفقني الله وإياك أن اسم الله الأعظم فيه خواص وإشارات. وقد أوضحتها ليرى ما فيها من الأسرار لينتفع به طالبه، ويفهم معانيه وعجائبه، وإن هذا الاسم يبرئ من الأسقام والأوجاع، ولتعجيل العافية وهو الحصن الحصين.

ومن خواصه: إذا كتب ووضع مع الميت، أمن من عذاب القبر. ومن حمله كان في حفظ الله وهو قبول عظيم لمن يدخل على الملوك والسلاطين والعظماء، يحميه الله منهم. وحامله يكون مؤيدا منصورا، يقهر كل من يعاديه. وينفع لإبطال السحر وحل المعقود، ومن طال سجنه. وينفع للمصروع وإخراج العارض من الجسد فيعلق عليه، وإن أقام العارض احترق. ومن نقشه في خاتم فضة في الساعة الأولى، من يوم الجمعة، ويكون الناقش صائما وتختم به، فلا يقع على حامله بصر أحد إلا أحبه وقضى حاجته وإن دخل به على سلطان نال مقصده، ولكن يجعل الخاتم في يمينه. ومن دخل الحرب يكون في شماله، وإذا وضع الخاتم في مكان خرب عمر. وإذا حملته امرأة عازبة تزوجت خصوصا البكر. وإذا حمله من يخاف من قطاع الطريق، وكل أمر مكروه فإنه يأمن منه. وإذا علق على لواء الجيش، كان عسكره منصورا. وإن ملكا من الصين، كان يخاصم به مدينة من مدائن الكفار مدة طويلة، حتى بنى المسلمون حول المدينة مدينة أخرى، ولم يقدروا على تلك المدينة، فذكر بعض الناس للملك رجلا يعرف بالزهد والورع والعلم، واشتهر عنه ذلك، فحباه الملك، وقال له: أمددنا بالأدعية وذكر له المدة، وأنه لم يقدر على فتح هذه المدينة، فأخذ الشيخ رقعة ورسم فيها الإسم مكررا مبسوطا وقال له: اجعله في مقدم رأسك، وازحف على الكفار، ففعل ذلك، فو الله لم يكن إلا ساعة حتى نصر الله المسلمين، وملكوا المدينة وغنموا غنيمة، وأرسل له الملك جزءا من الغنيمة فلم يقبل وقال عندي الغنيمة الكبرى.

ومن خواصه: أن رجلا من آل جعفر المنصور طلبه الملك ليقتله، فلما جاء تغير لونه، فدفع له رقعة فيها هذا الاسم الأعظم، فأمر الخليفة بضرب عنقه، فرجعت يد الجلاد عن سيفه، فأمره ثانيا وثالثا، فلم يقطع فيه، فقال لهم: فتشوه، فوجدوا تلك الرقعة، وفيها الوفق فتعجبوا. ومن منّ الله

عليه بهذا السر، فليصنه لأن هذه السبعة أحرف، كانت مكتوبة على باب الكعبة وهي تتصرف في ٧٢ عملا في إخراج المطالب والدفين والكنوز. وإذا أردت العمل بها فاكتبها بزعفران، وعلقها في رقبة ديك أفرق معوشر، وأطلقه في موضع الدفين أو الخبيئة، فأي مكان وقف عليه، وبحثه برجله أو منقاره أو يصيح عليه ففيه الدفين أو الخبيئة. وإذا أردت هدم الحصون أو القلاع والأماكن وخرابها، فاختم على خاتم عمل الخير بشمع، وعلى الجانب الآخر، بخاتم عمل الشر، ثم ادفنه تحت عتبة الباب، وألق عليه من ماء سارب الحمام. وإذا أردت هجاج أحد من بلد، فخذ عصفورا، وارسم الخاتم في رق، مع اسم المعمول له، واسم أمه، واربطه في رجل العصفور بخيط أصفر، وأطلقه بيدك الشمال من وراء ظهرك، وتقول عند إطلاقه: هرب فلان بن فلانة من هذا المكان بحق هذه الأسماء. وإذا أردت النقل والتحويل، فاكتب خاتم الشر في ورقة، واغسله بماء سارب الحمام، ورش في أي محل أردت كما ذكرنا في ساعة نحس، وتقول عند رش الماء: توكلوا يا خدام هذه الأسماء، بكذا وكذا فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلّا مَساكِنُهُمْ الآية وتقول هيا العجل. وإذا أردت الرجيم، فاكتبه في شقفة نيئة، وادفنها في أعلا داره، واكتب عليه وأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ الآية، وسورة الفيل إلى آخرها، وتبخرها ببخور الشر تر عجبا. وإذا أردت الحريق، وإلقاء النار في دار الظالم، فخذ شمعة، وارسم الخاتم في ساعة نحس، مع اسم الشخص والمكان على تلك الشمعة، ووكل الخادم بذلك، ثم أوقد الشمعة، فلم تصل النار إلى الأسماء المكتوبة حتى تعمل في الشخص وفي داره، وقد فعله بعضهم لملك جائر فهلك.

وإذا أردت تعطيل السفن من السفر وإن سافرت تغرق، فاكتب الخاتم في قعب خشب بماء سارب الحمام، وماء البحر الذي فيه المركب، وخذ من الماء في فمك، وبخه على المركب، فإنها تقف ولا تسير. وكان المأمون إذا أراد الفرجة في الدجلة، يكتب الخاتم، ويعلقه في مكان عال، بخيط حرير أبيض، فتهيج الأمواج من كل جانب حتى يشرفوا على الغرق، فيعلموا أن ذلك من عمل الخليفة، فيستغيثوا به فيربطه عنهم. وإذا أردت اخراج العارض من الجسد فاختم به على جبهة المصاب واتل عليه العزيمة فانه يفيق. وإذا أردت خلاص المسجون، فارسم الخاتم على قليل من تراب المقابر، ثم يدخله المسجون من طوقه، ويخرجه من كمه، ويفعل بالضد من ذلك بعد قراءة العزيمة، فإن المسجون يتخلص. وإذا أردت جلب إنسان، فارسم الخاتم على أثره إن أمكن، واسمه في كاغد نقي، وبخره بأظفار الجان بعد أن تكتب اسم المطلوب معه، وعلقه في الريح فإنه يحضر سريعا. واعلم أن أعمال هذا الاسم صحيحة، إذا لازمت لها الرياضة والصوم وترك الدنيا، وفعلت ذلك تنل ما تريد، وقد قال الإمام علي كرم الله وجهه «إن القرآن له ظاهر وباطن، فلذلك لهذا الاسم ظاهر وباطن فظاهره ما يرى، وباطنه العزيمة. ومن وضع هذا الخاتم على القدر وهو يغلي بطل غليانه. وإذا أردت أن تجلب غائبا، فاكتبه في ورقة، وحوله والسماء والطارق حروفا مفرقة، وعلقها في جانب الشمس في ساعة موافقة، والقمر في برج هوائي، واقرأ العزيمة ٢١ مرة، فإن الشخص يحضر. وإذا أردت رمد عدو أو ظالم، فخذ شمع كرة، وصور فيه تمثالا على صفة من تريد، وارسم عليه الخاتم مع اسم المطلوب وأمه، وافقأ

عيني التمثال بشوكتين، وضعه في قدر أسود، وفيه جبن بلا طفء ورش عليه قليلا من سارب الحمام، وادفن القدر قريبا من مستعر النار، فإن المعمول له يصيح النار النار، وتؤذيه عيناه بحيث لا يكاد ينظر شيئا، ويستغيث من شدة الوجع، ولا تبقيه أكثر من سبعة أيام، فإن المعمول له يموت، فإذا أردت شفاءه أخرج التمثال وألقه في الماء. وإذا أردت إبطال نوم إنسان، اختم الخاتم على شمع على اسم من تريد وصور صورته وارسم عليها الخاتم، واربطها في دكة سراويل، وعلق السراويل رجلا بعد رجل، فإن المعمول له لا ينام ما دامت السراويل معلقة. وإذا أردت ضرر أحد، وتأتيه الأحزان والهموم والفكر، خذ قارورة على اسم من شئت واسم أمه، وارسم الخاتم عليها، بعد أن تصور صورة المطلوب عليها، وتضع في القارورة قليلا من الماء والكبريت والفلفل والزيت، وضعها على نار بين حجرين، فإن المعمول له تأتيه الهموم والفكر والأسقام. وإذا أردت المحبة والعطف، فارسم الخاتم في جام زجاج بمسك وزعفران وماء ورد، واسم المطلوب وأمه، وامحه بماء واسقه منه، فإنه لا يطيق فراقك، وإن لم يمكن سقيه، رش منه على ثيابه يحصل المطلوب. وإذا أردت تفريق المجتمعين على المعاصي، أو قلع أحد من مكانه، أو فراق بين اثنين، فاكتب الخاتم بمسك وماء ومربطا رخى على شقفة وادفنها في مكانها، تحصل بينهم العداوة ويتفرقوا. وإذا أردت الصلح بين المرأة وزوجها، فاختم بالخاتم على شمع، وصور منه تمثالين، وجههما لبعض، واجعل في كل واحد قطعة من كهرباء، واتل عليهما العزيمة ٢١ مرة فإنهما يصطلحان. وإذا أردت المهابة بين الناس، فاكتب الخاتم بمسك وزعفران وماء ورد، وضعه في قارورة، فإذا أردت الدخول على الأكابر، فخذ قليلا بكفك، وادهن به وجهك، فكل من رآك أحبك وهذه صفة الخاتم كما ترى وهذا خاتم الشر هذا على ما وجد.

وقال الشيخ: محمد قنبرس أنه وجد هذا الخاتم في جامع الصوفية على هذه الصفة شمخيال خال إسرافيل بلويائيل سيططرون، توكلوا يا خدام هذه الأسماء المباركة، بكذا وكذا، واذكر ما تريد من خير أو شر يحصل المطلوب. وهذه العزيمة تقرأ على الأعمال كلها، وفيها اسم الله الأعظم وهي هذه العزيمة المشهورة:

بدأت ببسم الله روحي به اهتدت ... إلى كشف أسرار بباطنه انطوت

وصليت في الثاني على خير خلقه ... محمد من زاح الضلالة والفلت

إلهي لقد أقسمت باسمك داعيا ... بآج أهوج جلجلوت هلهلت

أفض لي من الأنوار يا رب فيضة ... بسر وأحي ميت قلبي بصلصلت

لتحيي حياة القلب من دنس به ... بقيوم قام السر فيه فأشرفت

وصب على قلبي شآبيب رحمة ... بحكمة مولانا العظيم بنا علت

فسبحانك اللهم يا خير خالق ... ويا خير خلاق وأكرم من بعت

تبلغني قصدي وكل مآربي ... بنور سناء الاسم والروح قد علت

أفض لي من الأنوار فيضة منزل ... عليّ وأحي ميت قلبي بغلمهت

ألا وألبسني هيبة وجلالة ... وكف يد الأعداء عني بطيطغت

ألا واحجبني من عدو وحاسد ... بحق شماخ اشمخ سلمت سمت

ألا واقض يا رباه بالنور حاجتي ... ويسر أموري بعد عسر قد انقضت

وخلصني من كل هول وشدة ... بنص حكيم قاطع السر أسبلت

وسلم ببحر واعطني خير برها ... واسبل عليّ الستر واشفي من الغلت

وأصمم وأبكم ثم أعمي عدونا ... وأخرسه يا ذا الجلال بحو سمت

وفي حوسم مع دوسم وبراسم ... تحصنت بالاسم العظيم من الغلت

وألف قلوب العالمين بأسرها عليّ وألبسني القبول بشلمهت

واحرسني يا ذا الجلال بكاف كن ... ويسر أمورا لي بحرمة طيطغت

واخذلهم يا ذا الجلال بفضل من ... إليه سعت ضب الفلاة وشتتت

وبارك لنا اللهم في جمع كسبنا ... وحل عقود العسر يايوه أربحت

فياه ويايوه ويا خير بارئ ... ويا من لنا الأرزاق من جوده نمت

ترد بك الأعداء من كل وجهة ... وبالاسم نرميهم من البعد بالشتت

فأنت رجائي يا إلهي وسيدي ... فقل لميم الحيش إن رام بي غلت

فيا خير مسؤول وأكرم من عطى ... ويا خير مأمول إلى أمة خلت

فاقد كوكبي بالاسم نورا وبهجة ... مدى الدهر والأيام يا نور جلجلت

بك الحول والطول الشديد لمن أتى ... لباب جنابك وارتجى عفو ما جنت

بآج أهوج يا إلهي معوج ... ويا جلجلوت بالإجابة هلهلت

بآج أهوج جلمهوج جلاله ... جليلا جلا جليوت جما تبهرجت

بتعداد ايروم وشمر أزامرم ... وبهرة تبريز وأم تبركت

يقاد سراج السر سرا بيانه ... نفاد سراج السر سرا تنورت

بنور جلال بازخ وشر نطخ ... وقدوس بركوت به النار أخمدت

بياه يآياه نموه اصاليا ... بطمطام مهراش لنار العدا همت

بهال أهيل شلع شلعب شالع ... طهى طهيب طيطيوب بطيطهت

أنوخ بتملوخ وبيروخ برخوا ... بتمليخاث شموخ شميخ تشمخت

حروف لبهرام علت وتشامخت ... مدا الدهر والأيام يايوه ارتخت

ويا شمخثا يا شمخثبثا أنت شلمخا ... ويا طلمخا هطل الرياح تخلخلت

بطه ويس وطس كن لنا ... بطسم للسعادة أقبلت

بكاف وهاء ثم عين وصادها ... كفايتنا من كل هول بنا حوت

باهيا شراهيا أدوناي اصباؤت ... بآل شداي أقسمت ثم بطيطعت

بقاف ونون ثم حم بعدها ... وفي سورة الدخان سر تحكمت

ثلاث عصي صفقت بعد خاتم ... على رأسها مثل السهام تقوّمت

وميم طميس أبتر ثم سلم ... وفي وسطها بالجرتين تشربكت

وأربعة مثل الأنامل صففت ... تشير إلى الخيرات والرزق جمعت

وهاء شقيق ثم واو مقوس ... كانبوب حجام من السر التوت

وآخرها مثل الأوائل خاتم ... خماسي أركان وللسر قد حوت

فهذا هو اسم الله جل جلاله ... وأسماؤه عند البرية قد سمت

وهذا هو اسم الله يا جاهل اعتقد ... ولا تشككن كي تتلف الروح والجتت

فخذ هذه الأسما الشريفة واخفها ... ففيها من الأسماء ما للبها حوت

بها العهد والميثاق والوعد واللقا ... وبالمسك والكافور حقا تختمت

وإن كان حاملها من الخوف آمنا ... فاقبل ولا تخش الملوك لما حوت

وإن كان مصروعا من الجن واقع ... نصب حميم جثة العون قطعت

فقابل ولا تخش وحاكم ولا تخف ... واسع على الأرزاق تأمن من الغلت

فمن أحرف التوراة منهن أربع ... وأربع من إنجيل عيسى بن مريمت

وخمس من القرآن هن تمامها ... إلى كل مخلوق أفصيح وأبكمت

فلا بحية تخشى ولا عقرب تخف ... ولا أسد يأتي إليك بهمهمت

ولا تخش من سيف ولا تخش خنجرا ... ولا تخش من رمح ولا شر أسهمت

فيا حافظ الاسم الذي جل ذكره ... توقى به كل المكاره والغلت

وصل الهي بكرة وعشية ... على الآل والأصحاب من ذكرهم حوت

توسلت يا ربي إليك بجاههم ... وأسمائك الحسنى إذا هي جمعت

واعلم أني لم أذكر اسم رسول الله عليه السّلام لوجوه عدة: إعلم أن رسول الله نور، ولو ذكر في هذا المحل لطفئ نور هذه الأسماء الشريفة المباركة يتوسل به إلى الله تعالى عقب الدعاء، فإن حاجته تقضى، فأما الذي فيه من التوراة فستة أحرف وهي والذي فيه من الإنجيل والذي فيه من القرآن العظيم فافهم ذلك واكتمه. وها أنا أذكر لك من خواصه ما أمكن ذكره وأمرت بإفشائه من غوامض الأسرار التي وقفت دونها العارفون، وتأدب عندها الراسخون كما أخبر الله عنهم أنهم يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُوا الْأَلْبابِ وكما أخبر عنهم الملائكة الكرام مع اطلاعهم على الملكوت السماوي والأرضي إذ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.

فصل: وأما قوله رضي الله عنه: وخاتمنا بعد ثلاث معجل بكل بلاء داخل الجسم أسقمت، يعني: إذا ابتلي الإنسان بمرض من الأمراض الباطنة كالقولنج وضعف الكبد ووجع القلب وما أشبه ذلك، وقد أعيا الحكماء، فتكتب له الثلاث عصي وبعدها الخاتم على هذه الصفة بغير سنام مكررة ٧ مرات، تكتب في إناء من زجاج، وينجم ٣ ليال، ويسقى للمرض الذي ذكرناه يبرأ.

فصل: وأما قوله معجل أنواع العذاب جميعه يعني: إذا ظلمك إنسان ولا تقدر تنتصف منه، فاكتب الخاتم والثلاث عصي والسنام، وهو أن تضع تمثالا، وضم إليه الحروف على اسم من تريد، واسم أمه، وترسم الخاتم، والثلاث عصي والسنان على كل عضو من أعضاء ذلك التمثال، وتكون قد وضعت ذلك التمثال على دفة أي لوح من خشب تابوت الأموات، وسمره على تلك الدفة، وتدفنه قريبا من إناء فيه وهداء، وفي خلع طويل، فإن الشخص المعمول له ذلك، يقاسي شدة عظيمة، وكلما ذاب ذلك التمثال اضمحل جسمه.

فصل: وأما قوله وميم لمجرى دم كل امرئ طغى يعني: ترسم في شقفة نيئة تمثالا، وتكتب عليه اسم من تريد، واسم أمه بمداد الغنم، في يوم اجتماع نيرين، وهما في الدرجة قبل المفارقة، تكتب الميم، وبعدها الثلاث عصي مع السنان والخاتم مقلوبا وترمي في ماء كدر، أو في بئر عميق عاطل، فمن ساعته تقضى الحاجة، ولا يزال المعمول له ينزف الدم من منافذه حتى يهلك.

فصل: وأما قوله سلما ترقى به درج العلا، وذلك أن تكتب سلما على ظفر إبهامك اليمنى، وادخل على الجبارين في المحاكمة وقت الحاجة من جميع الحالات، فإنك تكون منصورا على أخصامك في جميع الحالات، وتكون مكرما مطاعا مقبول التصرف، نافذ الكلمة مقربا من خواطرهم، ويقضون جميع حوائجك، تكتب في رق خطاف، وتجعله في شمع أحمر، وتضعه تحت اللسان، فإنك لا تزال فرحا مسرورا مرفوع المحل، أينما تحل، وتنعقد لك ألسنتهم ولسان كل ذي شر، ولا يقع عليك بصر أحد إلا أحبك ومال إليك.

فصل: وأما قوله وها أربع قد ضففت لقتالنا يعني: مستخرج هذه الأربعة من أبجد وشفشق مسرها، ومن كسرها ووضعها على صحيفة من حديد، وجعل عددها وفقا مكسرا في باطن الصحيفة، وحملها في رأسه ظاهر القلنسوة معه، وتلقى العدو في الحرب فلا يناله مكروه أبدا، ولو ألقى نفسه بين الأسنة والصفاح والنبال وغيرها، وكان ظافرا بعدوه.

فصل: وأما قوله والقمر في دطروف خشوش درت، ويعمل في قلنسوة، وبعدها يبخر بما أمكن من الروائح الأربعة، ثم يتلو عليها الاسم الذي في سورة الأعراف وهو قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ. ولبسها فإنه يأمن في أماكن الخوف وعند الظلمة وأهل الأذى.

فصل: قوله وتدعو به الأشخاص تأتي سريعة، يعني أن هذه الأربعة ألفات، إذا استخرجت حروفها الأربعة العربية، وكتبتها على الوضع في ليلة يكون القمر في برج هوائي في شقفة نيئة، ويكون القمر في ذلك البرج متصلا بعطارد اتصال مودة، وتبخر بالبخور المعروف بجامع الأرواح وهو الذي يسمى عند أرباب العزائم بجمر الكراجيم، ثم يستدعي الشخص والإنسان من مسافة نحو ١٥ يوما، وأنت تقرأ عليها: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِنْ كانَتْ إِلّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ وتسمي ذلك الشخص باسمه الذي يعرف به غالبا وهو على شهرته، فإنه يحضر من ساعته، فاسأل منه عما تريد، واستخبره عما شئت واقض حاجتك منه، وإن أردت رده إلى مكانه، فأحضر البخور، واتل عليه الآية وما في معناها من القرآن العظيم، وقل بعد القراءة عد يا فلان بن فلانة إلى مكانك بقدرة من يقول للشيء كن فيكون بقدرة من أمره بين الكاف والنون إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الخ السورة، وهذا معنى ذلك فتقول: توكلوا يا خدام هذه الأسماء برد فلان بن فلانة أو برد فلانة بنت فلانة بحق ما تلوته عليكم من أسماء الله.

فصل: وأما قوله وخاتمنا للخير جلت صفاته، يعني الخاتم الأخير وهو الهاء المشقوقة، فإذا كتبت والواو بعدها مكررة، فإذا أردت قضاء الحوائج فهي مفيدة، ولإبطال السحر وحل المعقود وتسهيل الأمور، ووضع الحوامل، وعقد لسان الخصم، وفك الأسير، وإطلاق المسجون، وطلب الرزق، وزيادة البركة في الطعام، وطفء غيظ الرجل، تكتب وتحمل على اسم من أردت فترى من بركتها العجب. وإن كتب معكوسا، وهو أن الواو قبل الهاء ومكررة، وبعدها خمس هاآت مشقوقة كانت جالبة الهموم والأفكار والوسواس والصداع، والمنامات المفزعة، ونزف الدم من منافذ البدن وتكتب أيضا لتعطيل المعاش، والحانوت، والمرأة المعوقة عن الزواج، والحركة عن السفر في بركان أو في بحر، تكتب في ورقة حمراء، وتجعل تحت شيء ثقيل باسم من تريد، واسم أمه، إلا في نزف الدم، وتضع الورقة بعد بخورها بمر وصبر وحلتيت في قصبة فارسية، وتلف عليها خيط حرير أحمر، وتربط الخيط في رصاصة الصياد وتدفن في قناة ماء تجري إلى الشرق، فإن المعمول له لا يزال ينزف الدم من منافذه حتى يهلك، وهي من عوالم المريخ، تعمل لإهراق الدم، وهلك النفوس عملا عظيما.

فصل: وأما قوله لتكسر به كل الجيوش وتهزم يعني: تستخرج حرف هذا الاسم الشريف، تجعله إلى العربي، وتصنعها وفقا حرفيا في باطن اللوح ١٤ من الشهر العربي، والقمر في برج الثالث بريء من النحوس، والشمس في جهة الشمال صاعدة، والطالع في أحد البروج بيت المشتري، فإذا تم ذلك كان الكبريت الأحمر والترياق الأكبر. فإن حمله شخص حفظه الله وإن حمله وتكلم به قوي قلبه، وهانت عليه الأمور الصعاب، وتسارعت إليه الأمور، وتصرف في العالم وأطاعته الملائكة، وإذا مشى من مكان إلى مكان يطوى له البعيد، وترفع له أطراف الأرض حتى يرى ما بعد كما يرى ما قرب، وتخاطبه الروحانيون ويخبرونه بما خفي من حاله وما خفي من الأمور المغيبة، ويشاهد من بركته ما لا يحصره العقل. ومن جملتها أن تكتب كتابا أو رقعة، أو مهما أراد من نفي أو إثبات أو ولاية، أو عزل أو منع أو

إعطاء من أي نوع كان، وهذه غاية ليس بعدها نهاية، فكن به ضنينا وعليه أمينا، وهذا عهد الله إليك في صيانته وكتمانه. وها أنا قد لوحت لك بأطراف التلويح، وفي الإشارات ما يغني عن التكلم، ولو علمت أن هذا السر يكتم لأخرجت منه الغرائب والعجائب، لأن هذا سر الله المكنون، واسمه العظيم الأعظم، فاتق الله، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. وها أنا أوضح لك الأسماء ثانيا ودعاءها، وخاتمها المتعلق بها بما ذكرناه وهذه صفته وهذا الدعاء المبارك: اللهم إني أسألك بالهاء من اسمك الأعظم وبالثلاث العصيّ، والألف المقوم، وبالميم الطميس الأبتر، وبالسلم وبالأربعة التي هي كالكف بلا معصم، وبالهاء المشقوقة، والواو المعظم صورة اسمك الشريف الأعظم، أن تصلي على سيدنا محمد بعدد كل حرف جرى به القلم وتقضي حاجتي وهي: كذا وكذا. ويسميها وتحسن في الرسم، وهذا الوفق المذكور، يكتب على هذا الوفق الشريف المبارك سبعة أحرف من حروف الهجاء، وهي سواقط الفاتحة الشريفة لكل حرف منها اسم من أسماء الله تعالى، يلي الأحرف المعجمة المذكورة التي بيناها في الوفق الشريف وهي: ف ج ش ث ظ خ ز.

واعلم وفقني الله وإياك، أنك إذا أردت أن تعرف حال المريض والغائب، فاعرف اليوم الذي مرض فيه المريض، أو سافر فيه المسافر، واحسب اسمه واسم أمه بالجمل الكبير، وضف عليه ما مضى من الشهر العربي، ويزاد عليه الاس ٢٠، وتأخذ فاضل العدد كله، وأسقطه ٣٠،٣٠، حتى يفضل معك ٣٠ أو دونها، فانظر العدد الفاضل، واعرضه على ما أصفه لك من اللوحين، وقد سميتهما لوح الحياة ولوح الممات، فحيثما وقع الحساب فاحكم به من موت أو حياة، فإنك ترى ذلك. وكذلك حال الزوجين هل يتفقان أو يفترقان؟ أو يموت أحدهما قبل الآخر؟ فاحسب اسم كل منهما بالجمل الكبير، وضف إليهما ما بقي من الشهر العربي، وضف إليهم الاس ٢٠، وأسقطه وقابل في لوح الحياة ولوح الممات، فإذا كان في لوح الحياة، فإنهما يجتمعان ولا يفترقان، وإن كان أحدهما في لوح الممات، فإنه إما أن يفارقه أو يموت معه. وقس على ذلك. وكذلك الحاكم عند دخوله المدينة، تعرف اليوم الذي دخل فيه، وتحسب اسم الحاكم، وتزيد عليه ما مضى من الشهر العربي، والاس كما قدمناه، وخذ ما فضل، واعرضه على اللوحين، واحكم بما يظهر لك من نوره ومن موت أو حياة. وكذلك حال الحامل وما تلد؟ وهل يعيش أو يموت في هذه الولادة؟ وهو أن تحسب اسمها واسم أمها، واسم اليوم الذي أنت فيه من ذلك الشهر وتزيد عليه الاس وما مضى من الشهر كما ذكر، وأسقطه وقابل فإن وقع في لوح الحياة فاحكم بحياته، وإن وقع في لوح الممات فاحكم بأنه لا يعيش. وكذلك احسب الغالب

فائدة تسمى القمقمة الكبرى تنفع لكل مرض في الجسد

فائدة لخلاص المسجون

والمغلوب، ولكل أمر مشكل، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وهذه صفة اللوحين كما ترى فافهم:

فائدة تسمى القمقمة الكبرى تنفع لكل مرض في الجسد

تكتب في ورقة، وتذاب بالماء وتشربها، وإن كتبتها في إناء طاهر ومحوتها بقليل زيت طيب، وادهن بها من تكون به علة من العلل، فإن الله يزيلها عنه وهذه صفتها.

لوح الحياة

لوح الممات

فائدة لخلاص المسجون

وهو أن ينظر المسجون إلى تراب طاهر، ثم تفرش ذلك التراب في الساعة الأولى من يوم الجمعة، ثم يحمله المسجون بعد صلاة ركعتين، فإنه يخلص سريعا.

وقد جرب وصح، وهذا الوفق المثلث العددي كما ترى.

فائدة: عن بعض المشايخ قال: إذا كانت لك حاجة وأردت قضاءها، وأبطأ عليك، فاعمد إلى مسجد من المساجد وقف في قبلته، وتوجه إلى الله تعالى، وقل:

اللهم إليك قصدت، وببابك وقفت، وإلى جنابك التجأت ولك سألت، وبمحمد صلى الله عليه وسلم وآله إليك توسلت، وبأوليائك وأصفيائك قد استشفعت، فاقض اللهم حاجتي ونفس كربتي. ثم تسمي حاجتك وما تريد، ثم بعد ذلك تصلي ركعتين تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون والإخلاص والمعوذتين، وتقول في آخر سجدة وأنت ساجد وأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ

الرّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وآتَيْناهُ أَهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وذِكْرى لِلْعابِدِينَ ثم ترفع رأسك، وتقرأ التحيات وسلم، فإذا فرغت من الصلاة، قم واقفا في القبلة وتقول: اللهم علمك أغناني عن السؤال، إلهي إن العرب والعجم إذا استجار بها مستجير أجاروه، وأنت إله العرب والعجم، وقد استجرت بك فأجرني ولا تردني خائبا، وأملت منك الإجابة فأجبني، واقض حاجتي، وأعطني أمنيتي، وما أطلبه برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم تسأل الله حاجتك فإن الله يستجيب لك بمنّه وكرمه، فأحسن النية، وإياك أن تطلب ما لا يحل لك، والله الموفق.

فائدة: قيل إن فيها الاسم الأعظم تقول: اللهم حل هذه العقدة، وأزل هذه العسرة، ولقني حسن الميسور، وقني سوء المقدور، وارزقني حسن الطلب، واكفني سوء المنقلب، اللهم حجتي حاجتي وعدتي فاقتي، ووسيلتي انقطاع حيلتي وشفيعي دموعي، ورأس مالي عدم احتيالي، وكنزي عجزي اللهم قطرة من بحار جودك تغنيني. وذرة من تيار عفوك تكفيني، فارزقني وارحمني وعافني واعف عني، واقض حاجتي ونفس كربتي وفرج همي وغمي برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

وأيضا فائدة مباركة: عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ما أصاب أحدا هم ولا حزن وقال:

اللهم إني عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك عدل فيّ حكمك ماض فيّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وصدري، وجلاء بصري وحزني وذهاب همي وغمي وشكايتي. إلا أذهب الله حزنه، وبدل مكانه فرحا فقال: يا رسول الله ألا نتعلمها قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ولا يعلمهن أحدا من السفهاء. وسمعت بعض الصالحين يقول في دعاء مجرب: اللهم اجعل ما شاء موافقا لما تشاء كي لا يصير ما أشاء مخالفا لما تشاء، فمن أنا حتى أشاء خلاف ما الله يشاء لو جاهد العبد وشاء، ما كان إلا ما تشاء، فالطف بنا فيما تشاء وما تَشاؤُنَ إِلّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

واعلم أني رأيت أناسا يرسمون في أيديهم أواخر الليل هذا الوفق المعشر الآتي بيانه ويسألون الله به، وبأسمائه المقدسة التي في أوائل سورة الحديد. ومن رسمها في الخاتم المعشر المذكور، وعلقه عليه كان دعاؤه مستجابا ومقبولا. ولقد رأيت في الحرم الشريف امرأة ناشرة شعرها، وبيدها لوح من ذهب، وهذا المعشر فيه وهي تقول: يا رب ٣ بهذا وما فيه من الأسماء الكريمة والأسرار العظيمة، إلا ما آتيتني من غير كلفة ولا مشقة، إنك أنت الفعال لما تشاء، وأنت على كل شيء قدير، فما استتم كلامها حتى أنزل الله عليها مائدة من السماء فيها ذهب كثير، وفيها براءة فيها: لو سألت الله أن يحملك إلى أهلك لأتيتهم الساعة، لأنك دعوت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهو نافع لكل شيء، والله الموفق بمنّه وكرمه.

وهذه صفة المعشر وداخله الآيات

وهذه صفة المعشر وداخله الآيات

قال ذو النون المصري رحمه الله تعالى: رأيت شابا عند الكعبة يكثر الركوع والسجود، فدنوت منه وقلت: إنك تكثر الصلاة، فقال: أنتظر الإذن من ربي في الإنصراف، فدنوت منه فرأيت رقعة سقطت عليه مكتوب فيها: من العزيز الغفور إلى عبدي الصادق الشكور، انصرف مغفورا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. وروي عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يصلي، فلما فرغ من التشهد جعل يقول:

اللهم إني أسألك، فإن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما دعا به؟ قلنا الله ورسوله أعلم قال: إنه دعا الله باسمه العظيم الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى عشر أسماء الواحد: الأحد الصمد الفعال لما يريد السميع البصير القادر المقتدر القوي القائم، ليس شيء أفضل من العمل بها فقال: إنها تنفع من معاناة الأثقال والأمور الصعاب.

فائدة: هذا الدعاء للأسماء التي قيل إن كل اسم منها هو اسم الله الأعظم

، وهو هذا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم يا أحد يا صمد يا ذا الجلال والإكرام يا وهاب يا خير الوارثين يا غفار يا قريب يا سميع يا عليم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، يا أرحم الراحمين يا سميع الدعاء يا ربنا يا ربنا أسألك باسمك، الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم، الم كهيعص طسم طس حمعسق، حسبنا الله ونعم الوكيل، أسألك بها وبالآيات كلها وبالأسماء كلها وبالاسم العظيم منها يا من لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وصحبه صلى الله عليه وسلم، وتسأل أي حاجة شئت تقضى بإذن الله تعالى.

اعلم وفقني الله وإياك إلى فهم أسراره، وأما الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأخميمي رحمه الله تعالى، فهو من عظماء المحققين وأكابر العارفين، صاحب الكرامات الظاهرة والأحوال الفاخرة والأنفاس الصادقة قدس الله سره قال: كنت في خلوة متوجها إلى الله تعالى، فرأيت شكلا نورانيا، وهو على صورة رأس العين وفي باطنها الجلالة، وقد تفرع منها كل اسم فيه حرف العين الاسم الجمال، فلما ثبت هذا الشكل في ذهني، مثلته في الورقة وقلت في سري: يمكن أن أخرج منه التسعة والتسعين إسما تقريبا وشرعت في ذلك، وهذه تسعة عشر اسما قد تخرجت من الجلالة، والجلالة المخرج منها الأسماء تتمة العشرين، ولها منافع جليلة الشأن عظيمة البرهان، إذا أراد الإنسان السالك التحقق بها، شاهد أسرارا عجيبة وآثارا غريبة في العوالم العلوية والسفلية، ولا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه.

قال: ومن كانت له ضرورة دنيوية فليصل ركعتين في نصف الليل، فإذا فرغ من صلاته فليذكر هذه الأسماء: يا الله يا سريع السميع العلي العظيم المتعال الباعث البديع الرافع العدل العزيز الرفيع الفعال العليم المعز العفوّ الواسع الجامع الجمال (١٦٧٣٠) مرة بخشوع وخضوع وجمع همة، وحسن حال في موضع خال من الأصوات، وأقل منه ١٧ مرة، وهو مستقبل القبلة، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإن الله ييسرها ويسهل أسبابها لا سيما إن كان ممن يطلب من الله تعالى تسهيل علم من العلوم الدينية والأسرار النورانية، فإن الله تعالى يفتح له من اسمه العظيم طريقا إلى قصده، ويرى عجائب المعاني العرفانية، والمعارف الربانية التي لا يصل إليها إلا الأكابر من العلماء الراسخين. ومن نظر إليه في كل يوم ١٠، وهو يذكر الله تعالى عليهم، أطلعه الله تعالى على أسرار العلوم، وخفيات دقائقها، ورزقه الفهم في العلوم الذوقية، واللطائف القدسية، وأجرى من قلبه لطائف أنوار الحكم الوهبية بمنه وكرمه، وصحبه معه بعد ذكره حرسه الله تعالى في جميع حركاته، وعصمه من الافات في سائر تقلباته، وألبسه تاج الهيبة وتوّجه بتاج العظمة. ومن وضعها على شيء في الحضر والسفر كان محروسا من طوارق الحوادث، وإن علقه على عضده الأيمن عصمه الله تعالى من شر أعدائه، وآمنه من مكرهم. ومن دخل به على جبار من الجبابرة، انقاد إلى كلمته، وارتعد من سطوته، وقلب الله من جبروته بين يديه، ذلت وانفعلت له نفسه لمراده، وأعطاه الله تعالى مطالبه، وكفي شره بإذن الله تعالى، وهو من الأسرار الجليلة. ومن كتب هذا الوفق في خاتم زجاج بمسك وزعفران وكافور، وشرب منه من به علة جسمانية أو علة نفسانية أزالها

وحفظها، وهي تعطي حاملها قوة في جسمه وروحه، وتكسوه هيبة وجلالة في أعين الناظرين. ومن ذكرها كل يوم بعد صلاة الصبح ٧٧ مرة، وكانت جملة أوراده، أسرعت له الخيرات والزيادات ونزلت عليه اللدنيات، ورأى البركة في دينه ودنياه، ويشاهد من نفسه أشياء عجيبة وأسرارا غريبة حتى إنه لا يكاد أن تعود همته أن تتعلق بأحد من الخلق، ويلقي الله تعالى محبته في قلوب الناس، فتأمله فهو من السر الأكبر. قال الشيخ: من ذكر هذه الأسماء الجليلة أيضا وهي: يا الله يا سميع يا سريع يا باعث يا بديع يا عدل يا معين يا فعال في الساعة الجليلة سبعين ألف مرة بجمع همة وحضور قلب، وهو أن ينظر إلى الشكل بسر الجلالة، ثم دعا على الظالم أخذ لوقته. ومن ظلمه جبار من الجبابرة أو قهره، فليذكر هذه الأسماء أول ساعة من يوم السبت، وأول ساعة من يوم الأحد، وثاني ساعة من يوم الإثنين، وأول ساعة من يوم الثلاثاء، وثالث ساعة من ليلة الإثنين، ورابع ساعة من ليلة الثلاثاء، وأول ساعة من ليلة الأربعاء، وخامس ساعة من ليلة الخميس، ورابع ساعة من ليلة الجمعة، فإنه بحول الله يؤخذ الظالم قبل تمام الأسبوع، وتفعل ذلك في كل ساعة من هذه الساعات بكمالها، ترى العجب العجاب ولتقبض العنان فللحيطان آذان، والله الموفق المنان.

(و هذه صورة الشكل)

ولنرجع إلى ما نحن بصدده. اعلم أن هذا الوفق الشريف الآتي ذكره، يتصرف في كثير من الخواص، وقد اختصرنا شرحه لئلا يقع في يد جاهل وهذه صفته كما ترى وفقني الله وإياك لفهمه.

فصل من اسم الله الأعظم ويسمى دعاء الأعمى الذي دعا به الله فرد عليه بصره ببركته

اعلم أنّ عليّا كرّم الله وجهه باب علم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما يدعى به لقضاء الحوائج فقال: تقرأ ست آيات من أول سورة الحديد سَبَّحَ لله ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ إلى قوله وهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ وآخر سورة الحشر، ثم تقول اللهم يا من هو كذا ولا يزال هكذا غيره كذا، اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، واذكر حاجتك فإنه يستجاب لك والله أعلم. ووجدت في نسخة زيادة بعد هذا المكان، فإنه سبحانه أعلم وهو المنعم المتفضل.

فصل من اسم الله الأعظم ويسمى دعاء الأعمى الذي دعا به الله فرد عليه بصره ببركته:

روي عن الدينوري رحمه الله أن رجلا من الصالحين دخل قرية من القرى عند المساء وقال لأهلها: من يبيتني الليلة عنده وأجره على الله، فلم يلتفت إليه أحد منهم قال:

فبينما الرجل واقف، وإذا هو برجل أعمى متعدي كان من تلك القرية، فسمع الرجل وهو يقول: من يأويني عنده في هذه الليلة إلى الصباح، وأجره على الله تعالى فقال الرجل الأعمى: أنا، ثم أخذ الأعمى بيد ذلك الرجل الفقير، وأتى به إلى منزله، وأضافه تلك الليلة وأكرمه، فلما كان نصف الليلة، قام الأعمى ليقضي حاجته ويعود، وإذا به سمع ذلك الرجل الفقير يناجي ربه، ويدعو بهذا الدعاء الآتي ذكره، وجعل الرجل يكرره، فألهم الله تعالى ذلك الرجل الأعمى أن يحفظ ذلك الدعاء، فلما قام ذلك الفقير قام الأعمى، ثم توضأ وصلى ركعات، ثم دعا الله تعالى بالدعاء الذي حفظه من الفقير، فما أصبح الصباح إلا رد الله عليه بصره، فطلب الأعمى ذلك الفقير، فلم يجده، فعلم أنه من أولياء الله تعالى، وهو هذا الدعاء المبارك:

اللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها، الملتئمة بعروقها وبطاعة القبور المشققة عن أهلها، ودعوتك الصادقة فيهم، وأخذك الحق منهم وقيام الخلق كلهم من مخافتك، وشدة سلطانك ينتظرون قضاءك ويخافون عذابك، أسألك أن تجعل النور في

فصل نذكر فيه الخمس آيات الشريفات

بصري، والإخلاص في عملي، والشكر في قلبي، وذكرك في لساني بالليل والنهار ما أبقيتني، يا الله يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين.

فصل نذكر فيه الخمس آيات الشريفات: وقيل إن فيها اسم الله العظيم الأعظم، وفي كل آية عشر قافات، ولها شرح لطيف، وذلك أن ملكا من الملوك كان له وزير، وكان الملك يبغضه، ولما زاد به الأمر، أمر السياف وقال له: إذا أتى الوزير وأعطيتك الإشارة فاضرب عنقه. وكان كل يوم إذا أقبل الوزير على الملك، ووقع نظره عليه يبدل الله تعالى تلك البغضة بمحبة، ويأمر السياف بالإنصراف، ولم يزل الملك على تلك الحالة مدة طويلة إلى يوم من الأيام، ركب الملك والوزير معه، فلما كان في بعض الطرق، دنا الملك من الوزير، ووضع يده على كتفه وقال: أريد أن أسألك عن شيء فلا تخف مني شيئا، فقال الوزير: اسأل عما بدا لك، فإني أصدقك فيما سألتني عنه، فقال الملك: اعلم أيها الوزير أنه ولا يوم يمضي إلا وأضمر لك الهلاك والقتل، فحين تقبل عليّ وأنظرك تتبدل البغضة محبة، فأخبرني ما موجب ذلك، وقل لي الحق فإني قد عفوت عنك، ولم يبق لك في باطني شيء من البغضة، فهل لك شيء من الأوراد والأدعية تدعو بها، فأخبرني بأمرك؟ قال الوزير: أيها الملك إنه كان فقيه لي، وهو الذي علمني القرآن، فقال يوما: أريد أن أتحفك بتحفة، فاحترس عليها وصنها، ولازم على قراءتها ليلا ونهارا، فإنك تأمن من سائر الأعداء، ومن يريد لك السوء، وهي خمس آيات من القرآن، قد جمع في كل آية عشر قافات، وإن من واظب على قراءتها قبل طلوع الشمس وقبل الغروب كان ملطوفا به. وإذا قرأها سلطان أو حاكم زاد الله في ملكه، وحببه الله إلى حاشيته ورعيته. وإن داوم عليها صاحب منصب أبقى الله عليه منصبه. وإن قرأها صاحب حاجة وسأل الله بعد قراءتها، فإن الله تعالى يقضي حاجته.

ومن واظب على قراءتها كان محبوبا عند سائر الناس مهابا عندهم. فلما سمع الملك ذلك من الوزير تعجب وأحسن إليه، وتعلم الآيات منه. وهذه الآيات الخمسة الأولى تقول: بسم الله الرحمن الرحيم أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ اِبْعَثْ لَنا مَلِكًا نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاّ تُقاتِلُوا قالُوا وما لَنا أَلاّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وأَبْنائِنا فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلّا قَلِيلًا مِنْهُمْ واللهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ، الآية الثانية لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ ونَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ونَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ الآية الثالثة: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ والْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اِتَّقى ولا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا. الآية الرابعة واُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ اِبْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْبانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما ولَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، الآية الخامسة: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ والْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا ولا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى والْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ والنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لله شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وهُوَ الْواحِدُ الْقَهّارُ.

فصل: ومما قيل في اسم الله الأعظم

فصل: ومما قيل في اسم الله الأعظم:

من أراد ذلك، فليقرأ من أول سورة الحديد إلى قوله تعالى.

الصُّدُورِ وآخر سورة الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ إلى آخر السورة ثم تقول اللهم يا من هو كذا، ولا يكون أحد كذا سواه، أن تفعل بي ما هو كذا وكذا، قال بعضهم: إذا دعا بها على ميت بنية صادقة وقلب حاضر لعاش بإذن الله. وذكر أنها مروية عن النبي عليه السّلام بأن يقال في الدعاء بعد قراءة الآيات المذكورة: اللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون الطاهر المقدس الحي القيوم الرحمن الرحيم ذي الجلال والإكرام، أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وأن تفعل بي ما هو كذا وكذا برحمتك يا أرحم الراحمين. ومما يقال في وجه العدو: تعززت برب العزة والجبروت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، شاهت الوجوه، وعميت الأبصار، وتوكلت على الله الواحد القهار، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وتنفث ثلاث نفثات في وجهه على بعد، وتقدم عليه، فإنه لا يتكلم إلا بما تحب.

ووجدت بخط الفقيه سليمان العلوي: روي أن سعيد بن المسيب اجتمع برجل من مؤمني الجن ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: هل أكسيك حجابا ما علق على أحد وطرقه طارق سوء، ولا علق على دابة فأصابها مغل، ولا دخل به على سلطان فأصابه شر، ولا قرئ في سفينة وغرقت، ومن صحبه في السفر والحجاب معه لم يصبهم شر أبدا فقال: ومن لي بذلك؟ فقال: هات الدواة والقرطاس، واكتب هذه الأسماء. بسم الله الرحمن الرحيم كل ذي ملك فمملوك لله، وكل ذي قوة فضعيف عند الله، وكل جبار فصغير عند الله، وكل ظالم لا محيص له من الله، حصنت حامل كتابي هذا بأحديته من الإنس والجن والشياطين، والعفاريت المتمردين، خاتم سليمان بن داود على أفواهكم، وعصى موسى على أكتافكم، وخيركم بين أعينكم، وشركم بين أرجلكم، ولا غالب إلا الله لكم، وحامل كتابي هذا في حرز الله المانع الذي لا يذل من اعتز به، ولا ينكشف من استتر به، سبحان من ألجم البحر بكلماته، سبحان من أطفأ نار إبراهيم بقدرته وحكمته، سبحان من تواضع له كل شيء أقبل، ولا تخف إنك من الآمنين، لا تخاف دركا ولا تخشى، لا تخف إنك أنت الأعلى، لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى. اللهم احفظ حامل كتابي هذا واستره بسترك الوافي الحصين في ليله ونهاره، وظعنه وقراره، الذي تستر به أولياءك المتقين من أعدائك الظالمين الكافرين، اللهم من عاداه فعاده، ومن كاده فكده، ومن نصب له فخا فخذه، وأطفئ عنه نار من أراد به عداوة وشرا، وفرج عنه كل كربة وهم وضيق، ولا تحمله ما لا يقوى ولا يطيق، إنك أنت الحق الحقيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قال الشعبي: إن لله في كل كتاب سرا، وسره في القرآن هو فواتح السور. وقيل: اسم الله الأعظم في البقرة آيتان، وفي آل عمران واحدة، وفي الأنعام ٣، وفي الأعراف ٢، وفي الأنفال ٢، وفي الرعد آية، وفي مريم آية، وفي طه ٤، وفي المؤمنون آية، وفي الفيل آية، وفي الروم آية، وفي السجدة آية، وفي يس ٢، وفي غافر ٣، وفي الجاثية ١، وفي الرحمن ٢، وفي الحشر ٣، وفي الملك آية، وفي الإخلاص ٢.

قال شريح: رأيت في النوم قائلا يقول امض إلى فلان فقد أمرناه أن يعلمك اسم الله الأعظم،

فلما أصبحت جاء إليّ الرجل فقال: رأيت البارحة أن ائت شريحا، فعلمه اسم الله الأعظم، وهو كل ما في القرآن من: لا إِلهَ إِلّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى آخر الآية الم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وأَنْزَلَ التَّوْراةَ والْإِنْجِيلَ الآية.

هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ الآية. ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلّا هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ اِتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والْأَرْضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحيِي ويُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ ورَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وكَلِماتِهِ واِتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا إِلهًا واحِدًا لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ حَتّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّاَ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وأَنْ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْهِ مَتابِ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتَّقُونِ وإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفى اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وأَنَا اِخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى والْآخِرَةِ ولَهُ الْحُكْمُ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يا أَيُّهَا النّاسُ اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ والْأَرْضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلّاَ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنّى تُصْرَفُونَ بسم الله الرحمن الرحيم حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ الله لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحْيِي ويُمِيتُ رَبُّكُمْ ورَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّاَ اللهُ واِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ولِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ واللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ ومَثْواكُمْ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا والله أعلم.

الفصل الثالث عشر: في سواقط الفاتحة وما لها من الأوفاق والدعوات المستجابات

الفصل الثالث عشر

في سواقط الفاتحة وما لها من الأوفاق والدعوات المستجابات

اعلم أن هذه السبعة أحرف منها ما يدل على الخير، ومنها ما يدل على الشر، فأما الخير فمثل قوله تعالى: واللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ومن أسمائه تعالى الخبير قال الله تعالى: ولَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وقال تعالى: زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ الآية، وأما الزهر فبدوّ صلاح الثمر، يقال زينت الأشجار بالأثمار. وأما الشين فيدل على الشهيد والشهادة قال تعالى: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ والمشاهدة هي المعاينة والشهداء أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وأما الشرب قال تعالى: يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُورًا وسَلْسَبِيلًا لقوله: عَيْنًا فِيها تُسَمّى سَلْسَبِيلًا. وللشفاء بقوله: ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. وأما الظاء: فتدل على الظل الممدود، والظهور، والظعون للمرغوب من أسمائه تعالى الظاهر، وأما الفاء فتدل على الفطر، والفاكهة، والفطور قال تعالى:

فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها وقال تعالى: فاطِرِ السَّماواتِ والْأَرْضِ وقال تعالى: هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ وقال تعالى: فاكِهُونَ هُمْ وأَزْواجُهُمْ. والثاء والزاي والجيم حروف باردة، وطبعها طبع الماء والقمر، وهذا طبع الظل الممدود وجنة الخلد. والخاء والشين باردان يابسان، طبع التراب، وطبع القاف والظاء حار رطب، والفاء حارة يابسة طبع النار، ولها من الدراري الأحمر والشمس، وقد اجتمعت في سبعة أسماء: الأول الثابت والجبار والخبير والزكي والظاهر والفرد والشكور وقيل الشهيد. والثاء لم يظهر في اسم من أسمائه إلا في اسمه الوارث، والباعث في آخر مرتبة السر العالم المغني، فهي تشير للجمع في اسمه الباعث، وتشير للغنى في اسمه الوارث، وليس لهذين الاسمين سلوك، وليس في حروف المعجم ما ينقط ثلاث نقط، إلا الثاء والشين، لإحاطة الشين عن سواه، وسريان الثاء فيما دونه، وليس لها خاصية إلا في عالم الأجسام السفلية، وهو حرف يابس وهو للأرض كالأوتاد أعني الجبال، وحرف الفاء حرف حار يتصرف في حروف الحرارة، وهي في الدرجة الخامسة من الحرارة، وشكله معتبر في حرف الباء، وجدول عدده ٨٠ في ٨٠، وليس أعلمه في أسماء الله من قام بسر الفاء إلا في اسمه الفاطر والفاعل والفالق والفرد والفتاح واسم حسيب. والشين باردة وعدده الفاء، وسره سر الشين وتصديقه، وليس في حروف المعجم ما هو ذو ثلاث علامات وثلاث أشكال إلا هو، والشين جمع ذات رتبة الآحاد والعشرات والمئين، ووصفت الشين في يُشْهِدُ اللهَ وتفرع منها ٣ شهادات: شهادة الملك وشهادة أولي العلم وشهادة من سواهم، ولذلك أخر رتبة العلم، إذ التوحيد الأعلى من الحق إلينا، والتوحيد الذي ظهر في الآثار منا إلى الله، وجمع التوحيد كله في العرش، أعني نور التوحيد، ولذلك نبه عليه النبي عليه السّلام فيمن يذكر لا إله إلا الله إنما تصعد إلى العرش ويهتز العرش، فيقال له حتى تغفر بها، وذلك أن الله لما علم أن العباد لا يتصور في آذانهم، ولا يتكيف في عقولهم نصب لهم مخلوقا منهم، وجعله في أعلى المقامات وأشرف المخلوقات، وأضافه إلى نفسه، وقال ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ كالحاجب للملك الذي لا يصل إلى مشاهدته أحد إلا به، فيكون هو الذي يبلغه

حوائج السائلين، وأبرم حكمته في رعيته، ويدل على وجود الملك وثبوته وعزة سلطانه. ألا ترى إلى ما نبه النبي عليه السّلام بقوله: إن الله كتب كتابا وجعله فوق عرشه، إن رحمتي سبقت غضبي. وقوله عليه السّلام في سعد بن معاذ الأنصاري الذي اهتز العرش عند موته، وذلك يدل على ما يظهر من أحكام الملك الفرد في عرشه، ليعلم أن العرش يظهر فيه آثار القدرة من القدير، فلذلك كانت الشين في آخر حروف العرش، وهي من توحيد العوالم المتعددة، فلما كان الترتيب القدري، ولما رتب لكل شيء عرشا كانت الشين عرش الحروف، وذلك لعلو منصبها وترتيبها، ولا يوجد في الحروف ما يكمل عروشها إلاّ حرف الألف لأنه أصل شجرة الحروف، والشين إليها انتهاء الحروف وعروجها، ولا يكون بعدها فرع إلا من باطنها، فلذلك الألف لا يكون قبلها إلا ما هو منها، ولما كان الشين كشكل الألف كانت المناسبة الشكلية مشتركة، والألف منبسطة في ٣ أحرف هكذا ا ل ف، والشين منبسطة في ٣ أحرف هكذا ش ي ن، وكانت نسبته كنسبته، وإن كان غير الشين مركبا من ٣ أحرف لا يكون عرشا للشين لأنه لا ينتهي إلى غاية لما أشبه والرسوخ، وكذلك تقدم من قوله يُشْهِدُ اللهَ إشارة إلى رسوخ التوحيد وعدم الوجود في الدارين والعالمين والسين الكرسي ولا يبعد أن يكون الكرسي هو الحامل له أعني العرش، لأنك ترى أن الجسم كرسي لعرش الشمس، وفي الحقيقة أن كل لطيف قائم بكل كثيف، ولذلك كانت الألف أخف الحروف وألطفها لعدم التشبيه، وإقامتها قطرا قائما، ولا شبيه لها في الآحاد الحرفية، ولا يعرف عليها من غيرها، ولا يتقدمها غيرها في آخر الكلمة، فهي تشير إلى الأولية والأخروية إلا أن عالم الكرسي أليق بالإضافة إلى عالم العرش.

ولما كان الشين آخر مرتبة العرش على الجملة، كان آخره على التفصيل النون، والنون هو حامل للأكوان أعني الحوت، فالنون مستمد من الشين، والأكوان مستمدة من النون، وكذلك العالم الرفيع مستمد من النون قال تعالى ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ، فالقلم مستمد من تلك النون، الذي هو ظاهر ذلك الأمر، الذي الكاف باطنه الدالة على السر المكتوم، وهذا سر الشين لا يجعل مسطورا، ويكتب فيه حرف الشين ألف مرة في أول ساعة من كل يوم يليق به عمله، لأن الأيام فيها ما يطلب للخير، وفيها ما يطلب للشر مثل السبت وساعته، والثلاثاء وساعته، فلكل سر يليق به عمله وفهمه، فمن علم هذا وعمله يسر الله عليه ما يطلبه، وكل ما قصده من خير أو شر. وأسرار الشين في العالم الجسماني أكثر من أن تحصى إلا أنه لا يحمله من به وجع في أعضائه، لأن ذلك الألم يقوي عليه الخاصة فيه، إلا النفساء فإنه يهون عليها الولادة بانزعاج، وفيه من الضرر ما لا يحصى، وقد وقع هذا الطرف في اسمه:

الشديد، ومن علم رتبة الشين، وأين نسبته من الطبيعة جملة وهو الشين، وتفصيلا وهو ش ي ن، وما لهما من الطبائع، والنسبة العددية أسراره، وعلم ما له من التصريفات والانفعالات، فالعين مستمدة من العلاء الذي لا شيء فوقه ولا علو، والسر مستمد من الرحمة التي لا رحمة فوقها، ولا مرحوم دون نورها، والشين مستمدة من الشهادة التي لا شهادة فوقها ولا شهود دونها. فانظر كيف تجد الشهادة مشهودا وشاهدا، والرحمة مرحوما وراحما، ولم تجد للعلاء إعلاء ولا استعلاء لغير الربوبية المعبودة بشرط لزوم الطاعة لله، والعزة لرسوله وللمؤمنين، والعزة الألوهية دوام البقاء والقدم، والعزة للأنبياء وجود الرسالة، والعزة للمؤمنين وجود الإيمان. وهذه مراتب الشين الثلاثة في شهيد.

فصل: وعلى القول إن هذه الحروف السبعة عشر بالعذاب

فصل: نذكر فيه الأوفاق السبعة المتعلقة بالسبعة أحرف التي هي سواقط الفاتحة وهي كما ترى

فصل: وعلى القول إن هذه الحروف السبعة عشر بالعذاب، فليكتبها أيضا للعذاب، تكتب السبعة أحرف تبدأ بحرف ش، ثم على توالي الأيام وحروفها وتعكس الطلب وتقول في دعائك عليها إلاّ ما أوقعتم بفلان بن فلانة، أو فلانة بنت فلانة أمر كذا وكذا، وتسمي له ما شئت من أنواع العذاب والأسقام بعد كتب الأحرف على مثاله وعلى نون اليوم والطلب بحق هذه الأسماء: يا شديد يا عزيز يا آخر يا ظاهر يا وارث يا جبار يا فاطر اللهم يا شديد يا آخر بعد فناء خلقه على الأمر، الذي أراده والقدرة التي قدرها، يا من لا اتصال لوجوده ولا انتهاء له يا من لا بداية له ولا انقطاع، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين، يا شديد العذاب والعقاب إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وشَهِيقٌ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ يا عزيز يا غالب، يا من لا مثل له يا من له الجود الأزلي لا يورثك في غيرك غيرك، يا ظاهر القدرة، يا من قال وهو أصدق القائلين كَلاّ إِنَّها لَظى نَزّاعَةً لِلشَّوى لا ظَلِيلٍ ولا يُغْنِي مِنَ اللهبِ يا وارث أنت الذي يرجع إليك الأمر كله، يا من يفني الأكوان ومن فيها، وينادي لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لله الْواحِدِ الْقَهّارِ فكل من له دعوة في أمر من باطن أو ظاهر، قل أو كثر، يرجع إليك قهرا محصنا.

اللهم أنزل بكذا الثبور والويل والعذاب لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا واحِدًا واُدْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا يا جبار أنت الذي حكمك ماض على طريق الإجبار على كل أحد لا يدفعه حذر حاذر، وأنت الذي ربطت القوى النفسانية والقوى القلبية في كثائف الأجسام بجبروتك الأعلى الذي نزه في حقك، وجعلته صفوة ألوهيتك وظهورا لقهريتك، وصفة لأزليتك، فإنك ذو القدرة والجبروت والعزة والألوهية وبحول ملكوتك الذي أخرته بعين تقديراتك وأحكام ألوهيتك وأنوار حرماتك مما لا يعلمه غيرك تعالى شأنك وعظم سلطانك، فكل حركة في عالم الملك والملكوت والجبروت قد أحاط بها معنى اسمك الجبار، بحق جبروت مدبر التدبير الأزلي الجليل المتعالي، يا من جبر العالم الإنساني بحركته بما فيه من الحياة المخلوط بالروح بأزمة المقادير، والإذن الإلهي حتى جبر العالم بعضه يقهر بعضا لثبوت القهر وظهور الحكمة، أظهر في كذا. وكنه. من شدة جبروتك وقهرك ما تسكن به حواسه عند مصادمتي وتخمد روحانيته عند وجودي إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ والْإِنْسِ يا فاطر السموات والأرض أسألك بقدرتك التي فطرت بها الأكوان العلوية والسفلية، وبحق الكلمة الأولى التي فطرت عليها السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، اجعل لي في كذا وكذا وتذكر ما تريد فإنه يكون ذلك.

فصل: نذكر فيه الأوفاق السبعة المتعلقة بالسبعة أحرف التي هي سواقط الفاتحة وهي كما ترى.

واعلم أن سواقطها (ف ج ش ث ظ خ ز) وجملتها فجش ثظخز، وأما أسماء الله منسوبة إليه، فأما حرف الفاء فرد، وحرف الجيم جبار، وحرف الشين شهيد، وحرف الثاء ثابت، والظاء ظهير، والخاء خبير، وحرف الزاي زكي * وأما أوفاقها فهي ٧ لكل حرف وفق مسبع وهو كما ترى فافهم ترشد والله الموفق للصواب.

حرف الفاء للشمس وله يوم الأحد

حرف الجيم للقمر وله يوم الاثنين

حرف الشين للمريخ وله يوم الثلاثاء

حرف الثاء لعطارد وله يوم الأربعاء

حرف الظاء للمشتري وله يوم الخميس

حرف الحاء للزهرة وله يوم الجمعة

الفصل الرابع عشر: في الأذكار والأدعية المستجابات المسخّرات المخصوصات

دعاء عظيم نافع

الفصل الرابع عشر

في الأذكار والأدعية المستجابات المسخّرات المخصوصات

ومما أخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الرازي، مما استحسنه من خزانة هارون الرشيد من الكتاب الكبير الجامع للأذكار والأدعية المجابات: قال الأسد بن عاصم: كان رجل من عباد أهل الكوفة إذا كان يوم عرفة، أو يوم التروية، اغتسل ولبس ثوبين أبيضين، ثم يخرج إلى الظهر، فيدعو بهذا الدعاء، فيرى بمكة أو بعرفة. وهو هذا الدعاء: اهيا شراهيا نورها هي واحد حي فرد قدوس رب جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل، وأسألك باسمك وأنت لا تخيّب من دعاك، اللهم أن تصلي على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد.

وتسأل حاجتك فتطوى لك الأرض، وتدعوه بالطعام والشراب فيدنو بإذن الله. وإن أردت ذلك تصوم ٥ أيام في خلوة صالحة، وتتصدق بثلاثة دراهم، ثم تدعو بالأسماء فترى الإجابة.

(حرف الزاي لزحل وله يوم السبت)

وبسنده أن رجلا كان من عباد الكوفة، إذا كان يوم عرفة، أو يوم التروية، اغتسل ولبس ثوبا أبيض، ثم يخرج إلى الظهر، وهو الموضع المرتفع من جبل أو ربوة فيدعو بهذا الدعاء، فيرى بمكة أو بعرفة. وهو هذا الدعاء: اللهم إني أسألك باسمك وأنت لا تخيب من دعاك باسمك الرحمن المستعان المهيمن الكبير المتعال الظاهر الباطن المعبود المحمود المبارك المقتدر الفضفاض أسألك أن تقضي حاجتي، اللهم هون علي السفر، واطو لي البعيد. وتذكر ما شئت من حوائجك تعطاها بإذن الله، وهي ١٢ اسما كلها سباعية إلا يسيرا، وإن لم تحصل الإجابة فمن تقصيرك، فإن هذا الدعاء لا يخيب من دعا به موقنا مخلصا، أكالا للحلال صواما قواما، صاحب صلاة ورياضة وصدق نية. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«فمن يدعو والمطعم حرام والشرب حرام والملبس حرام أنى يستجاب له» فعليك بالحلال يستجب لك، لأنه دعاء الأولياء والأصفياء. واعلم أن مناجاة الأسرار قريبة، ومناجاة الألسن بعيدة، فمن ناجاه الحق بلسانه جاءته الإجابة أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ.

دعاء عظيم نافع

بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر، اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأسألك بعزتك التي لك بها الجلال في فرد وحدانيتك، ولك دوام العز في دوام ربوبيتك بعدت عن قدرتك

دعاء آخر

أوهام الباحثين عن بلوغ صفاتك، وتحيرت ألباب عقول العارفين في جلال عظمتك، إلهي من أطمعنا في كرمك وعفوك وألهمنا شكرك، وأتى بنا إلى بابك، ورغبنا فيما أعددته لأحبابك هل ذلك كله إلا منك، دللتنا عليك وحببتنا إليك، إلهي كم سألناك فأعطيتنا فوق ما سألناك، وكم رجوناك فحققت رجاءنا فأنت أعلم بنا، فبكمال جودك تجاوز عنا، من لم تجبر كسره ما أطول فقره، من لم تنفس من كربته مات سبب قوته واخيبة من طردته من بابك، ويا حسرة من أبعدته عن جنابك، إلهي إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين يذهب المذنبون، اللهم جللنا بسترك، واعف عنا بكرمك، وعافنا بلطفك، إلهي إن كنا لا نقدر على التوبة، فإنك تقدر على المغفرة، إلهي أطعناك في أكبر الطاعات الإيمان بك والافتقار إليك، قد تركنا أكبر السيئات الشرك بك والافتراء عليك فاعتزلنا ما بينهما، ولا تخجلنا بين يديك إلهي إن قلوبنا صغيرة في جانب عفوك، وإن كانت عظيمة في جانب نهيك، إلهي لو أردت إهانتنا لم تهنا ولو أردت فضيحتنا تسترنا، فنظم اللهم ما به بدأتنا، ولا تسلبنا ما به أكرمتنا. إلهي أتحرق بالنار وجها كان لك عارفا، إلهي أنت ملاذنا إذا ضاقت الحيل، وملجؤنا إذا انقطع الأمل، بذكرك نتنعم ونفتخر، وإلى جودك نلتجئ ونفتقر، فبك فخرنا وإليك افتقرنا، إلهي كما دللتنا عليك ارحم ذلنا بين يديك، واجعل رغبتنا بين يديك وفيما لديك، ولا تحرمنا بذنوبنا ولا تطردنا بعيوبنا، إلهي إن كنا قد عصيناك بجهل، فقد دعوناك بعقل حيث علمنا أن لنا ربا يغفر ولا يبالي، إلهي أنت أعلم بالحال قبل الشكوى، وأنت قادر على تحقيق الآمال وكشف البلوى، اللهم يا من أسر الزلات وغفر السيئات وأبدلها حسنات، أجرنا من مكرك، وزينا بذكرك، واستعملنا بأمرك، ووفقنا لشكرك، واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، آمين والحمد لله رب العالمين.

دعاء آخر

بسم الله الرحمن الرحيم سبحان رب رتب الأهواء قبل وجودها، سبحان رب بنوره قدر الأقدار قبل بروزها، سبحان رب بنوره يدبر الأزمان قبل حدودها، سبحان رب بنوره قرب الأملاك وصرفها، سبحان رب بنوره حرك الأفلاك وعرفها، سبحان رب بنوره لطف الأرواح وشرفها، سبحان رب بنوره ركب الأجسام وألفها، أسألك اللهم بنورك الذي تجليت به على العرش فوسع الأنوار، وأسألك بنورك الذي تجليت به على الصور فوسع الأرواح، وأسألك بنورك الذي تجليت به على الكرسي فجمع الأشباح، وأسألك اللهم بوجهك النور وبعرشك النور، وبقلمك النور، وبروحك النور، وبصورك النور، وبكرسيك النور، وأسألك يا نور النور يا نور كل نور، يا منور كل نور، أسألك أن تجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا وفي بصري نورا، وفي لساني نورا، وفي عظامي نورا، وفي لحمي نورا، وفي بشري نورا، وفي شعري نورا وعن يميني نورا، وعن شمالي نورا، ومن أمامي نورا، ومن خلفي نورا، ومن فوقي نورا، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي يا من تغشاني في النور، إنك أنت نور الأنوار

منور المقربين والأبرار سبوح قدوس رب الملائكة والروح، تعالى رب الملائكة الذين هم في حضرة القدس حاضرون، تعالى رب الملائكة الذين هم فاعلون ما يؤمرون، تعالى رب الملائكة الذين هم في الأرض ساعون. اللهم إني أسألك بالأرواح المفضلة بليالي العشر، وأسألك بالأرواح الموكلة بنفحات الدهر، وأسألك اللهم أن تؤيدني بروح منك ليس شيء قوي يمنعني عن الوقوف على كشف فطرتي حتى أقف في الحضرة التي منها أخرجتني، وأنغمس في الأنوار التي منها أبرزتني، فأقوى على مقابلة الأرواح النورانيات، وأحيا بمشاهدة الحظوظ السريانيات إنك أنت الحي القيوم والنور والهادي والظاهر والموحي والكاشف والملقي والمنزل والسميع والمحيي والقدوس والرفيع والقوي والحليم بسم الله الرحمن الرحيم الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ولَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ويَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ واللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ بسم الله الرحمن الرحيم يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ حم عسق كَذلِكَ يُوحِي الآية بسم الله الرحمن الرحيم إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الخ.

ومن أدعيته أيضا: بسم الله الرحمن الرحيم ربّ ما أشد فرحك بتوبة عبد جذبته يد عنايتك، وأذقته برد عفوك وحلاوة مغفرتك، فأصبح من بعد جرأته على ارتكاب المحرمات، وفرحته باكتساب السيئات وغرقته في اقتناص الشهوات، فأصبح مقطوعا على الاختلافات، مشمولا بالاعتدالات، مجذوبا بألطاف العنايات الواقعة بالطاف الرعاية الجامعة لأنوار الهدايات إلى جميل العوائد، وجزيل الفوائد، ونيل الزوائد، ومنغمسا في بحار رحمتك منتصبا في صفاء حضرتك، متصرفا إلى وفاء معرفتك، متوّجا بتيجان الكرامة، مخلقا بأخلاق السلامة، وممزوجا بأرواح المدامة، رب أسألك توبة نصوحا ألتحق بها في الصف الأول من التائبين وانصف بها مناء العابدين، وبهاء الحامدين وصفاء السائحين، وفناء الراكعين وبقاء الساجدين، وهناء الوارثين وكمال الكاملين، كي تتألف عوالمي بملائكتك، وتتقرب لطائفي بمشاهدتك، كي أتقلب بين أصابع لطفك بانغماسي في رحمتك، وانتصابي لحضرتك وانصرافي لرؤيتك ومشاهدتك إنك أنت الرحمن الرحيم، والغفار الحليم والمنان الكريم والعفوّ والرؤوف والولي الحميد والقريب والمجيب والحفيظ والمغيث والبر والتواب والرزاق والوهاب. رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْرًا وثَبِّتْ أَقْدامَنا واُنْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وقِنا عَذابَ النّارِ رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وكَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ رَبَّنا وآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ ولا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ رَبَّنا ظَلَمْنا

ومن أدعيته لتدمير الظالمين والباغين

أَنْفُسَنا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ واِجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانًا نَصِيرًا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَدًا رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكًا وأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وأَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ واِجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ واِجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإِلَيْكَ أَنَبْنا وإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا واِغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

ومن أدعيته لتدمير الظالمين والباغين

بسم الله الرحمن الرحيم تعاليت يا من قصم الجبابرة والمتكبرين، وقطع دابر الفراعنة والمستهزئين، وضرب الذلة على الطغاة والمتمردين ما أسرع نزول بطشك الشديد، وما أسرع حلول قهرك المجيد بكل جبار عنيد، وشيطان مريد بغى على العباد وطغى في البلاد وسعى فيها بالفساد، بك استغثت إلهي لتضعضعي إليك أشتكي ممن ظلمني، وأسألك مولاي أن تنصرني على من حاربني، وأن تهزم من بارزني، وأن تقهر من قاتلني، وأن تخذل أعدائي وتهزمهم أينما اجتمعوا، وأن تلعنهم وتفضحهم أينما افترقوا، وأن تقصمهم أينما اتصلوا، وأن تجعلهم إلى الظلمة يعمهون، وعلى الذلة يفتنون، ومن النعمة يجاوزون لا يستقيمون سرا ولا جهرا، ولا يستفيدون عزا ولا أجرا، ولا يستطيعون نصرا ولا صبرا، وابعث عليهم عذابا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وألبسهم شيعا، وأذق بعضهم بأس بعض، واجعلهم لجهنم حطبا، وأحرق قلوبهم من الاستقامة، واسقهم ماء غدقا، واجعل ما لهم على الأرض صعيدا جرزا، وأنزل على جناتهم حسبانا من السماء، فتصبح صعيدا زلقا، أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا، ولا تصلح لهم حالا واجعلهم من الأخسرين أعمالا، ولا ترفع لهم رأسا واجعلهم من الخائفين، ولا تمدد لهم باعا، واجعلهم من الخائبين لا يستطيعون أكلا ولا شربا، ولا يستريحون أرضا ولا ظهرا، واجعل من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا، وعن أيمانهم ردما وعن شمائلهم ردما، وعلى رأسهم صخرا وتحت أرجلهم وعرا كي لا يلذ لهم مشيا، ولا تقر لهم عينا، ولا يحل لهم خيرا، واجعل الأغلال في أعناقهم، واسحبهم بالسلاسل والأصفاد في أقدامهم، وأرجفهم بالزلازل والأغلال في أعناقهم، والأعداء في أعقابهم وأخنهم في المنازل كي لا يفلحون، واعكس قولهم كي لا يهتدون، وأنكس أرواحهم كي لا يشهدون، وأبلس نفوسهم كي لا يقدرون، واقبض على قلوبهم كي لا يفقهون، وأصمم آذانهم كي لا يسمعون، واطمس على أعينهم كي لا يبصرون، واختم على أفواههم كي لا ينطقون، وامسخهم على مكانتهم كي لا يستطيعون مضيا ولا إلى أهلهم يرجعون، إنك أنت الجبار والمتكبر والقابض والناصر والقوي والغالب والقهار والمذل والمنتقم والمهلك والشديد والمخذل والمؤخر والمانع والخافض والضار والقاصم ذو الجلال والإكرام والولي والعظيم والوكيل والجليل

والمحيط ذو القوة المتين وذو البطش الشديد وذو العرش المجيد فعال لما يريد خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِمْ وعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ويَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ، أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ ورَعْدٌ وبَرْقٌ -إلى- قَدِيرٌ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وحَبْلٍ مِنَ النّاسِ وباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظّالِمِينَ ولَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وخافَ وَعِيدِ واِسْتَفْتَحُوا وخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا والَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ولَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدّارِ فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا ومَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا ورُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ إلى الْمُؤْمِنِينَ وطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ وإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ. إلى. يُؤْفَكُونَ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ وثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ وفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ. إلى. أَكْرَمَنِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ الخ السورة لا يذكر أحد هذه الأسماء العظام في الساعة الأولى من يوم السبت، أو الثانية منها إلا نال مراده من أعدائه أيا كانوا، فاتق الله ولا تفعله إلا لمستحقه.

ومن كانت له حاجة إلى الله تعالى، فليواظب على قراءة هذا الدعاء المبارك أياما عقب كل صلاة، ثم يسأل حاجته تقضى. ومن كان مضطرا في حاجته وأراد قضاءها عاجلا، فليتوضأ وليأت إلى بعض المساجد، أو عند توابيت الأولياء والصالحين، ثم يصلي ركعتين، وينوي فيها قضاء حاجته، يقرأ في الركعة الأولى، الفاتحة والإخلاص ٣، ثم يقول بسم الله الرحمن الرحيم ٧٠ مرة، وفي الركعة الثانية كذلك، ويزيد المعوذتين، فإذا سلم استغفر الله ٧٠ مرة، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ٧٠ مرة، ثم يقرأ هذا الدعاء ٧ مرات بنية صادقة، ويجمع حواسه في قراءته حتى تقضى حاجته خصوصا إن كان صاحب حالة صادقة مع الله وهو هذا الدعاء المبارك تقول: بسم الله الرحمن الرحيم رب أسألك باسمك الذي فتحت به عالم الأمر والخلق بالتجلي المظهر لنسب التنزيل، والمتعالي أمرا وجودا وباطنا معقولا ذلك لمن أردت، بل معلوما لمن أشهدت، مجهولا لمن شئت بما تشابه منه، كثرة لا تقدح في وحدة ما أحكمت من محكمه، يا عليم يا حليم يا فتاح يا الله يا رب وأسألك اللهم بسر الإضافة الرابطة بين حضرتي الوجوب والإمكان، المقتضية لظهور النعت الأعظم بالاسم المبهم لثبوت الألوهية عموما وخصوصا بدءا وعودا، ممن وسعته عموم الرحمانية التي لا تتناهى استقرارا أو ثبوتا عن فيض خاص الرحيمية، الرافع لشهود إثبات التقرب بالقرب، المجهول الماهية منك يا رحمن يا رحيم يا فتاح يا عليم أسألك

التنوير والتيسير والمعونة والفوز والحفظ والرعاية والستر والتكميل، وطيب الرزق والبركة فيه، والرجاء وحسن الظن بك، واليأس عن غيرك، وأسألك بحق البسملة تكوينا لأمرك، وتكميلا بجودك وبركة منك، تبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك، بك آمنا ولك أسلمنا وعليك توكلنا، حققنا اللهم بنورك وبنور اسمك رغبنا عن غيرك، إذ هو لاقيك، يا الله شهودا لك يا رحمن، سلام قولا من رب رحيم، اللهم إني أسألك بحق هذا الدعاء المبارك، أن تقضي حاجتي وهي كذا وكذا، وتسمي ما أردت مما لله فيه رضا، وإياك أن تطلب ما لا يحل.

ومن أدعيته المهمة التي كان يدعو بها فما تتم قراءته حتى تقضى حاجته: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بأنك أنت الله في حقائق محض التحقيق، وأسألك بأنك أنت الله على كل حال من أحوال الحد والتعديل، وبأنك أنت الله المقدس بخصائص الأحدية والصمدية عن الضد والند والنقيض والظهير، وبأنك أنت الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وعلى آل محمد وعلى كل من أحب محمدا، وأن تقضي حوائجي مما يكون لي فيه خير الدنيا والآخرة، محفوفا بالرعاية، محفوظا من الآفات، بخصائص الغايات، يا عوادا بالخيرات، يا من هو في الحقيقة أهل التقوى وأهل المغفرة والحسنات، اللهم إنها مسألة لخادم عز ربوبيتك بإظهار مسألته، فإنك أنت علام الغيوب، ومشاهد حقيقة المطالب قبل مباشرتها المطلوب، فتممها بجميل الخاتمة يا خير المطلوب، وصلى الله على سيدنا محمد حبيب القلوب، وعلى آله وصحبه وسلم.

ومن دعائه لكل ما أراد من الأعمال:

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب تبت منه إليك ثم عدت إليه، أستغفرك من كل عمل أردت به وجهك الكريم ثم خالطه غيرك، وأستغفرك من كل ذنب عملته في ظلمة الليل والنهار، خضعت لله عبدا خاضعا ذليلا مقهورا، آمنت بالله ربا غفورا شكورا، رضيت بنبيك وحبيبك وصفيك، وخيرتك من خلقك محمد صلى الله عليه وسلم جاء للكل بالرسالة محبورا، ولا إله إلا الله حقا على العباد في الكتاب مسطورا، والحمد لله شكرا على النعم من الله شكرا مقبولا بفضل الله مبرورا، والله أكبر عزا بالله وإظهارا لما وجب اظهاره من حلم الله وشرف الله سعيا مشكورا، وذنبا مغفورا، وسبحان الله تنزيها لله من السوء مساء وصباحا وبكورا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إقرارا بالقدرة عند الله إن شاء الله مشكورا، اللهم إنا نحن المتشبهون بحملة كتابك المتوجهون إليك وجهة الإيمان بكتابك المكنون المخزون من أسمائك وحقائق صفاتك، وبالاسم الذي قام به كل شيء من أرضك وسمائك، بأنك أنت الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أسألك اللهم أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين الذي خلقته قبل كل شيء وهو درة، وأودعت صدره الكتاب المبين، أن تجعل لنا من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، يا مفرج الفرج، يا عالي الدرج، يا خير ملجأ، وأعز ملتجأ، يا كريم العفو والجود، يا رزاق الدود في الحجر الجلمود، يا الله، يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

فائدة مباركة لقضاء الحوائج

ومن دعائه لجلب الرزق: وإذا أردت قراءته، فابتدئ بقراءة سورة الواقعة، ثم اقرأ هذا الدعاء، ويسمى دعاء الواقعة: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا الله، يا واحد يا أحد يا وتر، يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا باسط يا غني يا مغني بمهمهوب مهمهوب ذي لطف خفي، بصعصع صعصع، ذي نور بهي معسوب، الله الذي له العظمة والكبرياء يا صعصعوب دريها، وجمال طهوب طمهوب، ذو شامخ طهلهوب مهلهوب، الله الذي سخر بنور كل نور، بطهطهوب طهطهوب، أجيبوا يا خدام الله العظيم الأعظم، بتسخير قلوب الخلق وطيب الرزق، وحركوا روحانية المحبة لي بالمحبة الدائمة، بسم الله الذي اخترق الحجب نوره، وذلت الرقاب لعظمته، وتدكدكت الجبال لهيبته، وسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، هو الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم. اللهم إني أسألك باسمك المرتفع الذي أعطيته من شئت لأوليائك، وألهمته لأصفيائك من أحبابك، أسألك اللهم أن تأتيني برزق من عندك تغني به فقري، وتجبر به كسري، وتقطع به علائق الشيطان من قلبي، فإنك أنت الله الحنان المنان السلطان الديان الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل الغني المغني الكريم المعطي الرزاق اللطيف الواسع الشكور ذو الفضل والنعم والجود والكرم. اللهم إني أسألك بحق حقك وكرم كرمك وفضلك وإحسانك، يا من فضله فوق كل فضل، وإحسانه فوق كل إحسان، يا مالك الدنيا والآخرة، يا صادق الوعد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم يسر لي من رزقك الحلال واجعله لي نصيبا.

اللهم أجب دعوتي بحق سورة الواقعة، وبحق اسمك العظيم الأعظم، وبحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين الطاهرين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبحق فقج مخمت فتاح رزاق قادر معطي خير الرازقين، مغني البائس الفقير، تواب لا يؤاخذ بالجرائم، اللهم يسر لي رزقا حلالا طيبا، واجمع بيني وبينه من حلالك، واجعله من نصيبي في الحلال لا الحرام، يا ذا الجلال والإكرام في هذه الساعة يا الله يا كافي يا جليل يا كفيل يا وكيل أغنني بلطفك الخفي يا كريم يا رحيم. اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك يا الله، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، يا رب العالمين، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وأن تفتح لي أبواب رزقك يا فتاح، وأسألك بحق سورة الواقعة وأسرارها، أن تيسر لي رزقي كما يسرته لكثير من خلقك يا الله يا رب العالمين. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة أنت لها أهل، وهو لها أهل يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فائدة مباركة لقضاء الحوائج

من كانت له حاجة إلى الله وأراد قضاءها، فليصل ركعتين من قبل صلاة الوتر، يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرة والإخلاص ٣، فإذا فرغ من الصلاة، فليجلس على قدميه أي يقوم على الأرض قليلا، ثم يقرأ أو يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، وأسأله التوبة والمغفرة لي

فائدة لجلب الرزق والقبول

ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات ألف مرة، وعيناه مغلوقتان، فإذا فرغ يدعو الله بما أراد من أمر الدنيا والآخرة يقضى له.

فائدة لجلب الرزق والقبول

اعلم أن هذه الآيات مباركة فاجعلها وردا تجد بركتها. وإن حملتها معك يرزقك الله من حيث لا تحتسب. وهي: بسم الله الرحمن الرحيم ومِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقًا قالَ يا مَرْيَمُ أَنّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ واُرْزُقْنا وأَنْتَ خَيْرُ الرّازِقِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ والْأَرْضِ وهُوَ يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ وأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ ومَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها فَآواكُمْ وأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ ورَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ واُرْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ولَقَدْ مَكَّنّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا ورِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وأَبْقى ولَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا ولَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا ويَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ واللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمّا آتاكُمْ أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ومَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ والْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ أَولَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنّا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ واُعْبُدُوهُ واُشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وإِيّاكُمْ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ واُشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ورَبٌّ غَفُورٌ ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ وما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ ولا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيمًا قَدِيرًا إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وما عِنْدَ اللهِ باقٍ اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ومَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ واللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.

فائدة: فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ آية مباركة في آيات الفتح لجلب الرزق تحمل وتقرأ وهي هذه: بسم الله الرحمن الرحيم فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها

الفصل الخامس عشر: في الأذكار والدعوات المجابات المسخرات

إِلّا هُوَ ويَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا يَعْلَمُها الآية رَبَّنَا اِفْتَحْ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا واِتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والْأَرْضِ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ ولَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ واِسْتَفْتَحُوا وخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ ولَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ بابًا مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ فَتْحًا ونَجِّنِي ومَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ الآية حَتّى إِذا جاؤُها وفُتِحَتْ أَبْوابُها إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا وأَثابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ومَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ نَصْرٌ مِنَ اللهِ وفَتْحٌ قَرِيبٌ وفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْوابًا إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ الخ السورة، يا فتاح يا رزاق يا الله يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

الفصل الخامس عشر

في الأذكار والدعوات المجابات المسخرات

اعلم وفقني الله وإياك أن لكل اسم من أسماء الله خواص متعلقة به، وهو ما نبه عليه الشيخ عبد الرحمن السلمي بقوله: ومما خص به أولياء الله إذا أراد الولي حاجة من ربه، فإنه الذي بيده ملكوت كل شيء، فليغتسل عشية يوم الخميس، وهي ليلة الجمعة، ويقعد معتكفا في مصلاه حتى يصلي المغرب، ويمكث ذاكرا آية الكرسي حتى يصلي العشاء الآخرة، ويصلي ما يقدر عليه بعد ذلك من النوافل، فإذا كان آخر سجدة الوتر يقول مائة مرة، يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم، بك أستغيث، ثم يسأل حاجته تقضى. وقد روي عن النبي عليه السّلام أنه قال: إن الله خلق درة بيضاء، وخلق فيها العنبر الأشهب آية الكرسي، وأقسم بعزته وجلاله، من قرأها خلف كل صلاة مكتوبة، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. ومن قرأها عند خروجه من منزله قضيت حاجته وغفرت ذنوبه وذهبت شياطينه ووكل به ملائكة يحرسونه من كل داء وآفة وعاهة وجن وإنس، ومن كل ما يخاف ويحذر.

وقد وضعت آية الكرسي الشريفة في وفق ٨ في ٨ التي هي حقائق أبواب الجنة وحقائق حملة العرش، ونظرت ماذا يوافقك من أوقات الكواكب، فإذا هو المشتري وهو السعد الأكبر، فقامت النسبة الإلهية، واتصلت القوى العلوية والقوى السفلية، وقوي بعضها على بعض، فكثرت القوى من كل الجهات. فمن وضعه في الساعة الأولى من يوم الخميس والقمر متصل بالمشتري اتصال شعاع مودة في لوح من فضة خالصة وهو طاهر البدن والثوب، وذلك بعد صوم وصلاة وجمع همة وصفاء باطن في موضع خال من الأصوات، ثم بخره بالأشياء الأرجة كالعود والعنبر، فإنه يرى من خفي لطف الله تعالى ما تعجز العقول عن وصفه وهذه صفة الوفق:

اعلم أن هذا الشكل الكافي، والرسم الوافي يدل على الأمراء والملوك والرؤساء، ويعطي حامله ما في قوته من العز والهيبة والسعادة والعلو والرفعة والسيادة، وبه تنزل البركات وترفع العاهات وتقضى الحاجات، وفيه أسرار لأهل البدايات، وأنوار لأصحاب النهايات، وهو يدل على الدين والصدق والآداب والتوفيق والقوة والصيانة، والنصر والغلبة والطاعة والعطف والمحبة، والحفظ والكفاية والأمن به والسلامة والكلاءة، والتمليك على الأمصار والأقطار، والملك والسلطنة والوزارة والرزق والسعة والإمارة والبسط والسرور والفهم والغبطة، والزيادة في المال والجاه والولد والأهل، والحياة الطيبة، وحسن الحال، وحفظ الخدام والأولاد من الضرر والفساد، والاطلاع على لطائف العلوم ودقائق الفهوم، والنطق بالغرائب والحكمة والتكلم بالحقائق والمعرفة، لأن طبعه الزيادة في المال والجاه والأهل والولد ودفع الأسقام والأوجاع والآلام. ومن كتبه في لوح من رصاص، والقمر في الشعاع بعد تلاوة العزيمة ١٢٨٩ مرة أعمى الله عنه بصر كل جبار عنيد وشيطان مريد، وإن كان

صاحب حالة صادقة اختفى به عن أعين الناس. ومن وضعه في لوح من ذهب أو فضة في شرف المشتري بطالع سعيد محمود وحمله في عنقه ودخل الحرب كان مؤيدا منصورا مهابا مسرورا ولا يضره كيد حاسد ولا شر معاند ويكون مسموع الكلمة، مقبول الصورة عند الملوك والسلاطين والوزراء والخواتين، وكل من نظر إليه عظمه وهابه وأجله، وينبغي أن يتعاهده بالبخور في كل خميس، فإنه لا يحل في مكان إلا وكثرت فيه الخيرات وظهرت على أهله البركات، ويدفع الله عن ذلك المكان كل بلاء وعاهة وفتنة ومرض وسقم ومحنة. ومن علقه على مصروع أفاق من ساعته. من وضعه في ماء وسقى منه مربوطا انحل لوقته. وإن شرب منه محموم شفي لوقته. وينفع لدفع اللص والسارق، والمرجف والطارق، والحية والعقرب والسبع وجميع الهوام، وكل ما يخرج من الأرض، وما ينزل من السماء، وهو حجاب عظيم وسر كريم، وبه نجى الله إبراهيم من نار النمرود، وبه نجى يونس من بطن الحوت، وبه سخر الوحش والطير والجن والإنس والريح لسليمان عليه السّلام، وفيه اسم الله الأعظم، وبه نصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين. ومن عرف قدره استغنى به عن كثير من المصنوعات، فإنه من الكمال بغاية لا تصل إليها العبارة. ومن نقشه وحمله على غير طهارة، أصيب إما في ظاهره وإما في باطنه، يفهم ذلك من عادته الفهم عن الله لا يصلح العمل به لمن كان مقهورا تحت همه وسلطانه، بل يصلح لمن قويت روحه بأنوار المجاهدات والرياضات فافهم ذلك. واعلم أن هذه الآية الشريفة فيها معنى عجيب وسر غريب لحفظ الأموال والأولاد والأزواج والأحوال، ولجلب الزبون والخيرات إلى الحانوت، والمجنون والمصروع والمختل والمفزوع، يكتب في ورق طاهر ويعلق عليه، ويكتب للدخول على الأكابر والأكاسرة والجبابرة يكتب في شرف الشمس في جسم طاهر ولدفع العدو والسارق عن المكان، يكتب ويدفن فيه، فلا يطرقه طارق بسوء، ويطرد الهوام والحيّات والعقارب والآفات من الدار فتدبره، فإنه من الأسرار المكنونة والجواهر المصونة.

قال بعض المشايخ رضي الله عنه: سكنت في البصرة في بعض البيوت، فلما جنّ عليّ الليل دخل عليّ شخص أسود، وعيناه كشعل النار وهو يريد أن يدنو مني، وله دبيب كدبيب التنين، فخفت منه فقلت اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فكلما قرأت كلمة قالها معي، فلما وصلت إلى قوله تعالى ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فلم يقلها، فكررتها فذهب فأويت إلى بعض زوايا البيت، فنمت فيه إلى الصباح، فرأيت في المكان الذي ذهب فيه آثار حريق رماد فتعجبت، فلما أن كان في الليلة الثانية رأيت في المنام هاتفا يقول قد أحرقت عفريتا فقلت: وبم احترق؟ فقال: بقوله تعالى ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فإنك لما رأيته خفت منه، فألهمك الله قراءة آية الكرسي، وكنت كلما قلت كلمة منها يقولها معك، فلما وصلت إلى قوله تعالى: ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فلم يقلها، فكررتها عليه فأحرقته، وهي آية عظيمة كريمة نافعة لكل شيء من العوارض والتوابع. ومن قالها عند نومه أمن إلى الصباح، ومن قالها صباحا أمن إلى المساء ولها خواص عجيبة ولها وفق عظيم وهو هذا كما ترى والله الموفق.

وهذا دعاء الآية الشريفة تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنك أنت الله الملك الحق الذي لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد القديم، الحفيظ الصمد الحي القيوم، الملك المتفضل القائم بكل شيء العلي العظيم، هب لي هيبة من جلالك تحجب بها عني المضار وأكسب بها المسار، وبالسر الذي كان يدعوك به آدم عليه السّلام وعلمته الأسماء كلها أفض اللهم عليّ من آلائك ما يحول بيني وبين القوم الظالمين، إنك أنت المولى وأنا من بعض العبيد، وأنت مولانا وأنا عبدك فلا يقال هو إلا لك يا الله يا من لا تأخذه سنة ولا نوم أسألك أن تحييني حياة طيبة مباركا لي فيها، يا حي حياتك بها انبسطت الحياة، وتشعشعت في كل حي، يا حي أحيني حياة طيبة لا يقع فيها مكروه أبدا، يا قيوم يا من قامت العوالم كلها بقهرك، ها أنا بين يدي قيوميتك على بساط الخوف متردي بالحياة، مقنع بالرجاء، ملقى على ظهري في حمل السيئات الإساءة متوكئا على عشمي، أنك قلت وقولك الحق اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وأنا لا أطلب غيرك ولا أرجو سواك، موقن أنه لا يخلصني مما أنا فيه إلا أنت، طالبا للإجابة، مستظهرا بظاهر الإخلاص من قيوميتك، يا قاهر اقهر من يريد قهري قهرا يمنعه من التصرف في نفسه فضلا منك علي، يا من لا تأخذه سنة ولا نوم، من أرادني بسوء احجبني عنه وامنعه السنة والنوم، وضيق عليه الأرض بما رحبت لا سراء تسره، بل الضراء تضره، واشغله بشر الأشرار، لأنك لا يخفى عليك الخفي يا الله ٣، يا مالك السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، ولا تملكني اللهمّ لأعدائي ولا لمن يضرني. ها أنا عبدك المظلوم عبدك الفقير الضعيف، أفض اللهم وأسبل عليّ آلاءك سترا أدخل به مع أوليائك على بساط قدسك وأنسك، يا من لا يشفع عنده إلا بإذنه استشفعت بالوحي الذي على لسان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وبخيرتك من خلقك أن تجيرني من جميع المكروهات والآفات والمضرات، أسألك يا مولاي أن تنصرني على من جار عليّ، وأن تهزم لي من بارزني، وأن تقهر من قابلني، وأن تخذل أعدائي وتمنعهم أينما اجتمعوا، وأن تلعنهم وتفضحهم أينما افترقوا، وأن تقطعهم وتفنيهم أينما اتصلوا، وأن تجعلهم في الظلمة يعمهون وعلى الذلة يفتنون، ومن النقمة لا يجارون، ولا

يستقيمون سرا ولا جهرا، ولا يستفيدون عزّا ولا فخرا، ولا يستطيعون نصرا ولا صبرا، وابعث عليهم عذابا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.

يا عالم الخفيات ويا غافر الزلات ويا راحم العثرات، ارحمني واغفر لي واسترني وانصرني على أعدائي كما نصرت أنبياءك على أعدائك، وأنكصهم على أعقابهم، واسحبهم بالسلاسل والأغلال في أعناقهم، واقبض على قلوبهم كي لا يفقهون، واصمم آذانهم كي لا يسمعون، واطمس على أعينهم كي لا يبصرون، واختم على أفواههم كي لا ينطقون، وامسخهم على مكانتهم كي لا يستطيعون مضيا ولا إلى أهلهم يرجعون، إنك أنت الجبار والمتكبر والقابض والناصر والقوي والغالب والقهار والرافع والمذل والمنتقم والمهلك والشديد والمخذل والمؤخر والمانع والقابض والخافض والضار والقاصم ذو الجلال والإكرام. اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم، وبنبيك المبجل المكرم، وبحق هذه الآية الشريفة، والأسماء المنيفة أن تحفظني من بين يدي ومن خلفي، ومن فوقي ومن تحتي، وعن يميني وعن شمالي، وارزقني الإحاطة، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، يا من أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، أسألك الإحاطة بما بين الأصبعين، والخروج من العلتين، مشمولا بالاعتدالات، مجذوبا بألطاف العناية الدافقة، بألطاف الرعاية الجامعة لأنوار الهداية إلى جميع العوائد، وجزيل الفوائد ونيل الزوائد، منغمسا في بحار رحمتك منتصبا في صفاء حضرتك، منصرفا إلى وفاء معرفتك، متوجا بتيجان الكرامة، مخلقا بأخلاق السلامة. أسألك يا من وسع كرسيه السموات والأرض، يا من وسعت قدرته ومشيئته كل شيء، أوسع لي رزقي، وفرج عني كربي، واغفر بجودك وكرمك ذنبي، وأدخلني في سرّ إمداد اسمك العظيم الأعظم، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم. اللهم إني أسألك يا الله يا حي يا قيوم بحق هذه الآية الشريفة والأسماء المنفية، أن تنصرني على من ظلمني، وتقهر من قهرني، ومن أراد بي سوءا ومكرا وغدرا، ما أسرع نزول بطشك الشديد، ما أسرع حلول قهرك المجيد بكل جبار عنيد وشيطان مريد بغى على العباد، وطغى في البلاد وسعى بالفساد، بك أستغيث إلهي أسألك بحق هذه الآية الشريفة والأسماء المنيفة أن تنظر إليّ نظر رحمة، وأن تجعلني من عبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا من وسع كرسيه السموات والأرض، اصرف عني ما يسوؤني من الظلم والاغيار، واجبر قلبي بالظفر منك يا جابر القلوب المنكسرة، وامزج الترح بالفرح في جزئيتي وكليتي، يا قوي قوّ قلبي بعد الضعف، وارفع على رأسي راية يشهد لها العالم أني مظلوم، هب لي اللهم أجر المظلوم، إنك تعلم ما لا نعلم، يا غني ادفع عني ما يمنعني من الفقر، يا الله يا علي يا عظيم تعاليت علوا كبيرا، وعظني بعظتك العظيمة، ونجني من القوم الظالمين، وأمددني بملائكتك المقربين، وسخر لي قلوب خلقك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي

دعاء آخر للآية الشريفة

العظيم. اللهم إني أسألك يا الله يا حق يا مبين، أن تنجيني أنا ومن يلوذ بي من القوم الظالمين، وأدخلني في خزائن بسم الله الرحمن الرحيم، أقفالها الحمد لله رب العالمين، مفتاحها لا إله إلا الله محمد رسول الله.

دعاء آخر للآية الشريفة

إذا كنت في مكان مخيف، أو بين أقوام تخاف شرهم وأذاهم، فاقرأ آية الكرسي ٢١ مرة، وبعدها تقول هذا الدعاء الشريف المبارك: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك حتى لا أهلك وأنت رجائي، أمسينا في خزائن الله مسلسلات بذكر الله، بابها لا إله إلا الله، سورها محمد رسول الله، سماؤها لا حول ولا قوة إلا بالله، بسم الله نور، وبسم الله سرور، وآية الكرسي علينا تدور كما دار السور على محمد الرسول، ليس لها قفل ولا مفتاح من العشاء إلى الصباح، بإذن الملك الفتاح، فالق الاصباح، بألف ألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أنت الملك الذي ذلت لعزتك الرقاب، وتدكدكت من هيبتك الجبال الشوامخ لك السلطان الشامخ، والملك الباذخ، والملك والملكوت، ولك العزة والجبروت، ترديت بالنعماء، وانقاد لعز عظمتك جميع المخلوقات، ووجلت الملائكة المقربون والروحانيون والكروبيون رب الأولين والآخرين. إلهي أسألك أن تحفظني وترعاني، وتنظر إلى بنظر رحمتك إنك أنت أرحم الراحمين، خفيت من أعدائي بالله، ودخلت في كنف الله، وترديت برداء الله، وتمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ.

ويليه دعاء لآية الكرسي: تقرأ آية الكرسي بتمامها وتقول: أسألك اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الواحد الفرد الصمد، الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، أسألك أن تصلي على سيدنا محمد، وتعطيني مما عندك في خزائن رحمتك من الخير والرزق والبركة، والفضل بفضلك وجودك وإحسانك، وأن تغنيني بفضلك عمن سواك يا الله ٣، يا رحمن يا رحيم يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض، يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك اللهم بنور وجهك الكريم الذي ملأ أركان عرشك العظيم، وبقدرتك التي قدرت بها على خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين. أسألك وأدعوك أن تديم علي النعمة والخير والرزق الطامح، وأن تعطيني من خزائنك الواسعة ما تغنيني به عمّن سواك، يا من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إنك على كل شيء قدير، يا الله ٢ يا رحمن ٣، لا إله إلا أنت المعطي خزائن النعمة، المحسن المتفضل الكريم الوهاب، هب لي اللهم ما لا كثيرا ونعمة طامحة ورزقا وعزا بفضلك الواسع، يا فياض ٢ يا مفوض فوض علي النعمة والخير، وأغنني بفضلك عمن سواك، وأغنني غنى لا فقر بعده أبدا، إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت المعطي الوهاب الكريم الرزاق المجيب الفياض، يا الله أنت القائم بكل شيء، القديم الحفيظ العلي العظيم، فعظمني بعظمتك العظيمة يا عظيم يا أعظم من كل عظيم، أسألك

اللهم بحق اسمك العظيم الأعظم المعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وبحق أسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم اعلم وبحق التوراة وما فيها وبحق الانجيل وما فيه، وبحق الزبور وما فيه، وبحق القرآن العظيم وما فيه، وبحق الاسم الذي أقمت به السموات السبع وما فيهن، وبحق جميع أنبيائك وأوليائك وأصفيائك، وبحق ملائكتك المقربين، وبحق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين.

أسألك وأدعوك أن تمدني منك بخير كثير، ورزق طامح ونعمة وافرة، بفضلك يا متفضل وجودك يا جواد، وبإحسانك يا محسن وبكرمك يا كريم، وبإعطائك يا معطي جزيل النعم، يا الله ٣، أسألك يا قيوم العوالم كلها بظهورك، يا قيوم السموات والأرض كل أتى طائعا إلى قيوميتك، مترديا بالحياء مقنعا بالرجاء، أسألك اللهم أنت القابض الباسط، وأنت أصدق القائلين إذ قلت في كتابك العزيز اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ أسألك اللهم وأدعوك أن تمدني بالمال الطامح والنعمة الوافرة والرزق الجزيل، يا الله ٣ يا منعم يا كثير الخير يا الله بحق ليلة القدر وآية الكرسي أن ترزقني رزقا حسنا واسعا غدقا طيبا مباركا، من حيث لا أعلم ولا أدري إنك على كل شيء قدير يا الله يا رحمن ها أنا طالب الإجابة مستظهر بظاهر الإخلاص من قيوميتك، يا قهار اقهر من أرادني بسوء وضر بقهرك القاهر حتى تمنعه عني، فإنك لا تأخذك سنة ولا نوم، وضيق عليه الأرض بما رحبت، لا سرّاء تسره بل الضراء تضره، يا الله ٣، يا رحمن ٣، يا رحيم ٣، يا بديع السموات والأرض، يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك اللهم أن تفيض عليّ، من آلائك العلوية بين عبادك برحمتك يا أرحم الراحمين.

واعلم أن حروف آية الكرسي ١٧٠ حرفا، كلماتها ٥ كلمات، فصولها ٢٨ فصلا، ومن قرأها أول النهار كان في أمان الله من الشيطان والسلطان. ومن قرأها أول الليل وفي جوف الليل مستقبلا بعيدا عن الأصوات عدد حروفها وسأل الله حاجته قضيت. ومن قرأها عدد الرسل ١٣١٣، وأهل بدر وأصحاب طالوت أو حسابها من اسم محمد عليه السّلام وسأل حاجته قضيت. ومن خاف من عدوّه وأراد هلاكه أو خراب داره، فليقرأها عدد حروفها ويضيف إليها: يا قاهر يا شديد يا ذا البطش ويقول:

اللهم كما لطفت بلطفك دون اللطفاء، وعلوت بعظمتك على العظماء، وعلمت ما تحت أرضك كعلمك بما فوق عرشك، فكانت وساوس الصدور كالعلانية عندك، وعلانية القول كالسر في علمك، فانقاد كل شيء لعظمتك، وخضع كل ذي سلطان لسلطانك، وصار أمر الدنيا والآخرة كلها بيدك، اجعل لي من كل هم وغم أصبحت وأمسيت فيه فرجا ومخرجا، اللهم إن عفوك عن ذنوبي، وتجاوزك عن خطاياي، وسترك على قبيح عملي، أطمعني أن أسألك ما لا أستوجبه منك مما قصرت فيه، أدعوك آمنا، وأسألك مستأنسا، فإنك المحسن إليّ، وأنا المسيء إلى نفسي فيما بيني وبينك، تتودد إلي بالنعم، وأتبغّض إليك بالمعاصي فلم أجد كريما أعطف منك على عبد لئيم مثلي، ولكن الثقة بك حملتني على الجراءة عليك، فجد اللهم بفضلك وإحسانك عليّ إنك على كل شيء قدير.

وهذا قسم آية الكرسي: اللهم إني أسألك بتضوع نسيم روح ريحان أرواح جواهر قصور بحور أنوار ثغور أسرار اسمك الأعظم الذي انتفعت بتجليه عطش أكباد وأروى حوض برك قاصدين سنوح سرك، يا من له الاسم الأعظم وهو أعظم، يا من تقدم علاه عن القدم وهو أقدم، يا من ليس له حد فيعلم وهو أعلم، أسألك باسمك العظيم الأعظم، وبنور اسمك الكريم الأكرم وبما جرى به القلم، أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وأن تسخر لي جميع ما خلقت، ما علمت وما لم أعلم، فقد دعوتك باسمك الذي نجا به من نجا وهلك به من هلك، لا إله إلاّ أنت تباركت وتعاليت، يا ذا الجلال والإكرام.

وهذا دعاء آخر لهذه الآية تقول: يا حي يا قيوم يا من قوام وجوده بنفسه، وقوام وجود غيره به، لا حول ولا قوة إلا بك، قد رفعت فاقتي إليك، وبسطت كفي بين يديك فلا تخيب رجائي فيك، أنت أجود الأجودين، وكيف لا يكون ذلك وليس من سواك وجود آلائك، فإنك أنت الواحد حقا لا إله سواك، أوجد بما في سر اسمك من وجود رحمتك، يا أرحم الراحمين ٣، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، والحمد لله رب العالمين.

دعوة سورة الأنعام: تبدأ بالوضوء ونظافة الثوب، وتترك ما لا يعنيك مطلقا وحديث الدنيا، لا تتحدث بشيء في أثناء القراءة، وتلزم التذلل والانكسار مع الله عز وجل، ويكون الابتداء في العمل يوم الأحد بعد صلاة الظهر، تصلي ركعتين لقضاء الحاجة، تقرأ فيهما الفاتحة وقل هو الله أحد ٣ مرات، ويكتب حاجته، ويجعلها قدامه تحت وجهه، متوجها إلى القبلة، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا، ولا يتحدث بحديث الدنيا أبدا من أول الابتداء إلى آخره على هذا الترتيب، قضى الله حاجته، وغفر ذنوبه إلى ٧٠ من أهل بيته ووسع عليه في الرزق، ويقول قبل أن يقرأ: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد وسلم وبارك، عدد معلوماتك ١١ مرة، ثم يقول وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد وحسبي الله ونعم الوكيل ١١ مرة، ثم تقرأ فاتحة الكتاب ٣ مرات، وآية الكرسي ١٠، ثم تأخذ المصحف بيدك، وتنوي حاجتك وتحسن نيتك، وتقرأ الدعاء تقول:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كلام ربنا وصفات ربنا، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم أنزلته بالحق وبالحق نزل، اللهم عظم رغبتي فيه، واجعله نورا لبصري وشفاء لصدري، اللهم أنطق به لساني وزين به صورتي، وجمل به وجهي وجسدي، وارزقني تلاوته لغير رياء وسمعة، وعلى طاعتك آناء الليل وأطراف النهار، واجعله حجة لنا لا علينا، ونبهنا من نومة الغافلين قبل الموت برحمتك يا أرحم الراحمين. يقضي الله حاجته، فتصدق من الحال، وتبدأ بالسورة المذكورة وهي سورة الأنعام الشريفة، فإذا وصلت إلى قوله تعالى: وذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ تقول: وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ٤١ مرة، وصلى الله على محمد وبارك وسلم بعدد كل معلوماتك ٤١ مرة، ثم تقرأ، فإذا وصلت إلى قوله تعالى: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وخُفْيَةً تقول: إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ٤١ مرة، ثم تقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، وسلم بعدد كل

باب رياضة قل أوحي المشهورة

معلوم لك ٤١ مرة، فإذا وصلت إلى قوله تعالى: فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْمًا لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ تقول وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ٤١ مرة ثم تقول: رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ الآية، ثم تقرأ هذا الدعاء المبارك تقول: إلهي من ذا الذي دعاك فلم تجبه، ومن ذا الذي سألك فلم تعطه، ومن ذا الذي استجار بك فلم تجره، ومن ذا الذي استعاذ بك فلم تعذه، ومن ذا الذي استغاث بك فلم تغثه، ومن ذا الذي توكل عليك فلم تكفه، واغوثاه بك يا الله ٣، بك أستغيث يا مغيث أغثني وافعل بي ما أنت أهله ومستحقه، فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة، ثم يسجد ويطلب حاجته فإنها تقضى، ثم تقول: وارزقنا وجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، بحرمة هذه السورة المباركة خير الدنيا والآخرة، واصرف عنا وعنهم بحرمة القرآن العظيم، وبحرمة سورة الأنعام شر الدنيا وعذاب الآخرة، وشر خلقك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد بقدر كل يوم معلوم لك ٣، فإذا وصل لقوله تعالى ورَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ يقول: وأنا الفقير ذو الحاجة ١٨ مرة رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ربنا واِجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا واِجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ٩٨، فإذا ختم السورة يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم يا سريع الحساب، يا شديد العقاب يا غفور يا رحيم يا خالق كل شيء يا فاطر السموات والأرض يا فالق الإصباح يا مسبب الأسباب يا مفتح الأبواب يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات يا وافر الحسنات يا ولي الحسنات يا مقيل العثرات يا محيي الأموات يا نور الأرض والسموات يا غافر الخطيئات يا ساتر العورات يا رافع السيئات يا دافع البليات يا قاضي الحاجات اقض حاجتي في هذه الساعة يا إله الأوّلين والآخرين يا ذا الجلال والإكرام ٣ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. ثم يسجد ويطلب حاجته تقضى، ثم يقرأ هذا الدعاء ألف مرة يقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل شر، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته، ولا مريضا إلا شفيته ولا دينا إلا قضيته، ولا فاسدا إلا أصلحته ولا مفرقا إلا جمعته ولا غائبا إلا رددته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها بيسر منك وعاقبة أمر، يا واسع المغفرة برحمتك يا أرحم الراحمين. ويقول بعد كل مائة مرة اقض حاجتي يا قاضي الحاجات يا إله الأولين والآخرين ويا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد خير خلقه وآله وصحبه أجمعين.

باب رياضة قل أوحي المشهورة

اعلم أيها الأخ في الله إذا أردت ذلك صم ٣ أيام أولها الثلاثاء، ثم الأربعاء والخميس وهو صيامك عن غير ذي روح، وأنت تبخر بحصا لبان وجاوي ليلا ونهارا، وأنت تقرأ السورة الشريفة في مدة ٣ أيام، ألف مرة في تلك المدة المذكورة تقرأ في كل يوم ٣٣٣ مرة وأكثر، والمراد تكميلها بالألف

في تلك المدة المذكورة واجتهد أن يكون ختمك من قراءتها ليلة الجمعة الثلث الأوسط من الليل، فإنه يحضر لك خادمها، وهو رجل قصير طويل اليدين، فيجلس قدامك، ويقول لك السلام عليك، فثبت جناحك فإن عليك هيبة عظيمة، وهو من ملوك الجان المؤمنين الذين أسلموا على يد النبي صلى الله عليه وسلم، فتنظر ثلاث رجال خلفه، فإن ثبت نفسك قضيت حاجتك، وإن توهمت أو تلجلجت، فإنهم ينصرفون عنك ويخيب عملك وسعيك، فيجب عليك أن تشجع نفسك، ولا تخف فإن اسمه أبو يوسف، فقل: يا أبا يوسف قد وجب عليك حقي وأنت ترى ما أنا فيه من الفاقة والضيق، وأريد منك هذه الساعة الشيء المباح الحلال أستعين به على نفقتي ونفقة عيالي، وأستعين به على الحج إلى بيت الله الحرام وأجرك على الله. واعلم يا أخي إن أنت قويت قلبك وتكلمت الكلام الذي ذكرناه فإنه يلتفت إلى أحد الرجال الذين من ورائه ثم يأمرهم بشيء فإنه يأتي به بأسرع من البرق وهو مما قد قسم الله لك من القدم فخذ ما وصل إليك واشكرهم وداع لهم فإنهم ينصرفون. وحكي عن الشيخ الصالح أبي عبد الله حسين بن منصور، أنه فعل ذلك، فأتاه الخادم بعشرة الاف دينار، وحكي أن تلميذ يحيى فعلها، فلما حضر بين يديه خادم السورة خاف واصطكت أسنانه وخرس لسانه فلم يطق أن يكلمه، وكلما فتح عينيه وجده بين يديه، فلما أفاق وطال الأمر ولم ينطق انصرف الخادم عنه، ولم يحصل منه ضرر، فعليك أيها الطالب بثبات الجنان، فإن خادم هذه السورة من الجن المؤمنين وهو لم يضر الطالب، والعزيمة والدعوة هي السورة الشريفة بتمامها وكذا البخور.

واعلم أيها الواصل أنها من الأسرار المختصة وأنها من كتب الأنبياء والأولياء وأسرارهم نفعنا الله بهم. وهي هذه: تقول بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ اللهم إني أسألك يا منزل الوحي من فوق سبع سموات أن تيسر لي ما أنا قاصده وطالبه، وتسخر لي خدام هذه السورة المباركة يطيعوني في جميع ما أريده إنك على كل شيء قدير. اللهم يا من إليه يهرب الهاربون، ويا من في عفوه يطمع الطامعون أَنَّهُ اِسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ اللهم إني أسألك يا من يسمع ويرى ولا يرى وهو بالمنظر الأعلى فَقالُوا إِنّا سَمِعْنا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنّا بِهِ ولَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَدًا اللهم إني أسألك بحق من آمن بك من المؤمنين بأنبيائهم وبنبيك وبك، وبالسائلين أن تسخر لي خادم هذه السورة يكون لي عونا على ما أريده وأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اِتَّخَذَ صاحِبَةً ولا وَلَدًا اللهم إني أسألك يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، أن تنطق قلبي بالحكمة، ولساني بالمعرفة، وأن تكون عونا لي، ومعينا وأن تسخر لي قلوب خلقك أجمعين وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا وأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَدًا اللهم إني أسألك يا رافع السموات ويا خالق المخلوقات ويا مكون الأكوان ويا مدبر الزمان، ويا منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ويا مفضل بني آدم على جميع المخلوقات، يا حي يا قيوم يا من لا تنام، يا من سخر الجن والإنس لسليمان عليه السّلام، أسألك اللهم أن تسخر لي جميع خلقك وجميع الأشياء، وأشهر ذكري في الخير، يا حي لا ينام اللهم إني أسألك بالاسم العظيم المخزون المكنون، وبالنور الكريم، أن تسخر لي روحانية هذه السورة حتى يجيبوني ويكونوا لي عونا على ما أريد،

إني توسلت بك إليك، يا من هو فعال لما يريد، أقسمت عليكم أيتها الأرواح الروحانية العظام المعظمة البهيمة بالاسم الذي كان مكتوبا على قلب آدم عليه السّلام، وبالاسم الذي فضلكم الله به على كثير من الأملاك لا إله إلا رب البرية، أجيبوا أيتها الأرواح الروحانية الطاهرة الزكية الملكوتية، أن تكونوا عونا لي على ما أريد حتى لا يقدر أحد أن يخالف أمري من الخلق، أجيبوا من استعان بكم يا ملائكة رب العالمين اللهم أحسن عوني وكن لي معينا، فإني عبدك وابن عبدك واستعنت بك فأعني واغثني وانصرني، فإنه لا معين لي إلا أنت ولا ناصر لي عليهم غيرك، ولا أسأل أحدا سواك.

اللهم إني أسألك بالآيات والذكر الحكيم، أن تسخر لي روحانية وخدام هذه السورة المباركة إنك على كل شيء قدير، أجيبوا يا ملائكة رب العالمين بحق اسم الله الأعظم، وبحق هذه الدعوة والذكر الحكيم، أقسمت عليكم يا ملائكة رب العالمين، بحق اسم الله طائعين فإني أستعين عليكم بالله الرحمن الرحيم، وبالحمد لله رب العالمين، يا ردقيائيل بحق الاسم المكتوب على قلب القمر والشمس، وبحق الاسم العظيم الأعظم يا مذهب، بحق رب العالمين وبحق الملك الغالب عليك أمره ردقيائيل، احضر أنت وأعوانك وقبائلك وجميع عشائرك ومن كان تحت حكمك، أجيبوا وكونوا عونا لي على ما أريد، بحق ما تلوته عليكم من اسم الله العظيم. اللهم كن لي عونا ومعينا، أقسمت عليك يا سمسمائيل بحق صاحب هذه البنية العليا، أجب يا جبرائيل بحق الاسم المكتوب على قلب القمر، وبحق الله الواحد القهار، أجب يا أبا النور الأبيض بحق الملك الغالب عليك أمره جبرائيل، وبحق الله العلي الأعلى أجب وكن لي عونا على ما أريد، أجب يا أحمر بحق الملك الغالب عليك أمره شمائيل، أجب أنت وأعوانك وعشائرك وأجب أنت وقبائلك وأهل طاعتك أجمعين، أجيبوا كلكم وافعلوا ما أريد منكم بحق سبوح قدوس رب الملائكة والروح أجيبوا وكونوا طائعين ولأسمائه سامعين، أجب يا ميكائيل بحق الآيات والذكر الحكيم وبالذي خلق السموات والأرض وهو بكل شيء عليم، أجب يا برقان بحق الملك الغالب عليك أمره ميكائيل أجب أنت وأعوانك وقبائلك وعشائرك بحق من قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، أجب يا صرفيائيل، بحق الملك الحي القيوم وبحق الصلوات الخمس أجب بحق الملك الغالب عليك أمره صرفيائيل، أجب أنت وأعوانك وعشائرك وقبائلك وأهل طاعتك لا يتخلف منكم أحد، بحق هذه الأسماء العظام والاسم العظيم الله ١٠، اللهم كن لي عونا ومعينا، أجب يا عنيائيل بحق يوم الجمعة وبحق من هو جامع الناس ليوم لا ريب فيه، أجب يا زوبعة بحق الملك الغالب عليك أمره عنيائيل، أجب أنت وأعوانك وعشائرك وقبائلك ومن هو تحت حكمك، أجب يا كسفيائيل بحق المسخر بين السماء والأرض، بحق الملك القدوس الديان وبحق العلي الأعلى وبحق الله تعالى، أجب يا ميمون بحق الملك الغالب عليك أمره كسفيائيل أحضر أنت وأعوانك وقبائلك وعشائرك ومن تحت حكمك، أجيبوا يا معاشر الأرواح الروحانية العلوية والأرضية، وكونوا لي عونا على ما أريد من الأرض الأرضية، أجيبوا بحق ما تعرفونه من قدر أسماء الله تعالى، أجيبوا وأطيعوا واسمعوا خطابي وتصرفوا فيما أريده، يا معاشر الأرضية بحق الملكوت الروحانية احضروا إلى مكاني

هذا الوحا ٣ العجل ٣ الساعة ٣ إن كانت إلاّ صيحة واحدة فإذا هم خامدون، يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون، أحضروا وأجيبوا وأطيعوا ومن تخلف منكم تحرقه الملائكة بالشهب الثواقب وأَنّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وشُهُبًا وأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهابًا رَصَدًا وأَنّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا وأَنّا مِنَّا الصّالِحُونَ ومِنّا دُونَ ذلِكَ كُنّا طَرائِقَ قِدَدًا وأَنّا ظَنَنّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ ولَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا وأَنّا لَمّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْسًا ولا رَهَقًا وأَنّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ ومِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا، أقسمت عليكم أيتها الأروح الروحانية، أجيبوا بحق ما تلوته عليكم من أسماء الله تعالى وآياته، لا يتخلف منكم أحد، أجيبوا واسمعوا واحضروا وادخلوا في جميع الأرضية، أجيبوا يا معاشر الأرضية بحق ما تلوته عليكم، أجيبوا بحق أسماء الله تعالى، أجيبوا طائعين لأسماء الله رب العالمين أجيبوا لا يتخلف منكم أحد وأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا، أجيبوا يا معاشر الأرواح الأرضية طائعين بحق ما أقسمت به عليكم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وأَنْ لَوِ اِسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ومَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذابًا صَعَدًا أجيبوا ولا يتخلف منكم أحد بحق ما أقسمت به عليكم وأَنَّ الْمَساجِدَ لله فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي ولا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا ولا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ ولَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلّا بَلاغًا مِنَ اللهِ ورِسالاتِهِ ومَنْ يَعْصِ اللهَ ورَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِرًا وأَقَلُّ عَدَدًا قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلّا مَنِ اِرْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا.

اللهم أسألك بطاء طولك وبباء بقائك وبقاف قدرتك وبتاء تبركك وبثاء ثبوت ملكك ووسع كرسيك، يا من لا تخالطه الظنون في ملكه، يا من يستجير كل شيء به ولا شيء من خلقه إلا هو به يستجير ولا يجار في ملكه. أسألك اللهم فإني لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا بإذنك، اللهم إني أسألك بحق الوعد الذي وعدت به أنبياءك وأرشدت به أولياءك، اللهم يا جليل ٣، يا عظيم ٣، يا قدوس ٣، يا الله ٣ يا من له ملك السموات والأرض، يا من يعلم ولا يعلم عنه سواه، اللهم إني أسألك بجاهك، وبعين علمك وبغين غفرانك وبفاء فضلك وبكاف كبريائك وبلام لطفك وبياء يقينك وبألف ألوهيتك وبضاد ضيائك. اللهم إني أسألك بزاي زينتك وبشين شفائك يا حي يا قيوم إِلّا مَنِ اِرْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا. اللهم إني أسألك بحق المساجد لله، وبحق عبادك الصالحين وبحق الراكعين الساجدين وبحق الداعين فإنك أنت الله الكريم، وبحق من دعاك سخر لي مرادي وكن لي معينا. اللهم إني أسلك بحق من لم يشرك بربه أحدا أن تشهد به لي وتيسر لي وتعينني وتهيئ لي من أمري رشدا، اللهم يا من هذا الكلام كلامه، أسألك بكلامك العظيم، وبسورة قل أوحي إليّ، وبالوعد

الحكيم. اللهم يا من أحصى كل شيء عددا وأجرى البحر مددا ويفني الخلائق وهو دائم أبدا، يا من لا تصفه الواصفون ولا يوصف بقيام ولا بقعود أن تسخر لي خدام هذه السورة والأسماء يخدمونني ويطيعونني إنك على كل شيء قدير. اللهم يا خدام هذه الدعوة الروحانيين، اللهم عليكم يا معاشر الروحانية الكرام الموكلين بالأفلاك، الذي خلقكم من نوره وأسكنكم تحت عرشه إلا ما أجبتم سامعين تتصرفون فيما أريد، أقسمت عليكم بهذه الدعوة والأسماء والسورة، بحق أرقوش ٢، كلهوش ٢، بططهوش ٢، كمطهوش ٢، بهوش ٢، قانوش ٢، أقسمت عليك يا روقيائيل الملك الموكل بفلك الشمس، بحق الله الذي لا إله إلا هو، كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون. أقسمت عليك يا روقيائيل بحضور المذهب أجب يا مذهب بحق الملك الغالب عليك أمره يا روقيائيل، وبحق يا ٢ إلا ما أجبت وأسرعت وفعلت ما أمرتك به، أقسمت عليك يا جبرائيل الملك الموكل بفلك القمر، بحق القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير، أجب يا جبرائيل بحضور الأبيض أجب يا أبيض بحق الملك الغالب عليك أمره جبرائيل وبحق سام إلا ما أجبت وأسرعت وفعلت ما أمرتك به أقسمت عليك يا سمائيل، الملك الموكل بفلك المريخ بحق من أمره بين الكاف والنون، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون أجب يا سمسمائيل بحضور الملك الأحمر أجب يا أحمر بحق الملك الغالب عليك أمره سمسمائيل وبحق دمليخ إلا ما أجبت وأسرعت وفعلت ما أمرتك به، أقسمت عليك يا ميكائيل الملك الموكل بفلك عطارد، بحق من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير الستار أجب يا ميكائيل بحضور برقان، أجب يا برقان بحضور الملك الغالب عليك أمره، يا ميكائيل وبحق أهيا شراهيا إلا ما أجبت وأسرعت وعجلت وفعلت ما أمرتك به، أقسمت عليك يا صرفيائيل الملك الموكل بفلك المشتري بحق الله نور السموات والأرض، أجب يا صرفيائيل بحق شمهورش أجب يا شمهورش بحق الملك الغالب عليك أمره يا صرفيائيل بحق دردميش إلا ما أجبت وعجلت وأسرعت وفعلت ما أمرتك به، أقسمت عليك يا عنيائيل الملك الموكل بفلك الزهرة بحق من يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الارحام وما تزداد أجب يا عنيائيل بحضور زوبعة، بحق الملك الغالب عليك أمره عنيائيل، وبحق سبوح قدوس رب الملائكة والروح إلا ما أجبت وفعلت ما أمرتك به، أقسمت عليك يا صفيائيل الملك الموكل بفلك المقاتل بحق من يعلم السر وأخفى، أجب يا كسفيائيل بحضور ميمون أبانوخ يا ميمون بحق الملك الغالب عليك أمره كسفيائيل، وبحق أزلي ٢، إدراك ٢، ارزيال ٢، أقسمت عليكم يا ملائكة رب العالمين، بحق بسم الله الرحمن الرحيم إلا ما أجبتم سامعين، بحق من قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، بحق الحق الحقيق الملك الوثيق مخرج الإنسان من كل ضيق، وبحرمة محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق إلا ما سخرتم لي هذه الأرضية يكونون لي عونا في طوعي ممتثلين أمري، بحق أهيا أهيا قرش يكموش، عكش كشلخ، وبحق الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، إلا ما أسرعتم وأجبتم ولم يبق منكم أحد العجل الساعة، بارك الله فيكم وعليكم، أجيبوا وافعلوا ما أمرتكم به، بحق ما أقسمت به عليكم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم.

ذكر رياضة يا كريم يا رحيم والقسم والبخور

ذكر رياضة يا كريم يا رحيم والقسم والبخور

اعلم أنك إذا أردت العمل بهذه الدعوة الشريفة وهذه الرياضة، فتختلي في مكان خال من الناس بعيد عن الأصوات، وتكون طاهر الثياب والبدن وتصوم مدة الخلوة والرياضة، ولا تفطر إلا على زيت وزبيب ودقيق الشعير والخل إن أمكن ذلك، وتكون مدة الخلوة ٧ أيام أولها الأحد وآخرها السبت، وإن أردت القليل فتكون رياضتك ثلاثة أيام أولها الثلاثاء وآخرها الخميس، وأنت تتلو الاسمين الشريفين وهما يا كريم يا رحيم في كل يوم دائما من غير عدد، ولا تفتر عن ذكرهما دائما في كل يوم عقب صلاة الصبح تقرأ سورة قل يا أيها الكافرون ٢١ مرة، وتتلو الاسم وبعدها القسم خاصة ٣ مرات، ثم تلازم تلاوة الاسمين الكريمين يا كريم يا رحيم لا تفتر عن ذلك، فإذا كان ليلة الجمعة وأنت تتلو الاسمين تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة، وتقرأ الاسمين ألف مرة، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة وتكون قد صليت قبل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل قراءة الأسماء ركعتين، وتجلس بعدها على طهارة وأنت في موضع مصلاك متوجّها إلى القبلة وتقرأ القسم الآتي، فإذا وصلت إلى قوله تعالى ولَهُ يَسْجُدُونَ تسجد لذاته الشريفة، وتقرأ الدعاء في سجودك تفعل ذلك ٤١ مرة، والقسم تقرؤه بعد كل مرة وتسجد، وتقرأ الدعاء في سجودك نصف الليل وعلى القول الثاني السبعة أيام تفعل ما تقدم من تلاوة الاسمين ومن صلاة الركعتين ومن تلاوة القسم ومن قراءة الدعاء والصلاة على النبي عليه السّلام، فإذا كان في ليلة الأحد نصف الليل، فيأتيك في منامك أو يقظتك ويقول: ماذا تطلب وتريد يا عبد الله؟ فتقول: أريد من فضل الله، ومن فضلك أن تأتيني في كل يوم بدينار ذهب فيقول: نعم ويشترط عليك شروطا منها زيارة الأموات كل نهار جمعة، وقراءة الاسمين عقب كل صلاة بعددهما الواقع عليهما، والصدقة على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات، فأجبهم إلى ذلك وقل لهم شكر الله سعيكم وغفر لنا ولكم، انصرفوا مأجورين بارك الله فيكم وعليكم، فإنك من تلك الليلة تجد تحت رأسك دينارا ذهبا.

فاعرف قدر ما وصل إليك واتق الله، والبخور عود قاقلي وجاوي وندّ، ويكون بخورك ما دمت في رياضتك وقراءتك.

واعلم أن خدام هذين الاسمين الشريفين من الملائكة المؤمنين، وأنهم لا يتصورون لصاحب هذه الدعوة ولا يؤذونه فعليك بالتقوى. وهذه صورة القسم تقول: اللهم إني أسألك يا شمخ شماخ العالي على كل براخ، أناديك يا جبريل تأمر مناديا من السماء ينادي من قبلك يا سماشنوت شنوت ما سمعك عبدك إلا خضع وخشع ولا جبّار إلا تزعزع ولا ملك إلا خضع، بالذي زين الشمس في أفق السماء وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، أجب الداعي يا ميمون، بحق إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ ويُسَبِّحُونَهُ ولَهُ يَسْجُدُونَ. ويقرأ الدعاء يقول: اللهم إني أسألك بأول أوليتك التي لا ابتداء لها، وآخر آخريتك التي لا انتهاء لها، يا كريم يا ذا الكرم الجم الذي لا انقطاع له أبدا، يا ذا الرحمة الواسعة التي لا تكيف، يا متطلعا على الضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء بصير يبصر أهل البصائر، ويدلهم على عظمته واستعملهم وألهمهم لذكره ووفقهم وعلمهم علم اسمه الكريم،

ذكر رياضة يا كريم يا رحيم على وجه آخر

وفتح لهم باب الرحمة، فنادوا يا رحيم فاستقاموا على استقامة المناجاة، فهتف بهم في آناء الليل هاتف الإجابة، إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. الهي وسيدي ومولاي اكشف عن قلوبنا حجاب الغفلة، وعن أبصارنا ما حجبها عن العبرة حتى نعلم من علمك ما علمتنا، ونتصرف به تصرف الروحانيين بسر اسمك، يا من خلقت النيران لأهل معصيتك، وزخرفت الجنان لأهل طاعتك توسلت إليك، يا الله بأسمائك الحسنى وبكلماتك التامات العليا، أن تقضي حاجتي وأن تسخر لي خادم هذين الاسمين الكريمين العظيمين الشريفين، أن يأتيني كل يوم بدينار ذهب من خبايا الأرض أجده تحت رأسي، وأستعين به على قضاء حاجتي ومصالحي. اللهم يا رب يا رحمن يا رحيم احفظنا، اللهم يا ذا الذات الكريمة والأسماء العظيمة، أسألك رزقا غالبا غير مغلوب، طالبا غير مطلوب. اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره، وإن كان معدوما فأوجده وإن كان ممنوعا فأثبته، وإن كان قليلا فكثره وبارك اللهم لي فيه وآتني به من عندك، وتولّ أنت أمري فيه واجعل يدي عالية بالإعطاء ولا تجعلها سفلى بالاستعطاء برحمتك يا رزاق يا فتاح يا عليم يا عظيم يا كريم يا رحيم، أجب دعائي بفضلك وكرمك إنك على كل شيء قدير وبعبادك لطيف خبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله، وصحبه وسلم.

ذكر رياضة يا كريم يا رحيم على وجه آخر

اعلم أنك إذا أردت العمل بهذه الدعوة المباركة فيكون ابتداء عملك بها شهرا يكون أوله نهار السبت، فتريض عن كل ذي روح وما خرج من روح، وتقرأ الاسمين يا كريم يا رحيم كل يوم قدر ما تقدر عليه، وعقب كل صلاة تقرأ الاسمين ألف مرة، وتداوم على ذلك مدة ٧ أيام، فإذا كان في السبعة أيام الثانية تلازم كما ذكرنا، وتصوم الأيام البيض وهم: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يكون ليلة الجمعة، فإذا كنت تلك الليلة تغتسل وتلبس ثيابا نظيفة، وتبخر نفسك بما أمكن من البخور والرائحة الطيبة، فإذا كان الليل وصليت العشاء الأخيرة، فتجلس وأنت مستقبل القبلة وتذكر الله تعالى ما أردت، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة وتقرأ الاسمين الكريمين يا كريم يا رحيم ألف مرة وتختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم بكيفية اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أتممت قراءتك تقرأ آية الكرسي والإخلاص ٣، والمعوذتين كل واحدة مرة، وإياك أن تنام وقت قراءتك فيفسد عملك ويضيع فعلك، وتقول عند آخر صلاتك على النبي عليه السّلام: اللهمّ آته الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وأوردنا حوضه واسقنا من يده شربة لا نظمأ بعدها أبدا، وعقب كل صلاة تقرأ العزيمة ٧ مرات وهي هذه: اللهم إني أسألك ببو قاليم يا شوناهيل يا شهرين، اسألك بحرمة كشهيل برديم بهرائيل عجاجيل عزاسيل، واسألك بحرمة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وبحرمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبحق يا كريم يا رحيم أن ترزقني كل يوم دينارا أستعين به على قوتي، والحج إلى بيت الله الحرام، فإذا كان وقت صلاة الصبح، فصلها واجلس،

ذكر دعوة سورة الكهف الشريفة

دعوة سورة الواقعة

ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيغلب عليك النوم، فنم فيأتيك خادم الاسمين الكريمين يا كريم يا رحيم ويقول لك يا هذا تريد الدنيا أو الآخرة؟ فقل له: أريد الدنيا أستعين بها على الآخرة، فيعاهدك على زيارة الأموات في كل جمعة، والاغتسال والقراءة دبر كل صلاة للاسمين الكريمين يا كريم يا رحيم، ويقول لك بعددهما، فتجيبه إلى ذلك فيعطيك دينارين، ويقول لك كل يوم تجد تحت رأسك دينارا، فاكتم سرك تنل أمرك ومتى أخبرت أحدا انقطع عملك، وانقطع عنك الدينار فكن لله من الشاكرين، ولا تنس الفقراء والمساكين.

ذكر دعوة سورة الكهف الشريفة

اعلم وفقني الله وإياك أنك إذا أردت الوصول للكبريت الأحمر والعنبر الأشهب، وفتح باب هذا الكنز المطلسم وفك رمزه وإبطال موانعه، فتعمد إلى مكان طاهر نظيف بعيد عن الأصوات والحركات، وتنصب لك في الأرض محرابا وتبسط تحتك رملا ناعما، ثم إنك تغتسل وتلبس ثيابا كلها بيضاء، وتبخر بأجل البخور وتطهر جوفك من المأكل الحرام وكل ما فيه شبهة، ثم تدخل في الرياضة ولا تأكل ولا تشرب شيئا فيه روح ولا ما خرج من روح مدة ١٤ يوما، ويكون أول دخولك في الرياضة في شهر يكون أوله يوم الجمعة، وتدخل الخلوة بعد صلاة الجمعة، ثم تبخر المكان بالبخور الطيب مثل العود والقاقلي والجاوي والند ومثل العنبر إن أمكن وتقرأ سورة الكهف إن أمكن عقيب كل صلاة مرة، وفي جوف الليل ٧ مرات، وكلما تلوت السورة تطلق البخور إلى انتهاء العدد المذكور، فإذا كان ليلة الجمعة تجلس على ركبتيك، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة، ثم تبدأ بقراءة سورة الكهف أربعين مرة وتصلي بين قراءة كل مرتين ركعتين خفيفتين بالفاتحة والإخلاص ٣ مرات وتصلي على النبي عليه السّلام ١٠ مرات، فإذا تمت القراءة تستغفر الله وتحمده، وتقول الباقيات الصالحات ١٠٠ مرة، فإذا أصبحت وصليت الصبح وتحمد الله بجميع محامده التي في القرآن العظيم، وبعد التحميد تبتهل إلى الله تعالى وتدعوه بالدعوات الصالحات، فإذا فرغت من دعائك فقم وتمش واذكر الله حتى تخرج لخارج سور المدينة، فيقبل عليك خادم السورة الشريفة على صفة شاب حسن طيب الرائحة، فيسلم عليك فردّ عليه السلام وتأدب معه، فإنه يدفع إليك كيسا فيه ألف دينار ويشترط عليك شروطا منها: زيارة الأموات كل يوم جمعة، ولا تنسى الفقراء والمساكين وأن لا تزني فتجيبه إلى طلبه وتشكر منه، فيقول لك الخادم عبد الله إن قرأتها وفعلت ذلك كل شهر ترزق ألف دينار، فتصرف الخادم وتقول له: شكر الله سعيك وغفر لنا ولك وانصرف مأجورا بخير. واكتم سرك والله أعلم.

دعوة سورة الواقعة

اعلم أن هذه السورة مفتاح باب الغنى قال عليه السّلام «عشرة تمنع من عشرة سورة الفاتحة تمنع من غضب الرب، وسورة يس قراءتها تمنع الفاقة، وسورة الدخان قراءتها تمنع أهوال القيامة، وسورة الواقعة قراءتها تمنع الفقر، وسورة الملك قراءتها تمنع عذاب القبر، وسورة الكافرون تمنع الكفر عند النزع

وسورة الإخلاص قراءتها تمنع النفاق وسورة الفلق قراءتها تمنع حسد الحاسدين، وسورة الناس تمنع الوسواس».

واعلم أن هذه الدعوة لها خواص كثيرة فمنها إن من واظب على قراءتها عقب الصلوات الخمس فإنها تكون أمانا له من الفقر والفاقة. ومن خواصها للدخول على الملوك والوزراء والحكام، تقرأ السورة قبل أن تقابل ما ذكرنا وتقول عند خروجك: توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة بعقد لسان كذا، بحق سورة الواقعة عليكم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، توكلوا بفلان وتسمي ما تريد وتقول: خيركم بين أعينكم وشركم تحت أرجلكم، وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا. توكلوا يا خدام هذه الأسماء والدعوة والسورة الشريفة بمهمهوب ٢ ذي لطف خفي، بصعصع ٢ ذي نور بهي لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، اجعلوني يا خدام هذه السورة نافذ الكلمة عند فلان بن فلانة، يسمع قولي ويطيع أمري ويقضي لي مصالحي وجميع ما أطلبه منه وما أريده، بحق هذه الآية الشريفة لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ.

ومن خواصها: للعطف والمحبة والصلح بين اثنين في الحلال، لأن كلامه تعالى لا يتصرف إلا في الحلال، وأما والعياذ بالله من يفعله في الحرام، فإنه يضر بنفسه ولا يجاب له، فإذا أردت محبة بين متباغضين، فاقرأ السورة على شيء من المأكول وقل عند انتهاء السورة: توكلوا يا خدام هذه السورة بالإلفة والمحبة بين كذا وكذا، بحق ههطوب ٢، طوب ٢، أجب يا صمعون ذو بهاء وجمال، توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة بالمحبة الدائمة والوداد بين فلان بن فلانة، بحق هذه السورة عليكم وطاعتها لديكم، ثم أهدي المأكول لهابا، فإذا أكلاه يصطلحان ولا يفترقان إلا بعد الموت.

ومن خواصها: أنك إذا قرأتها بعد العصر مرة، وأسماء الله الحسنى مرة، ثم تداوم القراءة كل يوم هكذا، وتقرأ عقب قراءتك الدعاء هكذا مرة مرة ٤٠ يوما، فإنك تملك الخديم، ويكون عونا لك في كل ما تريد فافهم. والبخور حصا لبان وميعة وسندروس وحبة سوداء، وهذا دعاء السورة الشريفة تقول: اللهم إني أسألك يا لله ٣، يا واحد يا فرد يا صمد يا وتر يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا باسط يا غني يا مغني مهمهوب مهمهوب ذي لطف خفي بصعصع صعصع ذي نور بهيّ سعسعوب سعسعوب، الله الذي له العظمة والكبرياء صمعصون ذو جمال وبهاء، طمهوب ذو عز شامخ، باه باه مهلهوب الله الذي سخر بنوره كل نور، بطهطهوب لهوب ٢ أجيبوا يا خدام هذه السورة، ويا خدام اسم الله العظيم الأعظم بتسخير قلوب الخلق وجلب الرزق، وحركوا روحانية المحبة لي بالمحبة الدائمة، بسم الله الذي خرق الحجب نوره وذلت الرقاب لعظمته، وتدكدكت الجبال لهيبته وسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، هو الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم. اللهم إني أسألك باسمك المرتفع الذي أعطيته من شئت من أوليائك، وألهمته لأصفيائك من أحبابك، أسألك اللهم أن تأتيني برزق من عندك تغني به فقري وتجبر به كسري، وتقطع به علائق الشيطان من قلبي، فإنك أنت الله الحنان السلطان الديان،

ذكر رياضة جليلة وهي يا حافظ يا باسط يا ودود يا معين

الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط، الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير المغني الغني الكبير الكريم المعطي الرزاق اللطيف الواسع الشكور ذو الفضل والنعم والجود والكرم، اللهم إني أسألك بحقك وبحق حقك وكرمك وفضلك وإحسانك، يا قديم الإحسان، يا من إحسانه فوق كل إحسان يا مالك الدنيا والآخرة يا صادق الوعد، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم يسر لي رزقي من الحلال واجعله لي نصيبا، اللهم أجب دعوتي بحق سورة الواقعة وبحق اسمك العظيم، وبحرمة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه أجمعين وبحق فقج مخمت فتاح رزاق قادر معطي خير الرازقين مغني البائس الفقير تواب بصير لا يؤاخذ بالجرائم، اللهم يسر لي رزقي حلالا طيبا، واجمع بيني وبينه من حلالك، واجعله نصيبي في المنزل، يا ذا الجلال والإكرام في هذه الساعة يا الله يا كافي يا كفيل يا وكيل أغنني بلطفك الخفي يا كريم يا رحيم اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، يا الله يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة يا رب العالمين، توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة بجميع ما أمرتكم به وما وكلتكم عليه، بحق اهيا شراهيا ادوناي اصاؤت آل شداي، أسألك اللهم أن تصلي على سيدنا محمد، وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ذكر رياضة جليلة وهي يا حافظ يا باسط يا ودود يا معين

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه، إذا أردت الخلوة والرياضة بهذه الأسماء الشريفة، فتعمد إلى مكان نظيف خال من الأصوات فتجلس فيه، وتطلق البخور وهو عود وند وجاوي وميعة يابسة، ثم تبدأ بقراءة السورة المذكورة أربعة عشر، وإن أردت السرعة فتكون مدّة سبعة أيام، هذا وأنت تقرأ الأسماء عقب الصلاة بأعدادهن، فإذا تمت الأيام فيدخل عليك خمسة عشر ملكا، ويسلمون عليك فلا ترد عليهم السلام، وإياك والخوف منهم فإن خفت ضربت روحك وضاع تعبك، فإنهم يجلسون أمامك ثم يسألون حاجتك ويقولون لك نحن نقضيها لك، فاطلب منا ما شئت، فإياك أن تجيبهم فإذا طال عليك الجلوس انصرفوا عنك، فقوّ قلبك ونبه قرينك وقوّ بخورك، فإذا كان بعد ساعة أو ساعتين، فيدخلون عليك، فردّ عليهم السلام، وتكون قد جعلت بخورك في تلك الساعة ميعة يابسة ولبان ذكر وعود قماري وترمس بري، فإذا فعلت ذلك فقوّ قلبك لأنهم يشيرون إليك بأيديهم، فتجد روحك في مكانك الأوّل، ولا تكلمهم ولو كلموك، فإذا طال الأمر انصرفوا عنك، ثم بعد ذلك يدخل عليك رجل وحده وينصب له كرسيّ ويجلس عليه ثم يسلم عليك فردّ عليه السلام وتأدب بين يديه، فيسألك عما تريد فلا تخف منه، فإنه خادم هذه الأسماء الشريفة، فيقول لك ما تطلب يا خلق الله؟ فقوّ قلبك وقل له أريد منك، العهد والخادم من خدّامك يمتثل أمري في كل ما أطلب منه، فعندها يعطيك شيئا من الدنيا، فخذه منه ثم اصرفه فينصرف، واشكر الله على ما أولاك من نعمه، واكتم سرك تنل أمرك والسلام.

ذكر رياضة الجلالة وخلوتها وهي الله الله

ذكر دعوة لطيف

ذكر رياضة الجلالة وخلوتها وهي الله الله

ومعها هذه الآية الشريفة وهي قوله تعالى: اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وهو أن تختلي لها أربعة عشر يوما بشروط الخلوة من الصوم عن كل ذي روح وما خرج من روح والعزلة عن المخلوقين والصلاة، وتلازم الجلالة عقب كل صلاة ألف مرة، والآية المذكورة خمسين مرة، ويكون بخورك اللبان الذكر، وتقرأ الجلالة كل يوم غير قراءة الصلاة عشرة آلاف مرة، هذا كله والبخور عمال، فإذا كان اليوم الرابع عشر ترى الخلوة قد امتلأت نورا، وترى في خلال ذلك النور أشباحا فقوّ قلبك ولا تخف، وترى اسم الجلالة قد تشكل بالنور حتى ترى روحك كأنك غارق في بحر من نور، فقوّ قلبك وثبت جنانك، ولم تزل على تلك الحالة مقدار ثلاث ساعات، فيأتيك خادم الأسماء حتى يملأ لك المكان فلا تخف منه فإنه مبارك، وإياك أن تخاف منه، فيسلم عليك فردّ عليه السلام، وتأدب معه فإنه رجل عظيم الشأن جليل القدر، وتجده ينطق بالجلالة والآية في كل يوم عقب الصلوات الخمس، خادما بطاعتك وامتثال أمرك، فتشكر منه وقل له: شكر الله سعيك وغفر لنا ولك بمنه وكرمه، انصرف مأجورا أثابك الله الجنة بمنّه وكرمه، إنه على ما يشاء قدير.

ذكر دعوة لطيف

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه، إذا أردت تلاوتها لأمر من الأمور، فصلّ ركعتين بالفاتحة وألم نشرح لك صدرك، فإذا فرغت من الصلاة تقول: لطيف ستة عشر ألفا وستمائة وإحدى وأربعين مرة وهو العدد الكبير، فإذا أردتها لتفريج همّ أو غمّ أو مثل ذلك تقولها العدد المذكور ذلك بما تريد، فإنه يستجاب لك إن شاء الله تعالى، وإن أردته لتدمير الظالم فاقرأ اسم لطيف العدد المذكور، بعد ذلك تدعو بهذه الاستغاثة تقول: اللهم أنت الملك القادر القاهر ذو القهر والبطش الشديد، إلهي عبد من عبيدك علا عليّ وتجبر وأنت الحكم العدل، وقد خاصمته لديك، وتوكلت في كشف ظلامتي منه عليك، أنزل به بلاء يعجز عن دفعه أهل السموات والأرض حتى يعرف قدر نعمتك وعافيتك عليه، وارسخ على هامته رسوخ السجيل على أصحاب الفيل واركس والبس، واقصمه ودمره ونكسه وخذه فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ وتتبعه هذا الشعر:

صحو يا شميط محبوب السجود له ... من يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

لتسمعن ضجيجا في ديارهم ... الله أكبر يا غارات عثمانا

دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ ولِلْكافِرِينَ أَمْثالُها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلّا مَساكِنُهُمْ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ تقول الله لطيف بعباده، يرزق من يشاء وهو القوي العزيز تقرأ مائة وتسعة وعشرين مرة وتقول: يا لطيف بياء النداء مائة مرة، وتقول أيضا يا لطيف تسعة وعشرين مرة على نفس واحد، وأنت تكون متوضئا من أول العمل إنى آخره، ولا تكلم أحدا وقت عملك وقراءتك حتى

تفرغ، وإذا تكلمت تعيد العمل أولا على التدريج، وإياك أن تقول يا ترى هل يصحّ أم لا، فإن قلت لم تنتفع به أبدا وتكون نيتك طيبة موقنا من الله تعالى بسرعة الإجابة، فإذا فعلت ذلك نجحت حاجتك وقضيت بإذن الله تعالى وإن زدت إليه الدعاء المبارك كان أجود وهو هذا تقول: اللهم إني أسألك يا لطيفا فوق كل لطيف يا من عم لطفه أهل السموات والأرضين، اللهم إني أسألك أن تلطف بي من خفي لطفك الخفي الذي إذا لطفت به لأحد من خلقك كفى، فإنك قلت ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز، وتقول هذا الدعاء مائة وتسعة وعشرين مرة وهذه صفة الوفق كما ترى:

ذكر دعوة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم: وصفة رياضتها: يا أخي وفقني الله تعالى وإياك لطاعته تقرأ عقب كل صلاة خمسمائة مرة وأربعة وأربعين مرة، إلا في صلاة العشاء يكون العدد المذكور خمسمائة وسبعة وأربعين مرة فتكون تتمة العدد عن الخمس الصلوات ألفين وسبعمائة وثلاثة وعشرين مرة، ثم تقرأ بعد فراغ الورد من بعد صلاة العشاء هذا الدعاء الآتي ذكره، في ثلاث مرات، مع ملازمة الجمعة وهو هذا الدعاء المبارك: بسم الله الرحمن الرحيم بها تخلص لساني وتثبت بها جناني، أسألك يا رزاق الهوام، ومرسي الجبال ومسيّر الرياح ومجري البحار، يا نور النور تعلم كل نور بفضلك العظيم ساطع كل نور، واحد أحد صمد دائم أبدا، عالم الغيب والشهادة لم تتخد ولدا دعوتك باسمك السريع قريب الشكر لله، يا عنيائيل بطريق الهدى والعبادة لله رب العالمين الأول الآخر، الظاهر الباطن، كل نفس هداها يا عنيائيل أنت من الملائكة الكرام، وأنا من الأنس الأفضل بفضل الله والسجود له، أقسمت عليك بيمين العرش وسدرة المنتهى، ووجه عزرائيل قابض خلق السموات والأرضين، أقسم عليك ببطن البحر وما فيه من الريح وما يسريه، والغمام وما يبكيه ونزلت الرحمات وسائر القدرات، تسخر لي خادما من بين يديك يطيع أمري من سيرهن غضون الأرض أطرزهم طبعا، وأحسنهم خطابا يخاطبوني لا يعبدون إلا الله، وأنا متوكل عليك واحد أحد لا شريك له في ملكه، يا خدام الشجرة أولها أربعون غصنا متفرقة من أربعة أغصان، ثمارها التسبيح والتقديس والتهليل، تسبيحها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، تلازمه ٢١ يوما، فما يأتي ٤٠ يوما إلا ويحصل المرام.

وأيضا ذكر بعدها دعوة يا حي يا قيوم: إذا أردت العمل بها تقرأ الإسمين الشريفين الف مرة، وبعد ذلك تقرأ الدعاء ١٣ و ٧، وتدعو بما تريد من تيسير رزق وفهم سر وغير ذلك مما لله فيه الرضا، وهو هذا الدعاء المبارك تقول: اللهم يا حي يا من نسبت له الحياة ولا منسوب غيره مما نسبه لنفسه، تعظمت سبحانك أسماؤك، وتنزهت عن المسميات ذاتك، عن المثال والشريك والنظير والصاحبة والوزير، فأنت الحي أبدا والصمد في حياتك الأبدية، فانبسطت الحياة في حياتك، أنت الباقي فلك البقاء الدائم بعد فناء المخلوقين، وكما لك البقاء وعبادك الفناء، فأمرك إلهي نافذ، وحكمك ليس له

فصل: اذكر بعدها سورة الملك وقسمها واملاكها

معاند، فقد ذهبت الأفراد وانهزمت الأضداد، وانقمعت الملحدون بوجود بقائك وديمومة حياتك، يا حي يا قيوم أسألك بهذه الحياة الأبدية أن تحييني حياة موصولة بالنعم، وأحي نفسي بين العالم حياة يكون لي بها مدد وسعد، وأسعدني بتوفيق من دقائق اسمك الله الحي القيوم، وحفني برقيقة من دقائق اسمك الله الحي حتى تمحو عني الشقاء وتدخلني دائرة السعد، يمح الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، يا حي يا قيوم يا من قامت السموات والأرض في الطول والعرض بما نعلمه وما لا نعلم وبما أنت به أعلم برحمتك يا أرحم الراحمين. فإن زدت عليه تقول اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان قريبا فيسره وإن كان كثيرا فبارك لي فيه، وانقله إلى حيث كنت ولا تنقلني إلى حيث كان، وآتني به من فضلك وكرمك برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ذكر دعاء لطيف أيضا: تقرأ لطيف ١٢٩ وتقول هذا الدعاء، ويقرأ بعد صلاة الصبح بسم الله الرحمن الرحيم تقولها مرارا، وتقول: الله لطيف ٧. اللهم مسخر السموات السبع والأرضين السبع ومن فيهن وعليهن، سخر لي كل شيء من عبادك مما في برك وبحرك، حتى لا يكون في الكون شيء متحرك ولا ساكن، صامت أو ناطق إلا سخرته باسمك اللطيف المكنون، يا الله يا حي يا قيوم، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، إلهي جودك دلني عليك، وإحسانك قربني إليك، أشكو إليك ما لا يخفى عليك، وأسألك ما لا يعسر عليك إذ علمك بحالي يغني عن سؤالي، يا مفرج عن المكروب كربه فرج عني ما أنا فيه، يا من ليس بغائب فأنتظره ولا بنائم فأوقظه، ولا بغافل فأذكره ولا بعاجز فأمهله، يا عالما بالجملة يا غنيا عن التفصيل، كفى علمك عن المقال وكفى كرمك عن السؤال، انقطع الرجاء إلا منك وخابت الآمال إلا فيك، وسدت الطرق إلا إليك يا الله يا سميع يا بصير يا قريب يا مجيب اغفر لي وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، ويسر لي رزقي وسخر لي جميع خلقك إنك على كل شيء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. واعلم أنها تنفع المكروب ومن به خوف من حاكم وغيره.

فصل: اذكر بعدها سورة الملك وقسمها واملاكها. اعلم أن هذه الكيفية تقرأ سورة تبارك ٣ بعد وضوء وطهارة وتطيب والبخور عمال وهو كل ذي رائحة طيبة، وتقرأ قسم السورة فإن فيه سرا عظيما وهو هذا القسم المبارك تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، يا جبال أوّبي معه والطير وألنّا له الحديد أن اعمل سابغات، وقدر في السرد، واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير، كذلك يا مولى الموالي، تلين لي قلوب الخلائق أجمعين من الإنس والجن، بحق هذه الأسماء ملكي كوندي سجاقت ببكام أنو لسان بنديدا انست مارا من كسير مركبتي رزقا انست دنيانا، كل من عليها فان، أسألك اللهم أن تسخر لي الملك والملكوت، حتى يصيروا لي خاضعين بالذل والهيبة والمحبة، وبحق يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم، وأسألك اللهم أن تجري بمرادي القضاء والقدر والفلك الدوار، وأن تجري هيبتي ومحبتي في قلوب

فصل في ذكر دعوة ألم نشرح لك صدرك

الثقلين الإنس والجن أجمعين، صبوت بهزم العساكر في الراكب، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز، وقالَ الْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ إلى قوله واللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ، وآتيناه من كل شيء سببا طسوم، وإياك نعبد وإياك نستعين الساعة العجل، نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهذا القسم والسورة ينفعان للأمور المهمات، ولهزم الجيش وكسر الأعداء، والنصر على الحساد والمبغضين، وقراءتها تنفع وتشفع وتسمى المنحية وهي ثلاثون آية، فاعرف قدرها فهي من أعظم الفوائد، وقد أشرنا إلى بعض خواصها فافهم والله أعلم.

فصل في ذكر دعوة ألم نشرح لك صدرك

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته، أن قراءة هذه السورة لها خواص عجيبة، فإذا أردت العمل بها تصوم لله تعالى ثلاثة أيام، وتدعو بالدعاء سبعين مرة وتقول يا محمد سبعين مرة، فإنه يأتيك الخادم بالغنى عن الخلق، وإن أذنته أوصلك إلى مكة في وقت سريع إن شاء الله تعالى، ومهما طلبت منه أجابك، وقضى في أسرع وقت سريعا، واسم الخادم درديائيل، وهذا الدعاء تقول: أسألك يا نور الأنوار اللاهوتية قبل الدهور والأزمان الفانية الجوهر، الفعال بلا مثال، القدوس الطاهر، العلي القاهر الذي لا يحيط به مكان ولا يشتبه عليه زمان، مكون الأمكنة والأزمان والأوقات، تباركت عن جوهرة الأنوار اللاهوتية الأزلية الصمدية، يا رب ألبسني منك حياة الأرواح الروحانية المتصفة بالقوة العلية الصفة التي لها، يا خالق يا من يرى ولا يرى من عظيم قدرتك فلا تطيق الكروبيون ترفع وجوههم من حجب نورك. اللهم يا عظيم بحق لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ. إلى قوله. يَتَفَكَّرُونَ ترفع ذكري، وأسألك بأول الديمومية بعظيم قدرة الألوهية وبسطوة الربوبية أن تخلصني من بحر هذه الخليقة الفانية، وتطلعني على الأسرار الخفية عن البرية، المتفضل بها على عبادك المرضية، الطالبين دار البقاء التاركين دار الفناء، المجانسين للأرواح الطاهرة اللهم اصرف عني الأمراض الفانية ببديع قدرتك وعظيم شأنك، ونور وجهي في قدوس أنوارك، وأفردني مع الأفراد واعصمني من مقارنة الأفراد ومشاركة الأضداد، وأطلعني على اللطائف الخفية يا من تردى بالبقاء والكبرياء، يا عالي يا متعالي يا أول الأولين إنك على كل شيء قدير هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ الخ السورة، ثم بعد ذلك تأخذ مشطا تبخره وتمشط به لحيتك، فكل من رآك يحبك حبا شديدا، والبخور لبان وجاوي، فاتق الله تعالى واعرف قدر ما وصل إليك من خير الدنيا والآخرة قد فتح الباب فتدبره، واكتم سره تنل أمرك والسلام.

واعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته، إذا أراد أحد من ولاة الأمور أن يقاتل قوما، وإن وقت دخوله في الحرب، وقصده الظفر عليه بمعونة الله تعالى، فليتوضأ ويصلّ ركعتين، ثم يلتقط من الأرض ٧ حصيّات بقدر الخمس، كل حصاة يلتقطها بحرف من حروف فقج مخمت، ثم يضعها في راحة كفه الأيسر، يأخذ منها حصاة واحدة بيده اليمنى، فيتلو عليها الآية الشريفة الأولى ١٠ مرات، ثم يرفع يده

اليمنى بالحصاة التي قرأ عليها فيقول صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا ويحذفها أمامه، ثم يأخذ بيده اليمنى حصاة أخرى فيتلو عليها الآية الثانية ١٠ مرات، ثم يرفع يده ويقول: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثًا وأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا ويحذفها خلفه، ثم يأخذ حصاة بيده اليمنى، فيتلو عليها الآية الثالثة ١٠ مرات، ويرفع يده ويقول: وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا ويحذف الحصاة عن يمينه، ثم يأخذ بيمينه من يساره حصاة، فيتلو عليها الآية الرابعة ١٠ مرات ويرفع يده، ويقول: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ والْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ والْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا ثم يحذفها عن يساره، فيتأخر في يساره ٣ حصيات يضعها في رأسه، ويدخل المعركة، فيخرج منها ولا يناله سوء أبدا مطلقا بإذن الله تعالى.

ومن خواصها أيضا: إذا خفت من عدوك، أو كنت في مكان مخيف، فتأخذ من الأرض سبع حصيات، وتقول عند أخذهم: فقج مخمت، ثم ترمي الحصاة ويقول ما قاله سابقا، ويرميهم عن يمينه ويساره ومن ورائه ومن قدامه كما ذكرنا، ويجلس على الأرض ويقول كهيعص على أصابعه اليمنى ويطبق يده ويقول: حمعسق على أصابع يده اليسرى ويطبق يده، ثم يسكت ولا يتكلم فلو دخل عليه أمّة الثقلين لم ينظروه ويخفيه الله تعالى عنهم وعن أعينهم، ولا ينظره أحد إلا هابه وعظمه والله أعلم وهذه صفة الوفق كما ترى هكذا:

الخاتم المعظم المكرم

الخاتم المعظم المكرم

فائدة مباركة إن شاء الله تعالى: اعلم وفّقني الله وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه، من قرأ سورة الواقعة بعد صلاة العصر أربعة عشر مرة، وأسماء الله الحسنى مثلها، وذلك أنه يقرأ هذا الدعاء المبارك، ثم يداوم على قراءة ذلك أسبوعا أو أسبوعين، فإن الله تعالى يفتح له باب الغنى، ويرزقه من حيث لا يحتسب وهو هذا الدعاء الجليل القدر: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بعظيم قديم كريم مخزون أسمائك، وبأصناف أنواع أجناس رقوم نقوش أنوارك، وبعزيز اعتزاز عزتك، وبحول طول شديد قوتك، وبمقدار اقتدار قدرتك، وبتأييد وتحميد تمجيد عظمتك، وبسمو نمو علو رفعتك، وبقيوم ديموم دوام أبديتك، وبرضوان أمان امتنان مغفرتك، وبرفيع بديع منيع سلطانك، وبصلات سعاة بساط رحمتك، وبلوامع بوارق صواعق عجيج بهيج وهيج عزتك، وببهر قهر ميمون وحدانيتك، وبهدير غدير أمواج بحرك المحيط بملكوتك، وباتساع انفساح مهدان برازخ كرسيك، وبعلويات روحانيات لعلاء عرشك، وبأملاك الروحانية المدبرين لكواكب الأفلاك، وتحنين تسكين مريدين مغفرتك، وبحرقات زفرات خطرات الخائفين من سطواتك، وبال نزال المجتهدين في مرضاتك، وتمجيد تجليل العابدين لطاعتك، يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قديم يا مقيم، اطمس بطلسم بسم الله الرحمن الرحيم يسر سراء سويد قلوب أعدائنا وأعدائك، ودق رؤوس الظلمة بصوارم سيوف نشأة قهر سطوتك، واحجبنا بحجبك المنيعة من لحظات لمعات أبصارهم الضواءة بحولك وقوتك، وصب علينا رضاك من أنابيب مزاريب التوفيق في آناء الليل وأطراف النهار، واغمسنا في ساني برك ورحمتك، وقيدنا بقيود السلامة عن الوقوع في معصيتك، يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قديم يا مقيم يا حليم يا عليم.

اللهم جهلت العقول وخسرت الأوهام وضاعت الأفهام وتغيرت الظنون وحارت الأفكار، وقصرت الخواطر عن إدراك كيفية ما ظهر من نوادر وأنوار عجائب قدرتك دون البلوغ لتلألؤ لمعات طاعتك، اللهم محرك الحركات ومبدأ الغايات، ومشقق صم صلوب الصخور الراسيات، والمنبع فيها ماء معينا للمخلوقات، والمحيي سائر الحيوانات والشتات، والعالم بما اختلع من سرهم بنطق إشارات خفيات لغات النمل الساذجات، ومن عظم ومجد وقدس وهلل وكبر بجلال كمال عرش ملائكة سبع سموات، اجعلنا في هذه الساعة المباركة ممن دعاك فأجبته، وسألك فأعطيته، وتضرع إليك فرحمته، واستقالك من ذنوبه فأقلته بفضلك وإحسانك القديم، ثم تقول سبع مرات: اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، سبحانك لا تحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، جل وجهك وعز جاهك وجل ثناؤك يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزته، يا حي يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ذكر هذه الدائرة الكريمة وما لها وما فيها من الأسرار العظيمة

ذكر هذه الدائرة الكريمة وما لها وما فيها من الأسرار العظيمة

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن هذه الدائرة الشريفة تسمى دائرة الأنوار وهي سر عجيب فانظره بعين البصيرة، فإذا أردت إحضار من شئت إلى منزلك، فارسم هذه الدائرة كما أبينه في كاغد، وارسم فيه اسم المطلوب واسم أمه في الدائرة الصغيرة، ثم تحمل الورقة في حائط شرقي، ثم دق في حرف الألف مسمارا حديدا نظيفا واتل العزيمة سبع مرات، وأنت تبخر بحصى لبان ذكر وزعفران شعر وحب حرمل وسك ولبان جاوي، فإن أبطأ عليك المطلوب فانقل المسمار إلى حرف الباء، ولم تزل تنقل من حرف إلى حرف وأنت تبخر وتعزم حتى يحضر لك المطلوب عند حرف من تلك الحروف الذي أحضره خادمه، فتدعوه بذلك الحرف والخادم في كل وقت أردت إحضاره إليك، فإن كان المطلوب مسافرا فسمر في كل حرف مسمارا لطيفا، واقرأ العزيمة سبع مرات وعد مسافة الطريق فإنه يحضر واعلم أن هذه الدائرة لا تحتاج إلى وقت، ولا إلى ساعة وهو خالي القلب، فارسمه وادع مرادك في القطب فإنه يحضر، وقل بعد العزيمة في كل مرة يا ملك يا قديم مائتين وستين مرة، يحصل لك مرادك إن شاء الله تعالى، وهذه صفة الدائرة كما ترى.

وهذه العزيمة عزيمة الحروف تقول: بسم الله القدوس الطاهر العلي سلخع هم القاهر رب شيشلخ شلشلعطا جررب رب الدهور الداهرة والزمان منذر الأوقات والزمان الذي لا يحول ملكه ولا يزول صاحب العز الشامخ والجلال الباذخ، وبأسمائه دعوتكم يا ذوي الأرواح الروحانية المنقسمين على طبائع هذه الحروف، أن تتوكلوا فيما أمرتكم من جلب ٥٢ بن ٥٢ إلى ٥٢ بن ٥٢ بحق هذه الأسماء النورانية يظهر طهطف هليشقطهوه هلشقطبور يحف طيهوب هين لجشطف ابنار كلشى لاسمه، فأجاب كل حي لدعوته، طرفقش هشراط ويطش، غالب كل شيء هلناليع اشلليموت خوعطشوهش شهعيع شعوص اشطعطيخ، أنت ينبوع حياة كل شيء وروح، محشمعطليالف، ما سمع اسمك روح وعصاه إلا صعق واحترق، لشمغلاتيخ حيطهطه أحطمطميه، أجيبوا أيتها الأرواح الكريمة خدام هذه الحروف العظيمة، بحق ما أقسمت عليكم، توكلوا يا طوتيائيل، وأنت يا عسلهائيل، وأنت يا طفيائيل، وأنت يا عصمائيل، بتسخير خدام هذه الحروف الكريمة يقضوا حوائجي، وأن يحضروا إلى مطلوبي مما سميته لكم في هذه الدائرة من جيب ٥٢ بن فلانة، أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير،

ذكر رياضة سورة الإخلاص

وهو على جمعهم إذا يشاء قدير، هيا هيا الوحا الوحا العجل الساعة، بحق ما تلوته عليكم من هذه الأسماء الشريفة المباركة المنيفة وبحق ما تلوته عليكم.

اعلم أيها الطالب وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه أن هذا الباب عظيم جدا فلا تفعله إلا في الحلال، وإياك ومتابعة الجهال، فإنه كتاب الأولياء الصالحين، فاتق الله تعالى، وإن فعلته في غير الحلال، فأنت مطالب به بين يدي الله تعالى، فها أنا قد خلصتها من عنقي، فصارت في عنقك أيها الواصل إلى هذه الدائرة العظيمة والله أعلم.

ذكر رياضة سورة الإخلاص

فصل: اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه، أن رياضة سورة الإخلاص ودعوتها جليلة القدر وهي مما نبه عليه بعض الخواص من الفضلاء.

يحكى عن الشيخ عبد الواحد الأندلسي رضي الله عنه قال: إنني مكثت مدة سنين وإن هذه الرياضة عندي، فتجهزت من بلاد المغرب إلى أن وصلت لمصر، وتوجهت لأرض الحجاز الشريف، وأقمت سنة مجاورا، وتوصلت إلى ذلك الرجل وأهديت له هدية سنيّة، وأقمت مدة أصحبه ولم أفاتحه في شيء من ذلك، فلما طالت الصحبة بيني وبينه جعلنا ذات يوم نتفاوض في حديث الرياضة، وما ذكره لي بعض الأولياء رضي الله عنهم في سلوكها، وأن أصل الأمور تقوى الله تعالى وصفاء النية والإخلاص وطلب الدار الآخرة والدرجة العليا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فقال لي الشيخ من تلقاء نفسه: والله يا أخي عبد الواحد ما أنا في بركة وخير إلا من رياضة سورة الإخلاص فتبسمت، فقال لي: ما تبسمك أفتهزأ بما قلت لك، فقلت حاشا لله تعالى أهزأ بصفة الرحمن عز وجل رب العزة والعظمة، لكن السبب في تبسمي أني والله ما قصدتك من بلاد المغرب وصحبتك إلا بسببها فقال: هكذا تقول بحق رب هذا البيت فقلت: نعم فقال لي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصدنا وجب حقه علينا، وأنا تابع لقوله متمسك بشريعته إذ قصدتني وجب حقك علي، وأنت من أهل العلم وقصدتني من بلاد بعيدة وعندك صبر جميل، فإن لك مدة ولم تعرفني، أما سبب صحبتك لي، فيدل على كثرة عقلك وحسن معرفتك إني ورب هذا البيت ما أمنعك منها، فقبلت يده وقبل رأسي وقال: غداة غد إن شاء الله تعالى أعرضها عليك وأعرفك طريقتها، فدعوت له بحسن العاقبة، فما نمت تلك الليلة من الفرح، فلما بكرت إلى الكعبة الشريفة وصليت الصبح وطفت بالبيت، وإذا بالشيخ جالس في مكانه بالأمس، فأتيت إليه وقبلت يده فقال: أتدري ما أقوله لك، وما أشرت به لك قلت: لا والله. قال: والله أفادني شيخي عبد الصمد الخوارزمي أسماء تلوتها وقت النوم عشر، وأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأسأل الله تعالى كشف ما أريده، فيكشف لي ببركة هذه الأسماء، وإن فعلت ذلك هذه الليلة، وسألت الله تعالى في أمرك وكان قصدك بهذه الرياضة الشريفة قصدا دنيويا أو أخرويا، وهل أفعل أو ما أفعل من عطيتي لك، فرأيت شيخي عبد الصمد الخوارزمي

في النوم، وقال يا أبا عبد الله سألت عن حال عبد الواحد، وما قصدك بسببه من الرياضة الشريفة فلا ترده خائبا منها، فهو من أهل الخير وأهل لذلك، ولكن عاهده على حفظها وكتمها عن غير أهلها، وعرفه أنه متى غير نيته حصل له من خدامها الأذى البالغ، ونسأل الله تعالى العافية. وقال لي أقرئه عني السلام قال عبد الواحد: فبكيت بكاء عظيما وسجدت شكرا لله تعالى، ثم عاهدني عند الحجر الأسود أن لا أوصل هذا السر العظيم إلا لأهله، وأوصاني بتقوى الله تعالى، ثم دفع لي صحيفة وفيها صفة هذه الرياضة الشريفة مكتوبة فيها وإذا فيها، مكتوب: إنه من أراد رياضة سورة الإخلاص، فعليه بالإخلاص وأن يتطهر ويتنظف ويغتسل، ويجلس في مكان خال عن الناس بحيث إنه لا يكلم أحدا إلا الله تعالى في المدة المذكورة، ولكن الذي يخدمه رجل صالح ناصح في الخدمة، حريص على الطهارة والنظافة، وأن تصوم للتريض أول خميس في الشهر كان، ويتم صيامه خمسة عشر يوما صياما عن غير ذي روح، وليكن فطوره على خبز الشعير والملح والزيت، ويتلو السورة الشريفة كل يوم خمسة آلاف مرة عقب كل صلاة فريضة ألف مرة، وباقي أوقاتها بمهما تيسر من التلاوة والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والبخور عمال ليلا ونهارا وصفته ند وحصا لبان وجاوي إذا كان ليلة الجمعة الختم، وقد فرغ من تلاوتها ستة عشر ألف مرة، ويدعو بهذا الدعاء المبارك يقول:

اللهم إني أسألك يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أسألك أن تسخر لي خدام هذه الصورة الشريفة أن يجيبوني إلى ما أريد إنك فعال لما تريد. ثم تقول: أقسمت عليكم يا خدام هذه السورة الشريفة ما تعتقدونه وإلا ما أسرعتم بالإجابة، فحينئذ يدخل عليك ثلاث ملائكة وجوههم كالقمر ليلة البدر عند تمامه، لكن وجوههم كبار كالأتراس، ونورهم يكاد يخطف الأبصار فيقولون: السلام عليك يا عبدا صالحا ورحمة الله وبركاته نحن خدام هذه السورة الشريفة العظيمة فما الذي تريده منا؟ فترد عليهم السلام وتقول: أريد منكم إكراما وإجلالا وتعظيما، لمن هذه السورة صفته، أن تخدموني وتطيعوني فيما أمرتكم به، ولكم علي أن لا أريد منكم إلا حاجة ترضي الربّ، فيقولون السمع والطاعة، قد بررنا قسمك، وأجبنا دعوتك، ولكن لنا عليك شرطان من يومك هذا وساعتك هذه: لا تقع في معصية ولا كذب، ولا تأكل الثوم ولا البصل ولا السمك، وتصوم يوم الخميس دائما، تتلو في ذلك اليوم والليلة وهي ليلة الجمعة السورة الشريفة عشرة آلاف مرة تهدي ثوابها لأموات المسلمين، وأن لا تقطع صيام يوم الخميس إلا أن يكون نهار عيد، وأن لا تبطل غسل الجمعة، وأن تزور المقابر كل نهار سبت قبل طلوع الشمس، وتقرأها إحدى عشرة مرة، وتهدي ثوابها لأموات المسلمين فتقول: نعم والله يهدي السبيل والله عليّ من الشاهدين بذلك، فحينئذ يصافحونك، ويقولون لك قد صرت أخا لنا من إخواننا، فأي حاجة طلبت نقضيها لك إن شاء الله تعالى، فتقول لهم: اعطوني كل واحد منكم إشارة أطلبه بها، فيقول الأول: أنا اسمي عبد الواحد، فاتل السورة وقل يا عبد الواحد أجيبك ولك عليّ أن أحملك إلى مكة وأردّك إلى منزلك في ساعة واحدة، ويقول لك الثاني: وأنا اسمي عبد الصمد، فاتل السورة إلى عند قوله الصمد، وقل يا عبد

الصمد أجيبك بإذن الله تعالى، ولك عليّ إحضار ما أردت من المأكول والمشروب والفضة والذهب من مباح الأرض الحلال، ويقول لك الثالث: وأنا اسمي عبد الرحمن، فاتل السورة وقل: يا عبد الرحمن أجيبك باذن الله تعالى ولك عليّ ثلاث شروط: تغوير المياه الموضوعة وأن أخفيك عن أعين الناس، وآتيك من البلدان بالأخبار، فعند ذلك تسجد لله تعالى شكرا على هذه النعمة العظيمة، وتقول لهم شكر الله سعيكم، وجزاكم الله تعالى خيرا، فاحتفظ بها وأخفها عن الجهال فهذه أمانة مني والسلام.

فصل أذكر فيه دعوة الهمزة الشريفة: إذا أردت العمل بها تعمد إلى مكان خال من الناس، وتطهر ثيابك وبدنك ومكانك، وتجلس فيه ذاكرا لله تعالى، ثم تقول أستغفر الله العظيم مائة مرة، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة، ثم تصلي ركعتين تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب مرة والإخلاص خمسمائة مرة، وفي الثانية كذلك، ثم تناجي وتسلم، ثم تطلق البخور وهو لبان ذكر، ثم تميل رأسك على ركبتيك، وتقرأ سورة الهمزة مرة بنية خالصة وحضور قلبك، وتعمل من شئت في أي صورة أردت من التماثيل مثل سبع أو ضارب سيف مهما أردت، وتكرر حتى تقضى حاجتك، والله الموفق للصواب.

فصل أذكر فيه سورة الإخلاص ودعاءها على وجه آخر: اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى معرفة اسمائه، إذا أردت قراءة هذه السورة الشريفة، تطهر ثيابك وبدنك ومكانك، ثم تصوم ثلاثة أيام عن كل ذي روح وما خرج من روح، ويكون ابتداء عملك نهار الثلاثاء، فإذا كان ليلة الجمعة تقرأ السورة الشريفة ألف مرة، وتقرأ هذا الدعاء المبارك أربعين مرة، فإذا تممت قراءتك يدخل عليك خادم السورة فلا تخف منه، ثم يسلم عليك فردّ عليه السلام وعظمه، فإنه ملك جليل القدر والشأن ويفعل لك ما تريد أيها العبد الصالح، فاطلب منه حاجتك وما تريد فإنه يقضيها لك، فاطلب منه خادما من خدامه يكون لك ممتثلا أمرك، وخادما من الخدام يكون لك طائعا في كل ما تصرفه، وخذ منه إشارة، فإذا أردت قضاء حاجة، فاقرأ السورة واذكر اسمه، فإنه يحضر بين يديك فاصرفه فيما تحب وتريد، والبخور لبان وجاوي، فاتق الله تعالى وأخلص النية ترشد.

فصل صفة الدعوة للسورة المباركة تقول: اللهم إني أسألك بقاف القدرة والإحاطة، وبلام اللوح واللطف، وبهاء الهيبة والهداية، وبواو الولاية، أن تجعل لي قدرة وإحاطة على دقائق الكائنات اللوحية، مبتهجا بهاء الهيبة، مهتديا هاديا لمن شئت هدايته، أنت الهادي من استهديته، يا من ستره عمّ جميع الجهات والنقيرات والتعطيلات والحوادث والتغيرات، والنظير والضد والانقسام والعدد، قل هو الله أحد، يا واحد في ديمومة ملكه القديم عن غير تحول ولا تجسم، اللهم إني أسألك بواو الوحدانية والألف المعطوف الذي هو أصل النشأة الدورية، وبحاء الحياة الأزلية، وبدال الدوام الأبدية من غير حصر ووقت وعدد، ولا صاحبة ولا ولد أنت الله الواحد الأحد الصمد، اللهم اجعلني أحدا من الآحاد، وفردا من الأفراد، ومدني بنشأة من نشأة الروحانية الألف المعطوف حتى أخوض بعد ذلك بحار المقربين في الأفراد، وأحي نفسي بنفحة حكمية من نفحاتك، وروحانية ممدودة بعظيم الإمداد حتى أكون راجيا من السعادة والإرشاد وجيها بين عبادك إلى يوم المعاد اللهم إني أسألك بصاد الصدق

والصبر، وبميم الملك والمجد، وبياء اليقظة واليقين أن تجعلني صادقا صدوقا مالكا مجيدا ممجدا باليقظة، معتقدا باليقين. ممدودا من عظيم كرمك، وبصديق من ملائكتك أستعين به على صلاح أموري الدنيوية والأخروية، واجعل لي عونا من غير عائق بمضرة إلى الأبد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، اللهم اكفني بكاف كفايتك حتى لا ألتجئ إلى أحد مخلوقاتك، ونوّرني بنور نورانية ذلك حتى أفوز بفاء الفوز والنجاة بين عبادك المقربين إنك على كل شيء قدير، وبالاجابة جدير برحمتك يا أرحم الراحمين.

وهذا الوفق نافع لما ذكرنا لهذه السورة الشريفة، وقد اختصرنا شرحه لئلا يطول الكلام، وهذه صفته كما ترى فافهم والله تعالى أعلم.

أذكر هنا فائدة: ورد في الحديث الشريف أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله تولت الدنيا وقلت ذات يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها يرزقون فقال: وما ذا يا رسول الله قال: سبحان الله العظيم، سبحان من يمن ولا يمن عليه، سبحان من يجير ولا يجار عليه، سبحان من يبرأ من الحول والقوة إليه، سبحان من التسبيح منه على من اعتمد عليه سبحان من كل شيء يسبح بحمده، سبحانك لا إله إلا أنت وبحمدك، يا من يسبح له الجميع تداركني فإني جزوع، ثم استغفر الله تعالى مائة مرة، وتفعل ذلك ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الجمعة.

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال له جبريل عليه السّلام قل: اللهم استرني بالعافية في الدنيا والآخرة. وقال عليه الصلاة والسلام: من قال في كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين استفتح أبواب الرزق ونفت عنه الفقر واستقرع أبواب الجنة، ووقي بها فتنة القبر، وأتته الدنيا وهي راغمة، ويخلق الله تعالى من كل كلمة ملكا يسبح الله تعالى، وتغفر ذنوبه. وهذا ما انتهى إيراده والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

تم الجزء الأول من كتاب شمس المعارف الكبرى للإمام البوني ويليه الجزء الثاني

أوله الفصل الخامس عشر في الشروط اللازمة لبعض دون بعض

الجزء الثاني

الفصل السادس عشر: في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات والنهايات

ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها

الجزء الثاني

الفصل السادس عشر في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات والنهايات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته وفهم أسرار أسمائه، أن الله تعالى خلق الملائكة الحاملين العرش، والحاملين الكرسي، والمتصرفين عن القلم والمصفحين اللوح، وجعل لهم أنواعا من الأذكار واختلاف تعبدات، وكذلك أهل السموات، إلا أن أهل الملأ الأعلى ذكرهم قدوس، وأما أهل الكرسي فذكرهم سبوح قدوس رب الملائكة والروح. واعلم أن معاني اسم الله القدوس، يظهر الله الناطق به في سلوك لطائف الجبروت الأعلى جلت أنواره وسرادقات النهى وعدم الحروف التركيبية، وانتهاء الحقائق، فهذه في الجبروت الأعلى جلت أنواره عن الإدراكات العلويات. ومن خواص اسمه القدوس أنه يضاف إليه السبوح، فيقال سبوح قدوس، فإنه ينكشف له به ثمانية: الملكوت الأعلى والعرش والكرسي واللوح والقلم والملأ الأعلى والمستوى والأقلام لقوله عليه السّلام: بلغت إلى المستوى حتى سمعت صرير الأقلام.

ومن خواص اسمه القدوس رب الملائكة والروح، أن يظهر له الملكوت والجبروت والملك والملكوت الأعلى والأدنى، فيه ٨ الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة والجماد والنبات والحيوان والمعدن، وهو ذكر حملة العرش، وهو ذكر روح القدس عليه السّلام، وهو ملك عظيم لم يخلق الله بعد العرش أعظم منه، وهو صاحب الهام، وقيل إنه جبريل عليه السّلام الذي هو حقيقة التنزيل والوحي لقوله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ وهو ذكر رؤساء الملائكة أهل الملأ الأعلى، فجمع التقديس لأنوار القدس، وروح القدس في حضرة القدس، وهو يتجلى بحقائق الإيمان في القلوب الطاهرة، وهو وحي

الإلهام، وهذه الحضرة القدسية عند سدرة المنتهى والقدس وهو المنزه من العيوب، والنقص للكمال الذي تظنه الخلق كمالا بصفاتهم، والجاهل والأعمى وغيره ناقص في ذاته.

واعلم أن كنز التوحيد الشافي ومشربه الصافي إنما هو في سورة الإخلاص وما يناسبها، فلذلك يقال إنها ثلث القرآن، والقرآن يحتوي على قصص وأحكام وتوحيد، فتأخذ في شرحها ومفهوم سرها من النظر والعقل، ونحن نختصر من معانيها وعيون جواهرها، فنقول وبالله التوفيق قوله الحق: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وهو الذي يكون فيه لذاته، وهو واجب الوجود، وهو الذي لا إله إلا هو، وهو الذي يكون لذاته هو هو، بل هو ذاته هو هو لا غير، فتلك الهوية والخصوصية معنى الاسم، وذلك هو كون تلك الألوهية إلها، فإن الإله هو الذي ينسب إليه غيره، ولا ينسب هو إلى غيره والإله المطلق هو الذي يكون كذلك مع جميع الموجودات، وكونه ينسب إليه غيره. ولما كانت الألوهية ألوهية مما لا يمكن أن يعبر عنها بلوازمها، واللوازم منها إضافية ومنها سلبية، والإضافة أشد تقريبا من السلبية، والأكمل في التصريف هو اللازم الجامع لنوع الإضافية والسلب، وذلك لكون تلك الألوهية إلها، فلا جرم عقب قوله بذكر الله تعالى، فيكون كالكاشف لما دل عليه اللفظ، وهو كالشرح لذلك. ومنها أنه لما شرح تلك الهوية بلوازمها الإلهية عقب ذلك بأنه الأحد وهو الغاية في الوحدانية فألوهيته هي الغاية في الوحدة وكمال بسطها التي تقصر عنه العقول في ابتدائها، والوقوف دون مبادئ إشراق أنوارها الذي سبحانه ما أعظم شأنه وما أقهر سلطانه، هو الذي تنتهي إليه الحاجة وتنال الإرادة، ولا يبلغ أدنى ما استثنى به من الجلال والعظمة والعطية أقصى نعوت الناعتين، وهو أعظم وصف الواصفين، بل وقضية المكره الذي ذكره في كتابه العزيز وفقه شكر وهي صفاته تعالى، وإن كان لا يمكن بغيره معرفتها إلا بواسطة الإضافة، إلا أنه جل وعلا عالم بها، فلذلك لم يذكر تلك الماهية واقتصر على تلك اللوازم فنقول:

ليس للمبدأ الأول شيء من المقدمات، فإنه وحدة محضة صرفة منزهة عن الكثرة عن جميع الموجودات، ولتلك الوجوه لوازم، فإذا ذكرت الهوية وشرحها باللوازم القريبة دون البعيدة، يشعر بهدم المقدمات إذا كان له مقدمات لم يكن واجبا لذاته، ولكان وجوده موقوفا عليه. وقوله أَحَدٌ مبالغة في الوحدة، ولا تتحقق إلا إذا كانت الوحدة بحيث لا يكون ابتداء ولا أكمل منها، فإن الواحد مقول على وحدانيته تحته بالتشكيل، فالذي لا ينقسم بوجه أصلا، ولا بالوحدانية من الذي ينقسم من بعض الوجوه، وبرهانه أن كل من تحت هويته إنما يحصل من اجتماع أجزاء كانت هويته موقوفة على حضور تلك الأجزاء فلا يكون هو لذاته كما دل عليه قوله الصَّمَدُ تفسيران في اللفظ أحدهما: الذي لا جوف له والثاني السيد، فالأول يعني الإشارة إلى النفس الإلهية، فإن كل ما له ماهية كان له جوف وباطن وهو تلك الماهية وما لا باطن له وهو موجود فالإله والاعتبار في الذات إلى الوجود، وعلى التفسير الثاني معناه إضافي، وهو كونه مبدأ الكل ويحتمل أن يكون كذلك مفتقرا إليه وهو لا يفتقر إلى غيره.

وقوله لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ لما بين أن الكل مستند إليه وأن المعطي وجوده بجميع الموجودات، وهو الفياض عليهم بين أن كلا ممتنع عنه أن يتولد عنه مثله، فإن من كان كذلك كانت ماهيته مشتركة بينه

وبين غيره، فإنه لا يتشخص إلا بواسطة المادة وعلاقتها والتعيين والتقليد كل ما كان ماديا أو له علاقة بالمادة كان متولدا، فيصير تقدير الكلام هكذا لأنه يتولد، فلما لم تكن ماهيته كذلك باعتبار ما سبق أنه هو، وهذا في ابتداء السورة تذكرة كانت هويته لذاته منه، ولا يكون متولدا، ولو كانت هويته مستفادة من غيره لم يكن هو هو لذاته، وفيه تنبيه على سر عظيم، وهو التهديد الوارد في القرآن على القائل بالولد والزوجة. ولنعد إلى هذا السر وهو أن الولد ينفصل ولو كثرت ماهيته، وله سبب المادة كما بيناه، وكل من كان ماديا يكون ماهيا فإذا لا يتولد عنه غيره، وهو غير متولد عن غيره.

وقوله ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أي ليس ما يساويه في قوة الوجود، فإما أن يكون له ما يساوي ماهيته بينه وبين غيره كان وجوده ماديا، وكان متولدا عن غيره تعالى الله عن ذلك.

فصل: في ذكر ترجيح لا إله إلا الله على سائر الكلمات وتبيين مرتبة الصمدية على سائر السور والآيات.

وأبين حقيقة الوحدانية وما تهوى وارتياحك للخيام المضروبة على حواشي العقيق والحجاز، وإلى القباب القريبة من جانب قاب قوسين أو أدنى، وذلك بقدرته جل جلاله فنقول: لا إله إلا الله، بل لا له إلا هو، وهو باب صحيح لا يفتح إلا للمشتاقين، ويحجب دون عاليه عين الناظرين وأفهامهم، فليس كل سر جاز أن يفشى، ولا كل فضل يتمنى، وإفشاء سر الربوبية كفر، فإذا قلنا إفشاء سر الربوبية كفر، فإفشاء سر المعية والهوية والإيجاد أبلغ في الكفر ولا يخفى أن منشأ الكفر إبداع وأشار إليه بقوله عليه السّلام «إن من العلم كهيئة المخزون لا يعرفه إلا العلماء بالله تعالى، فاسمع يا سابق أنك لو محوت وجودك ومحنته وذهبت عنك وعن رؤيتك وعما سواه لا يكشف لك سر الأسرار المشار إليها، لأن في قولك لا مع وجودك تناقض عقلي وكفر عشقي، فافهم تصب الإشارة الغريبة. وأما الثاني وهو الذي به وفيه طلوع فجر الألفة والمكاشفة، أثار القدم والوجوب من بين شعب حكم أسرار الوحدانية لذوي التوحيد والإشارة والأسرار. وأما مبادئ الوادي الأول فسل فيه سبيل التحقيق، والثاني بنوعين النقيع وشارب من الوادي الأول كذي القرنين، والشارب من الوادي الثاني كالخضر عليه السّلام، فالأول أعد للفناء، والثاني أعد للبقاء، والإشارة للثاني إشارة للملكوت. فالأول البيت المقدس، والثاني الوحدانية المحضة هو إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وهو يخبر عن أوجه إلا الله تعالى هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى إِذْ رَأى نارًا أثبت له الرؤيا ثم أسبل عليه سر الاخفاء وأسرار المتعاشقين بقوله نارا وقال يا موسى إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وجعل مبادئ الوصال إليه التوحيد، ونهاية الختم بالطاعة.

وسأنبئك إشارة إلى معونته أولا، ومعرفة ما سواه ثانيا، حتى تنال لذة الأسرار من قوله إِنَّنِي أَنَا اللهُ لأنك إن لم تكن كموسى في الوقت والصفة لم تنل لذة نداء المحبوب ولا طعم وصاله. ألا تعتبر من قول موسى حين سئل كيف عرفت أن النداء منه؟ فقال: إن لذة النداء قتلتني وأشغلتني، فذاق كل جزء مني وشعر حلاوته لأني مخاطب بنداء واصل إليّ من جميع الجهات، كما خاطب بي سرادقات العزة وملكتني الهيبة الإلهية فعرفت أن الخطاب من قبل الله تعالى فقلت: أنت الذي لم تزل أنت الذي ليس

لموسى مقام، ولا له حركة القبول بالكلام ألا تنظر إلى نعوت فتكون أنت المخاطب والمخاطب جميعا، وعلى هذا الوجه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عن الله عبدي مرضت فلم تعدني إِنَّنِي أَنَا اللهُ في الحالين عبدي أحب من إذا مرضت عادك، وإذا تبت تاب عليك وعصارة الإشارة أن تقطع نفسك عنك بتركك كل ما يقطع عن صفتك، واجعل قلبك بيته، ووجودك مكة، وشهودك الحرم، وأدم طوافك حول البيت طوافا سرا بحد الله كوجود البيت وسر به حبا مشاهدة الحي القيوم، فإنه شديد الوجود، وتكوين الصفات، وبسر الحالات. وهذه الإشارات تدل على إثبات فردانية إله المقدرة من المبادئ والغايات.

فصل: واعلم أن من خواص القرآن قوله تعالى: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ والْمَلائِكَةُ -إلى قوله- الْحَكِيمُ، وفي هذه الآية ٣ معان. الأول: ما بدأ الله له نفسه لنفسه، وهو تصديق واجب الوجود في الأزمان، وأنار صفات وجود معيته منه صفة لعظمته وكبريائه وصفاته المانعين عن معية من سواه معه، والثاني: النظر إلى ما شاء الله بملائكته لتصديقهم حال الوجود له، فتلك شهادة وجوده ومعرفة عنايته، يستحيل فيها الرتب لتقديس الملائكة من غشاوة والنفسانية والمظلمات الصورية، والثالث: ما ثبت الله لعباده ووصفهم بالعلم القائمين بالقسط وبالتصديق له. وقال ابن عباس رضي الله عنه: تقدير الكلام شهد الله بنفسه وإن لم يكن شهد له أحد غيره بأنه لا إله إلا هو والملائكة يشهدون له بذلك، وقوله وأُولُوا الْعِلْمِ يعني النبيين والمؤمنين يشهدون له بذلك قائما بالقسط أي العدل لأنهم أهل العدل، ولأن معنى العدل وضع الشيء في موضعه ولا يكون ذلك إلا بالعلم، ولا إله إلا هو العزيز الحكيم، العزيز بالنعمة عمن لا يؤمن به، الحكيم بما شهدوا من أنه لا إله إلا هو وأن لا يعبدوا إلا إياه وأنّ الدين عند الله الإسلام.

فصل: واعلم أن حقيقة الشهادة بالتوحيد ما شهده الحق لنفسه)، لأنه هو شاهد ذاته، واستشهد من استشهد من خلقه قبل خلقه إياهم، تنبيها لهم بأنه عالم بما يكون من شهادته لنفسه بما شهد شهادة صدق وعلم، حتى لا يقبل شهادة إلا من الصادقين الموحدين، الذين سيأتون ويعرفونه ويوحدونه ويتشهدون إلهيته وربوبيته لقوله تعالى شَهِدَ اللهُ الآية فتلك شهادة اضطرار لما يشهدون من كبرياء ملكه، وآثار غيبه ظاهرة، لأنهم جبلوا على ذلك ثم قال تعالى وأُولُوا الْعِلْمِ أي العلماء الذين هم أرباب الحقائق المخزونة في حقائق التوحيد، والمشيرون إلى التقرير، المعبرون عن معاني الأحوال الذين ينفردون عن الكل بالفرد، ويوحدون الأحد الصمد ويعلمون معاني أسماء الحق وحقائق صفاتها، ويعاينون الغيوب وهم حجة الله في البلاد وإليهم مفزع العباد، حطوا رحالهم في الحضرة، وعلت مراتبهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وقال ابن عباس رضي الله عنه: شهد الله بهذه الشهادة قبل أن يخلق الخلق بألفي عام. وفي رواية باثني عشر ألف سنة، كل سنة ٣٦٠ يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون. والمأثور عن إخوان الصفا عدم الخوض في أبحر الدلالة لأنه موجب التفرقة، بل عليهم الخوض في أبحر الفهم عند سماعهم قول الله شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فإنه موضع السجود لغني الوجود بالوجود، الذي من الأسرار في هويته هو الأول في الأول، والآخر في الآخر. ثم بعد ذلك

الخوض في أبحر أسرار لا إله إلا هو فإنها فوقية. واعلم أن القرآن العظيم على ٣ أقسام: قسم يدل على معرفة ذات الله وصفاته وتوحيده وتقديسه، وقسم يدل على الأمور الشرعية، وقسم يدل على معرفة أمور الآخرة. ولا خفاء أن معرفة دلالات آيات ذات الله تعالى وصفاته بنعت الوجود والوحدانية والتقديس يساوي ثلث القرآن الدالان على الأمر والنهي والوعد والوعيد.

فصل: علامة من عرف الله حق معرفته إن لم يطلع على سره فلا يجد علما به، وفضّل الله الرجال بعضهم على بعض باستصحاب هذا الحال وعدم استصحابه.

فصل: وإذا أردت أن يظهر الله لك لوامع مقامك، فانه الجوارح عن الكسل والنفس عن الملل، والعقل عن الجدل والقلب عن الزلل والروح عن الأمل، والسر عن رؤية العمل ونسبة الحال والمحل.

فصل: قاعدة التحقيق، ليس لك في الإشارة إلا التوفيق فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ومع هذا قد جعل الله للعبد أربعة قواعد: التوحيد بالضرورة، وعمدة الفقر للمصيرة وهي الإحاطة والخير والإرادة والإدراك، وهذه الأربع هي أصل الأصول ومسلك العقول، والإحاطة عليها بناء التحقيق، فقد حصل له من الكمال الإنساني والخلاص الروحاني والخلق الرحماني، وبها يتصرف إلى ما يجده من نفسه.

فصل: أخل بنفسك كثيرا، واخلع بذلك خاليا، وسر مكانك مجردا من الخواص الطبيعية، تر من لواحق الاسم بالكلية، فيكون داخلا في ذاتك، خارجا عن الموجود للأشياء، مجموع عليك، مصروف البال إليك، فترى في ذاتك من الحسن والبهاء والرفعة والثناء ما تبقى له متعجبا، فتعلم أنك جزء من الجبروت الأعلى، وحياة نافذة وخيرات ثابتة، فمن هنا تشعر بالإحاطة وتتعلق بالمحبة، وترى في ذاتك نورا وبهاء لا يطاق شهوده، ولا تستطيع التجوهر بوجوده، فيرجع عاجزا والذهن كليلا إلى عالم الفكر والرؤية، فتحتجب عن ذلك، ثم تستعد لمن ذلك حتى تألف المقام، ولا يقع بحمد الله الانتقاص، وترفع المنازعة.

فصل: روي عن مقاتل بن سليمان أنه قال: من أهمه أمر فليتوضأ ليلا، ويدخل إلى أقصى عمل في منزله، ويصلي ركعتين يتم ركوعهما وسجودهما، ثم يسجد لله تعالى، ويصلي على نبيه عليه السّلام، ثم يقول اللهم إنك مليك مقتدر، وإنك على ما تشاء قدير، اللهم إن كانت ذنوبي سلفت، واختلفت وجهتي، وعظمت خطيئتي، وحالت بيني وبين قضاء حاجتي، فإني أسألك بجلال وجهك وعظيم عفوك، وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن تغفر لي وترحمني وتفرج عني، ثم ينادي بأعلى صوت: يا محمد يا أحمد يا أبا القاسم، إني أتوسل وأتوجه بك إلى الله تعالى، ليغفر لي ويرحمني ويقضي حاجتي وحوائجي، ويفرج كربي وهمي وغمي، فإن حضر لك البكاء فهو علامة الإجابة، فسل حاجتك تقضى، وإلا أعد العمل أولا وثانيا.

فصل: وروي عنه دعاء مجرب كان عيسى عليه السّلام يحيي به الموتى، فإذا أردت أن تدعو به فصل الصبح، وقل وأنت جالس ١٠٠ مرة بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،

اللهم إني أسألك يا قديم يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، واسأل ما شئت، فإن لم يستجب لك فالعن مقاتل.

فصل: ومن أهمه أمر أو نزل به كرب يتطهر ليلة الجمعة عند الغروب، ثم يعتكف ولا يكلم أحدا حتى يصلي العشاء، فإذا أوتر يقول في آخر سجدة من وتره: يا الله يا رب يا حي يا قيوم بك أستغيث يا الله مائة مرة، ويسأل حاجته تقضى.

وروي عن الإمام أبي عيسى الترمذي عن أنس بن مالك أن النبي عليه السّلام قال: من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو أحد من الناس، فليصل ركعتين ويدع بهذا الدعاء العظيم، وهو هذا: تقول لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله سبحان رب العرش العظيم، لا إله إلا الله سبحان رب السموات والأرض ورب العرش الكريم، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنب، لا تدع لي اللهم ذنبا إلا غفرته، ولا هما وغما إلا كشفته، ولا كربا إلا فرجته، ولا حاجة إلا قضيتها، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وهذا الدعاء العظيم لقضاء الحوائج تدعو به بعد صلاة ركعتين، وإخلاص نية، وحمد الله تعالى والاستغفار، والصلاة والسلام على النبي عليه السّلام، ثم تقول: اللهم يا جامع الشتات، ويا مخرج النبات، ويا محيي العظام الرفات، ويا مجيب الدعوات، ويا قاضي الحاجات، ويا مفرج الكربات من فوق سبع سموات، ويا فاتح خزائن الكرامات، ويا مالك حوائج العالمين سمع سمعك الأصوات، وأحاط علمك بكل شيء، أسألك اللهم بقدرتك على كل شيء، وباستغنائك عن جميع خلقك، وبحمدك ومجدك أن تجود عليّ بحاجتي، ويسميها فإنها تقضى.

فصل: وأخبر الحسن بن سالم قال: كانت لي جدة عمياء فأتاها آت فقال لها: ألا أعلمك شيئا من أسماء الله تدعي بها يرد الله عليك بصرك، فقالت له: غفر الله لك فقال: ارفعي يديك إلى السماء وادعي وامسحي وجهك وعينيك، ففعلت ما أمرها به، فرد الله عليها بصرها، فرأت بين يديها شيخا قائما، ثم ذهب عنها وما أخبرت به إلا عند موتها، فإذا هو أول سورة الحديد إلى قوله: عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ، وآخر الحشر. وسئل الإمام علي عليه السّلام عن أحسن ما خصه به عليه السّلام من الدعاء فقال: ما ظننت أن أحدا يسألني عن هذا، ثم قال: إذا أردت أن تسأل حاجة فاقرأ ست آيات من أول الحديد إلى الصدور، وآخر سورة الحشر لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ، الخ ثم تقول: اللهم يا من هو كذا وكذا افعل لي كذا وكذا فإنه يكون ذلك.

فصل: ومن دعاء الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه قال: بت ليلة في غم عظيم فألهمت أن أقول: إلهي مننت علي بالتوحيد والطاعات، وأحاطت بي الشهوة والغفلة والمعصية، وطرحتني النفس في بحر الهوى والظلمة فهي مظلمة، وعبدك مظلوم محزون مهموم مغموم قد التقمه الهوى وهو يناديك نداء المعصوم المحبوس عبدك يونس ويقول لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ

فاستجب لي كما استجبت له، واهدني بعز المحبة في محل التفريد والتوحيد والوحدة، وأنت اللطيف الحنان المنان، وليس لي إلا أنت وحدك لا شريك لك، ولا تخلف وعدك لمن آمن بك، فإنك قلت وقولك الحق: فَاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فصل: وهذا الدعاء المبارك للإمام محمد بن إدريس الخوارزمي وهو الذي تزعزعت الملائكة منه تقول: اللهم يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالا لما يريد، يا ذا العزة التي لا ترام والملك الذي لا يضام، يا من علا نوره أركان عرشه، يا مغيث أغثني ٣ إنك على كل شيء قدير.

وفي رواية أخرى:٣ يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا غياث المستغيثين أغثني ٣، قال: فدعا بها ملهوف فسمع في السماء قعقعة وإذا بفارس قد نزل عن فرسه وبيده حربة فأقبل على الكردي وهو اللص الذي أراد الملهوف فقتله. وقال: يا زيد لما دعوت الله المرة الأولى كنت في السماء السابعة فنادى جبريل من لهذا الملهوف، فقلت: أنا، فلما دعوت الثانية كنت في سماء الدنيا، فلما دعوت الثالثة جئتك. واعلم أنه لا يدعو بدعائك أحد إلا أجبته. فلما رجع زيد وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: لقد لقنك الله اسمه العظيم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.

فصل في ذكر استخارة مجربة:

إذا أردت أن تعلم عاقبة أمر وكيف المخرج منه، فصل ٦ ركعات بعد صلاة العشاء تسلم في كل ركعتين، تقرأ في الأولى الفاتحة والضحى، والثانية الفاتحة والتين، والثالثة بالفاتحة وألم نشرح، والرابعة بالفاتحة والقدر، والخامسة بالفاتحة والزلزلة، والسادسة بالفاتحة والإخلاص، فإذا فرغت من صلاتك تكتب في قرطاس: براءة إلى الرب الجليل الودود الكريم العزيز الجبار المتكبر من عبده فلان الفقير الذليل المحتاج البائس الفقير السائل المضطر الذي لم يجد لحاجته سواك، يطلب ويرغب منك حاجة كذا وكذا ويسميها ثم يقول: اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وبيانا شافيا، وأن تقضي حاجتي. وتذكر ما شئت من إقبال أو محبة، أو بيان ما صعب عليك فهمه وأردت الوقوف على عاقبة أمره وبيان وقته، وبخّر كتابك بحصا لبان ذكر، وجاوي واطوه، وشمعه بشمع أبيض، وضعها في جعبة واربطها بخيط وثيق، وألقه في الماء الجاري وتقول: أجريت قلب فلان بن فلانة، أو تضعها في إناء فيه ماء وتضعه عند رأسك وتنام على طهارة ووضوء تقضى حاجتك.

فصل: وهذا الدعاء يروى عن عبد الله بن محمد بن أبي زيد القيرواني قال: فما رأيت أسرع إجابة من هذا الدعاء. ويصلح الدعاء به على كل سلطان جائر، وعلى كل لص خائن وفي المصائب والشدائد، ومن وقف عليه فليحفظه وهو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا موضع كل شكوى ويا شاهد كل

نجوى، ويا عالم كل خفية ويا كاشف كل بلية، يا منجي موسى ومحمد وإبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلّت حيلته، دعاء الغريق الملهوف الذي لا يجد لكشف ما به إلا أنت لا إله إلا أنت، يا أرحم الراحمين اكشف عنا ما نزل بنا من عدونا وعدوك الشيطان الرجيم يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير، واغوثاه يا الله ٣. اللهم يا بادئ لا بداية لك يا دائم لا نفاد لك، يا حي يا محيي الموتى يا قائما على كل نفس بما كسبت، إلهي أنت الله العزيز الجبار لا إله إلا أنت إلها واحدا، أسألك بالكلمات التامات الأمن والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، والأهل والجسد والمال والولد والمسلمين أجمعين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني ما نزل بي من ضيق وكل ما أردت، وخلصني خلاصا جميلا يا رب العالمين، وحسن ظنك والله الموفق.

فصل: واعلم أن سر الحروف في ألواح صدور العلماء مرقوم، وسر الأعداد في صحائف أسرار الحكماء مرسوم، وسر الكيمياء في حظيرة كنز القدماء مخزون، وسر التسخير في أفئدة قلوب الأولياء مكنون، وسر الأسماء في مرآة بصيرة الأنبياء مرموز، وسر الكلام في عرش سماء الأرواح مكنوز، فافهم هذه الإشارات القدسية واللطائف الكشفية تفز بحظ وافر من المعاني الذوقية والمباني الشوقية.

فصل: واعلم أن لكل دعوة اسما من أسماء الله وبابا تدخل منه، ومعراجا يرقى عليه، وروحانية تصعد به ونهاية تقف عندها وتخرج الإجابة من ذلك الباب المعراج على أيدي تلك الملائكة، وذلك الوقت إن عجلت الإجابة أو في مثله من الساعات فافهم. واعلموا علمكم الله تعالى حقائق الأسماء، ورزقكم مراتب الإحصاء أنه لما كانت المقامات الدينية ثلاث مقامات، مقام الإسلام ومقام الإيمان ومقام الإحسان، ومراتب الجنان المرتبة على الإحصاء لأهل الدين ثلاث: جنة الأعمال، وجنة الميراث، وجنة الامتنان، وكانت أنواع الإحصاء: التعليق في مقام الإسلام، والتخليق في مقام الإيمان، والتحقيق في مقام الإحسان فإحصاؤها بالتعلق في مقام الإسلام، هو تطلب السالك آثار كل اسم منها في نفسه وبدنه وجميع قواه وأعضائه وحالاته ونشأته النفسانية والجسمانية، فيرى جميع ذلك من أحكام هذه الأسماء وآثارها، فيقابل كل أثر بما يليق به، فيقابل الأنعام بالشكر، والبلايا بالصبر وغير ذلك.

ومثل هذا الإحصاء يدخل تحت جنة الأعمال التي هي محل ستر الأعراض الزائلة بالأعيان. جنة الباقية وهي التي اخترعها إبراهيم الخليل عليه السّلام بأنها قيعان الجنة وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، واحصاؤها بالتخليق في مقام الإيمان، يكون بتطلع الروحانية لحقائق هذه الأسماء ومعانيها ومفهومها والتخلق. ومنها ما أخبر بقوله عليه السّلام: تخلقوا بأخلاق الله تعالى بحيث يكون المتخلق هو عن ذلك الاسم، أي يفعل مثله، فمثل هذا الإحصاء يدخل المتخلق جنة الميراث التي هي أعلا من الجنة الأولى بل هي باطنها المنزل منها عالم الملك والملكوت وهي المشار إليها بقوله عليه السّلام: وما منكم أحد إلا وله منزلة في الجنة ومنزلة في النار فإذا مات ودخل النار، ورث منزلة أهل النار وإن شئتم فاقرأوا أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الآية واحصاؤها بالتخليق في هذا الإحسان بالنقول والانخلاع

عما قال، ويظهر فيك من الصور والمعاني تسمية الحدوث واستنارات الحضرة الحقيقية بسجف أستارها وأعبائها قال الشاعر:

تسترت من دهري بظل جناحه ... بحيث أرى دهري وليس يراني

فلو تعلم الأيام اسمي ما درت ... وأين مكاني ما درين مكاني

فمثل هذا الإحصاء يدخل المتخلق جنة الامتنان التي هي محل سر غيب الغيب المشار إليها بقوله عليه السّلام: فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. والإشارة إليها بقوله تعالى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ ونَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ قلت: مع أن السلف الصالح لم يرتقوا لحقائق الملكوت وعجائب الجبروت، إلا بتحقيق التخلق بالأسماء، إلى أن ينقلب كل اسم في حق مقامه أعظم مما يرد فيه ويراه من مواهب الله ولطائف الحكم، ومهما سمعت الأعظم على لسان هذه الطائفة فهذه حقيقته، فإذا علموا هذه الأسماء عادت إليهم أسماء أعظم وذلك في كمالات المقامات وانتهاء الغايات، فلا يبقى لهم اسم يسلكونه للتخلق، بل يعينون في اسم الذات الذي هو حقيقة التخلق وهوية وقع الأمر لقوله: قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ثم لا جرم وإن كانت الأعمال باختلاف مقاصدها واجتهاد العالمين بأطوارها، موصلة بطهارة القلوب ومبادئ الكرامات، وتلويح الأحوال والسالكون على صراط الأسماء، ومعارج الارتقاء ينكشف لهم الأسرار الملكوتية، والتشكلات الأسمائية في أسرع وقت وأقرب مدة، فظهر عليهم أنوار الحكمة بلطائف العموم وحقائق العلوم الوهبية الملكوتية، وذلك لقصد الطريق على التحقيق والسلوك بالإخلاص والتصديق.

فصل: وقد اختلف الناس في الاسم، هل هو مشتق من السمو أو السمة؟ وفي ذلك إشارة لطيفة. واعلم أن السائرين إلى الله قسمان: مراد مقام، أو مريد قائم، فأما المريد القائم، فكل اسم يقوم به فيكون مأخوذا من وسم الإسم، وأن يكون مرادا ويرتقي إلى درجة المراد، فإن الأسماء ترقيه وهو ساكن لاستغراقه في مشاهدة أنوار التجلي في معاني الأسماء، فيسمو قدره عن السلوك بالأسماء فيكون الاسم في حقه سموا مأخوذ من سما يسمو إذا علا إشارة في ظهور الأسماء، فذلك أن المآل في الآخرة للبقاء، والمآل في الدنيا للفناء فأوصافك في الدنيا فانية من نسبتها، فمنّ الله عليك بأسمائه الباقية لتشاهد حقائقها في الموعود في الفناء المشهود كما قال الصديق: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، ولأنك إذا دعوته بأسمائك فتدعو الباقي بالفاني، فإنك إذا كنت بك كنت بما لم يكن، وإذا كنت به كنت بما لم يزل فمثال ما بين الاسمين وبعيد ما بين الحكمين قال تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللهِ أي من نفوسكم وأسماء أوصافكم، وقال تعالى: ولله الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها إشارة أخرى، وذكرك في أزله بل أبده بأسمائك الحسنى حيث قال تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ الآية، ثم أمرك أن تذكره بأسمائه، فتحيرت حقيقتك في بحار الهيمان، وتاه عقلك في قفار البحر، فرحمك بدليل اللطف. وقائده الرحمة والرأفة فقال تعالى: هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ فوصفك بأحسن أسمائه الذي سماك فهي ستة: فأمرك بذكر

أسمائه الحسنى التي هي رحمة إشارة إلى قوله: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ والتسبيح هو الصلاة والصلاة هو التسبيح الذي حقيقته التنزيه عن كل وصف محدث، فيكون الاسم صلة بمعنى المسمى على طريقة من فرق بين الاسم والمسمى، فتسبيح الله تنزيهه يكون بالقول تارة وبالاعتقاد تارة، فلا يصح ذلك إلا بعد ثبوت المعرفة وكشف أسرار الدليل، والفناء في التفريد والتحقيق في التجريد، وذلك لا يصح إلا لأهل الحق الذين عرفوه بنعوت الجلال، ووصفوه بأنواع الكمال، فسلموا الربوبية إليه وطرحوا ذواتهم في قيد العبودية لديه، ولا يصح منك التسبيح لله حتى تنزه نفسك من كل شهوة مذمومة، وإيمانك عن أعمال النقص، وعقلك عن الهوى، وروحك عن الالتفات إلى المألوفات، وقلبك عن ظلم الغفلات، وجسمك عن العادات والمخالفات وأكل الحرام والشبهات، فحينئذ يبدو لك من كل اسم من صفات الذات وأسماء الصفات وأسماء المعاني ما هو عظيم في نفسه كبير في قدره.

ومنه ما حكي عن سيدي إبراهيم الخواص أنه قال: كنت نزعت من باطني حب الفواكه إلا حب الرمان، فمررت برجل به مرض شديد مهري لحمه، وقعت عليه الزنابير وأكلت منه، فسلمت عليه فرد علي السلام، وعرفني باسمي من غير معرفة سابقة، فقلت في نفسي لو كان لهذا حال مع الله لدعاه أن يخلصه من هذه الزنابير، فقال لي: الغيبة حرام، ادعوه أنت أن يخلصك من شهوة الرمان، فإن لدغ الزنابير على الأجسام أسهل من لدغ الشهوات على القلوب، فهذا أدب الأقوال. ومنهم من تأدب بضرب المثال كما حكي عن بعضهم أنه قال: رأيت شابا وعليه عباءة وبيده ركوة وقال لي: إني إنسان أقصد الورع، ولا آكل إلا ما تلقيه الناس فربما أجد شيئا من قشر أو لباب يسبقني عليه النمل فألقيه أم آكل فهل في ذلك عليّ شيء؟ فقلت في نفسي وأنا منكر عليه: ما على وجه الأرض أورع من هذا، ثم نظرت إليه فإذا هو واقف على أرض من فضة بيضاء وقال لي: يا هذا الغيبة حرام وغاب عن بصري.

فهؤلاء الذين حرس الله أسرارهم، وطهر أذكارهم ونور أبصارهم.

فصل: التسبيح تفعيل من السبح والسبح هو المجيء والذهاب قال تعالى: إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحًا طَوِيلًا أي مجيئا وذهابا. وقال بعضهم: السبح يسبح بسر باطن حقيقته طهارة أوصاف فكرته في ميدان عجائب ملكوت لطائف حقائق الجبروت، والسالك يسبح بذكره في بحار القلب، والمريد يسبح بقلبه في بحار الفكر، والمحب يسبح بروحه في بحار الشوق، والعارف يسبح بسره في بحار الغيب، والصديق يسبح بسره في بحار الأنوار القدسيات المنيعة من معاني أسماء الصفات مع ثبوت أقدام التمكين في اختلاف الحالات. فافهم تحقيق غاية شهود كل سالك من حضرات الأسماء إنما هو الاسم الذي رتبه، ولا يكون شهوده له تاما ما لم يعطه ذلك الشهود والعجز والحضرة في ذلك الشهود بحيث يكون عبارة عنها ضمنا، وإدراكه لها عجزا، ومن ثم كان أوسع الخلق شهودا عليه السّلام بقوله سبحانه: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وكان يقول: اللهم زدني فيك تحيّرا، وكان يقول: ليس في أسماء الله الحسنى اسم ذات إلا اسمه تعالى الله، إذ اسم الذات عبارة عما وضع للحقيقة من غير اعتبار ما من الاعتبارات البتة ليدل عليها اللفظ.

فصل: واعلم أن أسماء الأفعال على نوعين: نوع ورد في الشرع ذكر فعله دون اسمه نحو:

سخط الله وغضب الله ولعنة الله وفضل الله، ونوع ورد في الشرع ذكره نحو: يخلق الله ما يشاء، والله خالق كل شيء. واعلم أن الحقائق لأسمائه على نوعين: نوع ليس له صورة ظاهرة تدلنا عليه، وإليه الإشارة بقوله عليه السّلام: اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك. والنوع الثاني ما له صورة ظاهر لفظية أو رقمية عندنا هي الاسم الذي يدلنا عليه، وذلك قسمان: أحدهما مضمر، والثاني مظهر فافهم.

فصل: واعلم أن وجوه كل شخص أو غيره مسند إلي كلي أو جزئي من الأسماء الإلهية فافهم ذلك تفز، فإنه سبحانه له رجال هم رجال الغيب والأسماء وهم ٩٩ رجلا، ورجل جامع يقال له الغوث الفرد الجامع القطب، ولا يعرفه أحد من التسعة والتسعين مع استمداد الجميع منه أصلا، ومهما وافق اسم من أسماء الله تعالى اسم ذات في العدد الحرفي والعددي وكسره واتفق وفقه كان اسما أعظم في حقه يفعل به ما يفعل بالاسم الأعظم. وسمعت بعض العارفين بالله يقول: إن لكل داع يدعو الله إسما هو بالنسبة إليه أعظم الأسماء، كما كان أرحم الراحمين لأيوب، والوهاب لسليمان، ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ليونس. وهذا بحسب حال من يدعو لا على وفق المسؤول والمطلوب بالدعاء، وهذا القول قريب إلى هذا المعنى وهو قول جمهور الصوفية. وقال الشيخ العارف بالله تعالى محمد الخوارزمي بحرم مكة قدس الله سره في سنة ٦٧٠: من عرف الله تعالى باسمه الوتر في حاله ومقاله، فقد عرف الاسم الأعظم المخصوص به. واعلم أن الله من خفي لطفه أظهر أسماء مختلفه التراكيب ليدل كل اسم منها على نوع من أنواع أفعاله وطرقه، فيجد كل سالك مسلكا سهلا يليق به، فيكون الاسم اللائق به في قصده إذا عرفه وسأل به في وقت يناسب الاسم، فيجتمع من معرفة الوقت ومعرفة السبب ومعرفة الاسم اللائق بالوقت والحاجة المطلوبة المطابقة للاسم في الوقت مع توجه القلب لذلك النوع المطلوب، خصوصا سرعة الإجابة، فإن من دعا بهذا القانون استجيب له، وذلك إشارة لحديث النبي عليه السّلام بقوله: إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها. والنفحات مصادفة الوقت اللائق بالطلب، والاسم المطابق للمقصد، وهذا نوع من الأسرار كشف لأهل عناية الله من المرسلين وعبادة المقربين.

فصل: واعلم أن السر الجامع والسيف القاطع، أن تأخذ عدد حروف الأسماء ألف تذكره بها كقولك: اللطيف الخبير ولا تأخذ آلة التعريف، بل تأخذ لطيف خبير، وتنظركم لهما من الأعداد عند أرباب الأسرار، وتضربها في أيام الأسبوع، وتذكر على طهارة وصلاة وجمع همة وصفاء باطن في موضع خال من الأصوات فتجد سرعة الإجابة. قال بعض الأكابر: اعلم أن السر المصون والعلم المكنون في الذكر بالأسماء وهو أن تأخذ عدد حروف الأسماء وعددهما وعدد صورهما الرقمية كما ذكرت، وتذكر بذلك القدر يحصل المطلوب. مثال ذلك: إن اسم الله تعالى ٤ أحرف، وله من العدد ٦٦ فيكون مجموع ذلك ٧٠ فتستغيث به ٧٠ مرة وتسأل حاجتك ثم تذكر بقدر حاجتك، في القدر في

الفصل الأول: في الشروط اللازمة لكل أحد

موضع خال بجمع همة وحضور قلب فإنه يستجاب لك. واعلم أن لكل اسم خاصية لا يتعداها ولا يتعدى الذاكر بها لغيرها فافهم، فهو سر الله في الملك والملكوت. واعلم أن في الأسماء ما يكون له خاصية فيه وحده ولم يوجد في غيره لصيغة، وفيه ما يجمع اسمين وثلاثة في المعنى الواحد، وفيه سر عجيب وأمر غريب فسبحان العليم الحكيم. واعلم أن خواص كل اسم من مشتقه، والتصريف به من مقتضاه، وهذا هو السر الغامض الذي لا يفتح بابه إلا لكل عبد منيب وما يُلَقّاها إِلّاَ الَّذِينَ صَبَرُوا وما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ومن فتح له من ذلك باب فقد فاز بحظ وافر من علم آل محمد والله هو الفتاح العليم.

فصل: واعلم أن كل اسم من أسماء الله تعالى إذا كانت حروفه وترا، فإنه يصلح للتفريق والتشتيت، وإن كان شفعا فإنه يصلح للتأليف والإزدواج والمحبة. واعلم أن كل اسم له حروف وأعداد، ولكل عدد وفق، فمن جمع من حروف كل اسم، وعدد ما في كل وفق من كشف السر، ولكل اسم من الأسماء عدد روحاني بطبيعة جسده الهوي المتشكل، أضربنا عن ذكره لما فيه من كشف السر والخطر العظيم، ولو علمت أن ذلك لا يظهر لأحد لأظهرت منه الأسرار الغريبة والأمور العجيبة. ومن قضي له بشيء من الرزق ظهرت منه كهيئة المغناطيس الجذاب، والياقوت الجلاب من فم إلى فم، والله يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فاسبح إن كنت سابحا واسرح إن كنت سارحا، فهذه درر الإشارات بدت من أصداف العبارات، وحقائق العلويات نزلت في ربوع البسيطات، فاشترها بثمن يسير قبل فوتها، وابذل حقيقة ادخارك مهرا لعروسها قبل شرب كؤوس الحسرة من دنان ربنا ارجعنا نعمل صالحا غير الذي ربنا نعمل، فتجد على بساط الهوان بمفرعة أو لم نعمّركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير، فيا لها من قعقعة ما أعظم انطباقها، وفتنة ما أمر مذاقها، فافهم الأمر وتدبر هذا الذكر إن الله يسمع من يشاء، وما أنت بمسمع من في القبور، ولو فكر الناظر وأنصف لاستفاد علوما جليلة، واعلموا أن شروط العمل بالأسماء والذكر والدعوات كثيرة، إلا أنه لا بد منها لكل أحد، ومنها ما هو شرط في بعض دون بعض، وسأذكر لك ما تريد في فصل يخصه.

الفصل الأول في الشروط اللازمة لكل أحد

فمن ذلك لزوم الجماعة، والاعتقاد الصحيح المطابق للكشف الصريح، والمداومة على الطهارة الحسية والمعنوية، ثم رياضة الفكر في التأمل في هذه الأسماء ومعانيها، اعتبارا أو استقرارا بحيث يكون عن ذلك اليقين الكامل لمعرفة أسرارها، والحزم التام بتأثيراتها، ثم التخلق كما تقدم، وذلك أن من أراد تصريفا كليا فلا بد له من التخلق بجميع الأسماء ليعطيه كل اسم ما في قوته، وبه يحصل ذلك بالتجلي على كل وصف، وتفريغ المحل من كل شيء، فمتى أراد التصريف باسم التفت لحضرة ذلك الاسم مستعدا لقبول ما يرد عليه من أنوار لئلا يكون فيه متسع لغيره، فيكون هو فضلا وتصريفا. وقد

الفصل الثاني: في الشروط اللازمة لبعض دون بعض

يحصل بالتخلق باسم واحد تصريف كلي بواسطة أحد الأمرين، فإما أن يكون ذلك الاسم من الأصول الكلية ويكون هذا التخلق بأخذ البصيرة بأمر الشهود بالنسبة لحضرة هذا الاسم بحيث يشهدها من حيث اشتمالها، وجمعها بسائر الأسماء كما حكي عن الشيخ أبي العباس السبتي: من كمال التصريف لتخلقه باسمه تعالى: الجواد حتى إنه رضي الله عنه كان يفوق على حاتم بفعل الجود، وكما حكي عن الشيخ أبي موسى السيدراني أنه كان له من الورد في اليوم والليلة سبعون ألف ختمة لتخلقه باسمه تعالى الباسط. وقد ذكرت على التخلق بالأسماء جماعة كأبي القاسم القشيري، وأبي الحاكم البرجاني، وأبي البركات عبد القادر الجيلاني، وأبي حامد الغزالي، وأبي الحسن الحراني، وأبي عبد الله محيي الدين بن العربي، وأبي العباس الافليسي، وأبي عبد الله الكوفي وخلق كثير لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، فليتأمل ذلك من كلامهم من أراد الوقوف على ذلك. واعلم أن الإنسان هو الاسم الأعظم، فمن عرف نفسه فقد عرف ربه. وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: جلست يوما بين يدي شيخي عبد السلام بن مشيش وكان له ولد صغير فوضعته في حجري، ثم هممت أن أسأل الشيخ عن الاسم الأعظم فمسك الطفل بذقني ثم قال لي: يا عم أنت اسم الله الاعظم أو اسم الله الأعظم فيك فقال الشيخ: قد أجابك الطفل فافهم.

الفصل الثاني في الشروط اللازمة لبعض دون بعض

فمن ذلك اتحاد المعدن وتحري الوقت المناسب للطلب والتدخين بالدخنة اللائقة ولبس الثوب الخاص، فإنما هي شروط في حق الضعفاء الذين لم يبلغوا شأو الرجال. واعلم أنه لا بد لمن كان في درجة التزام هذه الشروط من اتخاذ بيت للذكر لا يفعل فيه غير ذلك ولا يدخله غيره، وليكن قدر جلوسه وقيامه فقط لا يفضل منه شيء البتة، وليس فيه كوة يدخل منها نور بعيد عن الأصوات، ويجلس فيه مباشر الأرض من غير حائل وإن احتاج إلى حائل فمما تنبته الأرض، ولا ينام إلا إن غلبه النوم، ويتعاهد بالبخورات الأرجة في أكثر أوقاته.

لطيفة: سئل بعضهم عن العزلة فقال: نعتها يغني عن معناها، وصورتها تغني عن فحواها يعني من اختار العزلة فهي خير الأمور وقيل أعلاها. واعلم أن الخلوة ضبط لأهل الصفوة والعزلة من إمارات الوصلة فافهم ذلك ولله در القائل:

وبيت الولاية قسمت أركانه ... ساداتنا فيه من الأبدال

ما بين صمت واعتزال دائم ... والجوع والسهر النزيه العالي

وقال عليه السّلام: الصمت يورث معرفة الله، والعزلة تورث معرفة الدنيا، والجوع يورث معرفة الشيطان، والسهر يورث معرفة النفس. واعلم أنه قد أجمع السلف رضي الله تعالى عنهم على أن الفتح الرباني والكشف الصمداني لا يصلح لمن في معدته مثقال ذرة من الطعام وهو حد الصمدانية الجسمانية، واختلف في ذلك فقيل: يكون في أسبوعين، والأشهر عندهم لا يكون إلا بتمام الأربعين وهو ما

وهذه صلاة الكفاية

شرطه الله في حق كليمه موسى عليه السّلام في الأربعين لتطهر معدته من كثائف الأغذية، فتقوي الروحانية روحه، ويصفو عقله ويقوى قلبه وتطيب نفسه، فهذه صمدانية الأرواح وقد حدها السلف الصالح إلى ٦٠ يوما، وفيها تدرك عجائب الملكوت ولطائف الجبروت وأسرار الملك. وأما صمدانية العقول بمجموع الذات الإنسانية فسبعون يوما وهي انتهاء المدة للمتريضين، ومنها نشأة أخرى مختصة أنوار اختصاصية لم يعهدها أحد من أرباب الأحوال، ولا من مراتب الأعمال فتكشف له الأسرار وترفع عن أسراره الأستار، وهو الذي مات بالفناء، ثم أحيي بالبقاء، وهذه آخر مرتبة الصمدانية في الإنسانية مجموع علمها وأنواع تجلياتها.

واعلم أن مادة الشهوات الطبيعية لا تنحسم إلا بعد جوع عام جرت بذلك العادة القديمة في أسرار الروحانيات. وأما صمدانية الطبائع فحدها ٢٨ يوما ولا أقل لسالك مبادئ أسرار الصمدانية من ٤١ يوما. وأما من حركت عليه العادة وغلبت عليه نفسه لميلها إلى ما تشتهيه ألزموه السبب، وأخرجوه من الخلوات لعلقهم بخراب باطنه عن الموارد الربانية والمواهب الإلهية الإيمانية، وكان بعضهم ينقص من أكله كل يوم قدر نواة، ومنهم من لا يعمل في تقليل القوت، ولكن يعمل في تأخيره بالتدريج حتى ينتهي تدريجه إلى ٧ أيام وعشرة أيام إلى تمام الأربعين، ومنهم من يعتبر أكله بعود رطب وينقص من أكله كل يوم بقدر نشاف العود وقال سهل رضي الله عنه: من طوى أربعين يوما ظهرت له آثار القدرة في الملكوت. وقد كشفنا عن أسرار السلوك وأوضحنا الطريق فافهم.

وهذه صلاة الكفاية

تصلي ست ركعات في أي وقت، ثم تجلس بعد تمام الصلاة وتقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، ثم بعد ذلك يكبر ويسجد ويقرأ في سجوده فاتحة الكتاب سبعا وآية الكرسي كذلك ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ١٠. اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك وبمنتهى الرحمة من كتابك وبحق اسمك العظيم الأعظم ومجدك الأعلى وكلماتك التامة، ثم يسأل حاجته ويرفع رأسه وأن يذبح كبشا سليما من العيوب في موضع خال ذبحا شرعيا موجها للقبلة ويقول عند الذبح: اللهم هذا منك وإليك فاجعله فدائي وتقبله مني، ويحفر له حفرة ويردمه في التراب، ويخرجه ويقطعه ٦٠ جزءا، ويفرقه على الفقراء والمساكين، أو يطعم ستين مسكينا من أفضل الطعام، أو يتصدق بسبعة دراهم على سبعة مساكين، فإنه يكفى شر ما يريد.

ولنختم هذا الفصل بذكر غريب وورد عجيب لا يناجي الله به عبد إلا عتق، ولا أسير إلا أطلق، ولا خائف إلا أمن، ولا فقير إلا استغنى، ولا ذليل إلا عز. وفيه معنى بديع لقمع الجبارين وقطع دابر الظالمين والمفسدين، ومن كتبه وحمله ذل له كل جبار عنيد وشيطان مريد، ولا يراه أحد إلا أحبه. ومن

أكثر من ذكره أحيا الله قلبه بنور المعارف وحفظه في أهله وماله وعياله ونفسه، وكفاه شر ما يخاف، ولا يذكره ملك إلا اتسع ملكه ونفذت كلمته وفيه اسم الله الأعظم، ومن ذكره بين يدي جبار وقت غضبه سكن، ومن سأل الله به حاجة أعطاه ما سأل، فافهم التوحيد بهذا السر المكنون، واستغن به عن كثير من الأذكار التصريفية في مثل هذا النوع والدخول عليه يعرفه أرباب البصائر، وذكرها الاسم الجامع لأكابر المولهين وحي قيوم لأرباب البدايات، ولو أراد الإنسان أن يفصح عن أسرار هذا الياقوت الباهر، والسر الزاهر من جهة أسراره العددية، وآثاره الحرفية وأسمائه النورانية وأوضاعه الوفقية لاستوعب من ذلك عشرة. وينبغي للملوك والأمراء والأكابر والصلحاء وأفاضل العلماء وحذاق الحكماء التوجه به في الأولى من يوم الجمعة أو يوم الأحد أو يوم عرفة أو يوم العيدين أو يوم عاشوراء أو ليلة النصف من شعبان أو ليلة ٢٧ رمضان أو في غرة كل شهر أو ليالي جميع الدهر تظفر بخيري الدنيا والآخرة السعادة العظمى.

وهذا هو الورد المبارك بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ١٢٦ مرة، حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ٧ مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ٣ مرات، سلام قولا من رب رحيم ١٩ مرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ١٩ مرة، اللهم يا ودود ٣ مرات، يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء لا إله إلا أنت يا غياث المستغيثين أغثني ١٣ مرة. اللهم يا علي يا عظيم يا ولي يا عليم، يا حنان يا منان يا رحيم يا رحمن يا جميل يا عطوف يا كريم يا رؤوف، أسألك باسمك المخزون أن تفيض عليّ من فيض جمالك الأقدس وكمالك الأنفس سرا نورانيا واسما ربانيا حتى أتصرف في النفوس والأرواح، والمهج والأشباح بمهيجات المحبة وهيجان المودة. يا من يفرج عن المحزونين يا أنيس المستوحشين. اللهم إني أسألك بسر الألف المعطوف الذي هو مبدأ الحروف، يا وهاب يا نافع يا تواب. اللهم إني أسألك شوقا يوصلني إليك ونورا يدلني عليك، وتلقني بالروح والريحان، وفرحني بالأمن منك والرضوان، يا باسط يا واحد يا ماجد يا الله ٣ ربي لا شريك له ولا أشرك به شيئا. اللهم من أرادني بسوء أو ضر أو شر فاقمع رأسه واعقل لسانه، وألجم فاه واحبس كيده، وحل بيني وبينه، يا دائم يا حميد يا مجيب يا مجيد بحرمة محمد ٩ صلى الله عليه وسلم إني أسألك بالسر الجامع والنور الساطع أن تهبني فرقانا منك تشرح به صدري وترفع به قدري، أنت وجهتي وجاهي، وإليك المرجع والتناهي، تجبر الكسير وترحم الفقير، لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم. اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وإبراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب عافني واعف عني ولا تسلط عليّ أحدا من خلقك يا الله بشيء لا طاقة لي به يا سميع

الدعاء يا مجيب النداء فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم توكلت على الحي الذي لا يموت والْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ -إلى- تَكْبِيرًا الله أكبر ٣. اللهم إني أعوذ بك مما أخاف وأحذر وأعوذ بالله الذي لا إله إلا هو ممسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من كل جبار عنيد وشيطان مريد. اللهم إني أسألك أمانا من الفقر وأمانا من الرد وأمانا من الذم وأمانا من الهم وأمانا من الغم وأمانا من الذل وأمانا من الجهل وأمانا من الفتن وأمانا من الخسف وأمانا من الرجف. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إني أسألك بمحمد السيد الكامل الفاتح الخاتم نور أنوار المعارف، وسر أسرار العوارف، وصفوة خلقك وسر علمك ومرآة ذاتك ومشهد صفاتك وأسألك بنور وجهك وبساط رحمتك، وبالسبعة والثمانية وأسرارها المتصلة منك يا الله ٣ يا أحد يا صمد يا حي يا قيوم أن تهبني من علمك عقلا ومن حياتك روحا ومن إرادتك حكما ومن قدرتك فعلا ومن كلماتك لسانا ومن سمعك فهما ومن بصرك كشفا ومن إحاطتك قياما وامنحني منك بك سرا تخضع له أعناق المتكبرين وتنقاد إليه نفوس الجبارين. فلك الحمد يا رب على كل بداية، ولك الشكر على كل نهاية إنك أنت الغني الحميد. اللهم أنمني على فراش رحمتك بمنك، واحرسني بحارس حفظك وصونك، وردّني برداء الهيبة وأجلسني على سرير العظمة متوجا بتاج البهاء، واضرب عليّ سرادقات الحفظ، وانشر علي لواء العز، ويسر لي الرزق واملأ باطني خشية ورحمة وظاهري عظمة وهيبة، وملكني ناصية كل جبار عنيد وشيطان مريد، واعصمني من الخطأ والزلل وأيدني في القول والعمل. اللهم إني أسألك بك وبما اشتملت عليه ذاتك مما لا يعلمه أحد سواك أن تصلي على سيدنا محمد الذات المحمدية واللطيفة الأحمدية، شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار، وقطب فلك الجمال ومركز مدار الجلال. اللهم إني أسألك بسره لديك وبسيره إليك أن تؤمن خوفي وتقيل عثرتي، وأذهب حرصي وحزني وكمل نقصي، وخذني إليك وارزقني القناعة ولا تجعلني مفتونا بنفسي محجوبا بحسبي، واكشف لي عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوم، واكفني بلطف ترتاح إليه أرواح الأولياء وتنبسط له نفوس السعداء، فلك المجد الأوسع والملك الأجمع. اللهم إني أسألك بكل اسم سبق في علمك أنك لا تمنع من السؤال به طالبا، ولا تردّ من سأل به خائبا، أسألك أن تقضي حاجتي فيما أريد، وأن تصحبني بحسن العاقبة إنك تعلم ما أريد، لك مقاليد الأمور وأنت على كل شيء قدير.

اللهم إني أسألك وأتوسل إليك ببسم الله الرحمن الرحيم أن تفيض علي من ملابس أنوارك ما يردّ عني أبصار الأعداء خاسئة وأيديهم خاسرة، وأن تكسوني في كل ما أحاول بهجة منك ترتاح إليها أرواح المدركين، وتشخص لها أبصار الناظرين، وتسير بها أسرار العارفين إنك أنت علام الغيوب ومعلمها وكاشف الأسرار ومفهمها، فلك الحمد والمدح وبيدك الخير والفتح. اللهم صلّ على أنبيائك المرسلين وملائكتك المقربين وأوليائك الصالحين وعلى أهل طاعتك أجمعين، وبلغهم سلامنا وتحيتنا، وبلغنا شفاعتهم بسؤالنا وأمنيتنا. اللهم إني صرفت رجائي إلى وجهك الكريم وأحسنت ظني في عفوك العظيم، فارحمني وارحم والدي واغفر لي وللمسلمين، ولا تصرف رجائي عن وجهك خائبا ولا تجعل

الفصل السابع عشر: في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات

حسن ظني في عفوك كاذبا. اللهم كيف نصدر عن بابك بخيبة وقد أمرتنا بدعائك يا أرحم الراحمين.

اللهم إني أسألك أن ترحمني إذا انقضى أجلي وانقطع عملي ولبست كفني وفارقت سكني، يا رب الأرباب يا مسبب الأسباب يا معتق الرقاب ويا كاشف العذاب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، بسم الله الشافي بسم الله الكافي بسم الله المعافي الم المر كهيعص حمعسق طسم طس حم ق ن فَاللهُ خَيْرٌ حافِظًا وهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ ثم تقول لا إله إلا الله ألف مرة، يا لطيف ١٢٩، يا كافي ١١١، يا حليم ٨٨، يا مجيب ٥٥، يا سلام ١٣١، يا حفيظ ٩٩٨، وتدعو بعد ذلك بما تريد من أمور الدنيا والآخرة يستجاب لك، فتدبر ذلك فإنه من الأسرار العظيمة، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الفصل السابع عشر في أسماء الله الحسنى وأوفاقها النافعات

اعلم أن هذا الفصل درّ مصون ولؤلؤ مكنون، صدر من وادي الصفا إلى خلان الوفا، وخواص الصوفية الراكبين على أعناق الرياح الشوقية الطائرين بأجنحة الرياحات الذوقية إلى فهم هذه العلوم الوهبية والرسوم الفتحية والرقوم الهندية واللطائف الحرفية والمعادن العددية والأسماء النورانية والحقائق العرفانية فأقول: إن أسماء الله تعالى بالنظر إلى ما جاء منها في الكتاب والسنة إما بصيغة الاسم أو بصيغة الفعل إلا أنه مشتق منه اسم، وإلى ما أطلع عليه أهل الكشف بحقائق الأسماء كما هو صفة كمال كثيرة جدا، لأننا إذا عددنا القاهر والقهار والشاكر والشكور، اسمين فإنها تصل إلى ٣٠٠ اسم وقيل إلى ٦٠٠٠، والغرض من هذه الإشارة إنما هو الاختصار، والإيماء إلى هذا العلم المكنون، والسر المخزون لتنبيه طالبيه، ومن قسم له في حظ منه فليبادر إلى قطع عقبات السلوك، والتخلي عن مذموم الأخلاق وسفاسفها والتحلي بمحمودها، وحينئذ يصل إلى هذه الموضوعات لأخد العلم مواتا عن موات قال تعالى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فلذلك أشرت إلى الكلام على الأسماء التسعة والتسعين ورأيت أن أوردها أولاّ بشروط، ثم الكلام على اسم بعد التنبيه على سر الإحصاء فأقول:

روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي عليه السّلام إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، وهي: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الفرد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأوّل الآخر الظاهر الباطن الوال المتعال البر التواب المنتقم العفوّ الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني

المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور. فهذه ٩٩ إسما من أحصاها دخل الجنة، وقد أحصاها النبي عليه الصلاة والسلام وخصها بالذكر لكونها جوامع مشتملة على المعاني التي هي درج الجنة، فلذلك قال: من أحصاها دخل الجنة، وإنما لم يذكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو تمام المائة لاختصاصه به ومعناه الوسيلة التي هي درج في الجنة لا تنبغي لأحد من عباد الله وهي لأكمل خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم أن من دخل الكنز وخرج بذلّ الخيبة مات بنيران الحسرة ومن طلب الرجعة إليه طمس في وجهه:

على نفسه فليبك من ضاع عمره ... وليس له منها نصيب ولا سهم

فيا حسرة من في تهاونه وغفلته مفرطا وعن رفقته ذوي المعارف الربانية مثبطا لقد بان خسرانه عند رب العالمين ونسخ اسمه من لوح المقربين، أعاذنا الله من ذلك فافهم ترشد.

فصل: في اسمه تعالى هو الله الذي لا إله إلا هو. فإن قلت لم لا عددت الإله اسما قلت: لم يعده النبي صلى الله عليه وسلم بل جاء به فيما أجراه على اسم الله تعالى من التوحيد، ولذلك لم يجعل اسمه هو اسما مستقلا في هذا العدد بل عدد عليه قوله: هو الله الذي لا إله إلا هو اسما واحد، وذلك لسر تعرفه أرباب البصائر. فأما اسمه تعالى «هو» فهو ضمير الغيبة وهو من أخص أسمائه تعالى إذ الغيبة الحقيقية إنما هي له إذ لا تصوره العقول ولا تحده الأوهام، واسم للذات باعتبار الاحاطة عنها وإطلاقها عن جميع القيود والأوصاف التي وجب تعددا، وهو فاتحة الأسماء وأم كتابها، وقد ينزل منزلة الألف من الحروف، وهو اسم جليل القدر، وهو اسم الله الأعظم. ومن أكثر من ذكره فإنه لا يخطر في قلبه غيره، ويفتح الله له بابا من الكشف على حسب استعداده، وهو من الأسماء الجليلة القدر المخصوص بالمتولهين، وله من العدد ١١ وهو رابع عدد وهذا العدد من مقتضياتها، فلذلك كان خامس عدد فرد، وهو عدد ثاني إذ هو رتق لا فتق فيه. وأما أسماء حروفه فتشير إلى اسمه تعالى واحد، وأما مربعه فعلى هذا.

وله مربع ٣+٣ واف من جهة الشفع، وله مربع ٤ * ٤ واف من جهة عدد الوتر، ومبدأ مثلثه من حرف الهاء، ومن نقش هذا المثلث على فص خاتم من فضة في شرف زحل وحمله أطاعته جميع الروحانية. ومن أكثر من ذكره كان مطاعا مهابا وإن تكلم أحد من العارفين أجابته الروحانية وذلك بعد صوم وذكر، فيسأل عما يريد، وله من العدد ٣٧ لفظا، و ٣٦ رقما، وهو من الأسماء الجامعة لسر الوتر والشفع، وله ٤٣ معنى، وذلك لدخول الواو في الهاء، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الأول: في اسمه تعالى الله

الفصل الثاني: في اسمه تعالى رحمن

الفصل الأول في اسمه تعالى الله

وهو اسم الله الأعظم بالاتفاق تفرد به الباري سبحانه وتعالى، ومعناه السيد وهو الاسم الجامع، ولذلك تكون جميع الأسماء وصفا له ولا يكون وصفا لشيء منها. ومن أكثر من ذكره لا يطيق أحد النظر إليه إجلالا له. ومن كتبه في شرف الشمس على جسم شريف أحرق به كل شيطان مريد، وإذا أمسكه معه في يوم شديد البرد وأكثر من ذكره لا يحس بألم البرد الشديد. وإذا تختم به صاحب الحمى البلغمية ذهبت لوقتها، وإذا نقش مربعه على رق والشمس في الأسد وحمله بعد ذكره ٣١٧ مرة، فلا يضع يده على ماء إلا غار بإذن الله تعالى بشرط أن يكون صاحب حال مع الله تعالى، ومن عرف قدره استغنى به عن كل ما سواه لأنه اسم الله تعالى الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، ومن ثم كانت قواه الظاهرة تشير إلى قولك: مجيب وهو أول الأسماء المظهرة والجامع لحقائقها والمشتمل على دقائقها ورقائقها، وله مخمس جليل القدر من رسمه وحمله لم يعسر عليه أمر من الأمور، وبه تسهل الشدائد وهو ذكر أكابر المولهين من أهل الخلوات ويصلح ذكرا لمن كان اسمه محمدا، فليكثر من ذكره يقول الله الله لقوله صلى الله عليه وسلم الله الله ربي لا أشرك به شيئا، ويصلح أيضا لمن كان اسمه عبد الله، وله من العدد ٦٧ لفظا، و ٩٩ رقما وأما أسماء حروفه ٢٦ تشير إلى اسمين جليلين، وهما على قديم وهذه صورته كما ترى:

الفصل الثاني في اسمه تعالى رحمن

هذا الاسم الشريف له مربع ٥ * ٥، يوصف بسر التداخل في شرف زحل، فصاحبه لا يزال يتقلب في رضوان الله ولا يراه أحد إلا رق له، وتتوالى عليه النعم، ومن وضعه في ماء وسقى منه صاحب الحمى الحارة ذهبت عنه لوقتها، ومن أكثر من ذكره نظر الله له بعين الرحمة، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الرحمن، ومن واظب على ذكره كان ملطوفا به في سائر أحواله وهذه صورته كما ترى:

وروي عن الخضر عليه السّلام أنه قال: من صلى عصر الجمعة واستقبل القبلة، وقال يا الله يا رحمن إلى أن تغيب الشمس، وسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه، وله من العدد ٩٩، وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٣٧ تشير إلى اسمه تعالى منقي هذا من حيث رقمه، وأما من حيث لفظه فله من العدد ٣٩، وهو عدد فرد ناقص، أجزاؤه ٤٧ تشير إلى اسمه تعالى الاله واما اسماء حروفه فهي ٤٩ تشير إلى اسمين جليلين وهما مبدع فاطر.

الفصل الثالث: في اسمه تعالى رحيم

الفصل الرابع: في اسمه تعالى ملك

الفصل الخامس: في اسمه تعالى قدوس

الفصل الثالث في اسمه تعالى رحيم

هذا الاسم الجليل القدر يوضع في مربع ٤ * ٤ بسر التداخل فحامله يكون ملطوفا به في سائر أحواله ومن أكثر من ذكره كان مجاب الدعوة وهو أمان من سطوات الدهر ووقته اللائق به شرف القمر وهو نافع لجميع الحميات الحارة ويكتب معه أيضا ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ الآية ويصلح ذكرا لمن كان اسمه ابراهيم ويضاف إليه اسمه المطهر وله من العدد ٢٥٨ وهو زوج فرد مستطيل مركب يثنى اللطيف ويثلث البديع ويسدس الاول وهو عدد زائد أجزاؤه ٢١٩ تشير إلى اسمه الكريم، وأما اسماء حروفه ٣١٣ تشير إلى اسمه تعالى يا بصير بياء النداء، وهذه صورتهما:

واعلم وفقني الله وإياك أن الرحمن الرحيم أذكار شريفة للمضطرين وأمان للخائفين، ولا ينقشهما أحد في خاتم يوم الجمعة آخر النهار ويتختم به إلا كان ملطوفا به في سائر حركاته وأحواله.

الفصل الرابع في اسمه تعالى ملك

يصلح ذكرا للملوك وغيرهم، وله مربع ٣+٣ يوضع في صحيفة من ذهب ومعه قوله تعالى: قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ الآية ويحملها فإنها من الأسرار الجليلة، وحاملها يصير مهابا عند الناس ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الملك وهذه صورة مربعه:

وإذا نقش مثلثه العددي في ورقة من ذهب في شرف الشمس، ووضع عليها فص ياقوت أحمر، ووضعه في خاتم، ودخل به على حاكم أو جبار ذل له، ولا يطيق النظر إليه، وقد وضعه أفلاطون لذي القرنين، فكانت الأسد تهرب منه وهذه صورته وله من العدد ٩ وهو من حقائق الحروف، وهو من الأسماء المنظومة على حسب مراتب العدد تنزيلا، وهو زوج فرد مستطيل، أجزاؤه ٤٤ تشير إلى اسمه تعالى: الباقي بال، وأما أسماء حروفه ٦٣ فتشير إلى اسمه: مجيب الدعوة فتأمل ووضعه بعضهم بهذه الصورة:

الفصل الخامس في اسمه تعالى قدوس

هذا الاسم الجليل القدر، من أكثر من ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال أذهب الله عنه كل شهوة مذمومة، ويوضع في مثلث عددي يحيط به مربع حرفي في شرف المشتري ليلة الجمعة، فحامله يبدله الله من كل

الفصل السادس: في اسمه تعالى سلام

الفصل السابع: في اسمه تعالى مؤمن

خلق من الأخلاق الذميمة إلى الأخلاق الحميدة، ويكون محبوبا من الخلق ويثنون عليه ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد القدوس، ومن كان اسمه إسحاق وله من العدد ١٧٤ لفظا، و ١٧٠ رقما وهو من الأسماء العظيمة الشفعية من جميع الوجوه، وهذا العدد اللفظي زوج فرد مستطيل، وهذه صورة الوفق، وأجزاؤه ١٧٦ تشير إلى اسمه تعالى:

موسع، وأما عدده الرقمي فزائد أيضا وهو:٢٤١ تشير إلى اسمين وهما إله رقيب والله أعلم.

الفصل السادس في اسمه تعالى سلام

هذا الاسم العظيم ما حمله أحد معه ورأى مكروها أبدا، ومن أكثر من ذكره سلم من جميع الآفات، وفي ذكره أسرار لأهل البدايات وأهل النهايات، ومن أكثر من ذكره وهو خائف آمنه الله تعالى، وله من العدد ١٣١، وهو عدد أول يشير إلى اسمه تعالى: كافل، وأسماء حروفه ٣١٢ تشير إلى اسمين جليلين، وهما رحمن وعزيز، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه:

محمدا وهذه صورته:

واعلم أنك إذا شفعت وتر السلام بواحد كان ذلك الاسم محمدا عليه الصلاة والسلام، وهو قلب العالم كما أن يس قلبها: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ وهي آية جليلة القدر، وفيها اسم الله الأعظم، ولها شكل جليل القدر وهو من الأسرار المخزونة يوضع في شرف المشتري، فحامله لا يزال مقبولا عند الخلائق، ويسهل الله عليه أمر دينه ودنياه.

الفصل السابع في اسمه تعالى مؤمن

اعلم أن هذا الاسم العظيم الشأن العلي البرهان، من أكثر من ذكره كان مكفي الحاجة مجاب الدعوة، ومن كتب مربعه على لوح من ذهب أو فضة وحمله من عرض له وسواس أبرأه الله منه، ومن أكثر من ذكره عصم الله لسانه من الكذب، وله مربع يوضع في شرف المشتري، فصاحبه ينال القبول والحظ الوافر، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد المؤمن، وله من العدد ١٣٦، وهو زوج الزوج، والفرد بعده الحكم مرتين، وهو عدد ناقص، أجزاؤه ١٣٤ تشير إلى اسمه تعالى: صمد، وأما أسماء حروفه فهي ٣٩٩ تشير إلى: رحمن وهذه صورته:

الفصل الثامن: في اسمه تعالى مهيمن

الفصل التاسع: في اسمه تعالى عزيز

الفصل الثامن في اسمه تعالى مهيمن

وهو من الأسماء الجامعة، فمن داوم على ذكره أحاط علما بذاته وخفي أسرارها وما أودعه الله في ذات وجوده من الإيمان والإقرار. ومن نقشه في مربع في شرف القمر أو زحل بعد ذكر الاسم عدده آمنه الله تعالى من شر السلطان. ومن لازم على ذكره أطلعه الله على خفي مكره وهو من أسماء الإحاطة لا يعرف قدره إلا من كشف له عن حقائق الأسماء، وله من العدد ١٤٥ وهو عدد فرد مستطيل، وهو من ضرب باطن جميع الحروف المخففة وهو في ظاهرها حتى في ظاهر نفسه، ومن هنا صحت فيه الإحاطة، وهو عدد ناقص يشير إلى رجوع الأمر كله له، وأسماء حروفه ٣٣ تشير إلى اسمين جليلين وهما: أحد فاطر. وحكي عن بعض الخلفاء الراشدين وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سئل عن معناه: فتوقف في الجواب وإذا بامرأة بدوية فصيحة رفعت إليه أمر بعلها فقالت له: يا أمير المؤمنين إن بعلي عند في حقي وقد آذاني وما هو بالوحيد ولي عليه مهيمن فهل لك في مسيطر، فعند ذلك فسره عمر بالشاهد. وله مربع ٥ * ٥ وهو من الأسرار المكنونة، والابتداء من الخمسة بسر التداخل قوله تعالى: كهيعص حمعسق، وهو فرد طبيعي لما يقتضيه الأفراد من عالم الفيض والجلال والأزواج لعالم البسط والجمال وهذه صورته:

وفيه سر الجميل والجليل والمجمل والمكلم والعالم في الكلم، والمنزل لا إله إلا هو، ومالك الملك، والم، وطه، وأماني وملي وزكي ومنيل ومنجد ومنجي وإله وكل ما ناسب هذه الأسماء، وجملة الحروف ١٠ وهي هذه: ا ج ه‍ وط ي ك ل م ن، عددها ١٧٥ وهو عدد وفق الشكل المسبع والمناسبات الحرفية، فيها أسرار عجيبة لمن كان له ذوق من الحكمة الإلهامية التي لا يصل إليها إلا آحاد المولهين، والله الموفق لفهم الأسرار.

الفصل التاسع في اسمه تعالى عزيز

هذا الاسم له مربع ٤ * ٤ إلا أنه لا يمكن وضعه إلا بسر التداخل لتكرر الزاي فيه، ومن نقشه في خاتم فضة في شرف المريخ وحمله كانت له عزة على أعدائه، ومن أكثر من ذكره وخاف من الذلّ لأحد من الأكابر في طلب الحاجات، فليكثر ذكره يعطف الله عليه كل من رآه ويصير عزيزا عنده وعند غيره، ومن أكثر من ذكره نال عزة في دينه ودنياه وأعزه الله بعد ذله وآمنه بعد خوفه ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد العزيز، ومن فهم سره جمل الله باطنه بأسرار العزة. ألا ترى أنه يشير إلى اسمه تعالى: يا جميل بياء النداء. وله من العدد ٩٤ وهو زوج فرد مستطيل ناقص أجزاؤه ٥٠ تشير إلى حرف ن الذي

الفصل العاشر: في اسمه تعالى جبار

الفصل الحادي عشر: في اسمه متكبر

هو مدار كل شيء من علم باطن ورزق ظاهر بحيث يتذلل له كل شيء في طلب ما إليه حاجته ولا سبيل، والعزيز بعده الوالي مرتين، فالولاية الأولى الباطن والثانية الظاهر، وأما أسماء حروفه ١٧٨ فتشير إلى اسمين جليلين وهما: ملك حليم وهذه صورته:

الفصل العاشر في اسمه تعالى جبار

من أكثر من ذكره لا ينظر له أحد إلا غشيته منه مهابة ولا يطيق أحد النظر إليه، وله مربع ٤ ف ٤ يوضع بسر التداخل في شرف المريخ فحامله يكون مهابا عند الناس، وكل من رآه ذل له وترك مراده لمراده. ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الجبار ولمن كان اسمه موسى، وله عدد ٢٨٨ لفظا و ٢٠٨ رقما، فالأول هو الزوج، والفرد ناقص وهو من ضرب عدد أصم، وهو من الأعداد الزائدة، أجزاؤه ٢٢٦ تشير إلى اسمه الصادق بال لما في الخبر من المصادقة.

نكتة: قال بعض الملوك لوزيره وكان حكيما: لم خلق الله الذباب فقال: لإذلال الجبابرة ينزل على عذرتهم ثم ينزل على لحاهم، ولذلك لم يترك الذباب إلا من تمت براءته من هذه الدعوة وهو نبينا عليه الصلاة والسلام. ومن لازم على ذكره ونقشه في صحيفة من نحاس وألقاه في دار ظالم جائر خربت.

وهو يصلح للملوك لأنهم إذا داوموا عليه خافهم من سواهم، ومن كتب اسمه الجبار واسمه ذو الجلال والإكرام في بطاقة في أي وقت شاء على طهارة ووضعها في مقدم رأسه وقت جلوسه بين الناس حسنه الله في أعينهم وحببهم فيه، وأما أسماء حروفه فهي ٣٠٦٧، وهو عدد اسمين جليلين ظاهر وباطن وهذه صفة مربعه:

الفصل الحادي عشر في اسمه متكبر

من كتبه على سور مدينة أو حائط أو دار أو بستان أو غيره في ٩٤ موضعا في السابعة من يوم الجمعة حرس الله تلك المدينة أو الدار أو غيرهما من كل طارق سوء، ومن نقشه في خاتم مثلث فتداخل بسر الأعداد في شرف المريخ وحمله ذل له كل جبار عنيد، ومن أكثر من ذكره كذلك. وذكره تنقاد له الجبابرة ويكون نافذ الكلمة عندهم، وله من العدد ٦٦٤ وهو عدد زوج الزوج، والفرد من الأعداد الناقصة، وأجزاؤه ٤٩٩ تشير إلى اسمين جليلين وهما: حكم خالق وهذه صفة مربعه.

الفصل الثاني عشر: في اسمه تعالى خالق

الفصل الثالث عشر: في اسمه تعالى بارئ

الفصل الرابع عشر: في اسمه تعالى مصور

الفصل الثاني عشر في اسمه تعالى خالق

هذا الاسم يصلح للعمال وأرباب الصنائع الحكمية فمن نقشه على خاتم والطالع أحد المثلثات النارية وتختم به وجامع زوجته حملت. وله من العدد ٧٣١ وهو عدد أول يشير إلى حرف ذ، ولذلك لزم الخلق الذل للخالق، وأما أسماء حروفه ٩٦٤ فتشير إلى اسمين جليلين وهما: أول وآخر، وأما مربعه فهو على هذه الصفة:

الفصل الثالث عشر في اسمه تعالى بارئ

هذا الاسم خاصيته الإعانة على الأعمال الثقيلة فيصلح ذكرا للحداد والجمال والصائغ وأمثالهم، فمن داوم على ذكره كشف له عن عالم المثال، وإن كان طبيبا نجحت مداواته في الأبدان وشفى الله كل مريض عالجه.

وله من العدد ٢١٣ وهو عدد فرد مستطيل ناقص، أجزاؤه ٧٨ تشير إلى اسمه: ديان أو هو من ضرب ج في الم، فالجيم للجمع والألف للابتداء واللام للوصلة والميم للتمام، وقد يوضع في مثلث عددي محيط به مربع وهذه صورته:

الفصل الرابع عشر في اسمه تعالى مصور

هذا الاسم من أكثر من ذكره سهل الله له ما يريد من الصنائع التي تحتاج إلى تخليط وتشكيل، ومن نقشه على مربع خاتم زجاج أو فخار لم يفسد له عمل، وإذا أكثر من ذكره صاحب حال صادقة ذو قدم راسخ نزلت عليه المعاني المعقولة بالصور المحسوسة ولم يفهم ما أشرنا إليه إلا صاحب كشف وبصيرة، ومن أكثر من ذكره سهل الله عليه ما أراد عمله من الصنائع اليدوية كالذين يصورون الصور الجائزة ويصنعون الفخار والزجاج وما أشبه ذلك، وله من العدد ٣٤٣ لفظا وهو زوج الزوج ناقص أجزاؤه ٣٦٦ تشير إلى اسمين جليلين وهما: كريم مصلح، و ٣٣٦ رقما تشير إلى اسمه تعالى: قاهر، هذا على طريقة أرباب الأسرار، وأما أسماء حروفه فهي ٣٩٩ تشير إلى اسمين جليلين هما: مانح مكرم وهذا مربعه:

الفصل الخامس عشر: في اسمه تعالى غفار

الفصل السادس عشر: في اسمه تعالى قهار

الفصل السابع عشر: في اسمه تعالى وهاب

الفصل الخامس عشر في اسمه تعالى غفار

هذا الاسم من وضعه في مربع في آخر ليلة من الشهر في صحيفة من رصاص، وحمله بعد تلاوة الاسم عدده أعمى الله عنه بصر كل ظالم، وإذا كان صاحب حال صادقة اختفى به عن أعين الناس وله منافع في الحروب وغيرها، ومن أشهده الحق ما لا يطيق شهوده فعليه بذكره، ولذلك من أطلعه الحق على أحوال خلقه وخفيات أسرارهم ولم يطق الستر عليهم، فليلجأ إلى الله بذكر هذا الاسم وله من العدد ١٣٦١ وهو عدد أول رتق لا فتق فيه فلذلك لا يعرف الله إلا الله، وأما أسماء حروفه فهي تشير إلى اسمين جليلين وهما: مقيت قابض، وعددها ١٣٥٣ وأما مربعه فهو هذا:

الفصل السادس عشر في اسمه تعالى قهار

هذا الاسم من دعا به على ظالم في خلوة أخذ لوقته، ومن نقشه في مربع في شرف المريخ وحمله فإنه لا يخاصم أحدا إلا غلبه وقهره بالحجة، ويصلح للمريدين ما داموا في قهر نفوسهم ومنعها من الشهوات، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد القهار، وله من العدد ٣١١ لفظا و ٣٥٦ رقما، وأما أسماء حروفه فهي ٣٩٦ تشير إلى اسمين جليلين وهما: فاطر مقسط وهذه صفة مربعه:

الفصل السابع عشر في اسمه تعالى وهاب

هذا الاسم من داوم على ذكره رأى الأرزاق كيف تنقسم، ومن أكثر من ذكره وسع الله رزقه، ومن نقشه في كاغد في شرف زحل وحمله قهر نفسه ومنعها من الشهوات ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الوهاب، وله من العدد ١٤ لفظا، و ٦٠٢ رقما، وأما أسماء حروفه ٤٩٩ فتشير إلى اسمين جليلين وهما: فاطر مقسط، وذاكره لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه سليمان وهو من الأسرار الوترية والشفعية فوتره في القطر وشفعه في رقمه، فلذلك من حيث الرقم ١٤ ومن حيث اللفظ ١٩ فالأول إشارة إلى: الجواد لما فيه من الأسرار والإفاضة فلذلك طابق الواحد والأول زوج فرد ناقص أجزاؤه ٩ تشير إلى حرف ط لما يقتضيه معنى الوهب للموهوب، وأجزاؤه ١٤٢ تشير إلى اسمه تعالى: يا سلام بياء النداء، وأما مربعه فهو هذا:

الفصل الثامن عشر: في اسمه تعالى رزاق

الفصل التاسع عشر: في اسمه تعالى فتاح

الفصل الثامن عشر في اسمه تعالى رزاق

هذا الاسم من أذكار ميكائيل عليه السّلام لا يذكره أحد إلا يسر الله له طعامه وشرابه، والمقسوم له من الرزق. ومن نقشه على خاتم ولبسه وأكثر من ذكره في ليلة النصف من شهر شعبان رزقه الله رزق عامه، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الرزاق. ومن كان اسمه يوسف، وله من العدد ٣١٥ و ٢٨ رقما فهو من الأسماء الجامعة لسر الوترية والشفعية. وأما عدده اللفظي فهو من ضرب أول عدد في أول عدد كامل، ثم من ضرب المجتمع من أحدهما في الآخر فمثناه من ا ج ه‍ ول ي ك ا ففيه قيومية الألف وجمع الجيم وبطون الهاء وعينها وعين الزاي وتترك الياء وتكوين الكاف وتكرير الزاي ففيه كل لفظ وعدد كأن طالب الرزق لا بد وأن تناله مشقة في تحصيله. وهو عدد ناقص أجزاؤه ٣١١ تشير إلى إسمه قهار فكل من استرزق أحدا ذلّ له ودخل تحت قهره.

حكمة: الزم بابا واحدا تفتح لك الأبواب واخضع لسيد واحد تخضع لك الرقاب. وأما عدده الرقمي فهو زوج الزوج والفرد بعده القديم والمولى أربعا وهو عدد ناقص، أجزاؤه ٣٥٦ تشير إلى اسمين وهما: موصل نور، فهو يتخذ مع القلب في أجزائه، ولذا أهلك الناس التهافت على الرزق. وقال رجل لحاتم الأصم: من أين تأكل فقال: ولله خَزائِنُ السَّماواتِ والْأَرْضِ أما أسماء حروفه فهي ٥١٢ تشير إلى منتقم قريب، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

ومن وضع اسمه تعالى: كافي في طالع سعيد في مربع، وأكثر من النظر إليه وهو ذاكر للاسم، ونقشه في جسم لائق به بعد كتب المربع على آلة النقش، ولا يزال ذاكرا له فإنه يكون عونا له على كل ما يريد من كفاية الأعداء، وكفاية كل منهم. وينبغي أن يكون القمر زائد النور في برج مسعود وإن كان الطالع أقوى فأوف الأعمال حقها.

الفصل التاسع عشر في اسمه تعالى فتاح

هذا الاسم من أكثر من ذكره فتح الله له بابا إلى وجهته، ويصلح للسالكين في ابتداء أحوالهم، ويصلح للواصلين في انتهاء سلوكهم وله مربع ٥ * ٥ يوضع بسر التداخل فحامله لا يهم بأمر إلاّ فتح الله له بابا، ومن اتخذه وردا لا يضطر إلى حاجة أبدا وذلك بعد صوم ورياضة وصلاة ركعتين بالتسبيح وهي الباقيات الصالحات ويكون قبل قراءة الفاتحة، وبعدها يركع ويذكر أيضا، وإذا رفع منه كذلك، وإذا سجد كذلك، ويقرأ في الأولى يس، والثانية تبارك ويسأل حاجته تقضى. وله من العدد ٨٨٩، وهو فرد مستطيل من الأسماء الوترية لفظا ورقما لأنه من ضرب ٧ ف ١٣٧، وهو عدد ناقص، أجزاؤه ١٢٥ تشير إلى اسمه المدني بال لما في الفتح من الإدناء، وله من العدد ١٢٧ تشير إلى اسمه: المؤمن بال، وأما حروفه فهي ٤١٧ تشير إلى اسمين جليلين وهما: متين ماجد وهذا مربعه:

الفصل العشرون: في اسمه تعالى عليم

الفصل العشرون في اسمه تعالى عليم

هذا الاسم من أكثر من ذكره أطلعه الله على دقائق الأمور وخفيات العلوم، ومن نقشه في صحيفة من زئبق معقود في شرف عطارد وحملها معه أنطقه الله بالحكمة وعلمه لطائف المعارف، ومن وضعه في صحيفة من فضة في شرف المشتري وحملها رزقه الله الفهم في العلوم الشرعية ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عيسى، ومن كان اسمه سلطان وهذه صورته وقد يوضع أيضا مثلثا وهذه صورته:

ومن فهم سره خضعت له المخلوقات وقوي تصرفه في الوجود ومنعه الله من الآفات ودفع عنه ما يكره، ومن أكثر من ذكره علمه الله ما لم بعلم وظهرت الحكمة على لسانه، وله من العدد ١٥٠ وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٢٢٣ تشير إلى اسمه تعالى: مالك الملك، ومن ثم كان مظهر العلم من الأرواح القدسية والأرواح الجبريلية اختص بتعليم الأنبياء، وكان من أشرفهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوحى إليه بالتواضع. قال تعالى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ولما كانت الروح القدسية العيسوية أثر النفخة الجبريلية لآدم عليه السّلام، وكان عيسى أشرف الأنبياء بدقائق العلوم ولطائف الحكم وكان من علومه علم الحرف، ومن ثم كان اسمه عنده وهذه أمة عيسى لما يدل عليه من العلم، والعين والياء من لطف التنزيل، والسين من جوامع التفضيل، والألف من الإحاطة وكان له من العدد ١٥٠، وذلك اسم عالم، ولما كان من علم خفيات الآمر، وقيل فيه:

عليم يشير إلى ذلك يكتب اسمه: عليم فصار عدده ١٤١. وأما أسماء حروفه ٢٩٢ فتشير إلى: بصير، ولما كان العالم آية مظهرة للمطلوب متصلة به اتصالا تاما، وقد يقال: حصول عين متصلة بتمام المعنى.

ولهذا لاحظ من قال: هو حصول صورة الشيء في الذهن. فمعنى العلي على كل حال من ظهر له عين شيء ظهورا متصلا بظاهر كل شيء وباطنه، وهو من الأسرار التي لا تصلح فيها المبالغة بالواو لما فيها من العلوم بعد غايات جميع الموجودات وإنما يبالغ فيه بأحد أمرين: إما بالتكثير فيقال: علاّم فيكون بالدلالة على التنزيل للدقائق وإدراك الحقائق، ولا يقال: عليم إلا لمن يعلم الدقائق كما يعلم الجلائل ويعلم الخفيات كما يعلم الجليات قال تعالى: وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ فذو العلم من يعلم كليات الأمور والعالم من يعلم ظواهر الأمور، والعليم من يعلم جليات الأمور وخفياتها، وقد انعجم على كثير من العلماء فقال بالجزئيات قال تعالى: وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ فعلم أن فوقية العلماء على بعض لا تكون بكثرة المعلومات إذ لو كانت كذلك لما قال لنبيه موسى عليه السّلام: لنا عبد عند مجمع البحرين يقال له الخضر وهو أعلم منك، ولم يكن الخضر عليه السّلام أعلم من موسى بمعنى أنه أكثر معلومات كيف لا، وقد قال الله تعالى في حق موسى وكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وإنما المراد أنه يعلم بواطن معلوماته كما يعلم ظواهرها، ولذلك كان مكانه مجمع البحرين اللذين هما بحر الظاهر والباطن، وقد اعترف لموسى بأنه على علم من علم الله لا يعلمه هو. فاجتهد أيها الواقف

الفصل الحادي والعشرون: في اسمه تعالى قابض

الفصل الثاني والعشرون: في اسمه تعالى باسط

على هذه الكلمات أن تكون عالما علامة، وهذا هو المعنى الذي أمر الله نبيه بطلبه في قوله وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا وفضل العلم مشهور فتدبر المعنى والله الموفق.

الفصل الحادي والعشرون في اسمه تعالى قابض

من ذكر هذا الاسم غلب عليه الجلال والهيبة ولا يطيق أحد مجالسته، ومن رسمه في صحيفة من رصاص في شرف زحل وذكر الاسم عدده وقال: اللهم اقبض على فلان قلبه وسره استجيب له. وهو من أذكار عزرائيل عليه السّلام، وفيه سر لقبض الأرواح، وله مربع جليل القدر، وقد جمع بين مربعه الحرفي ومثله العددي، ومن أراد قبض روح أحد فليتخذه ذكرا دائما ويذكر اسم من أراد هلاكه فإنه يهلك فاتق الله، ومن أكثر من ذكره أقبلت عليه عوالمه ويرى آثار انفعالات في نفسه وفي غيره بقدر اجتهاده وصفاء باطنه وهذه صورته:

وهذا الاسم له من العدد ٩٠٣ وهو يدل على الجمع الذي هو مقتضى الضيق، وهو فرد مستطيل ناقص، أجزاؤه ٥٠٥ يشير إلى اسمه: راشد ومن هنا استروح من استروح أن قبض المال علامة الرشد كما قال تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وأما أسماء حروفه فهي ١١٠ تشير إلى اسمه مغني. وقال أولو الأسرار: يرفع القرآن عند تمام حروفه ١٢٢، ويبقى بعد الألف ٤٠٠ سنة يذهب الله فيها الأمثل فالأمثل حتى لا يبقى على وجه الأرض من يعرف الله، وقال أرباب الأنوار: فإذا وصل الزمان إلى عدد هذا الاسم ظهرت الآيات التي تدل على قيام الساعة، وقال أرباب الإطلاع:

الباقي إلى وصول قيام الساعة هو هذا القدر من السنين وهو بقاء الملة الإسلامية.

الفصل الثاني والعشرون في اسمه تعالى باسط

لا يذكره خائف إلا أمن، ولا حزين إلا سر، ومن نقشه على خاتم في الساعة الأولى من يوم الجمعة وحمله كثر فرحه وسروره وأحبه كل من رآه، وإذا تلاه صاحب حالة بسط الله رزقه وأحيا قلبه بالمعارف وهو من أذكار إسرافيل، وبه ظهر سر الإحياء كما بالقابض ظهر سر الإماتة، ويصلح ذكرا لمن اسمه محمود، ومن داوم على ذكره سهلت روحه وبسط عليه الرزق ومن داوم عليه إلى أن يغلب عليه حال أجابته عوالمه، ألا ترى أنه يشير إلى اسمه تعالى: قريب وله من العدد ٧٢ فالاثنان تشير إلى السبعة،

الفصل الثالث والعشرون: في اسمه تعالى خافض

الفصل الرابع والعشرون: في اسمه تعالى رافع

الفصل الخامس والعشرون: في اسمه تعالى معز

الفصل السادس والعشرون: في اسمه تعالى مذل

والسبعين تشير إلى عين الشيء، وقوته من معنى التفضيل الذي يقتضيه السين فلذلك كانت الألف منه، ومن قبضه أخافه. وأما أسماء حروفه ٢٤٩ فتشير إلى اسمه: الظاهر يوضع في مثلث عددي محيط به مربع حرفي وهذه صورته كما ترى.

الفصل الثالث والعشرون في اسمه تعالى خافض

يصلح للدعاء على الفاجر وقطع دابر الظالم. يقرأ مضروبا في اسم الظالم في جوف الليل يحصل هلاكه، وله من العدد ١٤٨١ وهو عدد أول، وأما أسماء حروفه ١٥٩٩ فتشير إلى اسمين وهما: مغيث ماجد وهذه صورته:

الفصل الرابع والعشرون في اسمه تعالى رافع

من أكثر من ذكره فتح الله عليه ورفع قدره وذكره وإن كان صاحب سلوك وتخلق به ألهم العدل في حركاته وسكناته، وله من العدد ١٢٥١، وهو مركب مستطيل ناقص، أجزاؤه تشير إلى: مقسط. وأما أسماء حروفه فهي ٤٥ تشير إلى ذكرين لطيفين وهما: مالك الملك قريب وهذه صورة مربعه:

الفصل الخامس والعشرون في اسمه تعالى معز

هذا الاسم ما داوم على ذكره ذليل إلاّ عزّ، ولا خفي إلا ظهر، وهو لتقوية الهمة والإعانة على التخلص من غواشي الطبع، ومن نقشه في مربع وحمله كان مهابا عند الناس ويرتاع منه كل جبار عنيد، وهو من أعظم أذكار المؤمنين. وله من العدد ١٢٤ وهو زوج الزوج والفرد ناقص أجزاؤه تشير إلى حرف من حروف الإحاطة وهي ١٠ وهو يدل على الطول بقوة وإحاطة وهو القاف، ومن الأسماء الشريفة إلى اسمين جليلين وهما: مليك منجي ولا يقدر على الشيء إلا من كان مالكه ومليكه المنجي لأهل ولايته. وأما أسماء حروفه فهي ٣٣٨ تشير إلى اسمين جليلين وهما:

إله رب. وأما مربعه فهو هذا:

الفصل السادس والعشرون في اسمه تعالى مذل

هذا الاسم الجليل الشأن من أكثر من ذكره أذل الله له ما شاء من أعدائه وينبغي أن يذكره كل من استصعب عليه دابة أو أحد من الخلق فليكثر من ذكره فإن الله تعالى يذله له، ومن اتخذه ذكرا بعد صوم

الفصل السابع والعشرون: في اسمه تعالى سميع

الفصل الثامن والعشرون: في اسمه تعالى بصير

ثلاثة أيام آخرها الجمعة وأمسك يوم الجمعة عن الفطر وصلى ركعتين وذكر الاسم مائة مرة بعد الفاتحة وإذا سجد فعل مثل ذلك وفي الركعة الثانية كذلك ويسلم ويذكر الاسم بعد السلام ألف مرّة ويقول: يا مذل أذل لي فلانا فإنه يذل له ولا يخالفه في أمر من الأمور.

لطيفة: لما شاهد أهل البصائر بأسماع قلوبهم ذال الذل موضعه لام اللطف والوصلة علموا أن لا وصلة إليه إلا بالذل فساووا الكلاب في الأكل من المزابل فتم لهم العز الذي لا انقطاع له فتخلصوا من ورطة الذل لغيره حتى علموا إيمانا وشاهدوا إحسانا وعرفوا أنه لا مذل إلا الله، وله من العدد ٧٠٧ وهو زوج الزوج منه إلى الفرد في ب حاصل من ضرب مستطيل في موضع. وأجزاؤه ١٠٩٦ يشير إلى علو الواو، وبالتسعين إلى صمدانية الصاد، وبالألف لغاية الغين، ولما كان الأول يتأتى فيمن عنده عناية الشخص أشار هذا العدد إلى هذه الحروف م غ ن و، فالغين والميم والنون من اسمه مغني وحذفت الياء لما فيها من التنزيل، فإنه من تنزل لأحد ذل وصار عوض الياء الواو الدالة على الغنى الذي فيه من لوازمه الإذلال، وأما أسماء حروفه فهي ٨٩٣ تشير إلى اسمين جليلين وهما: ذو القوة ماجد، وأما مربعه فهو هذا:

الفصل السابع والعشرون في اسمه تعالى سميع

هذا الاسم يصلح ذكرا آخر كل دعاء يستجاب الدعاء، ومن أكثر من ذكره لا ترد له دعوة، ومن نقشه على خاتم في شرف القمر وأكثر من ذكره كان مسموع القول، ويصلح ذكرا للخطباء والوعاظ، ومن كان اسمه مسعودا، وله من العدد ١٨٠ وهو زوج الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٢٠٥ تشير إلى اسمين جليلين وهما: قابل ملهم لأن اسم السميع يقابل القابل، ولما كان اسم السميع لا يتم إلاّ بإلهام الذي هو تعليم معاني المسموع لا جرم لازم الملهم في هذا المقام، واعلم أنه لما كان كوكب القمر مظهرا لاسم القابل استوفي ملكه آدم بكونه صاحب علم الأنبياء وكان فيه بيت العزة الذي هو خزانة القرآن، ولما كان القمر أسرع الكواكب سيرا كان مظهرا لاسم السريع فلذلك اتخذ السريع والقمر في العدد وكان كل منهما ٣٤١، ولما كان السميع القابل بأسماء حروفه على مظهره وهو: العز الاسم الظاهر فيه وهو المربع فتدبر ذلك. وأما أسماء حروفه فهي ٥٥١ تشير إلى اسمه تعالى: رافع. وأما مربعه فعلى هذه الصفة كما ترى.

الفصل الثامن والعشرون في اسمه تعالى بصير

هذا الاسم الجليل القدر من أكثر من ذكره بصره الله تعالى بالأمور الخفية فإن كان صاحب حالة صادقة لم يخف عليه شيء من أمر دينه ودنياه، وهذا الاسم له من العدد ٣٠٢ وهو زوج فرد مستطيل

الفصل التاسع والعشرون: في اسمه تعالى حكم

الفصل الثلاثون: في اسمه تعالى عدل

الفصل الحادي والثلاثون: في اسمه تعالى لطيف

يشير بالاثنين إلى السبت، وبالثلثمائة إلى اثنين فهو سبب لذلك، وأجزاؤه ١٥٤ تشير إلى اسمه: قديم بكونه تعالى بصيرا بذلك قبل وجود الصور وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل التاسع والعشرون في اسمه تعالى حكم

هذا الاسم الجليل الشأن من أكثر من ذكره نفذت كلمته ويصلح ذكرا للحكام والولاة وهو من الأسرار المخزونة، وله من العدد ٦٨ وهو زوج الزوج والفرد، وله من الأعداد الناقصة، أجزاؤه ٥٨ تشير إلى اسمه:

أزلي، وإلى اسمه تعالى: منعم، وإلى اسمه: صدوق فإن كان ذلك كله من مقتضى العدد وأسماء حروفه فلها من العدد ٣ من وجه، ومن وجه ١٨، فالأول تشير إلى اسمه عاصم وإلى اسمه: فاضل، وهذه الأسماء الثلاثة أظهر اعتبارا من الثلاثة الأول وهذه صورته:

الفصل الثلاثون في اسمه تعالى عدل

هذا الاسم الفاخر والسر الظاهر من دعا به على ظالم أخذ لوقته، وإذا أكثر من ذكره حاكم ألهمه الله تعالى العدل في رعيته ويصلح ذكرا لمن كان اسمه: عبد المؤمن، وله من العدد ١٠٤، فأما الأربعة فللدلالة على الدوام واتساع الملك، وإنما ضاقت الممالك وقصرت الدول لكثرة الجور وهذا العدد من أعداد زوج الزوج والفرد الزائد، أجزاؤه ١٠٦ تشير إلى اسمه: منجي، وإلى اسمه: وفي فمن وفى فقد عدل في رعيته ونجى نفسه من الذم ورعيته من الجور قال تعالى: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ.

نكتة: لما طرح لعمر رضي الله عنه وسادة قال عمر هذا هو أول الجور أراد عمر أن من كان حكما لا ينبغي له تفضيل أحد على أحد بما يلائم هواه وغرضه، وقال: إن الناس إذا لم يكونوا سواء يكون جورا وهذا هو الخاتم.

الفصل الحادي والثلاثون في اسمه تعالى لطيف

هذا الاسم سريع الإجابة لتفريج الكروب في أوقات الشدائد، ويصلح ذكرا للمسجونين والمأسورين ومن اشتد به مرض، ومن كان مقهورا تحت سلطان جائر أو سلطان طبعه من أكثر ذكره خلص من ذلك ويذكر به من كان اسمه:

صالح، وله من العدد ١٢٩ وهو عدد فرد مستطيل بعده الثلاث بثلاث وأربعين وهو ناقص، أجزاؤه ٤٧ تشير إلى: الوالي لما في اللطف من الولاية إلى اسم: مبدئ لما فيه من الرجوع إلى حكم الفطرة، ومن ثم عدده الأول بثلاث، وأما أسماء حروفه فتشير إلى اسمه مقبل وهذه صفة مربعه.

الفصل الثاني والثلاثون: في اسمه تعالى خبير

الفصل الثالث والثلاثون: في اسمه تعالى حليم

واعلم أن هذا الاسم له خواص جليلة في تفريج الكروب في أوقات الشدائد ولا يضاف إليه غيره يظهر من آثاره العجب ولا يذكره من توله بشيء في نفسه أو بدنه إلا زال في أثناء الذكر، ولا يذكره أحد في نفسه أمر عظيم إلا ومثل له ذلك الأمر في خلوته وأقبل عليه الذاكر وهو يلاحظ تلك الكيفية إلا وشاهدها كيف تنجلي وتضمحل، فلا يقوم من مقامه وبقي شيء يرهبه وفي ذلك أسرار بديعة والله الموفق.

الفصل الثاني والثلاثون في اسمه تعالى خبير

هذا الاسم يصلح ذكرا لمن أراد الاطلاع على أمر خفي في نومه أو يقظته، ومن وضعه في مربع في شرف عطارد ووضعه تحت رأسه، اطلع على أمور خفية. ومن ذكره ٧ أيام في خلوة ورياضة تأتيه الروحانية بكل خير يريده من أخبار السنة أو من أخبار الملوك، وعدده ٨٣٨، وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ٢٦٨ تشير إلى اسمين جليلين وهما: خالق وواسع فإنه لا يخبر بالأشياء على حقيقتها إلا من وسعها علما وأبداها خلقا أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وأما أسماء حروفه فهي ٢٥٩ تشير إلى اسمين جليلين وهما: آخر واحد وهذه صفة مربعه:

الفصل الثالث والثلاثون في اسمه تعالى حليم

هذا الاسم من ذكره عند جبار وقت غضبه سكن، ومن وضعه في شرف القمر في مربع وأمسكه عنده حسنت أخلاقه وطابت نفسه ورغبت فيه الناس وأمن من الاضطرار والاضطراب عند نزول الشدائد، وهو من الأسماء الجليلة لا يعرف قدره إلا العارفون، وله من العدد ٨٨، وهو زوج الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٩٣ تشير إلى اسمه تعالى: أمان وهذا الاسم من أخص أسماء سيدنا محمد عليه السّلام فلذلك كان دعاؤه اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ولذلك كان اسمه عدده رقما يشير لهذا الاسم، وأما أسماء حروفه ١٨٣ فتشير إلى اسمه: ماجد باعتبار، وإلى اسمه: مبقي باعتبار وهذا مربعه.

الفصل الرابع والثلاثون: في اسمه تعالى عظيم

الفصل الخامس والثلاثون: في اسمه تعالى غفور

الفصل السادس والثلاثون: في اسمه تعالى شكور

الفصل الرابع والثلاثون في اسمه تعالى عظيم

هذا الكبريت الأحمر والمغناطيس الأكبر من لازم على ذكره أعطاه الله العز الدائم وعظم في أعين الناس واستترت مساويه عنهم، فإذا كان صاحب حالة صادقة وتوجه تام شاهد أمر الله تعالى ملء الأكوان ويشهد الأمر في كل خلوة. ومن لازم على ذكره أعطاه الله العز الدائم وأحبه كل من رآه وعظم في أعين الناس، وله من العدد ١٢٠ وهو زوج الزوج زائدا لما يقتضيه العظم من التسعة، أجزاؤه ١٩١ تزيد على الأصل وع غ، فالواو للعلو أي جوامع تفضيل الوجود، والعين إشارة للإحتجاب فسبحان من اختفى من شدة ظهوره، والغين هو إسم: غني ونور النور ولتنزل الياء على ظهور الغين واعتبار أعداد سائرها الاسم ومخارج أجزائه كما يخرج من حد الاقتصار لكن قد حصل من التشبيه ما فيه الكفاية لمن أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ وأما أسماء حروفه فهي ٣٣١ تشير إلى اسمين جليلين وهما: غالب مانح، أما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الخامس والثلاثون في اسمه تعالى غفور

من أكثر ذكره نجاه الله مما يخاف ويحذر، وهو سر في تسكين غضب الملوك ويصلح لمن كان في خدمة السلاطين ويصلح ذكرا لمن غلب عليه الحزن أو كان من السالكين، وله من العدد ٥٣٦ وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٣٣٦ تشير إلى اسمه: مؤسر فإنه تعالى وتر ووترانه شفعية وهو من الأسماء الناقص أعدادها بحروفها، وأما أسماء حروفه فهي ١٣٢ تشير إلى اسمين جليلين وهما ذو العرش ماجد وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل السادس والثلاثون في اسمه تعالى شكور

من أكثر ذكره شكر الحق تعالى أفعاله وكان عونا له على ما يريد من أفعال الخير، وبه تثبت النعم ويرد شاردها، وفيه أسرار لأهل المكاشفات يشهدونها عند تحققهم به، وله من العدد ٥٢٦، فالستة تشير إلى العلو، والعشرون إلى ما ظهر من المكان العالي، والخمسمائة تشير إلى ثمرة كل شيء هي غاية مراتب الظهور، وهو زوج فرد مستطيل، أجزاؤه ٦٦٦ تشير إلى اسمه تعالى: نعم الديان، وفيه تنبيه على تربية الصدر كما يربي أسدنا فلوه وفصيله، وأما اسماء حروفه فهي ٦٥ تشير إلى اسمين جليلين وهما: ستار جواد، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل السابع والثلاثون: في اسمه تعالى علي

الفصل الثامن والثلاثون: في اسمه كبير

الفصل التاسع والثلاثون: في اسمه تعالى حفيظ

الفصل السابع والثلاثون في اسمه تعالى علي

من أكثر من ذكر هذا الاسم كرم الله وجهه عن التذلل للغير وأحبه كل من رآه وأيده الله بنصره وأنطقه بالحكمة وعلم دقائق العلوم، ومن أكثر ذكره أعلى الله قدره وأعلاه وأحبه كل من رآه وانقاد إليه كل من دعاه ورأى في دهره العلوّ الزاهر وفي نفسه السمو الباهر، وفيه سر بديع للمشايخ والكبراء وطلاب العلوم والأنوار، وإذا أضيف إليه اسمه: العليم كان من أعظم الأذكار، ومن وفقهما في خاتم من ذهب وبخره بعود وعنبر وحمله معه فكل من رآه ذل وخضع له.

وكانت الملوك تتخذه من بعد السفاح إلى زماننا هذا فيثبت الله ملكهم، وقيل للمأمون كيف أنت وقد أتتك ملوك فارس؟ فأخرج يده بخاتم فيه الإسمان موفقين وقال: لا يقدر علينا أحد ما دام هذا معنا والوقت اللائق به شرف القمر وهذه صورته:

وهذا الاسم له من العدد ١٢٠ فالعشرون للدلالة على الظهور بالمكان العالي والمائة للدلالة على الأصحاب عما يظهر به من إحاطة قال تعالى واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ الخ ولما كان ظهوره في كل شيء وجوده وجودا واحتجابه عند رفعه هو بمقتضى حكمته لا جرم كان العدد يشير إلى اختصاصه، وقد وصف الله بالحكمة ما وصف بالعلو قال تعالى:

وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ، وهو من أعداد الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٤٢ تزيد عليه بمثله، وكأنه يقول عليّ أو أعلى هو الحكيم، وأما أسماء حروفه فهي ٢٠٠ تشير إلى اسمه: مالك الملك وهذه صورته:

الفصل الثامن والثلاثون في اسمه كبير

من أكثر من ذكره صغر عنده كل شيء ولا يراه أحد إلا هابه وهو من الأذكار الجليلة التي تذكر عند الملوك والجبابرة فتصغر نفوسهم لكبريائه، وله من العدد ٣٣٣ وهو زوج الزوج والفرد ناقص، أجزاؤه ٢٦٢ رقما، وأسماء حروفه تشير إلى اسمين جليلين وهما: بصير واحد، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل التاسع والثلاثون في اسمه تعالى حفيظ

من أكثر من ذكره في سفره حفظه الله تعالى إلى رجوعه منه، ومن رسمه في صحيفة في شرف

الفصل الأربعون: في اسمه تعالى مقيت

المشتري فلا يوضع في شيء إلا حفظه الله، ومن أكثر من ذكره كان محفوظا من كل مكروه وهو سريع الإجابة للخائف في الأسفار فإن ذاكره يأمن في مواطن الخوف ولا يرى مكروها، وقد وقعت في مواطن النهب والأخذ فأقبلت على ذكره فرأيت من عجائب صنع الله ما لا يدركه أحد. ومن نقشه على فص خاتم من فضة وجعل عدده وفقا وكسره حروفا في باطن الخاتم وحمله ونام في وسط السباع فلا يناله ضرر ويقول بعده: يا حفيظ احفظني ٣ مرات يحصل المطلوب، وهذه صورته حرفيا وعدديا.

قال: ومن خاف الوقوع في أمر لا يطيقه فليكثر من ذكره فإن الله تعالى يسلمه منه، ومن قرأ آية الكرسي قبل خروجه من منزله لم يصبه شيء حتى يرجع وأن يتصدق بشيء من ماله على الفقراء فإنه سبب لسلامته. ومر جماعة برجل قائم في مسبعة وفرسه ترعى حوله فحركوه وقالوا له: ألا تخاف وأنت نائم في هذا الموضع وفيه السباع فرفع رأسه وقال: إني أستحي منه أن أخاف غيره. ومن تحقق بهذا الاسم فإن الله يحفظه في سائر أوقاته وحركاته كما حكي عن أبي علي الدقائق أنه قال: جاء لبعض الصالحين عشرة آلاف دينار فقال: إلهي إني محتاج إليها وإن لم أحسن حفظها فأدفعها لك وتردها لي في وقت حاجتي إليها وتصدق بها على الفقراء والمساكين فكان كلما احتاج لشيء سأل الله فيعطيه ما سأل حتى أعطاه أضعافها، والله هو المعطي ووضعه بعض المطلعين على أسرار الحروف وآثار المظروف على هذه الصفة كما ترى فافهم ترشد.

وله من العدد ٩٩٨ فالهاء والظاء لازمتان، وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه تشير لاسمين جليلين وهما: أحد حافظ، وله مربع بسر التداخل وهذه صورته:

الفصل الأربعون في اسمه تعالى مقيت

من أكثر من ذكره كان مقاما بالحق والأمر لا يفوته شيء ما إليه حاجته وبه قوامه، وهو من أذكار الصالحين أهل الوصال فإنهم إذا داوموا عليه إلى أن يغلب عليهم منه حال لا يحسون بألم الجوع وإلى التحقيق بهذا الاسم أشار عليه الصلاة والسلام بقوله «إني لست كأحدكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين» وله من العدد ٥٥ وهو زوج الزوج فرد مستطيل ناقص، أجزاؤه ٥١٩ تشير إلى اسمين وهما: واحد متين وهذان الاسمان ما يشفع وترهما إلا أن اسمه تعالى مشتق

الفصل الحادي والأربعون: في اسمه تعالى حسيب

منهما، أما أسماء حروفه فهي ٦٨٣ تشير إلى اسمين وهما:

موجد منتقم، وله مخمس جليل وهذه صورته:

الفصل الحادي والأربعون في اسمه تعالى حسيب

إذا أكثر من ذكره أحد كان مكفي المؤونة مقضي الحاجة مجاب الدعوة لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه لأن فيه إشارة إلى الاسم الأعظم، ومن خاف عاقبة محاسبة وأكثر من ذكره نجاه الله مما يخاف ويحذر ببركته، ومن وضع هذا الاسم بسر التداخل في شرف الزهرة أو ساعتها في الأولى من يوم الجمعة في خاتم عقيق ولبسه وهو ذاكر للاسم عدده كل يوم فإنه لا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه وأعطاه ومال إليه بقلبه، وفيه معنى العلو والهيبة والعز والعظمة والجاه، وله من العدد ٨٠ فهو من الأسماء التي ترجع في العدد إلى حرف واحد كما يرجع هذا الاسم إلى حرف الفاء لأن أصل الحسب حد فاصل بين المتحاسبين، وبه تنقطع المشاجرة والحسيب حد فاصل بين المتشاجرين وكذلك أيضا بمعنى الكافي فإن الكفاية حد فاصل بين المكفي ومن سواه. وهو من الأعداد الزائدة، أجزاؤه ٥١ تشير إلى اسمه: منجي لما يقتضيه معنى الكفاية من الحاجة إلى الغير قال تعالى: وكَفى بِنا حاسِبِينَ وقال تعالى: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اِتَّقَوْا ولله در القائل:

حاسبونا فدققوا ... ثم منوا فأعتقوا

هكذا شيمة الملو ... ك بالمماليك ترفق

إن قلبي يقول لي ... ولساني يصدق

كل من مات مسلما ... ليس بالنار يحرق

ويشير إلى اسمه: مسبب فإن حاسبك فقد أقام عليك السبب، إما لفضله أو لإظهار عدله ولهذا وردت الباء المقتضية للسبب في آخر اسم حسيب، وإلى اسمه: وفي فمن حاسبك فقد وفى عنك لا سيما إذا كان عالما بما لك وعليك في زيادة أو نقص، قيل: المحاسبة والحسيب في المعدودات بمثابة الوزن في الموزونات فهو يحتاج إلى الوفي الذي هو في مقابلة التطفيف. وأما أسماء حروفه فهي بأحد الاعتبارين ١٤٣ تشير إلى اسمه: مبين لما في الحسيب من التبيين، وإلى اسمه: المدد لما فيه من ذلك العدد، ويوتر الكافي بشفعه المجمل لما في ترك الحساب من الإجمال، وأما باعتبار آخر فهي ١٤٦ تشير للكلمة التي بها كفاية كل أحد في حاجاته، وهي مجمع الأسماء وهي: اللهم وإلى مفصلها فيما يقتضيه معنى الكفاية، وأما ما يقتضيه معنى العدد فهي تشير إلى هذه الجملة التي هي: عدل لما في العدل من ذلك وهذه صورته:

الفصل الثاني والأربعون: في اسمه تعالى جليل

الفصل الثالث والأربعون: في اسمه تعالى كريم

الفصل الثاني والأربعون في اسمه تعالى جليل

من أكثر من ذكره عظم في بصائر الناس وهابه كل من رآه. ومن رسمه وحمله معه قهر به كل جبار عنيد، وفعله فيما غاب كفعله فيما ظهر. وقال الشيخ زين الدين الكافي: هذا الإسم فيه سر جليل لطلاب الهيبة والجلال ومن أكثر من ذكره لا يستطيع أحد النظر إليه إجلالا له ولا يقع عليه نظر جبار إلا ارتاع منه عند رؤيته حتى كان سر الجلال على قلبه ما دام ينظر. له من العدد ٧٣ وهو عدد أول فإن معنى الجليل لجمعيته ولطفه رتق لا فتق فيه، وظهرت فيه الجيم للإشارة للجمع، ولذلك كانت أسماء حروفه تزيد على مسمياتها بهذا العدد وهو ٣٤١ يشير إلى اسمه تعالى: صمد، وإلى اسمه:

معيد، وإلى اسمه: المنجي بأل، فالجليل هو الذي يصمد إليه في كل أمر ليفيد كل خير وينجي من كل شر وهذه صورته:

الفصل الثالث والأربعون في اسمه تعالى كريم

من لازم على ذكره أعطاه الله رزقه من غير تعب ولا مسّته فاقة إلا سهل الله رزقه، وإذا أضيف إليه الوهاب ذو الطول كان من العجائب.

واعلم أن اسمه: الكريم والوهاب وذا الطول أسماء جليلة فإن استدام ذكرهم من قتر عليه رزقه سهل الله له من حيث لا يشعر، ومن نقشه وجعله لم يدر كيف تيسر له المطالب من غير عسر ولا مشقة وهذه صورته:

وقال شمس العلماء أبو عبد الله شمس الدين محمد بن يعقوب الكوفي: ذاكر هذا الاسم يجد الزيادة في جميع أحواله ويوسع الله عليه نعمه ظاهرة وباطنة، وهو من أعظم الأسماء نفعا لمن لازم عليه إلى أن يغلب عليه منه حال، وكذلك من نقشه وحمله وسع الله تعالى رزقه وخلقه، وهو من الأسرار المخزونة ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الكريم، وله من العدد ٤٨، وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٨٤ تزيد على أصله وهو اسمه: صفوح لما يقتضيه الكرم من الصفح.

وأما أسماء حروفه فهي ٣٣ تشير إلى اسمين جليلين وهما: رب معافي، واعلم أن أسماءه الكريم والوهاب وذا الطول والمنعم أسماء عظيمة لهم مربع جليل القدر يحمل لجلب الرزق، وقد يجمع بين مربعه الحرفي ومثلثه العددي في وفق وهذه صورتهما كما ترى:

الفصل الرابع والأربعون: في اسمه تعالى رقيب

الفصل الخامس والأربعون: في اسمه تعالى مجيب

الفصل السادس والأربعون: في اسمه تعالى واسع

الفصل الرابع والأربعون في اسمه تعالى رقيب

هذا الاسم الأعظم والسر الأكرم من أكثر من ذكره كان محفوظا في سائر حركاته وسكناته وجميع أحواله وتصرفاته، وله مربع جليل القدر يوضع في شرف القمر، فحامله يجد الحفظ والعصمة باطنا وظاهرا. واعلم أن اسمه تعالى: الرقيب إذا تلي كل يوم أربعة آلاف مرة وأربعمائة وأربعين مرة مدة أربعين يوما على صوم وطهارة ورياضة وجمع همة إلى أن يغلب عليه منه حال وتسبح معه ملائكة الاسم فإنه بعد ذلك إذا دخل إلى محل فيه طلسم انحل عمله وبطل وله من العدد ٦١٢ وهو زوج فرد زائد أجزاؤه ٥٢٨ تشير إلى اسمين جليلين وهما: حي متين وهذه صورته:

الفصل الخامس والأربعون في اسمه تعالى مجيب

هذا الاسم الأنور والسر الأكبر يصلح لإجابة الدعوات، فينبغي أن يضاف إلى كل اسم أريد به الدعاء والطلب. ومن نقشه في مربع يوم الجمعة ساعة الزهرة ثم ذكره إلى غروب الشمس وسأل الله تعالى شيئا أعطاه إياه. وله من العدد ٥٥ وهو عدد ناقص، أجزاؤه ١٧ تشير إلى اسمه تعالى: باري ظاهر لما في إنزال الأسباب من حضرة الجمع ومعنى الظهور وهذا العدد يشير بهوياته الخمس إلى الحضرات، وهاؤه تشير إلى حضرة جمع الاسم الباطن، ونوره يشير إلى حضرة العدد، وأما أسماء حروفه ١٥١ فتشير إلى اسمه: معظم فتدبر ذلك، وأما مربعه فعلى هذه الصفة كما ترى:

الفصل السادس والأربعون في اسمه تعالى واسع

هذا الاسم الشريف والسر اللطيف من أكثر من ذكره وسع الله عليه رزقه، وخلقه وعلمه وفسح له في أجله، وهو من الأسماء الجليلة، وحامله لا يحصل له ضيق إلا وجد منه سعة ويجعل الله له من أمره فرجا ومخرجا. ومن داوم على هذا الاسم الجامع الزاهر والسر العلي الباهر وسع الله تعالى عليه رزقه وشرح له صدره، ومن كسره في مربع ٤ ف ٤ في زيادة القمر وذكره عدده بعد قراءة الفاتحة وحمله معه سهل الله عليه الأمور الصعاب ويسر له الرزق وفيه سر بديع للملوك والأمراء والأكابر، وكل ملك أكثر من ذكره اتسع ملكه وسرت كلمته. وله من العدد ١٣٧ السبعة للتخلص من الضيق، والثلاثون لانتظام جميع الأسماء في وسع وصلته، والمائة لإحاطته وظهوره فلذلك كان العدد جامعا لأول الأسماء ظهورا ولأدناها تنزلا الذي هو في الحقيقة آخرها ظهورا وذلك أنه مليك، وهذا العدد إذا حمل عليه مثله كان ذلك أوسع وذلك إشارة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو المشار إليه بقوله: «وسعني قلب عبدي المؤمن» وهذا من

الفصل السابع والأربعون: في اسمه تعالى حكيم

الفصل الثامن والأربعون: في اسمه تعالى ودود

الأعداد الأول، وإنما كان كذلك لأن ظاهر العبارة لما اقتضى الظرفية لكل شيء بحيث يكون ظهوره حائلا بين ظهور كل شيء فكان الرتق أحق بهذا المعنى من الفتق وهو تعالى المقدس على أن يحل في شيء، أو يحل فيه شيء وإنما هي إشارة شريفة تفهمها أذواق لطيفة.

نكتة: من شهد العظمة قال: «ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله» وإن العين هي باطن العظمة وهي ظاهر الوسع ولذلك كانت العظمة إزارا فافهم ذلك فإنه من لطائف التوحيد وأما أسماء حروفه ١٣٧ فتشير إلى اسمه:

ملك الروح لسعة إحاطته، وهذه صورة مربعه كما ترى:

الفصل السابع والأربعون في اسمه تعالى حكيم

من أكثر ذكره ألهمه الله الحكمة وعلّمه دقائق العلوم وغرائب المعاني ولطائف الإشارات، وهو من الأسماء الجليلة، ومن وضعه في الساعة الأولى من يوم الأربعاء في شرف عطارد في جسم لائق به وحمله معه ذاكرا للاسم متخلقا بأخلاق الحكماء ومتأدبا بآدابهم تضاعف عليه الفيض الإلهي وتفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه والعمل مشروط بتزكية النفس. ومن أكثر من ذكره فهم حقائق أسرار المعاني، وهو من الأسرار المخزونة والأنوار المكنونة، ومن وضعه في صحيفة من زئبق معقود في شرف عطارد وحملها رزق الفهم في علوم الحكمة، ويصلح ذكرا للحكماء وله من العدد ٨٧، وهو زوج فرد زائد أجزاؤه ٩ تشير إلى اسمه تعالى: ملك وهو أدنى تنزلات الحكمة وأما أسماء حروفه فهي ٢١٧ باعتبار ٢١٣، فبالاعتبار الأول تشير إلى اسمه تعالى: عالم ومعانيها ظاهرة، وبالاعتبار الثاني تشير إلى اسمه تعالى: بارئ لما في البرء الذي هو إعداد المادة لقبول الصور من الأحكام التي هي من مقتضى الحكمة.

لطيفة: الحكيم يرى الضيق سعة، والمحكوم عليه بالحكم يرى السعة ضيقا ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ومَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُوا الْأَلْبابِ.

واعلم أن كل ذكر يعطي ذاكره ما في قوته لكن بالوقوف على حقيقته وذلك لا يتفق إلا للأفراد والله الموفق، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثامن والأربعون في اسمه تعالى ودود

هذا المغناطيس الجذاب والياقوت الجلاب من أكثر من ذكره كان محبوبا عند سائر الخلق ويثبت الله تعالى قلوب الخلق على محبته وهو من الأذكار الجليلة، ومن وضع اسمه: ودود والحسيب في مثلث مركزه جواد ووضع المثلث في باطن مربع وحمله فإنه لا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه، ومن وضع هذا الشكل في الساعة الأولى من يوم الجمعة أو في شرف الزهرة وحمله ولازم على تلاوته فإنه يرى العجب

الفصل التاسع والأربعون: في اسمه تعالى مجيد

العجاب. واعلم أن من كتب هذا الاسم الشريف في حريرة بيضاء وحملها رزق محبة القلوب وينبغي أن يكون على طهارة، وذكر بعضهم أن من أكثر من ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال، فكل من رآه مال إليه بطبعه وأحبه بقلبه وأحيا الله تعالى باطنه بروح المحبة وزين ظاهره بأسرار المودة فافهم ذلك، وقد وضعه بعضهم على هذه الصفة وهو وضع شريف وهذه صورته:

وله مثلث جليل القدر يوضع في شرف القمر في الساعة الأولى من يوم الجمعة ويحمله ثم يذكره إلى الغروب من ذلك اليوم فإنه لا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه وهذه صورته.

وفيه سر غريب ومعنى عجيب لجذب القلوب والأرواح والمهج وهو ذكر لأرباب الجمال ولمن ذاق مشروب المحبة وجلس على بساط المودة ألا ترى أنه يناسب حروفه بدوح، وأسماء حروفه ٩٦ تشير إلى اسمه سول. وأجزاء عدده تشير إلى اسمه حبيب وهو روح الروح، والفرد يوافقه من الأسماء هادي وهو من الأعداد الشريفة، لأنه من ضرب أقل عدد وهو زائد أجزاؤه ٢٢ تشير إلى اسمه حبيب لقوله «توادوا تحابوا» وأما أسماء حروفه ٩٦ فتشير إلى اسمه: سول إذ الحب الود وهو السول وإذ الوتر ورد المحبة جعل نهايتها الطلب الذي هو من اشارة اسمه طالب، فإن قلت: ما المحبة قلت: صفاء المودة وهي الليل الدائم بالقلب الهائم وقيل في فضل هذا المقام أربعة القاب ب الود، ح العشق وهو إفراد المحبة، ود الشفقة وهو استفراغ الإرادة في المحبوب والتعلق به والله الموفق.

الفصل التاسع والأربعون في اسمه تعالى مجيد

هذا الاسم العظيم الشأن الجليل البرهان يصلح ذكرا للملوك لأنهم إذا داوموا عليه اتسع ملكهم ويصلح أيضا للأقطاب والمستخلفين ومن ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال لا ترد كلمته ويصلح ذكرا لمن اسمه عبد المجيد، ومن واظب على ذكره وكان صاحب حالة صادقة سهل الله عليه الأمور وأحيا روحه بالمعارف وقوى باطنه بلطائف الأسرار، وفيه سر عظيم لإظهار الخبايا والكنوز والعثور على خفايا الرموز، وله من العدد ٥٧، فالسبعة إشارة إلى أنه من تخلص من تبعات الملك ولا يتخلص من ذلك إلا من كان فعالا لما يريد وليس ذلك إلا الله تعالى، والخمسون إشارة إلى أنه من كان بيده مدار كل شيء، وذلك أيضا مما يخفيه سبحانه وتعالى. وهو فرد ناقص مستطيل، أجزاؤه ٣١ تشير إلى الألف الأولى

الفصل الخمسون: في اسمه تعالى باعث

الفصل الحادي والخمسون: في اسمه تعالى شهيد

الفصل الثاني والخمسون: في اسمه تعالى حق

والإقامة وكاف الكلمة، وأما أسماء حروفه فهي باعتبار ١٩٠ وباعتبار ١٨٨، فبالاعتبار الأول تشير إلى اسمه تعالى: هو الله الواحد واجب الوجود، وبالاعتبار الثاني تشير إلى اسمه: مولى الكل، وهذه صورته كما ترى:

الفصل الخمسون في اسمه تعالى باعث

هذا الاسم الأكبر والسر الأنور يصلح لمن ضعفت عزيمته عن أمر، فمن أكثر من ذكره انبعث إلى كل خير. وقال بعضهم: «هو الاستيلاء للحياة والصحة على الأبدان وحفظ القوى» إذا أردت ذلك ادخل الخلوة واقرأ الاسم على خلوة معدة وفراغ قلب إلى أن يحصل لك منه حال، فإن الله يمدك بالقوى وتقوى همتك على فعل الطاعة. ومن نقش هذا الاسم في صحيفة من رصاص في الأولى من يوم السبت ثم ذكره ٤٠١١ مرة وهو ينظر لشكله ثم يقول: يا زحل سلطتك على كذا وكذا فإنه يكون ذلك، وله من العدد ٥٧٢، فالعين والفاء فيه باقية على حالها، واتخذ السبب بالألف القائم الذي هو مسبب الأسباب، وهذا العدد فرد ناقص أجزاؤه تشير إلى اسمه: صادق ومولى الموالي، وهذه صورته:

الفصل الحادي والخمسون في اسمه تعالى شهيد

من لازم على ذكره أثمرت له المراقبة في خلواته وجلواته، وإن كان صاحب حالة صادقة تخلق له ذلك وانصاغت نفسه بصفة الوحدة والعزلة، فيأمن من الإفراط والتفريط في كافة أخلاقه لنفسه، وهو من أجلّ الأذكار ويصلح لمن يطلب مرتبة الشهادة وقد أمرت بعض الناس بذكره فحصلت لهم الشهادة. ومن رسمه في الأولى من يوم الجمعة في كاغد عدد قواه الظاهرة ووضعه على قلبه من غير حائل شهدت الأشباح بجوده وفضله، ونطقت الأفواه برشده ورزقه الله الهيبة والبهجة والوقار، وله من العدد ١٢٢، وهو عدد أول لأن معناه لما تضمنه من الوعيد رتق لا فتق فيه وكَفى بِاللهِ شَهِيدًا وأسماء حروفه ٣٦٩ تشير إلى اسمه: مجري الفلك لأن الفلك تجري بأمر الله كما في التنزيل وهذه صورته:

الفصل الثاني والخمسون في اسمه تعالى حق

من أكثر من ذكره ثبته الله تعالى على الطاعات وأظهر له حقائق الأمور وأطلعه على خفيات الأسرار وأبغض إليه الباطل وجعل كلمته عالية قاهرة، وبه يثبت الله الذين آمنوا. ومن نقش مربعه

الفصل الثالث والخمسون: في اسمه تعالى وكيل

الفصل الرابع والخمسون: في اسمه تعالى قوي

والطالع أحد البروج الثابتة على آلة يريد ثبات شيء فيها ثبت الله ذلك الشيء، ويكون بعد ذكر الاسم إلى أن يغلب عليه منه حال، ويكتب حول المربع وأَمّا ما يَنْفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ وله من العدد ١٠٠٨ رسما، فأما الأول فهو زوج الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٤٣٢ تشير إلى اسمين: صبور صادق لما في الصاد من سر المطابقة في الجسم، وأما الثاني فهو زوج الزوج، أجزاؤه ١٧٢ تشير إلى اسمه: مقبل، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثالث والخمسون في اسمه تعالى وكيل

من أكثر من ذكره كفاه الله وأغناه عن السبب ورزقه من حيث لا يحتسب، وإن كان صاحب حالة صادقة أكل من الكون وصار يتصرف فيه، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه محمد. وله من العدد ٦٦ وهو زوج فرد مستطيل، وهو من الأسماء المختصة بمحمد عليه السّلام فلذلك سماه الله في الكتب بالمتوكل ولجمعية هذا الاسم اختصاصه بالنبي عليه السّلام، فلذلك طابق الاسم الجامع عددا فكان الله ٦٦ ووكيل كذلك، ومجموع ذلك ١٣٢، اسمه عليه السّلام محمد هذا العدد زائد على ما تقرر، وأجزاؤه ٧٨ تشير إلى اسمه تعالى: حكيم فإن الوكيل إذا لم يكن حكيما لم يضع الأشياء في مواضعها وقيل في ذلك:

إذا كنت في حاجة مرسلا فأرسل حكيما ولا توصه

وله مثلث جليل القدر وهذه صورته كما ترى:

وأجزاء كل من الإسمين تشير إلى أصله وذلك اسمه أحب، وهو من أخص أسمائه عليه السّلام.

تنبيه: إذا اجتمع زيادة أحدهما إلى الآخر كان ذلك ٩٤ وهو اسمه عليه السّلام وحبيبه كما كان مجموع كل منهما اسم أحب، أو وكيل حب، وأما أسماء حروفه فهي ١٩٨ تشير إلى اسمه تعالى: القيوم لما في الوكالة من القيام بالشيء.

الفصل الرابع والخمسون في اسمه تعالى قوي

من أكثر ذكره قوي على حمل الأثقال الظاهرة والباطنة وقويت روحه، وهو من أذكار عزرائيل عليه السّلام، ويصلح ذكرا لمن كان يعاني حمل الأثقال، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه موسى وينبغي أن يضاف إليه المبدع، ومن لازم على ذكره لم يعي في سفره أبدا، وله من العدد ١٢٦ وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ٩٢٠ تشير إلى ذكر جليل، من تعلق به لم يعجزه شيء وهو الله ٩٤ هذا ما تفهمه أعداده لفظا، وإذا اعتبرت رقما فهي ١١٦ وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٢٩ تشير إلى اسمه تعالى: عزيز، وكذلك إذا كانت العدة مصاحبة للقوة تكون تامة والعدد الأول يشير إلى موسى، والثاني ليونس عليه السّلام واعلم أن من كان إلى حضرة اسمه تعالى: القوي أقرب وكان شهوده لها ثم كان ألزم إلى الضعف لتوجه الحق من

الفصل الخامس والخمسون: في اسمه تعالى متين

الفصل السادس والخمسون: في اسمه تعالى ولي

الفصل السابع والخمسون: في اسمه تعالى حميد

ذلك الاسم فلذلك كان موسى عليه السّلام رجلا ضعيفا وانظر إلى اشتراكهما في الإلقاء، هذا في البحر في ظلمة التابوت، وهذا في بطن الحوت، وأما مربعه فعلى هذه الصفة كما ترى:

الفصل الخامس والخمسون في اسمه تعالى متين

هذا الاسم الجليل القدر من أكثر من ذكره أمن من ضعف قوة ولا يضعف عن أمر قوي عليه ولو ضوعف، وينبغي أن يذكره من خاف من انقطاع قوته إذا أضيف إليه القوي كان في غاية من سرعة التأثير خصوصا من يعاني حمل الأثقال. وله من العدد ٥٠٠ وهو زوج الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٥٩٢ تزيد على الأصل مما أشير إلى اسمه: أمان ففي المتانة أمان من اختلال القوة، ولذلك كان منتهاه النون وهي وجود ما به الظهور والإظهار قال تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اِسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ وقال تعالى: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والْأَرْضِ والْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنْها لأنهنّ وإن كانت لهنّ قوّة فليس لها متانة وهي الأمانة من انقطاع القوة ثم قال تعالى وحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُومًا لنفسه، بحمله ما ليس له قوة على حمله، جهولا بانقطاع قوته لعدم متانته، وأما أسماء حروفه ٦٨ فتشير إلى اسمين جليلين وهما: مكرم رزاق، وأما مربعه فعلى هذه الصفة كما ترى فافهم:

الفصل السادس والخمسون في اسمه تعالى ولي

هذا الاسم السنيّ الباهر والسر الزاهر من أكثر من ذكره تولاه الله تعالى وولاه وهو من أذكار ملائكة الحضرة العلية الذين يقال لهم الكروبيون. ومن داوم على ذكره متحققا بمعناه الذي هو رفع الوسائط ثبت عند الله تعالى في مقام الولاية العظمى. واعلم أن ذاكره لا يستدعيه شيء من أحوال الخلق إلا كشف له به. وله من العدد ٤٦٩٥٦، أما العدد الأول فهو زوج الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٦ تشير إلى اسمه: مبيح، فإن من رفع الوسائط بينه وبينه فقد أباحه من نفسه ما هو محظور على غيره، والعدد الثاني زوج ناقص، أجزاؤه ٦ تشير إلى اسمه: جليل، وهو من أذكار أكابر الموحدين وهو أحد، فالأولى من كانت أجزاؤه ٦، يصلح ذكرا لمن كان اسمه: محمد وهذه صورته:

الفصل السابع والخمسون في اسمه تعالى حميد

هذا الدر الوفي العلي والسر الجلي من أكثر من ذكره كان محمود الخصال كلها مشكور الفعال معظما عند جميع الناس، ومن كتبه في جام زجاج وسقاه لأي مريض كان، شفاه الله تعالى، ويصلح

الفصل الثامن والخمسون: في اسمه تعالى محصي

الفصل التاسع والخمسون: في اسمه تعالى مبدئ

ذكرا لمن كان اسمه محمودا، ومن تحقق بهذا الاسم فهو محمود الخلق ومن كان كشفه تاما فهو أحمدكم، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فمظهر الحمد المبين، وهو فاتحة لكتاب الوجود كما قال صلى الله عليه وسلم: أول ما خلق الله تعالى نوري فهو صلى الله عليه وسلم كله حمد فتح الله تعالى به كتاب الوجود، فإنه أمر ذو بال، فلو لم يبدأ فيه بحمد الله الذي هو محمد خلقه وأحمدهم لكان أجذم ولذلك كانت دعوى النبيين دعوته بنص وآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ فهو صلى الله عليه وسلم الفاتح الخاتم كما افتتح به الحق تعالى كتاب الابداء فكذلك يفتتح به كتاب الإعادة كما قال صلى الله عليه وسلم «أنا أول من تنشق الأرض عنه» ولذلك خص صلى الله عليه وسلم بسورة الحمد التي هي فاتحة كتاب كنز تحت العرش لم يفتح إلا باسمه صلى الله عليه وسلم فافهم هذه الأذواق النورانية تفز بحظ وافر من المواهب اللدنية، وهذا له من العدد ٦٣، وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ٣٤ تشير إلى قولك: هو طبيب، وأما أسماء حروفه ١٣٠ فتشير إلى اسمه: آخر مهيمن والجامع، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثامن والخمسون في اسمه تعالى محصي

هذا الاسم العظيم الشأن الجليل البرهان من أكثر من ذكره أورثه الله تعالى المراقبة، ويصلح ذكرا لمن يصلح له الحسيب، وله من العدد ١٤٨، فالثمانية للكمال والأربعون للتمام والمائة للإحاطة، والمحصي من له كمال تام محيط، وهذا العدد زوج الزوج والفرد ناقص، أجزاؤه ١١٨ تشير إلى اسمه تعالى: حي عند أهل الأسرار، وملك عند أهل الأنوار، وذلك لما تقتضي الحياة من الملك والكمال من الإحاطة.

تنبيه: اعلم أن جميع ما تقدم من الأسماء من اسمه الرحيم إلى اسمه الحميد أعلامها إنما يتعلق بمعنى الأسباب كالوهاب والكريم والرزاق وأمثالها، كالعليم والحكيم والسميع والبصير وشبهها، وقد حصل خاتمتها الحمد وما انتظم لها من اسمه المحصي إلى اسمه الصبور، فعامتها موجدة العجز للعبد، فما يأتي ذلك في المحصي والمبدئ والمعيد وغيره إن شاء الله تعالى إلى الصبور، وفي وحدة المعرفة ظهرت في اسمه الهادي، وأما أسماء حروفه ٥٠ فتشير إلى اسمين جليلين وهما: عزيز كافي، وأما مربعه فهو هذا:

الفصل التاسع والخمسون في اسمه تعالى مبدئ

هذا الاسم النوراني والسر الرباني، من أكثر من ذكره بدت له خفيات الأمور وأنطقه الله تعالى بالحكمة، ولا يبدو منه لأحد إلا ما يجب من الأسماء الجليلة لمن أراد إنجاز أمره في عالم الكون، وكل من ابتدأ في أمر وذكره كان تاما مباركا لكل ما ابتدأ فيه، ويصلح ذكرا لمن يريد الابتداء في تأليف

الفصل الستون: في اسمه تعالى معيد

الفصل الحادي والستون: في اسمه تعالى محيي

الفصل الثاني والستون: في اسمه تعالى مميت

العلوم السنية والأشعار النحوية. وله من العدد ٥٦ وهو من الولي بمنزلة الوكيل من اسمه تعالى الله ولذلك اجتمع بينهما اسمه تعالى مبين، وبالولاية والابتداء الذي هو الإظهار تبين كل شيء، وأما أسماء حروفه فهي ٢٠٥ تشير إلى اسمه تعالى عالم، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الستون في اسمه تعالى معيد

هذا الاسم الشريف الروحاني والسر الوريف الرحماني، من أكثر من ذكره استرجع به كل ذاهب له ولغيره وأصلح به كل فاسد، ومن رسمه والطالع أحد البروج المنقلبة وعلقه في مكان يهب فيه الريح وأكثر من ذكره ليلا ونهارا على أي آبق كان أو مسافر فإنه يرجع إلى المكان الذي خرج منه بقدرة الله تعالى. وقال بعضهم: من أكثر من ذكره استرجع به كل ما نسيه. وله من العدد ١٢٤ وهو زوج الزوج والفرد ناقص، أجزاؤه عشرة تشير إلى اسمه تعالى: مليك لأنه لا يعيد الشيء بعد ذهابه إلا من كان مالكا له ملكا تاما ولذلك تجلى الحق سبحانه وتعالى باسمه الملك، ودل هذا العدد أيضا على حرف القاف لما فيه من الإحاطة ينتهي بترك الابتداء. وأما أسماء حروفه فهي ٣٦ تشير إلى اسمين جليلين وهما مليك قيوم، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الحادي والستون في اسمه تعالى محيي

هذا الاسم الصمداني الباهر والسر الرباني الزاهر، من أكثر من ذكره أحيا الله تعالى به كل شيء، وهو من أذكار إسرافيل عليه السّلام، ومن لازم على ذكره أحيا الله تعالى قلبه ظاهره وباطنه، وفيه نسبة من اسمه الحي، ومن نقشه على خاتم في ساعة الزهرة يوم الجمعة ولبسه أحيا الله تعالى ذكره وعظم قدره ورأى من لطف الله تعالى ما تعجز عنه الأوصاف. وله من العدد ٦٨ وهو زوج الزوج والفرد ناقص، أجزاؤه ٥٤ تشير إلى اسمه أزلي، وأما أسماء حروفه ٢٤ فتشير إلى اسمه تعالى معز لما في الإحياء من الإعزاز، وفي الإماتة من الإذلال وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثاني والستون في اسمه تعالى مميت

هذا الاسم العظيم الشأن الجليل البرهان لمن يريد هلاك الظالمين والفاسقين، ومن أكثر من ذكره ودعا على ظالم هلك لوقته فاتق الله تعالى، وله تأثير عظيم فيما يهيج من الشهوة وغيرهما إذا أكثر من ذكره ومن أكثر من ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال ثم ذكر اسم من أراد هلاكه هلك في الوقت. وله من

الفصل الثالث والستون: في اسمه تعالى حي

الفصل الرابع والستون: في اسمه تعالى قيوم

العدد ٢٩٥ وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ٥٢٦ وهو عدد بعده نعم المولى باثنين، وأما أسماء حروفه ٢ فتشير إلى اسمين جليلين وهما أمان متين، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثالث والستون في اسمه تعالى حي

هذا الاسم العلي والسرّ الجلي، من أكثر من ذكره إلى أن توافق عوالمه ويغلب عليه منه حال، فإنه يزيد بقاؤه في الدنيا ويحيي الله تعالى قلبه بنور التوحيد، وهو من أذكار جبرائيل عليه السّلام ويصلح ذكرا لمن كان اسمه إدريس. وله من العدد ٢٨ وهو زوج الزوج والفرد وهو ثاني عدد تام والأعداد التامة أشرف من الناقصة وهي قليلة جدا فإنه لم يوجد منها إلا عدد في كل مرتبة به حياة تلك المرتبة، ففي مرتبة الآحاد ٦، وفي مرتبة العشرات ٢٨، وفي مرتبة المئين ٢٩٦ وهو صلى الله عليه وسلم رسول، وفي مرتبة الألوف ٩١٢٠ فعاد الأمر إلى ظهور الثمانية والعشرين، ولما كان الكمال الذي هو الحياة هو الغاية لم يكن عليه مزيد ولاية نقص لو قل المزيد لم يكن كمالا فلم يكن حياة ولو نقص منه شيء لكان فيه الموت بمقدار ما فيه من النقص، ولذلك كانت الثمانية والعشرون من ضرب أول عدد كامل مربع، فإن هذا العدد الحروف التي هي كمال الوجود عدد المنازل المتعينة في الفلك الأعظم التي هي تنزل الأمر الإلهي بمنزلة الخارج مخارج الحروف، وأسرار هذا العدد كثيرة لا تليق بهذا المختصر. وبالجملة فلا يقضي عن الحي إلا حي هذا باعتبار لفظه، وأما باعتبار رقمه فهو مركب من حرفين ح ي، وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ١٨ وهو عدد مركب فرد في أول كامل فما كان مضروبا في إحاطة الدال صار مضروبا في إحاطة الجيم فينقص العدد سبعة وهي حقائق الحروف التي بها تنال الدنيا التي بها حياة العمر الذي هو نكس الخلق قال تعالى: ومَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ ولذلك حميت الفاتحة من هذه الحروف وكانت إحدى وعشرين حرفا فتدبر ذلك، وأما أسماء حروفه فهي ١٩ تشير إلى اسمه تعالى هادي، وأما مربعه فعلى هذه الصفة كما ترى:

الفصل الرابع والستون في اسمه تعالى قيوم

هذا الاسم الزاهر والسر الكريم الباهر من أكثر من ذكره أقام الله تعالى أمره ظاهرا وباطنا فإن كان صاحب حالة صادقة أقام الله به كل شيء، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه يوسف وفي ذلك تحقيق لا يخفى. واعلم أن القيومية مختصة به تعالى قال تعالى: أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ الآية وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ واللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ ورَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ

اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ اللهَ رَمى «إن الصدقة تقع في كف الرحمن»، «مرضت فلم يعدني» والحديث «كنت سمعه وبصره» واسمه تعالى القيوم صريح بإحاطة توحيده بكل اسم من أسمائه ظاهر من الخلق وباطن من الأمر وبرزخ بينهما الم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وما خَلَقْنَا السَّماواتِ والْأَرْضَ وما بَيْنَهُما فكان اسم الله تعالى لا يثبت عنه سواه لما يراه الخلق من توحيده، فكذلك اسم القيوم وهو مما قبض الله الألسنة عنه فلم يتسمّ به غيره. واعلم أن اسم الله تعالى الأعظم في هاتين الآيتين وهما وإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ كما ورد في الخبر، واسم الله الأعظم هو الذي إذا بدأ بما سواه تضمحل الباديات بقيوميته. ألا كل شيء ما خلا الله باطل. وتموت الأحياء بكمال حياته كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْإِكْرامِ إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ويبيد كل شيء لا إله إلا الله بإلهيته، وما من إله إلا الله إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبابًا ولَوِ اِجْتَمَعُوا لَهُ وله من العدد ٧٦٧ وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ١٧٦ تشير إلى اسمه مؤمل، وإلى اسمه بديع، فإن قيمة كل شيء حقيقة إنما هي بديعة كما قال تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وهذا العدد يشير إلى أعلى الأسماء إقامة وأدناها تنزلا، وذلك اسمه تعالى مليك هذا إذا اعتبرت حروفه لفظا، وأما إن اعتبرت رقما فلها من العدد ١٥٢ وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ١٣٠ وهذا العدد هو قيم ومقام الذي هو كان قيم ومقام الذي هو كن فيكون، وأما أسماء حروفه فهي ٣٠٨ تشير إلى اسمه تعالى رزاق لأن قيام كل شيء لما منه أصل وجوده وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

وقد تجمع بين الحرفي والعددي في مربع واحد وهذه صورته:

واعلم أن الحي القيوم إسمان عظيمان وهما ذكر لأهل الحضرة وهما من أذكار إسرافيل عليه السّلام وملائكة الصور أجمعين. ومن نقش هذين الاسمين في الأولى من يوم الجمعة وهو مستقبل القبلة وأمسكه عنده أحيا الله تعالى قلبه وذكره إن كان خاملا، وأجرى رزقه إن كان قليلا، ومن ركب وفقه وهو مائة وأربعة وسبعون وأحكمه وحمله شاهد العجائب وهذه صورته وصفته.

وقال الكناني رحمه الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: في المنام فقلت له: يا رسول الله ادع لي أن لا يميت قلبي يوم تموت القلوب فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل كل يوم «يا حي يا قيوم بك أستغيث لا إله إلا أنت». واعلم أن من وضع اسمه تعالى حفيظ في مربع وأودعه باطن الشكل المتقدم ذكره في شرف الشمس وحمله معه أحيا الله تعالى قلبه ووسع رزقه، وحفظه في أهله ونفسه وماله، ومن كتبه على أي شيء كان محفوظا، ومن عرف سره استغنى به عن غيره فإنه من الكمال بغاية ولا تصل إليه العبارة وهو اسم الله الأعظم.

الفصل الخامس والستون: في اسمه تعالى واجد

الفصل السادس والستون: في اسمه تعالى ماجد

الفصل السابع والستون: في اسمه تعالى واحد

الفصل الخامس والستون في اسمه تعالى واجد

هذا الاسم الجليل القدر من أكثر ذكره لا يفقد له شيء مما يريد وجوده، وبه تعرف السالكون نفوسهم. ومن واظب على ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال وجد في باطنه حالة لم يعهدها من العلوم والمعالم، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الواجد. وله من العدد ١٤ وهو زوج فرد مستطيل لأن فيه شرفا من حيث إنه مركب من ضرب أول زوج في أول عدد كامل، فهو معدود بالسبعة مرتين، وهو عدد الحروف النورانية وليالي زيادة النور لأنها ليالي وجد وليالي النقص ليالي فقد، وهو عدد ناقص أجزاؤه ١٠ تشير إلى حرف الياء الذي هو اسم التنزيل العلي في قوله «بي يسمع وبي يبصر» ولذلك كانت أسماء حروفه تشير إلى قوله: هو موصل وهذه صورته كما ترى:

الفصل السادس والستون في اسمه تعالى ماجد

هذا الاسم الباهر والذكر الزاهر إذا أكثر من ذكره ملك اتسع ملكه ونفذت كلمته وأجمعت قلوب رعيته على محبته. ويصح ذكرا لمن كان اسمه عبد الماجد، وله من العدد ١٨ وهو عدد شريف لأنه من ضرب أول عدد تام في أول عدد، ثم ضرب المجتمع في أول عدد أيضا وهو عدد يدل على الكمال المسير التام الذي يسأل السمع منه ميم الذي اتخذه صلى الله عليه وسلم شعاره، وأمر به يوم أحد طلبا للجد لأمته الذي هو جمعية الملك واتساعه ودوامه، وهو عدد زائد لا يعده من الأعداد الوترية إلا الثلاث، أجزاؤه تشير إلى اسمه مؤمل فإن من اتسع ملكه كان مأملا لكل طلب، وكان هو مولى من أن يطلب إليه ويشير إلى اسمه تعالى الرحيم بال وهذه صورته كما ترى:

الفصل السابع والستون في اسمه تعالى واحد

هذا الاسم الصمداني والسر الروحاني من أكثر من ذكره استوحش من الكثرة، وفيه سر لطيف لمن أراد عقم رجل أو امرأة عن الأولاد، فليكثر من ذكره بنية ذلك يحصل له ذلك فليتق الله تعالى. وهو من أذكار الأكابر. وقال صاحب تيسير المطالب قدس الله روحه: هذا الاسم من أقرب الأسماء إلى الذات، وإذا أضيف إلى الاسم الجامع كان من أعظم الأذكار وأجلّها، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه أحمد، واعلم أن اسمه الواحد والأحد ذكر جليل عظيم الشأن للسالكين المتعلقين بأسرار التوحيد. وقال أبو عبد الله الكوفي: إن اسمه الأحد يصلح لأهل الفناء في حضرة الجمع فإنهم لا يشاهدون إلا واحدا. ومن أكثر من ذكره فتح الله تعالى عليه بالتوحيد وهذه صورتهما كما ترى:

ومن نقش هذين الاسمين الشريفين في كاغد في الأولى من يوم الأحد وهو مستقبل القبلة على طهارة وذكر، ووضعها في رأسه رزقه الله تعالى العز والهيبة والوقار والعظمة. وهذا الاسم له من العدد ١٣ وهو عدد وال لأن معنى الأحد رتق لا فتق فيه، وأما أسماء حروفه فهي باعتبار ٥٦ فالعدد الأل يشير إلى اسمه تعالى متين لما في الأحدية من المعنى لاسم الله تعالى ولذلك جاء عقبه في سورة الإخلاص، ويشير أيضا إلى اسمه تعالى عليّ لما في العلو عن مدارك الخلق لكونه إفصاحا عن الاسم الجامع، والعدد الثاني يشير إلى اسمه مؤنس فإن بأحدية الحق يستأنس كل مستوحش مما سواه، ومن أكثر ذكره استوحش من الكثرة وهذه صورة مربعه كما ترى:

وقال أبو عبد الله الكوفي قدس الله سره في كتابه كنز الأسرار: من وضع هذه الأسماء العظيمة الشأن الجليلة القدر وهي: الله أحد واحد جواد وهاب حي موجد دائم ولي مجيب ودود أول هادي في مربع، وأودعه في باطن مربع سورة الإخلاص وحمله معه، شاهد من عجائب صنع الله تعالى ما لا يدخل تحت حصر، فإن، كل اسم من هذه الأسماء يعطي حامله ما في قوته من حياة القلب بروح المعارف ولطائف التوحيد، وإذا لازم على ذكره صاحب حالة صادقة وسع الله عليه رزقه الباطن والظاهر، ولا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه، وهي من أعظم الأذكار فائدة وانتهاء غاية، ويوضع للملوك والأكابر فيظفرون على أعدائهم، ويكتب في شرف الشمس للقضاة والعلماء، وفي شرف المشتري للكتاب، والوزراء في شرف عطارد، وللمشايخ والفقراء في شرف زحل فتدبره فهو من الأسرار المخزونة والجواهر المكنونة، وقطبه يشير إلى الحجر المكرم فيه اسم الله الأعظم. ومن قرأ هذه الأسماء الشريفة مائة مرة ويومي إلى هلاك ظالم أو جبار أهلكه الله تعالى ويضعه في داره أو محله يكون ذلك، ولا يمكن شرحه بتصريح العبارة بل بتلويح يفهمه من عادته الفهم عن الله تعالى فتبارك الله أحسن الخالقين. وهذه الأسماء الشريفة من نقشها في كاغد في الأولى يوم الجمعة وهو مستقبل القبلة على طهارة وذكر، ووضعها في رأسه رزقه الله تعالى الهيبة والعز والوقار وكل من رآه أحبه وعظمه وشرح صدره، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وهذه صورته كما ترى:

الفصل الثامن والستون: في اسمه تعالى صمد

الفصل التاسع والستون: في اسمه تعالى قادر

الفصل الثامن والستون في اسمه تعالى صمد

هذا الاسم العظيم والسر الكريم من أكثر من ذكره قل افتقاره إلى الأبد، وينبغي أن يتخذه ذكرا أرباب الرياضات المباركون لما يفتقر إليه الخلق من أكل وشرب ونوم وغيره وإذا لازم على ذكره صاحب حالة صادقة رجعت الحوائج إليه. والصمد يصلح للمتريضين بالجوع فإن ذاكره لا يحس بألم الجوع البتة ما لم يدخل عليه غيره من الأسماء. وله من العدد ٢٤ وهو زوج فرد مستطيل ناقص، أجزاؤه تشير إلى اسمه حسيب، وهو اسم يدل على علم الكتابة في المحاسبات التي هي من مدلول الصمدانية، وأما أسماء حروفه فهي هذه تشير إلى اسمه مكين وهذه صورته كما ترى فافهم ترشد:

الفصل التاسع والستون في اسمه تعالى قادر

وهذا الاسم العلي الزاهر والسر السني الباهر من ذكره قوي به على إظهار ما يريد إظهاره من كل

الفصل السبعون: في اسمه تعالى مقتدر

الفصل الحادي والسبعون: في اسمه تعالى مقدم

الفصل الثاني والسبعون: في اسمه تعالى مؤخر

ما يريد، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد القهار، وفيه سر بديع لتقوية الأرواح واستقامة الأشباح، وله من العدد ٣٠٥، وهو عدد مستطيل ضلعه عدد زائد دائر وهو الخمسة جامع من السر للظهور والبطون، وهو من الأعداد الناقصة، أجزاؤه ٦٧ تشير إلى اسمه تعالى محيط لما فيه من معنى الإحاطة، وأما مربعه فهو هذا كما ترى:

الفصل السبعون في اسمه تعالى مقتدر

هذا الاسم الشريف العلي والسر الجلي من أكثر من ذكره يسر الله تعالى له جميع الأعمال ويصلح لأصحاب الحرف والمستخدمين من الصناع وغيرهم، ومن يريد إظهار الأعمال على من دونه، وله مخمس جليل القطر يوضع بسر التداخل، وأما اسمه الشديد والقوي والقاهر والمقتدر، فأسماء للقهر والغلبة والاستيلاء لا يدعو بهم أحد على ظالم في احتراق الشهر في الساعة السابعة من الليل في بيت مظلم حاسر الرأس جالسا على الأرض من غير حائل بينه وبينها ويكون بعد صلاة ركعتين ويقول في آخر كل سجدة مائة مرة: يا شديد خذ حقي من فلان فإنه يكون ذلك، ومن شرط الدعاء على الظالم بأن لا يدعو عليه بأكثر من مظلمته، وأن يدعو المظلوم بنفسه، وإن دعا عليه غير المظلوم لأجل المظلوم جاز. ومن نقشه على خاتم وتختم به لبسته مهابة يدركها من نفسه، ويرتاع منه كل جبار عنيد عند رؤيته فإن الجلال على كاهله، وهذا الاسم له من العدد ١٤٤، وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ١١٧٦ تشير إلى اسمين جليلين وهما غالب باقي وهو عدد بعده اسم المدبر بثلاث، والله معي بأربع، والعز بستّ، وواجب الوجود بال بثمان، وبدونها باثني عشر، وكذلك المجيد وهذه صورته كما ترى:

الفصل الحادي والسبعون في اسمه تعالى مقدم

هذا الاسم الجميل الباهر والرسم الجليل الزاهر من أكثر من ذكره تصرف في عالم القدرة، ومن كتبه في مربع وحمله وذكره عددها وسأل به تقديم شخص أجيب لوقته، وهو من الأسرار المخزونة، وأعداده ١٨٤ تشير لفظا، وهو عدد زوج وفرد ناقص، أجزاؤه ١٠٨٩ يشير إلى اسمه تعالى علي وهذه صورته وصفته:

الفصل الثاني والسبعون في اسمه تعالى مؤخر

هذا الاسم النوراني والسر الرحماني من أكثر من ذكره كان صاحب حالة في تقدم من أراد وتأخر من أراد كما تقدم في المقدم، وينبغي أن لا يذكر إلا مع المقدم. واعلم أن من أراد أن يقدم أحدا إلى

الفصل الثالث والسبعون: في اسمه تعالى أول

الفصل الرابع والسبعون: في اسمه تعالى آخر

رتبته فليصور صورته في لوح على أجمل الصور ويضعه أمامه وينظر إليه بجمع همة وصفاء باطن وحضور قلب، وهو يذكر اسمه المقدم إلى أن يغلب عليه منه حال، فإنه يشاهد الصورة تذكر معه، ويلازم على تلك الحالة فإن حاجته تقضى خصوصا إذا كان من أرباب الأحوال، ولا يمكن التصريح بأكثر من هذا لا حقه ومن حقها أن تكون سابقة بسر اسمه المقدم يفهم كل أمر، وقس ما غاب على ما حضر يتسع لك دائرة الفهم فكن به مؤمنا يفتح لك بابا من الملكوت تشهد به الأسرار فسبحان من منح العارفين كشف أسرار الصمدانية ومنح المرتاضين من منشأ مادة أنوار الربانية، وهذا الإسم له من العدد ١٤٤٦ لفظا، و٨٤٥ رقما، فأما عدده لفظ فهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ١٤٥٨ تشير إلى اسمين جليلين وهما ملقي الروح غالب، وتزيد على أصله باسمه واجب، وأجزاؤه تزيد على أصله بما يشير إليه اسمه الملقي، وهو جليل القدر تعرفه أرباب البصائر، وهو من الأسرار المخزونة وهذه صفته.

الفصل الثالث والسبعون في اسمه تعالى أول

هذا الاسم الشريف والسر العالي اللطيف، من داوم على ذكره كان سابقا إلى كل المقاصد بإذن الله تعالى، ومن داوم على ذكره أعطاه الله تعالى ما يتمناه. وله من العدد ٤٣ لفظا، و٣٧ رقما. فأما الثلاثة والأربعون فعدد أول لأن معنى الأول فتق لا رتق فيه، وأما السبعة والثلاثون فقد تقدمت في اسمه إله، وأما أسماء حروفه بالاعتبار الأول فتشير إلى اسمه عالم أو قابل وهذه صورته:

الفصل الرابع والسبعون في اسمه تعالى آخر

هذا الاسم الشريف من أكثر من ذكره كان هو الباقي بعد أعدائه، وأورثه الله تعالى أرضهم وديارهم وأموالهم من بعدهم لا يعاديه أحد إلا أهلكه الله تعالى. واعلم أن من لازم على ذكره أعطاه الله من القوة والنصرة على الأعداء ما تعجز عنه الأوصاف، ومن مزجه في لوح من نحاس أحمر مع اسم ظالم في الأولى من يوم السبت، والقمر في المحاق، ويكون باجتهاد تامّ وباطن مجتمع وهو يذكر الاسم إلى أن تشعر بتأخيره بحسب حاله، ثم يلقيه في النار فإن ذلك الظالم يهلك لوقته. وهذا الاسم له من العدد ٨٠١ وهو عدد زوج ناقص، أجزاؤه ٤٤ تشير إلى اسمين جليلين، وهما رب منعم، وله مربع جليل القدر يعرفه من له اطلاع على خواص الأسماء وأسرار الأعداد، وهذه صورته:

الفصل الخامس والسبعون: في اسمه تعالى ظاهر

الفصل السادس والسبعون: في اسمه تعالى باطن

الفصل الخامس والسبعون في اسمه تعالى ظاهر

هذا الاسم العلي القدر والسر الجليّ الأمر من أكثر من ذكره أظهر الله له خفايا الأمور، وبه تستخرج الكنوز الباطنة ومن نقشه على سيف وقاتل به كان هو الظافر بأعدائه لا سيما صاحب حالة صادقة، وله من العدد ١٠٠٦، وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٣١٨ تشير إلى اسمين جليلين، وهما مغني باسط، واعلم أن اسمه تعالى النور والباسط والظاهر ذكر لأرباب المكاشفات. ومن أراد أن ينظر شيئا في منامه فليذكر هذه الأسماء على طهارة تامة إلى أن يغلب عليه منه حال، ويجعل همته فيما يريد فإنه يمثل له ذلك في منامه وهذه صورته كما ترى:

الفصل السادس والسبعون في اسمه تعالى باطن

هذا الاسم العظيم الرباني والسر الكريم الصمداني من أكثر من ذكره أمن مما يخاف واطمأنت نفسه واتسع قلبه ونور باطنه، ومن داوم على ذكره إلى أن تصحبه عوالمه وتذكر معه فإنه لا يأتي إلى أرض إلا وتأتيه أهلها بالبر والطاعة ويحبّه كل من رآه، ويجيب دعوته كل من دعاه، وفيه أسرار لأهل التوحيد.

وقال الشيخ زين الدين الكافي: من كتبه عدده والقمر زائد في النور في جام زجاج، وأكثر من ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال، ومحاه بماء المطر وشربه وهو يطلب المكاشفات والمعارف النورانية لم يخف عليه من أمور العالم شيء إلا أطلعه الله تعالى عليه في منامه أو يقظته بحسب اجتهاده، فإن كان صاحب حالة صادقة وتوجه تام ارتفع عن باطنه حجاب القشر فلا يحتاج إلى بيان معه بل ذلك كشف صريح محقق ووصف صريح موفق.

واعلم أخرجك الله تعالى من درجات الكثائف إلى درجات اللطائف أن كل باطن فهو ظاهر بالنسبة إلى ما هو أبطن منه، فالأمر باطن الخلق ومن له الأمر والخلق باطن عنهما، فبطون الأمر اعتباري لا حقيقي والباطن حقيقة إنما هو إذا سبحت سابحة من نوره أظهرت كل باطن فيكون كما هو المختص الظهور وحده هو المخصص بالبطون، وعلى هذا فله البطون الذي لا حد لانتهائه. وهذا الاسم له من العدد ٦٢، وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ٣٤ تشير إلى باطن الإنسان الذي هو قلبه إذ عددهما ١٣٣ فهي تكتب قلب بعد قلب القرآن الذي العبارة عنه يس، وإلى قلب العالم الذي العبارة عنه محمد في بعض دون بعض الأمرين في وزن بعض، والأمرين في وزن الآخرين، واسمه الباطن هو منشأ الوحدة والعدالة، والقلب محل ظهورها، ومحمد صلى الله عليه وسلم أبطن ما ظهر للخلق وأظهر ما بطن من الأمر، وأما باعتبار آخر فهي تشير إلى اسمه المنيل والسني، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل السابع والسبعون: في اسمه تعالى والي

الفصل الثامن والسبعون: في اسمه تعالى متعال

الفصل التاسع والسبعون: في اسمه تعالى بز

الفصل السابع والسبعون في اسمه تعالى والي

هذا الاسم العظيم والسر القديم يصلح للولاة والأقطاب والمستخلفين والمشايخ والمريدين، وكل من له رعية يتولى أمرها، ومن أكثر من ذكره كان مهابا عند الخلق أجمعين.

ومن وضع هذا المربع في كاغد والقمر زائد في النور وذكره عدده وهو يطلب ولاية نالها. وهو من العدد ٤٧ وهو عدد أول، فأما السبعة فلما في الولاية من المتخلفين عنده، والأربعون فلما فيها من قيام الملك، وأما أسماء حروفه فهي ٢٠٧ وهو عدد يبين الجبار والجابر ويشير إليهما، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثامن والسبعون في اسمه تعالى متعال

هذا الاسم العلي الشأن السامي البرهان من أكثر من ذكره ودخل على أحد من الأمراء والحكام حصل له منه الحظ الوافر، ويصلح ذكرا لمن يتعرض لمخاصمة أو محاكمة. وإذا كتب في صحيفة من رصاص في شرف زحل أو بيته وذكر الاسم عدده قهر به كل معاند، ومن أكثر من ذكره هانت عليه الشدائد وذل له كل صعب.

وله من العدد ٥٥١ وهو عدد فرد ناقص، أجزاؤه ٤١ تشير إلى حرفين جليلين وهما حم وهما حرفان يدلان على تمام التخلص من قيود المراتب التي هي عادة التعالي، وهو عدد مربع من ضرب أول عدد كامل في نفسه، وأسماء حروفه تشير إلى اسمين جليلين وهما مكرم رشيد وهذه صورته:

الفصل التاسع والسبعون في اسمه تعالى بز

هذا الاسم الجليل والرسم الجميل من أكثر من ذكره كان ملطوفا به في جميع أحواله وترادفت عليه النعم، ومن كتبه في صحيفة من فضة بيضاء وحمله وسأل الله تعالى شيئا أعطاه إياه وفيه أمان للمسافر في البر والبحر، وإذا أكثر المسافر من ذكره يسر الله له المطالب وسهل عليه طريقه وكان محفوظا في أهله وماله، وإذا عصفت الريح على أهل السفينة وأشرفت على الغرق وأكثروا من ذكره جاءتهم الريح الطيبة، وإذا أكثر من ذكره شارب الخمر أو فاعل المعاصي تاب الله تعالى عليه، وآكل الربا إذا ذكره كل يوم سبعمائة مرة فإنه يتوب من ذلك ويرجع عنه. وله من العدد ٤٠٢ لفظا و٢٠٢ رقما، فأما العدد الأول فهو زوج فرد يعده النافع والعاصم والمنجي بال، والمعيد بدونها بثلاثة وهو من الأعداد الزائدة، أجزاؤه ١٤ تشير إلى اسمه مجري الفلك، والعدد الثاني زوج فرد أيضا يعده الصاحب باثنين هو عدد ناقص، أجزاؤه ٢٠٤ تشير إلى اسمه المدني، وإلى اسمه جاعل، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل الثمانون: في اسمه تعالى تواب

الفصل الحادي والثمانون: في اسمه تعالى منتقم

الفصل الثاني والثمانون: في اسمه تعالى عفوّ

الفصل الثمانون في اسمه تعالى تواب

هذا الاسم العزيز الشأن العلي العظيم البرهان الجلي من أكثر من ذكره سهل الله تعالى عليه العود إلى مبدئه فينبغي لكل أحد أن لا يخلو من ذكره في يومه وليلته وفيه سر جميل لطرد الذباب عن الجسد، وله من العدد ٥١٠ وهو عدد فرد مستطيل ناقص، أجزاؤه تشير إلى قولنا هو حكيم لما في التوبة من الحكمة، ويشير أيضا إلى قولنا سبوح إذ العود إلى المبدأ عود إلى محل التنزيه حيث أشرقت أنوار السبحات، فالتائب يسبح في بحر نوره وفيه يكون طهارته قال تعالى إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ الآية، وأسماء حروفه ٥٣٠ تشير إلى اسمين جليلين، وهما رفيع قدوس، وله مربع جليل القدر تعرفه أصحاب الحكمة الإشراقية وهو هذا:

الفصل الحادي والثمانون في اسمه تعالى منتقم

هذا الاسم الرفيع الزاهر والسر الجلي الباهر من أكثر من ذكره ودعا على ظالم هلك لوقته وهو من الأسماء القمرية التي هي من أذكار عزرائيل. وله من العدد ٦٠٣ وهو زوج فرد مستطيل زائد، أجزاؤه ١٢٥٢ تشير إلى قولك هو قوي ظهير، وأما أسماء حروفه ٨٦٨ فتشير إلى اسمين جليلين وهما ذو الطول بديع، وله مربع عظيم الشأن باهر البرهان تعرفه أهل الهيبة والجلال وهذه صورته كما ترى:

الفصل الثاني والثمانون في اسمه تعالى عفوّ

هذا الاسم الطالع والسر اللامع من أكثر من ذكره حبّب الله إليه مكارم الأخلاق وعدم المؤاخذة بالذنب، ومن فعل ذنبا وخاف عقابا من حاكم أو غيره وذكر الاسم عدده آمنه الله تعالى مما يخاف ويحذر، ويصلح ذكرا لمن كان اسمه يوسف. واعلم أن اسمه تعالى الغفور والغافر والعفو أسماء متقاربة تصلح لدفع المؤلم من الأمور العظام خصوصا من أمور الدنيا والآخرة، فسبحان من أودع أسراره في أسمائه. وقال صاحب المنتخب: ذاكر هذا الاسم لا يصيبه ندم ولا فزع ولا وجل ولا يذوق نوائب الدهر وله من العدد ١٦٦ و١٥٦، فأما العدد اللفظي فهو عدد فرد زائد أجزاؤه ٣٠١ تشير إلى اسمه عاصم وفاضل من مقتضى فائدته، وأما عدده الرقمي وهو زوج الزوج فرد زائد أجزاؤه ٢٣٦ تشير إلى قوله كن فيكون، وأما أسماء حروفه ٢٢٥ تشير إلى اسمين جليلين وهما إله واحد وله مربع جليل القدر تعرفه أرباب الأذواق اليوسفية وأرباب التصريف وهذه صورته:

الفصل الثالث والثمانون: في اسمه تعالى رؤوف

الفصل الرابع والثمانون: في اسمه تعالى مالك الملك

الفصل الخامس والثمانون: في اسمه تعالى ذو الجلال والإكرام

الفصل السادس والثمانون: في اسمه تعالى مقسط

الفصل الثالث والثمانون في اسمه تعالى رؤوف

من أكثر من ذكره رق قلبه ولطفت روحه وزادت شفقته على خلق الله وإذا لقي جبارا رق له قلبه ولطفت روحه، ومن داوم على ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال فمن رآه حن إليه وعطف عليه بقلبه.

وعدده ٢٠٨٦ بوجه، وبوجه آخر ٢٨٧ أيضا لحق أن مثل هذه الصورة لخفا بواحد حكم الألف فيها متوجها إلى علو الواو، فليقتصر من الأعداد الأربعة على عددين الأول وهو يثبت فيه حرف الاسم وكانت ظاهرة من مراتبها العددية كما كانت في شكلاتها الرقمية وما كان من العلم بهذه المثابة فله مرتبة على غيره، وهذا العدد ناقص أجزاؤه ٢١٨ تشير إلى اسمين حي موصل لما في الحياة من روح الكمال وفي الصلات من المعنى الموجب للرأفة، وأما عدده الثاني ٣٩٢ وهو عدد زوج الزوج والفرد الزائد أجزاؤه ٣٥٨ تشير إلى اسمين جليلين، وهما صادق وارث، وله مربع شريف القدر تعرفه أصحاب البواطن وهذه صورته:

الفصل الرابع والثمانون في اسمه تعالى مالك الملك

من أكثر من ذكره وهو يطلب ملكا ناله، وله من العدد ٢١٢ وهو زوج الزوج والفرد ناقص أجزاؤه ٦٦٦ تشير إلى اسمه تعالى قيوم وهو عدد يعده اسم نون باثنين، واسم جيم بأربعة، فنصفه ولي، وربعه منجد موجود، وإذا أكثر من ذكره ملك دام ملكه. وله مربع جليل تعرفه أرباب الأحوال وهذه صفته:

الفصل الخامس والثمانون في اسمه تعالى ذو الجلال والإكرام

وهو من الأسماء الجليلة، وقد جاء أنه اسم الله الأعظم، ومن أكثر من ذكره لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه. وفي الحديث الشريف «ألحوا بيا ذا الجلال والإكرام». ومن كتبه على صندوق ماله في الأولى من يوم الخميس فإنه يحفظ من اللصوص، ومن نظر لشكله المرسوم كل يوم عدده وهو يتلو الاسم يسر الله عليه أمور الدنيا، وله من العدد ١١٠٠ وهو زوج فرد زائد أجزاؤه ٤٤٠ تزيد على أصله الذي هو غني ١٥٤، وذلك أسماؤه رب منعم وهذه صفة مربعه:

الفصل السادس والثمانون في اسمه تعالى مقسط

هذا الاسم من أكثر من ذكره ألهم أسرار الموازين وأثر في باطنه وكفي شر التفريط، ويوضع في

الفصل السابع والثمانون: في اسمه تعالى جامع

الفصل الثامن والثمانون: في اسمه غني

الفصل التاسع والثمانون: في اسمه تعالى مغني

شرف عطارد، وفيه سر للصناع وأرباب الموازين، وله مربع جليل القدر وهذه صفته:

الفصل السابع والثمانون في اسمه تعالى جامع

هذا الاسم يصلح لتأليف المتفرقات وهو من قسم عطارد ومن خواصه للضالة والآبق، فمن أبق له عبد أو ضلت له ضالة وأكثر من ذكره رد الله عليه ضالته، ألا ترى إلى ما اجتمع فيه من جيم بالجمع، وألف الألفة، وميم المودة، وعين العطف وهو يشير إلى قولك هو الباسط. وأسماء حروفه تشير إلى هو مؤلف قديم، وله من العدد ١٣٦ وهو زوج فرد زائد، أجزاؤه ١٣٤ تشير إلى اسمه قوي لأن جميع المتفرقات وغيرها لا يكون إلا عن قوة تامة واختصاص الجامع بيوم الدين غرة المجيد، وقد يجمع بين مثلثه العددي، ومربعه الحرفي في وفق هكذا:

الفصل الثامن والثمانون في اسمه غني

من أكثر من ذكره إلى أن توافقه بعض عوالمه في الذكر أغناه الله عن كل ما سواه، ويصلح ذكرا لأهل البدايات. والغني من أسماء التخلق والمغني من أسماء التحقق، وله من العدد ١٠٠٧ لفظا، و١٠٠٦ رقما، فأما عدده اللفظي فهو زوج فرد ناقص أجزاؤه ١٢٨ تشير إلى الباسط ذو الجلال، وأما عدده الرقمي فهو زوج فرد زائد أجزاؤه ٢٧٤ تزيد على أصله باسمه تعالى محصي وله مربع عظيم النفع تعرفه طلاب الغنى الأكبر وهذه صورته:

الفصل التاسع والثمانون في اسمه تعالى مغني

من أكثر من ذكره يسر الله له مراده، ومن كتبه وحمله وذكر معه الاسم عدد حروفه وقرأ سورة الضحى بعد ذلك وقال: اللهم يسر عليّ اليسر الذي يسرته على كثير من عبادك، وأغنني بفضلك عمن سواك، وواظب عليه ٤٠ يوما أرسل الله له من يعلمه ما يريد في منامه أو يقظته بحسب اجتهاده، وقد ذكرت ذلك لصديق وأشرت إليه بذكره فجلس في خلوة ذاكرا للاسم مدة طويلة يسر الله له مراده وجاءه ما يحتاج إليه من الذهب والدراهم، وقيل له: إن زدت زدناك وإن استكفيت كفيناك. وذكر حجة الإسلام في الإحياء: أن من قال بعد صلاة الجمعة اللهم يا غني يا حميد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد يا رحيم يا ودود اكفني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك ٧٠

الفصل التسعون: في اسمه تعالى مانع

الفصل الحادي والتسعون: في اسمه تعالى ضار

مرة وواظب على ذلك أغناه الله. ومن كتبه وحمله ربحت تجارته. واعلم أن بأسرار الأسماء وأنوارها تطوى الأرض ويكشف ما بها، وبها تخرق العادات وتفتح الحكمة من القلب، قال تعالى ولله الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وقال تعالى: اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقال عليه السّلام: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل»، وقال عليه السّلام: «الدعاء سلاح المؤمن». وقال عليه السّلام: «من فتح له بابا من الدعاء فتحت له أبواب الإجابة». وقال عليه السّلام: «من لم يدع الله يغضب عليه». وقال عليه السّلام: «إن الله لا يمل حتى تملوا». وله من العدد ١١٠٠، ويطابق اسمه ذو الجلال والإكرام لأنه تعالى نعته جميل، وأما أسماء حروفه فهي ٥٣٦٧ تشير إلى اسمين جليلين وهما جبار مكور، وهذه صفة مربعه كما ترى:

الفصل التسعون في اسمه تعالى مانع

من أكثر من ذكره حماه الله تعالى مما يخاف ويحذر ومن ذكره وهو خائف ضر أحد حماه الله تعالى وأنساه إياه، ويصلح ذكرا للمرضى وكل من ابتلي بالشهوة، وله من العدد ١٦١ وهو عدد فرد مستطيل، من ضرب أول عدد كامل في عدد أول وهو ناقص أجزاؤه ٣١ تشير إلى اسمه طبيب، وينبغي أن يجمع قواه الثلاث ويستعمل، وله مربع يوضع في شرف عطارد بسر التداخل وهذه صورته:

الفصل الحادي والتسعون في اسمه تعالى ضار

هذا الاسم يصلح لتسليط الأمراض والأسقام إذا رسم وتلي في الأوقات اللائقة به أو صدر عن باطن مجتمع ونظر جلال. وله من العدد ١٠٠١ لفظا، وهو عدد أول، و١١٠٠ رقما، وهو عدد فرد ناقص، أجزاؤه ١٦٥٢ تشير إلى غني مجيد. واعلم أن الضرر على قدر العلم والإحاطة، فمن كان علمه أكثر وإحاطته أتم كان أبلغ، ومن أراد الإنفراد بهذا الاسم جعل ضرر كل ضار نفعا للمضرور، وربما رتب عليه من الثواب والأجر والمصالح العاجلة والآجلة، ولو أن شخصا له عدو غلب على مزاجه الدم حتى كاد يتلف روحه بحيث إنه لو بقي على حالته لمات من ليلته فاستعجل ضرره فضربه ضربة نقصت من دمه كان ضرره غاية النفع لجهله موضع الضرة، فلا ضار ولا نافع في الحقيقة إلا الله تعالى. وقال أبو عبد الله الكافي: من وضع هذا الاسم النوراني في صفيحة من رصاص في الأولى من يوم السبت في احتراق الشهر، وذكر الاسم عدده وهو ينظر إلى الشكل نظر جلال، وطلب ضرر أي شخص أراد، فإنه يحصل له ذلك. ومن قضي له برزق أظهرت منه كهيئة المغناطيس الجذاب من صدر إلى صدر، والله الموفق وهذه صورته كما ترى:

الفصل الثاني والتسعون: في اسمه تعالى نافع

الفصل الثالث والتسعون: في اسمه تعالى نور

الفصل الثاني والتسعون في اسمه تعالى نافع

هذا الاسم الجليل النافع فيه شفاء لكل سقيم، ومعافاة لكل مبتلى، فمن أكثر من ذكره في حالة ضرره عافاه الله تعالى، وإن كان صاحب حالة صادقة ولازم على ذكره إلى أن توافقه بعض عوالمه، فإنه لا يمسح بيده على مريض إلا عافاه الله تعالى. ومن وضع مربعه في خاتم فضة في شرف القمر فكل مريض تختم به عافاه الله تعالى، ألا ترى أنه مناسب لاسمه تعالى معافي. وأما أسماء حروفه فتشير إلى اسمين جليلين وهما إله شافي، ويكتب حول مربعه ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ الآية، ويصلح ذكرا لمن اسمه قاسم، وله من العدد ٥٠١، وهو عدد فرد مستطيل ضلعه ثلاثة، وهو من أشرف الأعداد، أجزاؤه ٧٩ تشير إلى اسمه حاسب، وأسماء حروفه ٤٢٨ تشير إلى اسمه شديد المحال وزيادتها على مسماها وذلك اسم ملك الملوك، وله مثلث شريف عددي محيط به مربع حرفي يوضع في شرف القمر، فحامله يرى من عجائب صنع الله تعالى ما تعجز عنه الأوصاف وهذه صورته:

ومن وضع اسم الشمس في مربع عددي ووضع في باطنه اسمه تعالى حي وحمله معه قويت روحه واستدامت صحته ورزق الهيبة والوقار، وهذه صورته كما ترى فافهم ترشد:

الفصل الثالث والتسعون في اسمه تعالى نور

هذا الاسم الجليل الجذاب والسر الجميل الجلاب، من أكثر من ذكره نور الله تعالى قلبه بنور الإيمان، ومن جمع اسمه النور والنافع في وفق وحمله شاهد أمورا غريبة من أسرار الإمداد بالحياة باطنا وبالاسم ظاهرا، وله من العدد ٢٥٦، وهو من الأسماء حروفه في مراتب أعداده، وهو زوج مكعب ناقص عن أصله بواحد يشير إلى اسم جبرائيل عليه السّلام، وإلى اسمين جليلين وهما دائم منعم، وأما أسماء حروفه فتشير إلى اسمه تعالى الفاطر بأل. وقال أبو عبد الله الطرائفي قدس الله سره: متى أبهم على إنسان أمر أو ضل عن طريق فذكر هذا الاسم عدده بصحة عزم ونية صادقة أرشده الله تعالى إلى الطريق وكل ما قصد، ومن أكثر من ذكره أنار الله تعالى باطنه ونور ظاهره، فإن كان صاحب حالة صادقة ظهر النور من قلبه على وجهه وصار يخرج النور من فمه حال الذكر حتى يملأ خلوته وما حولها، وفي ذكره أسرار لأرباب البدايات، وأنوار لأهل النهايات. ومن ذكره في بيت مظلم وعيناه مغلوقتان إلى أن يغلب عليه منه حال شاهد أنوارا عجيبة تملأ قلبه. وهو اسم شريف يصلح لأهل المكاشفات، ومن أضاف إليه البديع وتلا ذلك في خلوته بعد صوم ورياضة إلى أن

الفصل الرابع والتسعون: في اسمه تعالى هادي

الفصل الخامس والتسعون: في اسمه تعالى بديع

يغلب عليه منه حال، على خلو معدة وصفاء باطن، فإنه لم يحتج إلى ضوء سراج، وهو مخصوص بأهل البصائر من أهل الله تعالى، وله مربع جليل القدر تعرفه أهل القلوب الصافية وهذه صورته:

الفصل الرابع والتسعون في اسمه تعالى هادي

هذا الاسم الظاهر العلي والسر الباهر السني الجلي يصلح لكل سالك في سلوكه ما دام مخلصا إلى النور، وهو من الأسماء الجليلة، فإذا وضع في مربع هكذا: ها ألف دال ياء، وحمله وأكثر من ذكره كان موفقا للخيرات في سائر أعماله وأحواله الظاهرة والباطنة، ومن وضعه في خاتم فضة في شرف القمر وحمله معه وفق للأعمال الصالحة، وإذا علق في عنق صبي لا يهتدي إلى الرضاعة فإنه يهتدي لها، ومن ضل عن الطريق فليذكره يهديه الله تعالى لها وإلى الصواب في كل أمر أراد، ومن دخل في ظلمة وقال: يا هادي اهدني فإنه يرشد إلى مطلوبه، وفيه لأهل الأحوال أسرار غريبة وهو من أذكار إسرافيل. ومن كتبه على أترجة أربع مرات في الأولى من يوم الأربعاء، والقمر زائد في النور، وبخرها بورق شجرتها، وتلا عليها الاسم كل يوم خمسين مرة، فإنها لا تزيد ولا تنقص ولا تزيل أبدا وفيه سر جليل للملوك والأكابر. وما أكثر من ذكره ملك حتى يغلب عليه منه حال إلا أطاعته البلاد وانقادت إليه العباد، وفيه معنى بديع لمن أراد أن يرتقي بروحه إلى عالم البقاء من السالكين. وله من العدد ٢٠٠، وهو زوج الزوج والفرد زائد، أجزاؤه ٢٢ يشير إلى اسمه تعالى حسيب، وأما أسماء حروفه فهي ١٢٥ تشير إلى اسمه مفهم لما في الهداية من إفهام الطريق التي ضل عنها، وهذه صورته:

الفصل الخامس والتسعون في اسمه تعالى بديع

هذا الاسم العظيم والسر الكريم يصلح ذكرا لمن أراد إظهار صنعة لم يسبق بمثلها، وذاكر هذا الاسم لا يزال مبدعا في العلوم الإلهية وتنبع العلوم من قلبه على لسانه، ومن استدام ذكره أدرك ما يؤمله من العلوم، وقد واظبت على ذكره مدة وكنت لا أفهم شيئا من العلوم فما مر عليّ مدة إلا وأجرى الله تعالى الحكمة على لساني فصرت أنطق بما لا كنت أعلمه ولا أفهمه. وله من العدد ٨٦، وهو زوج فرد مستطيل، من ضرب أول عدد في أول عدد فتنبهوا لهذا السر العجيب، وهو عدد ناقص، أجزاؤه ٤٦، ففيها علو همة وهي تشير إلى ولاية الفعل الأول. وأما أسماء حروفه فهي ١٨١ تشير إلى اسمه تعالى العليم بأل لأن الإبداع لا يكون إلا عن علم، وله مربع جليل القدر عظيم النفع وهذه صورته:

الفصل السادس والتسعون: في اسمه تعالى باقي

الفصل السابع والتسعون: في اسمه تعالى وارث

الفصل الثامن والتسعون: في اسمه تعالى رشيد

الفصل التاسع والتسعون: في اسمه تعالى صبور

الفصل السادس والتسعون في اسمه تعالى باقي

هذا الاسم العظيم الرباني والذكر الحكيم النوراني ينقش في طالع ثابت لحفظ الأشياء التي يخاف عليها الفساد والبلاء فإنها لا تبلى أبدا. ومن اتخذه ذكرا لا يعتريه مرض طول حياته، وهو المعول عليه في البقاء الأبدي، ولا يكرره ملك من ملوك الأرض إلا ثبت الله تعالى ملكه وسلم من الآفات الرديئة. وله من العدد ١١٣ وهو عدد أول يشير إلى الأحدية والكنية، وأما أسماء حروفه فهي ١٩٦ تشير الى اسمه تعالى رزاق وإذا كان الرزق باقيا فلا أسف على الفالت ولا تعب على الرزق، وأما مربعه فهو هذا:

الفصل السابع والتسعون في اسمه تعالى وارث

هذا الاسم الأكبر الصمداني والياقوت الأزهر الروحاني من أكثر من ذكره وهو يطلب أمرا أو مالا في يد غيره أو شيئا من أقاربه أورثه الله تعالى إياه، إما لقيام من هو بيده أو بقهره عن القيام وهو ذكر جليل القدر يصلح لأكابر المستخلفين وأرباب الوراثة. وقال أبو عبد الله الكافي: من أكثر من ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال صار رئيسا في قبيلته مرادا في عشيرته ويرى في ماله ونفسه وأهله الزيادة وهو من الأسرار المخزونة. وله من العدد ٧٠٧ وهو يدل على شدة وقوة، وهو فرد ناقص، أجزاؤه ١٠٦ تشير إلى اسمه السبوح بأل، وأما أسماء حروفه فهي ٨٤٦ تشير إلى اسمين جليلين وهما: خبير وبصير، وأما مربعه فعلى هذه الصفة كما ترى:

الفصل الثامن والتسعون في اسمه تعالى رشيد

هذا الاسم الشريف والدر اللطيف من أكثر من ذكره حمدت عاقبته في جميع تصرفاته، ومن وضعه في مربع وحمله معه أصلح الله تعالى حاله ظاهرا وباطنا ولا يندم على فعل فعله. وله من العدد ١٥٢ وهو زوج فرد ناقص، أجزاؤه ١٥٠ تشير إلى قولنا هو راحم وأما أسماء حروفه فهي ٦١٧ تشير إلى اسمين جليلين وهما حق مبين، وأما مربعه فعلى هذه الصفة:

الفصل التاسع والتسعون في اسمه تعالى صبور

هذا الاسم الجليل البهي والسر الجميل السني من أكثر من ذكره رزقه الله تعالى الثبات عند المصائب، ولا يعجز عن إتمام عمل ابتدأ فيه، ويصلح ذكرا لأهل المجاهدات ما داموا في تحمل مشاق

الفصل الثامن عشر: في خواص كهيعص وحروفها الربانيات الأقدسيات

الأعمال. ومربعه كغيره إلا أنه يوضع بطالع إحدى البروج الثابتة، وله من العدد ٢٩٨ وهو زوج فرد مستطيل ناقص، أجزاؤه ١٥٢ يشير إلى اسمه صفي، وأما مربعه فهو هذا:

فانظر إلى ختم الأسماء عند هذا الاسم الشريف الذي يذهب الله تعالى به الحزن عن أهل الجنة حيث قالوا الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. إلى قوله. لُغُوبٌ وأما أسماء حروفه فتكتب س ر م د، فتنبهوا لسر الختم بهذا الاسم وافهم هذا الرمز واكتم هذا الكنز وصحح الاعتقاد تظفر بالمراد فإن كل اسم من هذه الأسماء له خواص ورياضة طويلة وشيء لا يدرك بطريق التطويل، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

الفصل الثامن عشر في خواص كهيعص وحروفها الربانيات الأقدسيات

اعلم أيها الطالب الصادق والخاطب الراغب أوصلك الله إلى كيمياء السعادة الأبدية، وسيمياء السيادة السرمدية، أن علم الأسماء علم شريف نوراني وسر لطيف روحاني عول عليه الأكابر من الأولياء العارفين، واعتمد عليه الأفاضل من العلماء كالإمام الغزالي والرازي، وهو من العلوم اللدنية في أصله، والرسوم الكشفية في وصفه، وحقيقة التمسك به والتوجه للطائف ومعارف التجليات الوحدانية الحاصلة لأهل التوجهات الفردانية، والمؤثر في كل ما لها من القوابل الإمكانية، والمتصدي له من محققي العلماء العارفين أكثر من أن يختلج أركانه في عقيدة الجهلاء الغافلين. قال مرآة الأسرار ومركز دائرة الأنوار النبي المختار عليه الصلاة والسلام «إن من العلم كهيئة المخزون لا يعلمه إلا العلماء بالله تعالى، فإذا تكلموا به أنكره أهل العزة بالله تعالى»:

أغار عليها أن ترى الشمس وجهها ... بغير خمار والمحب غيور

فيا إخوان الصفاء ويا خلان الوفاء هذا هو الدر المكنون والسر المخزون والكبريت الأحمر والياقوت الأزهر، إشارته واضحة للعارفين لم يحجبه صدفه الرمز للمتفهمين مخبوء في كتب العماية عن الملحدين، ولا تمسه بسويداء الجاحدين، فيه مشارب للواردين، وفصوله مشارب للسالكين، فخذوه بفهم إن كنتم تفقهون أفغير الحق شاهدا تبغون أم أنتم لا تبصرون، إنما تخبر موارده الذائقون، ولا يعبر به إلا المعبرون، ولا يعمر هياكل الأنوار إلا العالمون عليكم باتباع محكمه، ففيه ذكرى للعالمين وما اشتبه منه فالله خير الفاتحين:

لو عاين الناس من علمه ... لصبوا ببصائر وعيون

ولا تظن أن هذا العلم النوراني والسر الرحماني جرى على اللسان فرسم البنان بل كل حرف منه نوراني مركب مع حرف ظلماني، وانتظمت منه دقيقة سنية ولطيفة هنية، بوضع بديع التركيب ونظم

غريب الترتيب بعد كشف علوم علية وفهوم قدسية وحل رموز روحانية وفك طلاسم كنوز ربانية وتجليات صمدانية وتوجهات وحدانية ومشارب صافية وموارد وافية وأعمال خارقة وأنفاس صادقة، وفهم أسرار عرفانية وآثار نورانية وإشارت عرشية وعبارات صوفية وتلويحات لوحية وتصريحات وهبيّة، وكشف خواص علوم حرفية ورقوم هندية وأوفاق عددية ومعارف لدنية ولطائف فتحية تتوصل بها إلى الحضرة الربانية والوحدة الفردانية بلا بعد في سلوك وسير ولا تعب في طريق منير، فاعلم ذلك وحققه وافهمه ودققه ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

ومن شأنه عزّ وجل أن يؤتي الحكمة من يشاء من عباده وينزل السر على من يشاء من أوليائه، فإن ساعد البسط والزمان، ووافق الضبط والأوان، وأعان التوفيق ووافق التحقيق، واسترحت من الشواغل والهم الشاغل، وزالت النفوس من التشويش والبؤس والتحويش، وجمعت الزمن المتفرق والعلو المستغرق، وأحييت من ساعات عمرك أوقاتا صافية وشرفت من أيام الدهر أزمانا وافية، جلوت فهمك الروحاني عرائس فهومك النوراني، فتشكيل الاجتماع عند كشف القناع من عرائس الأسرار ونفائس الأفكار في الروضة الرحبة الزاهرة والحكمة السندسية الباهرة حيث يتأسف من يقول: ولا صديق حميم ولا شفوق رحيم. فإن ضاق الوقت عن ذلك ومنع المانع السالك فقد أتيتك بها بيضاء نقية بدار سنية حسناء بهية عذراء شهية بصورة يوسفية وسيرة مريمية ونفحة مسكية وفتحة مكية، صحفا مكرمة نقية مطهرة، أبكارا طاهرات أترابا باهرات لم يطمثهن فكر ولا غشيهن ذكر، ولا يمسهن فهم ولا يقربهن وهم، لأن دلها مصون وسرها مخزون واسمها مكتوم ودنها مختوم، ومغناطيسها جذاب وياقوتها جلاب، وروضها عاطر وحبها ثامر، ونهرها دافق وطيرها زاعق، وبرقها لامع وغيثها هامع ونورها طالع، ونجمها زاهر وهلالها باهر ونشوها فاخر وحسنها ظاهر، وسماءها لطائف وأرضها معارف، وغربها أسرار وشرقها أنوار، وقابلها أسماء وصدرها أسناء، ورسمها عجيب ورقمها غريب، وسرها آيات وحصنها تلاوات، ولطائفها شمسية ومعارفها قدسية، وكتابها مكنون وعلمها مصون لا يمسه إلا المطهرون، ولا يتبينها إلا الأولياء العاملون ولا يعرفها إلا الأصفياء الخالصون، ولا يحكمها إلا الحكماء المحققون، ولا ينالها إلا الفضلاء المدققون، ولا يلقاها إلا الصابرون:

تحير الحسن في ملاحتها ... فصار كالعاشقين يهواها

فلمثل هذا فليعمل العاملون وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون.

وأما منافع القرآن العظيم فذكر له فضل بعد ذلك، فليخلص الأعمال بزهو كالبرق الأكبر والياقوت الأزهر. واعلم أن القرآن هو الدر المصون والعلم المكنون والسر المختوم والسر العظيم والكنز القديم والترياق الشافي والدواء الكافي، وهو الجوهر ورموزه وفك طلاسم كنوزه، والخوض في بحار أسراره واستخراج درره العظيمة من أعماق أنواره والوقوف على حقائقه الحرفية والعددية ومنافعه الموجبة وخواصه الفردية والزوجية وأشكاله الوفقية وأذكاره القدسية وأسمائه الصمدانية وأسراره الروحانية وغير ذلك من الأسرار التي لا يطلع عليها إلا الآحاد من الراسخين والكمل من أفراد العارفين

ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. فمنهم قنع بالتفسير اللغوي من اللبوب وبما ظهر عما بطن، ومنهم من غره أمواجه فظفر بالكبريت الأحمر، ومنهم من غاص في عمقه فاستخرج الياقوت الأحمر والدر الأزهر والزبرجد الأخضر، ومنهم من تعلق في آخر سواحله فاستخرج من حيوانها الترياق الأكبر والمسك الأذفر وهو الذي عجز عنه الأولون والآخرون عن معارضته ووقف العاملون في مقام الحصر دون منافعه وهو حبل الله المتين ونوره المبين وصراطه المستقيم وسبيله القويم وكلامه القديم، والبحر الذي لا تنقص عجائبه ولا تفنى غرائبه ولا يدرك صفتها ولا يبلغ الوهم أقصاه، والمميز عن الطيب والخبيث والحلال والحرام لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.

واعلم أن العلماء أربعة: عالم حظه من الله الآخرة، وعالم حظه من الله العلم والمعرفة، وعالم حظه السير إلى الآخرة، وعالم يعلّم السير إلى الآخرة. فالأول مع الله بالله، والثاني يدعو العلم بعلم الله، والثالث يدعو إلى الآخرة، والرابع يدعو إلى علم الآخرة. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «جالسوا اللكن وخالطوا العلماء واسألوا الحكماء لأن بين الفهم والتأويل والتفسير خلافا شهيرا» قال تعالى سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ الآية. قال ابن عباس وغيره: «إني سأنزع منهم فهم القرآن» والعلماء في عبارات القرآن على ثلاثة أقسام: الأول بالتفسير وهو أدناهم، والثاني بالتأويل وهو أوسطهم، والثالث بالفهم وهو أجلّهم، فالتفسير بالتعلم والدراسة والبحث على أقاويل السلف، والتأويل بالهداية والتوفيق، والفهم من الله تعالى والرأي بالعقل والقياس، فأهل الفهم ينطقون بالله تعالى كما قال: «كنت لسانه الذي ينطق به». إلى آخر الخبر. وقال الحكيم: «بدأ الله تعالى على أفواه الحكماء فلا ينطقون بشيء حتى يظهر لهم». وقال بعضهم عند قوله تعالى: وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ ولا محدث وهم أهل الفهم الذين ينطقون في القرآن بالحكمة.

وروي عن بعض الصحابة أنه قال: لأنكم تقرأون ظاهرا وأنا أقرأ باطنا. فالغرض المقصود من ذلك لتعلم شرف الباطن أعني الذين فهموا عن الله تعالى بأسرار التدبير وأنوار التذكير ولطائف التفكير ما أراد الله تعالى في باطن آياته من أطوار إرادته والقرآن العظيم هو الكتاب المكنون والسر المخزون والدر المصون وهو البحر المحيط الذي يسقى منه علوم الأولين والآخرين قال تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ وما من سر من الاسرار إلا وهو محتو فيه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن للقرآن ظهرا وبطنا إلى السبعة أبطن» وقد قال الإمام علي عليه السّلام: «ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تقضى غرائبه وما من آية من القرآن إلا ولها سبع معان ظاهر وباطن وإشارات وإمارات ولطائف وحقائق، فالظاهر للعوام والباطن للخواص، والإشارات لخواص الخواص، والإمارات للأولياء واللطائف للصديقين والمحبين، والحقائق للنبيين، ثم تحت كل كلمة بل تحت كل حرف منه حكم لجاج وبحر عجاج وأفق مواج، فإذا قرأ الشاهد من العارفين والصادق من المحبين أعطي لكل حرف منه ألف فهم، ولكل فطنة ألف فطنة، ولكل فطنة ألف عبرة، والعبرة الواحدة لا يقوم بها من في السموات والأرض، فلذلك قال

فصل في خواص القرآن العظيم والبسملة والفاتحة

تعالى: ومَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا معنى فهم القرآن ومعانيه» وقال بعض العلماء: لكل آية من القرآن ستون ألف فهم وما بقي من فهمها فهو أكثر. قال بعضهم: القرآن محتو على سبعة وسبعين ألف علم. وقال بعض الأكابر من أرباب البصائر: حقيقة القرآن على القوة الحاملة للسموات والأرض وما فيهما من يوم وجودهما إلى يوم عودهما، ولذلك كان اشتراط الساعة ذهابه من صدور الرجال ومصاحبتهم كطي السموات وقبض الأرض فتدبر ذلك والله الموفق.

فصل في خواص القرآن العظيم والبسملة والفاتحة

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن من فهم سر قوله تعالى ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ لظواهر الأجسام، كما فيه الشفاء لحقائق القلوب، ولذلك نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال «شفاء أمتي في ثلاث: آية من كتاب الله تعالى أو كأس من يد حجام أو لعقة من عسل نحل. وقال صلى الله عليه وسلم: «القرآن هو الدر» فافهم ذلك وما أودع الله تعالى في القرآن المكنون والسر المخزون من الجواهر في أصداف حروفه، ومن العجائب في بحره العميق. وقال بعض العارفين: بسم الله منك بمنزلة كن منه. وقال الحسن بن علي «من أحسن كتابة بسم الله الرحمن الرحيم وجوّده تعظيما لله تعالى دخل الجنة». وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أنه قال: سمعت ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول: «لكل شيء أساس، وأساس الكتب كلها القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا اشتكيت أو غفلت، فعليك بالأساس تشف من كل داء. ومن ذكر بسم الله الرحمن الرحيم ٤٨٧ مرة على طلسم وهو بأصوله فيها أبطله لوقته، ومن تلاها العدد المذكور وسأل الله تعالى شيئا أعطاه إياه.

وقال بعض العلماء: من ذكر بسم الله الرحمن الرحيم كل يوم ١٥٠ مرة أطلعه الله تعالى على أسرار العلوم وبواطن حقائقها. فافهم ذلك واعلم أن من أكثر ذكر بسم الله الرحمن الرحيم رزق الهيبة من العالم العلوي والسفلي وما أودع الله تعالى فيها من الأسرار، وفيها اسم الله الأعظم، وهي أول ما خطه القلم العلوي على صفحة اللوح، وهي التي أقام الله تعالى بها ملك سليمان بن داود، وبها أقام الله تعالى شجرة الأكوان وظهر فيها أسرارها. ومن رسم بسم الله الرحمن الرحيم على هذه الصفة بسم الله الرحمن الرحيم، ومنها صورة الرحمن ومن حملها معه أطفأ بها حر النار، ومن كتبها في بطاقة وحملها من به وجع الضرس أو الرأس بشرط أن يضعها على الوجع فإنه يسكن لوقته. وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: «من كانت له حاجة فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة فإذا كان يوم الجمعة يغتسل ويذهب إلى المسجد، فليتصدق بشيء في طريقه وبعد الفراغ من الصلاة يقول: اللهم إني أسألك باسمك العظيم بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم أسئلك باسمك الذي ملأ السموات والأرض واسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت القلوب من خشيته أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأن تقضي حاجتي وهي كذا وكذا ويسميها فإنها تقضى» وكان يقول: «لا تعلموها لسفهائكم فيدعو بعضهم على بعضهم فيستجاب لهم في الوقت».

وينتظم من حروف بسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر إسما عدد حروفها وهي: الله الرحمن الرحيم الرب السلام المؤمن المهيمن الستار الحي المحيي العليم الحنان المنان الحي القيوم البارئ المبين الرحيم الحبيب. ومن وضع هذه الأسماء الشريفة في مربع تسعة عشر في مثلها وحمله معه فإنه لا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه، وفيه اسم الله الأعظم ويكون وضعه رابع الشهر فإنه أبلغ. وقد سأل الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم على ابراهيم وهو في كف المنجنيق فجعل الله عليه النار بردا وسلاما. وحكى الأوزاعي رحمه الله تعالى قال: تخيل لي خيال في الليل فجزعت منه فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم فقال لي: لقد استعذت بعظيم وانصرف عني. وإن كل حرف من بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح اسم من أسماء الله تعالى، فالباء مفتاح اسمه بصير والسين سميع والميم مليك والألف إله واللام لطيف والهاء هادي والراء رازق والحاء حنان والميم مانع ومعطي، وهذه كلها يدعى بها عند افتتاح كل شيء والدعاء بهذه الأسماء مجاب لا محالة، ولو شرعنا في بسط الكلام عليها وما لها من الخواص والعجائب واللطائف لضاق علينا الوقت وكلت الأقلام عن ذلك، وتقدم بعض خواصها، ولها وفق عظيم به محيط مخمس جوفي فمن جمع بين ربعه الحرفي في مربع واحد وحمله، رأى من لطف الله تعالى ما تعجز عنه الأوصاف ولا يدخل تحت حصر، ومن عرف قدره استغنى به عن غيره فإن فيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. والله الموفق وهذه صورته:

وقال ابن عباس أخذ بيدي علي بن أبي طالب عليه السّلام وخرجنا إلى البقيع في أول الليل وقال لي:

اقرأ يابن عباس قال: فقرأت بسم الله الرحمن الرحيم فأخذ يتكلم في الباء ومقتضاها إلى طلوع الفجر فافهم ذلك واللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ الآية. وقال صلى الله عليه وسلم: «أعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش» وقال صلى الله عليه وسلم:

«من أتى إلى منزله وقرأ سورة الفاتحة والإخلاص نفي عنه الفقر وكثر خيره». وقال صلى الله عليه وسلم: «فاتحة الكتاب شفاء من كل داء». واعلم أن من فهم سر الحمد أول الكتاب العزيز وهي السبع المثاني فهم سر حمد الجنة، ويتصل حمد الكتاب بحمد الجنة. وقال الإمام علي عليه السّلام: «لو شئت أن أوقر من تفسير البسملة وفاتحة الكتاب سبعين بعيرا لفعلت» وقال بعض الأكابر: في هذه السورة ألف خاصية ظاهرة وألف خاصية باطنة. وقال مسلمة قاسم بن إبراهيم: أم الكتاب هي رأس القرآن وعماده، وفيها خمسة أسماء وهي التي شرف الله تعالى بها هذه السورة على غيرها من السور، وفيها إسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. وهذه الأسماء الشريفة قال أهل العلم بالله تعالى إنها في اللوح المحفوظ

كما هي في أول القرآن وهي مكتوبة في سرادقات العرش والكرسي، وكلماتها كثيرا تشير إلى حروف المعجم وإلى فواتح السور، وعدد حروفها ١٠٢٣ حرفا وذلك عدد اسمه صلى الله عليه وسلم محمد، محمد ألف الأنبياء، وأحمد همزتها لمحمد عبد الله وأحمد عبد الرحمن.

لطيفة: الشهر تسعة وعشرون يوما والثلاثون تارة تثبت وتارة لا تثبت لأنها في مقابلة آمين وهي سنة لا واجبة فافهم ذلك، لأن واو الحمد لله في العطف هي قطب دائرتها ومحور أسمائها إذ هي الله الشفيق العددي الحرفي والشفيق العلمي لأنها تشير إلى مقام الولاية أي هي أشرف المقامات وهي منزلة من إحدى وعشرين حرفا، وقد سقط منها هذه الأحرف السبعة (ث ج خ ز ظ ش ف)، هؤلاء يسمون سواقط الفاتحة، وقد أنزل في الكتاب الأول أن من قرأ سورة خالية من هذه الأحرف السبعة التي هي السواقط حرمه الله تعالى على النار وقد اجتمعت في آيتين كريمتين في سورة الأنعام. واعلم أن الحروف السواقطة أمان من الظلمة، وقال بعض العارفين: من كتب سورة الفاتحة في جام زجاج، بقلم من ذهب في الساعة الأولى من يوم الجمعة، بمسك وكافور ومحاه بماء ورد ووضعه في قارورة ومسح به وجهه عند دخوله على الملوك والأمراء، فإنه ينال القبول والمحبة بإذن الله تعالى. وإذا كتب في إناء طاهر ومحي بماء وغسل به المريض وجهه شفي بإذن الله تعالى. وإذا كتبها لكثير النسيان في إناء من زجاج ومحاها بماء ورد، وشرب منه أياما زال نسيانه وحفظ كل ما سمع. وفي خبر صحيح: من أراد أن يشفى من كل ضعف في بصره أو رمد أصابه، فليقابل الهلال أول ليلة أو الثانية أو الثالثة فإذا رآه فليمسح بيمينه على عينيه، وهو يقرأ أم القرآن عشر مرات يبسمل في كل مرة ويؤمن في آخرها، ثم يقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات ويمسح على عينيه ويقول: شفاء من كل داء برحمتك يا أرحم الراحمين سبع مرات فإن الله سبحانه وتعالى يعافيه من كل داء في بصره وكل مرض أصابه والله على كل شيء قدير. وعن أنس رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا وضعت جنبك تقرأ فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت» وقد أفدناك من طرائف ما عندنا وأهدينا إليك من غرائب ما لدينا من هذه الجواهر المصونة واليواقيت المخزونة فاستجلب ما عند ربك وكاتبك من خير وما تؤمله من هداية وبر، تقرأ السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أمرت بقراءتها في كل صلاة.

وأخبرك الصادق عليه الصلاة والسلام بأنه ليس في التوراة والإنجيل والزبور مثلها وهذا تنبيه بل تصريح أن تكثر من قراءتها وذكرها لما تضمنت من الفوائد وخصّت به مما لو سطر لكان فيه أوقار الجمال فافهم ذلك. وقال عبد الله بن مسعود «اشتكيت من وجع عيني للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: انظر في المصحف فنظرت فيه فعافاني الله تعالى. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: في كل كتاب سر، وسر الله تعالى في القرآن في أوائل السور. وقال علي عليه السّلام «إن لكل كتاب صفوة، وصفوة القرآن حروف التهجي».

وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الر وحم ون فقال: اسم الرحمن على الهجاء. وقيل هما اسم القرآن قاله السدي والكلبي وقتادة. وقيل: إنها حروف أقسم الله تعالى بها قاله ابن عباس وعكرمة.

وقيل: إن كل حرف فيها يدل على أسمائه وصفاته. وقال ابن عباس رضي الله عنهما «الم الألف إشارة

إلى أنه أول، واللام إشارة إلى أنه لطيف، والميم إشارة إلى أنه مالك. وقيل: إن بعض هذه الحروف يدل على بعض أسماء الذات وبعضها على بعض أسماء الصفات، وقيل الألف آلاؤه واللام لطفه والميم مجده. وقال الضحاك: الألف عن الله واللام عن جبريل والميم عن محمد. وقال بعض العارفين: معناه في الميم منى. وقيل: إن بعضها يدل على أسماء الله تعالى، وبعضها على غير أسماء الله تعالى. وقال بعض أرباب الحقائق إن هذه الحروف جعلها الله تعالى حفظا للقرآن من الزيادة والنقصان وهي المشار إليها في قوله تعالى: إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ وقال بعض أرباب الحقائق: إن الحروف التي يتلفظ بها ثمانية وعشرون حرفا شطرها حروف النور وشطرها حروف الظلمة، وحروف النور هي: الألف والهاء والصاد والسين والكاف والعين والراء والطاء والهاء والنون والميم والقاف واللام والياء وما عداها حروف الظلمة. وقد كانت الحكماء تكتب هذه الأحرف في أجساد الأصنام حتى يخضع لها من رآها بالعبادة من هيبتها لأمور اعتادوها. ومن نقش هذه الأحرف النورانية والأسرار العرفانية في فص خاتم من جسم شريف في مربع أول شهر رجب ولبسه، فإن كان خائفا أمن، وإن دخل به على سلطان أكرمه وقضى حاجته، وإن مسح به على رأس غضبان زال غضبه، وإن وضعه في فمه وهو ظمآن روي، وإذا نقعه في ماء المطر وشربه قوي فهمه وجاد حفظه، وإذا لبسته امرأة عازبة تزوجت ورغب فيها الخطاب، وإذا وضع على رأس مصروع أفاق بإذن الله تعالى وإن حملته امرأة وهي تطلق وضعت حالا بإذن الله تعالى، ومن طبع به على كندر وبخر به مسحورا زال سحره بإذن الله تعالى وهذه صورته كما ترى فافهم ترشد.

وهذه هي الأحرف كما ترى فافهم ترشد: الم الر كهيعص طه طس يس ص ق ن، فمن نقشها على الترتيب الإلهي وهي: (الم كهيعص طس حم ق ص ن) في خاتم من فضة والطالع الثور وحمله معه قضيت حوائجه ورأى من عجائب لطف الله تعالى ما لا يدخل تحت حصر والله الموفق. وقال الشيخ أبو الحسن الحراني رحمه الله تعالى: فتبصر في دفع السموم على الحروف التي في أوائل السور. وقال بعض أهل العلم: إني وقفت على سطور عن عبد الرحمن بن عوف الزهري أنه كان يكتب هذه الأحرف على ما يريد حفظه من الأموال والمتاع فيحفظ. وذكر عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أنه قال: اللهم احفظ آل محمد بالنصر، والثانية بالمص وكهيعص وحمعسق وق والقرآن المجيد ون والقلم وما يسطرون.

وكان الإمام الكمال رحمه الله تعالى إذا ركب في الدجلة يقرأ هذه الأحرف التي في أوائل السور، فسئل عن ذلك فقال: ما قرئت أو وضعت في متاع في بر أو بحر إلا حفظ ذلك المتاع وتاليها وحاملها في نفسه وماله وأمن من الغرق والتلف. وكان بعض العلماء إذا أراد سفرا في البحر كتب هذه الأحرف في رق أو شقفة، فإذا هاج البحر ألقاها فيه فركد بإذن الله تعالى. وكان بعض الصالحين يسافر ومعه حروف

المعجم التي في أوائل السور فسئل عن ذلك فقال: ظهر لي بركته، وبها يحفظني الله تعالى ويوسع عليّ رزقي ويحفظني عند العدو واللص والسبع والحشرات حتى أعود إلى أهلي. وذكر عن بعض الصالحين أنه كان عنده جارية فقامت من النوم وبالت في موضع لم تعتد فيه البول فصرعت، فقام سيدها وقال:

حم عسق ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ فسرى الجني ولم يعد إليها. ومن نقش الحروف النورانية في شكل مدور من فضة والطالع الثور وفيه القمر وأمسكه عنده فإنه لا يخلو من نفعه.

وقال الإمام علي عليه السّلام: «رأيت الخضر عليه السّلام قبل وقعة بدر بيوم واحد فقلت له: علمني شيئا أنتصر به على الأعداء فقال لي: قل بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بحق الم والم والمص والمر والر وكهيعص وطه وطسم وطس وطسم ويس وص وحم وحم وحمعسق وحم وحم وحم وحم وق ون يا من هو هو يا من لا إله إلا هو اغفر لي وانصرني إنك على كل شيء قدير. وهذا سر جامع ونور لامع توضع في يوم الخميس في أول ساعة شكلا مخمسا في معدن رفيع كالذهب والفضة أو رق، وتكتب فيه كهيعص حم عسق ٥ مرات، ثم تقول: اللهم يا هادي يا كريم يا عليم يا باقي يا إلهي اقض حاجتي وهي كذا وكذا، أو ما يتعلق بالآخرة والجنة فإنه ينال ما يريد. وأما كهيعص ففيها سر مكنون، فالكاف من كافي والهاء من هادي والياء من يا باري والعين عليم والصاد صادق كذا روي عن عبد الله بن عمر وابن عباس وقيل: كان عبد الله بن عباس إذا دعا يقول: يا كافي يا هادي يا بارئ يا عليم يا صادق افعل لي كذا، وقيل هو اسم الله الأعظم. وإذا أردت قبولا عند الأكابر أو غيرهم أو شخص معين يقضي حاجتك، فخذ رق ظبي واكتب فيه هذا الوفق الآتي وبخره بمصطكى ومحلب وعود وضعه في رأسك أمامك فكل حاجة توجهت فيها تقضى وينصرك الله على أعدائك. وقد قال فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام شعرا:

عشرون حرفا لمعان جمعت ... خمس وخمس صورتين تكملت

ترى السر فيها إن سألت معلما ... يراك إذا فيها معان تشرعت

فمنها قضا الحاجات قد شاع ذكرها ... ومنها لرد الخصم إذ هي جربت

تكلم أهل العلم فيها بأسرهم ... وقالوا حصنت ذا السر الذي أنظمت

ومن رسمها في فص خاتم في الأولى يوم الجمعة في قوة الهلال ووضعه في أصبعه كان له قبول وبهجة، وهو الشكل الذي وضعه أبو يعقوب الكندي للقبول عند سائر الخلق، يكتب في حريرة صفراء والطالع المشتري ويحملها ينال الحظ الوافر عند الخلق بقدرة الله وهذه صورته:

ومن رسمها في خاتم في شرف الزهرة من فضة وحمله رزق الهيبة والمحبة والقبول، وإذا تختم به من به نزيف انقطع عنه، وإذا جمع بين وفقه العددي والحرفي كان أسرع للإجابة. وقال بعض الصالحين: لما بعث النبي عليه السّلام وأنزل عليه حم عسق كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ علمت أن في ذلك سرا لطيفا فاتخذته وجربته عند المخاوف والشدائد، فرزقت ووقيت الخوف والشدائد. وكان علي يدعو بها في الشدائد يقول: اللهم يا كهيعص ويا حمعسق اغفر لي وارحمني. وكان يقول: لا يدعو أحدكم بهذا الاسم إلا استجيب له وقضيت حاجته وهذه صورته:

ومن جمع بين كهيعص وحم عسق في وفق معشر حرفي ويكون في شرف القمر في صحيفة فضة يرى ما تعجز عنه الأوصاف، وفيه سر بديع لقضاء الحوائج فتدبره، فهو المغناطيس الأكبر والكبريت الأحمر، وهذه صفته كما ترى فافهم ترشد والله تعالى اعلم:

وهذا دعاؤه تقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بكهيعص حمعسق أن تكفيني كل عظيم وأن تصرف عني كذا وكذا يا رب العالمين ومما يناسب هذا الوفق الخمس آيات وهي كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ وكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظّالِمِينَ -إلى- يُطاعُ عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ الآية،

ص والْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وشِقاقٍ وخواصها كثيرة. قال الشيخ زين الدين الكافي: إنها تخرج المسجون من السجن، وتطلق الأسير، ولها تصاريف كثيرة جدا. ويناسبها من الأوفاق وفق الزهرة وهو ٥ في ٥ بالنسبة الحرفية العددية فجعلناها لهذه الآيات الجليلة الشأن، فالزهرة كوكب سعيد يلائم السعد الأكبر في السعادة والاعتدال، وتعمل بطبعها في العود والزيادة والسعادة والحياة الطيبة وزيادة المحبة والأفراح والأصداق أضافوا لها هذا الوفق بالسر الإلهي المخزون الطاهر العظيم، وأضلاعه عشرة أسماء من أسماء الله الحسنى في سورة الفاتحة ٥، وفي سورة الأنعام ٥ فتدبر هذا الكنز القديم والرمز القويم. وقال بعض العلماء: إذا أردت إحضار شخص غائب، فاقرأ الخمس آيات ٦٠ مرة بصفاء قلب وجمع همة واطلبه فإنه يحضر. وأما طه فاسم محمد عليه السّلام. وله من العدد ١٤ وهو عدد نصف منازل القمر وهو حجاب أكبر نافع لكل ما تريد. وإذا كنت خائفا من جبار أو سلطان خذ من الأرض ٥ حصيات تقرأ على الأولى ك، وعلى الثانية ه‍، وعلى الثالثة ي، وعلى الرابعة ع، وعلى الخامسة ص، ثم ترمي الأولى عن يمينك وتقول قَوْلُهُ والثانية عن يسارك وتقول الْحَقُّ والثالثة خلفك وتقول ولَهُ والرابعة بين يديك وتقول الْمُلْكُ ثم تضع الخامسة فوق رأسك وأنت تقول كهيعص حم عسق أمسك عليك لسانك يا فلان بن فلانة بحق الاسم العظيم، وبحق هذه الأسماء الشريفة كهيعص حم عسق صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ فإن الله يعقد لسانه عنك، وهذا من السر المخزون. وإذا كنت في مكان مخيف تخط بإصبعك في الأرض من وراء ظهرك خطا وأنت تقرأ، حتى تقفل عليك دائرة عند تمام الأحد عشر ثم اسكت ولا تتكلم، فإن الله يعمي عنك الأبصار ولو دخل عليك الثقلان لما رأوك بقدرة الله تعالى. وقال بعض العارفين: تقرأ هذه الآيات ٧٠ مرة عند الدخول على حاكم أو قاض أو ظالم أو غيره، فإذا كان آخر العدد من الستين تقول: ك وتعقد أصبعا من اليد اليمنى، ه‍ وتعقد أصبعا ثانيا، ي وتعقد أصبعا ثالثا، ع وتعقد أصبعا رابعا، ص وتعقد الخامس، وتفعل ذلك باليسرى من حم عسق على كل أصبع فتصير اليدين منطبقة فادخل عليه وافتحها في وجهه ترى عجبا من عجائب الله وهذه صفته بالوجه الثاني كما ترى:

كماء أنزلناه من

يوم الآزفة إذ

هو الله الذي

علمت نفس ما أحضرت

ص والقرآن

الله فاطر

السماء فاختلط

لا إله إلى هو

إذ القلوب لدى

علمت نفس ما أحضرت

ذى الذكر

رب قادر

به نبات الأرض

عالم الغيب والشهادة

الحناجر كاظمين

الجوار الكنس

بل الذين

رحمن لطيف

فأصبح هشيما

هو الرحمن الرحيم

ما للظالمين من

والليل إذا عسعس

كفروا في عزة

رحيم خبير

تذروه الرياح

الرحيم هو الله الذي

حميم ولا شفيع

والصبح إذا تنفس

وشقاق

الله قاهر

السماء فاختلط

القلوب لدى

لا إله إلاّ هو

فلا أقسم بالخنس

ذى الذكر

رب قادر

به نبات الأرض

عالم الغيب والشهادة

الحناجر كاظمين

الجوار الكنس

بل الذين

رحمن لطيف

فأصبح هشيما

هو الرحمن

ما للظالمين

والليل إذا عسعس

كفروا في عزة

رحيم خبير

تذروه الرياح

هو

حميم ولا شفيع

والصبح إذا تنفس

وشقاق

مالك قاهر

كماء أنزلناه من

لا إله إلا هو

يوم الآزفة

علمت نفس ما أحضرت

ص والقرآن

الله فاطر

به نبات الارض

الحناجر

عالم الغيب والشهادة

الجوار الكنس

بل الذين

رحمن لطيف

فأصبح هشيما

هو الرحمن

ما للظالمين من

والليل إذا عسعس

كفروا في عزة

رحيم خبير

تذروه الرياح

الرحيم

من حميم ولا

والصبح إذا تنفس

وشقاق

مالك قاهر

كماء أنزلناه من

الله الذي

علمت نفس ما أحضرت

الآزفة إذ

والقرآن

الله فاطر

السماء فاختلط به

عالم الغيب والشهادة

إذ القلوب لدى

فلا أقسم بالخنس

ذى الذكر

رب قادر

فأصبح هشيما

كاظمين ما للظالمين

هو الرحمن

والليل إذا عسعس

كفروا

رحيم خبير

تذروه الرياح

الرحيم

حميم ولا شفيع

والصبح إذا تنفس

وشقاق

ملك قاهر

كماء أنزلناه من

هو الله الذي

شفيع يطاع

علمت نفس ما أحضرت

ص والقرآن

الله فاطر

السماء فاختلط

لا إله إلا هو عالم

فلا أقسم بالخنس

القلوب

ذى الذكر

رب قادر

نبات الارض

هو الرحمن

الحناجر كاظمين

الجوار الكنس

إن الذين

رحمن لطيف

٥ Lتذروه الرياح

من حميم ولا شفيع

الرحيم

والصبح إذا تنفس

في عزة وشقاق

مالك قاهر

كماء أنزلناه من

هو الله الذي

يوم الآزفة

علمت نفس ما أحضرت

ص والقرآن

الله فاطر

السماء فاختلط

لا إله إلا هو

يوم الآزفة

والصبح إذا تنفس

ذى الذكر

رب قادر

به نبات الارض

الغيب والشهادة

الجوار الكنس

لدى الحناجر

بل الذين

رحمن لطيف

فأصبح هشيما

الرحيم

ما للظالمين من

والليل إذا عسعس

كفروا في عزة

رحيم خبير

وقال بعض العارفين: من قرأ الخمس آيات وهو جالس على الأرض ثم يديره من وراء ظهره بإصبع يده الشاهد حتى يقفلها أمامه، ثم يقول: يا خدام هذه الآيات والأسماء بحقها عليكم إلا ما أخفيتموني عن الناس والخلق أجمعين. ثم تسكت ولا تتكلم فإنك تخفى ما دمت ساكتا. ومن أكثر من ذكره وقرأ هذه الآيات وكان صاحب حالة صادقة شاهد من صنع الله ما تعجز عنه الأوصاف. واعلم أن وضع هذه الأسماء وهم ١٤ أسرج من الحروف النورانية في فواتح السور وهي هذه: الله لطيف ملك مالك كافي عليم ميسر رحمن طيب سلام حي قيوم نور هادي في مربع على صحيفة من ذهب في شرف الشمس أو بيتها وحملها منه ارتفع ذكره وعلا قدره وانبسط سرّه وانشرح صدره، وهي من الأسرار المخزونة وهذه صورته كما ترى:

...

ومن ذكر هذه الأسرار النورانية ٥٦ مرة وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ١٣٧ مرة فإنه لا يطلب من الله شيئا إلا أعطاه إياه، وفيه سر غريب للملوك وأصحاب الرياسة وطلاب المراتب وما أكثر من ذكرها ملك إلا اتسع ملكه وكثرت رعيته ونفذت كلمته وانقادت له الرقاب، وفيه اسم الله الأعظم وكنزه الأكبر فتدبره فإنه من الأسرار الربانية. واعلم أن لكل اسم من هذه الأسماء تصريفا خاصا به وعدده، فمن جمع بين

حروف كل اسم وعدده في وفق وحمله معه وأكثر من ذكره كشف الله له به الستر، ومهما كان العدد فردا ففعله يقتضي الإفراد وإذا كان زوجا ففعله يقتضي الائتلاف وأشاهد بما يظهر أمره، ومهما وافق اسم ذات العددي والحرفي وكسره وصوره كان اسما أعظم في حقه يفعل به ما يفعل بالاسم الأعظم.

واعلم أن لكل اسم من الأسماء آيات من القرآن تناسبه، وقد رتبت هذه الأسماء ترتيبا آخر وسميتها لطائف.

اللطيفة الأولى: عشرة أسماء أمان للخائفين وأنس للمستوحشين وإطلاق للمسجونين وهي:

الرحمن الرحيم الرؤوف العفو المنان الكريم ذو الطول والإكرام.

اللطيفة الثانية: منبع العلوم الجميلة ولطائف الأسماء الجليلة وأجل الأسماء في المناجاة، فمن عمل بها واتخذها ذكرا دائما فتح الله عليه وبورك، وسخر له العلوم والعقل وحصل له بها الكشف وهي ٦ أسماء: العظيم الحليم الخبير المبين الهادي علام الغيوب.

اللطيفة الثالثة: وهي شطر من الاسم الأعظم، وفيها دفع الوسواس وغلبة الشهوة ودفع الذم من الأمور العظام، ولها وفق التسخير، وفيها نفع عظيم وهي ثمانية أسماء: الملك القادر العلي العظيم الغني المتعال المهيمن الكبير.

اللطيفة الرابعة: للهيبة والجبروت وهي شطر من الاسم الأعظم المخزون، وبها يفعل الخلائق لجمع المفترق وتفريق المجتمع، فمن داومها دفع الله عنه كل مؤلم، ومن بغي عليه نصره الله، وتصلح ذكرا بين يدي كل جبار وعظماء الخلق الأكابر والملوك ولا يزالون سالمين ولا ينالهم مكروه، ويسخر الله له الحيوانات الثمانية والقلوب القاسية وهي عشرة أسماء: العزيز القوي القادر ذو القوة المتين المقتدر الجبار المتكبر القاهر القهار.

اللطيفة الخامسة: فيها اسم الله الأعظم ولها إلهام لأهل المكاشفات، وهي من أعظم الأذكار، وما استدام أحد ذكرها إلا يسر الله له المطلوب ورزق المرغوب. ومن ذكرها نصف الليل شاهد العجائب، ومداومتها تفتح الأسرار، وفيها حفظ النفس والجسم من الآلام وقهر الأعداء وهي من الأسرار وفيها حفظ المكتوبة، ولا يستديم ذكرها أحد إلا ورأى من أمور العالم العلوي أشياء جليلة ويفهم أسرار الملكوت، ويسخر له كل عالم وهي الكلمات التامات وهي عشرة أسماء وهي: المحيط العالم الرب الشهيد الحسيب الفعال الخلاق الخالق البارئ المصور.

اللطيفة السادسة: لها خواص في حفظ العلوم وأصحاب القوى ولأهل المعرفة، بها مناجاة وإظهار وتطهير قلوب الزهاد من أغيار النفس وفيها لأنواع النفس، ومجاري التقدير وهي ١٠ أسماء:

الباطن الحفيظ الكامل المبدئ المعيد المحيي المميت المجيد الصادق الواسع.

اللطيفة السابعة: وهي من أعظم الأذكار وينفع لذاكرها الشفاء، فيها اسم الله الأعظم، ومن لازمها نصف الليل شاهد العجائب، ومن عرف كيفية أقسامها استغنى بها غناء الأبد وكانت له وسيلة

القرب إلى الحق وهي ١٠ أسماء: الوهاب الباسط الحي القيوم النور الفتاح البصير العزيز الودود الواسع.

اللطيفة الثامنة: لها سر عظيم لطالب الأسباب وبث النعم، وتنفع لتيسير العسير من الرزق، وتقبل الوجوه إليه بالبركة من الكسب، وتسخر له كل من يطلب منه حاجة، وتصلح لأرباب البدايات فإنها عظيمة وهي ٩ أسماء: التواب الغافر الحسيب الوكيل الكافي الرزاق السلام المؤمن السريع.

اللطيفة التاسعة: وهي ١٥ إسما في عالم الملك والملكوت وسر المقدور، والعالم العلوي والسفلي، من استدام ذكرها مع خلو المعدة شاهد من نفسه علو الهمة والدفع إلى الأمور الباطنة ما لم يعلم من نفسه وأقبلت عليه النفوس وتنقلب له القلوب انقلابا لطيفا، وإن كان خائفا أمن وإن وسع طالبه الوقت وهي: المحيي المميت القابض الباعث الوارث الشافي البر الجواد المحسن المنعم الأول الآخر الظاهر الباطن القدوس لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. واعلم أن هذه اللطائف سريعة التأثير وينبغي أن ينقش كل لطيفة على خاتم ذهب وفصه فضة، وإما أن يكون في فص خاتم من جنس واحد، فإذا أردت الذكر بلطيفة منها تختم بخاتمها واذكرها تسرع التأثير لكل ما تريد، ويكون بعد صوم ورياضة تظفر بما تريد.

قوله تعالى: وإِمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ -إلى- مُبْصِرُونَ هذه الآية للوسوسة والخوف والفزع وحديث النفس والخيال والوصف، فمن حصل له شيء من ذلك فليكتبها بماء ورد وزعفران يوم الجمعة في ٧ ورقات عند طلوع الشمس، ويبلع كل يوم ورقة ويشرب عليها جرعة من الماء يزل عنه. قال عليه السّلام: «يأتي أحدكم الشيطان فيقول من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ويتنبه». وفي رواية: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله فمن خلق الله. فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله. وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وجد من هذا الوسواس شيئا فليقل: آمنا بالله وبرسوله ثلاثا فإنه يذهب عنه». وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ فقال عليه السّلام ذلك شيطان يقال له خبزب فإذا أحسست به فتعوذ بالله تعالى منه واتفل على يسارك ثلاثا. ففعلت فذهب عني. وهو أي خبزب بخاء معجمة وباء ساكنة وزاي ثم باء موحدة، واختلف العلماء في ضبط الخاء، فمنهم من فتحها، ومنهم من كسرها، ومنهم من ضمها. وروى أبو داود عن ابن زميل قال قلت لابن عباس «ما شيء أجد في نفسي قال: ما هو قلت والله لا أتكلم به.

قال شيء من شك وضحك، فقال ما نجا منه أحد حتى أنزل الله: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الآية ثم قال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم». وقال بعض العلماء: يستحب قول لا إله إلا الله لمن ابتلي بالوسوسة في الوضوء والصلاة وشبهها فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس، ولا إله إلا الله رأس الذكر، ولذلك اختار السادة طريقة السالكين، وتأديب المرتدين بقول لا إله إلا الله لأهل الخلوة، وبأمرهم بالمداومة عليها. وقالوا أنفع

فصل في تأليف القلوب

علاج لدفع الوسواس الإقبال على ذكر الله والإكثار منه. قال الشيخ أحمد الخوارزمي: شكوت إلى أبي سليمان الداراني الوسواس فقال: إذا أردت أن ينقطع عنك في أيّ وقت أحسست به فافرح فإذا فرحت به انقطع عنك فإنه أبغض شيء إلى الشيطان سرور المسلم المؤمن، فإذا اغتممت به زادك. قال الشيخ محيي الدين: وهذا يؤيد ما قاله بعض العلماء: إن الوسوسة يبتلى بها من كمل إيمانه، فإن اللص لا يقصد بيتا خربا. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: من قال كل يوم ٧ مرات فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ الآية كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته صادقا كان أو كاذبا. وفي رواية: لم يمت هدما ولا غرقا ولا ضربا بحديد. وعن الليث بن سعد أن رجلا انكسرت فخذه فأتاه آت وقال له ضع يدك حيث تجد ألمك وقل حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ فحسنت فخذه وعوفي. ومن خاصية هذه الآية أن من كتبها وعلقها عليه لم يقف لحاكم إلاّ وقضى حاجته.

فصل في تأليف القلوب

يكتب ٧ مرات يا الله، و ٧ مرات يا رحمن و ٧ مرات يا رحيم ألن قلب فلان ابن فلانة واجعل لي عنده الرأفة والرحمة والحنان والقبول فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَولَمْ تُؤْمِنْ. إلى. حَكِيمٌ كذلك يأتي فلان ابن فلانة خاضعا ذليلا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يكتبها بالزعفران والفلفل والرصاص وتدور بها على رأس من شئت ٧ مرات ما تيسر عليك في حال نومه أو في حال يقظته بالقرب كالزوجة والزوج وما أشبهها وإن كان مما لا يتوصل إلى رأسه فتدوره على بعد منه حيث تراه ولا يراك وأنت تكبر على كل دورة مرة تقول الله أكبر ٧ وتحمله معك فإنه برحمة الله يتبعك وينقاد لك تكتبها يوم الخميس عند طلوع الشمس في حرزه والله أعلم.

فصل: هذا الاسم السريع أهل هلاله الذات واللوح والقلم يا بر يا وصول أوصل كذا إلى كذا وأوصل المودة بينهما بهلطيف سليطيع اسماطون اطوان هكش يوقش هيورش بهليور الاركياظ هيورش باروش الشق الشقوم مهراتش بشلحط بعد فقوس بعلشاقوم علشاقش مهراقش أجيبوا أيتها الأرواح العظام بالاسم المخزون المكنون أجب يا سالم يا ميمون. يكتب يوم الأربعاء بماء الحبق النهري القرنفلي والزعفران وماء الورد الطيب في أوراق القصب مع اسم من أردت، وتعلقها في الريح وتبخرها بلبان ذكر، وليكن غذاؤك أيام الخلوة الخبز والزيت والزبيب، ومدة الخلوة ٧ أيام في مكان خال من الناس في معتكف صالح، وتصوم يومك وتفطر على ما ذكرته من غير شبع وتذكر عقب الصلوات وتصرفها فيما شئت من صرع القرين وصرفه وجلب الغائب وانقلاب الكاغد ذهب أو فضة، وكل ما أردت ولا تطلع على سرك أحدا تبلغ الأمل. وهذا خاتم الطاعة، وفيه الاسم السريع والطالع الرفيع تكتبه في ١١٨٠ اسما، وذلك الذي تكتب فيه الطالع وهذا العدد اجتمع في ٣ أحرف، ويكون فيه تقديم وتأخير فافهم، فللحيطان آذان وتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ وهذه صفة الخاتم:

فصل: تكتب هذه الأسماء في وسادة للمتباغضين من الزوجين وهي أسماء أم موسى يوم الجمعة عند جلوس الإمام على المنبر، أو شرع في الأذان الأول بالزعفران وماء الورد والطيب والقرنفل مفروكا في ماء ورد ثم اطو الكتاب، وتضمخه بالغالية وتجعل الكتابة في جوف الوسادة التي ينامان عليها فإنهما يتحابان وهذا ما تكتب: طسوم ٢ عيسوم ٢ علوم ٢ كلوم ٢ حيوم ٢ قيوم ٢ ديوم ٢ سبحان من بذكره تطمئن القلوب اطمئن يا قلب فلانة بنت فلان أو فلان بن فلانة كما أصلحت بين محمد صلى الله عليه وسلم وأنصاره، اللهم يا من أدخل محبة يوسف في قلب زليخا، ويا من أدخل محبة موسى في قلب آسية بنت مزاحم أدخل محبة كذا وكذا، في قلب كذا وكذا، اللهم يا من أدخل محبة محمد صلى الله عليه وسلم في قلب خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر أدخل محبة كذا وكذا في قلب كذا وكذا كما أدخلت الليل في النهار، والنهار في الليل، والذكر في الأنثى لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإن شئت تكتبها بعد طلوع الشمس من يوم الجمعة.

فصل: وسئل ذو النون المصري عن أسماء أم موسى فقال: الروايات فيها كثيرة، والذي صح عندنا، أن تدعو بهذا الدعاء وتصوم ٧ أيام ولا تكلم أحدا، وتتصدق كل يوم على ٧ مساكين، وتبخر كل يوم مسجدك بكرة وعشية باللبان الذكر والعود، وبعد كل صلاة ٧ مرات فإذا تم ذلك، فتقرأه في نفسك ولا تدعو به على قفل ولا سلسلة ولا على غلق إلا وقد فتح لك أسرع من طرفة عين وهذا هو تقول: «بسم الله الرحمن الرحيم رب هلبا بنت رغيا المؤمنة الصديقة أم موسى عليه السّلام، وبالله العزيز الحكيم الكبير المتكبر المهيمن العظيم الرحمن الرحيم الذي يفتح به الأطباق، واستنارت بنوره الآفاق، وفتحت به الأقاصي، افتح هذا القفل أو هذا الغل». وإن شئت قلت: افتح قلب كذا وكذا بمحبة كذا بالله العزيز المتكبر الكبير المهيمن العظيم وقيل في رواية أخرى: إن أسماء أم موسى تحل القيود والأقفال وغير ذلك وهي: طسوم ٢ أيوم ٢ حيوم ٢ قيوم ٢ دائم ٢ ديّوم ٢. اللهم يا من فتح السماء بالمطر الغزير افتح القيد والأغلال والقلوب إنك على كل شيء قدير، اللهم اشبيه اشبيه اشبيه وشبيه وذيدوح ديدح وطاحول محيل له ومكائد وسلام وما يوحى ومحللوت دام احراره جنودها حابوره يوه ده يديحا وحابليب جانونة مردوده فان مح معح طفف لفف كهف سهف فعيل ياليطا وطيا طيا لكزبره إلا ما توكلتم وأجبتم وأطعتم الله ورسوله وقدرته وسلطانه، افتحوا هذا القفل وإن كان من الحديد طيروه وإن كان من مفرق أو نحاس أو عود فاكسروه بحق هذه الأسماء عليكم، وإن شئت قلت افتحوا قلب كذا بالمحبة والمودة إلى كذا.

فصل في ذكر خاتم سليمان عليه السّلام: اعلم أن من تختم به وحفظه من المعصية، طاهر الثوب والبدن، صموت اللسان، تاركا للمعاصي ملازما للطاعات، متيقنا في الله عز وجل وهو خاتم الطاعات لا يمسه إلا عزيز. قال وهب بن منبه: كان خاتم سليمان عليه السّلام على أربعة أطباق، وفوق كل طبق مكتوب على الجانب الأيمن: أنا الله لم أزل، وعلى الجانب الأيسر: أنا الله الحي القيوم، وعلى الثالث أنا الله العزيز لا عزيز غيري وعزيز من ألبسته خاتمي، وعلى الرابع مكتوب: آية الكرسي محيط بها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فصل: وقيل إن هذه الأسماء التي كانت في خاتم سليمان عليه السّلام: لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنا الله تعززت بالملك والسلطان ايل ايل ايل، أنا الله تعززت بالعزة والإمكان ياه ياه ياه، أنا الله حي قيوم لا أنام ايه ايه ايه، أنا الله خبير قادر أطاعني كل شيء أنوخ ٣، أنا الله الرحمن الرحيم ذا عوج فيعوج ديعوج لا إله إلا الله حصني من دخله أمن من عذابي تحصنت بأسماء هذا الخاتم، وبذي العزة والجبروت، واعتصمت من أعدائي بذي الحول والقوة، وبذي العزة والملكوت، وفوضت أمري إلى الحي الذي لا يموت، ورميت من أرادني بضر بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ. إلى قوله. بِغَيْرِ حِسابٍ.

فصل: وذكر أن هذه الأسماء كانت في طوق سليمان عليه السّلام وهي عظيمة البركة خاصة بالملك والسلطان وهي ايل ايل ايل، أنا الله تعززت بالعزة والقوّة والإمكان ياه ياه ياه، أنا الله الحي القيوم لا ينام آه آه آه، أنا الله الواحد القهار حي قادر لا يضيع لي شيء أنوخ أنوخ أنوخ، أنا الله العزيز لا عزيز غيري من الشبه والنظير داعوج فيعوج ديعوج، لا إله إلا الله حصني من دخله أمن من عذابي، وتحصنت بذي العزة والجبروت والملكوت، واعتصمت بذي العز والجبروت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، ورميت من رماني بسوء ومكر وخديعة أو دعوة باطل بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واعتصمت بالله وتوكلت على الله، وبالله وأسمائه المخزونة المكنونة الكريمة الجليلة آه آه آه عادا يوم طالوم قيوم ديموم وبحق حم عسق وبحق كهيعص وبحق الحواميم وما فيها من الآيات الكريمة احتجبت بها وبعزة الله الذي خلق بها محمدا صلى الله عليه وسلم.

فصل: وروي أن هذه الأسماء من النور المضيء الذي غلب نوره كل نور، وكان سليمان عليه السّلام إذا جلس مجلسه كانت الجن ترتعد بين يديه من مهابته ومخافته لهذه الأسماء وهي: لا إله إلا الله الأمر كله لله، ولا غالب يغلب الله نور ٣، سبحان من غلب نوره كل نور ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، كهيعص جهلاس واحصلي ول جسما كسطسطى أهط مطيهطهيط أهط ٢ هف، أجب لا إله إلا الله نارت فاستنارت طوب ٢ سبوح ٢ هيطوط ٢ قدوس رب الملائكة والروح، على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وله الأسماء الحسنى، لا دافع لما قضى ولا مانع لما أعطى، يفعل ما يريد في ملكه ويحكم في خلقه ما يشاء وهو على كل شيء قدير. تكتب في رق غزال أو رق عبور بمسك وزعفران وتبخرها بالبخور، وهذا الباب فيه ٧١ بابا للدخول على السلاطين والوقوف على الحكام، وفك

المسجونين، والطرقات الخالية، وتعسير النفاس والحمى واللطمة، والمحبة بين الرجل وامرأته والإخوان والأمهات، والبيع والشراء وتصريفها كثير، فاذا عرفت قدرها فصنها، وإياك والمعصية فإن فيها اسم الله الأعظم. وروي عن كعب الأحبار أنه كان في بساط سليمان عليه السّلام أسماء تصعق منها الجن وتحرق منها وتطيعه بها ويعذبهم، وكان في وسط البساط ٤ أسماء عبرانية مقفولة كانت الجن والشياطين من أجلها تابعة ولا يعصونه طرفة عين، وكان أعوان البساط الموكلين به وعلى تعليقه أربعة عفاريت كانوا أكبر وزراء سليمان عليه السّلام من الجن، وكان وزراؤه من الإنس ٣٠٠ آخرهم آصف بن برخيا و ٣٠٠ من الجن آخرهم وأكبرهم هؤلاء الأربعة طمرياط وصنعيق وهدلباج وشوغال، ولهذه الأسماء طاعة عجيبة على الجن والشياطين فاعرفها ولا تبح بها لأحد، وإياك أن تأمر الأعوان يسخرون لك بل تقول لهم: يا معشر الأعوان والوزراء إلا ما أمرتم من يقضي حاجتي ويتصرف في رضائي بحق نبي الله سليمان عليه السّلام قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلاّ تَعْلُوا عَلَيَّ وأْتُونِي مُسْلِمِينَ وتكتب كل اسم في يومه وأنت طاهر الجسد والثياب والمكان في ساعة سعيدة، وتبخرهم بأجل البخور، وتنجمه تحت النجوم بسورة يس، وتبارك الذي بيده الملك، فإنه نافع لكل ما تريد. ولأهل الأسماء الأربعة أربعة أيام: الأول ليوم الأحد، وساعته الأولى عند طلوع الشمس، وعونه دمرياط العفريت وصاحب الساعة المذهب الكبير وهذا اسمه: هشطشلهكوش ٩ أحرف، والثاني ليوم الثلاثاء، وساعته الأولى منه وعونه شوغال العفريت، وصاحب الساعة الأحمر أبو التوابع وهذا اسمه كشكشليعوش ٩، والثالث ليوم الأربعاء وساعته الأولى منه وخادمه هدلياج العفريت، وصاحب الساعة برفا ودريد عطارد وهذا الاسم بخلهلشطوش ٩ أحرف. الرابع وهو ليوم السبت وساعته الأولى منه وعونه صنعيق العفريت وصاحب الساعة ميمون أبانوخ، وهذا اسمه شطلططشكوش ٩ أحرف، وإنما كانت هذه التسعة أحرف لكل اسم لأنها نهاية العدد وأقواه، وهذه صفة الخاتم.

وروي أن هذه عزيمته وكلامه الذي عليه وهي: اللهم يا قوي لا قوي إلا الله، خالق الليل والنهار، القادر على ما يشاء ويريد، ولا يخفى عليه شيء من الأشياء، لا يخاف عقابا ولا يرجو ثوابا، القادر بقدرته الرحيم برحمته، قد سألتكم أيتها الأرواح باسمه الرحمن الرحيم، وبالروح الأمين جبريل، والملك العظيم الرفيع ميكائيل، والملك الموكل بالنفخ إسرافيل، والملك المرهوب الذي ترتعد منه القلوب عزرائيل، وحملة العرش أجمعين إلا ما أمرتم من يقضي حاجتي ويتصرّف في مرضاتي بحق نبي الله سليمان عليه السّلام وبحق قوله تعالى: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلاّ تَعْلُوا عَلَيَّ وأْتُونِي مُسْلِمِينَ اللهم إني أسألك بهذه الأرواح الروحانية الكرام عليك أن تسخر لي العفاريت الأربعة بقدرتك وجلالك لهشطش مشهش فطوش كهيوش كشكش ليوش تشخشلوط جحج ٢ أجيبوا وتوكلوا وافعلوا ما تؤمرون.

الفصل التاسع عشر: في خواص آية الكرسي وما لها من البركات

فصل: وقيل إن خاتم سليمان عليه السّلام الذي كان في يده، وفيه ملكه، وفيه الاسم الأعظم الذي كان مكتوبا على قلب آدم)

أقول: ومن بعض الفوائد الجليلة وهي قوله تعالى: وقالَ اِرْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ. إلى. رَحِيمٌ هذه الآية لمن له سفينة في البحر وأراد سلامتها من لجج البحر فلينقش ذلك في لوح من خشب الساج ويسمره في مقدمة المركب. وفي نسخة: في دبر المركب فإنه يكون حرزا ووقاية بإذن الله. وعن الحسن عليه السّلام قال: قال رسول الله عليه السّلام: أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في السفينة أن يقولوا بِسْمِ اللهِ مَجْراها الآية وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية، ويقف في الآخر ويستقبل المقدم، ويومي على اليمين والشمال ويقول: أبو بكر وعمر، ويقول: عثمان، ويومي للمقدم على بسم الله سمينا ب‍كهيعص كفينا بحمعسق حمينا واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ الخ السورة. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: من قال حين يركب دابة أو مركبا بسم الله الملك وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ. إلى. يُشْرِكُونَ وقالَ اِرْكَبُوا فِيها الآية، ثم التفت إلى أصحابه وقال: إن غرق أو عطب قائلها فعليّ ديته وقال ابن شكر: وصلت إلى ساحل دمشق فوجدت في الساحل ٢٢ سفينة موسوقة بالطعام، فدخلت في إحداهن وقلت الكلمات، وقرأت الآيات فجرت السفن بريح طيبة وعظمت الموج فما وصل إلى الساحل غير السفينة التي أنا فيها. وعن عبد الله بن عمر قال: أمان من الغرق والعطب لمن يركب البحر أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية وقالَ اِرْكَبُوا فِيها الآية فَإِذَا اِسْتَوَيْتَ أَنْتَ ومَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لله الَّذِي نَجّانا مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ والْأَرْضَ أَنْ تَزُولا الآية واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ الآية. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من قال حين يركب البحر بسم الله، الملك لله، يا من له السموات والأرض خائفة والجبال الشامخة خاشعة، والبحار الزاخرات خاضعة، احفظني أنت خير حافظا وأنت أرحم الراحمين وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ. إلى. يُشْرِكُونَ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين وقالَ اِرْكَبُوا فِيها الآية ثم التفت ابن عباس إلى أصحابه وقال: إن غرق قائلها أو عطب فعليّ ديته» والله أعلم.

الفصل التاسع عشر في خواص آية الكرسي وما لها من البركات

اعلم وفقني الله وإياك لطاعته أن الأسماء لها معان دالة، ومن أعظم الأسماء في كتاب الله آية

الكرسي المعظمة لقوله تعالى وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ وإن في قوله تعالى الم معنى جليل لأن الألف من الله، واللام له ما في السموات والميم مالك الملك. واعلم أن هذه الآية لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم نزل معها سبعون ألف ملك إجلالا لها وإعظاما لقدرها، فاعرف قدر ما وصل إليك لأنها الآية المنجية والمانعة والنافعة والواقية، وإنها سيدة القرآن، وروي ذلك في أحاديث صحيحة. من قرأها أول النهار وأتاه السيد الملك المطاع لفهم آية الكرسي وإنها تعد بمائة وسبعين حرفا، و ٥٠ كلمة، و ٧ فصول، ومن قرأها بعدد حروفها ١٧٠ مرة وأراد الشفاعة عند السلطان قبلت شفاعته. ومن قرأها العدد المذكور وكان في شدة في جوف الليل على وضوء واستقبال قبلة وجد في قلبه حالة لم يعهدها وخشوعا، فليدع الله يستجاب له من خير الدنيا والآخرة. ومن قرأها وسط الليل ٢٢٥ مرة أمن من عدوه وأهلكه الله، ومن قرأها ٣١٣ مرة كفاه الله ما أهمه من أمر دينه ودنياه وفتح له باب الخيرات.

ومن خواصها إذا كتبها حروفا مفرقة في جام زجاج بزعفران وماء ورد ومسك، وشربت بعدد كلماتها أياما، ويكون صائما لا يفطر إلا عليها أنطقه الله بفنون الحكمة، ويكون الابتداء بالعمل في شهر نيسان، وإن أضاف إليه من مائه كان أجود، وإذا أراد الفطور على الآية كما ذكرنا يقرأ الآية ٧ مرات، ثم يقول: اللهم إني أسألك بحق هذه الآية الشريفة أن تلهمني علمك اللدني يا الله، وإذا أردت علما من العلوم فتذكره ينجح عملك، أشرت لبعض الإخوان بذلك فاستعمله فلم يتم العدد حتى فتح الله عليه بعلوم شتى ونال ما طلبه. ومن خواصها أنك إذا لبست ثوبا جديدا وتقول عند لبسه: اللهم كما ألبستني ثوبا جديدا أن تحييني سعيدا وأن تجعل لي عمرا مزيدا فإن الملائكة الخدام لهذه الآية يستغفرون للابس الثوب حتى يتقطع، وإن أضاف سورة إنا أنزلناه كان أجود. ومن خواصها أنك إذا عدت مريضا فاسأله عن حال مرضه، فإن كان من صداع في رأسه اكتبها له حروفا مفرقة وعلقها عليه من ناحية الألم، وإن قال لك المريض أن وجعه من باطنه أو من جميع جسده فارسم وفقها المشهور في جام زجاج، وتكون الكتابة بمسك وزعفران وماء ورد ثم اكتب الآية الشريفة حروفا متفرقة واكتب معها آيات الشفاء وهي قوله تعالى: ويَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وهُدىً ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وشِفاءٌ ثم تمحى الكتابة بعسل النحل، وتقرأ عليها الآية الشريفة ٧ مرات، ويشربها المريض فإنه يشفى بإذن الله. ومن خواصها أنه من أضرّ به البلغم فليأخذ سبع قطع من صغار الملح الأبيض، ثم يقرأ على كل واحدة منهن الآية ٧ مرات، ويستعملهم على الريق ٧ أيام معدودة فإن الله يذهبه عنه. وروي عن بعضهم أنه كان ينظر في منامه أمورا مخيفة وأشياء مفزعة فأتى لبعض المشايخ وشكا له ذلك، فقال له الشيخ: إذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا، فإذا وصلت إلى قوله تعالى ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فكررها ثلاثا وتنام فإنك تأمن مما تجده، ففعل فلم يجد شيئا بعدها يكرهه. ومن خواصها أنك إذا أردت الدخول على ملك أو جبار وخفت من شره فقل وأنت داخل عليه شاهت الوجوه ثلاثا، وتقرأ آية الكرسي ثلاثا، وتقول: اللهم ألق علي من زينتك

ومحبتك وكرامتك ونعوت ربوبيتك ما تبهر به القلوب، وتذل له النفوس، وتبرق له الأبصار، وتتبلد له الأفكار، ويخضع له كل متكبر جبار، يا عزيز يا غفار، يا الله يا واحد يا أحد، اللهم احفظني فيما ملكتني مما أنت أملك به مني، وأمددني برقيقة من رقائق الملك الحفيظ فاختطف به أبصار الموجودات، وألبسني درعا من كفايتك وكلاءتك، وقلدني بسيف نصرتك وكرامتك وحمايتك، وتوجني بتاج كرامتك وعزك، وردني برداء منّك وعافيتك، وأركبني مركب النجاة إلى الممات، وأمددني برقيقة من رقائق أسمائك القهرية أدفع بها عني من أرادني بسوء من جميع خلقك كما سخرت البحر لموسى بن عمران، ولين لي قلوبهم كما لينت الحديد لداود عليه السّلام فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم إليك في قبضتك تقلبها كيف تشاء يا مقلب القلوب يا علام الغيوب، أطفأت غضب فلان ابن فلانة، وإن شئت تقول: أطفأت غضب الناس بلا إله إلا الله واستجلبت مودتهم ومحبتهم بمحبة محمد رسول الله فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وقُلْنَ حاشَ لله ما هذا بَشَرًا إِنْ هذا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

واعلم أن من خواص آية الكرسي أنه إذا كنت في مكان مخيف، فاجلس أنت ومن معك على الأرض، وأمر القوم أن يجعلوا ظهورهم إلى بعضهم بعضا، ثم خط عليهم دائرة وأنت من داخلها، وتقرأ على الخط آية الكرسي ٧ مرات، وتقول بعدها ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وحِفْظًا ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ وحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ونَجَّيْناهُ وأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ونَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ وما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ وتقول:

حفيظ حفيظ يا حافظ يا أمين احفظنا، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، يا الله يا الله يا رب العالمين، ثم تسكت أنت ومن معك ولا تتكلموا، فإنه لو دخل عليك ربيعة ومضر فإنهم لا يضرونك ولا يؤذونك ويحفظك الله منهم. واعلم أن هذه الآية الشريفة نزلت من تحت ساق العرش ولما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم نزل معها سبعون ألف ملك إكراما لها، وهي المنجية من الخوف والفزع، ومن الجن والإنس، ومن قرأها في خوف أمن من كل شر وحرس لأنها آية الحرس، وإن لها ٧٢ تصريفا، وقد أعرضت عن ذكرها خوفا من الجهال. ومن خواصها أنها إذا خرج الإنسان إلى السفر وأراد الخروج من بيته فليقل: ألف ألف ألف قل هو الله أحد وآية الكرسي أحرز بها المال والولد والأهل ألف ألف ألف قل هو الله أحد، وآية الكرسي عن يميني وشمالي أحترز بها من كل أحد، لبست ستر الله المحيط الأعلى، وتحصنت بالله القديم الأزلي، وتقلدت بسيف أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وترديت برداء عائشة أم المؤمنين، ودخلت في خزائن بسم الله الرحمن الرحيم أقفالها الحمد لله رب العالمين. ومن قرأ آية الكرسي مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات، وينفث عن يمينه وشماله. ومن أراد الاختصار

فليقرأ ما ذكرناه، ثم ينفث على كفيه ويمسح بهما وجهه وسائر جسده فإنه يأمن مما يخاف حتى يعود إلى منزله ومن قرأها صباحا أمن حتى يمسي، ومن قرأها مساء أمن حتى يصبح، وإذا قرئت على رأس مصروع ١١ مرة أفاق لوقته، وإن أقام العارض في الجثة احترق، وإذا قرئت عقب الصلوات فإنها تمحو ما على المصلي من الخطايا. ومن خواصها أنها إذا قرئت عند الدخول على جبار أو حاكم جائر وقال في انتهائها: اللهم يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك بحق هذه الآية الكريمة وما فيها من الأسرار العظيمة، أن تلجم فاه عني وتخرس لسانه حتى لا ينطق إلا بخير أو يصمت خيرك يا هذا بين يديك، وشرك تحت قدميك، ويدخل عليه فإن الله يلجم فاه عنه ولا يحصل له ضرر منه. ومن خواصها أنها إذا كنت تخاف من أحد وحصل لك منه ضرر فتصلي بعد المغرب ركعتين بالفاتحة وتقرأ آية الكرسي وأنت ساجد ٣ مرات، فإذا وصلت إلى قوله تعالى ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ تكررها ثلاثا وسبعا، وتقول في أثناء قراءتك: اللهم حل بيني وبين فلان بن فلانة كما حلت بين السماء والأرض، وألجم فاه عني كما ألجمت السباع عن دانيال عليه السّلام بحق هذه الأسماء الشريفة فإنك تكفى شره ويلجم الله فاه عنك حتى لا يتكلم فيك إلا بخير.

ومن خواصها أنها إذا كنت في جماعة وأردت أن تكفى شرهم وأذيتهم فاقرأ الآية ٣ مرات وانفث في كفيك ٣، وامسح بيدك على وجهك وأنت تقول: اللهم اكفني شر هؤلاء القوم يا كافي، وعافني من أذاهم يا معافي فإن الله يؤمنك منهم ولا يحصل لك منهم ضرر. ومن خواص هذه الآية أنها إذا قرأتها ليلا فإنك تأمن إلى الصباح وإذا قرأتها صباحا تأمن إلى المساء. وحكي أن رجلا سكن دارا مهجورة فلما جن عليه الليل فإذا بفتح وجلجلة، فنظر الرجل فإذا هو مارد قاصده قال: فلما رأيته خفت، فألهمت أن قرأت آية الكرسي وكنت كلما أقول كلمة يقولها معي إلى قوله تعالى ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فما قالها، فكررتها عليه مرارا عديدة فغاب عني ولم أره بقية ليلي، فلما كان الصباح نظرت فإذا في ركن البيت رماد، فتعجبت من ذلك ثم قصصت قصتي على أخ من إخواني وكان صالحا فقال لي: إن هذا عفريت أراد أذيتك فحرقته هذه الآية لأنك ألهمت قراءتها، فلما سمعت ذلك اتخذتها وردا وذكرا ليلا ونهارا فرأيت من بركتها شيئا عظيما. ومن خواصها أنها تكتب للقرناء والتوابع، فإن من علقت عليه يأمن، وإذا أضيف إليها قوله تعالى: واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظًا وهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ الآية وحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ وحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ وحِفْظًا ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وتكتب معها الإخلاص والمعوذتين فإنها حجاب عظيم للقرناء والتوابع. ومن خواص هذه الآية أنها إذا وضعت في متاع حفظ، وأمن صاحبه من اللصوص وغيرهم، ومن رسم هذه الآية في وفق مثمن عددي أو حرفي في ساعة الشمس، ثم وضع في أحمال التجارة فإنها تزكو وتربح، وإن وضع الوفق المذكور في صندوق المال حفظ ولم يفرغ المال من الصندوق ما دام فيه. ومن خواص هذه الآية وهي قوله الم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ هذه الآية فيها

اسم الله الأعظم، وله من العدد ٤٨٣ من كتبها بسر التداخل في الأولى من يوم الجمعة على جسم شريف وحمله، رأى من عجائب الله ما تعجز عنه الأوصاف من الجاه والعز والهيبة في أعين الناس، وفيه سر بديع للدخول على الحكام والأمراء والأكابر والوزراء وطلب الحوائج وقضاء الأمور وهذه صورته:

وعن الحسن بن علي عليه السّلام أنه قال: أنا ضامن لمن قرأ هذه الآية الشريفة إلى عشرين آية يعصمه الله من كل جبار عنيد وشيطان مريد، وسلطان ظالم، ولص غادر وسبع ضار: آية الكرسي وثلاث آيات من الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وعشر آيات من أول الصافات إلى لازِبٍ وثلاث آيات من الرحمن يا مَعْشَرَ الْجِنِّ والْإِنْسِ. إلى قوله. إِلّا بِسُلْطانٍ وخواتيم سورة الحشر، وآخر سورة تبت. ومن خواص آية الكرسي أنه إذا همّ أحدكم أمر فليتوضأ في جنح الليل، ويصلي ركعتين كل ركعة بالفاتحة وآية الكرسي ٣ مرات، فإذا سلم يقرأ الآية ٧ مرات، ويقول بعدها هذا الدعاء: اللهم أنت تسمع كلامي وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري، أدعوك دعاء البائس الفقير المستغيث المعترف بذنبه والتقصير، وأسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال العبد الضعيف المذنب الحقير، ابتهال من خضعت لك رقبته، وفاضت إليك عبرته، وأذل لك خده ورغم لك أنفه، أن تحيي قلوبنا وتشرح صدورنا، وتجعل مساعينا خالصة لوجهك الكريم، وسبب الفوز إلى النعيم، ووفقنا لما هو محض رضاك واختم لنا منك بخير، واجعلنا غدا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واكفنا ما أهمنا من أمور الدنيا والآخرة ولا تشمت بنا الأعداء ولا القوم الحاسدين، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وأحينا حياة طيبة، وافتح لنا أبواب الخير وارزقنا وأنت خير الرازقين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار برحمتك يا أرحم الراحمين. ومن خواص هذه الآية أنها إذا كتبت على كفن الميت في ثلاثة أماكن: عند رأسه وعند وسطه وعند ساقيه فإن ذلك الميت لم يعذب في قبره ويرفق الملكان به وقت السؤال لأنها أعظم آية في القرآن، وقد ابتدئ فيها باسمه الكريم، فاعرف قدرها وادع بها في المهمات وعند قضاء الحاجات. وحكي عن بعض الصالحين أنه كان في سفينة فقام عليه الريح السوداء التي قل من ينجو منها، فرسم آية الكرسي في قرطاس وعلقها في مهب الهواء وبسط كفيه إلى الله

وقال: اللهم إني أسألك باسمك العظيم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الخ واسألك اللهم ببركتها أن تنجينا مما نزل بنا وأنت علام الغيوب وكاشف الكروب، وأسألك اللهم بجاه حبيبك الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم فما استتم دعاءه حتى فرج الله عنهم وجاءتهم الريح الطيبة فساروا بالأمن والسلامة. ومن خواص هذه الآية أنه من أراد أن يشفيه الله من كل داء في بدنه من جميع الأمراض، يكتب في جام زجاج بمسك وزعفران وماء ورد آية الكرسي ٣ مرات، ويكتب معها لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ الخ السورة، وقوله تعالى ولَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لله الْأَمْرُ جَمِيعًا فإذا فرغ من الكتابة يقرأ عليها آية الكرسي ٧ مرات، ويبخرها بالروائح ويشربها على ثلاثة أيام صباحا ومساء فإن الله يشفيه مما يكره. ومن كتبها وعلقها عليه كان أبلغ وتكتب هذه الآية للرمد ووجع العين، يكتب ويقرأ عليه آية الكرسي ٣ مرات وقوله تعالى اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ. إلى. عَلِيمٌ وتكتب قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ في العين رمد أحمر في بياض حسبي اللهُ الصَّمَدُ يا غياثي في الشدائد حسبي الله الصمد لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أقسمت عليك أيها الرمد المرمود المتمسك بعروق الرأس والجلود، فإني أقسمت عليك بيوسف بن يعقوب، وبقميعه المقدود، وبحق توراة موسى وانجيل عيسى وزبور داود، وبحق القرآن العظيم، وبمحمد صلى الله عليه وسلم سراج الوجود وسراج الرب المعبود، اذهب أيها الرمد عن حامل كتابي هذا بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبألف ألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ومن خواص هذه الآية الشريفة أنها تكتب لبكاء الأطفال وتعلق عليهم، تكتب الفاتحة أحرفا متفرقة، وآية الكرسي كذلك ٣ مرات واللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ص ص ص ص صه صه صه اصمت أيها المولود واسكت بحرمة الرب المعبود وخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلّا هَمْسًا همسا همسا وعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وتَضْحَكُونَ ولا تَبْكُونَ وأَنْتُمْ سامِدُونَ فَاسْجُدُوا لله واُعْبُدُوا اسكت أيها المولود بحق الملك المعبود والرب الودود، ك ه‍ي ع ص، ح م ع س ق واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ محفوظ محفوظ، أعيذ من علق عليه كتابي هذا بالله تعالى من شر ما خلق وحصنته بلا إله إلا الله محمد رسول الله، وبحق بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ومِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ومِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ وحصنته بالله الحي القيوم الذي لا يموت، وادفع اللهم الضر والسوء عن حامل كتابي هذا حصنته بالله ولا إله إلا الله محمد رسول الله، وبحق بسم الله الرحمن الرحيم بألف ألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن خواص هذه الآية أنها لعقد الألسنة تكتب في ورق هندي حروفا متفرقة، وتكتب معها هذه الأسماء نووا ثم لووا عمّا نووا فهم لا ينطقون كل ملك فهو مملوك لله، وكل غني فهو فقير صعلوك عند الله وكل جبار فهو ذليل

عند الله ولا محيص له من الله أستعين عليك يا فلان بن فلانة بالله العظيم وخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلّا هَمْسًا وحِيلَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ولا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ كهيعص حمعسق ق ن.

صم صم صم صم صم بكم بكم بكم بكم بكم فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ فهم لا يتكلمون وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ عمي عمي عمي عمي عمي عمي عمي سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ عقدت لسانك يا فلان بن فلانة بما عقد الله به السموات السبع أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبما عقد الله به السباع عن دانيال عليه السّلام، وبما عقد الله به الحاملة عن الولادة وبما عقد الله به الريح العقيم ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ عقدت ألسنة البشر من كل أنثى وذكر من أولاد آدم وبنات حواء عن حامل كتابي هذا، لا يتكلمون في حقه إلا بخير أو يصمتون صم بكم عمي فهم لا ينطقون- ورَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْرًا وكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا. ومن خواص آية الكرسي أنه إذا كان لك عدو، أو ضد معاند، أو خفت جور حاكم ظالم فقم ليلة الجمعة نصف الليل أو الثلث الأخير، وتوضأ وصل ركعتين على نية من تريد هلاكه، وتقرأ في الأولى الفاتحة مرة وآية الكرسي ٧، وتفعل في الركعة الثانية مثل الأولى، فإذا سلمت تقرأ آية الكرسي ٩ وتقول: اللهم أنت الشديد البطش الأليم الأخذ العظيم، ذو القهر المتعالي عن الأضداد والأنداد والمنزه عن الصاحبة والأولاد، أسألك قهر الأعداء وقمع الجبارين، تمكر بمن تشاء وأنت خير الماكرين، أسألك باسمك الذي خضعت له القلوب والنواصي، وأنزلت به من الصياصي، وقذفت به الرعب في قلوب الأعداء، وأشقيت أهل الشقاء أسألك أن تمدني برقيقة من رقائق هذا الاسم تسري في أعضائي بمراد الكلية والجزئية حتى أتمكن من فعل ما أريد بمن أريد، فلا يصل إليّ ظالم بسوء ولا يسطو عليّ متكبر، واجعل غضبي لك، وفضلي مقرونا بفضلك، واطمس على أبصار أعدائي واشدد على قلوبهم، واضرب بيني وبينهم سترا باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، إنك شديد البطش أليم العذاب وكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ويناسبه من آي القرآن العظيم فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ وتقول:

اللهم إني أسألك ببركة هذه الآيات وسر ما دعوتك به أن تقهر أعدائي، ومن يريدني بسوء وهو القاهر فوق عباده، اقهر فلان بن فلانة فإني أدرأ بك في نحره واكفني شره، واصرف عني غدره ومكره يا رب العالمين فإن الله يحرسك منه، وإن اعتدى عليك بعد ذلك هلك. ومن خواص آية الكرسي أنه إذا كانت لك حاجة من المهمات، تدخل في مسجد من المساجد، وتصلي ركعتين تقرأ في الأولى الفاتحة مرّة وآية الكرسي ٧، وفي الثانية كذلك، فإذا سلمت قم على حيلك في المحراب وأمسك في أجنابه بيدك وهزّه

وقل: يا رب ٧ يا قاضي الحاجات ٧، ثم تقول: اللهم أغنني بك عمن سواك غنى يغنيني عن كل حظ يدعو إلى كل ظاهر خلق، أو باطن أمر، وبلغني مرادي، وارفعني في درجة منتهاي، وأشهدني الوجود بالرؤيا والسرور بأعلى سر التنزيل إلى النهايات والجود إلى البدايات حتى ينقطع الكلام، وتسكت حركة الأنام وتمحى بقطع نقطة الغين، وينوب الواحد عن الإثنين، اللهم يسر علي من اليسر الذي يسرته على كثير من عبادك، وأيدني بذلك بنور شعشعاني يخطف به بصر كل حاسد من الجن والإنس، وهبني الدرجة العليا لكل مقام، وأغنني عمن سواك غنى تثبت به فقري إليك إنك أنت الغني الحميد. اللهم إني أسألك أن تغني فقري وتيسر أمري وتجبر كسري، وأن تقضي حاجتي وهي كذا وتطلب ما تريد وهو أكرم من سئل، ويناسبه من آي القرآن قوله تعالى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى ووَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى ووَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى فتأمل هذه الإشارة. ومن خواص آية الكرسي أنه إذا كان لك عند أحد من الأكابر حاجة وأردت قضاءها فتصوم ذلك اليوم عن الزفر وإن صمت كان أجود، فإذا كان وقت فطرك تفطر على الحلو، ثم تصلي المغرب وتجلس في مصلاك، فتبتدئ في قراءة آية الكرسي ولا تتكلم بكلام الدنيا، ولم تزل كذلك حتى تصلي العشاء، ثم تجلس وتقرأ الآية ١٧ مرة كلما تلوت الآية مرة تقول:

اللهم إني أسألك يا حي يا قيوم يا دائم يا ودود، أن تلقي المحبة والمودة في قلب كذا، وأن تقبض على قلبه بالمودة والمحبة، وتسمي نفسك حتى يكون طوع يدي ولا يخالفني في ما آمره بحق الملك الودود، وبحق أسرار هذه الآية، توكلوا يا خدام آية الكرسي بجذب قلب فلان بن فلانة، وحركوا روحانية المحبة والمودة بيني وبينه يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا.

إلى. حَكِيمٌ وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي.

ثم تكتب في كاغد نقي ما يأتي ذكره، وتكون الكتابة بمسك وزعفران وماء ورد بسم الله الرحمن الرحيم، وتحتها الثلاثة آيات، وتكتب طموش طموش يا طموش بسطوش سيطوش شعاب شعياب هيلوثا شيلوثا أهياوش علشاقش مهراقش شاغوب شيغوب يا حوم سيحوم مرحوم ديموم هايوم اهيا شراهيا ادوناي اصباؤت ال شداي، أخذت معاني الحروف ووفق العدد من الملك المعبود والخبير الموجود، يا خدام هذه الأسماء والحروف حركوا روحانية المحبة والمودة بين فلان بن فلانة بحق ما تلوته عليكم من أسماء الله العظام، وأن تأخذوا مجامع قلبه ولبه حتى لا ينطق إلا باسمي ولا ينظر غير رسمي ولا يسمع إلا قولي أَقْبِلْ ولا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ودّ وحب ٣، ومحبوب ٣، الود حاصل مجلوب كالسكر في القلوب، اجذب وأجلب وحبب وودد، وألق ثوب المحبة وتاج الهيبة، ونور المعرفة والأسماء الجليلة والأقسام العظيمة: هيهود أهياهيوه ذل كل جبار لهيبة جلال الله، وخضع كل متكبر لأمر الله لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى لا تَخافُ دَرَكًا ولا تَخْشى فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وقُلْنَ حاشَ لله ما هذا بَشَرًا إِنْ هذا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌ توكلوا يا خدام هذه الأسماء بقضاء حاجة فلان بن فلانة من كذا لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ افعل يا فلان بن فلانة ما أمرتك به من قضاء حاجتي وهي كذا، بحق من قال للسموات والأرض ائتيا طوعا

أو كرها قالتا أتينا طائعين، كذلك يطيع فلان بن فلانة إلى فلان بن فلانة فيما يطلب منه، وتوكل يا صاحب هذا اليوم وهذه الساعة أنت وأعوانك، وكونوا مساعدين فلان بن فلانة على قضاء حاجته من فلان بن فلانة بحق هذه الآيات العظام والأسماء الكرام، وبحق الله الملك العلام اسمع وأطع يا فلان بن فلانة، واقض حاجة فلان بن فلانة لا يتكلم أحد في حق فلان بن فلانة إلا بخير أو يصمت هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ولا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ اعتذر يا فلان بن فلانة، واقض له ما يطلب وما يريد بحق الله الحميد المجيد، وبحق طهطهوب ٢، لهوب ٢، حياة كل شيء ما عصاك عبد إلا احترق، ولا جبار إلا ذل وهلك، هيد هيد وها ها هو هواه بيه بيه ره وه وهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ له الملك الباذخ والعز الشامخ أنت هو هو، وأنت على كل شيء قدير، وأسألك اللهم أن تسخر لي ملائكتك الكرام الخدام لهذه الأسماء والمطيعين لهذه الأقسام يتوكلون ويمتثلون فيما آمرهم به المساعدة لفلان بن فلانة ويقضون له ما يطلب وتجعلونه طوع يده، ولا يخالفه في أمر من الأمور، هيا الوحا العجل الساعة بارك الله فيكم وعليكم.

ويكتب الوفق الآتي، وتبخر الكاغد بعود هندي طيب وجاوي ومصطكى، وقليل من الزعفران الشعر وبزر خطمى، وسبع حبات من تفاح الجن وهي الكزبرة اليابسة، و ٧ حبات من بزر الكتان وبعدما تبخر اطوه على اسم من شئت ثم تقول: طويت لسان كذا وكذا كما طويت هذا الكتاب، ثم دور هذا الكاغد على رأسه ٣، وإن لم يمكنك فدوّره على بعد كيف شئت، ثم ضعه في عمامتك وبين عينيك، وتدخل على من تريد إذا كان على اسم شخص بعينه، وإن كان يريدها لجميع الخلق تبخرها بالبخور المذكور، وتجعلها في عمامته ترى العجب العجاب وهذه صفة الوفق المتقدم ذكره:

ومن خواص آية الكرسي أنه للمحبة والألفة بين المتباغضين تبتدئ بعملك في ساعة سعيدة كما ذكرناه، ثم تكتب أسماء المتباغضين في ورقة وتضعه بين يديك، ثم تأخذ أربعين حصاة من لبان ذكر قدر الفلفل، و ٤٠ حبة من تفاح الجن، ثم تقسم البخور نصفين من كل منهما عشرين، وتبخر بحبتين من البخور حتى تتم ٤٠ وأنت تقرأ آية الكرسي، وكلما قرأت ٥ مرات تقول: توكلوا يا خدام هذه الآية بإلقاء المحبة بين فلان بن فلانة أو فلانة بنت فلانة بحق هذه الآية عليكم وبركتها لديكم، وبحق من قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين. فإذا فرغت من قراءتك، فارسم الوفق الآتي في ورقة من تلك الورقات، وتكتب معه هذا الدعاء المبارك وهو هذه الآيات الشريفة، والأسماء المنيفة تقول: اللهم إني أسألك يا حي يا قيوم يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون، ولا تنعته الناعتون، يا من أمره بين الكاف والنون إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ أسألك

أن تلقي المحبة والمودة بين فلان بن فلانة، وكذا بحق هذه الآيات يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ الآية وإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي اللهم يا من خلق في السماء الرابعة ملكا نصفه من ثلج، ونصفه من نار فلا النار تذيب الثلج، ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادي بلسان الاقتدار بسبوح قدوس رب الملائكة والروح. اللهم يا من ألف بين الثلج والنار ألف بين عبدك فلان بن فلانة، وفلان بن فلانة إنك على ما تشاء قدير وهذه صفته:

واعلم أن آية الكرسي الشريفة للمحبة والقبول والجاه عند الأكابر. فإذا أردت ذلك فارسم هذا الوفق الآتي، في رق غزال، والكتابة بمسك وزعفران وماء ورد، وتكتب حول الوفق آية الكرسي، وتبخر عند حمله بعود هندي وجاوي وعود الصليب وهذه صورته:

واعلم أني ذكرت لآية الكرسي خاصية متعلقة بأمور المحبة والإلفة بين الأكابر وإلقاء الهيبة في قلوبهم، وتنفع لمقابلة الملوك والوزراء إذا حملها وتلاها، وهي هذه الآيات، تقول هذا الدعاء وهو هذا:

اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين، ويا مجيب دعوة المضطرين، أسألك اللهم بحق اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ أن تنجيني من فلان بن فلانة، وتجعله مشغوفا بفلان بن فلانة لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ كذلك طول ليله لا يهدأ بمحبة فلان بن فلانة لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ كذلك تضيق السموات والأرض على فلان بن فلانة حتى لا يرى في ليله ونهاره إلا خياله معه وذكره على لسانه لشدة المحبة الدائمة مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّا بِإِذْنِهِ كذلك تشفع هذه الآية الشريفة الكريمة لفلان بن فلانة عند فلان بن فلانة دون شفاعة الخلق، بل شفاعة كلام الحق يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ وكذلك فلان بن فلانة، يعلم أن فلان بن فلانة من بين يديه تابعا مطيعا لأمره مجيبا لدعوته مليكا لكلمته قاضيا لحاجته راسخة في قلبه محبته ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِما شاءَ كذلك يحيط فلان بن

فلانة بعين المحبة والوفاء والصفاء، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ، كذلك أوسعت قلبك صفته على فلان بن فلانة حتى لا يطيق عنه الصبر، جئتك يا فلان بن فلانة إلى فلان بن فلانة حتى يقضي لك جميع المصالح، وما تطلب من غير معاودة ولا معاندة ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ اللهم إني أسألك يا الله ٣ أن تسكن محبة فلان بن فلانة في قلب فلان بن فلانة حتى يطيعه ولا يعصي له أمرا بحق هذه الآية الشريفة توكلوا يا خدام هذه الآية الشريفة بفلان بن فلانة وعطفوا قلبه ولينوا جوارحه بمحبة فلان بن فلانة، بحق هذه الآية الكريمة يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ. إلى. حَكِيمٌ وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي يا فلان بن فلانة بحق هذه الآيات الشريفة.

وحكي عن بعض الصالحين أنه كان إذا جن الليل يقوم إلى محرابه ويصلي ما شاء الله، فإذا أتم صلاته يقول هذا الدعاء: إلهي أنت أنت وانقطع الرجاء إلا منك، وخابت الآمال إلا فيك وسدت الطرق إلا إليك، يا ثقة من لا ثقة له غيرك. اللهم أسألك باسمك العظيم الأعظم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، أنت الحي الباقي على الدوام، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ، وإنما السنة والنوم للمخلوقين لا الخالق لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ غيرك، مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّا بِإِذْنِهِ، من ذا الذي يقدر على ما تقدر عليه أنت، كل المخلوقات تحت قهر عظمتك، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ، أنت العالم بما في الصدور، تعلم ما نخفي وما نعلن ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِما شاءَ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ، أنت الذي وسعت كل شيء رحمة وعلما وأنت بكل شيء عليم، ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. ربنا ربنا سيدنا سيدنا مولانا مولانا أنت الذي تعطي وتمنع، أنت الذي ترفع وتضع، أنت الذي تبصر وتسمع ولا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء، أسألك بخفي لطفك وجلال عزك أن تصلي وتسلم على الحبيب الأعظم والنبي الأكرم والرسول المعظم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم بجاه أهل بيته الطيبين الطاهرين، وبجاه أصحابه أجمعين، وبجاه التابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أسألك أن تحشرني في زمرتهم وتحت ألويتهم، وتمدني بمددهم آمين يا رب العالمين. من ناجى الله بهذا الدعاء المبارك في جوف الليل، وسأل الله تعالى أعطاه الله جميع ما سأل وطلب والله ذو الفضل العظيم. ومن خواص آية الكرسي الشريفة أنه إذا كان لأحدكم حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، فليقم في جوف الليل، ويصلي أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرة وآية الكرسي عشر مرات ويرفع رأسه ويديه إلى السماء ويدعو ويقول: اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا الله، يا حي يا قيوم، يا من لا تأخذه سنة ولا نوم، وأسألك اللهم بحرمة آية الكرسي عندك أن تفعل لي ما هو كذا، وأن تولني جميع مآربي ومقاصدي وما أطلب منك. وتطلب حاجتك وتسمّيها فإنه حق على الله تعالى أن يقضيها، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في أول ابتدائك وآخره، ينجح عملك إن شاء الله تعالى والله هو الموفق. ومن خواص آية الكرسي الشريفة أن من قرأها نهارا حفظه الله تعالى ذلك اليوم، ومن قرأها ليلا حفظه الله تعالى في ليلته. ومن خواص آية الكرسي أن من قرأها عقب كل صلاة غفر الله ذنوبه وكفر الله سيئاته إلى الصلاة الأخرى. ومن خواص آية الكرسي من قرأها عند نومه كانت

له حرزا من الشيطان الرجيم. ومن خواص آية الكرسي من قرأها عند غضبه، وتفل على شماله خنس شيطانه وذهب عنه غضبه بإذن الله تعالى.

ولنذكر هذا الدعاء المبارك لآية الكرسي الشريفة، وقد اختصرت شرحه والكلام عليه لئلا يقع في يد من لا يعرفه فيدعو به فيستجاب له، وهو دعاء عظيم جليل القدر، عظيم البرهان، عليّ الشأن تقول: الله لا إله إلا هو تفرد بالبقاء والدوام، لا يثبت ذوات المخلوقين حقيقتهم مع ذاته ولا صفاتهم مع صفاته، ولا أسماءهم مع أسمائه، ولا أفعالهم مع أفعاله، ولا سواه أحد لا جمال على الحقيقة إلا جماله ولا جلال إلا جلاله وهو أبدا في كماله، الحي القيوم الدائم على عرشه بدوام ملكه، وكل الخلائق منقادون إلى كمال معرفته، ويعلمون أنه واحد في ملكه أحد في سرمدية عز أبديته مع اختلاف عقولهم وأديانهم كلهم، يرجعون إلى حقيقة معرفته، ويعلمون أنه هو الخالق الرزاق والمحيي والمميت، والأمر كله راجع إليه، وأما العارفون والمحققون فإنهم قد تاهوا في حقيقة معرفته ما نور قلوبهم وأبصارهم بالاطلاع على حقائق معرفة موضوعاته، قد تاهوا في بحار حبه وبما أنعم عليهم به، وغاصوا في أمواج لجج بحار تلألؤ تلاطم قدرته، فهم أقروا بالعجز عن إدراك معرفته، وغرقوا في بحار ملكوته، فعلموا وتحققوا أن لا إله إلا هو، ودل على أنه حي قيوم فأحيا قلوبهم ونور أبصارهم وأفئدتهم، فلم يشاهدوا في الكون سواه ولا رب إلا إياه، فأقروا له بالعجز لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ أي لا تأخذه فطرة عن الخلق للمصنوعات، ولا نوم عن إدراك المعلومات إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ جميع الموجودات تقدسه عن الحلول والنظير، والاتحاد والبداية والنهاية، والاتصال والانفصال، ليس كمثله شيء قبل الأشياء ورجوع الخلائق وانقيادها إليه، وهو في ملكه الأول، والأمد واحد أحد منفرد بنفسه في الغيوب عن الظنون والفهوم له ما في السموات وما في الأرض، وجميع الكائنات له شاهدات، ولمصنوعاته عارفات بأنه إله الأرضين والسموات مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّا بِإِذْنِهِ يسبح له أهل السموات والأرضين وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ وكل ناطق إذا بإذنه وكل متكلم إذا بعلمه، عالم بكل شيء وغني عن كل شيء، وكل شيء مفتقر إليه وخاضع لديه ذليل ما بين يديه يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِما شاءَ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ وأحاطت قدرته على ملكوت السموات فكل إليه صائر رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وعِلْمًا ذهبت الأرواح وشاهت الوجوه وتاهت في هياكل أشباحها، وتفرقت في مصنوعات إيثارها، وتشكلت في قوالب الروحانيات لشهود اختلاف الصور في قوالب التركيب في مستدير البرازخ بظهور الحكم على الدلالة، وظهور العلم ظاهرها ظاهر القدرة، وباطنها باطن الأمر، وهو السر التأييد لقبول مجاري الحكم والتصرف به وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ أوسع لنا من قيوميتك علما وفهما نتصرف به في الكائنات لا حول لي ولا قوة إلا بك، قد

رفعت فاقتي ومسكنتي إليك بين يديك، فلا تخيب رجائي منك، وأنت الواسع الرب العظيم، أسألك بتنوع حياة الأرواح الروحانية، وبأنواع أسرار الملك العظيم الأعظم الذي انتفعت بتجليه عطاش أكباد أهل المحبة الواضحة البرهان، فتاهوا في أودية صفاء سرائرهم وأنوار ذواتهم، فنادوا يا من وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.

يا كريم يا رحيم يا رؤوف يا حليم، يا من هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما يشاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم. أسألك اللهم بحق هذه الآيات العظيمة والأسماء الكريمة أن تنور قلوبنا وتوسع أرزاقنا وتهذب أخلاقنا. يا مؤنس القلوب ويا ساتر العيوب، ويا كاشف الكروب ويا غافر الذنوب ويا علام الغيوب، قد علمت ما كان من مسألتي واعتذاري في خلوتي وإقالتي من زلتي وتنصلي من خطيئتي، وأنت اللهم تعلم همتي والمطلع على نيتي والعالم بطويتي، ومالك الملك ربي وآخذ بناصيتي وغايتي في مطلبي ورجائي عند شدتي، ومؤنسي في وحدتي وراحم عبرتي ومقيلي من عثرتي ومجيب دعوتي، فإن كنت قصرت عما أمرتني وارتكبت ما عنه نهيتني، فبجاهك حميتني وبسترك سترتني، فيا أكرم الأكرمين ويا غاية الطالبين ومالك يوم الدين، أنت تعلم ما أخفي في الضمير، ومدبر أمور الصغير والكبير، فإن كنت قضيت حاجتي بفضلك أسألك أن تشفعني في نفسي، وأن ترحمني برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين، وأسألك اللهم بحق هذه الآية الكريمة والأسماء العظيمة، أن تصلي على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وأن تعطيني سؤلي وما طلبته منك يا رب العالمين. ومن خواص آية الكرسي الشريفة أنه إذا كان العبد كثير الذنوب والخطايا وأراد التوبة مما جناه، وانفصل عما فعل، فليقم في الليالي البيض من أي شهر كان، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فليطهر ثيابه ومكانه، وليقم في جوف الليل ويتوضأ ويصل أربع ركعات، يقرأ في الأولى الفاتحة مرة وآية الكرسي ٧ مرات يفعل في كل ركعة مثل الأولى، فإذا سلم يجلس ويستغفر الله العظيم ٧٠ مرة ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ٧٠ مرة. وصفة الصلاة تقول: اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي لنا بها جميع الحاجات، وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها أعلى الدرجات، وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات صلاة أدخرها ليوم الفزع الأكبر وخيفته وعلى آله وصحبه وسلم. ثم تبدأ بقراءة هذا الدعاء تقول: إلهي أنت التواب على من تاب، والمقرب لمن أناب، والكاشف ظلم الحجاب، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنت على كل شيء قدير، وإليك ترجع الأمور، وبك تدفع الشرور. اللهم إني أسألك سرا من سرك ونورا من نورك وروحا من أمرك يورثني السكون لمقدورك، ووفقني بتوفيق منك يوقظ غافلي مني ويعلم جاهلي، ويوضح إليك طريقي، ويكون في النجعة والرجعة رفيقي، فيك اجتهادي وعليك اعتمادي، وإليك مرجعي وبين يديك مصرعي، تعلم حقيقة أمري وسؤالي ولديك سري وجهري، تعاليت عن سمات المحدثات، وتنزهت من النقائص والآفات علمك عن معارضة الشهوات. إلهي أسألك توبة تمحو بها

زللي وتثقل بها عملي، وتصلح بها ظاهري وتطهر بها باطني، وتجمع بها شملي وتقدس بها سري، وتيسر بها تقديسي وتزكي بها نفسي وتطهرني من رجسي، وهبني نورا منك أمشي به في الناس إنك أنت وهاب الأنوار وكاشف الأسرار وكل شيء عندك بمقدار. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ومن خواص آية الكرسي أن من خاف عاقبة أمر من الأمور وأراد الخروج منه، فليتطهر ويلبس ثيابا طاهرة نظيفة، ويطهر مجلسه الذي يختلي فيه، فإذا صلى العشاء الأخيرة، يصلي ركعتين قبل صلاة الوتر، يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرة وآية الكرسي إحدى عشرة مرة، فإذا سلم يقرأ آية الكرسي إحدى وعشرين مرة ويقرأ سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر وسورة الإخلاص ثلاث مرات والمعوذتين مرة يقول: إني تفاءلت بكلامك القديم فأرني ما هو المكنون، اللهم أرني في ليلتي هذه جميع ما سألت عنه وما لم أسأل، وبين لي الخروج من هذه الأمور التي أخافها وأحذرها، اللهم إن كان خيرا فأرني بياضا أو خضرة، وإن كان شرا لي أو عليّ فأرني سوادا أو حمرة، وأن ترسل لي خادما من خدام هذه الآية الشريفة آية الكرسي يخبرني في منامي ما هو المكتوم عني، اللهم أنت الحق بيّن لي الحق، يا حق الحق إنك على كل شيء قدير. ثم تسمي ما تريد وتطلبه، ثم تصلي صلاة الوتر، وترقد على جنبك الأيمن، وتصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على قدر الاستطاعة، وتنام وتجعل بالك في حاجتك، وما هو خيرتك وما هو شر عليك، وإن لم تر في ليلتك ما تطلب وما سألت عنه، فعاود العمل فالصلاة في الليلة الثانية والثالثة فإنك ترى ما تطلب، وأخلص نيتك فإن النية سابقة العمل والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فاعرف قدر ما وصل إليك فإنها تغنيك عن علوم كثيرة. ومن خواص آية الكرسي الشريفة أنه من أضره العشق والمحبة والهيام إلى شخص، وخشي الفضيحة من الناس أو بين أهله فليرسم آية الكرسي الشريفة خمس مرات في جام زجاج، بمسك وزعفران وماء ورد، ثم ينجم تحت السماء بعد أن يكتب اسم الشخص الذي يريد سلب محبته، فإذا كان الصباح يذيب الكتابة بماء ورد ويشربها على الريق، يفعل ذلك ثلاث مرات على ثلاثة أيام، فإن الله تعالى ينسيه ذلك الشخص ويقلع محبته من قلبه والنية سابقة العمل فمن أخلص نيته نال أمنيته.

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته، وفهم أسرار أسمائه أن آية الكرسي لها خواص ومنافع غزيرة تنفع للخائف إذا حصل له رجفان فإنه يذهب ذلك عنه بإذن الله تعالى. ومن خواص آية الكرسي أنها تكتب لوجع القلب والخفقان ووجع الكبد ومغص البطن، يكتب كما ذكر في إناء طاهر ثلاث مرات ويشربها صاحب العلة ويقول عند شربها: نويت الشفاء من العلة الفلانية، ويذكر العلة فإن الله تعالى ببركة الآية الشريفة يشفيه ويعافيه بإذن الله تعالى والله الشافي المعافي. ومن خواص آية الكرسي أنها تنفع لإذهاب الطحال ووجعه تكتب الآية الشريفة وتعلق فوق الطحال فإن الله تعالى يعافيه ويشفيه ببركة الآية الشريفة. ومن خواص آية الكرسي للصداع والشقيقة، من كتبها في رق غزال إن أمكن، أو في كاغد نقي وتكتب معها قوله سبحانه وتعالى لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعًا مُتَصَدِّعًا إلى آخر السورة وقوله تعالى: ولَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ والنَّهارِ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أسكن أيها الصداع والشقيقة والوجع والضربان عن حامل كتابي هذا، كما سكن عرش الرحمن بحرمة هذه الأحرف الشريفة

المباركة المنيفة ح ح ح ط ي ك ل م ن ع س ص د ي أسكنوا هم من ذكرت عليه هذه الأسماء: الله الشافي، الله الكافي، الله المعافي فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. هذا ما جرب وصح.

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته، وفهم أسرار أسمائه أن آية الكرسي الشريفة لها خواص لا تحصى ولا تعد لأنها أعظم آية في كتاب الله تعالى، وإن من أعظم خواصها ما أذكره لك وذلك أني كنت جالسا بين يدي شيخي أبي عبد الله الأندلسي، ونحن نذاكر في بعض العلوم إذ دخل علينا رجل وهو يرجف مثل السعفة في الريح العاصف، ثم سلم ووقع على يد الشيخ يقبلها ويبكي فقال له الشيخ: ما لك أيها الرجل وما الذي أبكاك فقال له الرجل: اعلم يا سيدي أنني خائف من بعض الأعداء أن يغتالني بسوء، وليس لي قدرة عليه، وقد أتيتك يا سيدي عساك أن تفرج عني همي وغمي وتزيل عني كربي. فلما سمع الشيخ ذلك القول من الرجل قال له: أبشر يا هذا ولا تخف إن شاء الله تعالى بعد هذا اليوم لا تخف من أحد، ثم إن الشيخ عمد إلى رقعة وكتب فيها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم كتب فاتحة الكتاب، وكتب آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، ثم كتب قوله تعالى ولا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ لا تَخافُ دَرَكًا ولا تَخْشى لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك حتى لا أهلك وأنت رجائي، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قلّ لك عندها شكري، فلم تحرمني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ويا ذا النعماء التي لا تحصى أبدا، أسألك اللهم أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وأن تحفظني وتحرسني من أعدائي ومن يريدني بسوء أو مكروه اردد اللهم بأسه عليه، واجعل خيره بين عينيه، وشره تحت قدميه، ومن يريد لي شرا أو مكرا أو غدرا فهو عائد عليه واجعله موصولا لديه ورَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْرًا وكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا صم بكم عمي فهم لا يبصرون فهم لا ينطقون فهم لا يتكلمون هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ولا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ص ق ن فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثم إن الشيخ طوى الرقعة ودفعها للرجل وقال له: ضعها في عمامتك فإنك تأمن من كل مكروه فلم ينظر الرجل بعده سوءا أبدا. واعلم يا أخي أن هذه الأسماء العظيمة القدر ما حملها أحد إلا نجاه الله تعالى مما يخافه ويحذره، وإن دخل بها على حاكم جائر فإنه يأمن شره، ولا يخاصم حاملها أحدا إلا غلبه وقهره ببركتها، وفضائلها مشهورة عند العلماء وعند من يعرف قدرها واللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ والله ذو الفضل العظيم.

فائدة مباركة: للحرس من الأعداء والخوف والفزع من قطاع الطريق ومن غيرهم. قال بعض الصالحين رحمه الله تعالى: نزلنا في بعض الأسفار على نهر يجري فأتانا قوم قالوا إنه لم ينزل في هذا

الموضع أحد إلا نهب متاعه، فرحل أصحابي من الخوف والفزع وتخلفت أنا لحديث سمعته من ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم: من قرأ ثلاثا وثلاثين آية من كتاب الله تعالى لم يضره تلك الليلة سبع ضاري ولا لص عادي، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح، فلما أمسيت لم أنم حتى رأيت جماعة وقد جاءوا مجردين سيوفهم وأبدانهم مني فلم يصلوا إلي، فلما أصبحت رحلت فلقيني شيخ على فرس وقال لي: يا هذا إنسي أم جني؟ فقلت: بل إنسي من أولاد آدم فقال لي: ما بالك أتيناك في هذه الليلة أكثر من سبعين مرة كل ذلك يحال بيننا وبينك بسور من حديد فقلت له: حدثني ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال «من قرأ ثلاثا وثلاثين آية من كتاب الله تعالى في ليلة لم يضره سبع ضاري ولا لص عادي ويكون في أمان الله تعالى إلى الصباح». فلما سمع الشيخ ذلك نزل عن فرسه وقبل رأسي، وأعطى الله عهدا أن لا يعود إلى ما كان منه أبدا. وهذه الآيات المباركة القدر: تقرأ أربع آيات من سورة البقرة إلى قوله تعالى الْمُفْلِحُونَ، وآية الكرسي الشريفة وآيتان بعدها إلى قوله خالِدُونَ، وثلاث آيات من آخر البقرة لله ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ إلى آخر السورة، وثلاث آيات من الأعراف قوله تعالى إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ. إلى قوله. الْمُحْسِنِينَ وعشر آيات من أول سورة الصافات إلى قوله تعالى لازِبٍ، وآخر الإسراء قُلِ اُدْعُوا اللهَ أَوِ اُدْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا إلى آخر السورة، وآيتان من سورة الرحمن يا مَعْشَرَ الْجِنِّ والْإِنْسِ. إلى قوله. تَنْتَصِرانِ، وأواخر الحشر قوله تعالى لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ إلى آخر السورة، وآيتان من سورة الجن قوله تعالى وأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اِتَّخَذَ صاحِبَةً ولا وَلَدًا. إلى قوله. شَطَطًا.

واعلم أن هذه الآيات تسمى آيات الحرس يقال إن فيها شفاء من مائة داء مثل الجذام والبرص وغيره. وروي عن محمد بن علي رضي الله عنه قال: قرأتها على شيخ قد أفلج فأذهب الله تعالى عنه ذلك بإذن الله تعالى وبركة كلامه القديم. فافهم ذلك. ومن نقش هذا الوفق الشريف على خاتم من الفضة أو لوح منها في الساعة الأولى من يوم الجمعة وهي من طلوع الشمس إلى أن يصير الظل ثمانية وعشرين قدما، فمن فعل ذلك رأى العجائب من نفسه، وهو للمحبة والقبول والهيبة ويوسع الرزق وهذه صفته:

فائدة جليلة: لمقابلة الحكام والملوك والوزراء والقضاة والولاة وأرباب المناصب. يوضع في شرف

الشمس أو في شرف المشتري في لوح من ذهب أو فضة، أو من نحاس أصفر، ويكون النقاش صائما ويبخر وقت حمله والحاجة إليه بالعود الهندي والجاوي والمصطكى وعود ند وبزعفران وهذه صورته وصفاته كما ترى فافهم ترشد:

وحكي عن بعض الصالحين رضي الله عنه قال: كانت لي حاجة فمكثت ثلاثين سنة أسأل الله تعالى فيها ومع ذلك لم أيأس منه فأخذت مضجعي ذات ليلة ونمت وإذا بقائل يقول: خذ هذه الأقسام التي تحت رأسك، وأقسم بها في حاجتك فإنها تقضى.

فانتبهت فوجدتها مكتوبة في لوح حروفا مقطعة، فجمعتها فإذا هي كما ترى فما أقسمت بها على حاجة إلا قضيت من ساعتها وهي هذه:

بخشوع القلوب عند السجود ... لك يا سيدي بغير جحود

وبك الله يا جليل فلا شيء ... يدانيك في غليظ العهود

وبكرسيك المكلل بالنور ... إلى عرشك العظيم المجيد

وبما كان تحت عرشك حقا ... قبل خلق السماء وصوت الرعود

ذاك إذ كنت لم تزل قط إلها ... عرفت بالتوحيد

وتقول بعد فراغك من هذه الأبيات الشريفة: أسألك اللهم أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وأن تقضي حاجتي وهي كذا وكذا فإن الله تعالى يقضيها بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى، ويليه هذا الدعاء المبارك وهو دعاء آية الكرسي الشريفة تقول: يا حي يا قيوم، أنت الذي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أسألك بقيوميتك أن تقيمني إليك، وأسألك بحياتك حياة القلب وسلامته، كذلك في الدين والدنيا والآخرة وفيما بينها، واحفظ علي جميع ذلك، يا من لا يؤوده شيء من حفظه، يا علي يا عظيم إلى أن ألقاك وأنت عني راض يا الله على أحسن حال منك وأنعم بال، بلا محنة ولا عقوبة في الدين ولا في الدنيا ولا في الولد ولا في المال ولا في الدنيا ولا في الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين.

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته ونوّر قلوبنا بنور معرفته أني كنت كثيرا أداوم على قراءة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة من قوله تعالى آمَنَ الرَّسُولُ إلى آخر السورة، ثم أوائل سورة آل عمران إلى قوله الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ مع الآيتين قوله تعالى قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ. إلى قوله. بِغَيْرِ حِسابٍ ثم تقول: اللهم إني أسألك صحة الخوف وغلبة الشوق وإتيان العلم ودوام الفكر، وأسألك اللهم سر الأسرار المانع من الأضرار حتى لا يكون لنا مع الذنب أو العيب قرار، وأحينا واهدنا للعمل بهذه الكلمات التي بسطتها لنا على لسان رسولك، وابتليت بهن إبراهيم خليلك فأتمهن قالَ إِنِّي جاعِلُكَ

لِلنّاسِ إِمامًا قالَ ومِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ فاجعلنا من المحسنين من ذريته ومن ذرية آدم ونوح، واسلك بنا سبيل أئمة المتقين.

اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي وارحمني وتب علي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ يا الله يا حليم يا عليم يا سميع يا بصير يا مريد يا قدير يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم يا من هو ياه ياه يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن، تبارك اسمك ذو الجلال والإكرام، اللهم صلني باسمك العظيم الذي لا يضر مع الذنوب شيئا، واجعل لي منه وجها تقضى به الحوائج للقلب والعقل والروح والشوق والنفس والبدن، وأدرج أسمائي تحت أسمائك، وصفاتي تحت صفاتك، وأفعالي تحت أفعالك إلى درج السلامة وإسقاط الندامة وتنزل الكرامة وظهور الإمامة، وكن لي فيما ابتليت به من أئمة الهدى من علمائك، وأغنني حتى تغني بي من شئت وأحيني حتى تحيي لي من شئت وما شئت من عبادك، واجعلني خزانة الأربعين ومن خاصة المتقين، واغفر لي فإنه لا يناله الظالمون طسم حم عسق مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ثم الفاتحة الشريفة إلى آخرها، وقل هو الله أحد ثلاث مرات، فمن قرأ هذه الآيات والأقسام، وطلب حاجة من حوائج الدنيا والآخرة نالها بإذن الله تعالى. وها نحن قد فتحنا الباب لمن أراد الدخول إلى كنز الخيرات والله يؤتي ملكه من يشاء وبعدها تقول: يا الله يا حق يا نور يا منير افتح قلبي بنورك، وعلمني من علمك واحفظني بحفظك، وأسمعني وفهمني علمك وبصرني بك، وسبب لي سببا من فضلك تغنيني به من الفقر، وتعزني به من الذل، وتصلح لي به الدنيا والآخرة، وتصلني به إلى نظر وجهك الكريم في جنة النعيم إنك على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فمن قرأ هذه الآيات والأقسام كما قدمنا ذكرهم نال ما طلب من الله تعالى بمنه وكرمه.

ومن خواص دعاء آية الكرسي: قال بعض الصالحين رضي الله عنه: فمن كان يدعو به في جميع أموره ومهماته يستجاب له وهو هذا الدعاء العظيم تقول: الحمد لله الذي نصب للعالمين أعلام العلوم، وجعل حملة القرآن العظيم خواصه وأحبابه من الشمول والعموم، وأراح أرواح الفقراء من التعب والنصب والهموم، وصبر العالم كحلة لازوردية، والصالحين طرازها المرقوم، فمطيعه ممدوح وعاصيه مذموم، وأين يفر الظالم وقد دعا عليه المظلوم واشتكاه عند ملك عظيم الهيبة إليه الملوك تقوم، يغضب لغضبه الماء والهواء والليل والنهار، والشمس والقمر والنجوم، والحر والبرد والشجر والمدر والسحاب والغيوم، ويقف الموت والحياة عند بابه كوقوف الخادم للمخدوم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ دبر الوجود يوما بعد يوم، وأفنى القرون الماضية قوما بعد قوم، وأسكن حركات من في الأرض ومن في السماء ولا إشارة لهم ولا روم، أشبع أهل الإسراف وجوع أهل الصوم وأفنى تلك الأشخاص كلها وهو الباقي على الدوام لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ ما فوق الفوق وما تحت التحت والطول والعرض، وحكم بالنجاة والفوز والندب والفرض على عباده، وطالبهم بذلك الفرض لَهُ ما فِي السَّماواتِ

الفصل العشرون: في خواص بعض الأوفاق

والْأَرْضِ كل الخلائق لائذ إلى شديد ركنه، والمؤمن في حصنه، والمنافق في سجنه، فإذا كان يوم القيامة اشتغل كل والد عن ولده وابنه لا يشفع عنده إلا من ارتضاه بمنه مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلّا بِإِذْنِهِ خالق الماء والنار والتراب والهواء وجعلهم العناصر الأربعة، فما النار والتراب والهواء إلا كحبة في الماء، والنار والتراب والهواء والكرسي إلا كنجمة في السماء، وما الماء والنار والتراب والهواء والعرش والكرسي إلا رجل معه عشرون درهما والكل في قبضته كذرة في علم الابتداء والانتهاء يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِما شاءَ خلق حملة العرش أربعة سهوى أعظما واضعين تحت رؤوسهم وفوق الصخور قدما يشبهون بالوجوه أسدا ونسرا وديكا ونعما لا يسأل صاحب عن صاحبه عما في النعماء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما أنزل آية الكرسي خمسين كلمة من أعظم القرآن العظيم ما سمع مثلها الكليم، وهي تحفظ النفوس والروح والمال والولد والمسافر والمقيم، وتبرئ الأكمه والأبرص والمعافى والسقيم، منزلها عظيم وملكها قديم وصراط مستقيم وفضلها عميم وهو الله في السموات وفي الأرض وهو العلي العظيم.

الفصل العشرون في خواص بعض الأوفاق

والطلسمات النافعات المجربات

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه، أن لكل آية من كتاب الله تعالى حروفا وأعدادا، ولكل عدد وفّق، فمن جمع بين حروف آية وعددها في وفق شريف وفق لكشف السر.

واعلم أن كل آية لها شكل عند أرباب الأسرار، ووفق عند أصحاب الأنوار، فإذا نظر الروحاني إلى ذلك الشكل أجاب، ومن عرف سر التداخل انفعلت له الأشياء. ألا ترى أن أصحاب الأسرار لما فهموا أسرار التداخل للآيات وغيرها أبرأوا بمائها العلل المزمنة، وما بطل على السالكين سلوكهم فيه إلا لقلة درايتهم بالطبائع والتداخل، فرتبوا الأساس على الماء فلم يثبت، ووضعوا الثقيل على الخفيف فلم يثبت إذ الجاهل ينبغي أن يكون أقوى من المجهول. واعلم أن هذه الحروف خواصها غريبة ومنافعها عجيبة لا يطلع عليها إلا آحاد الراسخين من الأفراد والعارفين، ويتصرف بها في جذب القلوب والأرواح وجلب المهج والأشباح، وهي تنقسم إلى ناري وترابي وهوائي ومائي هذا عند أرباب الطبائع، وإلى ناري وهوائي وترابي ومائي، وهذا مذهب أصحاب النواميس، والمطلوب من أمرنا إنما هو التركيب على قوام هذا الفصل، وهذه صورة دائرته تعرف بها الأحرف المائية والترابية على الترتيب أ ب ت ث ج ح خ نارية، ل م ن ص م ض ع غ هوائية، ف ق س ي ترابية، وصورة التركيب عند أهل الأسرار إنما يقدمون الحروف النارية على الحروف الترابية ويلقونه في الماء لأن الهواء لا يمسك الماء. فها نحن قد بينا لك كل شيء فلا تضجر واطلب واجتهد، وكن كما قال الشيخ رحمه الله تعالى:

اطلب ولا تضجر من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا

أما تنظر الحبل بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا

ومن جدّ وجد ومن لم يجدّ لم يجد، وهذه صورة الدائرة كما ترى فافهم ترشد:

روي عن الإمام علي عليه السّلام «أنه سأله رجل من اليهود عن عدد بجميع الكسور من النصف إلى العشر من غير كسر فقال له الإمام: إن أنا أخبرتك عن ذلك تسلم؟ قال: نعم.

فقال له الإمام عليه السّلام: اضرب أيام جمعتك في أيام شهرك، والحاصل في شهور سنتك يظهر لك الجواب عما سألت. فاجتمع من الضرب جميعه ٢٥٢٠، فالنصف ١٢٦٠، والثلث ٨٤٠، والربع ٦٣٠، والخمس ٥٠٤، والسدس ٤٢٠، والسبع ٣٦٠، والثمن ٣١٥، والتسع ٢٨٠، والعشر ٢٥٢، فافهم. هذا من العلم الإلهي الذي هو فضل من الله تعالى والله يؤتي من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وحروف الظلمانية أربعة عشر حرفا وهي هذه يجمعها قولك: غض شج ثيب خذ وزد فظ، وأيضا تنقسم إلى قسمين دنيّ وأدنى، فالدني منها سبعة يجمعها قولك ذو قضد غب، والأدنى سبعة يجمعها قولك خشفيخ تظز، ولكل حرف من الحروف النورانية ما يقابله من الحروف الظلمانية، وأما الحروف النورانية فيجمعها قولك طرق سمعك النصيحة، وأيضا على هذه الصفة من قطعك صله سحيرا.

اعلم أيها الطالب أنك إذا أخذت حروف بسط من حروف الظلمانية، ومزجتها بحروف اسم الشخص في شقفة نيئة والقمر في محاقه ودفنتها في قبر منسي، فإن الهموم والأحزان تبسط على قلبه من غير سبب، فاتق الله تعالى قال بعض الفضلاء: إذا أردت قضاء حاجة من أي أحد كان من الموجودات فاكتب جميع عدد اسمه واسم أمه واسم المطلوب، فإذا اجتمع من الجملة العدد، فارسمه في ساعة سعيدة وأمسكه عندك، وانهض به في طلب حاجتك فإنها تقضى بإذن الله تعالى. واعلم أيها الطالب إذا أردت أن تنظر شخصا فانظر حروف اسمه واسم أمه وحروف طالعه، وأخرج حروف الطالع والاسمين وارمه في طعامه أو شرابه، وتكلم عليه بالكلام وهو بسط، فتنقبض عليه تلك الطبيعة العالية، وتصرف فيها بكل ما تريد، وهذا سر غامض من أسرار الله تعالى. قال الشيخ الإمام الفاضل العالم

الكامل المحقق المدقق قطب الغوث الفرد الجامع علامة عصره وفريد دهره الإمام جعفر الصادق عليه السّلام:

إذا أردت عملا تعمله فخذ اسم الطالب واسم المطلوب، وأضف إليهما من الأعداد ر ك ر فد هذا هو أعداد الغالب وهو اسم مكعب، وكيفية الدخول إلى سائر الأعمال، فاحسب اسم الطالب بالجمل الكبير واسم المطلوب، وانظره إن كان الغالب عليه من عد ذلك مثاله تجعل اسم الطالب أحمد، واسم المطلوب محمد تحسب بطريق العمل هكذا أحمد ٥٣، ومحمد ٩٢، فأضف أعداد ر ك ر فد، فصار اسم الطالب ٢٧٣ واسم المطلوب ٢٧٦، وتمازج كلا منها فصار ٢٤٩، ثم تسقط من هذا ٣٠، بقي منه ٦١٩ وقسمناه أربعة أقسام، فصار كل قسم منه ١٥٤، وبقي ثلاثة مكسورة، والزائد الذي زاد من الحساب تنزل به. هكذا يحصل المقصود إن شاء الله تعالى.

فائدة أيضا: إذا التقى ثلاثة كسور تنزل بيت الخمسة واحد، وإذا بقي واحد تنزل بيت الثلاثة عشر واحد يحصل لك المقصود والله أعلم. قوله تعالى واللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنا اِضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى ويُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ هذه الآية يستنطق بها النائم يخبر عما في ضميره وهذه صورة وفقه كما ترى:

فإذا أردت ذلك فاكتبها في فك، وضعها على صدر النائم واسأله عما تريد فإنه يخبرك بإذن الله تعالى عنه، وهو مخصوص بأرباب البصائر. قوله سبحانه وتعالى وكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ما ألقيت في دار ظالم إلا وخربت تكتب في عظم بومة مذكاة مصطادة بالسلاح والجوارح وهذه صورة وفقه:

واعلم أن الله تعالى إذا أراد أمرا أخر كلا إلى عمله، فإن

العباد آلة له والله المتصرف في ملكه لا إله إلا هو. قوله تعالى:

وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُها قاعًا صَفْصَفًا لا تَرى فِيها عِوَجًا ولا أَمْتًا والاسم الذي في سورة الأنعام تسكن به الريح وتختفي به من الظلمة وهو قوله تعالى:

لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الشعراء تعلق في عنق ديك أفرق أزرق ترى العجب العجاب. سورة المنافقون لتفريق الجماعات.

أوائل سورة الفتح للنصر والظفر، وجري المياه والبركة في الثمرات، ما أكثر من قراءتها ذليل إلا عز، ولا ضعيف إلا قوي، ولا مغلوب إلا انتصر، ولا معسر إلا يسر الله تعالى عليه من حيث لا يشعر.

ومن رسمها في رق طاهر بزعفران وماء ورد ومسك وعلقها عليه على عضده الأيمن أصاب قوة وجاها عند الناس، وكان منصورا على أعدائه، فلذلك يصلح حمله للأمراء والجيوش وقواد العساكر والله سبحانه أعلم. ومن رسمها في علم وحمله في الحروب رزقه الله تعالى القوة والنصر على الأعداء. ومن

رسمها في قدح من الخشب ومحاها بماء، وغسل بها وجهه كان وجيها أمينا محبوبا محفوظا أينما كان بإذن الله تعالى.

قال المسعودي: بلغني أن من قرأ سورة الفتح في أول ليلة في شهر رمضان في صلاة التطوع حفظه الله تعالى. قال ابن قتيبة: حدثني رجل من أهل مكة قال أصابتني شدة فشكوت ذلك لرجل من الصالحين فقال: إني أكتب في ورقة إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلّا هُوَ رَبَّنَا اِفْتَحْ بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا واِتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والْأَرْضِ ولَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ واِسْتَفْتَحُوا وخابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ ولَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ بابًا مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِي وبَيْنَهُمْ فَتْحًا ونَجِّنِي ومَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها حَتّى إِذا جاؤُها وفُتِحَتْ أَبْوابُها وقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ وأَثابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ومَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ نَصْرٌ مِنَ اللهِ وفَتْحٌ قَرِيبٌ وفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْوابًا إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ والْفَتْحُ ورَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واِسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا فاكتبهم وعلقهم على عضدك الأيمن ففعلت ذلك ففتح الله عليّ ويسر الله لي من حيث لا أحتسب.

قوله تعالى فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ وهذه الآية الشريفة من نقشها في خاتم وتختم بها، كان ملطوفا به في جميع أحواله، وإذا دخل به على ظالم وهو يقرأها أمامه كفي أمره بحول الله تعالى وقوته وهذه صورته:

قال بعض العلماء رضي الله عنه: من أراد الوصول إلى الغنى الأكبر والكنز الأعظم فليكتب قوله تعالى: قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ في صحيفة من ذهب أو فضة، أو ورق في يوم سعيد في الساعة الأولى من يوم الخميس، وليصم من أراد أن يصل إلى السر الأعظم والكنز المعظم أربعين يوما لا يأكل فيها حيوانا ولا ما خرج من حيوان، ويفطر على الحلال، وإن قدر على المباح الذي لم تتعلق به همم الناس فهو أولى، وليقرأ كل يوم عند طلوع الشمس سورة الضحى ألف مرة، ثم يقول في آخر ذلك «اللهم يسر علي اليسر الذي يسرته على كثير من عبادك، وأغنني بفضلك عمن سواك.

وكذلك تقرأ السورة بعد الغروب العدد المتقدم، وليضع الشكل المرسوم في كيس طاهر في اليوم الأول ومعه أربعون درهما، فإذا أراد أن ينفق شيئا تلا السورة عدد ما ينفق منه إلاّ ثبت مدة الأيام وهو باق على حاله لم يتغير، وهو مخصوص بأرباب الأحوال فافهم، فقد فتحت باب الغنى لمن أراد، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

واعلم وفقني الله وإياك إلى طاعته أن الملك والسلطنة قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ. إلى قوله تعالى. بِغَيْرِ حِسابٍ والوزارة والإمارة: واِجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وجعلنا معه أخاه هرون وزيرا. والمحبة والطاعة: وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله والنصر والغلبة: ومَا النَّصْرُ إِلّا مِنْ عِنْدِ اللهِ ويَنْصُرَكَ اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فافهم ذلك فإنه لا يمكن التصريح بأكثر من ذلك وقس عليه ما فهم من الآيات على ما لم يفهم. واعلم أن من داوم على قراءة الضحى أربعين يوما في كل يوم عند انقضاء ذكره وقراءة: اللهم يا غني يا مغني أغنني بحلالك عن حرامك غنى لا أخاف منه فقرا، واهدني فإني ضال، وعلمني فإني جاهل، أرسل الله تعالى إليه من يعلمه الحكمة في نومه أو يقظته.

قوله تعالى: وما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ومَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ إذا رسمت على هذه الصورة وعلى جهاتها اسم محمد وجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام وحملها إنسان معه، أمن من شر الجن والإنس، وشر طارق الليل والنهار. وكان محروسا منها وهذه صورتها:

اعلم أن من كتب سورة محمد صلى الله عليه وسلم في جام زجاج ومحى الكتابة بماء زمزم وشربه، كان وجيها عند الناس مسموع الكلام، ولا يسمع من أحد شيئا إلا حفظه بإذن الله تعالى.

قوله: فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ وحُمِلَتِ الْأَرْضُ والْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ واِنْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ هذه الآية الشريفة تكتب لإنزاف الدم في أي مكان شئت، فمن ذلك رسم الأسماء في صحيفة من الرصاص والقمر في العقرب، وارسم فيها اسم من أردت نزافته واسم أمه وتكون الكتابة بزنجفر رومي، ثم تدفن العمل في ساقية تجري إلى المشرق، وتكون قد وضعت ما كتبت في بوصة وتلف عليها خيطا أحمر وتربطها إلى جانب الساقية، وإياك أن تذهب البوصة فإن المعمول له ذلك يهلك وتكون أنت المطالب به بين يدي الله تعالى، ولا تخليه أكثر من سبعة أيام فيهلك المعمول له، فإذا أردت حله، فأخرج ما كتبته ثم امحه بالماء، ثم اكتب للمعمول له آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين والفاتحة في إناء طاهر واسقهم له فإنه يبرأ بإذن الله تعالى والله الموفق وهذه صورة وفقه كما ترى:

قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وأَبْكارًا هذه الآية لطلاق النساء تكتب في زبدية زرقاء بمداد وقطران، وترسم أسماءهم وتمحوها بماء سارب، وترشها في الدار التي يسكنون فيها فإنهم يفترقون ولا يقيمون فيها وهذه صورة ما تكتب في الصحيفة.

قوله سبحانه وتعالى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ -إلى قوله تعالى- يُؤْفَكُونَ هذه الآية لعقد الألسنة وصمت العدو وقطعه عند المخاصمة والمجادلة. تكتب في صحيفة من الحديد، بطالع الميزان، والمريخ فيه للعقرب بالوجه الأول وتحمل معه ويقابل من أراد، فإنه يصمت لسان عدوه وينتصر عليه وهذه صورة وفقه كما ترى:

قوله تعالى: رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإِلَيْكَ أَنَبْنا وإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا واِغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هذه الآية إذا رسمت في خاتم من حديد وألقاه أحد في بيته، فإن الله تعالى ينصره ويؤيده ويعزه ولو كان ذليلا، ويعلمه علم ما لم يكن، ويأتيه رزقه رغدا من عند الله تعالى ويكون له نصرا ومعينا لأن فيه اسم التوكل والعزة والحكم لله والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهذه صورة وفقه كما ترى فافهم:

قوله تعالى: فَقُلْتُ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفّارًا يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْرارًا ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهارًا هذه الآية للزيادة لك في الرزق ونمو التجارة وكثرة الربح، فمن رسمها في خاتم من فضة بيضاء وألقاه في أصبعه، فإنه لم يزل يسهل الله عليه رزقه وهو من الأمور العجيبة لأنه أمر لا يقدر على وصفه أحد لما فيه من البركات والخيرات الوافرات بعون الله تعالى وهذه صورته:

قوله تعالى إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ونِصْفَهُ وثُلُثَهُ وطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ واللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ والنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ هذه الآية الشريفة لمن أراد الزيادة في العبادة والإنابة إلى

الله تعالى، فإذا أراد ذلك فليأخذ طشتين من النحاس الأحمر، ويرسم فيه الآية الشريفة يوم الجمعة والناس في الصلاة وقل: فتاب الله على فلان واغسله بالماء القراح، واقرأ عليه مائة مرة واشربه ثلاث مرات إذا أردت النوم، فإن الله يهدي صاحب الاسم للعمل الصالح ويقربه إلى أفعال العبادة والطاعة بحول الله وقوته وهذه صورة وفقه كما ترى:

قوله تعالى: إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ والْفَتْحُ ورَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واِسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا من كتب هذه السورة الشريفة في خرقة زرقاء يوم السبت في ساعة عطارد والقمر مسعود، وألقاها في رأسه، فكل من خاصمه غلبه بعون الله تعالى، وإن نقش في شرف الشمس والمريخ مقابله نصر على عدوه بعون الله تعالى ومن حمله منع من الجراح بإذن الله تعالى وتوفيقه.

قوله تعالى وجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ رَأْفَةً ورَحْمَةً ورَهْبانِيَّةً اِبْتَدَعُوها ما كَتَبْناها. إلى قوله تعالى. فاسِقُونَ هذه الآية للمخاصمة والمحاكمة والمجادلة وقهر الأعداء والظفر بهم والنصر عليهم، فإذا أردت ذلك فارسم هذه الآيات في رق غزال بماء الآس يوم الجمعة عند انفضاض الناس من الصلاة، وبخره بالعود والعنبر وضعه في صحيفة فضة وألقه في رأسك وحاكم من أردت من الأعداء، وقابل من تريد من الحكام، فإنك تغلبه بعون الله تعالى وهذه صورته فافهم ترشد:

اعلم وفقني الله وإياك إلى طاعته وفهم أسرار أسمائه، أنه من أراد مقابلة سلطان أو وزير أو قاض أو حاكم من الحكام، إذا أراد عقد لسانه لسحب أذيته عنه ولو كان على القتل، يكتب الأسماء الآتي ذكرها في رق غزال بمسك وزعفران وماء ورد، يبخر بأطيب البخور مثل العود والند والعنبر والمسك، ثم يحملها في مقدم عمامته، وتكون الكتابة في ساعة الشمس من يوم الأحد، وإن كان في شرف الشمس يكون أجود، فإن كنت في شك من ذلك وأردت أن تجرب فعلقه على شاة قدمت للذبح فإنها لا تذبح ما دام معلقا عليها وإذا دخلت الحمام والكتابة معك فإن الحمام يبرد بإذن الله تعالى، وهذه صفة الطلسم المذكور والآيات الشريفة أَقْبِلْ ولا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ لا تَخَفْ

إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أقبل يا فلان بن فلانة كما أقبل الخطيب على المنبر، والسلطان على العسكر، عقدت لسان من تخاصمه ولسان كل ناطق لا يتكلمون في حامل كتابي هذا إلا بخير أو يصمتون، صم صم صم بكم بكم بكم عمي عمى عمي فهم لا يبصرون جعلت حامل كتابي هذا منصورا مؤيدا على كل أحد كما نصر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالملائكة، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل من وراء ظهره، وأسماء الله محيطة به، شاهت الوجوه، وعنت الوجوه للحي القيوم، ماهت باهت تاهت حتى محت الظلاما محلا أهلا، أقبل ناجيا منصورا مؤيدا بالواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

اعلم يا أخي أن هذا طلسم عجيب وسر غريب قد ادخرته العلماء وأخفوه خوفا لئلا يقع في يد جاهل فتهتك به المحصنات، فبالله يا واصلا إلى هذا الكتاب لا تفعله إلا في الحلال، وأنت المطالب به يوم القيامة، فإذا أردت العمل به فاكتبه في فك اليمين بمسك وزعفران وماء ورد، وبخره برائحة أرجة، وتكون الكتابة يوم الأربعاء في أول ساعة واتل القسم الكبير الذي أوله بسم الله القدوس الطاهر، ثم أخف يدك داخل الكم، وافتح يدك في وجه من تريد حتى ينظر الكتابة، ثم سر ولا تلتفت إلى ورائك، فإن المطلوب يتبعك حيث شئت وهذا ما تكتب:

فصل: وإذا رأيت من يشتكي وجع الطحال، فاكتب له هذا الطلسم المبارك في ورقة وضع الطلسم والورقة فوق الطحال من فوق القميص، ثم خذ ملعقة جديدة وتضع فيها قليلا من الرماد وضع فوق الرماد جمرة نار، ثم ضع ملعقة فوق الطلسم، فإن النار يحس بها صاحب الطحال أنها داخل جوفه، فحكمها على قدر استطاعة المريض ولو كان نصف درجة وارفعها، فإن الطحال لا يمكث بعدها حتى ينقطع وينزل مع الغائط ويبرأ صاحبه منه بإذن الله تعالى، وهذه صفة الطلسم كما ترى فافهم.

فصل: إذا أردت أن تحفظ كل ما تسمع ولا تنساه، فاكتب هذه الأحرف في جام زجاج واشربها بالماء القراح ثلاثة أيام فإنك ترى العجب العجاب من شدة الفهم وتقول عند شربها فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ الآية. صفة الطلسم: سفيحكم للحلمعحكم لله ملتحفف طلسم طلسم ح ح ح د د ي أحسه ر ب ع ولح فاطط لله لله ا ح فظ ع ل افعله.

إذا كان لك عدو أو جار سوء وأردت إزالته من جانبك فاكتب هذا الطلسم على

سقف بيته، أو لوح من الرصاص أو خشب، ويدفن تحت باب من تريد، فإنه يرحل من ذلك المكان وتالله لا تعمله إلا لمستحقه من الناس وهو الطلسم المذكور:

فصل: إذا أردت عقد لسان أحد أو ألسنة الناس أجمعين تكتب هذا الطلسم وتضعه في مقدمة العمامة ترى العجب وهذه صفة ما تكتب.

أصمت لسان كل ناطق إلا بخير دومره مه ٥ - ٧ - ٩ فلمه اعنقه يا عنقود، واربط الألسنة بحق الودود عجلا عجلا سحلطمعيليلعي سلسلسلعملكحيل هيا العجل الساعة.

فصل: ومن كان له وسواس في نفسه أو وضوئه وصلاته وأراد إذهاب ذلك عنه فيكتب في رقعة هذه الأسماء، ويحملها فإنه يكون أمانا من الوسواس وهذه صفته:

فصل: ومن خاف على ماله أو تجارته من لص أو سارق أو غير ذلك، فليكتب هذه الأسماء في رقعة ويضعها في صندوق المال والتجارة، أو مهما أراد، فإن الله تعالى يحفظها من كل ما يخاف بإذن الله وهذه صورتها:

فصل: من أراد النصر على عدوه، وكان منه خائفا من غدر، أو من يريدك بسوء وأردت أن تأمن من شره، فصلّ ركعتين بعد صلاة المغرب، تقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وقل يا أيها الكافرون وفي الركعة الثانية الفاتحة وقل أعوذ برب الفلق وتقول: اللهم يا كافي اكفني شر فلان بن فلانة، وتذكر ما تريد، وتكتب هذه الأسماء، وتضعها في عمامتك، فإن الله تعالى يكفيك شر ما تخاف وتحذر.

قوله تعالى: إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ واِنْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ إذا أراد عقد بول من يريد، فليرسم السورة الشريفة في ساعة نحسة على قشر بيضة بعد أن يكتب اسم الشخص واسم أمه في ورقة حمراء أو زرقاء، وتدفن إلى جانب النار فإن المعمول له ذلك ينعقد بوله بإذن الله تعالى، ولا تخله أكثر من سبعة أيام فيهلك المعمول له ذلك، وأنت المطالب به يوم القيامة وهذه صفته:

والبخور له نشادر وجوز مر وفلفل.

فائدة للصلح بين المتباغضين: يكتب هذا الطلسم ويعلق على من تريد، أو يوضع تحت الوسادة التي ينامان عليها فإنهما يصطلحان ولو كان بينهما السيف واقع. تكتب يوم الجمعة والخطيب على المنبر، ويبخر بعود ومصطكى ومقل أزرق وقصب الذريرة، وهذا ما تكتب: توكلوا يا خدام هذه الأسماء بإلقاء المحبة والمودة بين فلان بن فلانة بحق هذه الأسماء عليكم، وتكتب هذا الخاتم الذي يجيء تقول: يا مؤلف القلوب ألف بين قلب فلان بن فلانة، وفلانة بنت فلانة بحق من قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي توكل يا عنقود بإلقاء المحبة والمودة بين قلوب المتباغضين على سرر متقابلين، توكل يا خادم هذا اليوم وهذه الساعة بجذب قلوب المتباغضين إلى المحبة، بحق هذه الأسماء، بحق أيوش أيوش بدوح، حب ودود حب يا بدوح ألق المحبة بعد البغضة، والألفة بعد الفرقة اهيا شراهيا أدوناي اصباؤت آل شداي وإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ هيا الوحا العجل الساعة.

أقول: ومن وضع هذا الطلسم في جدار ظالم ودعا عليه بما يأتي بيانه فإن الجدار ينهدم، وصاحب الدار يهلك ويتشتت جمعه، فاتق الله تعالى، ولا تفعله إلا لظالم يؤذي الناس بيده ولسانه، وإياك أن تفعله لغير مستحقه، فأنت المطالب به يوم القيامة فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ وهذا ما تكتب:

توكل يا سريع يا بريق ويا خندش ويا لازب الأحمر

بانتقال فلان من هذا المكان بحق هذه الأسماء فافعلوا ما تؤمرون بعزة كرياروش عكبوا الكياروش م الكيوش هلكموهيش صارش صلصاوش، ارتعدت الملائكة من خيفته وأطاعت المخلوقات لعظمته، طور هيا هيالوراثا اهتزت الهاوب الهاوب دكت الأرض ومارت الأفئدة واستقلت لطاعته، أجب يا أحمر أنت وقبائلك وأشياعك وأهل طاعتك بنور شعتوفيا رقبا رسمومل ومار عيطو رهارهار كط سليمور هشكور هالور هقطور هيطور هو العجل الوحا الساعة، فاتق الله تعالى فإنه يخرب القرى والبلاد والمدن، ويصلح للفرقة بين من يكونون على غير طاعة الله تعالى، تكتبه على شقفة نيئة يوم المريخ وساعته وتبخر الشقفة بورق حرج وورق كرم ولبان ذكر وتذوب الشقفة في خل خمر وقليل قطران وزيت حار، وترشه داخل عتبة باب من تريد وعزيمة ما ذكرناه فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ.

فصل: إذا أردت أن ترمي بالقوس ولا تخطئ في رميك، فاكتب هذه الأسماء في رق ظبي بمداد وزعفران شعر ومرارة هدهد، ويكون القلم من ريش نسر أو عقاب وترسمها في ساعة سعيدة والقمر في برج هوى، والبخور لبان ذكر وهذا ما تكتب:

اعلم وفقني الله تعالى وإياك إلى طاعته، أن هذا الحرف الشريف وهو حرف الشين فإنه عربي وسرياني وقيطرشي، وهو حرف ناري وطبعائه حارة يابسة في الدرجة الثالثة، وخواصه لتوقيف الراكب عن المسير في البحر، وتوقيف المسافرة في البر عن السفر ق ق ق وق ق ق توقف غيرهم، يكتب في لوح من الرصاص في ساعة نحسة فتربصوا به حتى حين وقفوهم إنهم مسؤلون) وتدفن في الطريق ترى العجب، والبخور لسان العصفور ورأس وطواط وهذه صورة ما تكتب:

فصل: إذا أردت أن يحبك إنسان وتثبت محبتك في قلبه إلى الممات ولا تغير أبدا، فاكتب هذه الأسماء في سبع ورقات بيض، وتكتب معها اسمك واسم أمك واسم المطلوب واسم أمه، وتحرق كل يوم واحدة، وتكون الكتابة بقلم ريحان ويكون المداد معه شيء من المسك فإنك ترى العجب من إلقاء المحبة والمودة.

الأول ليوم الأحد: عطفت قلب ٢٥٢ على ٢٥٢ بحق هذه الأسماء ٥١١٦٢٦٥٤٦٢٣٦ * * ٢١٢٣١١.

صحو كاس ٢٥٢ ق ٣٩١

الثاني ليوم الاثنين: أحرقت قلب ٢٥٢ على محبة وألقيت بينهم المحبة والمودة بحق هذه الأسماء حان محل فه حط صه سحاعه فه منه فدحى.

الثالث ليوم الثلاثاء: أحرقت قلب ٢٥٢ وأخذته وجذبته إلى محبة ٢٥٢ وأحرقته النار كما تحرق هذه الأسماء توكلوا يا خدام هذه الأسماء بما أمرتكم به هيا العجل الوحا الساعة بحق هذه الأسماء.

الرابع ليوم الأربعاء: توكلوا يا خدام هذه الأسماء والقلفطريات بإلقاء المحبة والمودة في قلب ٢٥٢، وحركوا روحانية إلى محبة ٢٥٢ لا يفارقه ليلا ولا نهارا ولا يعصي له أمرا ولا قولا، ولا تخالف له أمرا بحق هذه الأسماء وحرمتها عليكم

الخامس ليوم الخميس: توكلوا يا خدام هذه الأسماء بحق الملك الموكل عليكم الطائعين لأمره عصحلعيايل هطيل هطيل كال ابحه عيل حلحل هههليل كان.

السادس ليوم الجمعة: توكلوا يا خدام هذه الأسماء بجلب وجذب قلب ٢٥٢ إلى محبة ٢٥٢ وألقوا بينهم الألفة والمودة بحق هذه الأسماء.

السابع ليوم السبت: توكلوا يا خدام الأسماء المباركة، وحركوا روحانية المحبة والمودة والألفة بين ٢٥٢، وفلانة بنت فلانة بالمودة التامة الدائمة بمحبة فلان بن فلانة بحق هذه الأسماء عليكم وطاعتها لديكم.

قوله تعالى: وهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ ومُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ هذه الآية الكريمة، إذا رسمت في رق نقي وحملته معك على اسم انسان، فإنه لا يقدر يفارقك ما دام الرق معك وهذه صورته:

فصل: يكتب هذا الوفق الآتي بيانه، ثم تأخذ خنفساء إن كان للذكر فذكر، وإن كان للأنثى فأنثى، وتربط له في وسط الدائرة بخيط رفيع، وتدقّ المسمار في قطب الدائرة وتربط الخنفساء إليه، فكلما دارت الخنفساء تطلب الخلاص كذلك يدور الآبق ويرجع إلى المكان الذي فيه هذا الطلسم، ولو كان في السلاسل، سبّب الله له الرجوع ببركة هذا الطلسم المبارك في تحت الشكل وهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ.

وإذا أردت أن تنوم من شئت من مريض، أو من به وجع مؤلم وغير ذلك، فاكتب هذه الأسماء وضعها تحت عمامته، أو تحت وسادته، فإنه ينام من وقته لا يستيقظ حتى ترفع الأسماء من تحت رأسه، وهذه الأسماء تنفع للأطفال الذين يكثرون البكاء وهي هذه ولَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ واِزْدَادُوا تِسْعًا وتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظًا وهُمْ رُقُودٌ ونُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وذاتَ الشِّمالِ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا.

فصل: إذا أردت جلب غائب أو شخص تحبه، فاكتب ما يأتي بيانه في صحيفة من نحاس بقر من الريحان بمداد وزعفران وماء ورد، وتكون في أول ساعة الزهرة، وإن كان الشخص بعيدا، فادفن الصحيفة في نار قوية، وإن كان المطلوب قريبا فادفنها في نار متوسطة، وقسمها ثاقوفة الفصل الذي أنت فيه، وتوكل خدام الثاقوفة أيضا فيكون أجود لعملك وآكد وأسرع فإنه يجلب الغائب من مسيرة ثلاثة أشهر وبحق هذه الأسماء

هيا الوحا الساعة العجل الوحا الطاعة لله ولرسوله ولأسمائه فأنا مخلوق، وإنما الطاعة لله ولأسمائه، بحق الذي قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، الوحا العجل الساعة بإحضار فلان بن فلانة، أو فلانة بنت فلانة.

اعلم يا أخي وفقني الله تعالى وإياك إلى فهم أسرار أسمائه أني كنت جالسا بين يدي الشيخ عبد الصمد الأندلسي رضي الله عنه، وإذا برجل أقبل على الشيخ وسلم عليه، فرد الشيخ عليه السلام بأحسن رد، ثم دنا الرجل من الشيخ وكلمه بكلام خفي فيما بينه وبينه فلم يرد الشيخ عليه جوابا، فلحّ الرجل على الشيخ بالكلام، فلما أعياه رفع الشيخ رأسه إليه وقال: يا هذا: إذا أردت ذلك فصم ثلاثة أسابيع لا تأكل فيها شيئا أبدا فيه روح فإنني بعدها أقضي لك حاجتك، فأجاب الرجل بالسمع والطاعة، ومضى وغاب المدة المذكورة، وأتى الشيخ وقال له: يا سيدي فعلت ما أمرتني به فقال له الشيخ: امض وأتمم صيامك أربعين يوما وائتني تقض حاجتك، فمضى الرجل وأتم الصيام المدة، ثم أتى إلى الشيخ فقال له: يا سيدي أتممت صيام الأربعين يوما فقال الشيخ الآن قد استحقيت الفضيلة ثم إن الشيخ دخل وخرج ومعه رقعة ففتحها وتأملها طويلا، وقبلها وهز رأسه ودفعها إلى ذلك الرجل، وأوصاه الشيخ بها فأجاب الرجل بالسمع والطاعة، وقبل يد الشيخ، فلما غاب الرجل عنا تقدمت إلى الشيخ، وقبلت يده وقلت: يا سيدي ما هذه الرقعة التي دفعتها إلى هذا الرجل؟ فقال الشيخ: يا أحمد فيها سر الله تعالى الذي لا يطلع عليه أحد إلا أفراد ممن أراد الله تعالى به خيرا فقلت: يا سيدي أما تخبرني بها فلم يرد عليّ جوابا، فأخذت في نفسي وقلت دعني أسأل الشيخ مرة ثانية، فأقمت أياما وسألته عنها فلم يخبرني، فلم أزل أردد القول عليه مدة سنة والشيخ لم يرد عليّ جوابا، فلما كان بعد سنة قال لي الشيخ من تلقاء نفسه يا أحمد ما تريد بسؤالك هذا فقلت له: يا مولاي أريد الاطلاع على هذه الأسماء المباركة والاشتغال بها فقال الشيخ: يا أحمد إن أردت ذلك، فصم أربعين يوما لا تأكل فيها ذا روح، ولا ما خرج من روح فإن فعلت ذلك أخبرتك بما فيها فأجبته بالسمع والطاعة، ثم تجردت إلى الصيام فأعانني الله تعالى على ذلك فلما أتممت صيام الأربعين يوما أتيت الشيخ وقبلت يده وأخبرته بالصيام فقال الشيخ الآن قد استوجبت الفضيلة، ثم دخل الشيخ الخلوة وغاب طويلا، ثم خرج والرقعة في يده فقبلها، ثم قال: يا أحمد أتدري ما فيها فقلت: لا أدري فقال الشيخ: اعلم أن هذه الأسماء كانت مكتوبة على عصا موسى وعصا شعيب وكانت مرقونة في حلة يوسف عليه السّلام وكانت على سيف دانيال عليه السّلام، وكانت مع إبراهيم عليه السّلام لما رمي في النار، وكانت مع عيسى عليه السّلام وعلمها للحواريين، وكان آخرهم شمعون الحواري، وكان يدعو الله تعالى بها فيبرئ بها العلل والأمراض، وحاملها تهابه السباع وسائر المخلوقات، ويحرسه الله من شر الجن والإنس وتنعقد عنه سائر الألسنة ويعقد عنه الحديد حتى لو دخل بين كثير في الحروب وقاتل لم يقدر عليه أحد بسوء أبدا، وتنهزم بين يديه الجيوش والأعداء، ومن كان به ألم مثل صداع في رأسه، أو رمد في عينه، أو علة من العلل في جسده، وكتب هذه الأسماء في رق طير، أو في رق ظبي وعلقها عليه، وكتب الفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين في جام زجاج بمسك وزعفران وماء ورد وشربها، فإن الله تعالى يعافيه من جميع ما يكرهه، وإن كتبها كما ذكرنا وعلقها عليه، ودخل على سلطان، أو وزير أو حاكم من الحكام يقول وهو داخل في نفسه: اللهم إني أسألك بحق هذه الأسماء أن تعقد لسان فلان ابن فلانة شاهت الوجوه ٣ وعَنَتِ

الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا وينفث ٣ كيف ما اتفق فيدخل عليه، فإنه يرى الأمان من شره، ويقضي به جميع حوائجه، وحامل هذه الأسماء يكون وجيها عند الخلائق أجمعين، ويهابه كل من رآه. ولها خواص كثيرة وقد اختصرنا الشرح خوفا من الإطالة، وربما تقع في غير أهلها ومن لا يعرف قدرها وهي هذه الأسماء كما ترى:

فصل: أذكر فيه الأسماء التي كانت على عصا موسى عليه السّلام وبها كان يفعل الغرائب إذا كتبها في شرف الشمس، أو شرف المشتري بماء المرسين وماء أبحيق النهري وماء كزبرة البئر وماء الخلاف وماء الورد البصير والزعفران الشعر رق غزال، ويبخر وقت الكتابة برائحة أرجة، وتجوف العصا، وتجعل الأسماء فيها، وتختم عليها بشمع فرح بنت بكر، فإن كنت في مكان مخيف وظهر عليك اللصوص وقطاع الطريق، أو ظهر عليك شيء من الوحوش الضارية المؤذية فاضرب العصا في الأرض ٣ مرات وقل: اللهم إني أسألك ببركة هذه الأسماء العظيمة التي كانت على عصا موسى بن عمران عليه السّلام وضرب بها البحر فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أن تحبس عنا ما هو كذا، وتذكر ما تريد من توقيف رجال وتوقيف سباع وتقول في أثناء كلامك وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ فإنهم يقفون بإذن الله تعالى وهذه صورتها:

فصل: لما توفي شيخي أبو عبد الله السبتي وجرده الغاسل من ثيابه، وجدت في مرقعه رقعة مطبقة فأخذتها، ولما واريته التراب فتحت تلك الرقعة فوجدت فيها أسماء شريفة ٣ عجلة ٣ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على

سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم كنت قد طلبتها منه في حال حياته فامتنع، ثم قال لي: يا أحمد لا تأخذ على خاطرك شيئا، وربما تصل إليها من غير تعب ولا مشقة، فلما نظرت إليها في تلك الساعة افتكرت كلام الشيخ فترحمت عليه وقلت في نفسي: هذه أنفاس الرجال الصالحين مع الله وكان لسان حاله يقول لي: بعد موتي تصل إليها بلا سؤال ولا تعب، فتأملتها تأملا شافيا، فإذا فيها يقول: اعلم يا أخي أن من وقعت في يده هذه الأسماء العظيمة فليصنها عن غير أهلها لأنها نزلت مع آدم عليه السّلام وجعل كل يوم ينظر إليها ويقول: سبحانك ما أعظم شأنك وأعز سلطانك، ويذكر من خواصها شيئا كثيرا لو أطلعتك عليه لمشيت على الماء به ولم تبتل قدماك، ولو أردت أن تطير في الهواء من مكان إلى مكان لفعلت ذلك ببركة هذه الأسماء الشريفة وبها رجال الغيب يختفون عن العيون ويظهرون، فإذا تلوتها وقلت يا خدام هذه الأسماء احملوني إلى مكة المشرفة فإنهم يحملونك في ساعة واحدة، وكذلك تفعل في الذهاب والإياب، ولها خواص كثيرة لولا خوفي من إفشاء السر، وأنها تقع في يد غير أهلها لأظهرت منه العجب العجاب، وهذا الطلسم المبارك تحت عصا موسى عليه السّلام فكن به ضنينا ولا تعدها لغير أهلها.

وهذه صفة الأسماء الشريفة تقول:

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا من بيدك ينبوع حياة كل شيء، أسألك بنفحات أسرار أنوار أسمائك، ونور بهاء إشراق أنوار عرشك.

وبما أودعته في اللوح المحفوظ عندك من أسرار أسمائك، وبما ألهمته وعلمته لآدم أبي البشر، وقلت في كلامك الأنوار الذي أنزلته على حبيبك المطهر وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها وأسألك بجلالك، وجمال كمال بهاء نور وجهك الأكرم العظيم الأنوار الأقدس، وبما أودعته من أنوار أسرارك وأنوارك في قلب الشمس والقمر وبحق هذه الأسماء الجليلة.

هو هو هو هو ياه ياه ياه رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإِلَيْكَ أَنَبْنا وإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فصل: في الأسماء التي كانت مكتوبة على حلة يوسف عليه السّلام وهي للجاه والقبول والمحبة وللدخول على الحكام والملوك والوزراء والأكابر وهذه صفتها:

فصل: أذكر فيه فائدة جليلة، وذلك أني دخلت بعض المساجد لأصلي فيه، فوجدت أخا من إخواني ممن كنت أجتمع وإياه عند شيخنا أبي عبد الله الشيخ عبد الحق السبتي فقرأ عليه، فلما رأيته ذلك اليوم في المسجد دنوت منه لأسلم عليه، فوجدته منتصبا للقبلة وهو ينظر إلى نحو السماء مرة، وإلى راحتيه مرة، فدنوت منه، فسمعته يقول: اللهم يا مجيب الدعوات ويا قاضي الحاجات، ويا مفرج الكربات من فوق سبع سموات، ويا فاتح خزائن الكرامات، ويا قاضي حوائج السائلين، ويا سامع الأصوات، ويا غافر الزلات، ويا مقيل العثرات، ويا منزل البركات، ويا من أحاط علمك بكل شيء، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد وأن تقضي حاجتي وهي كذا وكذا بحق هذه الأسماء ها ها هي هي هو هو ياه ياه آه آه سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح، أسألك يا رب بما في هذه الرقعة من الأسماء وما في هذه الدعوات من البركات أن تقضي حاجتي فما استتم دعاءه حتى قضيت حاجته، ثم التفت فرآني فدنا مني وسلم علي، ثم اعتذر إلي وقال: إني أدعو الله في قضاء حاجة فقضاها لي ربي وتفضل بها علي فقلت: يا أخي قد سمعت دعاءك ولكني أراك تنظر في هذه الرقعة ما فيها فقال الرجل: إني أخبرك بما حصل، وذلك أني خدمت شيخنا الذي كنت أخدمه أنا وإياك، وتقرأ عليه مدة طويلة فقال لي: يا هذا ألك حاجة فقلت له: نعم فقال لي: ما هي فقلت أريد أن تعلمني دعاء أدعو الله به في مهماتي فيستجاب فقال: سمعا وطاعة قد وجب حقك علينا لخدمتك لنا زمانا طويلا، ثم دفع إلي تلك الرقعة، وإذا فيها مكتوب هذه الأسماء الشريفة وهي صحه صحح معه خلصه.

٢١٢ فَاسْتَجَبْنا لَهُ ونَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ فعليكم يا إخواني بهذه الدعوة ولا تغفلوا عنها في مهماتكم، فإنها سريعة الإجابة، ولا تدع بهذا الدعاء إلا في الأعمال الصالحة يستجاب لك، وأما في غيرها فلا يستجاب والله سبحانه أعلم.

وهذه دعوة لسورة يس الشريفة

وهذه دعوة لسورة يس الشريفة

تقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك وأدعوك أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، يا الله أنت الله الحق المبين، يا الله أنت الله الثابت النصير، يا الله أنت الله المعروف بالجود، يا الله أنت الله المصور البديع، يا الله أنت الله نور السموات والأرض يا الله أنت الله نور الدنيا والآخرة يا الله أنت الله الواحد الأحد يا الله أنت الله الحي القيوم يا الله أنت الله العزيز الجبار يا الله أنت الله المتوحد بالصمدانية يا الله أنت الله العالي المحسن يا الله أنت الله الظاهر بكلماتك، يا الله أنت الله المبرئ من كل عيب، يا الله أنت الله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا الله أنت الله الذي لا ضد له ولا ند له ولا شبيه له، يا الله أنت الله الأول بلا غاية، يا الله أنت الله الآخر بلا نهاية، يا الله أنت الله المقيم بلا حد، يا الله أنت الله الحي الذي لا يموت أبدا، يا الله أنت الله الباقي المعبود، يا الله أنت الله المكرم المتفضل، يا الله أنت ربي ذو الجلال والإكرام. اللهم إني أسألك بحرمة سورة يس، وبحق هذا الدعاء المبارك أن تريني حرمك، وتبلغني زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتسهل علي كل عسير، وأن تسخر لي خدام هذه السورة يكونون لي عونا على ما أريده من كل خير اللهم سخر لي خلقك ورزقك اللهم أعطف عليّ قلوب عبادك من كل ذكر وأنثى، وحر وعبد، وصغير وكبير بالمحبة الدائمة والمودة والعطف، وارزقني الحظ الجزيل، وسخر لي قلوب عبادك وأن ترزقني رزقا حلالا طيبا مباركا فيه، وكن لي عونا ومعينا وحافظا وناصرا وأمينا.

سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المفرج عن كل محزون سبحان من خزائنه بين الكاف والنون سبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إلى آخرها، يا مفرج فرج ٧ مرات، يا قاضي الحاجات، يا مجيب الدعوات، هون علي كل عسير ببركة سورة يس بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ يكررها ٧ ويقول وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ ٧ وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشرا وتقول إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. إلى قوله. مُقْمَحُونَ وتقول وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ الآية ٧ والصلاة على النبي عشرا وتقول وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا. إلى قوله. وأَجْرٍ كَرِيمٍ وتقول وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ الآية ٧، والصلاة على النبي عشرا، وتقول: إِنّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى ونَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وآثارَهُمْ الآية وتقول ما تقدم، ويقول: سبحانك المفرج عن كل محزون سبحانك المنفس عن كل مديون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، يا مفرج فرج ٧، وتقول: يا قاضي الحاجات، يا مجيب الدعوات، سخر لي خدام هذه السورة الشريفة يطيعوني ويمتثلوا أمري، وارزقني زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتسهل علي كل عسير، وتسخر لي جميع خلقك ورزقك، وأعطف عليّ قلوب عبادك حرهم وعبدهم، صغيرهم وكبيرهم، من كل ذكر وأنثى، وألف قلوبهم لي بالمحبة والمودة الدائمة، وارزقني الحظ الجزيل والعمر الطويل، وافتح لي أبواب رحمتك، وارزقني رزقا حلالا، وكن لي عونا ومعينا وحافظا وناصرا وأمينا.

اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين أن تسخر لي جميع خلقك بالمحبة الدائمة والمودة والعطف كما سخرت البحر لموسى عليه السّلام، ولين لي قلوبهم وأرواحهم وجوارحهم وأعضاءهم كما

لينت الحديد لداود عليه السّلام فهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يدك، جل ثناؤك وتقدست أسماؤك، لا إله غيرك، ولا معبود سواك برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني أسألك بحق هذه السورة الشريفة أن تسخر لي رزقي وأعطف عليّ قلوب عبادك واجلب لي أرواحهم وأجسادهم بحقك وحق حقك ونور وجهك، وبحق أنبيائك المرسلين والملائكة المقربين، وبحق سورة يس والقرآن الحكيم، وبحق الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الم اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وبحق المص والمر وكهيعص وحم عسق وحم والْكِتابِ الْمُبِينِ وبحق ص والْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ وبحق ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وبحق والطُّورِ وكِتابٍ مَسْطُورٍ. إلى قوله. والْبَحْرِ الْمَسْجُورِ وبحق ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ وبحق القرآن العظيم الذي قلت فيه وأنت أصدق القائلين ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وبأسمائك الحسنى العظيمة، وبحق العرش العظيم، والكرسي واللوح والقلم، وبحق جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، وحملة العرش والكرسي والملائكة المقربين على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وبحق السموات والأرضين وما فيهن، وبالكواكب السيارة وب‍السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ. إلى قوله. ومَشْهُودٍ ب‍السَّماءِ والطّارِقِ. إلى قوله. لَمّا عَلَيْها حافِظٌ وبحق والْفَجْرِ. إلى قوله. إِذا يَسْرِ وبحق والتِّينِ والزَّيْتُونِ. إلى قوله. تَقْوِيمٍ وبحرمة البيت الحرام والبيت المقدس، وبحرمة أنبيائك وأصفيائك وعبادك الصالحين، يا رب العالمين يا خير الناصرين ويا مجيب السائلين ويا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات ويا مقيل العثرات، ويا ولي الحسنات ويا دافع البليات، ويا غافر السيئات وكاشف الكربات.

اللهم أرني حرمك لكرمك وبلغني زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وسخر لي جميع خلقك، ولين لي قلوبهم وأرواحهم بالمحبة والمودة والعطف لي ويسر لي رزقي وهوّن عليّ كل عسير بحرمة يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، واقض عني ديني وفرج عني كربي وأعطني من خزائنك الواسعة إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وبحق سورة يس -إلى- الْمُرْسَلُونَ ويكررها سبعا وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ الآية سبعا، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشرا وتقول: اللهم سخر لي جميع خلقك، ولين لي قلوبهم وأرواحهم بحرمة سورة يس، ونفس كربي وأعطني من خزائنك الواسعة إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها، وبحق سورة يس ويكرر لفظ يس سبعا ويقول واِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا. إلى قوله. الْبَلاغُ الْمُبِينُ ويقول ما تقدم من الآية والصلاة على النبي وتقول قالُوا إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ.

إلى قوله. فَاسْمَعُونِ اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين أن تسخر لي جميع خلقك، وهون علي كل عسير وتقول وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ ٧ والصلاة على النبي عشرا وتقول قِيلَ اُدْخُلِ الْجَنَّةَ. إلى قوله تعالى. إِنْ أَنْتُمْ إِلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين أن تقضي عني ديني، وتفرج همي وغمي وأعطني من خزائنك الواسعة، يا مسخر سخر لي رزقي وهوّن علي كل عسير ولين لي قلوب عبادك كما لينت الحديد لداود عليه السّلام اللهم سخر لي خدام هذه السورة يقضوا حاجتي وارزقني زيارة قبر نبيك صلى الله عليه وسلم وتقول ويَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ -إلى قوله- سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ وتقول: سيدي السلام عليك مني أنت ربي، وبيدك سمعي وبصري وقلبي، فلك جميعي

وشرفت وضيعي، ورفعت ذكري وأعليت قدري، تباركت يا نور الأنوار وواهب الأعمار، وتنزهت في سموك عن سمات المحدثات، وعلت رتبتك عن طرق النقص والآفات، تشهد بذلك الأرضون والسموات، لك المجد الأرفع والجناب الأوسع والعز الأقنع، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، منور الصياصي المظلمة والغواسق، ومنقذ الغرقى من بحر الهلاك والهول، أعوذ بك من شر غاسق إذا وقب، وحاسد إذا حسد وارتقب أناجيك مناجاة عبد كسير يعلم أنك تسمع، ويطمع أنك تجيب وأنا واقف منتظر لا أجد من دونك وكيلا، أسألك اللهم بالاسم الذي أفضت به الخيرات وأنزلت به البركات وأخرجت به من الظلمات وفتحت به شكر الإزديادات، أسألك أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد، وأن تفيض عليّ ملابس أنوارك ما يرد أنصار الظالمين والحاسدين حاسرة وأيديهم خاسرة، واجعل حظي منك إشراقا يجلو لي تعميتي ويكشف لي عن كل ستر، يا نور كل شيء وهداه، أنت الذي فلقت الظلمات بنورك وكل نور من نورك، يا كاشف كل مستور وإليك ترجع الأمور، وبك تدفع الشرور، يا حي يا قيوم برحمتك يا أرحم الراحمين. بك أستغيث ومن عذابك استجير.

اللهم إني أعوذ بك من شرورهم إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آية. إلى قوله. خاضِعِينَ اللهم يا منزل السحاب وهازم الأحزاب اهزم أعدائي وجندهم وأتباعهم وانصرني عليهم، اللهم أرني حرمك بكرمك وبلغني زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وسخر لي خلقك ولين لي قلوبهم وأرواحهم، اللهم سهل علي كل عسير واجعل العسير علي سهلا يسيرا، اللهم انصرني نصرا عزيزا، وافتح لي فتحا مبينا وارزقني حلالا طيبا مباركا بحق سورة يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ يا رب العالمين وتقول: وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ سبعا والصلاة على النبي عشرا وتقول واِمْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ. إلى قوله. صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين، يا مفرج فرج، يا الله أوف ديني وفرج كربي، وأعطني من خزائنك، وسخر لي جميع خلقك، وهوّن علي كل عسير، وتقول ما تقدم. ولَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا. إلى قوله. لا يَرْجِعُونَ وتقول ما تقدم من الآية، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: ومَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ. إلى قوله. ويَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ. اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين، أسألك أن تسخر لي جميع خلقك بالمحبة والمودة، وأن ترزقني رزقا حلالا طيبا، وأن تسهل علي كل عسير، وأن تجعل العسير علي يسيرا، وتقول ما تقدم من الآية والصلاة على النبي وتقول لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا. إلى قوله. خَصِيمٌ مُبِينٌ اللهم إني أسألك يا إله الأولين والآخرين أن تسخر لي رزقي وتسهل علي كل عسير وتقول وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ سبعا، والصلاة على النبي عشرا، وتقول وضَرَبَ لَنا مَثَلًا ونَسِيَ خَلْقَهُ إلى آخرها فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وتقول بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بحق سورة يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ويكررها سبعا وتقول: بآبائنا المرسلين وهادي المضلين إلى صراط مستقيم، ما أمهلك على الظالمين، ويا مبيد الفاسقين وكل لديه محضرون، يا من يحيي الموتى ويكتب ما قدموا وآثارهم وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ يا من يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ويخرج منها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ يا من جعل فِيها جَنّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وأَعْنابٍ وفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ. إلى قوله. أَفَلا يَشْكُرُونَ يا من يسبح له كل لسان يا من خلق

الْأَزْواجَ كُلَّها مِمّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ومِنْ أَنْفُسِهِمْ ومِمّا لا يَعْلَمُونَ يا من جعل الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ يا من قدر القمر مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ يا من خلق لنا أنعاما وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون، ويا من خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين، يا من يحيي العظام وهي رميم، يا من أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم، يا من جعل من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون يا من خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم، يا خلاق يا عليم، يا من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إلى آخرها.

ويقول هذا الدعاء: اللهم لك الحمد الهي لا إله إلا أنت ولك الحمد، إلهي يا مالك الملك لا إله إلا أنت ولك الحمد إلهي لا أحد إلا أنت ولك الحمد، الهي لا سلطان إلا أنت ولك الحمد، إلهي لا واحد إلا أنت ولك الحمد، إلهي لا خالق إلا أنت ولك الحمد، إلهي لا إله إلا أنت ولك الحمد، إلهي لا برهان إلا لك ولك الحمد، إلهي لا جبار إلا أنت فلك الحمد، إلهي لا قهار إلا أنت فلك الحمد، إلهي لا رزاق إلا أنت فلك الحمد، إلهي لا قادر إلا أنت ولك الحمد، إلهي لا سميع إلا أنت ولك الحمد، إلهي لا بصير إلا أنت ولك الحمد، إلهي الكافي الهادي ولك الحمد، إلهي أنت خير الفاتحين ولك الحمد، إلهي أنت مقلب القلوب ولك الحمد، إلهي أنت إله السموات والأرض ولك الحمد، إلهي أنت كاشف الكربات ولك الحمد، إلهي أنت الرحمن الرحيم ولك الحمد، إلهي أنت أحسن الخالقين ولك الحمد، إلهي أنت خير الغافرين ولك الحمد، إلهي أنت خير الناصرين ولك الحمد، إلهي أنت خير الرازقين ولك الحمد، إلهي أنت الكافي الشافي ولك الحمد، إلهي أنت المعطي المبدئ ولك الحمد، إلهي أنت تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ولك الحمد، إلهي أنت القريب المجيب ولك الحمد، إلهي أنت التواب الوهاب ولك الحمد، إلهي أنت رب الأرباب ولك الحمد، إلهي أنت مسبب الأسباب ولك الحمد، إلهي أنت سيد السادات ولك الحمد، إلهي أنت رفيع الدرجات ولك الحمد، إلهي أنت فاطر السموات ولك الحمد، إلهي أنت الباعث الوارث ولك الحمد، إلهي أنت غياث المستغيثين ولك الحمد، إلهي أنت الخالق الجبار ولك الحمد، إلهي أنت الرشيد ولك الحمد، إلهي أنت الصبور القديم ولك الحمد، إلهي أنت القاهر القهار ولك الحمد، إلهي أنت الأحد الصمد ولك الحمد، إلهي أنت الشكور المجيد ولك الحمد، إلهي أنت الواجد الماجد ولك الحمد، إلهي أنت النور الهادي ولك الحمد، إلهي أنت الحكم العدل ولك الحمد، إلهي أنت المهيمن العزيز الجبار ولك الحمد، إلهي أنت المتكبّر ولك الحمد، إلهي أنت الْخالِقُ الْبارِئُ إلى آخر السورة فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ الآية إلى قوله قَدْرًا.

اللهم اعطف علي قلوب عبادك من أولاد آدم وبنات حواء، من كل ذكر وأنثى، وحر وعبد، وصغير وكبير بالمحبة الدائمة والمودة والرأفة والرحمة، واجلب لي قلوبهم، واحفظني من شر ما يضمرون ويريدون لي، وادفع عني مكرهم وأذاهم وشرهم، اللهم بحرمة ما تلوته أسألك أن تريني حرمك بكرمك، وبلغني زيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، يا قاضي الحاجات يا مجيب الدعوات، يا الله يا رب

العالمين، يا رحمن يا رحيم، يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبار يا متكبر، يا رازق يا فتاح يا عليم، يا باسط يا رافع، يا معز يا مذل، يا سميع يا بصير، يا لطيف يا حليم، يا علي يا عظيم، يا شكور يا حفيظ، يا مقيت يا حسيب يا جليل يا كريم، يا رقيب يا مجيب، يا واسع يا سميع، يا جامع يا غني يا مغني، يا باقي، يا نور كل شيء وهداه، أنت الذي فلقت الظلمات بنورك، يا عالي الشامخ فوق كل شيء علو ارتفاعه، اللهم إني أسألك يا الله أن تسخر لي خدام هذه السورة الشريفة يكونوا لي عونا في كل ما أريد وأطلب، بحقها عليكم، وطاعتها لديكم، توكلوا وأطيعوا وأجيبوا بحق ما فيها من الأسرار ومن تخلف منكم أحرق بالنار هيا تعجل الوحا الساعة ومَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ الآية، أجيبوا وتوكلوا فيما آمركم به بحق هذه السورة الشريفة عليكم، وحرمتها لديكم، هيا الوحا العجل الساعة تمت الدعوة المباركة.

فاعرف قدر ما صار إليك واحفظها وصنها عن غير أهلها، فهي من الكبريت الأحمر والترياق الأشهب واتق واعلم أن الله مع المتقين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يس لما قرئت له. وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ يس لوجه الله تعالى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر». قال صلى الله عليه وسلم: «أسرار الله تعالى في القرآن في سورة يس، وأسرار يس في أربع آيات منها وهي قوله تعالى إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ. إلى قوله تعالى. مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ فتأمل هذه الأسرار وتدبرها تظفر بالمراد والله الموفق.

وهذه دعوة أخرى لسورة يس وفضلها ومنافعها وأسرارها تقول: بسم الله الرحمن الرحيم يس ٧ مرات والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إلى قوله. إِمامٍ مُبِينٍ وتقول: سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون، سبحان العالم بكل مكنون، سبحان من خزائن ملكه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها، سبحانه ٣ وتعالى سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ إلى آخرها ويقول بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ. إلى قوله. إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ ويسأل حاجته وتقول سبع مرات: يا هادي المضلين لا هادي غيرك اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وتقول اللهم سخر لي الملك والملكوت لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، بك أستغيث يا مغيث أغثني أربعين مرة ويدعو يستجاب له في الحال، وتقول ٣٦، يا مجيب أجب دعوتي واقض حاجتي يا أرحم الراحمين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ وتقول اللهم اجعلني من الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم، وملكتهم اسرار أسمائك، يا رب يا رحمن يا رحيم، ثم تقول: واِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ. إلى قوله تعالى. وما عَلَيْنا إِلّاَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ وتقول: سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان المنفس عن كل مسجون، سبحان الميسر لكل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون، سبحان العالم بكل مكنون، سبحان من خزائن ملكه بين الكاف والنون سبحان من إذا أراد شيئا إلى آخرها، سبحانه ٣ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ. إلى قوله. أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ٣ مرات يا مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ. إلى قوله. أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ويسأل حاجته.

وتقول سبعا يا هادي المضلين لا هادي غيرك اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ اللهم اجعلني من الذين أنعمت عليهم وملكتهم أسرار أسمائك، واجعلني يا رب يا رحمن يا رحيم من الذين يخشون ربهم بالغيب فبشرهم بمغفرة وأجر كريم، اللهم بشرني يوم لقائك بمغفرة وأجر كريم، ويسأل حاجته يستجاب له في الوقت غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ يا مبين سبعا وتقول اربع مرات: اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم ونبيك الأكرم، المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تفعل بي ما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، ثم يسأل حاجته يستجاب له في الحال، ثم تقول: اللهم سخر لي الملك والملكوت لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث، يا مغيث أغثني ٤ مرات، ويدعو يستجاب له في الحال، ثم يقول قالُوا إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ. إلى قوله تعالى. عَذابٌ أَلِيمٌ وفي هذه الآية سر عظيم لهلاك من شئت وهو أن تصور صورته في الأرض، وتأخذ في يدك سكين بولاد بلا نصل وتقرأ الآية المذكورة ١٧ مرة، وتضرب على الصورة المذكورة ترى عجبا والله أعلم، ثم تقول اللهم احفظني من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم لا تبدل اسمي ولا تغير جسمي ولا تفرق بيني وبين نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ -إلى قوله- إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثم يسجد ويطلب حاجته ويسميها.

وهذه خاصة لدفع الآلام والأسقام ثم تقول إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ سبعا، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان المنفس عن كل مسجون، سبحان الميسر لكل مديون، سبحان المخلص عن كل مسجون، سبحان العالم بكل مكنون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إلى آخرها سبحانه ٣ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ. إلى قوله. نَسْتَعِينُ ويسأل حاجته يستجاب له في الوقت، وتقول: يا هادي المضلين لا هادي غيرك اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وملكتهم أسرار أسمائك، واجعلني يا رحمن يا رحيم من الذين يخشون ربهم بالغيب فبشرهم بمغفرة وأجر كريم ويسأل حاجته يستجاب له في الوقت، ثم تقول: إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ. إلى قوله. مِنَ الْمُكْرَمِينَ وتقول إحدى عشرة مرة: اللهم يا من أكرم عباده المؤمنين أكرمني بكرامة أوليائك المقربين وعبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم أكرمني بقضاء حوائجي من فيض فضلك، يا قاضي الحاجات، وأجب دعوتي يا مجيب الدعوات بحق هذه السورة الشريفة يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أكرمني من فضلك وكرمك وافعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله في الدارين إنك على كل شيء قدير ويسأل حاجته ويسميها تقضى، ويقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أغثني وأعني، وأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك، واهدني إلى صراط المستقيم صراط اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ إلى آخرها إحدى عشرة مرة، اللهم اقض حاجتي يا قاضي الحاجات، وأجب دعوتي يا مجيب الدعوات، يا أرحم الراحمين ٣٧ مرة، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأهل بيته

أجمعين بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا قاضي الحاجات اقض حاجتي ٧ مرات فإنها تقضى بإذن الله تعالى وما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ. إلى قوله تعالى. خامِدُونَ.

وها هنا يذكر عدوّه ويدعو عليه ويقول كُلَّما أَوْقَدُوا نارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ اللهم أعطف عني شره وأخمد مكره، واحلل عقده واقطع عمره، إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ٣ ويضرب بيده الأرض ٣ مرات بعد أن يصور صورة في الأرض عن يمينه ويضربها بيمينه، ويقول خامِدُونَ ٣ يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ويَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ اللهم اكفني شر كذا وكذا ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون اللهم يا هالك القرون الماضية والأمم السالفة لا يعجزك فلان، يا مهلك الظالمين يا مبيد الفاسقين أهلك عدوي هلاك من أهلكته، يا مهلك الجبابرة الماضية في القرون الخالية أهلك عدوي فلانا بالذي أهلكت به القوم الفاسقين وإِنّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ وإِنْ كُلٌّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ وإذا أراد محبة أحد يقول: اللهم اعطف قلب فلان على محبتي فلا يبصر ولا يسمع ولا ينطق إلا بمحبتي، يا جامِعُ النّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ اللهم اجمع بيني وبين فلان، وألف بيني وبينه كما ألفت بين الثلج والنار وإِنْ كُلٌّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا الآية اللهم يا من ألف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك، أو بين قلب كذا وكذا، يا عزيز يا جبار وآيتها الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها. إلى قوله. ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ويقول اللهم أنت المحيط بغيب كل شاهد والمتولي على كل باطن، أسألك يا الله ٣، يا أرحم الراحمين يا راحم العبرات وكاشف الكربات، أنت الله الذي ترسل سحائب المحن وقد أمست ثقالا، وتجعل زرعها هشيما، وعظامها رميما، ويرد المغلوب غالبا، والمطلوب طالبا، كم من عبد دعاك أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ففتحت له أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ. إلى. ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ الله أكبر وتضرب بيدك على الأرض مع الله أكبر اللهم إني أسألك يا من قدرته قاهرة، وآياته باهرة، ونقماته قاطعة، ولكل جبار دامغة، أسألك بالقدرة التي أنت مالك بها نفوسهم ولو قبضتها لخمدوا. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك وسلم، اللهم أرني كفايتك فيمن ظلمني، يا قاصم الجبابرة والمتكبّرين، وقاطع دابر الفراعنة والمستهزئين ما أسرع نزول بطشك الشديد وما أسرع حلول قهرك المجيد بكل جبار عنيد وشيطان مريد بغى على العباد وطغى في البلاد وسعى فيها بالفساد، اللهم بك أستغيث على من ظلمني أسألك يا مولاي أن تنصرني على من حاربني، وأن تهزم من بارزني، وأن تقهر من قاتلني، وأن تخذل أعدائي وتهزمهم واسقهم ماء غدقا واجعلهم لجهنم حطبا وأرسل على جناتهم حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا، أنت الجبار المتكبر القابض الناصر القوي الغالب القهار المذل المنتقم، المهلك الشديد، المخذل المؤخر، المانع القابض الضار القاصم، ذو البطش الشديد ذو القوة المتين، واضرب بيدك على الأرض واقصد عدوك، ثم تقول الله أكبر ٣ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ

ظَلَمُوا والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ اللهم انصرني على من ظلمني فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ اللهم خذه واخذله ودمره، الله أكبر ٣. أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ الآية والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها -إلى قوله- فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.

وَآيَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ -إلى قوله- ما يَرْكَبُونَ: هذه تكتب لغرق المراكب في البحر فاتق الله من ذلك تكتب على لوح من ألواح المركب، وتكتب عليه تسع طاآت، وتقول يا حرف الطاء اطمس تسع مرات فإنه يكون ذلك سريعا وإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ. إلى قوله. يُنْقَذُونَ تكتب على قطعة زفت، وتلصقها في قعر المركب، فإنها إن سارت في هذا اليوم إما أن تغرق، وإما أن تكسر.

إِلّا رَحْمَةً مِنّا ومَتاعًا إِلى حِينٍ: وهذه تكتب في شقفة جديدة حمراء، وترمى في المركب فإنها لا يصيبها شيء من الآفات وتسلم من كل سوء.

وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اِتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وما خَلْفَكُمْ. إلى قوله تعالى. إِنْ أَنْتُمْ إِلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ هذه الآية لتيسير الرزق تقرأ سبعا وثلاثين مرة، وتدعو يستجاب لك في الحال، وتقول: سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان الميسر لكل مصور سبحان العالم بكل مكنون سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون سبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إلى آخرها، سبحانه ٣ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. إلى قوله. نَسْتَعِينُ ويسأل حاجته يستجاب له في الحال، ويقول سبع مرات: يا هادي المضلين ولا هادي غيرك ثلاث مرات اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ اللهم اجعلني من الذين أنعمت عليهم وملكتهم أسرار أسمائك، يا رب يا رحمن يا رحيم غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين.

يا مبين سبعا اللهم سخر لي الملك والملكوت لا إله إلا أنت، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، بك أستغيث يا مغيث أغثني أربع مرات، ويسأل حاجته ويستجاب له في الوقت وتقول: اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم، ونبيك المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.

وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ. إلى قوله. ولا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ: هذه الآية لترحيل العدو، فإذا تليت على اسمه واسم أمه ألف مرة، فإنه يرحل من بلد إلى بلد. ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ. إلى قوله. وصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِنْ كانَتْ إِلّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ: هذه الآية لإحضار ملوك الجن وهي زجر لهم وتقول معها: ولَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ. هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ اِصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ: هذه الآية إذا كتبت على يد المصاب فإنه يقوم، وعلى المصروع فإنه يفيق، ويتكلم القرين على لسانه الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ -إلى قوله- مُضِيًّا ولا يَرْجِعُونَ. أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ -إلى قوله- فَما لَهُ مِنْ نُورٍ: هذه الآية لرد الآبق تقرأ من أل يس -إلى قوله- فَمَا

اِسْتَطاعُوا مُضِيًّا وتقول أَوْ كَظُلُماتٍ الآية ٣ مرات وتقول إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ٣ مرات يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ ولا ناصِرٍ ٣ مرات حيرته حيرة العصفور في القفص مقهور محصور ومَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ وتقول ما تقدم، ثم تقول اللهم إني أسألك يا الله بجاه نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم أن تقضي حاجتي وأعطني طلبتي، ويدعو فإنه يستجاب له في الوقت.

وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلّا ذِكْرٌ وقُرْآنٌ مُبِينٌ تقول ما تقدم لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا.

إلى قوله. أَفَلا يَشْكُرُونَ: هذه الآية للدابة إذا صعبت عليك، أو شيء من الآدميين تقول بسم الله الرحمن الرحيم سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ وإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ لَبَنًا خالِصًا سائِغًا لِلشّارِبِينَ وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ الآية فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وتقول: واِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً. إلى قوله. وما يُعْلِنُونَ رب أسألك باسمك الذي فتحت به عالم الأمر والخلق بالتجلي للحق، المظهر لسبب التنزيل، والمتعالي أمرا ووجودا وبطونا ومعقولا لمن أيدت معلوما، لمن أشهدت مجهولا، لمن شئت بما تشاء به منه كثرة، لا تفدح في وحدة ما أحكمت من محكمة، يا عليم يا حكيم يا فتاح، يا الله يا رب، وأسألك اللهم باسم بسر الإضافة الرابطة من حضرة الوجوب والإمكان المقتضية للظهور، بالاسم الأعظم بالسر المبهم لثبوت المألوهين عموما وخصوصا بدءا وعودا عن سعة عموم الرحمانية التي لا تتناهى، واستقرارا وثبوتا عن فيض خاص الرحيمية الرافعة لشهود إثبات التقرب بالقرب المجهول الماضية منك، يا رحمن يا رحيم يا فتاح يا عليم، أسألك الستر والمعونة، والحفظ والرعاية، وجلب الرزق والبركة فيه، والرجاء وحسن الظن بك واليأس من غيرك. بسم الله الرحمن الرحيم تكوين لأمرك وتكميل بجودك وبركة منك، تبارك اسمك وتعالى وحدك ولا إله غيرك، بك آمنا، وعليك توكلنا، وحققنا اللهم بنورك وبنور اسمك، وغيبنا عن غيرك ذهولا عليك، يا الله يا رحمن يا رحيم سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ. من لازم على هذا، وواظب عليه، وسأل الله تعالى أي حاجة كائنة قضيت في الحال بإذن الله تعالى: أَولَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص عن كل مسجون، سبحان العالم بكل مكنون، سبحان من خزائن ملكه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا إلى آخرها سبحانه ٣ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ إلى آخرها بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخرها اللهم اجعلني من الذين أنعمت عليهم من النبيين، وملكتهم أسرار أسمائك يا رب يا رحمن ٣ مرات، ويدعو يستجاب له في الوقت، ويقول اللهم سخر لي الملك والملكوت لا إله إلا أنت، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم بك أستغيث أغثني أربعين مرة ويسأل حاجته يستجاب له في الوقت. ويقول ٣٧: يا مجيب أجب دعوتي واقض حاجتي برحمتك يا أرحم الراحمين، ويسأل حاجته تقضى. ويقول: اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم، ونبيك المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، ويسأل حاجته. ويقول وضَرَبَ لَنا مَثَلًا. إلى قوله. بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ وتقول: اللهم خفف عنا ثقل الأوزار،

فصل في رياضة سلام قولا من رب رحيم

وارزقنا معيشة الأبرار، واصرف عنا شر وسواس الليل والنهار، واعتق رقابنا من النار وآباءنا وأمهاتنا برحمتك يا أرحم الراحمين، يا عزيز يا غفار يا كريم ويسأل حاجته يستجاب له. وتقول الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نارًا إلى آخرها بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ إلى آخرها، ويسأل حاجته، ويقول سبع مرات: يا هادي المضلين لا هادي غيرك اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وملكتهم أسرار أسمائك، يا رب العالمين، ويسأل حاجته يستجاب له غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين. يا مبين ٧، ويقول: اللهم سخر لي الملك والملكوت لا إله إلا أنت يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم ٣ مرات، بك أستغيث وتقول: يا مغيث أغثني ٤ مرات ويدعو يستجاب له، ويقول ٣٧ مرة: يا مجيب أجب دعوتي واقض حاجتي يا أرحم الراحمين، وتقول أربع مرات: اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم، ونبيك المكرم محمد صلى الله عليه وسلم أن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، وتقول: اللهم ارزقنا خير الدنيا ونعيم الآخرة وتب علينا قبل الممات، ولا تعذبنا بعد الموت، وهوّن علينا سكرات الموت، يا سامع الأصوات، اللهم احفظنا من العلة في الغربة، ومن العلة عند الشدة، ومن الشقاوة عند الخاتمة، اللهم سلمنا وسلم ديننا، ولا تسلب وقت النزع إيماننا، ولا تفتنّا عند الموت. اللهم اجعلني مكثرا لذكرك مؤديا لحقك راجيا لوعدك خائفا لوعيدك، راضيا في كل حال عنك فرج همي واكشف غمي، واقض حاجتي يا قاضي الحاجات، وأجب دعوتي يا مجيب الدعوات، بحق هذه السورة، واغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إنك سميع قريب مجيب الدعوات برحمتك يا أرحم الراحمين.

واسأل حاجتك تقض، واقطع بسرعة الإجابة في الحال قبل أن تقوم من مقامك، والله لقد جرّبها خلق كثير لا تحصى، وقالوا دعونا بها كثيرا فيستجاب لنا في الحال. وقد جربتها في مواطن كثيرة فظهر لي بركتها، وهذا كله مع صدق النية والإخلاص مع الله تعالى؛ فقد ورد في الحديث الرباني: «أنا عند ظن عبدي بي فليظن ما شاء» فإذا قضيت حاجته يحمد الله تعالى بجميع محامده التي في القرآن العظيم.

ومن أراد سعة الرزق، فليقرأها كل يوم ٧ مرات، وقال بعضهم: من لازم على ذلك فتح الله له سبعين بابا من الرزق، ويقرأ معها سورة الفتح ٧ مرات، والواقعة والملك وألم نشرح والنصر كذلك يحصل المطلوب. واعلم أن لهذه السورة فوائد كثيرة لا تدخل تحت حصر وكل آية لها خواص جليلة ومنافع كثيرة والله الموفق.

فصل في رياضة سلام قولا من رب رحيم

وهو أن تبتدئ بالرياضة يوم الأحد، وتصوم أربعين يوما بشرط الرياضة، وتقرأ الآية كل يوم أربعمائة واثنين وثلاثين مرة، ولا تنام من الليل إلا قليلا، وتكون في خلوة صالحة لا يسمع فيها شيء من الأصوات، والبخور صباحا ومساء عود وند وغالية وحصا لبان، وتكون ثيابك بيضا طاهرة، وتغتسل كل ثلاثة أيام، وتطيب بالمسك الممسك، وتقرأ القسم الآتي ذكره دبر صلاة الصبح مرة،

ورد يوم الأحد

وصلاة الضحى مرة، وقبل المغرب مرة، فإذا تم عشرون يوما يأتيك خادم من الخدام، ويقول لك يابن آدم مضى لك عشرون يوما وأنت في هذا التعب، فارح نفسك وخذ ما يكفيك من المال، ويبالغ لك في الكلام فلا تقبل منه شيئا، ولازم على الذكر حتى تتم الأربعين، وكل ليلة تنظر منامات صالحة، وبعد الأربعين يمتلئ عليك البيت نورا، وتنظر للحيطان والمكان الذي أنت فيه مكتوب فيه سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ويدخل عليك الملك وهو راكب وحوله من الخدم خلق كثير، ويقول السلام عليك فقم قائما ورد سلامه وقل له: أكرمك الله تعالى كما أكرمتني، وأعزك كما أعززتني الآن يا ملك أريد منك علامة أتوسل بها إلى حضورك، فيعطيك علامة ويأخذ عليك الميثاق، ويشرط عليك شروطا منها أن لا تكذب ولا تفعل معصية، وإذا كان لك حاجة قضاها ولو كانت بعيدة. وهذه صفة القسم تقرؤه كل يوم ٣ مرات تقول: اللهم ليس في السموات ذوات، ولا في الأرض غمرات، ولا في الجبال مدرات، ولا في البحار قطرات، ولا في العيون لحظات، ولا في النفوس خطرات إلا وهي بك دالات، ولك شاهدات، وفي ملكك متحيرات، أسألك بتسخيرك لكل شيء أن توفقني لما يرضيك وأنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وهذه دعوة أخرى لسورة يس الشريفة لبعض الصالحين كان يدعو بها في مهماته وملماته وجميع أموره، فيستجاب له في الوقت وهو أن يقول يس ويكرر لفظ يس ٧ مرات ويقرأ إلى قوله تعالى فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ثم يقول اللهم يا من نوره في سره، وسره في خلقه، اخفني عن أعين الناظرين وقلوب الحاسدين والباغين كما حفظت الروح في الجسد إنك على كل شيء قدير وتقرأ إلى قوله تعالى: وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ثم يقول اللهم أكرمني بقضاء حوائجي ١٣ مرة، وأكرمني بطاعتك ويذكرها ستة ويسميها، ثم يقرأ إلى قوله تعالى: ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ويكررها أربعة عشر مرة، ويقول اللهم إني أسألك من فضلك الواسع النافع أن تغنيني عن جميع خلقك ١٤ مرة، ثم يقرأ إلى قوله تعالى سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ويكررها ١٩ مرة، ويقول بعدها اللهم سلمنا من آفات الدنيا وفتنتها ويكررها كذلك ثم يقرأ إلى قوله تعالى: أَولَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بلى قادر على أن تفعل لي كذا وكذا ١٣ مرة ويذكر ما يريد ويسمي حاجته ويقول أَولَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ إلى آخر السورة، ويدعو بما يريد من أمور الدنيا والآخرة، يستجاب له في الوقت والله على كل شيء قدير. واعلم أن سورة يس الشريفة لها تقسيم على الأيام والملوك السبعة العلوية والسفلية، والفاتحة الشريفة، والتهاطيل السبعة، وقد جعلتها أورادا لكل يوم فاعرف قدره وصنه عن غير أهله، فإن سر الله تعالى في القرآن، وسر القرآن في الفاتحة، وفي سورة يس الشريفة والله الموفق.

ورد يوم الأحد

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا مجري النيل، ومسخر الفيل، وفالق البحر لبني إسرائيل، اللهم

ورد يوم الإثنين

سخر لي ما أريد إنك فعال لما تريد، إلهي أسألك أن تيسر لي ما أريد يا خير ناصر وخير معين بحق الحمد لله رب العالمين أعنّي على كل أمر بقدرتك يا رحمن يا رحيم، بحرمة سورة يس، وبحرمة سيد المرسلين حبيب رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم، وبحق بسم الله الرحمن الرحيم يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ -إلى قوله- فِي إِمامٍ مُبِينٍ أقسمت عليكم يا معاشر الروحانية بعز الله ورسوله، وبنور وجه الله، وبحق أسماء الله، وبحق الحمد لله رب العالمين، يا حي يا قيوم يا كافي يا شافي، يا هادي يا لطيف يا باقي أجب يا روفيائيل وأنت يا مذهب سامعا مطيعا، بحق الحمد لله رب العالمين، وبحق الحي القيوم، وبحق الملك الغالب عليك أمره أبجد، وبحق للجهططيل وقُلْ جاءَ الْحَقُّ وزَهَقَ الْباطِلُ الآية، أقسمت عليك يا روفيائيل والملك المذهب، بحق الملك المعبود، سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون سبحان المنفس عن كل محزون، سبحان من أجرى الماء في البحار والعيون، سبحان من خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إلى آخرها. اللهم سخر لي الملك روفيائيل كما سخرت البحر لموسى عليه السّلام، والنار لإبراهيم، والجبال لداود، والريح والجن والإنس لسليمان، والشمس والقمر والنجوم وجميع الأشياء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أسألك أن تسخر لي الملك روفيائيل يقضي حاجتي بحق اسمك العظيم الأعظم، وبحق أسمائك الحسنى، يا الله يا سريع يا قريب يا مجيب يا باسط يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، يا غياث المستغيثين أغثني ٣، وأعني على عملي هذا في هذه الساعة، واقض حاجتي يا الله يا غياث المستغيثين أغثني يا رحمن يا رحيم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم سخر لي الملك روفيائيل قَدْ شَغَفَها حُبًّا، يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله، يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ، كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ.

ورد يوم الإثنين

تقول واِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ -إلى قوله- الْبَلاغُ الْمُبِينُ ثم تقول: الرحمن الرحيم يا رحمن يا رحيم، يا الله يا رؤوف يا عطوف، يا جليل يا جبار يا جواد، أجب يا جبريل، وأنت يا مرة سميعا مطيعا بحق الرحمن الرحيم وبحق الرؤوف العطوف، وبحق الملك الغالب عليك أمره هو زوج مهطيل وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُورًا اللهم سخر لي الملك هطيائيل وامره بقضاء حاجتي، ثم تقول سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من أجرى الماء في البحار والعيون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها. اللهم ألق محبتي في قلب عبدك خادم السورة وسخره لي كما سخرت البحر لموسى والنار لإبراهيم، والجبال والحديد لداود، والجن والإنس والريح والشياطين لسليمان صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وكما سخرت الشمس والقمر والنجوم وجميع الأشياء لمحمد صلى الله عليه وسلم، أسألك أن تسخره لي يقضي حاجتي خاضعا مطيعا، بحق اسمك الأعظم،

ورد يوم الثلاثاء

ورد يوم الأربعاء

وبحق أسمائك الحسنى، يا الله يا سريع يا قريب يا مجيب، يا باسط يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء لا إله إلا أنت، يا غياث المستغيثين أغثني ٣، وأعني على عملي في هذه الساعة، واقض حاجتي، يا الله يا هو برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ألق محبتي في قلب خادم السورة يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله، يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ، كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ.

ورد يوم الثلاثاء

تقول قالُوا إِنّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ. إلى قوله. وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ثم تقول: يا مالك يوم الدين، يا مقلب القلوب أجب يا محرز سامعا مطيعا، بحق مقلب القلوب والأبصار، وبحق الملك الغالب عليك أمره طيكل، وبحق فهطهيل فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا أقسمت عليك بحق الملك الغالب عليك أمره أبي محرز الأحمر، وبحق كطلحيوس، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من أجرى البحار والعيون، سبحان من خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها، اللهم سخر لي خادم هذه السورة كما سخرت البحر لموسى، والنار لإبراهيم والجبال والحديد لداود، والجن والإنس والشياطين لسليمان عليهم الصلاة والسلام، والشمس والقمر والنجوم وجميع الأشياء لمحمد صلى الله عليه وسلم، سخر لي خادم هذا اليوم يأتي إلي ويقضي حاجتي، وبحق اسمك العظيم الأعظم، وبحق أسمائك الحسنى، يا سريع يا قريب، يا باسط يا ودود ٣ يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، يا غياث المستغيثين أغثني ٣، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ألق محبتي في قلب خادم هذه السورة، قَدْ شَغَفَها حُبًّا، يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله، يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ، كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ.

ورد يوم الأربعاء

تقول إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ. إلى قوله. إِنْ أَنْتُمْ إِلّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ أجب بحق السريع المعبود، وبحق الملك الغالب عليك أمره سعفص، وبحق فهطهطيل قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ الآية وبحق الله العظيم أقسمت عليك يا سيدع وسمسميائيل وبرقان بحق الملك المعبود، سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من أجرى الماء في البحار والعيون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها اللهم سخر لي خادم هذه السورة كما سخرت البحر لموسى، والنار لإبراهيم والجبال، والحديد لداود والجن والإنس والريح والشياطين لسليمان عليه السّلام والشمس والقمر والنجوم وجميع الأشياء لمحمد صلى الله عليه وسلم، أن تسخر لي خادم هذه السورة يقضي حاجتي، بحق اسمك العظيم

ورد يوم الخميس

ورد يوم الجمعة

الأعظم، يا الله يا سريع يا قريب يا مجيب، يا باسط يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني واقض حاجتي في هذه الساعة برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ألق محبتي في قلب خادم هذه السورة يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ.

ورد يوم الخميس

تقول: ويَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. إلى قوله. عَدُوٌّ مُبِينٌ اللهم إني أسألك يا قادر يا مقتدر، يا لطيف يا خالق يا هادي أجب يا إسرافيل وأنت يا شمهورش سامعا مطيعا، بحق هذه الأسماء اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ وبحق ههطيل وإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ أجب يا خادم هذه السورة بحق قرشت، واقض حاجتي، سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من أجرى الماء في البحار والعيون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها. اللهم سخر لي خادم هذه السورة كما سخرت البحر لموسى، والنار لإبراهيم والجبال والحديد لداود، والجن والإنس والريح والشياطين لسليمان، والشمس والقمر والنجوم وجميع الأشياء لمحمد صلى الله عليه وسلم، أسألك أن تسخر لي خادم هذه السورة بحق أسمائك الحسنى، يا الله يا سريع يا قريب يا مجيب يا باسط يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا غياث المستغيثين أغثني ٣ واقض حاجتي، يا الله يا رحمن يا رحيم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ألق محبتي في قلب خادم السورة قَدْ شَغَفَها حُبًّا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ.

ورد يوم الجمعة

تقول وأَنِ اُعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ. إلى قوله. وقُرْآنٌ مُبِينٌ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ اللهم إني أسألك يا حليم يا عليم، يا علام الغيوب يا نور يا علي، يا لطيف يا هادي أن تسخر لي خادم هذه السورة، أجب يا أبيض سامعا مطيعا بحق الملك الغالب عليك أمره تخذ، وبحق جهلططيل إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ أقسمت عليك يا جهطيائيل، وأنت يا أبيض، سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من أجرى الماء في البحار والعيون، سبحان من جعل حزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها، اللهم سخر لي خادم هذه السورة كما سخرت البحر لموسى، والنار لإبراهيم والجبال والحديد لداود، والجن والإنس والريح والشياطين لسليمان، والشمس والقمر

ورد يوم السبت

والنجوم وجميع الأشياء لمحمد صلى الله عليه وسلم، أسألك أن تسخر لي خادم هذه السورة الشريفة بحق اسمك العظيم الأعظم، وبحق أسمائك الحسنى، يا الله يا سريع يا قريب يا مجيب، يا باسط يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا غياث المستغيثين أغثني واقض حاجتي في هذه الساعة برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ألق محبتي في قلب خادم هذه السورة قَدْ شَغَفَها حُبًّا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ.

ورد يوم السبت

تقول لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا إلى آخرها وتقول غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين يا ظاهر يا عزيز، يا ملك يا مؤمن يا مهيمن، يا قادر يا كبير أجب يا كسفيائيل وأنت يا ميمون بحق غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضّالِّينَ آمين، وبحق الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ الكبير المتعال، وبحق الملك الغالب عليك أمره صظغ، وبحق لجهططيل لمقفنجل فَوَقَعَ الْحَقُّ وبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ أجب يا خادم هذه السورة، وتقول سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المخلص لكل مسجون، سبحان من أجرى الماء في البحار والعيون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ إلى آخرها. اللهم سخر لي خادم هذه السورة كما سخرت البحر لموسى، والنار لإبراهيم والحديد والجبال لداود، والجن والإنس والشياطين والريح لسليمان، والشمس والقمر والنجوم وجميع الأشياء لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين. اللهم سخر لي كسفيائيل وميمون بحق اسمك العظيم الأعظم، وبحق أسمائك الحسنى يا الله يا سريع يا قريب يا مجيب يا باسط يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا غياث المستغيثين أغثني ٣، يا الله يا أرحم الراحمين، اللهم سخر لي خادم هذه السورة قَدْ شَغَفَها حُبًّا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ كَلاّ لا تُطِعْهُ واُسْجُدْ واِقْتَرِبْ اللهم أجب دعوتي بحق سورة يس إنك على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. تمت الأوراد السبعة، فاعرف قدر ما صار إليك واللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.

هذا آخر ما انتهى إليه الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث والحمد لله أولا وآخرا

Yorumlar

Bu blogdaki popüler yayınlar

Sebasebin Daveti Ebul Hasan Şazeli

DİKKAT Dünyevi Zevkler için okumayın.  Arapça okuması güzel olmayan okumasın.  Cinler onu rahatsız eder.   الكثير سأل عن هذه الدعوة الروحانية المسماة دعوة السباسب الكبرى فنقول, اعلم اخي العزيز اذا عمل بها العاقل كفاه الله بها عن سائر العلوم كلها طوال معيشته وكان بين الناس ذو هيبة واحترام ولهذه الدعوة اربعة من الخدام المسلمين العظام في العمل والطاعة, ولهم الاركان الاربعة التي نعرفها, ومن هؤلاء الاربعة المذكورين فيها يذكر سائر العلوم وهذه الاسماء للخدام الاربعة ممتزجين بحميع الملوك العلويين وهذه الاسماء الاربعة للخدام هم / مازر , كمطم, قسورة, طيكل / . ****** وهم الحاكمون على جميع الاجناس ولو كشف الله عن بصرك حين قراءتها لرأيت الاجابة السريعة وذلك لخوف الخدام من الملوك الاربعة الذين ذكرت لكم اسماؤهم فهي دعوى سريعة الاجابة, وحضور هؤلاء الخدام الملوك الاربعة يكون على فرس راكبين خيول شهبة اللون ويحملون في ايديهم حرابا لها نار موقدة وتخضع لهم جميع المخلوقات والطغاة, فإذا دعى ملهوف بهذه الدعوة المسماة دعوة السباسب الكبرى كفاه الله شر مايخافه وفرج عن كربته . وينصح اهل ال...

Yasin Daveti

  Abdestli, okunacak. Önce Yasin-i Şerifi okumak uygundur. Hayrı murat ederek niyet edilir. İçinde ya rabbi geçen yerlerde niyetini söylemek uygundur. Düzgün okumaya kudreti yetmeyenler dinleyerek dua etmeleri uygundur. Not: Mp3 büyük olduğu için YİNEDE OYNAT a tıklayın.

حزب القهر لسيدي أبو الحسن الشاذلي حزب النصر ويقال له حزب القهر...Hizbul Kahr ...Hizbun Nasr

Müminlerin kılıcı olan "Hasbün Allah ve ni'mel vekil" ayetine dayanan bir duadır. Hadis-i şerifte şöyle geçer: "Büyük bir meseleyle karşılaşırsanız, 'Hasbün Allah ve ni'mel vekil' deyin." Bazı âlimler, düşmanlarını yok etmek isteyenler için bu duanın cevabının bundan daha yoğun ve anında olduğunu söylemişlerdir. Nasıl amel edilir: Son yatsı namazını kılın, insanlar uyuduktan sonra abdestinizi tazeleyin ve Yüce Allah için iki rekât namaz kılın. Teşehhüd pozisyonuna oturun ve arzu ettiğiniz hedefi gözünüzün önünde canlandırarak, tam bir şuurla "Hasbün Allah ve ni'mel vekil" ayetini (450 defa) okuyun. Yukarıda belirtilen sayıda okumayı bitirdiğinizde, duayı yedi kere okuyun, sonra ayeti okuyabildiğiniz kadar okuyun, sonra duayı yedi kere okuyun ve bu şekilde devam edin. İhtiyacınız karşılanıncaya kadar bunu birkaç gece üst üste yapın, çünkü hızlı bir şekilde cevaplanır. Bazı arifler, bunun birçok kez denendiğini ve Allah'ın bununla asi...