الجزء الثالث
الفصل الحادي والعشرون:
في أسماء الله الحسنى وأنماطها وما لكل نمط من الدعوات
النمط الأول من أسماء
الله الحسنى
ولله الاسماء الحسنى فادعوه
بها
الجزء الثالث
الفصل الحادي والعشرون في
أسماء الله الحسنى وأنماطها وما لكل نمط من الدعوات
اعلم أن الحق سبحانه وتعالى
أودع أسماءه العظيمة أسرار فضله وجوده، وعدله وقهره ورحمته ومغفرته فهي مظاهر لكل شيء،
فإذا صان بسرها كمن فيها فلا يظهره إلا الذكر، وقد تقدم لنا في مصنفات هذا الفن خمسين
مجلدا لا يعرفها إلا أهل الاعتبار من كل فن ذكرته سابقا ولاحقا، ذكرت منه طرفا، ولوحت
به لأهل الذوق والعرفان حتى لا يفهمه إلا أهله وقد ذكرت في هذه أنماط وإشارات وعبارات
توصل الطالب إلى مطلوبه، وقد جعلت هذه الأنماط موصولة بكتابي هذا لما فيها من الدعوات
والأذكار، وإلى الله أرغب في السؤال أن يحجب أسراره عن الجهال إنه الكبير المتعال والموفق
للأفضال.
النمط الأول من أسماء الله
الحسنى
الله الإله الرب الرحمن الرحيم
الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ إلى آخر السورة، فيه أسرار التوحيد والإخلاص، وزيادة
الإيمان واسطاع نور اليقين والانتقال في المقامات، وإحياء القلوب، والنهضة في الطاعات
وأسرار الأرواح وإلحاق الذاكر بالمواهب الرحمانية وكثرة الرجاء، فأما أسماؤه تعالى:
الله والإله والرب، فذكر جليل وهو ذكر الأكابر من المتولهين، ويصلح للمرتاضين في الخلوات
يستأنسون به في خلواتهم، ويمدهم الله بالأنوار اللاهوتية، وعظمة الربوبية فيورثهم ذلك
ذلا واقتصارا وانكسارا واضطرارا إلى مولاهم الأعظم لا إله إلا هو. هذا لأهل السلوك،
وأما العامة فلا يستديم هذا الذكر لأحد إلا نزلت عليه البركة، وأخذ الله بناصيته إلى
كل خير، وحجب عنه كل شر، ولا يذكره من عظم جسده وكسل عن الحركات، إلاّ لطف جسده ووجد
خفة من حينه، ومن كتب الأسماء الثلاثة في مربع
١٠ في مثلها عند حلول الشمس
برج الحمل وحمله أعطاه الله تعالى قوة يقينية، وزيادة في إيمانه وإخلاصه في أعماله،
ولا يحملها مصاب إلا احترق عارضه في الوقت، ولا وضعت على صاحب حمى إلا برئ وإن كان
في لوح نحاس في الوجه الأول شكله ويدلى في ماء مصنوع أذهبه في الوقت، ومن ناجى ربه
بهذه الأسماء الثلاثة بعد صلاة ركعتين يقول: يا الله يا إله يا رب ساعة زمانية ظهر
له نور عظيم، وكشف الله عن بصيرة قلبه، ويستجاب دعاؤه من أمر الدنيا والآخرة، ومن نزل
أعدادهم ٤ في ٤ على خاتم من ذهب مثقالا، وتختم به أورثه الله تعالى هيبة وجلالة وعظمة
وخوفا ورهبة من الله تعالى في باطنه، ومن لازم على ذكر اسمه الله بعد جوع طويل وسهر،
أطلعه الله تعالى على مكنونات الغيب وجعله من المقربين.
ولكل اسم من أسماء الله تعالى
مراتب في الذكر والوضع فالأول من المراتب لذكر الأعداد والوضع المعتاد، وهو ذكر الاسم
الشريف وأعداده الواقعة عليه، ووضعها مضروبة في الحروف، والثاني ذكر الاسم الشريف بضرب
أعداده في نفسها ووضعها كذلك، والثالث ذكر الاسم الشريف، والجملة من أسماء الله تعالى
ساعة زمانية، وأحسن المراتب في المواضع أعداد الحروف من غير تضاعف، فإن الزيادة إسراف
والنقص خلل. وأما اسماه تعالى: الرحمن الرحيم فاسمان جليلان ينزل من أعدادهما سر الرحمة
في القلوب، يصبحان ذكرا لمن غلبت عليه القسوة والجسارة وعدم الرأفة، يبدل الله تعالى
هذه الخصال بضدها وتطاع له سائر العوالم، وتنقاد نفسه إلى الطاعات، ومن ذكرهما وهو
داخل على جبار ألقى الله تعالى الرأفة في قلبه وكفاه شره وأعطاه خيره، ومن وضع حروفهما
مكسرة في مربع ٨ في ٨ يوم الجمعة ساعة الزهرة وحمله معه، فكل من رآه أحبه وأطاعه. ومن
نزل أعدادهما في مربع على خاتم من فضة، ونجمه سبع ليال وهو يذكر الإسمين الشريفين عليه
كل ليلة خمسمائة وستة وثلاثين مرة وتختم به، ألقى الله محبته في قلوب الناظرين إليه.
وأما اسماه تعالى: الملك القدوس فاسمان جليلان عظيمان، يصلحان لمن كان خامل الذكر وضيع
القدر فينشر الله ذكره ويرفع قدره، ويطهر باطنه من الأدناس، ومن نزل أعداد اسمه: الملك
في مربع ٤ في ٤ على خاتم من عقيق يوم الإثنين، والقمر خال من النحوس، وتختم به دامت
عليه حالته الحسنة، وإن كان ملكا دام ملكه وأطاعه الجند. ومن داوم على ذكر اسمه: القدوس
أذهب الله تعالى عنه وسواس الصدور وطهر باطنه وظاهره وأنقذه الله تعالى من كل ورطة،
وعصمه من كل فتنة. وأما اسماه تعالى السلام المؤمن، فاسمان عظيمان يصلحان لمن غلب عليه
الرعب والخوف خصوصا المسافرون في القفار المخوفة، فذاكرهما يؤمنه الله من جميع المخاوف،
ويسلمه في سفره وحضره من جميع الآفات الظاهرة والباطنة، ومن وضع حروفهما في مربع ٨
في ٨، وحمله أو وضعه في مال التجارة فإنها تأمن من اللصوص والغرق والحرق، وإذا وضع
هذا الوفق في حاصل الحبوب المقتات منها بارك الله تعالى فيها وأمنت من التلف. وأما
اسمه تعالى: العزيز، فاسم جليل يصلح ذكرا لمن أذلته أعداؤه، ومن كان من أعيان الناس
وأزيلت نعمته فإن الله تعالى يعزّه ويرد له ما زال عنه، ولا يصل إليه أحد بمكروه، ومن
داوم على ذكره شرفت نفسه وعلا قدره ومنعت الأعداء من
فصل في شرح الأسماء
الحسنى بعد كل نمط
الوصول إليه. واعلم أن الأعداء
على قسمين: حسية ومعنوية؛ فمنها ما بارزك بالعداوة طبعا كالسبع الضاري وسائر الهوام،
ومنها ما أظهر لك حبا وأخفى ضده وهم أبناء جنسك من الحساد وغيرهم، والمعنوية نفسك وجندها،
وإذا لازم العبد على هذا الاسم الشريف كفاه الله شر هؤلاء الأعداء. ومن وضع أعداده
وحروفه في مربع ٤ في ٤ في لوح من بلور وحمله إنسان أو حيوان أطال الله عمره وبارك فيه.
وأما اسماه تعالى الجبار الشكور، فاسمان جليلان لا يذكرهما أحد إلاّ أذل الله له الجبابرة
وخفض له جناح المتكبرين، ومن نزل أعدادهما في لوح من حديد، والمريخ سالم من النحوس
متصل بالقمر اتصال مودة، وحمله معه لا يراه جبار إلا أحبه وذل له، ولا متكبر إلا خضع
له بإذن الله تعالى، ومن ذكرهما في جوف الليل بعد صلاة ركعتين أو أكثر إلى أن يغلب
عليه منه حال، ودعا على ظالم أخذ لوقته بشرط أن يكون ظالمه ومن عفا وأصلح فأجره على
الله. وأما أسماؤه تعالى: الخالق البارئ المصور، فذكر جليل لكل ما يريد فإذا أضيف اسمه
تعالى القدوس إلى اسمه تعالى الخالق حصل منهما تأثير عظيم في دفع الوسواس، وقس على
هذا النمط ما يناسبه من سائر الخواص يحصل المطلوب والله الموفق.
فصل في شرح الأسماء الحسنى
بعد كل نمط
أقول وبالله التوفيق: اعلم
أن اسمه تعالى: الله هو اسم الله الأعظم وهو من الأذكار المفردة العظيمة، فمن ذكره
٦٦ مرة بعد صلاة ركعتين في جوف الليل بعد صوم ورياضة طويلة، فإنه ينزل عليه سيد الروحانيين
الملك كهيال عليه السّلام، وهو من الملائكة التي تجاه العرش، وهو حاكم على ٦٦ صفا من
الملائكة، وتحت كرامته أربع قواد تحت يد كل قائد ٦٦ ملكا، فإذا ذكره الذاكر عدده في
خلوته، فإن الخادم يحضر ويخر ساجدا لله تعالى ويقول في سجوده أسماء عظيمة سريعة الإجابة
وهي: اللهم إني أسألك يا الله يا واحد، يا الله يا أحد، يا الله يا دائم، يا الله يا
باقي، يا الله يا قديم، يا الله يا قدير يا الله يا رب، يا الله يا شكور، يا الله يا
حي، يا الله يا قيوم، أسألك بأحديتك وصمديتك، ونعوت ربوبيتك إن عبدا من عبيدك قد شاركنا
في التسبيح والتقديس، والأمر أمرك فإن أمرتنا بالنزول البتة فبإرادتك، فيقول الله تعالى
انزلوا إليه واقضوا حاجته، فإنه دعا باسمي الأعظم، فينزل ومن معه إلى الذاكر، ويقول
له أيها العبد الصالح اذكر الله تعالى فيذكر، فيرى الأنوار تخرج من فيه ويحصل له خشية
وسكينة، فيقول له الملك أيها العبد الصالح قد ناجيت الله تعالى باسمه العظيم، ونحن
خدام هذا الاسم فما الذي تريد، فيقول أريد الطاعة لله تعالى ولأسمائه فيقول لك: تطهر
ثيابك وبدنك، وتصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وهي الثالث عشر وتالياه، وأفطر على الحلال
واقرأ الاسم عدده، فإن فعلت ذلك تصير أخا لنا، ويصافحك الملك، ويعاهدك ويقضي حاجتك
وما تريد ثم اصرفه ينصرف بخير.
وأما اسماه تعالى: الله الرحمن
فاسمان عظيمان قال تعالى: قُلِ اُدْعُوا اللهَ أَوِ اُدْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما
تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى واسمه الرحمن خادمه: زريال وهو رئيس على أربع
قواد تحت كل قائد ٣٩٨ صفا، كل صف ٣٩٨ من الملائكة الموكلين بالرحمة، فإذا تلاه الذاكر
هذا العدد، فإن الروح ينزع التاج
ويخر ساجدا لله تعالى ويقول:
يا من لا يعلم ما هو إلا هو إن عبدا شاركنا في التسبيح باسمك، ثم ينزل ومن معه من الملائكة،
ويفتح له باب الإجابة ويلقي محبته في القلوب. وفيه من الأسرار ما لا يمكن شرحها والله
الموفق. وأما بهذين الاسمين الشريفين تقول: اللهم إني أسألك يا الله يا رحمن رحمت الموجودات
بالحياة الأزلية، وأظهرت أسرارها في قلوب أشخاصها بالعطايا السرمدية، وأثبت ذراتها
في أطوارها بالإرادة الأبدية لكي تظهر بواسطتها سر الإرادة، وأنت الرحمن لتربية الرحماء،
وأنت المتولي أمر من في الأرض ومن في السماء، وأنت الكاشف ضر من تمسك بك في البأساء
والضراء، المجيب لمن دعاك من صميم قلبه وأنينه في الليلة الظلماء، وأنت القائم القادر
على قضاء حوائج الذاهبين إليك القابلين إليك في الشدة والرخاء. أسألك بنورك الأعلى
وعزك الأسنى، وتأييدك لأهل الإحاطة والاجتلاء، وصوت الناقوس الأعظم الأكبر الذي هو
أمينك في مقام الانجلاء أن تزيل عن قلبي آثار صوب إبليس، وأن تبذل لروحي وقلبي عرش
بلقيس التي هي سر الطبع الخنيس، وأن تجذبني بنورك التام وفضلك العام لأتخلص من بين
الأنام، وأنجذب إليك من أثر شهوة الطبع، ومن ظلمات شؤمه المضمر. يا من له العظمة والكبرياء
والجلال والبهاء أسألك بعزك المنيع، وأثر علمك البديع عصمة تنجلي من سرادقات حرزك،
وحفظ الأنحاء من حماية حصنك، ورعاية شاملة من حريم حرمك وكشف حماك، ورحمة نازلة من
عالم قدسك وعز مهابتك أن تغنيني عمن سواك وارحمني برحمة نازلة تحيني، وتطهر بها الأشباح،
وتوصلها في كل صباح بخير الصلاح والنجاح، وتزيل بلطائف لطفك ومنائح فضلك عن وجهي ظلمة
حجاب لن عند نزول آية لن وبجميع آية من في السموات في لب تجليك ممن ثبت في المناجاة،
واجعلني بفيض فضلك وروح عطفك إليك ناظرا وبفضلك قادرا، وفي سبيل وجهك منصورا وناصرا،
يا من له العز والبهاء والثناء والعطاء يا رب العالمين. ما من عبد ناجى بهذا الدعاء
في جوف الليل إلا استجيب له في الوقت، وقضيت حوائجه كلها بإذن الله تعالى.
وأما اسمه تعالى: الرحيم
فهو اسم عظيم فيه أسرار عظيمة، والملك المخلوق من عدده:
عزميائيل عليه السّلام، وهو
رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٦٥٨ صفا كل صف ٦٥٨ ألف ملك، وهو من عوالم ميكائيل
عليه السّلام الموكّل بانبساط الرحمة، وهو سريع الإجابة، والتالي لهذا الاسم ينزل عليه
الملك ويعطف عليه القلوب. واعلم أن الأرواح من عوالم ميكائيل عليه السّلام فاعرف قدر
ما وصل إليك من أمور الآخرة، فإن الدنيا فانية بما عليها، والدنيا بالنسبة للآخرة كثلث
قيراط من أربعة وعشرين قيراطا، فإن عملت بهذه الأسماء فتكون قد رضيت بثلث جزء من أربعة
وعشرين جزءا، واعرف قدر أسماء الله تعالى، واعلم أنها عزيزة الوجود، وليس كل أحد يتصرف
بها، بل أولياء الله الصالحون، وإنهم يأخذون العهد على الطالب إن وثقوا به وعلموا أنه
يصون الأسماء عن غير أهلها، والله المعطي المانع. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف تقول:
يا رحيم أنت راحم الأكوان، وأنت السلطان في كل يوم هو في شأن، وأنت المفيض بعنايتك
على أهل الدنيا والآخرة، وأنت النصير بنصرتك الأحدية لمن تأهل إلى الذهاب إليك في العقبى
والساهرة، وأنت الرحيم الرؤوف الديان ذو القوة والامتنان، والقوة الغالبة
والقدرة القاهرة بسرك الخفي
المنبسط في البر والبحر، وبعنايتك السارية في أسرار السر والجهر، وبما أودعته من الألطاف
الإلهية في النصر والدهر، وبما خصصت به أولياءك من فنون الحكم ومعاني الأصوات، وبما
أودعته من فصول الأوقات أن تخلصني من تأثير غوائل الشيطان، واصرف قرينه وقني شدائد
حجابه ومن بسط كلمته وتلقيه، وأن تدركني برحمة أزلية من وحدتك مؤدية إلى جنتك كاملة
في ذاتها حاصلة بفعلها عامة بذاتها ووجودها الذي ينزل منها التوحيد بخصائص التحميد
والتمجيد. يا ذا اللطف اللطيف، يا ذا الرحمة الواسعة على القويّ والضعيف، أسألك بكل
اسم هو لك سميت به نفسك وأنزلته في كتابك، أو علمته لأحد من خلقك أو استأثرت به في
علم الغيب عندك أن تدفع عني البلايا وأن تخرج في وجودي المبسوطات من دائرتي هو هو في
البأساء والضراء، وأنت المتفضل بالمنح الأسنى يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: الملك،
فهو اسم عظيم وخادمه فصيل، وهو ملك عظيم من ملائكة الرحمة، والخضرة لباسهم، وتحت يده
أربع قواد تحت يد كل قائد ١٣١ صفا، كل صف ١٣١ ملكا، فإذا تلاه الذاكر ينزل عليه الملك
ويقضي حاجته خصوصا إذا كان في فعل خير، وأما في الشر فلم يحبه ويحصل له الضرر في نفسه
وماله فافهم ذلك، والله هو الفتاح العليم. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف تقول: يا
ملك أنت الذي ملكت رقاب الجبابرة بالقوة الغالبة والقدرة القاهرة، وأنت قهار الملوك
والأملاك ذو المعارج والأفلاك تعطي برّك لمن التجأ إليك، أسألك بما بسطته في ملكوتك
وجبروتك وبما بثثته في جبروت ملكوتك، وبما استأثرت به في عوالم قدس لاهوتك، وبما غيبته
عن إدراك العقول في سر بهموت رحمتك، وبما أدرجت في سر سرك في طي الكروبية الموزونة،
وبما فصلت من الرموز والإيماء في أنواع الكيفية المخزونة في باطن بطون النزلة، أن تحفظني
بحفظك المنيع من أصوات الشيطان ونغماته وهمزاته، ومن هو أجسر أتى الحارث الذي جعل الخير
شرا والبحر برا والنفع ضرا، وطفطفة طبقاته وشؤم مكره وكيده، يا من كان عرشه على الماء
على ما علمه، وكرسي فعله على حسب إزاته ارزقني بلطفك العميم وكرمك الجسيم نسبة مالك
أنوار المعارف، وأكرمني بكلماتك التامات في المحيا والممات ولأنال عزّ مناهج المعارف
والعوارف، وارزقني منك العرفان في نفس الوحدة وملكا لا يزول وصفا من أوصافك القديمة
وصفا لا يحول، وكلاما من علمك الأزلي بذلك لا يقصر ولا يطول على الجملة والتفصيل، يا
كريم يا جليل، وحسبنا الله ونعم الوكيل. أسألك سؤال عبد خاشع مسكين خاضع، وطالب طامع
إخراج الكثير من القليل، والصحيح من العليل، والرفيع من الجليل، والوجيز من الطويل
والكرارة والنصارة، يا من له الخلق والأمر بدؤه وعوده بعلمك، والكشف والعلم غيبا وشهادة
يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: القدوس،
فهو مناسب لاسمه الملك، وهو مشتق منه لقرب الروحانية، وخادمه انيائيل عليه السّلام
فإذا تلاه الذاكر نزل عليه الخادم وقضى حاجته. واعلم أن جميع الأذكار والأسماء والدعوات
متوقف صحتها على أكل الحلال ونظافة الظاهر والباطن، والرياضة الطويلة
وحسن النية وطيب الخلق ورصد
الأوقات المباركة فإذا فعلت ذلك صح عملك وحصل لك خير عظيم وصارت مفاتيح الدنيا والآخرة
بيدك والمطلب واسع فاحذر أن تكون طالبا غير الآخرة قال تعالى والْآخِرَةُ خَيْرٌ وأَبْقى
ومن فهم فقد سلم، وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف تقول: يا قدوس أنت المقدس على الإطلاق،
وأنت الظاهر بفضلك في الآفاق وأنت الموجد لدقائق المعرفة على صحائف الأوراق، بك تقدست
البواطن والظواهر، ومنك تنورت البصائر والنواظر، وفيك انجلت أسرار أرواح السرائر والضمائر
عن حركات الخواطر، أسألك مقدمات التذلل والافتقار، واقفا على قدمي التخشع والافتقار،
وبسر ما أدرجته في سرادقات قدسك، وبنور ما أودعته في مقاعد عز أنسك، وبما كتبته تحت
إزار عظمتك ورداء كبريائك، وبما أخفيته في لباس مجدك، وبما عرفته لأوليائك وعقول أنبيائك،
يا من فطر بعلمه القديم سموك السموات، ويا من نصب بسره القويم نبت الجهات اجعلني بفضلك
العميم مما يطوف حول أمرك بحولك وقوتك. إلهي أنت السرمدي الأبدي المنزه عن أن يقرب
إليك أحد فيدرك بالحس، ويبعد منه فيغيب عن الحس، فارزقني حياة ذاتك، ونور تنزيه صفاتك
من العلوم الشريفة الكلية الإلهية المتعلقة بالمعلومات الأزلية، وأبعدها بنورك في باطن
بطون المشخصات الغير المستحيلة، اللهم أنت المدعو بكل لسان، وأنت المجيب في كل أوان
أسألك أن تعزني وتظهرني بتأييدك وقوة شدتك عن المخالفات واتباع الشهوات، واقلبني بيمين
تمجيدك عن الرغبة في الدنيا، واجذبني مني إليك عما سوى جنابك الأسنى، وأخرج بفضلك الجامع
ونورك اللامع من كتاب أنسك آية كاملة أتكمل بها ذاتا وصفات، وأنتشر في الكائنات نظرا
ووضعا، وأكشف عن وحيه روحي وسر غطاء لو، وأزل عن نظري حجاب إذ، وأظهر على بعد زوال
ها خفاء الحروف وشواهد المعروف أغني كل عالم موصوف بجودك وإحسانك، يا فالق الحب والنوى،
وفاطر الذرات في السموات العلى، أنت الظاهر اللطيف القادر يا قدوس.
وأما اسمه تعالى: السلام،
فهو اسم عظيم يؤمن الله تعالى ذاكره في البر والبحر، وخادمه درعيائيل عليه السّلام
وتحت يده أربع قواد، تحت يد كل قائد ١٣١ صفا، كل صف ١٣١، وهو من عوالم جبريل عليه السّلام
وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك ويجد ما وجد في غيره من الأسماء. وأما الدعاء بهذا
الاسم الشريف تقول: يا سلام أنت السلام وإليك يعود السلام، سلامك التام رأفتك على الأولياء
والأنبياء والأتقياء، وأنت المحيط بعلمك القديم، وبصفائح الصفا في قلوب الأصفياء، أسألك
بسكينتك النازلة على السر الموسوي، وبعزتك الظاهرة على الجناب العيسوي، وبما جمعت في
باطن دائرة الهواء وظاهر معالم المنى أن تجعل قلبي قابلا لتوارد الواحدية فارغا من
شواغل الوحدية، عائذا بك إليك في جميع الأوقات السرمدية، وارزقني بلطفك العميم وإحسانك
القديم حسن الظن بكافة المسلمين لأنال سر سبوحيتك التي جعلتهم في مقام اليقين، واجعلني
متبركا برقائق نفائس الأولين والآخرين، وارزقني الرضا بما قدرته لي في علمك، ويسرته
لي بأمرك يا من زين سماء قلوب الأولياء بمصابيح الخواطر، افتح لي أبواب المشاهدة بمصابيح
البصائر بالسلام يا سلام.
وأما اسمه تعالى: المؤمن،
فهو اسم عظيم، وخادمه هقيائيل عليه السّلام تحت يده أربع قواد تحت يد كل قائد ١٣٦ صفا،
كل صف ١٣٦، فمن تلاه هذا العدد حضرت له هذه الأرواح وفتح له الطريق من عالم الغيب والشهادة،
ونقله من الشقاوة إلى السعادة، ومن الذل إلى السيادة، فإن الخير بيده لا مانع لما أعطى
ولا معطي لما منع. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف تقول: اللهم أنت المؤمن الذي أثبت
الإيمان في قلوب أهل العرفان، وأظهرت الإيمان عند ظهور الأمن والأمان، ورزقت الاستقامة
لمن صحت له الاستقامة في دار الرضوان، وأعطيتهم الأمانة من تغيرات الحدثان، وأحرزتهم
من غوائل الشيطان الذي يقدح في صحة الإيمان بما منحت لهم بجودك من الإيمان والبرهان
وطهرتهم من هواجس دواعي التنزلات ورفعتهم عن قبول عوارض السلبيات أسألك اللهم بجميع
ما في غيبك من الحقائق العلمية والدقائق الإرادية أن تجعلني آمنا من خوف النظر الصوري
في مقام النفع والضر حتى أقبل إليك فارغ القلب طيب النفس واثقا بموعود الرب أسألك اللهم
أن تجعل لي شيئا أتمسك به لآمن من الخلق واجذبني إليك بالهداية إلى طريق الحياة والإرشاد
لسبيل النجاة يا من يهب الكثير ويقبل القليل وتحب الإحسان وتجود بالتفضل على أهل الإيمان
والإحسان أسألك اللهم بسيد البشر وشفيعك يوم المحشر وحبيبك الذي بعثته لعبادك يوم الآزفة
تبسط النفع وتدفع الضرر وأعذني من كل بلية وأكرمني بخير العطية وأزل عني برأفتك شر
البلية فأنت المحسن لكل إنسان المتفضل بالجود والإحسان يا مؤمن.
وأما اسمه تعالى المهيمن
فهو اسم عظيم وخادمه قطيائيل عليه السّلام تحت يده خمس قواد تحت يد كل قائد ١٤٥ صفا
كل صف ١٤٥ وهو من عوالم جبرائيل عليه السّلام وفيه سر من أسرار القدرة وفهم لمن ألهم
طريق الحق فإذا ذكره الذاكر هذا العدد حصلت له الزيادة ويرفع إلى مراتب السعادة ولا
يبقى له عدو ولا لعدو الله تعالى عليه سبيل. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول:
اللهم أنت المهيمن على خلقك تبسط آجالهم وتصل وتبين أحوالهم وتقلبهم في سائر الأحوال
كاشفا لأسرارهم في صفائح العالم، توصل سرائرهم بالآباء، وتلحق ضمائرهم بالأسرار، وترفع
أهل القرب إلى الأنوار، أسألك بحق سر اطلاعك على قلوب الأخيار، وبجهر استيلائك على
نفس كل جبار، وبحفظك لمن شئت أن تزيل عني الشماتة والعار، وأن تجعلني مستجيبا لك في
محل اطلاعك راغبا في المعاملة في اصطناعك، واجعلني مشرفا على أعوان الكشف والمشاهدة،
وعلى أسرار الوعد والمواعدة إنك عليم بذات الصدور وقادر على بعث من في القبور.
وأما اسمه تعالى: العزيز،
فهو اسم فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، ومن واظب على ذكره أعزه الله تعالى بين خلقه
وخادمه منجيائيل عليه السّلام تحت يده أربع قواد تحت يد كل قائد ٩٤ صفا كل صف ٩٤ من
ملائكة العز وهم تحت أمر جبريل عليه السّلام والذاكر ينزل عليه الملك ويقضي حاجته ويحصل
له العز الأكبر من الله واللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول:
يا عزيز أنت الثابت في عزك، الدائم المحبة في حقك القائم بعز قدرتك لأهل المعرفة والعرفان،
وتذل بقهرك وسلطانك أهل المذلة والطغيان أهل القوى بإظهار كل مكنون في كون كل ما يكون،
أسألك بعز عزك وجلال
الفصل الثاني والعشرون:
في النمط الثاني من الأسماء الوهبيات
مجدك، وبسط جنابك وسرك وسر
آياتك، ومثلك الذي ليس له شبيه ولا مثيل ولا نظير وبنورك الجامع المنيع الخطير أن تجعلني
إليك خطيرا، وبطاعتك لك نظيرا بمرافقة أوليائك مشرفا مكرما بتعليمك، يا من حارت العقول
عن إدراك جلال عظمته، وكلت الألسن عن استيفاء مدح نوره ورحمته، وذهبت الأوهام عن قصور
ذاته ووجوده، واضطربت القلوب عن تجليات جماله وجلاله، ارزقني رؤية السر الذي أودعته
في مشارق الأرض ومغاربها، وأطلعني على جواهر حقائقها وكنوز معارفها، وخصصني بك لديك
بقبول نورك وجلال مجدك إنك أنت الله القوي الفعال الكبير المتعال يا عزيز.
وأما اسمه تعالى: الجبار
فهو اسم عظيم لا يقدر أحد يتجبر على ذاكره ولا يؤذيه أبدا وهو يصلح للملوك فإن الملك
إذا أكثر من ذكره لا يسطو عليه ملك غيره ولو كان أقوى منه، وخادمه صدقائيل عليه السّلام
تحت يديه أربع قواد تحت يد كل قائد ٢٠٦ صفا، كل صف ٢٠٦، وهم من عوالم إسرافيل عليه
السّلام، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك ويقضي حاجته، فالسعد لمن ألهم رشده في ذلك
الوقت، وطلب ما ينفعه في الدنيا والآخرة. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: يا
جبّار أنت الذي تجبر الكسير وتنتقم من كل كبير، قدرتك نافذة في جميع الجبابرة، وعزتك
لدفع ضلال المتكاثرة، أنت رب الآخرة، جبار ومؤنس الأبرار، وبار الصغار والكبار، ومصلح
أمور الخلائق، ومظهر سر الحقائق، وسامع الرقائق والدقائق، أسألك يا جابر كل كسير، وناصر
الأولياء بلا وزير، ورافع كل صغير وحقير بسر ما أودعته في جميل رحمتك من جليل قوتك
وعظيم مغفرتك ومواد محبتك، أن تجعلني متوكلا عليك في جميع أموري، ناظرا إليك في جميع
بواطن أفعالي وأقوالي، واجعل ذمامي بيدك وإسلامي عليك، والتجائي ومعاذي إليك، يا من
عز جنابه عن الفهم والإدراك، وتعالى كبرياؤه على الإطلاق والإمساك، أسألك بزوائد فضلك،
وفوائد تواتر نعمك أن ترزقني سعادة كل سعيد في دار السرور، وجنبني شقاوة كل شقي في
دار الغرور، وخصصني بشهادة الشهداء، وكل شهيد عند انبساط أنوارك يوم الوعيد، إنك أنت
الله الرحمن الرحيم، مقرب كل بعيد، وأنت أقرب إليه من حبل الوريد.
الفصل الثاني والعشرون في
النمط الثاني من الأسماء الوهبيات
اعلم وفقني الله وإياك لطاعته
وفهم أسرار أسمائه أن من أسماء الله تعالى الحسنى هذه الأسماء:
الغفار الغفور الشكور الغافر
التواب الحميد السميع البصير الودود الشاكر هذه الأسماء الشريفة سلك واحد، وفي هذا
النمط الجليل سر الصفح والتجاوز، وسر التسبيح وإظهار الجميل، وإصلاح الأمور الفاسدة
وتغطية كل عيب، وتيسير كل عسير وترقيق القلوب، ويصلح لمن ارتبك في الشهوات، وتمادى
في المخالفات والغفلات يبدل الله تعالى سيئاته حسنات، ويصفح برحمته عما وقع منه من
الزلات، ويغفر بكرمه ما اجترمه من المحرمات ولا يسمع موعظة إلا قرعت أذن قلبه، ولا
ينظر في عبرة إلا وقد انطبعت في مرآة فهمه، وهو مقام. فأما أسماؤه تعالى: الغفار الشكور
الغافر، فذكر جليل
يصلح لمن هو في المعاصي والأفعال
القبيحة، فمن داوم على هذه الأسماء نقله الله تعالى منها إلى حالة حسنة جسمية كريمة.
وأما اسماه تعالى: التواب الحميد فهما متقاربان من النسق الأول، فمن لازم على ذكرهما
جعل الله تعالى أمره يسيرا. وأما اسماه تعالى: السميع البصير فذكر جليل، من لازم ذكرهما
وسع الله تعالى فهمه ووفر عقله وأورثه الحشمة وأسمعه لطيف السر، وأراه حقائق الأشياء
كلها جليّها وخفيّها، ومن كان به ضعف في بصره أو سمعه وأكثر من ذكرهما قوي سمعه وبصره،
وقد أمرت بذكرهما الشيخ محمد الخراساني لما ذهب سمعه من هجمة الفرس على خراسان وحرق
غالبها، فما مضى مدة يسيرة حتى عاد سمعه كما كان، ولازم صحبتي بعد ذلك إلى أن توفاه
الله تعالى. وأما اسماه تعالى:
الودود والشاكر فاسمان جليلان،
وذاكرهما يلقي الله تعالى محبته في قلوب الخلق ولا يراه أحد إلا أحبه، ولا يعزم على
أمر من الأمور إلا نجح فيه، وقس عليه ما يناسبه من سائر الأفعال كلها. وأما اسمه تعالى:
المتكبر فهو اسم عظيم مكتوب على حجاب الهيبة، وذاكره لم يزل مهابا في أعين الناس، وخادمه
خطيائيل عليه السّلام وهو قائم تحت حجاب الهيبة، وتحت يده خمس قواد، تحت يد كل قائد
٦٦٣ صفا، كل صف ٦٦٣ وكلهم بيض، ولباسهم أصفر مثل لون الشمس البهية، وذاكر هذا الاسم
ينزل عليه ملك، ويقضي حاجته وكل ما طلبه ناله. فاعرف قدر ما صار إليك، ومن تقدم للسيادة
حاز السعادة. والدعاء بهذا الاسم الشريف تقول: اللهم أنت المتكبر الكبير المحيط علمه
قد أوجدت الأشياء واخترعت صدورها بعد بسط الأسماء، وأنت الجامع لحقائقها في ظاهر الأرض
والسماء، أسألك اللهم بجلائل نعمك ولطائف كرمك، وأسرار حقك بواسطة جريان قلمك أنت الكبير
على الإطلاق الموصوف بجلائل الأخلاق المنعم بالعطية السرمدية الأزلية والمنائح السرية
في يوم التلاق، أنت أكبر من كل كبير، وجاعل الملائكة رسلا لكل نبي ونذير المستولي على
العرش الذي كان على الماء، أسألك بقاف فوقيتك، وحاء إحاطتك المسقطات في عوالم صفاتك
وأسمائك أن تجعلني فارغا من كل شيء سواك، متوقفا دونك وما ليس فيه رضاك، وابسط وجودي
في مقام الحضور، وأيدني بالبهاء والنور إنك ناصر كل شيء يا متكبر.
وأما اسمه تعالى: الخالق،
فهو اسم عظيم قديم، فإنه تعالى لم يزل خلاقا من قديم الأزل والأبد، وخادمه حقيائيل
عليه السّلام وهو من عوالم ميكائيل عليه السّلام، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل
قائد ٧٣١ صفا، كل صف ٧٣١ من ملائكة البسط والتنزيل والملائكة الموكلون بالأرزاق وتحنين
قلوب بعضهم على بعض، وهم موكلون بتصوير الخلائق في الأرحام، فسبحان علام الغيوب، وهم
ينقلون من غيب الحق إلى شهادة الخلق، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك ويقضي حاجته،
فافهم ولا تتوهم ولا تقف على وهم ولا خيال، فمن هاب فقد خاب، والله أحسن من كل شيء.
وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: اللهم أنت الخالق البارئ المصور المقتدر في علمك
وجدت الأشياء وأنت المخترع صورها قبل بسط الأسماء، وأنت الجامع لحقائقها في ظواهر الأرض
وباطن السماء، أسألك بجلائل نعمك ولطائف كرمك وأسرار رحمتك بواسطة جريان قلمك أن تجعلني
قائما بك منيبا إليك،
راجيا فيك حاكما بك، وارزقني
رؤية الأخيار المقربين إليك، وامنحني علما بك في مقام العبودية، وارفعني إلى سرادقات
عز الربوبية إنك أنت الله الواحد المشهود يا خالق.
وأما اسمه تعالى: البارئ،
فهو اسم عظيم ومعناه الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وفيه سر الفناء والعود، وفيه سر التصريف
لأرباب الوظائف والمناصب الذين عطلوا وخرجت عنهم مناصبهم فإنها تعود إليهم، وخادمه
سلسائيل عليه السّلام وهو من ملائكة القهر، وتحت يده أربع قواد، تحت يد كل قائد ٢١٣
صفا، كل صف ٢١٣، وهم من عوالم عزرائيل عليه السّلام، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك
ويقضي حاجته، وفيه سر لمن أراد قتل عدوه أو مرضه أو غير ذلك وكل ما يريد ويحيط بكل
الأمور، يا فتاح افتح لنا من غيب سرك لا إله إلا أنت ولا معبود سواك، يا بارئ. وأما
الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: يا بارئ الأسقام والعلل أنت المعين لمقادير حقائق
الأشياء بقدرتك وأنت الجامع بين صور الأشياء وأسرارها في برك وبحرك أسألك بدقائق لطفك
الخفي، ورقائق علمك الوفي، أن تنور قلبي بنور منك في مقام الانجلاء، وأن ترزقني الاطلاع
على كل مكنون ضمائر سرك المودع في قلوب الأنبياء والأولياء، إنك أنت الله الرؤوف الرحمن
المتفضل بالجود والإحسان يا بارئ.
وأما اسمه تعالى: المصور،
فإنه اسم عظيم وفيه من تصوير القلب للعلوم، ومنه تخرج الفكرة الإلهية، وخادمه هرقال
عليه السّلام، وهو رئيس على أربع قواد تحت كل قائد ٣٣٦ صفا، كل صف ٣٣٦ من ملائكة التنزيل
في عالم المعلومات، وتصوير المخلوقات، وكلهم من عوالم جبريل عليه السّلام وتحت أمره،
فإذا ذكره الذاكر هذا العدد نزل عليه الملك وقضى حاجته، وأعطاه قوة التصريف في الوهم
الخيالي، ويكشف له عن الروحانية الخفية، وذلك بمواظبة الأرواح إليه. من ذكر صورة الكشف
على ما تقدم من الرياضة الطويلة والطهارة دائما وأكل الحلال وخلو الباطن والفكرة، ولا
يكون في غيره بل فيه لا غير حتى لا تختلط العوالم في تغيير الحركات فيصير حجابا، والله
تعالى الملهم لذلك والمعين. وهذا الكتاب يبين بعضه بعضا، فالشروط التي توجد في هذا
الاسم تجدها في غيره، ويظهر ذلك للمتأمل.
وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف
فتقول: اللهم أنت المصور الذي تجمع الشتات وتضم المتفرقات، وتظهر منها صورا بديعة التركيب،
متصرفة في أنواع أسرار الأرض والسموات قدرت الأقوات وابدعت الذوات ورتبت الصفات، أسألك
بحق سرك المودع في قلب نبيك، وبروح سرك الموجود في روح أوليائك، وببدائع لطفك في مقدوراتك،
ودقائق إتقانك في مخترعاتك، وبعجائب غرائب حكمك في مصنوعاتك أن تجعل صورتي منسوبة متجلية،
مستعدة لاكتساب الصور العلمية المطابقة للصور الوحدية واجعلني حاملا سر القرآن، موصوفا
بأنوار سر الفرقان، واخترعني بانطلاق اللسان، وزين باطني بنور الوحدة والتوحيد، واخلع
علي ملابس التجريد والتفريد حتى أنفرد بك في مقام التعديل، يا من بيده الميزان لإظهار
القسط والتكميل والحجة والبرهان والسلطان لانتساب سر الوصول والتوصيل يا مصور. وأما
اسمه تعالى: الغفار، فهو اسم عظيم، فيه سر عظيم لتغيير ما في النفوس وتسكين الغضب وخادمه
جرعيائيل عليه السّلام وهو رئيس على أربع قواد تحت يد كل قائد ١٢٨١ صفا كل
صف ١٢٨١ من الملائكة المعدين
إلى الاتساع كلهم مخلوقون من علم الله تعالى وبينهم وبين ملائكة الغضب ألف حجاب من
نور وألف حجاب من ظلمة وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك ويحصل له الحلم والعلم ورياضة
النفس وكف الغضب ويبدل الله تعالى نفسه وإن كانت ظاهرة بالسوء بنفس مطمئنة أو تنقلب
هي بعينها إلى أن تصير مطمئنة وتكون هذه المرتبة خلعة من الملك إلى الذاكر فإن التفت
إليه كان هو نصيبه منه وإن لم يلتفت إليه صار هو ومن معه خدما له وصار أعلى من ذلك
الملك عند الله تعالى وعند الملائكة فافهم هذا السر الخفي العظيم النفع الذي لا شيء
أنفع منه اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت يا غفار. وأما الدعاء بهذا الاسم
الشريف فتقول اللهم يا غفار أنت المبدع جلائل النعم وعظامها وأنت المنشئ دقائق النوب
ورقائقها وأنت المسبل نعمك على كل الخلق وأنت المتصرف فيما أحكمت فنعم الموجود ونعم
المحكم، تستر العيوب وتكشف الكروب وتظهر من بينهما الشروق والغروب أنت الغافر الغفار
الغفور لما أبديته بأمن قهرك، وأنت العالم العليم بما أكننته في ظواهر لطفك وبما أخفيته
في ضمائر صدور أهل حجتك، أسألك بقدرتك القديمة، وبقوتك القويمة أن ترزقني برد عفوك
يوم المحشر، وحلاوة مغفرتك يوم ظهور الهم والحزن والسرور اللهم ثبتني على دوام البليات
لانكشاف نورك إنك أنت الله النور، وشافي الصدور يا غفار.
وأما اسمه تعالى: القهار
فهو اسم عظيم لمن قويت نفسه وقهرته بطلب شهواتها، وأكثر من ذكره قهرها وغلبها وقهر
أعداءه من خارجها، وقس عليه مما يناسبه، وخادمه وهيائيل عليه السّلام، وهو رئيس على
أربع قواد، تحت يد كل قائد ٣٠٦ صفوف كل صف ٣٠٦، وهم من ملائكة الزجر والقوة الحاملة
فوق المحمولات، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك كما تقدم، ويخلع عليه خلعتين: خلعة
ظاهرة وخلعة باطنة، فأما الظاهرة فيشهدها من نفسه، والباطنة يشهدها هو في نفسه وهو
قهر النفس الرديئة وقمع الشياطين المؤذية، ولا يقدر أحد من الناس على كلامه. وأما الدعاء
بهذا الاسم الشريف فتقول:
يا قهار أنت الذي قهرت الجبابرة
والفراعنة بالإهانة والإذلال، وأنت الذي محوت أثرهم في الساهرة ورددتهم إلى النار،
لك القوة والقدرة الغالبة والعزة الشامخة، قادر على ما تريد في الحال والمآل، لا موجود
إلا أنت وكل ما أبديته من المخلوقات داخل تحت قهرك، أسألك بدقائق لطفك الخفي وإحسانك
الوفي، أن تجعل نفسي بأنواع العمارة معمورة وروحي بأسرار المعارف منشورة، وقلبي بحقائق
رقائق أسمائك وصفاتك واحدا لك شاهدا، اللهم إني أسألك لطائف برك، وتواتر إحسانك لتكمل
بها نفسي في الأفعال، وتكمل بها لساني في الأقوال، وأنت المحلل لما حرمته في الأدوار
يا قهار. وأما اسمه تعالى: الوهاب، فهو اسم عظيم لمن يطلب الدنيا وشرف الآخرة، وبه
أعطي سليمان عليه السّلام الملك والخاتم اللذين لم يعطهما أحد قبله، ومن عرف سره بلغ
ما يتمناه، وخادمه هيطال عليه السّلام، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٤٥
صفا، كل صف ٤٥ ألف ملك، وهم من عوالم ميكائيل عليه السّلام، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه
الملك ويقضي حاجته، وقس عليه ما تريد تسعد السعادة الأبدية. وأما الدعاء بهذا الاسم
الشريف فتقول: اللهم يا وهاب أنت تهب الجزيل وتعطي الجليل، وتهدى عبادك إلى
دار السعادة بلا امتراء،
أسألك بسر الأسرار المودع في حروف القسم وبمواهب لطفك المندرجة في القسم، وبما بسطته
من لطائف جودك في عزائم الأصول، وأن تجعلني راجعا إليك بحسن القصد محافظا على الرشد،
يا من هو بالمرصاد يدعو العباد إلى المعاد يا وهاب. وأما اسمه تعالى: الرزاق فهو اسم
عظيم قديم، فإن الله تعالى لم يزل رزاقا، والملك المخلوق من عدده يهوائيل عليه السّلام،
وعوالمه في الأرض موكلون بسوق الأرزاق إلى الخلائق أجمعين، وهم الذين يربون الزرع والنبات
ومن عرف اسم هذا الملك ووكله بزراعته أو بستانه أثمر وأينع وأطلع بخلاف عادة الأرض،
وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٣٠٨ صفوف، كل صف ٣٠٨ آلالف ملك حاملين البساط
الأخضر الموكلين بالقطر والنبات، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك ويعطيه الكفاية،
ويصير ينفق من الغيب. واعلم أن الرزق عند الله أوسع من الخلق فافهم سر الحق في الخلق
وتدبر ذلك تجد ما أقوله مسطرا في الوجود، والله المعطي المانع. وأما الدعاء بهذا الاسم
الشريف فتقول: اللهم أنت الرزاق لكل ما أوجدته من جودك، وأنت المكمل ذاتا وصفة من حياة
شهودك، وأنت المنزل رزقهم من غوامض علمك بواسطة سمائك وأرضك، أسألك بمكنونات صنعك أن
تجعل وجودي محل الخيرات وواسطة البركات من الأفعال والصفات، وارزقني علما نافعا للقلوب
النفسية، وحالا جامعا للأحوال الأنسية، ويدا معطية للعطايا المرضية، واجعلني آخذا منك
على نعت الجمع والتفصيل موصلا إلى عبادك لا أجد إلا الكمال والتكميل، وأدركني بلطائف
التوحيد وخصائص التوفيق والتسديد إنك فعال لما تريد.
وأما اسمه تعالى: الفتاح
فهو اسم شريف لا يعلمه إلا الله تعالى، وبه تفتح بواطن الأمور، والملك المخلوق من عدده
لحيائيل عليه السّلام، وتحت يده أربع قواد تحت يد كل قائد ٤٨٩ صفا، كل صف ٤٨٩ ألف ملك
من الملائكة الكرام، بأيديهم مفاتيح البركات، وما لهم شغل إلا فتح الخيرات على الناس،
فسبحان واهب العطايا، وذاكر هذا الاسم عدده مضروبا في نفسه على وضوء وصوم ورياضة، ينزل
عليه الملك كما تقدم، فاجتهد في الذكر فهو العز الأكبر، والله المعطي المانع لا إله
غيره ولا معبود سواه. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: يا فتاح أنت الذي تفتح
أقفال الصدور بمفاتيح العناية الأزلية، وأنت الغني الكريم وأنت المعطي الكريم نعمك
لمن شئت، بيدك مفاتيح الخيرات والكنوز، وأنت المسهل لصعاب الأمور، وبيدك دقائق الدر
من النور والباعث روح الجواد إلى ضمائر سرائر أصحاب الصدور، وانفتح بعنايتك كل أمر
مغلق وانكشف بأمرك سر كل منقفل ومقتر، أسألك يا فتاح كل خير، ودافع كل ضير أن تجعلني
لديك واقفا قابلا منك عليك قابضا فيوض الحياة العلمية، والمنائح السرمدية، وحسن الانتظار
لظهور وجود لطفك، دائم الترقيب لحصول كمال فضلك، مستديم التطلع لوجدان آثار كرامتك،
وافتح على قلبي، ويسر لي أبواب الكشف والمشاهدة، وأيدني على قبول نور وجهك عند بسط
خزائن ما في رحمتك ومغفرتك، يا قديم الإحسان يا حنان يا منان يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: العليم
فهو اسم عظيم فيه حرفان من حروف الاسم الأعظم، وهو اسم قديم لأن الله تعالى لم يزل
عليما، وفيه سر عظيم لمن أراد الكشف لعلم من عالم الغيب والشهادة لأن الله تعالى
الفصل الثالث والعشرون:
في النمط الثالث وما يدل على الصفات الإمداديات
لطيف لم يظهر على غيبه أحدا
إلا من ارتضى من رسول. والملك المخلوق منه لطفيائيل عليه السّلام، وهو رئيس على أربع
قواد، تحت يد كل قائد ١٥٠ صفا، كل صف ١٥٠، والذاكر ينزل عليه الملك ويقضي حاجته وذلك
بسعده لا أبيه ولا جده. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: اللهم أنت العالم بما
في صدور العالمين، وأنت العالم بما في سرائر الخاشعين، وترى ما في مكنون ذوات العالمين،
وأنت المحيط بما في حركات خواطر البرايا أجمعين، أسألك بمكنونات محروسات رحمتك وبلوامع
روائح رأفتك، وبجلائل عظيم نعمتك أن تجعل علمي محيطا بكل شيء، ظاهره وباطنه ورفيعه
وجليله أوله وآخره فاتحته وعاقبته حتى أغرق في انبساط أسرار وحدتك وانتشار دقائق فضلك،
وأتوسل إليك في ابتدائي وانتهائي ولا أظهر لغيرك رجائي، يا عالم الخفيات والسرائر،
ويا جامع الشتات في البصائر ارزقني الوضوح والفتوح والكشف والرشف على اسم ما يكنّ في
الخواطر والنواظر، فأنت المحيط بالكائنات علما وجودا، وأنت الحاكم على السرائر بسطا
وشهودا يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفصل الثالث والعشرون في
النمط الثالث وما يدل على الصفات الإمداديات
اعلم وفقني الله وإياك لطاعته
وفهم أسرار أسمائه أن من أسماء الله الحسنى: العليم الحكيم الباسط الكريم الوهاب التواب
النصير البديع علام الغيوب، هذه الأسماء مختلفة الخواص والأسرار، والذاكر لهذا النمط
الجليل يعطيه الله تعالى علما لدنيا وسرا ربانيّا لا يطلع عليه أحد في زمانه إلا من
جاء بمثله، ويرزقه الله تعالى كل خير ويحسن خلقه، ويعطيه البراعة في منطقه وينصره.
فأما اسماه: الحكيم العليم فهما اسمان جليلان لمن أراد الوصول للحكمة وعلوم الأسرار،
فيلازم ذكرهما في خلوة حاسر الرأس، قاعدا على الأرض من غير حائل، مستقبل القبلة، فإن
الله يلهمه الحكمة، ويوصله إلى ما يريد ويقيض له حكيما يرشده، أو ملكا على قدر همته،
ومن نزل أعدادهما في مربع ٤ في ٤ في شرف عطارد، والمشتري متصل به في لوح من اليشم الأخضر،
وحمله على رأسه أنطقه الله بالحكمة ولا يمر نظره على شيء إلا حفظه.
وأما اسماه تعالى: الباسط
علام الغيوب: فاسمان جليلان، ذاكرهما يذهب الله عنه النسيان، ويوسع رزقه، ومن وفق اسمه
الباسط بسر التداخل في مربع على خاتم من فضة مموه بالذهب، يوم الأربعاء ١٤ من أي شهر
وتختم به، ألقى الله على قلبه السرور، وبسط له الرزق، وفيه أسرار لا يمكن شرحها. وأما
اسماه تعالى: الكريم الوهاب، فذاكرهما يوسع الله رزقه وينمو ما بيده من تجارة أو دراهم
وغيرها وذاكرهما لا يفتقر، ومن نقشهما على خاتم عقيق وتختم به في يده اليسرى سهل الله
له الرزق وعطف عليه القلوب، ومن كتب حروفهما مكسرة بذهب أو فضة أو زعفران في شرف الشمس،
ووضعه في كيس الدراهم التي ينفق منها، فإنه لا تنفد بشرط أنه إذا أخذ شيئا بقدره.
وأما اسماه تعالى: التواب
النصير، فلهما سر عظيم، وذاكرهما يتولاه الله بعين عنايته وينصره على أعدائه خصوصا
من ذكرهما في المخاوف وبين صفي القتال لا يرى ضررا أبدا، ومن وفق أعدادهما في
حريرة بيضاء في ساعة مباركة
وغرزها في لواء الجيش فإنه يغلب هو وحزبه، ويناسبه من القرآن قوله تعالى فَلا يَصِلُونَ
إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما ومَنِ اِتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ. وأما اسماه تعالى:
البديع علام الغيوب، فيصلحان ذكرا لمن يريد تأليف العلوم وجمع الحكم، ذاكرهما ييسر
له جميع التأليفات خصوصا هذا الفن وما أشبهه، ومن أكثر من ذكر البديع أعطي البلاغة
في الحفظ، والصواب في القول، ولا يصلحان ذكرا إلا لأهل التكلم، ومن أضاف اسمه تعالى:
العالم علام الغيوب إلى الاسمين المتقدمين وهما:
الحكيم العليم، واتخذ ذلك
ذكرا في خلوته تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه حتى ينطق بها، ومن وفق أعدادهما
في مسدس يوم الجمعة أول الشهر في رق ظبي، ونجمه سبع ليال، وحمله معه فتق الله فهمه
وأحاط بكل العلوم من غير تعب، ومن داوم على ذكره تعالى: علام الغيوب أربعين يوما لا
يأكل فيها روحا، ولا يقرب نساءه، فإنه يطلع على أحوال الناس، ويرى ما هو غائب عن غيره،
ومن داوم عليه شاهد الغرائب ولم يبق في عصره مثله.
وأما اسمه تعالى: القابض
فهو اسم سريع الإجابة لأنه من متعلقات ملك الموت، ولما أراد الله أن يقبض من الأرض
قبضة أرسل لها ملائكة واحدا بعد واحد وهي تقسم عليهم بالله فيعودون، ولم يقبضوا منها
شيئا إلى أن نزل عزرائيل فأقسمت عليه فلم يرض، وقال: أنا لله أطوع وقبض منها قبضة وصعد
فقال الله له: لما أقسمت عليك الأرض لم لا أجبت قسمها وصعدت بلا شيء منها كما فعلت
الملائكة قبلك فقال: يا رب علمت أن أمرك كائن لا بد منه فقال تعالى: وعزتي وجلالي لأخلقن
فيها خلقا وأجعل أرواحهم على يدك فتصير أمينا على القبضتين فافهم، وملكه سرحيل وهو
عن يمين ملك الموت، وهو جالس على كرسي كرامتك وتحت يده أربع قواد، تحت يد كل قائد ٩٠٣
صفوف كل صف ٩٠٣ من ملوك القبضتين، يقبضون الأرواح وليس لهم شغل إلا ذلك والذاكر ينزل
عليه الملك وهؤلاء الأربعة، ولهم هيبة عظيمة، فتراهم روحانية الذاكر لأنهم لا يأتون
دائما إلا قابضين الأرواح، ويخلع عليه خلعتين: ظاهرة وباطنة، أما الباطنة فكل من نظر
إليه بعين الغضب مات لوقته، وأما الظاهرة فيكسيه الله الهيبة والجلال حتى إذا رأته
الوحوش المؤذية والسباع هربت منه وكذا الدواب الأهلية، وإذا دعا على ظالم أخذ لوقته
فسبحان من قدر المقدورات بعلمه وحكمته، لا إله إلا هو، لا خالق سواه.
وأما الدعاء به فتقول: اللهم
أنت الذي قبضت ناصية كل مخلوق، وأنت الذي أوصلت رزقك لكل مخلوق، وأنت الذي فصلت أسرار
المعاني في كل مرزوق، تقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات، وتبسط الأجساد بقدرتك البالغة
عند إعادة الحياة، وتحيي العظام وهي رميم في أسرع الأوقات، وتعطي كل ذي حق حقه الذي
قدرته له وقت خطاب الذرات، أسألك بسر خليلك في مقام الانجلاء، وبنور قيوميتك على مواطن
الاعتدال أن تبسط على قلبي وروحي سر الأرزاق، وأن تخرج من نفسي آثار الكفر والنفاق،
يا من بيده عهد الميثاق في يوم التلاق، اللهم اجعلني مبسوطا في كل مقبوض، ومعروضا لديك
في باطن كل معروض، وارزقني بفضلك العظيم العميم من سر الفيضة، ومن جهر القبض قبضة ومن
أنوار البسط ربيعة لأحظى بآثار رحمتك في الأكوان وأدرك آثار رأفتك عند التجليات إنك
قديم الإحسان يا قابض.
وأما اسمه تعالى: الباسط
فهو عظيم فإذا ذكره من قوي عليه القبض انبسط خاطره، وملكه بطيائيل، وهو رئيس على أربع
قواد، تحت يد كل قائد ٧٢ صفا، كل صف ٧٢ ألف ملك للبسط والجود، وذاكره ينزل عليه الملك
ويقضي حاجته. وأما دعاؤه فتقول: اللهم أنت الذي تبسط الأرواح في الأجساد إلى ذواتها
وأنت الذي تجمع في الفؤاد وقلب الفؤاد سر إنني أنا الله لا إله إلا أنا يوم التناد،
أسألك بسرك الجامع ونورك اللامع بكل مسموع وسامع، أن ترزقني الإطلاع على مراتب جنابك
في الوجود بالأسرار التي أدرجتها في المقام المحمود، وابسط قلبي في أرض الولاية الكبرى،
وانشر سري لنيل حقائق آثار الأسماء الحسنى واجعلني مبسوطا بالإنفاق، متصرفا في خزائن
الأرزاق، يا من بيده الحكم على الإطلاق وعنده الخلائق يا باسط.
وأما اسمه تعالى: الخافض
فهو اسم فيه سر لمن يذكره، وملكه عيكيائيل وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد
١٤٨١ صفا كل صف ١٤٨١ ألفا من ملائكة العز والهيبة، وهم من عوالم إسرافيل عليه السلام
إذا ذكره الذاكر نزل عليه الملك وقضى حاجته. وأما الدعاء به فتقول: يا خافض أنت الذي
خفضت رتب أهل الجحود في الدركات، وأنت الذي تقمعهم بقهرك وصفاتك المثلات، وأنت الذي
تعزز عليهم لما أوجدتهم به عند انقسام الحسنات والسيئات، أسألك بسر الأسرار في قلوب
الأبرار والأخيار، وبنور الأنوار المنبسط في الأقطار أن تجعلني حافظا لنفسي وسري في
مقام العبودية، متخشعا لك عند ظهور التنزلات بسر الربوبية والخطابية الأنسية، وارزقني
حظا وافرا من المعارف الإلهية، إنك سميع الدعاء قادر على ما تشاء يا رب العالمين.
وأما اسمه: الرافع ففيه ٣
حروف من الاسم الأعظم، وفيه من اللطائف بصنع الله لمن يكشف الله عن بصره، ويبرئ به
سائر العلل التي لا دواء لها، وهو طب الله في الأرض، وملكه مرقيائيل عليه السلام، وهو
رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٣٥١ صفا، كل صف ٣٥١ ألف ملك موكلين بدفع البلايا،
ذاكره ينزل عليه الملك ويعرض عليه أمور الدنيا والآخرة، فإن اختار الدنيا أعطاه إياه
ومنع من الآخرة.
ودعاؤه تقول: اللهم أنت الرافع
الذي رفعت الأنبياء والأولياء بنورك الإلهي، وأنت الذي كملت نفوس أهل المحبة والوداد
بسبحات وجهك وجنابك الأعلى، وأنت الذي تظهر التعود والتجرد في قلوب أوليائك للإحاطة
بعوالم الأشياء، وأنت الذي رفعت درجات العرفان وقدر أهل العرفان والإيمان عند انفساخ
الظلمات وظهور سر الاجتلاء، أسألك بسر الكاف والنون، وسر أسرار العلم، وبسر معاني النون
بمكنونات حروف الخفض في الرفع الموجبة أجرا غير ممنون، وبسر ضمائر دور النفع عند انكشاف
الحكم المصون أن ترفع مشاهدتي عن المحسوسات، وإرادتي عن نعيم الشهوات، وارفعني إليك
على أكمل الحالات وتبديل السيئات. أسألك اللهم أن تجعلني متذللا بين يديك في الدنيا
مع كمال العلم والعبادة، مقبلا عليك في العقبى عند بسط أنوار السعادة والسيادة، ساجدا
لك في مقام إرادتي، متلبسا بنور الحكمة والزهادة حتى لا أنتسب لغيرك ذاتا ووصفا، إنك
فعال لما تريد، وأنت على كل شيء قدير.
وأما اسمه تعالى: المعز ففيه
حرفان من حروف الاسم الأعظم، وفيه أسرار لمن تدبرها وعرف معانيها، وجميع هذه الأشياء
مطلوبة تحت جناح الروحانية، فإذا استخدمت الروحانية كشف لك سر ما خفي من أسرار الأسماء.
واعلم أن الأسماء جمال، والحروف جماد كالجسد بلا روح، فإذا كان روحاني الإسم معلوما
فلا يخفى بعد ذلك شيء من معانيه بإذن القريب المجيب، والملك المخلوق من عدده رمطيائيل
عليه السّلام، وهو رئيس على أربع قواد، تحت كل قائد ١١٧ صفا، كل صف ١١٧ ألف ملك، والذاكر
ينزل عليه الملك ولا يخفى على الذاكر حضوره فإذا ألهم رشده فقد سعد في الدنيا والآخرة
فافهم تغنم. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: يا معز أنت الذي عززت أولياءك وحملت
أنبياءك احتمال بلائك ونقماتك، وقمعت الأشياء بسلطان قوتك واستيلائك، أسألك بعزك المنيع
الخطير، وبجودك العظيم القدير وبحقك على خلقك من الجليل والحقير، أن تجعلني عزيزا بين
الخلائق بالاستغناء عنهم والافتقار إليك، اللهم اجعلني عزيزا على باب الحق بالثبات
والشهود لأكون لديك وابسط عزتي في قلوب أهل الإيمان لأنال من رأفتك عند ظهور الحجة
والبرهان، يا حنان يا منان يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: المذل فهو
بمعزل عن المعز، وبينهما حجاب فبالأول يعز، وبالثاني يذل، وفيه فرج عظيم للمأسورين
والمظلومين والضعفاء، فمن واظبه وقال على رأس كل مائة: يا مذل أذل من ظلمني، أذله الله
تعالى بقدر اجتهاده، والملك المخلوق من عدده احجافيل، وهو ملك عظيم القدر والجهامة،
وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٧٧٠ صفا، كل صف ٧٧٠ ألف ملك من الملائكة العظام
الشداد، وهم من عوالم إسرافيل عليه السّلام، وهم موكلون بذلة الجبارين والفراعنة، وبما
يكون تسليطا عليهم والذاكر ينزل عليه الملك ويقضي حاجته، ويصير غنيا من غير عشيرة،
ومنبسطا من غير أصحاب، فسبحان الملك الوهاب. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول:
اللهم أنت المذل للجبارين الشديد البطش الأليم الأخذ العظيم القهر، المتعالي على جميع
الأضداد والأنداد، والمنزه عن الصحابة والأولاد، شأنك قهر الأعداء وقمع الجبارين، تمكر
بمن تشاء وأنت خير الماكرين، أسألك باسمك الذي خضعت له النواصي، وأنزلت به من الصياصي،
وقذفت به الرعب في قلوب الأعداء وأشقيت أهل الشقاء، أسألك أن تمدني برقيقة من رقائق
هذا الاسم تسري في أعضائي الكلية والجزئية حتى أتمكن من فعل ما أريد بمن أريد، فلا
يصل إلي ظالم بسوء، ولا يسطو عليّ متكبر بجور، واجعل غضبي لك وفيك مقرونا بفضلك لنفسك،
واطمس على وجوه أعدائي، واشدد على قلوبهم، واضرب بيني وبينهم بسور له باب باطنه فيه
الرحمة، وظاهره من قبله العذاب، إنك شديد البطش أليم العذاب.
وأما اسمه: السميع، فهو اسم
قريب من الله ذاكره، وملكه قطيائيل وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ١٨٠ صفا
كل صف ١٨٠ والذاكر ينزل عليه الملك ويقضي حاجته. ودعاؤه تقول: يا سميع أنت الذي تسمع
السر والنجوى، وأنت الذي تعلم الحكم والتقوى، وأنت الذي تظهر في قلوب أحبابك سر التجلي،
وأنت الذي تعلم ما هو أدق وأخفى، وترى بعينك التي لا تنام، ولا يخفى عليك
دبيب النملة السوداء على
الصخرة الصماء في الليلة الظلماء تحت طبقات الغبراء، أسألك بلطائف ما أدرجت في السمع
والبصر، ودقائق ما كتمت في البصر ليقع موقع السمع، وبسوابق ما أخفيت في السمع ليقوم
مقام البصر، أن ترزقني أسرارا مندرجة في إحاطة البصر، ومشاهدة أنوار مقررة عند احتواء
البصر بالسمع، وارزقني بنور أنيتك وضوح سر أمانتك، ودوام المراقبة لما تريد على قدسك
الأعلى، وإدراكك المحيط بجوامع الأسماء، وأيدني على فهم مطالبة النفس بدقيق المحاسبة،
إنك جامع كل خير، ودافع كل ضير يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: البصير
فهو لمن أراد أن ينظر ما في الأرض، وما في بطون الخلق وباطنه، وملكه حرطيائيل، وهو
رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٣٠٣ صفوف، كل صف ٣٠٣، والذاكر ينزل عليه الملك،
ويخلع عليه خلعتين: ظاهرة وباطنة، فالظاهرة أنه ينظر ويتدبر كل شيء ويراه على حقيقته،
والباطنة يرى ما في بواطن الخلق ويلازمه الملك ما دام حيا. ودعاؤه تقول: يا بصير أنت
الذي تبصر خفي سر المكنونات والضمائر، وتدرك محسوسات سرائر أهل البصائر، ومشاهدة رقائق
الباطن الجارية في الخواطر، أسألك ببسط نور ذاتك، وبسر إدراك بصائرك، وكشف معاني نظرك
واقدارك أن تجعلني بصيرا بكل خفي، وارزقني عينا قريرة بنور الوحدة والتوحيد لأدرك سر
فرديتك في مقام التفريد، وأقوم به لديك عند كشف سر يوم الوعيد بين العبيد إنك فعال
لما تريد. وأما اسمه:
الحكم، ففيه حرف من حروف
الاسم الأعظم، وفيه تقريع لمن ألهم رشده، وملكه خطيائيل، وهو رئيس على أربع قواد، تحت
يد كل قائد ٦٨ صفا، كل صف ٦٨ والذاكر ينزل عليه الملك، وهو صاحب بساط العدل في الأرض،
ويخلع عليه خلعتين: ظاهرة وباطنة، فالظاهرة الحلم على غيره، والباطنة الحلم على نفسه،
والخدمة على الدوام لمن حفظه الله. ودعاؤه تقول: يا حكم أنت الحاكم على ظواهر الخلق
وبواطنهم وأنت القاضي على ما تمكن في ضمائرهم، وأنت الشاهد على عبادك عند انبساط مكنونات
خواطرهم لك القوة العلية والسلطان، ولك العزة والرفعة والحجة والبرهان، أسألك بحكمك
على خلقك، وبما أودعته في سنا برقك أن تجعل فعلي لك حسنات صوابا وقضاء مما علمتني على
خلقك، وعلى نفسي لأجل ذاتك جزاء وثوابا، وارزقني تأييدا منك وقوة لئلا يكون لأحد عليّ
عذاب، وارزقني من حسن السؤال سؤالا، وحسن الجواب جوابا، وافتح لي طريقا إلى دار رضوانك
لأجد إليك سبيلا ومأمنا ومن حولك إنفاذ الأمور، وبنور وجهك الذي هو شفاء لما في الصدور.
وأما اسمه تعالى: العدل ففيه
حرف من حروف الاسم الأعظم، وملكه حميائيل، وهو رئيس على ٣ قواد، تحت يد كل قائد ١٠٤
صفوف، كل صف ١٠٤ من الملائكة الباسطة أجنحتها للملوك العادلة، وذاكره ينزل عليه الملك،
ويعطيه تصريفا في نفسه، فإذا ثبت أعطاه تصريفا في غيره. ودعاؤه تقول:
اللهم أنت العدل في خلقك،
والمنجي من تشاء بفضلك، والمعطي والمانع، والضار والنافع، والخافض والرافع، منيب بفضلك
وحاكم بعدلك، فلا معقب لأمرك ولا راد لحكمك، أنت رب الأرباب ومالك الرقاب، وعادل في
حكمك وخلقك، تعطي وتمنع وتضر وتنفع وتضع وترفع وتبصر وتسمع، بيدك
الفصل الرابع والعشرون:
في النمط الرابع وما فيه من الأسرار الربانيات
مقاليد الأمور والخير والشرور،
راحم الرحماء رب الأرض والسماء، ليس لك في ملكك شريك ولا وزير ولا نصير، وأنت على كل
شيء قدير نعم المولى ونعم النصير، رب أسألك علما نافعا ينفعني، ورزقا واسعا يسعني،
ونورا تنور به مصابيح قلبي فأنا عبدك الضعيف الفاني وأنت الباقي تعلم ما في نفسي ولا
أعلم ما في نفسك، رب زدني علما وعملا وتقبل مني ما اجترحته في خلاء وملأ وليل ونهار
وغدو وإبكار وارحم ذلي وفاقتي، وابسط كفي بين يديك، فأنت ملاذ اللائذين، وجابر قلوب
الضعفاء والمساكين، لا ملجأ منك إلا إليك، ولا أتوكل إلا عليك، الهي شددني وثبت قدمي
على طاعتك حتى لا أزل عن الصراط، ونور قلبي بمعرفتك، واشغلني بتلاوة كتابك، وبصرني
كما بصرت أولياءك حتى أنال ما نالوه من درج الكمال والرفعة والجمال، فأنت الرب القديم
المفضال ذو العدل والكمال، يا عدل أنت الحكم العدل العادل يوم النشور، وأنت التواب
على من تاب، وكاشف ظلمة الحجاب تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنت على كل شيء
قدير، إليك تدفع الأمور وبك تدفع الشرور، اللهم إني أسألك سرا من سرك وأمرا من أمرك
ونورا من نورك، وتولني السر بمقدورك، وهب لي من قيوميتك نصرا أنتصر به على من ظلمني،
وأسألك توفيقا منك يوقظ غافلي حتى يعلم جاهلي، وتوضح إليك طريقي، ويكون في الرجعة توفيقي،
منك اجتهادي وعليك اعتمادي، وإليك مرجعي وبين يديك مصرعي، تعلم حقيقة أمري ومكنون سري،
تعاليت عن سمات المحدثات وتنزهت عن النقائص والزلات، إلهي أسألك توبة تمحق بها زللي،
وتقبل بها عملي وتصلح ظاهري، فأنت نور الأنوار وكاشف الأسرار، وكل شيء عندك بمقدار
يا ذا الجلال والإكرام.
الفصل الرابع والعشرون في
النمط الرابع وما فيه من الأسرار الربانيات
اعلم أن من أسماء الله الحسنى:
الدائم القديم الأزلي الواحد الأحد الصمد الفرد المجيد المبدئ المعيد، هذه الأسماء
العشرة خواصها منظومة في سلك التوحيد الخاص ودوام الحالات المرضية للحق الخاص به، وتنزيه
المولى جل جلاله عن كل عيب تقولته الكافرون وتعمدته الجاحدون، وذاكره لا يزال محفوظا
معصوما. فأما أسماؤه تعالى: الدائم القديم الأزلي، فذاكرهم يرضيه الله بما فيه عسر
ويسر، ويعطيه حظا من القناعة، وينال مرتبة الزهد، ومن كان ولي أمر وداوم على اسمه الدائم
دام ملكه ولم يعصه أحد من جنده وكذلك إن وفقه حرفيا أو عدديا في مربعين أحدهما خلف
الآخر، على فص خاتم من فضة، وحمله فإنه يعطى هذا السر، ومن ذكر هذه الأسماء دبر الصلوات
الخمس وداوم عليها آمنه الله في ذريته إلى يوم القيامة، وهذا سر ممتد إلى ما لا نهاية
له. وأما اسماه تعالى: الواحد الأحد، فتوحيد عظيم، ذاكرهما يحبب الله له الإيمان ويؤيده
بروح منه، وإن كان في ضيق من ظالم أو سجن ولازم ذكرهما نجاه الله منه. وأما اسمه تعالى:
الصمد فتنزيه جليل للمرتاضين إذا داوموا عليه أغناهم عن الأكل والشرب، إذا ذكره أحد
لا يحس بألم الجوع ما لم يدخل عليه غيره من الأسماء، وإن ذكرته امرأة لم تحمل ما دامت
تذكره. وأما اسماه تعالى: الفرد المجيد، فذاكرهما يرفع الله قدره وينشر علمه. وأما
اسماه تعالى: المبدئ المعيد،
من ذكرهما قبل خروجه إلى السفر من منزله رده الله سالما ومن سرق له متاع أو ضاع له
شيء أو ضلت له ضالة ولازم على ذكرهما رد الله عليه ما ضاع له، ومن وفق أعدادهما على
كاغد نقي ووضعه في داره، أو في حاصله وسافر لم يصب ذلك المكان سوء. وأسرار هذه الأسماء
لا تحصى. وأما اسمه تعالى: اللطيف فله تصريف في جريان اللطف لا سيما في الوقائع، وتفريج
الكرب والشدائد، ولا يضاف له غيره إلا وظهر له العجب، وملكه عطفيائيل وهو رئيس على
أربع قواد، تحت يد كل قائد ١٢٩ صفا، كل صف ١٢٩ من ملائكة اللطف الجارية بين الخلق بلطف
القضاء والقدر يستعين من ملائكة الرحمة وبينهما نسبة لطيفة، وذاكره ينزل عليه الملك
ويخلع عليه خلعتين: ظاهرة وباطنة، فأما الباطنة فهي من لطيف خبير، والظاهرة لتيسير
كل عسير.
ودعاؤه تقول: يا لطيف أنت
الذي تلطف بعبادك وتوصلهم إلى أنواع النعم، وترفق بأهل الحجاب فتخرجهم من غوائل النقم،
وترحم من التجأ إليك برحمتك العميمة، وتجذبه إلى الأنوار من الظلم، تعلم خفيات الأشياء
ودقائقها، وتجود بإحسانك على عبادك بأنواع البر وكشف حقائقها، أسألك اللهم بلطيف لطفك
وفيض فضلك ودرة بحر جودك وقوة سلطان عسكرك وجنودك، أن تجعلني نظيفا في الأقوال والأفعال،
رفيقا في الحال والمآل، وارزقني من بركة لطفك حظا وافرا، وأعني على قبول آثار فضلك،
واجعل لي منه قسما وافرا ظاهرا، وأيدني بتدبيرك لأنال من بحر جودك فيضا زاخرا، إنك
أنت الرؤوف الرحيم.
وأما اسمه تعالى: الخبير
ففيه حرف من حروف الاسم الأعظم وما أسرعه في تفريج الكروب والشدائد، وكشف ما أبهم،
وملكه عسعيائيل، وهو رئيس ٤ قواد، تحت يد كل قائد،٨١٢ صفا، كل صف ٨١٢ ملكا موكلين بالقطر
والنبات وحياة العالم الأكبر، وذاكره ينزل عليه الملك ويخلع عليه خلعتين: ظاهرة وباطنة
فأما الظاهرة فتخبره عما في ظاهر الأرض والباطنة تخبره عما في ضميره.
ودعاؤه تقول: يا خبير أنت
الذي أخبرت أولياءك بما أسررت في أسرار عقول أنبيائك، فلا تعزب عنك الأخبار الباطنة
ولا الآثار الكامنة ولا الأحوال المصونة، ولا يجري في ملكوت ملكك شيء خفي عنك أقداره،
ولا تتحرك ذرة في سكينة ساكن، ولا تسكن خردلة في سفينة متحرك إلا وأنت عالم بظواهره
وسره وجهره وأوله وآخره، لك خيره ولمن تريد بذلك أمره، أسألك اللهم بسر جبروتك النازلة
في قلوب الأبرار والأخيار، وبخطير قوتك الظاهرة في عقول أهل الأسرار والأنوار أن تجعلني
بجميل اختيارك عالما بما يجري في قلبي وروحي من فنون أسرارك، ومقتبسا بجوهري من مشكاة
أنوارك، يا من إليه معادي، ومنك كشف مراتب الأنبياء يا رب العالمين يا خبير.
وأما اسمه: الحليم فهو اسم
فيه حرف من الاسم الأعظم، وفيه تدبير عظيم لمن أراد معرفة الحجر المكرم، وملكه جهطيائيل،
وهو رئيس على ٤ قواد تحت يد كل قائد ١٧٨ صفا، كل صف ١٧٨ من الملائكة الموفقة لتدبير
العالم، وذاكره ينزل عليه الملك، ويخلع عليه خلعتين: الباطنة يصير بها حكيما ناطقا
بالحكمة. وأما الظاهرة فيتسامع الناس بجوده وكرمه. ودعاؤه تقول: يا حليم أنت الذي عفوت
عمن أناب إليك هفواته وزلاته،
وغفرت لمن ادعى إليك قلبا وقالبا مثلاته، وأجلت لمن أشرك في ملكك عقوباته، وقبلت ممن
تاب إليك بكلياته وسيئاته، وجلبت المنحرف عن طريق الصواب بمنّك لطرق الهداية، ورفعت
من تمسك بحبلك المتين في البداية والنهاية، وفتحت لمن قرع بابك، ونجيته من الضلال والغواية،
أسألك بنورك الواصل إلى قلوب الأشراف الذين أوقفوا نفوسهم على العدل والإنصاف أن تجعل
لي علما ممزوجا بالحكم، وأن تدخلني برحمتك مداخل السلام، وأن تيسر لي بالعلم، يا عالما
بما في ضمائر العالمين، يا حليم على من ارتكب المناهي بتأخير العقوبة إلى يوم الدين.
وأما اسمه: العظيم ففيه سر
عظيم، وفيه حرفان من حروف الاسم الأعظم من الطرفين، والملك المخلوق منه حرفطيائيل،
وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٢٠ صفا، كل صف ١٢٠، والذاكر ينزل عليه الملك،
ويعطيه قوة عظيمة ويعظم قدره ويعلو أمره، ويعطى تصريفا عظيما في الأرض من الملوك والجبابرة.
ودعاؤه تقول: يا عظيم أنت الذي عظمت نفسك بعظيم سلطانك، وأنت المتعالي بكمال برهانك،
وأنت فوق كل شيء بالعلم والقدرة والجمال، وأنت المتولي على كل نعمة بالعظمة والنور
والجلال لك البقاء السرمدي والكمال الأزلي والدوام الأبدي، عظم قدرك ظاهرا في القلوب
والأرواح، ورفيع نعمتك واضح في النفوس والأشباح، ذاتك منشورة على كل مخلوق، ونور وجهك
عيدا لكل مرزوق، اللهم إني أسألك بعظيم قدرك في الوجود، وتكثير برك في العالم المشهود،
وسعة رحمتك المثبتة على كل شاهد ومشهود، أن تحييني حياة طيبة لا أموت بعدها، وارزقني
رؤية جلال وجهك في الآفاق لا فوق معها، فبسطها جمع نفع، وجمعها خير، أسألك اللهم بعظيم
نوالك أن تجعلني عظيم القدر عندك وعند من أحببته من أوليائك، وعند من لا قدرة له ذاتا
على بعدك وصفات يا رب العالمين. وأما اسمه تعالى: الغفور ففيه حرفان من الاسم الأعظم،
وفيه سر لإطفاء غضب الملوك والجبابرة، وله تصريف في كشف الروحانية، وملكه ههيائيل وهو
رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٣٨٦ صفا، كل صف ١٣٨٦، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه
الملك ويقضي حاجته. وأما الدعاء به فتقول: يا غفار أنت الذي تستر على أهل الكمال صفاتهم
وأفعالهم حتى لا يشاهدوا سواك، وأنت الذي نورت قلوبهم وعقولهم حتى لا يعبدوا إلا إياك،
أتممت عقولهم وقلوبهم بانبساط العلم وحلمت بالبأس، الحلم أثبت عبادك لطفا لقبول سر
الإيمان والإحسان والإحاطة بعوالم الأمن والأمان، أسألك اللهم بجميل أوصافك وجميع مناجاتك
أن تسهل علي الطاعات السريّة والجهرية، والدرجات العلية والعلمية، وأن تجعلني مجدا
في أداء شكرك بلا فترة، واحفظني بنورك التام وفضلك العام أن أستعين بنعمتك التي تبعدني
عنك، وارزقني قدما سويا سابقة في تحصيل مراضيك، فأنت القادر على كل أمر، والدافع لكل
ضر، اللهم احفظني بنورك التام يا ذا الجلال والإكرام.
وأما اسمه: الشكور فهو اسم
فيه حرف من الاسم الأعظم، وفيه أسرار لمن يطلب الزيادة على ما هو فيه من خير وصلاح،
واسم الملك المخلوق منه عطفيائيل، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٥٢٦ صفا،
كل صف ٥٢٦، والذاكر ينزل عليه كما تقدم. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف تقول: يا شكور
أنت الذي بسطت شكرك في قلوب الأولياء، وأنت الذي هيمت قلوب عبادك
وأوليائك للفناء عليك بالوجازة
والإطناب، وأنت المعطي جلائل نعمك لمن تمسك باسمك الوهاب، أسألك بسر حمدك المنبسط في
الشكر، وبخفي شكرك المندرج في الحمد أن تجعلني شاكرا لنعمائك ذاكرا لالائك سرا وجهرا،
حامدا لرفع بلائك، وارزقني من نور الحمد والسر في عوالم انجلائك نهيا وأمرا، وأدخلني
في دائرة هويتك بنورك الجامع وسنا برقك اللامع لأنال منك فيك عزا وجبرا، أنت الحامد
نفسك على الإطلاق، والمحمود بكل لسان في كل وقت وأوان.
وأما اسمه تعالى: العلي ففيه
حرف من الاسم الأعظم، وفيه سر لمن يطلب المراتب العلية وقضاء الحوائج، وهو اسم سريع
الإجابة، وملكه عطيائيل، وهو رئيس على ثلاثة قواد، تحت يد كل قائد ١١٠ صفوف، كل صف
١١٠ وهم موكلون برفع الأعمال كل يوم وليلة، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك كما تقدم.
وأما دعاؤه فتقول: يا علي أنت الأعلى الذي أقمت لذاتك الكلية والكبرياء، وعرّفت نفسك
خلقك فلا جلال إلا جلالك، وأنت المنزه عن أن يكون الكبير يتكبر الكبرياء، يا عزيز يا
جليل جلت ذاتك، وعظمت صفاتك، أسألك بسر علو عظمتك في مقام التمكين، وبخفايا عظمة كبريائك
ومحل اليقين، وبانبساط نور وجهك وبقائك وبهائك في مواطن التكوين، أن تجعلني مترفعا
عن ظلمة تفاصيل الكون إلى ضياء نور الجمع والصون، وأن ترزقني من سعة كراسيك ذاتية تسع
فيها أهل السموات والأرض، وأن تكسوني من نور مجدك لباسا يسترني في يوم العرض، وأن تظلني
بظلك الظليل في موضع التحلي والتجلي عند تبديل أرض العرض بأرض الأرض يوم لا ظل إلا
ظلك، واجعلني كامل الذات بدوام الوجود العيني بمشاهدة آثار صنعك ورؤية المشهود، فأنت
المتعالي علما، وباسط جنابك على أوليائك تفضلا وحلما يا رب العالمين. وأما اسمه تعالى:
الكبير، ففيه فوائد لمن طلب الرياسة، وملكه افعيائيل، وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد
كل قائد ٢٣٢ صفا، كل صف ٢٣٢ من الملائكة الموكلين برفع الحجاب، فإذا ذكره الذاكر هذا
العدد نزل عليه الخادم كما تقدم. ودعاؤه تقول: يا كبير أنت الذي أظهرت كبرياءك في قلوب
أهل التوحيد، وبسطت جلائل نعمك في عقول أهل التجريد والتفريد، بك ظهر كل جلال في الأكوان،
وإليك رجع نهاية كل إنسان. أسألك اللهم بعلمك المحيط في خلقك، وبقدرتك النافذة في برك
وبحرك، أن تجعلني كبيرا بالعلم والعرفان بأسرار وحدتك في جميع الأزمان، وارزقني فتحا
جامعا ونورا لامعا وسمعا سامعا حتى لا أسمع إلا منك ولا أقول إلا عنك ولا أسكن إلا
إليك، فأنت الموجود بكل مكان، والمعبود بكل لسان في كل مكان وزمان.
وأما اسمه تعالى: الحفيظ
فهو اسم عظيم، أمان للمسافرين، والخائف أو المحارب، فيه أسرار عظيمة، والملك المخلوق
من عدده: حريائيل، وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد ٩٩٨ صفا، كل صف ٩٩٨ من
الملائكة الموكلين بحفظ الخلق من الجن والإنس وغيرهم، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك،
ويخلع عليه خلعتين فيدرك بها ما أراد من الحفظ حتى لو سافر في البر والبحر كان محفوظا
من جميع الآفات. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: يا حفيظ أنت الذي حفظت بقدرتك
البالغة كل موجود وأنت الذي أجبت ذوات الأنبياء والأولياء في حالة الركوع والسجود،
وأنت الذي
الفصل الخامس والعشرون:
في النمط الخامس وما فيه من الأسرار المنتخبات
جمعت سر الأبرار والأخيار
بسبحات وجهك في المقام المحمود، وحفظت السموات والأرض وما فيهما بقوتك الإلهية، وحققت
سرائر أسرار الملكوتيات بعلمك الأزلي، أسألك بك في مقام العندية أن ترزقني الاعتدال
بين المتضادات، وثبتني على أحسن التقويم بين المتعادلات، واحفظ جوارحي وديني من سطوة
غضبك عند نزول المثلات، واعصمني من تضييع كلماتك، والانحراف عن مواجهتك وقبلتك يوم
نشر الحسنات، وهب لي جودا جامعا لأسرار الأسماء والصفات، إنك أنت الله العالم بالخفيات،
ومفيض الخيرات على أهل الكرامات.
وأما اسمه تعالى: المقيت
فهو اسم عظيم فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، وهذا الاسم هو البركة الباطنة في الأرض
والمخلوقات لأن سائر الأسماء لا تقيت، وهذا الاسم هو الذي يقيت وسائر المأكولات أسباب،
ومن منع بركة هذا الاسم فإنه لا يشبع وملكه قطيائيل، وهو رئيس على أربعة قواد، تحت
يد كل قائد ٥٥٠ صفا، كل صف ٥٥٠ وذاكره ينزل عليه الملك، ويخلع عليه خلعتين: الباطنة
يضع يده على شيء من القوت ويقول: إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ فإنه لا
يفرغ، والظاهرة يصير بركة من الناس. ودعاؤه تقول: يا مقيت أنت الذي قدرت الأقوات وأوصلتها
إلى الأبدان والقلوب، وأنت الذي أخرجت حكمتها وفوائدها في وجود من الشهادة والغيوب،
اللهم إني أسألك برأفتك على خلقك، وبجودك المنبسط في سنا برقك أن ترزقني رزق القوت
بالسلام، وقوت الرزق بالطعام لأستعين بها على سماع الكلام، وتحقيق الحديث، والإطعام
في دار الدنيا ودار السلام، ورؤية سر الساعة في القيامة بحلمك وقوتك يا ذا الجلال والإكرام.
الفصل الخامس والعشرون في
النمط الخامس وما فيه من الأسرار المنتخبات
اعلم أن من أسماء الله الحسنى:
العلي العظيم الجميل الكبير الجليل النور البهي ذا الجلال والإكرام، ذاكر هذا النمط
لا يكون في زمانه أرفع منه قدرا عند الملوك والسلاطين وأكابر الناس ويبادرون إلى قضاء
حوائجه، وكل من رآه هابه واحترمه ولا يذل أبدا. فأما اسماه تعالى: العلي العظيم فذاكرهما
لا يزال موقرا معظما مرفوع الهمة، محبوبا عند الناس، رغد العيش مسموع الكلمة، يحبه
الناس ويتسع رزقه وينال مقاصده، ومن وفق أعدادهما حرفا وعددا في حريرة بيضاء، في شرف
القمر وحمله، رأى من لطف الله وتعظيم الناس ما لم يعهده قبل ذلك. وأما اسمه تعالى:
الجميل فهو يصلح للعروسة يكتب موفقا وتحمله، فإنه لا يرى أبهج منها ولا أحسن، ومن اتخذه
ذكرا جمله الله بين خلقه فيكون حسن الخلق والخلق جميل الصفات. وأما اسماه: الكبير المتعال
حاملهما يكسوه الله المهابة والوقار، وتعلو همته وروحه، وتزكو نفسه، ومن وفق أعدادهما
في مربع على خاتم في شرف الشمس، وتختم به لا ينظر له أحد إلا أحبه، وإذا رآه الأعداء
ألقى الله الرعب في قلوبهم. وأما اسمه الجليل فذاكره تهابه الإنس والجن والسباع والهوام.
وأما اسمه تعالى: النور البهي ينبسط نور سرهما في قلب ذاكرهما، وظهر على ظاهره، ومن
ذكر اسمه النور في غالب أوقاته أنار الله قلبه بنور أسماعه وأودعه
مكنون أسراره. ومن وفق أعداده
وهي ٦٥٢ وعلقه على من به رمد أو ضعف في عينيه نور بصره. وأما اسماه تعالى: المعز ذو
الجلال والإكرام فذاكرهما يكسوه الله ثياب العز والهيبة والجلال والوقار ومن ذكرهما
وهو داخل على السلطان ألقى الله هيبته في القلوب، ومن وفق اسمه تعالى المعز مع حروفه
في مثلث، على فص من ياقوت أحمر، وتختم به لم ير ذلاّ ما دام عليه ولكل نمط رياضة.
وأما اسمه تعالى: الحسيب
فهو اسم عظيم لرد الأعداء والحساد والملك المخلوق من عدده مطيائيل، وتحت يده ٤ قواد،
تحت يد كل قائد ٨٠ صفا، كل صف ٨٠ من الملائكة القائمين بنصر الخلق، ذاكره ينزل عليه
الروح ويقضي حاجته. ودعاؤه تقول: يا حسيب أنت الذي تجمع المتفرقات لإظهار التوحيد،
وأنت الذي فرقت جميع الذوات في مقام التعديل، وألفت بين متفرقات الصدور لائتلاف الأسرار
وحقائق الأمور، أسألك بسر علمك المكنون، وبسط حكمك في غامض علمك، أن ترزقني بغير حساب،
وأن تدخلني الجنة، وتفتح لي أبواب الغنى والخطاب بيسر وعافية يا رب العالمين.
وأما اسمه: الجليل فهو اسم
فيه إظهار الجلال وسر التجليات لمن كان له قلب بصير، والملك المخلوق منه جهطيائيل،
وتحت يده ٤ قواد تحت يد كل قائد ٧٣ صفا، كل صف ٧٣ من الملائكة، ويحصل له البهاء الكامل،
والتعظيم الفاضل بين العالمين. ودعاؤه تقول: يا جليل أنت الذي وصفت نفسك بنعوت الجلال،
وأنت الذي هيأت لأحبابك مواطن الوصال، وأنت الذي عرفت لطلاب رحمتك طرق الكمال، أسألك
بجلال الملك والقدرة والعلم وجمال الصورة، وبالحمد والعلم وكمال القوة والقدرة والعرفان
أن ترزقني رؤية جمالك المنبسط في صدور المعاني لأنال بها نهاية الغبطة والسرور في محل
التداني، وأقتبس من بهاء بهجتك سرا من الأسرار المندرجة في السبع المثاني، وارزقني
قوة تامة بالغة أنال بها قوة الفرح والسرور المطلق يا عليّ يا غفور. وأما اسمه تعالى:
الكريم ففيه حرفان من حروف الاسم الأعظم، وخادمه مركيائيل، وهو رئيس على ٤ قواد، تحت
يد كل قائد ٨٧٠ صفا، كل صف ٨٧٠ من الملائكة الموكلين ببحر الكرم الواسع، وهو لا منتهى
له ولا يزال خدامه تعطي الكرم، وذاكر هذا الاسم ينزل عليه الملك ويقضي حاجته. ودعاؤه
تقول: يا كريم أنت المتكرم على الأولياء بخلع المعرفة والوصال، وأنت الذي عفوت عمن
عصاك، وعوضتهم بالتوبة أحسن المنازل، وأنت الذي وفيت عهدك لمن وعدتهم وقربت لهم الآجال،
فإن الكريم إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى وزاد على منتهى الرجاء أعطى وقضى، وإذا رفعت
حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب وما استقصى ولا يضيع من لاذ به والتجأ، أسألك
بكرمك وسمو أنواع نعمك، أن ترزقني كرامة تكون كفاية وزادا بين الكفاية والكرامة باتصال
كاف بيا اني ينتظم بها كلمتي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ونَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ
كُنْتَ بِنا بَصِيرًا وأسألك يا أكرم الكرماء، ويا أرحم الرحماء تواتر نعمك ودوامها
عليّ من يسر وعافية ودولة كافية، يا نور النور يا شافي الصدور.
وأما اسمه تعالى: الرقيب
فهو اسم عظيم، إذا ذكره الذاكر في مكان فيه كنز، بطلت موانعه وظهرت بمجرد الذكر فيه،
والملك المخلوق من عدده صمصمائيل عليه السّلام وهو رئيس على أربع قواد،
تحت يد كل قائد ٣١٢ صفا،
كل صف ٣١٢ من ملائكة محو الفاني وإثبات الباقي ومحل نظر الرب، فذاكره ينزل عليه الملك
ويحصل للذاكر رتبة عليا. وأما دعاؤه فتقول: يا رقيب أنت الحفيظ اللازم بحفظك إلى من
أوصلته إليه، وأنت السلام لمن جمعت فضلك لديه، وأنت الذي تنور الأسرار وتكشف الأبصار،
وتعادل الأرواح بالأنوار، أسألك بعظيم قدرتك وجليل قوتك، أن تجعلني محفوظا في كل ملحوظ،
معروضا في كل معروض وارزقني مكافأة من صاحبني، وكن لعبدك رقيبا ونصيرا وحفيظا، وبمنظر
العطف عليه ناظرا يا من له القدرة والثناء والعزة والبهاء يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: المجيب
فهو اسم عظيم فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، وفيه سر عجيب لإجابة الدعاء، والملك المخلوق
من عدده هطيائيل عليه السّلام، وهو موكل بحجاب الإجابة، واقف على باب السمع والدعاء،
وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٥٥ صفا، كل صف ٥٥، والذاكر ينزل عليه الملك
ويقضي حاجته. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول: يا مجيب أنت الذي تجيب دعوة المضطرين،
وأنت الذي تغيث الملهوفين والمنحرفين عن الهداية وأنت الذي تنعم بجلائل النعم قبل الغناء،
وتتفضل بتواتر جودك قبل الدعاء، أسألك بجمال وجهك، أن تجعلني مجيبا لك في أوامرك ومجتنبا
نواهيك، ومسرعا إذا دعوتني لابتغاء مرضاتك واظهر على مرادي ما عدّلتني وسويتني إنك
أنت الرؤوف المنان.
وأما اسمه تعالى: الواسع
فهو اسم عظيم، فمن لازمه هانت عليه الأمور الصعاب، وفيه سر الاتساع في الخلق والعقل
من الضيق إلى السعة، والملك المخلوق منه طلحائيل عليه السّلام وهو رئيس على أربعة قواد،
تحت يد كل قائد ١٣٧ صفا، كل صف ١٣٧، والذاكر ينزل عليه الملك كما تقدم. وأما الدعاء
بهذا الاسم فتقول: يا واسع أنت الذي وسع ملكك وعطاؤك، وحكمك وحلمك كل الأمور، وأنت
الذي أحاطت قدرتك على ما وسعه علمك، أسألك يا واسع المغفرة، أن تغفر ذنوبي وتستر عيوبي،
واجعلني واسعا في الأمور، واقفا على بواطن النور والصور، محيطا بما في ضمائر الصدور،
وأخرجني من الظلمات إلى النور يا واسع. وأما اسمه تعالى: الحكيم فهو اسم عظيم، فيه
حرف من الاسم الأعظم، وملكه درديائيل، وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٢٨ صفا،
كل صف ٢٨، والذاكر ينزل عليه الملك كما تقدم. ودعاؤه تقول: يا حكيم أنت الذي أحكمت
أركان الوجود بصفاتك، وأنت الذي بسطت نور معرفتك في قلوب أحبابك، لك عواقب ما أبديت
من فعالك، أسألك بسر نورك في صورك، وبحياة روحك في روح جودك، أن ترزقني الحكمة العليا
والعلم بأجل الأسماء حتى أعرف غاية الأسماء ونهاية البقاء الأبدي، إنك أنت الله المنان.
وأما اسمه: الودود فهو اسم عظيم وملكه: هيهال وهو حاكم على ٤ قواد، تحت يد كل قائد
٢٠ صفا، كل صف ٢٠، وهم من عوالم جبريل عليه السّلام وهم الذين يؤلفون بين الجنس وجنسه،
وذاكره ينزل عليه الملك، ويخلع عليه خلعتين: الباطنة المحبة والقبول، والظاهرة محبة
كل أحد. ودعاؤه: يا ودود أنت الذي أعلنت سر المحبة والمودة في قلوب أهل الأسرار، وأنت
الذي أكملت ذوات الطالبين بنور الأنوار، تجليت بالعز الدائم
الفصل السادس والعشرون:
في النمط السادس في أسرار العرضيات المقتضيات
والنور القائم على الأرواح،
فألفت الأشباح، وأظهرت الإنسان بتكميل مراتب البيان، وأنت تزيد الإحسان لأهل الولاية،
والمعين برأفتك الدائمة لأهل الإيمان بالمعرفة وحسن الرعاية، أسألك اللهم بجميل آلائك
وجزيل نعمائك، أن تجعلني من أوليائك الذين هم في فضلك ونعمائك متنعمون ولك ذاكرون ولنعمائك
شاكرون وإليك آيبون، وأحيني حياة الأبد وقوّني بك في قبول نور وجهك وجودك بأحسن المدد
حتى لا أتحرك إلا بك، ولا أسكن إلا إليك، ولا آخذ إلا منك، فأنت المدد لأهل العرفان،
وأنت المكمل لمن أقبل عليك بالامتنان. وأما اسمه تعالى: المجيد ففيه حرف من حروف الاسم
الأعظم، وملكه رطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٥٧ صفا، كل صف ٥٧ ألف ملك
من ملائكة المجد، وذاكره ينزل عليه الروح، ويفهمه ما لم يكن يفهمه. ودعاؤه تقول: يا
مجيد أنت الذي مجدت ذاتك بجلائل صفاتك، وأنت الذي عظم جنابك، لك القدرة التامة والآيات
العامة تعطي منحك بغير عوض واستحقاق، وأنت المتعالي في علو شأنك على الإطلاق، أسألك
بجلال وجهك الكريم، وكريم مجدك أن ترزقني من جزيل عطائك، وأن تكشف عني بلاءك، واجعلني
شريف الذات، كامل الصفات حسن الفعال كثير النوال وارفعني إلى ذروة التوحيد والوحدة،
واجعلني في قيامي لك على أكمل العدة، إنك أنت الرؤوف الرحيم.
وأما اسمه تعالى: الباعث
فهو اسم فيه حرفان من الاسم الأعظم، وبه يبعث الله الخلائق يوم القيامة وكل يبعث على
ما مات عليه، وفيه سر غريب في بعث النفوس والأجساد، وملكه يخطيائيل وهو رئيس على ٤
قواد تحت يد كل قائد ٥٧٣ صفا، كل صف ٥٧٣ ألف ملك، والذاكر ينزل عليه الملك، ويخلع عليه
خلعتين: أما الباطنة، فتجذب العالم كالمغناطيس إن كان الناظر محبة فمحبة أو غير ذلك،
وأما الظاهرة فإن روحه ترى الأماكن الشريفة والزيارات العظيمة. وأما الدعاء بهذا الاسم
الشريف فتقول: يا باعث أنت الذي تبعث سر حياتك إلى القلوب والصدور، وأنت الذي أوجدت
روح نفحاتك لانتظام الأمور، وأنت الذي صححت ضمائر أسرار أهل الكشف بالروح، وبعثت رسلك
وأنبياءك بإظهار سر القدر وكشف بلائك، أسألك اللهم ببسط ولايتك في حال أوليائك، وبسر
ثبوتك في صدور أنبيائك أن تجعلني منعوتا إلى أعمالي وأفعالي، مستمرا بقدرتك في أحوالي،
غالبا على أمري، بالغا على مبلغ البلوغ في ذكري، فانيا بوظائف حمدي وشكري، آيبا إليك
في سري وجهري، آخذا علمي وعملي، وأيدني بقدرتك في إجارة الكمال وإنالة الدرجات، إنك
أنت الله رؤوف بالعباد، ومعيد أجسامهم إلى دار المعاد.
الفصل السادس والعشرون في
النمط السادس في أسرار العرضيات المقتضيات
اعلم وفقني الله وإياك لطاعته
وفهم أسرار أسمائه أن من أسماء الله الحسنى: الغني الشكور المغني الرزاق الفتاح الكافي
الحسيب الوكيل المعطي المغيث، هذه الأسماء العشرة مدد سرها البركة الخارقة للعادات،
وتيسير الأرزاق والكفاية من كل شيء، وفتق رتق الفهم، ولزوم توفير العقل، والغنى بالله
تعالى عن الكل، والوصول إلى
مقام التوكل الذي هو أرفع المقامات وأجملها. فأما اسماه تعالى: الغني الشكور فذاكرهما
يعطيه الله تعالى غنى في نفسه، ويلهمه الحمد والشكر على السراء والضراء، ومن داوم على
ذكرهما وكان في طبع نفسه شح أبدله الله تعالى بالسخاء والسماحة، ومن وفق اسمه تعالى:
المغني عددا في صحيفة من قصدير ووضعها في الماء الذي يشرب منه، وجد في نفسه غنى ورضا
لم يكن يعهده، ومن داوم على ذكر اسمه الشكور، أظهر الله تعالى عليه الجميل وستر عنه
القبيح، ومن خواص هذا الاسم دوام النعم على ذاكره ورد شاردها. وأما أسماؤه تعالى: المغني
الرزاق الفتاح، فذاكرهم ينزل عليه البركة ويرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب وتتيسر
له الأرزاق من كل جهة، ولا يذكرهم أحد على طعام أو شراب إلا ظهرت فيه البركة والزيادة،
ولا يسع إنكارها لوضوحها، ومن اتخذها ذكرا عقب صلاته لم يفتقر أبدا ومن وفق أعدادهم
مشتركة ٤ في ٤ في حريرة صفراء ووضعها في صندوق المال وكيس الدراهم، فإن المال يزكو
بإذن الله.
وأما اسماه: الحسيب الوكيل
فاسمان عظيمان ذاكرهما يكفيه الله شر أعدائه وجميع ما أهمه، وإذا سطا عليه ظالم، وذاكرهما
عددهما وقت السحر، ثم يقول بعد ذلك اللهم إني أحتسب بك وأتوكل عليك في أمر فلان الظالم
فإنه يؤخذ لوقته. وأما اسماه تعالى: المعطي المغيث فاسمان عظيمان، ذاكرهما تنبجس له
عين الرزق، وتتفجر له أنهار هذا العيش، فيحيا سعيدا ويموت شهيدا، ولا يستديم ذكرهما
من عليه دين إلا وفاه الله تعالى، وهذا النمط الجليل له تأثير عظيم في إذهاب الفقر،
وقضاء الدين وتيسير الأرزاق، ونمو المال، وتكثير الطعام والشراب وإنزال البركة، وفي
الجملة كفاية ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وإن ذكر الله تعالى أكبر أنواع العبادات، فحق
على العبد أن لا يشتغل بشيء غيره، وإذا ذكر العبد ربه فيكون ذكره امتثالا لا لقصد دنيا
فقد قال بعض السلف الصالح: من ذكر الله تعالى لقصد شيء دنيوي أو أخروي كان ذلك حظه
من الذكر ومن ذكر الله تعالى تعبدا وامتثالا أعطاه الله تعالى ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر لقوله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين واللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ واللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
وأما اسمه تعالى: الشهيد
فهو اسم عظيم من لازمه أعطي الشهادة وقت الحاجة، والملك المخلوق من عدده نوريائيل عليه
السّلام وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد ٢١٩ صفا، كل صف ٢١٩ ألف ملك من ملائكة
الشهود على سائر المخلوقات، والذاكر لهذا الاسم الشريف ينزل عليه الملك كما تقدم. ودعاؤه
تقول: يا شهيد أنت الذي شهدت لنفسك بالوحدانية، وأنت العالم الذي أعلمت عبادك بالفردانية
وأنت الذي مكنت أولياءك في عوالم السحائب وأنت العالم بالغيب والشهادة، وتظهر غيب الخلق
والإرادة، أسألك اللهم يا نور النور، وشاهدا بما في الصدور تبين لي حقائق حدك، وتوضح
لي رقائق مجدك، واجعلني شاهدا لك آيبا إليك في برك وبحرك، إنك أنت الله القوي الدائم.
وأما اسمه تعالى: الحق فهو
سيف الله في الأرض يقطع به حبال الباطل وإقامة البراهين والحجج واللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ
مَنْ يَشاءُ واللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ وملكه صرفيائيل، وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد
كل قائد ١٠٨ صفوف، كل صف
١٠٨ آلاف ملك موكلون بإبطال الباطل، وذاكره ينزل عليه الملك ويقضي حاجته. وأما الدعاء
به فتقول: اللهم يا حق أنت الذي حققت الأمور، ونورت ظلمات القلوب والصدور وأنت الذي
أبديت السر لإظهار الفرح والسرور. والأنس ولذة الحبور، وأنت الحق الناطق بكل لسان،
أسألك اللهم بحبيبك وخليلك ونجيّك وصفيك، أن ترزقني الوفاء بحقك والشفقة على خلقك،
إنك أنت الله الديان العظيم الشأن. وأما اسمه تعالى: الوكيل فهو اسم عظيم، وملكه كهيائيل
وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد ٦٦ صفا، كل صف ٦٦ ألف ملك من الموكلين على
كل شيء، وهم حفاظ الكنوز، وذاكره ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا وكيل أنت الذي توليت
أمور الخلائق، وأنت الذي كملت الطرق والحقائق، وأنت الذي بينت الدقائق والرقائق، قمت
بكفاية العبيد، وتجليت في إرادة المزيد والاقتدار، ولك التمكين والاستقرار، أسألك يا
رب الأرباب ومسبب الأسباب، أن ترزقني زيادة في القوة، وكمالا في القدرة ونورا في العزة
ومتانة في القربى، ورؤية أدرك بها التبيان ولسانا أدرك به البيان، فأنت الجامع لمتفرقات
الأمور، وأنت القادر على بعث من في القبور.
وأما اسمه تعالى: القوي فهو
اسم عظيم، والروح المخلوق منه موطيائيل عليه السّلام، وهو رئيس على أربعة قواد، تحت
يد كل قائد ١١٦ صفا، كل صف ١١٦ ألف ملك، والذاكر ينزل عليه الملك ويقضي حاجته. ودعاؤه
تقول: يا قوي أنت الذي قويت طلاب حضرتك على الارتقاء، وأنت الذي أعنت أهل المحبة على
سلوك مناهج الكشف والاجتلاء، وأنت الذي نورت قلوب أحبابك بالإحاطة والاحتواء، أسألك
اللهم بعظيم سلطانك وقويّ شأنك ونفوذ برهانك أن ترزقني قوة منك، وقدرة أتمكن بها من
قطع فيافي ما سواك وأيدني بلطفك الشامل حتى لا أجد إلا إياك، يا الله يا الله يا الله
يا قوي. وأما اسمه تعالى: المتين فهو اسم عظيم فيه حرف من الاسم الأعظم، وملكه قصريائيل
وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد ٥٠٠ صفا، كل صف ٥٠٠، والذاكر ينزل عليه الملك.
وأما الدعاء به فتقول: يا متين أنت الذي رسخت في قلوب أهل التوحيد، وأنت الذي مكنت
أولياءك في طلب هَلْ مِنْ مَزِيدٍ وأنت الذي جمعت العلوم بأسرها في ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
أسألك بالإلهية، وبسط كتبك اللدنية، أن تكشف عن قلبي سر أسرار الكائنات، وأن تجذبني
بالميل إليك إلى أعلا الدرجات، وأن ترفعني وترقيني إلى ذروة المتقين، أسألك بالقوة
والقدرة التامة، أن تثبتني على بابك بالأحوال السالمة، إنك أنت الله العالم بالسرائر
والخفيات.
وأما اسمه: الولي فهو اسم
عظيم، وملكه كريائيل، وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٤٦ صفا، كل صف ٤٦، والذاكر
ينزل عليه الملك، ويحصل له المرتبة العليا. ودعاؤه تقول: يا ولي أنت الذي أحببت ذوي
العقول والبصائر وأظهرت مكنونات الضمائر، وأنت الذي رفعت لواء العز في أودية قلوب أهل
السرائر، وأنت المحب والمولى والظاهر والحاكم والقادر، أسألك سر من اجتبيته من الأولياء،
وسر من أحببته من الأنبياء، وبنور قدسك المثبت لجوامع الكلم أن تنصرني على أعدائي،
وأن تكون لي في الشدة والرخاء. وأما اسمه تعالى: الحميد فهو اسم عظيم فيه حرف من حروف
الاسم
الفصل السابع والعشرون:
في النمط السابع من أسماء الله تعالى
الأعظم، وملكه بطيائيل وهو
رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٦٢ صفا، كل صف ٦٢، والذاكر ينزل عليه الملك كما تقدم.
وأما الدعاء بهذا الاسم فتقول: يا حميد أنت الذي حمدت نفسك بما يليق من جلالك، وأنت
الذي أثنيت على لسان نبيك وأوليائك، وأنت المحمود المثنى عليك بحمد نفسك أزلا وأبدا،
وأنت المعروف لمن التجأ إليك دائما سرمدا، أسألك بسر حمدك النازل في قلوب أهل ودك،
أن ترزقني قربة تامة وزلفة عامة، واجعل أعمالي وأخلاقي حميدة، وعقائدي صحيحة ونفسي
بك شديدة، وأزدني بنورك الذاتي حتى أكون مائلا إليك، فانيا فيك بك إنك أنت الحق الدائم
والملك القائم.
الفصل السابع والعشرون في
النمط السابع من أسماء الله تعالى
وما لها من البركات الخفيات
واعلم أن من أسماء الله تعالى:
الحكيم الرؤوف الودود الغفور الحنان اللطيف الحفيظ الرقيب البر الشافي. هذه الأسماء
العشرة من أسماء الله تعالى من مدد سرها: ائتلاف القلوب المتنافرة، وانعطاف الأرواح
وسر التودد وإلقاء الرأفة والرحمة في الذكر وتفريج الكرب، واضمحلال الشدائد والعصمة
من الجن والإنس، وملازمة الحياء ودوام الصحة في الدين والبدن، وتواصل إمدادات الخير
على الذاكر.
فأما اسماه تعالى: الحكيم
الرؤوف فاسمان عظيمان في قبول التوبة، والعفو عن الخطيئة ولا يذكرهما من أوثقته الذنوب
إلا ألهمه الله الإنابة والعفو عما جناه وتقبل توبته وعصمه. ومن وفق اسمه تعالى: العفو
في مربع وحمله كانت سيئاته عند الناس بمنزلة الحسنات. وأما اسماه تعالى: الودود والغفور
فاسمان جليلان في قبول التوبة، ذاكرهما تتألف عليه القلوب تألفا عظيما بالمحبة، ومن
استدام ذكره بكرة وعشية لا يرى له عدوا أبدا، وكل من رآه أحبه واشتد شغفه به. ومن وفقه
بطريقة التكسير، في رق ظبي يوم الجمعة في زيادة القمر وحوله قوله تعالى: واُذْكُرُوا
نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً الآية، وذكر الاسمين عددهما، وحمل
الرق على عضده الأيمن ألقى الله محبته في قلوب الإنس والجن ويقال إن اسمه الودود هو
المشار إليه في قصة التاجر واللص أنه قال في دعائه: يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد،
يا مبدئ يا معيد، يا فعالا لما يريد إلخ فأغاثه الله بملك من الملائكة على فرس بيده
حربة، فضرب اللص فقتله. وأما اسمه: الحنان، فذاكره يقذف الله محبته في قلوب الخلائق.
وإذا كتب ١٤٠ مرة في إناء طاهر، ومحي ببياض البيض، ويطلى به من وقع في النار برئ حالا،
وذكره يذهب الأمراض الحارة. وأما اسمه تعالى: اللطيف فهو سريع الإجابة، نافذ السر في
تفريج الكروب، ما ذكره أحد في شدة إلا اضمحلت. ومن استدام ذكره جعل الله له ما كتب
عليه من الصعوبة مناما، وهذا يسمى اللطف الخفي لخفائه عن مدارك العقول، وأقل ذكره ١٦٠
مرة ومن وفقه ٤ في ٤، في كاغد نقي وحمله، أو في خاتم عقيق وتختم به، كان ملطوفا به
في أحواله. وأما اسمه تعالى: الحفيظ فهو اسم عظيم، ذاكره يحفظه الله من كل مكروه، وإن
تصور الذاكر حال الذكر مدينة أو منزلا أو غير ذلك حفظه
الله. ومن وفق أعداده وحروفه
في مربع في خاتم فضة وتختم به، لم يضره شيء من الجن والإنس والهوام وغير ذلك. وأما
اسمه تعالى: الرقيب فسر في وجل القلوب وخضوعها، وذاكره يلازمه الحياء من مولاه، والأدب
في السر والعلن والظاهر والباطن. وأما اسمه تعالى: البر فله سر عظيم، ذاكره تنزل عليه
البركات، وتسارع إليه الخيرات من الله. وأما اسمه تعالى: الشافي فاسم عظيم لسرعة الشفاء
للعلل، ذاكره يعافيه الله من كل سوء وبلاء، ويبرئه من كل سقم، ولا تطرق العلل جسده.
ومن ذكره عند مريض ٤٢٢ مرة، بعد قراءة الفاتحة ٧ مرات، يقول: اللهم اشف أنت الشافي
لا شفاء إلا شفاؤك يا الله، شفاء لا يغادر سقما ولا ألما فإن ذلك المريض يشفى. وقد
أمرت به محمود بن شاه لما آلمه الجذام، ونفرت عنه الأطباء، فلم يمكث بعدها إلا خمسة
عشر يوما وشفي كأن لم يكن به شيء. ومن وفق أعداده المذكورة، في مربع في إناء طاهر،
ومحاه بماء زمزم أو ماء المطر، وسقى منه مريضا ٣ أيام على الريق شفاه الله. وأما اسمه
تعالى: المحصي فهو اسم عظيم، فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، وملكه قحطيائيل وهو رئيس
على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٤٨ صفا، كل صف ١٤٨ الف ملك، والذاكر ينزل عليه الملك.
ودعاؤه تقول: يا محصي أنت الذي أحصيت أنفاس الخلائق، وأنت الذي قلعت من أوليائك سبل
العلائق، وأنت الذي أوصلت أهل المعرفة إلى النور العظيم الذي هو فوق نعمة الأحداق والحذاق،
وأنت الحافظ لجميع المخلوقات الذي تحصي أعمالهم وآجالهم وأنفاسهم في جميع الأوقات حتى
لا يغيب أمر زائغ، ولا يضيع عندك سعي ساع، أسألك اللهم يا ذا الفضل العظيم أن ترزقني
الإحصاء، وحفظ حقائق الأسماء والوصول إلى سرها. وأما اسمه تعالى: المبدئ فهو اسم عظيم،
فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، وملكه كهيائيل وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد
٥٦ صفا، كل صف ٥٦، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا مبدئ، أنت الله الذي أظهرت
سر الوحدة في قلوب أهل التوحيد، ورفعت لواء المجد في صدور أهل التجريد، ونصبت راية
المعرفة في فيافي عقول أهل التفريد، أسألك اللهم بما أبديته في قلب خاتم الأنبياء،
وبما ثبته في خاتم الأولياء، وبما نشرت في ذاتهما من رقائق الآلاء والنعماء، أن تردني
إليك في الابتداء والانتهاء، وأن تحيني في السراء والضراء. وأما اسمه تعالى: المعيد
فهو اسم عظيم، فيه حرفان من حروف الاسم الأعظم، وخادمه خصيائيل وهو رئيس على ٤ قواد،
تحت يد كل قائد ١٢٤ صفا، كل صف ١٢٤ والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا معيد
أنت الذي دعوت الخلائق في الأصلاب والأرحام إلى عبادتك، وأنت الذي أعدتهم إلى حالتهم
الأولى بقوتك وقدرتك البالغة، لك العز والثناء والرفعة والبهاء، وأنت المخترع الذي
لك حكمة البدء والإعادة، ومنك نيل الولاء والإفادة أسألك يا فاتح كل خير أن تنور ابتدائي
بإيضاح الإعادة، وأن توضح مسيرتي منك في الغيب والشهادة. وأما اسمه تعالى:
المحيي فهو اسم فيه حرف من
حروف الاسم الأعظم، وملكه كريائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٦٨ صفا، كل
صف ٦٨ ألفا من الملائكة الموكلين بالماء والهواء، والذاكر ينزل عليه الملك.
ودعاؤه تقول: يا محيي أنت
الذي أحييت قلوب عبادك وأوليائك بنور الكشف والتجمل، وكملت
أذواق أنبيائك بالوصل والتحلي،
وحليت أحبابك بتحلية العرفان أحسن التحلي، أسألك بحياة وجهك ونشر رحمتك ورأفتك، وبسط
نعمتك أن ترزقني حياة طيبة ذاتية لا أموت بعدها، واجعلني حيا في الدارين، وأشهدني معرفة
الكونين يا رب العالمين. وأما اسمه تعالى: المميت ففيه حرفان من الاسم الأعظم مكررين،
ولازم تكراره وما تقوله على نار إلا أشعلت، وملكه فرعطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت
يد كل قائد ٤٩٠ صفا، كل صف ٤٩٠ ملكا. ودعاؤه تقول: يا مميت أنت الذي أمت أعداءك بالقهر
صبرا، وأنت الذي أهلكت الفراعنة بسطوة غضبك سرا وجهرا، وأنت الذي أوصلت من أشرك بك
في النار حكما وأمرا، وأوصلتهم إلى ما أوعدتهم في الجحيم والعقاب، وناقشتهم غضبا عليهم
في فنون الحساب، أسألك اللهم بلطفك الخفي وبرك الوفي أن تحيي قلبي بنورك، وأن تميت
أعدائي بنور ظهورك يا مميت. وأما اسمه تعالى: الحي ففيه تعلقات الحياة، والروح المخلوق
منه حهطيائيل وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد ٢٨ صفا، كل صف ٢٨، والذاكر ينزل
عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا حي أنت الذي بسطت الحياة في الآفاق، وأكملت أسرار أنبيائك
على الإطلاق، وسامحت أهل المحبة في يوم التلاق، وأحييت حياة الطلاب بحياة معرفتك، وأمت
نفوس العصاة بغلبة سلطان سطوتك، وأخرجت نبيك وأعليته في درجة عليين، وقويته بأخذ نواصي
العالمين، وخصصته باسم الحي في أمكن التمكين. وأما اسمه تعالى: القيوم فهو اسم عظيم،
وخادمه جهطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٥٦ صفا، كل صف ١٥٦، والذاكر
ينزل عليه الملك.
ودعاؤه تقول: يا قيوم أنت
الذي أقمت أعمدة الوجود، وبسطت في قلوب عبادك سر الركوع والسجود، وأوصلت حبيبك محمدا
صلى الله عليه وسلم ومن تابعه إلى المقام المحمود، وأنت المتولي لجميع الأمور الذي
تقوم بك الأشياء كلها، وأنت نور على نور أسألك بسر قيوميتك في خلقك، وبجهر ربوبيتك
في مظاهر سنا برقك أن ترزقني توكلا عليك على نعت الصحة والسداد، وهو توكل المريد على
المراد النافع في المبدأ والمعاد. وأما اسمه تعالى: الواجد فهو اسم عظيم فيه حرف من
حروف الاسم الأعظم، والملك المخلوق منه هطيائيل، وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل
قائد ١٤ صفا، كل صف ١٤، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا واجد أنت الذي أوجدت
نور محبتك في قلوب الأصفياء، وأودعت سر محبتك في سرائر أسرار الأنبياء، وأنت الذي أظهرت
جمالك في مرآة أهل المحبة والوصال، بمكان البهاء ومقام الثناء، أن ترزقني وجدان روح
نفسك في الأول والآخر والانجذاب إليك في الباطن والظاهر، ولا تحوجني لأحد من خلقك إنك
أنت الله القوي القادر. وأما اسمه تعالى: الماجد فهو اسم فيه حرف من الإسم الأعظم،
وملكه رقيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٤٨ صفا كل صف ٤٨، والذاكر ينزل
عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا ماجد أنت الذي أوجدت الناس من العدم إلى الوجود، وأوجدت
كل شيء بقدرتك، وأنت الرب الماجد المعبود وأنت القادر القاهر وأنت الباطن الظاهر، وأنت
الواجب الوجود إلى منتهى الغايات، وأنت العالم بما في الأرض والسموات، عالم قادر وحكيم
بصير، أسألك بعظيم سلطانك، وأجلّ أقسامك الخروج من هذه الدار على خير، وأيدني بتأييد
الفصل الثامن والعشرون:
في النمط الثامن من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات
منك يا رب العالمين. وأما
اسمه تعالى: الواحد ففيه حرف من حروف الاسم الأعظم، وملكه لطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد،
تحت يد كل قائد ١٥ صفا كل صف ١٥، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه:
يا واحد أنت الواحد في أبديتك،
وأنت الذي وحدت نفسك بنفسك في مواطن الأسماء، وأنت العالم بما تحت الثرى وبما فوق السموات
العلى، المستوي بقدرتك على عرشك الذي كان على الماء، أسألك بنور وحدانيتك، وضياء أحديتك
في ضوء سنا برقك، أن تجعلني مقبولا موفقا بين عبادك يا رب العالمين.
الفصل الثامن والعشرون في
النمط الثامن من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات
اعلم أيها الابن الموفق أن
من أسماء الله الحسنى: القهار الشديد المذل المنتقم المميت القائم القوي القادر ذو
البطش الشديد المقتدر. هذه الأسماء العشرة من أذكار عزرائيل، ومن مدد سرها قهر الخصوم،
ونصر الذاكر على الأعداء، وخراب بيت الظالمين وتبديد شملهم وتفريق كلمتهم، وهلاك المفسدين
والاستيلاء على الباغين، وذاكر هذا النمط يكسوه الله الهيبة الجليلة والقوة الشديدة.
فأما اسماه تعالى: القهار الشديد فذاكرهما غالب على كل أموره أينما توجه، شديد البأس
عظيم المودة، ومن وفقهما مكسرين في مربع ٤ في ٤ على أديم طاهر وحمله على عضده لا يخاصمه
أحد إلا كان مغلوبا مقهورا، ومن وفق أعدادهما في مخمس وحمله على رأسه بين عينيه ألقى
الله محبته في قلوب الناظرين.
وأما اسماه تعالى: المنتقم
المذل فاسمان عظيمان لخراب ديار الظالمين، ووقوع القتال بينهم والوبال عليهم، ومن ذكرهما
بعد الشروق يوم السبت بالأعداد الواقعة عليهما ودعا على ظالم أخذ لوقته، وإن تصوره
حال الذكر فإن الله ينتقم منه، ومن كتب حروفهما مقطعة على باب دار الظالم الجائر يوم
السبت في احتراق الشهر فإن الظالم تزول نعمته. وأما اسمه المميت، فذاكره تموت شهواته
من نفسه ويزول عنه الكبر والعجب، ومن ذكره على ٥٣١ نواة من التمر، كل واحدة ٦ مرات،
وصور ذلك النوى صورة شخص وهو يقول هذا فلان ويصلي عليه صلاة الجنازة، فإن الشخص يموت
وبهذا السر قتل صاحب القسطنطينية لما خرج على صاحب صنهاجة، ولا يكتبه أحد موفقا مكسرا
على شب أزرق ويحمله صاحب الطحال إلاّ برئ. أما اسماه تعالى: القوي القادر فذاكرهما
تقوى جوارحه ويعطى قوة خصوصا من يعاني حمل الأثقال والحرف الشديدة فإنه لا يحس بتعب
ولا نصب، ومن وفق أعدادهما في خاتم فضة وتختم به، أعانه الله على حمل الأثقال. وأما
أسماؤه تعالى: ذو البطش الشديد المقتدر فلا يذكرها مظلوم إلا أخذ الله ظالمه أخذ عزيز
مقتدر. وأما اسمه تعالى: الأحد ففيه حرف من الاسم الأعظم، وملكه حنيائيل وهو رئيس على
٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٣ صفا، كل صف ١٣، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا
أحد أنت الذي وحدت نفسك بنفسك في مواطن الأشياء وأنت
الذي لا يعزب عنك مثقال ذرة
في الأرض ولا في السماء، وأنت العالم بما تحت الثرى وما في السموات العلى الرحمن على
العرش استوى، أسألك بنور وحدانيتك وضياء أحديتك أن تجعلني واحد الشهود، منفصلا بالعلم
والعرفان، إنك أنت الله الواحد الديان. وأما اسمه تعالى: الفرد فهو اسم عظيم، وملكه
جهطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٢٨٤ صفا كل صف ٢٨٤، والذاكر ينزل عليه
كما تقدم. ودعاؤه تقول: يا فرد أنت الذي تفردت في ملكك بالوحدانية، وأنت الدائم الباقي
بالصمدانية، إليك توجهت وبك اعتصمت، وعلى فضلك وجودك اعتمدت، ليس لك في ملكك شريك ولا
وزير ولا مدبر ولا مشير، وأنت على كل شيء قدير، أسألك أن تجري على يدي ولساني قضاء
الحوائج للخلق وأن تعصمني بفضلك عن الموبقات والعثرات إنك ولي الخيرات ودافع الشبهات.
وأما اسمه تعالى: الصمد فهو اسم عظيم، وملكه نوريائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد
كل قائد ١٣٤ صفا كل صف ١٣٤، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه: يا صمد أنت الذي يصمد
إليك في الحوائج والملتجى إليك في الكروب والشدائد وأنت الذي تعطي وتمنع من فضلك عوائد
العوائد، أسألك باستغنائك عن خلقك، وافتقارهم إليك أن تجعلني بمقصد العباد في المهمات،
وأن تجري على لساني ويدي قضاء الحاجات وتعصمني من الموبقات، إنك أنت دليل الخيرات.
وأما اسمه تعالى: القادر ففيه حرف من الاسم الأعظم، وملكه ههطيائيل وهو رئيس على ٤
قواد تحت يد كل قائد ٣٠٥ صفوف، كل صف ٣٠٥، والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه: يا قادر
أنت الذي أنفذت قدرتك في كمون الذوات، وأنت الذي أظهرت مرادك بتبديل السيئات بالحسنات
وأنت الجامع للمتفرقات، أسألك اللهم بعظيم الآيات أن تجعلني قادرا على دفع الزلات إنك
المنزه عن التحيز والجهات. وأما اسمه تعالى: المقتدر فهو اسم عظيم، وخادمه حجفيائيل
وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٤٤ صفا كل صف ٤٤، والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه
تقول: يا مقتدر أنت الذي جمعت بين أحبابك في دار الرضوان وأنت الذي أجليت مرآة من توجه
إليك لظهور سر الأمن والأمان، أسألك بعظيم قدرتك أن ترزقني الوصول إلى سنا برك، والثبات
تحت قياد رؤيتك، وأحيني لك دائما لأكون بوفاء حقك لك قائما يا رب العالمين. وأما اسمه
تعالى: المقدم فهو اسم عظيم، فيه حرفان من الاسم الأعظم، وملكه قعيائيل وهو رئيس على
٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٨٤ صفا كل صف ١٨٤، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول:
يا مقدم أنت الذي قدمت أهل الولاية إلى دار الخلود، وفهمتهم أسرار مراتب الكشف والشهود،
ونورت بصائرهم لرؤية آثار تجليات الملك المعبود. أسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع
خلقك وبرحمتك المنبثة على أهل برك وبحرك أن تجعلني مقدما في الخيرات، سابقا إليك على
جواد المعارف والطاعات، مقبلا عليك في أسرع الأوقات، يا من بيده مقاليد الغيب والشهادات،
وبقدرتك مقاليد الأرض والسموات وأهل السعادات والشقاوات. وأما اسمه تعالى: المؤخر فهو
اسم عظيم، ملكه جبراجيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٨٤٦ صفا كل صف ٨٤٦، والروح
ينزل على الذاكر. ودعاؤه: يا مؤخر أنت الذي أخرت رحمتك لأهل الآخرة، ونشرت واحدة لوضع
التراحم بين أهل الأرض والشهادة
وأنت ذو القوة والاقتدار، وأنت الذي توجد الشيء كما تحب وتختار، وتقدم من تقدم وتؤخر
من تؤخر بواسطة الأقدار، أسألك اللهم بتقديم كل مقدم وتأخير كل مؤخر، التقدم في كل،
وأعوذ بك من شر الذي أشكل فتحير، وأسألك اللهم بلطائف رحمتك أن تجعلني صحيحا من الأسقام
ثقة توالي الأنعام، وارزقني الإحاطة الكبرى والنور الأبهى السر الأسنى يا ذا الجود
والنعماء يا رب العالمين. وأما اسمه تعالى: الأول فهو اسم عظيم والروح المخلوق منه
درديائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٣٧ صفا كل صف ٣٧، والروح ينزل على الذاكر.
ودعاؤه تقول: يا أول أنت الذي ظهرت بك الأوائل وأنت الذي سبق وجودك كل القبائل وأنت
الذي أنزلت المواهب في الأباكر والأصائل وأنت السابق الذي ما كان معك غيرك، ولا انقضاء
لجودك وبقائك، وأنت القاهر فوق خلقك، والقادر عليهم بحقك، والعالم المدبر لأحوالهم،
والمتصرف في أفعالهم وأقوالهم لك العز والجبروت والبقاء، وبفضلك أعيان الملك والملكوت،
أسألك بسر أوليتك في الخلق أن ترزقني السابقة في الخيرات ووجود الباقيات الصالحات.
وأما اسمه الآخر فهو اسم عظيم، وملكه دحيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد
٨٠١ صفا كل صف ٨٠١، والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه: يا آخر أنت الذي أخرجت أجل كل
مخلوق إلى وقته، وأنت الذي أخرت عن قلب كل طالب لك ما انكمن من غضبك ومقتك، وأنفذت
بنورك الجامع عند انقضاء أجله والخوف من زمنه، أسألك بدقائق المعرفة الموحدة في سر
أحديتك، وبلطائف المعرفة المخزونة في أوليتك أن تجعلني خبيرا بعاقبة أمري، وارزقني
جودا جامعا محيطا بدقائق حقائق سري وجهري يا رب العالمين. وأما اسمه تعالى: الظاهر
فهو اسم عظيم، وملكه عهيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ١١٠٦ صفوف كل صف
١١٠٦، والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه تقول: يا ظاهر أنت الذي أظهرت الظواهر، وأعلنت
البواطن وأنت أعلن منها، بسطت الموجودات وتعلم المكنونات وجمعت الكائنات لإخفاء سرك
المصون، أسألك ببديع فطرتك ولوامع رأفتك ورحمتك أن تجعلني ظاهرا في كل أمر، واجعل لي
من أمرك البالغ أمرا، وأيدني بقدرتك وابرز لي من عسري يسرا إنك رؤوف رحيم. وأما اسمه
تعالى: الباطن فملكه بطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد تحت يد كل قائد ٦٢ صفا كل صف ٦٢،
والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه تقول: يا باطن أنت الذي أبطنت سر النبوّات في الولايات،
وأظهرت من بينهما سر المكاشفات وحقائق التنزلات في قلوب أرباب الخلوات بمكنونات الضمائر
وسرائر بصائر الشعائر، أن ترزقني الاطلاع التام والكشف العام على بواطن أمره المكنون،
وتولني بقوتك التامة لأبرز من عيب العيوب سرا مصونا، واجعلني عزيزا عندك وعند من أقبل
عليه، واصلا لقلوبهم وأسرارهم أجرا غير ممنون، إنك أنت الله مظهر أنواع الكائنات بالكاف
والنون. وأما اسمه تعالى: الوالي فاسم عظيم فيه حرف من الاسم الأعظم، وملكه اهيائيل
وهو رئيس على ٤ قواد تحت يد كل قائد ٤٧ صفا كل صف ٤٧، والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه
تقول: يا ولي أنت الذي توليت أمر البرية، وكملت ذواتهم برفع البنية، وأوصلت كل مخلوق
لما خلقته له من المواهب السنية، أسألك اللهم
الفصل التاسع والعشرون:
في النمط التاسع وما فيه من التصريفات الخفيات
الولاية الكبرى والحكمة العليا
والنور الأبهى والوصول إلى المسجد الأقصى، وارزقني رؤية حقائق الأشياء بكشف منازل الأنبياء
إنك جزيل الخير والنعماء. وأما اسمه تعالى: المتعال فهو اسم عظيم، والملك المخلوق من
عدده معيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٥٤١ صفا كل صف ٥٤١، والروح ينزل
على الذاكر. ودعاؤه تقول: اللهم أنت الذي فتحت طرق الهداية، وعرفت أولياءك أسرار الكشف
والفتح والدراية، ونورت بصائر أهل العرفان وخلصتهم من الضلالة والغواية، أسألك بعلو
شأنك وقوة سلطانك واستيلاء أمرك وبرهانك، أن ترفعني من حضيض الانسفال إلى فتق الجمع
والكمال، وأيدني بأحسن النوال وحقق مناهج بواطن الوصال إنك أنت الله الحسن الفعال.
وأما اسمه تعالى: البر ففيه
حرف من الاسم الأعظم وملكه فتيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٢٠٢ صفا، كل
صف ٢٠٢ والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه تقول: يا بر أنت الذي أحسنت لكل مخلوق بقدرتك
وأنت الذي أخفيت كل ناقص وأخفيت أمره في أمرك، وأنت المحسن المتفضل على من أقبل عليك
بخلوص الإيمان راجعا إليك بالقلب واللسان، وأنت الذي تقصم البغاة وتشدد العقاب على
الطغاة، وتعفو عن المذنبين وتبدل سيئاتهم حسنات، ذو الرأفة في حق الراضين والرحمة في
حق الطالبين، والعزة والكبرياء في حق الآيبين إليك والراجعين إلى يوم الدين.
الفصل التاسع والعشرون في
النمط التاسع وما فيه من التصريفات الخفيات
اعلم وفقك الله أن من أسماء
الله تعالى: المنعم المتفضل المحسن الجواد الرافع الباسط الغافر المجيب السميع. هذه
الأسماء من مدد سرها انغماس الذاكر في نعم مولاه واغتباطه فيها بجزيل فضله، ودوام إحسانه
في الدنيا والآخرة، وسماحة النفس وحسن الخلق ورفع الهمة، وبسط رزقه وعلمه وستر عيوبه
وإجابة دعائه وإسراع قضاء حوائجه وزيادة عقله وقوة إيمانه وجودة فهمه، وحفظ النعم ورد
شاردها وإلهام الشكر عليها. فأما اسماه تعالى: المنعم المتفضل فاسمان عظيمان، لا يسأل
الله تعالى ذاكرهما في شيء من الإنعام والفضل إلا أعطاه فوق ما سأل. وأما اسماه تعالى:
المحسن الجواد فذاكرهما يمده الله من جوده وإحسانه بما لا نهاية له من كثرة الخيرات
وتواصل الأسرار، ومن وفقهما مكسرين في كاغد نقي وحمله معه، حسنت أخلاقه ورقت طبائعه
وجادت نفسه، ويصلح ذاكرا لمن كان في نفسه شح وبخل، فإن نفسه تزكو ويرزقه الله مكارم
الأخلاق. وأما اسماه تعالى: الرافع الباسط فاسمان عظيمان، وهما من أذكار ملائكة العرش،
ذاكرهما يمده الله بمدده ويزيده بسطة في العلم والجسم والمال ويرفع قدره وذكره، ومن
وفقهما في مربع على خاتم ذهب وتختم به لا يزال فرحا مسرورا. وأما اسماه تعالى: المجيب
السميع: فاسمان عظيمان، ذاكرهما لا يدعو الله في شيء إلا أجابه في الوقت، ومن كتب في
يده اليسرى المجيب، وفي اليمنى السميع ورفعهما إلى السماء، ودعا الله بما شاء استجيب
له وهذا النمط سريع السر. وأما اسمه تعالى: التواب فهو اسم عظيم، خادمه ميخائيل، وهو
رئيس على ٤ قواد تحت يد كل قائد ٤٠٩ صفا كل صف ٤٠٩، والروح ينزل على الذاكر. ودعاؤه
تقول: يا تواب أنت التواب
على من تاب والمقرب لمن أناب، وأنت الذي بثثت نور كرمك على قلوب الطلاب، وأنت الذي
أحييت أرواح أهل الروح والمآب حتى رجعوا إليك وهادوا إليك بسرائرهم وتابوا إليك بقلوبهم
ومالوا إليك بظواهرهم، منك الخوف والتأييد وإليك مآل القريب والبعيد، أسألك اللهم بنور
التوبة وضياء الأوبة وكمال الرأفة والرحمة، أن ترزقني الإياب إليك سرا وجهرا، والوقوف
لديك حكما وأمرا واحفظني بكرمك حتى لا أنقهر إلى محال التفرقة عقبا وقهرا، واجبرني
بنظرة منك لأنال سر قولك سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا. وأما اسمه تعالى:
المنتقم فهو اسم عظيم، فيه حرف من الاسم الأعظم، وخادمه عنيائيل وهو رئيس على أربع
قواد، تحت يد كل قائد ٢٣٠ صفا كل صف ٢٣٠، والذاكر ينزل عليه الروح. ودعاؤه تقول: يا
منتقم أنت الذي قهرت الجبابرة وكسرت الفراعنة بالفناء والزوال، أسألك بأسرار أنوار
الوصال في مقام الامتثال، أن تقضي حاجتي وتعصمني من نظرة الانتقام، وأن تجعلني من أهل
الكرم والإنعام، وأن تتولاني عندك قابلا سر السلام إنك أنت الله ذو الجلال والإكرام.
وأما اسمه تعالى: العفو فهو اسم عظيم، وملكه هضيائيل وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد
كل قائد ١٥٦ صفا كل صف ١٥٦، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا عفو أنت الذي
كشفت عن أحبابك الكثرة، وأنت الذي أزلت عن طلاب جنابك الموبقات والعثرة، وأنت الذي
نورت بصائرهم من حين إخراج الذرة، لك الحمد والثناء والجود والبقاء، أسألك اللهم بجلائل
نعمك وجريان قلمك ومكنونات دقائق رقمك، أن تمحوني بك وأن تحييني لك ولا تحوجني لأحد
غيرك في برك وبحرك، وأن ترزقني بقاء عاجلا وفكرا عالما وعلما نافعا إنك أنت العزيز
الحكيم. وأما اسمه تعالى: الرؤوف فهو اسم عظيم، فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، والملك
المخلوق منه جهيائيل عليه السّلام، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٢٨٦ صفا،
كل صف ٢٨٦، والذاكر ينزل عليه الملك كما تقدم. وأما الدعاء بهذا الاسم الشريف فتقول:
يا رؤوف أنت الذي مننت على أحبابك بحياة العلم والعبادة، ومنحتهم جلائل أنواع الخير
والسيادة، وأدخلتهم بتأييدك دار السعادة، وكملت ذواتهم بالمعرفة والشهادة، أسألك بدقيق
علمك وجليل حلمك، أن تجعلني رؤوفا بالعباد واحد الأفراد، مقبلا عليك بك يوم التناد،
ولا تحوجني لأحد من خلقك سوى نبيك بالانفراد، وأن ترزقني المقام والقرار في أقدس البلاد،
إنك أنت الله الداعي للعباد يوم التناد. وأما اسمه تعالى: مالك الملك ذو الجلال والإكرام،
فهو اسم عظيم، والملك المخلوق منه: روميائيل وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد
٢١٢ صفا كل صف ٢١٢. ودعاؤه تقول: يا مالك الملك أنت الذي ملكت أزمة رقاب الخلائق، وأنت
الذي أوجدتهم من العدم وقيدتهم بالعلائق، وأنت الذي نثرت عليهم من خزائنك وإحسانك علوما
عرفوا بها كشف الطريق والحقائق لك نفوذ المشيئة والإرادة، والإحاطة بما هو المراد في
عوالم نعمك بنور العبادة والنزاهة، تنزهت في ذاتك وتكرمت في صفاتك، أسألك اللهم بملكك
الدائم وجلالك القائم، أن تجعلني نافذا لأمرك في المهالك، قادرا على حفظ نفسي وحفظ
حقك في المهالك، وانصرني على الأعداء وقوني بتواتر الآلاء، لأنال منك حقائق الأسرار
إنك أنت الله الواحد القهار. وأما اسمه
تعالى: المقسط فهو اسم عظيم
فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، والملك المخلوق من عدده جلهيائيل وهو رئيس على ٤ قواد،
تحت يد كل قائد ٢٠٩ صفوف، كل صف ٢٠٩، والذاكر ينزل عليه الملك. وأما دعاؤه فتقول: يا
مقسط أنت الذي عدلت بين البرايا في خلقهم ذاتا وصفات، وأنت الذي وصل فضلك إلى كل مخلوق
ونال حظه بالكمال والوقار، أسألك أن ترزقني العدل في الأقوال والأفعال عند العارفين
والجهال إنك أنت الله الكبير المتعال. وأما اسمه تعالى: الجامع فهو اسم عظيم، فيه حرف
من حروف الاسم الأعظم، والملك المخلوق من عدده رفيائيل وهو رئيس على ٤ قواد تحت يد
كل قائد ١١٤ صفا، كل صف ١١٤.
وأما الدعاء به فتقول: يا
جامع أنت الذي جمعت بين الذرات على ظهور خلقتك يوم الميثاق، ثم ثبتهم بالأخذ عليهم
بالأزل والإطلاق، وأنت الذي أخرجتهم من الوجود العلمي الكائن بالقهر والشقاق، أسألك
بسر ما أودعته من حقائق الصفات والأخلاق، أن تجمع شملي بك يوم التلاق، وأن تظهر بي
على فوائد حكم قولك واِلْتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ ولا تخيب رجائي بإقبالي عليك ووقوفي
لديك إنك أنت الله العزيز الخلاق. وأما اسمه تعالى: الغني فهو اسم عظيم، فيه حرف من
الاسم الأعظم، وملكه رميائيل الرئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ١٠٦٠ صفا كل صف ١٠٦٠،
والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه: يا غني أنت الغني، وأنت القادر على ما تشاء، قادر
على قهر كل شيء وكل قوي، وأنت الآخذ بناصية كل علي، والمعطي جلائل نعمك لكل مخلوق،
أسألك بما فيه فتح ونصر، وأن تقويني بحياتك الأزلية حتى أقف لديك على قدم التوكل والافتقار،
وانصرني على دفع ما يمنعني عنك، إنك أنت الله العزيز الغفار. وأما اسمه: المغني ففيه
حرف من الاسم الأعظم وملكه ههيائيل، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ١١٠٠ صفا
كل صف ١١٠٠، والذاكر ينزل عليه الملك.
ودعاؤه: يا مغني أنت المدبر
لأمور الخلائق ومتوليها، وأنت المخرج ذواتهم من أليم العدم، وموليها بعد تدبيرك، وجمعت
بينهم في البرزخ الأدنى بأفعالهم وصفاتهم، نصرت المظلوم وأضفت إلى رضا المظلوم رضا
الظالم، وألفت بين المتقابلات والمتباينات والمضادات التي لا تعلق لها بغيره لا في
ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وأنت المغني بعنايتك من طلب قضاء الحاجات، يا مقلب
القلوب والنيات ومصرف الأمور إلى النواحي والجهات، أسألك أن ترزقني حسن التدبير والمعاملات،
وأن تجعلني عدلا في الإنصاف، جامعا بين المضاف إليه والمضاف يا رب العالمين.
وأما اسمه تعالى: المانع
ففيه حرف من الاسم الأعظم، وملكه رميائيل وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ١٦١
صفا كل صف ١٦١، والذاكر ينزل عليه الملك. وأما الدعاء بهذا الاسم فتقول: يا مانع أنت
الذي منعت حياءك من قلوب الفجرة، وأنت الذي أعميت الفئة الكفرة وأنت الذي حجبت قلوب
الأعداء عن رؤية منازل الكرام البررة، أسألك بحيائك القائم وظهور فضلك الدائم، أن تمنع
عني كيد الشيطان، وأن تدخلني دار الأمن والأمان، وتجعلني راضيا بحظّي منك في الجنان،
يا قوي البرهان يا عظيم الشأن والإحسان يا رب العالمين. وأما اسمه تعالى: الضار فهو
اسم عظيم،
الفصل الثلاثون: في
النمط العاشر من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات
وملكه هماسطائيل، وهو رئيس
على أربع قواد، تحت يد كل قائد ١٠٠١ صفا، كل صف ١٠٠١.
ودعاؤه تقول: يا ضار أنت
المنتقم من أهل الجحود والكنود، وأنت القاهر على من تمرد ونقض العهود، وأنت المذل لمن
دلس في دينك، أسألك بعظيم رأفتك وبقيوم سطوتك، أن تدفع عني ضير الوقوف مع من سواك،
وترزقني مشاهدة وجهك وأن لا أرى إلا إياك، وارزقني الإياب التام منك لأفوز بستر مرضاتك،
والفوز بسر حياتك يا رب العالمين.
الفصل الثلاثون في النمط
العاشر من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات
اعلم وفقني الله وإياك أن
من أسماء الله الحسنى: الحق المبين الخبير الهادي الحي القيوم الأول الآخر الظاهر الباطن.
هذه الأسماء العشرة من خواصها اللطف بالأخلاق وتودد القلوب، وتزكية النفوس وإحياء القلوب،
والهام العلوم والحكم والاطلاع على المغيبات، ومشاهدة الملكوت الأعلى والتوفيق إلى
الطاعات، والنطق بالصواب والقيام بحق الربوبية، وطهارة الظاهر والباطن والكشف الواضح،
ونمو الأرزاق وتنزيل البركات، وقهر الخصوم وكيد الأعداء ودمار الظالمين. وفي هذا النمط
الاسم المشار إليه، وذاكره يشار إليه في زمانه بأنوار السر الذي عليه، ولا يسأل عن
شيء إلا ألهمه الله الجواب بالحق، ويتسع رزقه وتنبع الحكمة من عين قلبه، ويرى المغيبات
مشاهدة عيانا ويستر الله خطاياه عن الكرام الكاتبين، ويمتلئ قلبه نورا سريا يرى به
ملكوت السموات والأرض وعجائب المخلوقات والبر والبحر. وأما اسمه: الحق فهو اسم عظيم
موافق لما يريده، ويجعله تابعا للحق في أفعاله ومن وفق أعداده وهي ١٣٩ في مربع أربعة
في أربعة وحمله معه، فلا يدخل على حاكم أو ملك إلاّ هابه وكان منصورا على خصمه. وأما
أسماؤه تعالى: المبين الخبير الهادي، لا يذكرها أحد ألف مرة عند نومه وهو ناو كشفا
من الأسماء الفعلية والقولية إلاّ أراه الله ذلك في منامه على يد ملك من الملائكة،
ويقول عقب كل مرة: بيّن لي يا مبين خبرني يا خبير اهدني يا هادي، ويعود إلى قراءة الأسماء
إلى أن يغلب عليه النوم، فإنه يرى ما يريد في منامه وإن لم ير، فليكرر العمل أولا وثانيا.
ومن كتبهم في إناء طاهر، ومحاهم بعسل وماء ورد، ولعق ثلاث لعقات، كل يوم على الريق
سبعة أيام متوالية فإن الله يؤتيه الحكمة ويعطيه من العلوم اللدنية ما لا يصل إليه
أهل زمانه. وأما اسماه تعالى: الحي القيوم، ذاكرهما يرى النور المتصل من أسرارهما عيانا،
ويحيا قلبه وينعش روحه وبدنه من حضرته ويجيب دعاءه. ومن وفقهما عددا في مربعهما المعروف،
وهو ٥ في ٥، وأربعة في أربعة وحمله معه، أحيا الله قلبه وكثر رزقه وأقامه في الطاعات
وأيّده بالإخلاص، وظهر النور على باطنه وظاهره. وأما أسماؤه تعالى: الأول الآخر الظاهر
الباطن، من سر مددهم حفظ الجوارح للذاكر، والأمان من الوبال والنفاق والكبر والعجب،
ومن نقش الأسماء الأربعة على صحيفة من قصدير في شرف الشمس، وصور من باطنهم سمكة وطرحها
في البحر، اجتمع عليها السمك من كل جانب حتى يمسك باليد، ومن ذكر هذا النمط ليلا ونهارا
مدة ٤٠ يوما دبر كل صلاة صار فردا من الأفراد، ويقيض الله له الخضر عليه السّلام يعلمه
ما يشاء ويصير روحانيا
موصلا إلى الحضرة القدسية،
ويشاهد أنوار الجمال وعجائب الملكوت ومقامات الملائكة. وأما اسمه تعالى: النافع فهو
اسم فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، وملكه طهطيائيل وهو رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل
قائد ٢٠١ صفا كل صف ٢٠١، والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه تقول: يا نافع أنت الذي منعت
الشبهات من القلوب، والبدع عن العقائد المانعة عن إدراك سر الغيوب، صدر عنك الخير والشر
والنقع والضر والفوائد والعوائد والشدائد في كون ضمائر الناس، أسألك منع البلاء وجزيل
العطاء وسعة الرزق، وأعوذ بك من الزلل والمخالفات والموانع والآفات، أسألك خيرك بغير
واسطة واجعل لي من كل ضيق مخرجا حتى أعيش بحمدك في الراحات، ويموت بذلك من نابذ اختيارك
في الآفات، إنك أنت الله ما حي السيئات. وأما اسمه تعالى: النور فهو اسم عظيم، ملكه
ههطيائيل، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٢٥٦ صفا كل صف ٢٥٦، والذاكر ينزل
عليه الملك. ودعاؤه:
يا نور أنت النور الظاهر
الذي ظهر بك كل الظهور، وأنت الحاكم بنورك على كل نور، تعرف بواطن الخلق وظواهرهم بما
ألبستهم من كرامتك وبما أحييتهم من شهادتك، وبما رششت عليهم من نور ولايتك وإِنْ مِنْ
شَيْءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وخضع كل جلال لجلالك وجبروت حمدك، وأدخلني بحر حرزك
ومددك، وأسألك يا نور النور وشافي الصدور وباعث من في القبور، أن تنورني بنورك الأعلى
وضيائك الأبهى، سري وجهري وباطني وظاهري وروحي ونفسي، وقلبي ولساني وفؤادي وجلدي، ونهايتي
وبدايتي إنك أنت الله في الشدة والرخاء. وأما اسمه: الباقي فهو اسم، فيه حرف من حروف
الاسم الأعظم، وملكه طغيائيل وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ١١٣ صفا، كل صف
١١٣ والذاكر ينزل عليه الملك. ودعاؤه: يا باقي أنت الذي تبقي وتفني كل مخلوق، وأنت
الذي أحييت بفضلك كل مرزوق، وأنت الذي أخرجت من اجتبيته من الكفر والنفاق والفسوق،
أسألك بسر بقائك في خلقك أن ترزقني بقاء لا نفاد له أبدا وحياة لا موت بعدها سرمدا،
ولا تكلني إلى أحد طرفة عين ولا إلى أحد سواك، وارزقني تسخير القلوب والأرواح والاستيلاء
على أزمة الأجساد والأرواح، إنك أنت الله الواحد الفتاح. وأما اسمه تعالى: الوارث فهو
اسم عظيم، وملكه هديائيل رئيس على أربع قواد تحت يد كل قائد ٧٠٧ صفا، كل صف ٧٠٧ والذاكر
ينزل عليه الملك. ودعاؤه: يا وارث أنت الباقي بعد فناء الخلق أجمعين، والباري لإظهار
كمال إلهيتك في يوم الدين كما أخبرت عبادك في كتابك المبين حيث قلت لِمَنِ الْمُلْكُ
الْيَوْمَ لله الْواحِدِ الْقَهّارِ أسألك ببقائك الدائم وعزك القائم أن تجعلني وارثا
لعلمك وحلمك ووارث علوم أنبيائك وأوليائك، وارزقني فوائدها وأوصلني إلى غاياتها يا
رب العالمين. وأما اسمه تعالى: الرشيد فهو اسم عظيم فيه حرف من حروف الاسم الأعظم،
والملك المخلوق من عدده سسهيائيل، وهو رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٥١٤ صفا
كل صف ٥١٤، والذاكر ينزل عليه الملك كما تقدم. ودعاؤه تقول: يا رشيد أنت الذي أرشدت
أولياءك إلى سبيل النجاة، وأوصلت أحبابك إلى بحر الحياة وعين الحياة، وجمعت بين الأولياء
والأنبياء على أكمل الحالات، أسألك يا ولي الحسنات أن ترشدني إليك، وأحيني حياة طيبة
لأكون مقبلا عليك يا رب
الفصل الحادي والثلاثون:
في الحروف وما لها من الخواص
فصل فيما ذكرناه من
الحروف العربية وما لها من الخواص والمربعات والخدام والأملاك والأيام
العالمين. وأما اسمه تعالى:
الصبور فهو اسم عظيم، فيه حرف من حروف الاسم الأعظم، والملك المخلوق منه ههيائيل، وهو
رئيس على أربع قواد، تحت يد كل قائد ٢٩٨ صفا، كل صف ٢٩٨ ملكا، والذاكر ينزل عليه الملك.
ودعاؤه تقول: يا صبور أنت الذي أعطيت كل شيء حلية ثم هديته، وأنت الذي أحييت قلب محبك
بنور الوحدة والتوحيد، ثم علمته أول كل ظاهر وآخر كل ساتر ترجع إليك الأمور والأملاك
بعد فناء الملاك، وتدبر الأمور إلى غايتها على الرشاد والسداد من غير إرشاد، وصحيح
الاستعداد لتحمل الإصلاح إلى دار المعاد الذي لا تحملك العجلة على بلوغ المنى قبل أوانه،
ولا ترتب أمرا قبل زمانه ومكانه، أسألك بعز مملكتك وبجليل كلمتك، وبما في خزائن مخزون
فوقيتك، وسبحات وجهك وظل عرشك وسرادقات قدسك، أن تجعل دعائي مقبولا وندائي مستجابا
وجوابي مبذولا، وأن تجعلني هاديا مهديا وعلى صراطك مستويا يا رب العالمين.
الفصل الحادي والثلاثون في
الحروف وما لها من الخواص
اعلم رحمك الله أن سر كل
أمة في كتابها، وسر كتاب الله في الحروف، والحروف مختلفة الأشكال، ولما ظهر نبينا محمد
عليه السّلام أنزل عليه القرآن وكان سر هذه الأمة، ونسخت شريعته جميع الشرائع، وحروف
هذا الكتاب العزيز العربية.
ولما سئل صلى الله عليه وسلم
عن حروف المعجم فقال: هي «حروف ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن
ه ولا ي وهي عربية» فسماها عربية، وفيها أسرار جميع الكتب والصحف المنزلة وزيادة عليها،
وأما أبجد فإنها سريانية نزلت على آدم وإدريس ونوح وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم
أجمعين، وأما ما اصطلح الحكماء عليه من ترتيب: ايقغ بكر جلس، الخ، فاصطلاح سمسارا الحكيم،
وأما اصطلاح أهل فهلوه على قلم لا ترتب له ليرمزوا بذلك الإخفاء الكتب والعلوم التي
دوّنوها، وأما ما يفعله أهل عصرنا من قلب حروف الهجاء، وجعل آخرها أولها فهو خطأ إذ
بزعمهم أن هذا رمز غميض، وفيه من الوبال ما لا يخفى، لأنه عكس الحروف المنزلة وبدلها،
خصوصا إن كتب بها أسماء الله سواء كانت الأسماء عربية أم أعجمية قال تعالى: ومَنْ يُبَدِّلْ
نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ولو لا أن
هذا العلم العربي سر مصان ما أنزل الله القرآن بألفاظه وحروفه، فانظر لقوله تعالى الم
المر ن والْقَلَمِ، فأقسم بهذه الحروف لتعرف قدرها وها أنا قد فتحت لك أنموذجا لمعنى
خواص الحروف يتشعب منها فقلت:
فصل فيما ذكرناه من الحروف
العربية وما لها من الخواص والمربعات والخدام والأملاك والأيام
حرف الألف: هو أول الحروف
وهو حرف نوراني وأول العدد، وهو أول مرتبة في تقسم الحروف على العناصر، وقد سموا ذلك
وصنفوه في مجلدات ذات جداول مختلفة وكلهم على الحق من
مذهب الآخذ عنهم، وكلهم أجمعوا
على أن حرف الألف ناري، وله بسط صغير وكبير، فبسطه الصغير هكذا ألف والكبير هكذا ألف
لام، فإن بسطه العددي موافق لبسطه الحرفي لأنه ا ل ف والعددي ا ح د ولهذين العددين
بسطان، ولا يخفى ذلك على من له أدنى تأمل، ولكل بسط من هذه الأربعة خواص وأسرار، وهذا
الحرف لما كان أول الاختراع وأول العدد، وأول عنصر النار جعلت له القوة الأزلية أن
يكون له أول الأيام الأحد موافقة ومناسبة للطبع والشرف، ولهذا الحرف شكلان لا يختلفان،
وشكله العربي كشكله الهندي، وهو مبدأ العقل، والسر في كونه ناريا هو أن القلم لما أمره
الله أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة وضع رأسه على اللوح فساح منه نقطة من النور،
ثم ساح منها الألف، فلهذا السر كان ناريا، وأول عنصر النار وابتداؤه الاسم الشريف الذي
هو الله بالإجماع، ومن كتبه على صحيفة من ذهب، أو كاغد مصنوع بالزعفران يوم الأحد في
شرف الشمس، وضمخه بالغالية وحمله معه، أذهب الله عنه الحمى، وهابه كل من رآه وكان محفوظا
من كل مكروه، مأمونا من كل فتنة، موفقا للخيرات وهذه صفته ااا ااا وإذا نظرت إليه امرأة
وقت الطلق وضعت، ومن وضع بسطه الأول مكسرا في مثلث في إناء من نحاس، ومحاه بماء ورد
وسقاه لمن به روع سكن، ومن به خفقان يسقى على أيام متوالية يسكن خفقانه، وينفع للطفل
الذي يحصل منه رجيف، وهو حجاب للجان والهوام وغيرها وهو هذا: ا ل ف، ومن كان به برودة
أو عارض في صلبه يمنعه من الحركة، يكتب المثلث في كفه الأيمن ل ف ا بدهن غار يوم الأحد
عند طلوع الشمس في يوم صحو يفعل ذلك على ٣ حدود ف ا ل، ويكتب شكل الألف المتقدم على
حريرة حمراء بزعفران محلول بماء ورد، ويشده على وسطه، فإن الله يسهل عليه الحركة ويذهب
عنه البرودة.
ومن كتب بسطه الثاني ٣ مرات،
بدائر الرأس الذي به الصداع البلغمي زال لوقته، ومن وفقه مكسرا في مثمن، والقمر في
العقرب سالما من النحوس، في لوح من النحاس الأحمر داخل دائرة تحيط به ونقش حولها ااا
ألفا، وبخره بقسط ولاذن، ودلاه بخيط ابريسم في بئر فيه ماء ذهب ماؤه، وكذلك كل ماء
مصنوع في إناء أو غيره. ومن كتب الألف المتقدم على جبين مصاب احترق عارضه. ولهذا الحرف
أسماء يدعى بها وهي: اللهم إني أسألك يا الله باسمك الأعظم الذي قامت به السموات والأرض،
يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن، يا أزلي يا أبدي الأبد يا أمان، أسألك بما أودعته حرف
الألف من الأسرار المخزونة والأنوار المكنونة، يا الله يا أحد أن تسخر لي ملائكتك الكرام
خدام هذا الحرف الشريف الشكل النوراني بالطاعة فيما آمرهم به مما لك فيه رضا، وأنزل
علي ملائكة من ملائكتك المطيعين، والروحانية المرضيين يتصرفون بأمرك في طاعتي ولا يعصون
لك أمرا إنك على كل شيء قدير.
حرف الباء: هو حرف صامت بارد
يابس، وهو أول مراتب عنصر الأرض لا يليق به غير يوم السبت لما فيه من المناسبة، وزحل
كوكبه والرصاص معدنه، وله شكلان فشكله العربي هكذا ب، والهندي ٢، والباء سطيح الألف
كما أن الألف قائم بالباء، والأصل في تشكيل الحروف كلها هي
النقطة، وهذا الحرف لم يدغم
مع لام التعريف، وله خواص: فمن كتبه في معدنه ويومه زحل مقابل المشتري من تثليث، أو
تسديس هكذا وحمله أمن من الأمراض الدموية، ومن علقه على صلبه ماتت شهواته، وإذا كتب
شكله الهندي مرتين على البثرات أذهبها، وله بسط صغير وبسط كبير، فبسطه الصغير هكذا
ب وبسطه الكبير ب ا ا ل ف، وله بسط عددي وحرفي، وبسط نهاية الحروف، ومن العلماء من
جعل هذا الحرف صامتا لا ينطق فلا يزاد على شكله وهو مذهبهم في كل حرف صامت كالفاء،
وب، وت، وث، وح، وخ، ور، وط، وظ، وه، وي، فلا يزيدون على شكلها لأنه إذا زيد حرف من
هذه الحروف ألف شكله على شكله خرج من معنى النطق به. وأما طبعه فقد تقدم أنه حرف بارد
يابس إذ هو مرتبة حروف الأرض. وأما من جعله حارا رطبا هوائيا جعل له يوم الإثنين، ولكوكبه
القمر ومعدنه الفضة. وأما من جعله باردا رطبا فأقام له يوم الخميس، وكوكبه المشتري
ومعدنه القصدير. والذي عليه الحكماء والمنجمون أن هذا الحرف بارد يابس طبع الأرض.
وقال بقراط الحكيم: حروفنا
سبعة مربعة، حار يابس وبارد يابس، وحار رطب، وبارد رطب، ولم يكن في زمن بقراط غير أبجد
ومراده بالسبعة المرتبة الدرجة، والدقيقة، والثانية، والثالثة، والرابعة، والخامسة،
وبالتربيع ما ذكر من الحار اليابس ط والحار الرطب، والاختلاف بين هذا المشرق والمغرب
إنما هو السين في والشين، فنحن نقول سعفص قرشت ظغش، وهم يقولون سعفص قرشت تخذ ضظغ،
وهذا الحرف إذا بسط بمركبه العددي، ثم أخذ أعداد ذلك المركب وهو أخذ بسطه، وتنزله في
مثلث على قليل من طين لم تمسه النار، ثم استخرج منها مستنطقاتها، وأقسم على ذلك الملك
على ٧ ورماها في بئر ذهب ماؤه. ومن كسر مركبه العددي في مخمس يوم الإثنين في زيادة
القمر وحملها لعروسة ازدادت بهجة وألفها بعلها. ومن نقش الحروف الهندية على ٥ مرات
يوم السبت في صحيفة من رصاص، ووضعها في باب السجن فإنه يخلص كل من فيه. ولهذا الحرف
أسماء يدعى بها على أعماله المخصوصة به تقول: اللهم إني أسألك يا رب يا بديع يا باقي
يا باعث يا بر بما أودعته حرف الباء من الأسرار المكنونة والأنوار المخزونة أن تسخر
لي ملائكتك خدام هذا الحرف فيما آمرهم به مما لك فيه رضا إنك على كل شيء قدير.
حرف التاء: وهو حرف صامت
بارد يابس كالباء إلا أن حرف التاء أرطب منه لكونه من مرتبته وحرف الباء أربعة وجميع
ما هو من قسم الباء وله شكلان عربي وهندي، العربي ت، والهندي ٤٠٠، فمن كتب التاء على
أربعة شقفات ووضعها في أربع جهات الزرع فإنه ينمو ولا يلحقه ضرر، وإذا وضعت الشقاف
في الحب المقتات منه لا يقربه سوء. ومن كتب شكله ٤٠٠ مرة على صحيفة نحاس أحمر أو أصفر
وسمرها في سفينة لا تغرق، وإذا كان النقش على خاتم من نحاس أصفر، وتختم به فإنه يسلم
من الغرق، وإن كان على متاع لم يسرق وهذه صورته:
والقياس يقتضي أن كل حرف
بأعداده، فيكون الألف تكتب مرة والباء مرتين.
والتاء ٤٠٠ وهكذا إلى آخر
الحروف، ولكن الأسرار ليس للقياس فيها مدخل. ومن وفق أعداده
الواقعة عليه وهي ٤٠٠ على
حجر المغناطيس، وحمله معه لا يراه أحد إلا أحبه، وانجذب إليه قلبه بالمحبة العظيمة.
ولهذا الحرف اسمان مشتقان منه يدعى بهما وهي: اللهم إني أسألك يا ثابت يا تواب ما أودعته
حرف التاء من الأسرار المخزونة والأنوار المكنونة، أن تسخر لي ملائكتك الكرام خدام
هذا الحرف إنك على كل شيء قدير.
حرف الثاء: وهو حرف صامت
أيضا طبع الحياة، حار رطب هوائي، وهو في النطق متقارب من حرف التاء مخرجا، ولهذا يبدل
به في غالب اللغات بل في أكثرها، ولم يظهر الثاء المثلثة ولا الظاء المعجمة، وهذا الحرف
التصريف نوراني الشكل، طبعه قريب من الاعتدال، وله خواص عجيبة في دفع السموم القاتلة،
أما نقش شكله على هذه الصورة الآتية في إناء من فضة خالصة عشر مرات حول كل شكل التاء
الهندية مرة، ويسقى منه المسموم والملسوع ماء قراحا ويتقايؤه يبرأ بإذن الله تعالى
وهذه صورته:
ومن نقش هذا الشكل على لوح
من فضة، وعلق على رأس صغير لم تقربه الهوام ولم يؤثر فيه الجدري ولا غيره ويكون هنيّا
قليل البكاء. ومن وفق أعداد بسطه في مربع داخل دائرة على خاتم من فضة، ونقش شكله الهندي
حول الدائرة ١٤ مرة، وتختم به فإنه لا تقربه الأفاعي. وإذا قدم إليه طعام مسموم عرفه،
وإذا وضعه المسموم في فيه وبلع ريقه شفي من ألم السم لوقته. ومن كتب مركبه العددي في
مسبع على جلد جمل وحرقه وسحقه واكتحل به من في عينه بياض ذهب، وإن مزج هذا الحرف باسم
أحد كلما كتب حرفا من اسم المطلوب كتب حرفا من اسم الطالب، وعلقه تجاه ريح الشمال،
وقرأ عليه ما استكعب منه وهو حرف التاء سبع مرات وتقول بعد ذلك: توكلوا يا خدام هذا
الحرف بجلب كذا وكذا إلى هذا المكان، ويكون يوم الاثنين في زيادة القمر يحصل المطلوب.
وأما قسمه فلم يوجد غير اسمه ثابت، وقد ذكرناه في قسم التاء فتقسم به.
حرف الجيم: وهو حرف ناطق
نوراني مثلث، أول مراتب الحرارة والرطوبة، وهو إلى الحرارة واليبس أقرب، فإن رطوبته
مائلة إلى الحرارة، فبهذه العلة اقتضى أن يكون له يوم الثلاثاء، وكوكبه المريخ. وقال
بقراط الحكيم: ثالث من مرتبة الحروف، وأول مراتب عنصر الهواء أي يبسه غالب على رطوبته،
شكله مثلث، وتران مجتمعان على نقطة التعديل، ووتر في التسطيح مجتمعة على طرفيه، تلك
الأوتار. لم يوضع حرف الجيم لغير هذا الشكل إلا ما ابتدعته الجهلة وهو فاسد. وله خواص:
إذا كتب شكله على كسرة خبز وكتب حوله قوله تعالى: وإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا الآية ويأخذها
المتهوم بالسرقة، فإن كان بريئا بلعها، وإن كان سارقا لم يقدر على بلعها.
ومن كتب على أظافر يده اليسرى
السبابة والوسطى والبنصر، كل ظفر حرف الجيم الهندية، ودخل على جبار أو متكبر ذل له
وقضى حاجته ولا يناله منه مكروه ومن كتب مركبه الحرفي مكسرا هكذا ج ي م، ثم كتب حوله
قوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ ج ي م وفي أنفسهم ج ي م، وتكون الكتابة
على لوح خشب أثل، وتعلق على الأشجار التي انقطع حملها فإنها تثمر. ومن وفق
أعداد مركبه في وفق ٣ في
٣ على فص خاتم من بلور وترسم حوله ٧ جيمات هندية، وتختم به أحبه كل من رآه ولهذا الحرف
أسماء يدعى بها وهي: اللهم إني أسألك يا جبار يا جليل يا جميل يا جامع بما أودعته حرف
الجيم من الأسرار المكنونة والأنوار المخزونة، أن تسخر لي ملائكتك الكرام خدام هذا
الحرف بالطاعة فيما آمرهم به مما لك فيه رضا إنك على كل شيء قدير.
حرف الحاء: وهو حرف صامت،
بارد مائي، وفعله عجيب في تسكين العطش وإقماع الصفراء، وله يوم الخميس، وكوكبه المشتري،
وأعماله جيدة في المودات وتأليف القلوب وإطفاء نار الغضب، ومن رسمه ٨ في راحة كفه،
في إناء طاهر، ومحاه بماء وشربه سكن عطشه. ومن كان به مرض حار، وفعل ذلك على ٣ أيام
متوالية شفاه الله. ومن كتب شكله المخصوص به على جلد نمر وحرقه وسحقه، واكتحل به رأى
الأرواح من غير حجاب. ومن كتب حرف الحاء الهندي ٦٤ حول البثرات فإنها تذهب وهذه صورته:
ومن رسمها في جام زجاج، ومحاه
بماء عذب وشرب منه من به التهاب في قلبه أو باطنه سكن ألمه وانتعشت روحه. ومن نزل أعدادها
في مربع ٨ في ٨، في لوح من قصدير في شرف المشتري والقمر سالم من النحوس، وحمله معه
أعطاه الله رزقا حسنا واسعا وحببه إلى خلقه، وإذا علق على من به صداع من قبل السفر
شفي، وله تأثير في تسكين الخصومات والحروب، وإذا علق هذا المثمن على لواء الجيش فإنه
يسكن الفئة المقابلة له وهذه صورته:
ودعاؤه: اللهم إني أسألك
يا حي يا حكيم، يا حميد يا حنان، يا حسيب يا حفيظ، يا حق يا حافظ بما أودعته حرف الحاء
من الأسرار المكنونة أن تسخر لي خدام هذا الحرف يطيعونني فيما لك فيه رضا، إنك على
كل شيء قدير.
حرف الخاء: وهو حرف صامت
بارد، وقسم حرف الحاء وهما عنصر واحد، ولكن مختلفان في الخواص من وجه دون آخر، إن اتفقا
في الصنع، وليس لحرف الخاء، وكل صامت غير العدد البسطي وما يتشعب من أعداد وحروف. ومن
خواصه: إذا كتب في إناء صيني لم يمسّه دسم ٦٠٠ مرة ومحاه بماء البان وشربه من خفقان
سكن، وله شكل عربي وهندي، فالعربي هكذا خ، والهندي ٦٠٠. ومن خواصه: أن من وضع مربعا،
وجعل حرف الخاء كالدائرة على ذلك المربع، ونزل فيه أعداد الحروف، وحمله الجبان في عنقه
قوي قلبه وصار شجاعا، وإذا علق على صغير لم يفزع ولم يبك وهو حجاب نافع من الجن والإنس.
ومن خواصه: إذا نقش على فص من بلور وركب على خاتم من فضة، وعلق على من أدركها المخاض
وضعت حالا، ومن نزل أعداد مركبه العددي في طشت من نحاس أحمر بقلم ريحان بماء ورد وزعفران،
ويكتب حوله الحرف ٦٠٠، ومحاه بماء المطر، وسقاه لمن به لوقة ٣ أيام فإنه يبرأ وهذه
صورته:
وله أسماء يدعى بها على أعماله
تقول: اللهم إني أسألك يا خلاق يا خالق، يا خافض يا خبير يا خفي اللطف أن تسخر لي خدام
هذا الحرف فيما آمرهم به، إنك على كل شيء قدير.
حرف الدال: وهو حرف ناطق،
دال على العلوم والحكمة، وهو منسوب لعطارد، ونسبته طبيعية توافقه حسا ومعنى، وهو بارد
رطب، وكل ما كان في عطارد من الحركات وغيرها فهو في حرف الدال. وهذا الحرف له خواص:
ومن كتبه أربع مرات على ورم حار أو غيره أذهبه الله، ومن كتب شكله الهندي ٦٧ على حرق
النار لم يضره ألم الحرق ولا يقرح، ومن نزل أعداده وهي ٣٥ في مربع، وكتب في زاويته
حرف الدال خارج الوفق على لوح من اليشم، وحمله من به وجع الأمعاء نفعه. ومن كتبها في
مربع على لوح فضة ملغوم بزئبق ساعة عطارد وشرفه، ونظر إليه كل يوم ٤ مرات، وكلما نظر
إليه يسأل الله الأسرار الموضوعة في حرف الدال أن يؤتيه الحكمة وما أراد من العلوم
فإنه يؤتيه ما طلب وهذه صورته.
ودعاؤه: اللهم إني أسألك
يا دائم العز يا ذا الجود بما أودعته حرف الدال من الأسرار المكنوونة والأنوار المخزونة
أن تسخر لي ملائكتك خدام هذا الحرف فيما آمرهم به إنك على كل شيء قدير.
حرف الذال: وهو حرف ناطق
صامت، لأنه في آخر عنصر الحرارة واليبوسة، وبسطه مثل الدال، وهو حرف ناري، وأعماله
في البارد والرطب المتبادل، فإذا تأملت ذلك انفتح لك أنموذجا.
وهذا الحرف من كتبه ٧ مرات
في إناء صيني، ومحاه بعسل منزوع الرغوة، وشربه مدة سبعة أيام أذهب الله عنه البلغم.
وإذا كتب ٨١ مرة بقلم الهندي داخل دائرة في لوح ذهب أو إناء صيني، ومحاه بعسل منزوع
الرغوة، وسقاه للمطروب ٧ أيام متوالية على الريق نفعه. ومن كسر بسطه الثاني وهو ذال
ألف لام في متسع يوم الإثنين ساعة المريخ، في لوح من حديد، وتكتب فيه جوانبه الأربع
خارج المتسع هذه الأسماء الأربعة وهي: قادر مقتدر قوي قائم، وشد اللوح على عضده الأيمن
أعطاه الله قوة عظيمة.
وله أسماء يدعى بها وهي:
اللهم إني أسألك يا ذا الفضل العظيم، يا ذا المن والجود والكرم، يا ذا الإحسان والامتنان،
يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا البطش الشديد، يا ذا العفو، يا ذا الصفح أسألك بما أودعته
حرف الذال من الأسرار المكنونة والأنوار المخزونة، أن تسخر لي ملائكتك الكرام، إنك
على كل شيء قدير.
حرف الراء: وهو حرف صامت،
مائي بارد رطب، في مرتبة الثوالث، رطوبته زائدة جدا وبرودته كذلك، وهذه العلة كثيرة
التلفظ بالكلمات التي يتكرر فيها هذا الحرف ولهذا الحرف خواص:
فمن كتبه على لوح من قصدير
في شرف المشتري، ويكون النقش رقيقا واللوح لطيفا، ويوضع تحت اللسان في شدة الحر في
السفر، فإنه يحصل له برد شديد، ونزل منه الريق إلى الباطن، ولا يحس بألم العطش، وإذا
وضع هذا اللوح في الماء، وشرب منه ٣ جرع على الريق فإن العطش يزول. ومن كتب هذا الحرف
وخارجه راآت هندية على جلد خفاش مدبوغ وحمله إنسان، فإنه لا ينام ما دام معه، ومن كتب
١٠ راآت هندية بالحنتيت على باب السجن باسم من أراد من المسجونين، فإنه يتخلص سريعا
وهذه صورته:
ولهذا الحرف أسماء يدعى بها
وهي: اللهم إني أسألك يا رحمن يا رحيم يا رزاق يا رافع يا رقيب
يا شديد يا رؤوف يا رب بما
أودعته حرف الراء من الأسرار المخزونة والأنوار المكنونة أن تسخر لي خدام هذا الحرف
الشريف، فيما آمرهم به، إنك على كل شيء قدير.
حرف الزاي: وهو حرف ناطق
غير مزمل أواخره، وهو من الحروف الصامتة حار رطب هوائي، خواصه في أعمال الخير، يكتب
١١ زاي هندية على لوح من فضة خالصة يوم الإثنين، والقمر متصل بالمشتري اتصال مودة،
ويحمل على العضد يكف الله عنه ألسنة الخلائق وأيديهم ولا يرى منهم إلا خيرا. ومن كسر
هجاءه مع عدد حروفه على لوح من خشب يوم الإثنين، وإذا كان في قوة الهلال فهو أجود،
أو في الأشهر الحرم ثم يحمله صاحب الطحال يذهب عنه في أقرب مدة وهذه صورته:
ومن نزل أعداده في مربع ٤
في ٤ يوم الخميس أول ساعة، وحمله في مقدم هز ع ا ب ي س رأسه كان محبوبا عند كل الناس،
ولا يراه أحد إلا أحبه. ومن وضع الزاي س هي ز ب ع ا الهندية في ساعة المشتري ٩٩ مرة،
في كاغد في الأولى من يوم الخميس ا س ع هب ي ز، ووضعها في جدار حائط، فإنها تهدم سريعا.
ولهذا الحرف شكل هندي، وهذه صورته:
وله اسم واحد يدعى به وهو:
اللهم إني أسألك يا زكي بما أودعته حرف الزاي من الأسرار المخزونة، أن تسخر لي خدام
هذه الأسماء إنك على كل شيء قدير.
حرف السين: وهو حرف ناطق،
حار رطب ترابي هوائي، رطوبته معتدلة، ومن كسر مركبه الحرفي في مربع ٤ في ٤ ونظرت إليه
المرأة وهي تطلق وضعت حالا. ومن كتبه عربيا ٣ في مثلث في إناء نحاس، ومحاه بماء عذب
وزيت زيتون، وسقى منه الملسوع برئ لوقته. ومن نزل أعداد مركبه الحرفي في متسع يوم الجمعة
أول ساعة على فص خاتم من بلور وتختم به، تيسر له الرزق وسهل عليه كل عسير، وأمن من
كل مكروه ما دام في يده. ومن وضع شكل السين العربية على طابع من طين زرع البر، وعلقه
في مكان لم يقربه الذباب. ومن كتب سينا هندية في مرآة من داخل دائرة، ونظر فيها صاحب
اللوقة برئ وهذه صورتها:
ولهذا الحرف أسماء يدعى بها
على أعماله وهي هذه: اللهم إني أسألك يا سلام يا سميع، س س س س، يا سريع بما أودعته
حرف السين من الأسرار المخزونة أن تسخر لي ملائكتك س س س س الكرام إنك على كل شيء قدير.
حرف الشين: وهو حرف ناطق
حار رطب يابس عند اليونان والهند وعند أهل المغرب بارد رطب، وهو آخر مرتبة الزوابع،
ويبوسته معتدلة الحرارة، وله خواص سريعة التأثير، ومن كتبه ١٣ مرة على صحيفة يوم الأحد،
والشمس في الحمل، وركبه على طابع من عنبر وحمله على رأسه، ألبسه الله جلبابا من الهيبة
والبهاء. من مدد نوره لا يراه أحد إلا أحبه ودخل تحت طاعته. ومن كسر مركبه
الحرفي يوم الجمعة في الساعة
السابعة على نحاس مموه بذهب، وحمله معه أحبه الإنس والجن. ومن مزج أسماء أشخاص بهذا
الحرف على صحيفة من نحاس وجعلها قريبة من النار هام ذلك الشخص، أو الأشخاص إلى ذلك
المكان. ومن كسر هجاءه في مثلث على حرير أحمر، وبخره بلبان ذكر، وكتب حوله قوله تعالى:
أَلاّ يَسْجُدُوا لله الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ الآية، وعلقها في
عنق ديك أبيض يوم الأحد، ويطلقه في المكان الذي فيه الدفين أو السحر، فإنه يقف عليه
ويصيح ويبحث برجله أو منقاره ٣ مرات، ويصيح ٣ صيحات وهذه صورته:
ولهذا الحرف أعمال وأسماء
يدعى بها وهي: اللهم إني أسألك يا شاكر يا شكور، يا شهيد يا شديد بما أودعته حرف الشين
من الأسرار المكنونة والأنوار المخزونة أن، تسخر لي ملائكتك الكرام خدام هذا الحرف
إنك على كل شيء قدير.
حرف الصاد: وهو حرف ناطق
يابس، طبعه التراب، برودته زائدة على يبوسته، فمن كتبه على رق ظبي ١٤ مرة يوم الجمعة
بمداد وحمله معه وخرج للصيد، تسارعت إليه الوحوش ويسهل عليه الصيد. ومن كتب شكله المربع
منزلا فيه أعداده الواقعة عليه في صحيفة من رصاص، وصور في الوجه الآخر صورة سمكة، وحولها
أربعة عشر صادا هندية، وعلق الصفيحة في خيط بز، ودلاها في شاطئ نهر، تسارعت إليه الأسماك
من كل جانب حتى يصير يمسك باليد حول الصفيحة. وله طلسم غريب عظيم النفع، من كتبه في
مربع خمسة وتسعين مرة، وهو عدد هجائه ورسم حول المربع دائرة، وكتب حولها من الخارج
١٤ صادا عربية، وحملها معه، أمن من اللصوص في السفر والحضر، وهو حجاب من الجن والإنس
وهذه صورته:
وله أسماء يدعى بها تقول:
اللهم إني أسألك يا صادق يا صبور، يا صاحب كل غريب، أسألك بما أودعته حرف الصاد من
الأسرار المخزونة، أن تسخر لي خدام هذا الحرف إنك على كل شيء قدير.
حرف الضاد: وهو حرف ناطق
يابس ض ض ض ض، واشتقاقه من اسمه ضار وشكله كالصاد ولكن يكتب زائد مرتبة في ١٥، ومن
كتب شكله على جلد ماعز مدبوغ، وسمره في دار من أراد، فإن البيت يهدم وتتفرق أهله. وإن
كان صاحبه من ذوي المناصب عزل. وإذا مزج بحرف من اسم من أردت هلاكه، ودفن في تنور الزجاج
بحيث تلحقه حرارة النار، فإنه يتبثر جلده بثرات يابسة. ومن كتب أعداده في مربع،٤ في
٤ في جلد نمر، وعلقه على صغير لم يفزع أبدا، ومن كتب ١٥ ض هندية بزنجفر، وصمغ أحمر
في آنية من زجاج، وتكون الكتابة صفة دائرة في مركزها اسم الذي أبق منه آبق، فلا يمكث
أكثر من ساعة حتى يرجع، ويدعو باسمه تعالى الضار كما تقدم.
حرف الطاء: وهو حرف صامت،
ذكر ناري، حار يابس شديد الحرارة واليبس، وهو حرف القتل وتدمير الظالمين وتغوير المياه،
ومن كتب شكله على نحاس أحمر يوم الثلاثاء في الساعة الأولى، وفي الوجه الآخر شكل المريخ،
ودلاه في بئر ذهب ماؤه وهذه صورته:
وإذا صورت صورة من تريد قتله
من الفاسقين، في داخل مخمس، وجعلت الطاء موضع الجلوس عند قلبه، ثم خذ خنجرا من حديد
خالص نصله، وانقش عليه ١٦ ط سطرا واحدا يوم الثلاثاء ساعة المريخ، واغرز ذلك الخنجر
في تجويف الطاء موضع القلب، فإنه يهلك، واشتقاقه من اسمه طاهر فأقسم به.
حرف الظاء: صامت هوائي رطب،
يقمع السموم واللدغات. من نقشه في لوح نحاس أصفر، ووضعه في إناء، وصب عليه ماء فشرب
منه ملسوع برئ، وهذه صورته:
وإن كان إنسان خامل الذكر
وأراد إظهار علمه وذكره يكتب هذا الحرف على حريرة بيضاء في الأولى من يوم الجمعة، وتكتب
اسمه تعالى ظاهر ٤ مرات معها، ويحمله على رأسه بعد تبخيره بعود هندي وعنبر، فإن الله
ينشر علمه وذكره وتأتيه الناس من سائر الآفاق. ومن نزل أعداده الواقعة عليه في رق ظبي،
بمسك وزعفران وماء ورد، وكتب حول المربع قوله تعالى: عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ
وبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً. وقوله تعالى: واُذْكُرُوا نِعْمَتَ
اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً الآية، وحمله على عضده الأيمن، ألف الله عليه
قلوب أعدائه، وله اسمه تعالى: ظاهر، ادع به كما تقدم.
حرف العين: وهو حرف ناطق
بارد، منبع العلوم والحكم، فإذا كتب ١٨ بالقلم العربي، في كاغد يوم الأربعاء أول ساعة
منه، وكتب حوله الأسماء المشتقة منه، ونظر إليه كل يوم ٤ مرات، حبب الله له العلوم
والحكم وألهمه النطق بها. ومن أكثر من ذكر الأسماء المشتقة منه وهي: العليم العزيز
العلام العلي العظيم العفو العدل، تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، ونطق بغرائب
العلوم والحكم، ومن نزل أعداده الواقعة عليه في مربع ٤ في ٤، وحوله ٧٠ عينا على حريرة
بيضاء بمسك وماء ورد وزعفران، وبخره بعود هندي، وتحمله المرأة يصير لها بهجة وجمال،
وتكون محبوبة لكل الرجال، وشكله العربي والهندي واحد وهذه صورته:
وله أسماء يدعى بها وهي الأسماء
المتقدمة ادع بها كما تقدم.
حرف الغين: وهو حرف ناطق
رطب، آخر مراتب الماء، ومن أسمائه: الغني والغفار المشتقة منه، وهو حرف السعادة وخواصه
المسرة والفرح، ومن كتب شكله العربي على لوح من قصدير ١٧، وحمله إنسان رزقه الله من
حيث لا يحتسب، وبورك له فيما يتعيش به، ولا نت له قلوب الخلائق. ومن سر هذا الحرف لا
يكتب إلا عربيا، وذكر بعضهم أن من أسمائه تعالى: الغيب، واستدل من قوله:
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
ويؤيد هذا القول أن من نزل أعداده في مربع ١٠ في ١٠ وكتب حوله ١٩ غينا عربية، متساوية
الأبعاد، مقسومة على المربع، وفي زواياه من خارج أسماؤه: غني غافر غفار غفور في كاغد
نقي بمداد، وبخره بعنبر وعود قماري، وحمله وذكر الأسماء ألف مرة، وهو مستقبل القبلة
مجموع الهمة، علمه الله من مكنون علمه، وأطلعه على عجائب مخلوقاته وأسرار أسمائه وكلماته.
ومن كسر العددي هكذا: غ ي ن في مثلث على خاتم فضة يوم الإثنين في زيادة القمر وتختم
به، قبض الله
عنه ألسنة الخلق ولا يتكلمون
فيه إلا بخير، ولا يتحركون إلا بما فيه نفع وخير وهذه صورته:
ولهذا الحرف أسماء يدعى بها
على أعماله تقول: اللهم إني أسألك يا غني يا غفار يا غفور بما أودعته حرف الغين من
الأسرار.
حرف الفاء: وهو حرف صامت
بارد يابس، ويسمى حرف تعطيل لما فيه من تعسير الأمور ووقفها، وإلقاء الفتن بين الفرقة
الباغية ويبوسته زائدة على حرارته، وله شكل عربي وهندي، ولا يكتبه أحد يوم الثلاثاء
على لوح من حديد والقمر في المحاق، ودفنه في مجمع الباغين فتنوا، وقتل بعضهم بعضا.
ومن وضع هذا الحرف داخل دار في ساعة نحسة خربت. ومن كتبه ٢٠ مرة على صحيفة من رصاص،
وصور تحته صفة تنين أو عقرب ودفن في وسط الدار، لا يدخلها حية ولا عقرب. ومن السر أن
تطلى هذه الصحيفة أو السيف أو أي آلة بدهن البيلسان، وتدفن في الأرض فلا تصدأ. وبه
كانت الحكماء تطلي الطلاسم. ومن مزج اسم من أراد بهذا الحرف، ووضعه في متاعه أو داره
تعطلت أسبابه. ومن كتب ٢٠ فاء على باب دار لم تسكن، ومن نزل أعداده الواقعة عليه في
مربع ٤ في ٤ في لوح من كتف شاة، وكتب حوله عشرين ف مع اسم من أراد تعويقه عن السفر
أو غيره يكون وهذه صفته:
ولهذا الحرف أسماء وطلاسم
يدعى بها تقول: اللهم إني أسألك يا فتاح يا فاطر يا فالق الحب أن تسخر لي ملائكتك الكرام
إنك على كل شيء قدير.
حرف القاف: وهو حرف ناطق،
حار رطب يابس، له خواص في مدد القوى، ولذا ابتدئ به أسماؤه تعالى: قادر قوي قائم قدير
قديم قهار من كتبه ٢١ مرة على لوح حديد وحمله على عضده قوي على حمل الأثقال والحرف،
وقد جعله الله رأس القوى كما جعل الضاد رأس الضعف، والعين للعلم والغين للغنا ومن نزل
أعداده الواقعة عليه في مربع ٤ في ٤ يوم الأحد أول ساعة على جلد أسد مدبوغ وحمله على
عضده، هابته الوحوش وملوك الإنس والجن، وإذا كتب في نصف دائرة كما ترى جلوس المرتاض
وجلس المرتاض في وسطه، فلا يقدر عليه أحد من الجن الطيار والغواصة وغيرهم، وهذه صورته:
ومن وضع الأسماء المشتقة
منه في مربع،٤ في ٤ في خاتم من الفضة وتختم به من يعاني حمل الأثقال أدرك سره لوقته.
حرف الكاف: وهو حرف حار رطب
ناطق سعيد ما كتب ٤ مرات في إناء، ووضع على الطحال إلا احترق وذهب ومن كتبه ٢١ مرة
في إناء من نحاس أحمر، والقمر سالم من النحوس يوم الجمعة ساعة الزهرة، والقمر متصل
بالمشتري وحمله معه، أسكن الله محبته في قلوب خلقه. وإذا علق على حانوت كثر زبونه،
ورزق صاحبه من حيث لا يحتسب وهذه صورته:
وله أسماء يدعو بها تقول:
اللهم إني أسألك يا كبير يا كافي يا كريم بما أودعته حرف الكاف من الأسرار المخزونة
والأنوار المكنونة، أن تسخر لي خدام هذا الحرف فيما آمرهم به إنك على كل شيء قدير.
حرف اللام: وهو حرف بارد
ناطق سعيد، ومن سر مدده اللطف الخفي واشتقاقه من اسم لطيف. وخواصه: من كتبه ٢٣ مرة
على صحيفة من قصدير يوم الخميس ١٤ الشهر، وإذا كان في رمضان كان أجود، وحمله على رأسه،
كفاه الله كل مكروه، ونجاه من كل شدة، وآمنه من كل خوف وفتنة وهذه صورته:
ويكتب حول الوفق اللهُ لَطِيفٌ
بِعِبادِهِ الآية، ويكون على فص خاتم من ذهب، ويكون النقاش صائما، فلا يتختم به أحد
إلا أتحفه الله بخفي لطفه، وآمنه من كل مكروه، ونجاه من كل شدة وآمنه من الغش ودعاؤه
لطيف.
حرف الميم: وهو حرف ناطق
حار يابس، فيه بعض رطوبة وله خواص في النفع والضر، وله شكل يكتب عربيا وهنديا يكتب
٢٤ مرة في مربع كل سطر هكذا:
وإذا كتب على لوح من خشب
الأترج، وعلق على من به قولنج فإنه يبرأ، ومن نزل أعداده الواقعة عليه في مربع في كاغد
نقي، يوم الاثنين ساعة القمر باسم من يريد محبته، فإنه لا يطيق الصبر عنه ساعة واحدة
وهذه صورته كما ترى:
وله أسماء يدعى بها تقول:
اللهم إني أسألك يا مالك يا مليك يا مؤمن، يا مهيمن يا متكبر الخ، الحروف التي أولها
الميم وهي ٤٠ اسما، أسألك بما أودعته حرف الميم من الأسرار المخزونة والأنوار المكنونة
أن تسخر لي ملائكتك الكرام إنك على كل شيء قدير.
حرف النون: وهو حرف ناطق
بارد يابس، فيه بعض رطوبة، وهو كالميم في عنصر الهواء والعين في عنصر الماء. وإذا كتب
على جبين المصاب احترق عارضه له. واعلم أن في حروف الهجاء ٣ من سر مدد الله، واسمه
الأعظم الذي يقرأ طردا وردا كقوله تعالى: ورَبَّكَ فَكَبِّرْ وقوله تعالى كُلٌّ فِي
فَلَكٍ فإذا كتب حروفا مقطعة قرئ طردا وردا، وكذلك الميم والنون والواو، فإنهم يقرؤون
كذلك لكثرة أسرارهم. وله أسماء يدعى بها تقول: اللهم إني أسألك يا نور يا نافع بما
أودعته حرف النون إلخ.
حرف الهاء: وهو حرف هوائي
ترابي فيه بعض يبوسة. ومن خواصه إذا كتب مع قوله تعالى هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ
إِلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ الخ، وعلق على من يخاف بالليل فلا يخاف.
ومن رسمها في مربع ٤ في ٤ وحملها طفل صغير أمن من الأعراض والأمراض ولا يناله مكروه.
ومن كتبه في كاغد نقي ٧١ مرة، وحمله فإن الله يهديه لما يريد، ولم يكن من اشتقاقه غير
اسمه تعالى: هادي هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ فليدع بها كما تقدم.
حرف الواو: وهو يابس وفيه
بعض رطوبة، وأعماله مثل أعمال الراء فقس عليها وأما الأسماء
الفصل الثاني والثلاثون:
في كشف العروش المعنويات
التي يدعى بها فتقول: اللهم
إني أسألك يا وهاب يا واحد يا ولي يا وارث يا ودود يا واجد أن تسخر لي ملائكتك يمتثلون
أمري مما لك فيه رضا إنك على كل شيء قدير.
حرف لا: وهو حرف هوائي فيه
بعض يبوسة، فمن كتبه ٧١ مرة على لوح من نحاس أو ورق، وعلقه على أي دابة تأمن من العين
وسائر الآفات. ومن كتبها على شيء يخاف عليه وقال بعدها ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ
الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ حفظ ذلك الشيء ومن أسرار هذا الحرف لا يكتب إلا عربيا لأنه مضاف
له الألف فيدعو على أعماله بدعاء الألف.
حرف الياء: وأعماله كالتاء
فقس عليه، لأنه ليس له دعاء إلا أنه حرف نداء كما تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم. تمّ
وكمل، والحمد لله رب العالمين.
الفصل الثاني والثلاثون في
كشف العروش المعنويات
اعلم وفقني الله وإياك أن
الباري جل جلاله وصف نفسه بالاستواء على العرش لتعلم أن العرش هو انتهاء الحدود المعلومة
والفكر المرسومة والأسرار المكنونة، إليه انتهاء الغايات وعنده تتناهى الحدود.
واعلم أن السموات السبع والأرضين
على المثال الذي اقتضاه شهود الترتيب، وحكم به وجود التركيب، وذلك أن العالم العرشي.
هو أول حقيقة مراتب الإختراع، والكرسي أول حقيقة عالم الإبداع، وكذلك حكم الأصلي، وهذا
حكم الفرعي، والعرش نقطة الاختراع، والكرسي مستدير الإبداع. وكما أن النقطة هي أول
الخطوط، كذلك نسبة المخترعات من المسموعات. ولما كان العرش هو أول مبدأ الاختراعات
الإلهيات العلويات والسفليات، وإليه غاية النهايات، جعل العرش محيطا بعيدا وليس بعد
نوره يفرق بل الاختراع باطن الإبداع، والإبداع ذات الاختراع فإنها داخلة تحت فلك الرحمة
أعني الحجاب الإلهي عن الكرسي القابل للتصورات، أعني سر القدر الثاني فإن له في كل
سماء عرشا مثل ما له في المستترات، فلا يظهر وجودها إلاّ عروش وكراسي وإبداع واختراع،
فمهما وجد في عالم الإبداع، وجد في طي سجله عالم الاختراع حكمة دبرها ومشيئة قدرها،
فله في كل سماء عرش. وكما أن لكل إبداع اختراعا متقاربا، كذلك لكل عرش كرسي، ففي السبعة
الطباق العلويات، سبع عروش وسبع كراسي.
فالعرش الأول عرش الإطلاق:
قال تعالى: ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وما يَخْرُجُ
مِنْها من نتائج التكونات على الحركة الواحدة والبرزة الإلهية، وما ينزل من السماء
من رحمة الأمر المظهر، فيبرز التصريف بما بطن، فيظهر ما يعرج فيها أي من مستديرها أعني
دورا في الأفلاك أطوارا وانتهاء. وأما السر الخفي فإنه يعلم ما في الأجساد من لطائف
دقائق أسرار الأرواح، وما يخرج منها من حقائق الحكم، وما ينزل من سماء العقل وتعاقب
حركات الأفلاك.
والعرش الثاني عرش الرحمانية،
قال تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اِسْتَوى فهذه حقيقة الوجود الذي قامت به السموات
والأرض واستعلت بغير عمد، فالعلويات مستويات ممسوكة بالارتفاع وسر
الانخفاض الإبداع، وإلى هذا
العرش انتهاء مقاليد السموات والأرض، وحقيقة الطول والعرض وظهور البسط والقبض وغاية
الرفع والخفض سلوكه معنوية وعروجه روحانية وشهوده فكرية، وارتفاعه علويا وقبضه عرشيا،
لا يدركه ذو جسم ولا صاحب رسم ولا مرسوم بكتم حقيق سر الأعداد من غير تعداد. فهذه حقيقة
هذا العرش، وإليه انتهاء الروح الأمين، وعنده وقفت حقيقة جبريل عليه السّلام وهو مبادئ
الملأ الأعلى، وفيه يسمع صرير الأقلام وهي تكتب ما لا يقبل التبديل ولا يتصور في صفحات
التشكيل. فطوبى لمن فهم سر هذه الإشارات العرشية واللطيفة القدسية.
والعرش الثالث عرش المجيد،
قال تعالى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ وهو انتهاء الرفعة بل تعزز الأرواح؛ فأما العرش
الأول فلا حجاب ولا ستر، وبه أعز الله الأنبياء والأصفياء الأمثل فالأمثل، وعنده وقفت
حقيقة العقول في العالم العلوي مثوى الأرواح، والعرش المجيد به ذهبت الأرواح، وتاهت
في هياكل أشباحها، وتصرفت في مصنوعات أثرها وتشكلت في قوالب الأرواح بشهود اختلاف الصور
في قوالب التركيب، وإلى هذا العرش انتهاء عوالم الأرواح، واستمداد فيض الأنوار في قوالب
الحروف في مستدير البرازخ لظهور الختم على الدائرة بشهود الحسن، وبروز الحكم وظهور
العلم، فهذه حقيقة الحجب ظاهرها ظاهر القدرة، وباطنها باطن الأمر، فمن وصل إلى الطرفين،
جمع بين الأمرين العلويين، ومن لم يصل إلى حضرة بفك قيده عن الإطلاق، وذهاب طلسم بشريته
بنار الأشواق، فهو من النقول في درك، ومن الخذلان في وجود الشرك مخذول بعواصف الجمال
في حضيض المعترك قال تعالى: ولَوْ سَمِعُوا مَا اِسْتَجابُوا لَكُمْ الآية، فمن عرف
بغيته لم يلبس رداء التلبيس، ولم يمتزج بإبلاس إبليس وهذا بعد الغسل النقي، والإمساك
الخفي ليرم إياه حقا طرقا للترقية، وكرسي الصورة البشرية مع الوقوف على قوله تعالى:
يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ
فنعوذ بالله من الخذلان وقلب الأعيان.
والعرش الرابع العرش الكريم،
وإليه انتهاء الأعداد ونسبة استرواح الأعمال في الحركة العظمى، وهو سر التأييد لقبول
مجاري التصريف، وتعلم به حقيقة الحق التي بها قام كل شيء الذي هو في حق الأنبياء عصمة،
وفي حق الأولياء حفظ، وفي حق التائبين رحمة، وفي حق الجاحدين نقمة، فمن علق في ميزان
العرش ميزان عمله رجحت لطائف أنواره ومد بدقائق آثاره. واعلم أن المقابل للصور بمقابلة
العرش، وكل علوي عرش لكل سفلي، فيظهر بالعلويات سر السفليات فسر العالمين، فالعرش يتضمن
تجلي بصيرته، ولا يصير له دفتر تصور أعماله ولا صور ولا تجليات حتى يقطع نسبة الصور
علويّها وسفليّها حالا وعلما وشهودا وورودا.
والعرش الخامس عرش العظمة،
قال تعالى: اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وهو شهود الأمر بحقائق
نور الأبصار، كما كانت قبل وجودها وبعدما استدارت في فلك حدودها، فتشاهد الصنع العجيب،
وتدخل فيمن ناداهم الحق من مكان قريب وهو العرش العظيم، وإليه انتهت الأعمال القلبية
والسبحات الفكرية إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ بالأذكار وخفيّ الأنوار في
الأسرار، من غير
حرف مرسوم ولا علم موسوم
ولا حد معلوم، بل ذلك يتلاشى في الحضرة العظيمة ويضمحل في حساب اللاهوت منور النور
وكاشف الصور، يشاهد أهل التعظيم حقائق النور، وهذا العرش سر رباني وبرق روحاني، يكسي
ظاهره حلة الربوبية، وباطنه أنوار الرحموتية فهو سينين وسر سيرين وكون كونين وتنزيل
أمرين وتقليب أصبعين، باطنه عدم منه الكيف، وظاهره يقطع عنه الأين، شموس الطلاب إليها
انتهاء أولها، وعلوم الدقائق عند ورود الموجودات منه أسماؤها وشهود الأحوال اللاهوتية،
وعنه صدور البوارق الكثيفة ومنه انبعاثات الشعاعات البرزخية، حاوي القطبين وشاهد الطرفين
ومحيط بالدائرتين، فأنواره على الأرواح مشرقة بالنور عند صدور المكيال والميزان أعني
حقيقة ميكائيل المكيلة الأولية، وفيه الثمانية المختصة بالجنان الثمانية، ودائرة النعيم
وجنة الخلد وجنة البقاء وجنة الكرامة وجنة التجلي وجنة النظر وجنة السماع وجنة الخيام،
ومن عصم من الزيغ فاتبع الأمهات الراسخات ولم يقع في المشابهات الفانيات المتعلقات
بأقصى الدرجات السفليات، ومنع بأشراقه النفسية والآنية العطرية، وقصر الرمز عن رق كنزها
صرفا غير ممتزجة بالأكوان، فقد تعلق بالعرش العظيم، وسار على الصراط المستقيم وحينئذ
يأتي الله بقلب سليم من العالمين، وانتظم في سلوك الطالبين، وانتقل من فعل الطالبين
إلى حقيقة المطلوبين قال تعالى: أَومَنْ كانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْناهُ وجَعَلْنا لَهُ
نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ وقال تعالى: ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ
واللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
والعرش السادس عرش التدبير،
وهو عبارة عن تحقيق العرش الرباني، وهو ذو المعارف اللطيفة والتلويحات الشريفة، طور
الأطوار ومقام الأبرار، وفيه إجابة الدعوات وتجليات الخلوات وتشكيل النورانيات، هو
حقيقة إخلاص الأنفاس، فيه سر ستره العلي وحكمه اللدني، منه أسرار التدبير وفيه يتصل
التقدير، روح النفوس المعنوية والأرواح المتصافية المائية من الصحف المنزلة، الأول
حقائق التجليات العلويات صحف ٦ معلومة ٣ من نسبة العقول و ٣ من نسبة الأرواح، وأما
الثلاثة الروحانية التي نزلت على الأرواح، فهي العلميات والعمليات والرسوم العليات
المنقوشة المكنونة التي أشرقت منها شموس الأرواح في ميادين الأشباح، وبها ظهرت حركة
الروحانية اللاهوتية على الأرواح. وأما الصحف الثلاثة فصحيفة فيها قوة الفيض وحمل القبول،
فيه يقع تصرف المعاني المعلومات المكنونات بالتلويحات الخارجة من كشف العبارات، ويعبر
من هذه الحقيقة على حقائق النزول الأدنى الأول محيط النتائج ومظهر العجائب، وترقي الذاكرين
على كتائف الركون إلى عالم المركبات، والثاني فيه تصريف قوة الحروف الروحانيات، وتشكيل
التجليات، وتقييد العلميات وصحف العمليات، وزيادة قوة قلبه تصدر عنها القوة الفكرية
تأثيرا حسنا في ذوات الأجرام، وهو المعبر عنه بلسان التصوف الهمة المؤثرة فافهم ذلك.
والثالث هو تيار الاستنباطات العلوية في الترتيبات السفلية، وموافقة المثل بالمثل،
وبه حكمة أو تقدير أو موضع، وهو استواء الكمال في التشرف حتى يكون له حركة الباطن،
وهي حركة الظاهر، وهذا هو الاعتدال، وهو أول طور من أطوار المقربين بحضرة رب العالمين،
أنوار البرزخين وأقطاب الدائرتين ومصابيح الظلمتين، فهذه حقيقة ما تقيدت به أنوار القلوب
والأرواح من الأسباب الباطنة
المطلقة قال تعالى إخبارا
عما رسمناه وأبنّاه عن حقيقة ما أظهرناه إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ
إِبْراهِيمَ ومُوسى فمن انعكس عن تفرقة الظاهر إلى جمع الباطن ورقيّ بالصور الحسية
كمالا، وبالكثائف أعمالا وبالملكوتية أحوالا، كما أنبأنا الحق سبحانه وتعالى بقوله
وإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفّى بحقيقتها، فهو في الحقيقة نارها بل نورها قمر في البرزخية
اللطيفة، رب النور المتصل بالحركة العلوية نعماته للفناء العلويات بتحريكه آلة البقاء
باختلاف الأنواع وهي من أعظم الآيات الشاهدات والمعجزات الباهرات قال تعالى واِخْتِلافُ
أَلْسِنَتِكُمْ وأَلْوانِكُمْ فمن حقيقة هذا العالم العرش الملكوتي، نطق له سر الجمادات
والنباتات والحيوان من أصل وضعه على الحقيقة المعبر عنها والتوحيد المودع فيه، فهذه
غايات الكمال في الظهور القلبي، وأما نسبة الصحف الروحانية الذاتية، فحقيقة كشفها أن
يكون ناسوته متصلا بسرائر وحكم باهرات، وقد نطقت العبارة ودق انموذج الإشارة، فإن زيد
عليها لطيفة لمع وبرق خفي منه إلى الحق المحض الذي لا يعقل معناه ولا يدرك منتهاه،
فهذه عدة العروش.
والعرش السابع عرش النزول،
نبّه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا آخر كل
ليلة» الحديث بطوله، وهو بيت العزة التي دورها على البيت المعمور، ولذلك نسبة العروش،
فهذه العروش حقيقة الستر، وإليه انتهاء عالم الستر والحقيقة المستورة، ولذلك كان في
نسبة الستر من الليل والنهار عبارة عن الستر. فمن فهم أسرار الأستار فهم سر الإجابة
في الدعاء، والأستار السبعة: ستر الملك وستر التركيب وستر الدوائر وهو الحركة المعنوية،
وستر الغيب الأول وهو الشوق، وستر الجبروت الأوسط وهو البرزخ، وستر النفس وهو الخط
الخيالي والتصرف، وستر القلب وهو ستر المزجة الأولى والمزجة الثانية، وستر العقل وهو
اتصال الشفعية في الوترية والحروف في الأعداد. فهذه الأستار كلها حجب بين الصانع والصنعة،
وبين الحق والحقيقة وبين اللطائف والكثائف، وبين العلوم والمعارف فمن رفع هذه الأستار
شاهد حقيقة تلك الدار واللطائف الروحانية فيدعو بما أراد، ويشهد حقيقة الإزدياد، وإلى
هذا العرش المخصوص انتهاء الأنفاس البشرية، والقوى الملكية والتجليات النبوية والدعوات
الرسالية، منها شهود المعجزات، وظهور الكرامات الخارقة للعادات، ومنه يتغلغل في بحار
النهايات من سواحل البدايات، فاسبح إن كنت سابحا واسرح إن كنت سارحا، فهذه درر الإشارات
بدت في أصداف العبارات، وحقائق العلويات نزلت في ربوع السفليات، فاشترها بثمن يسير،
وابذل حقيقة ادخارك مهرا لعروسها قبل شرب كؤوس الحسرة من دنان ربنا، فارجعنا نعمل صالحا
غير الذي كنا نعمل. أعاذنا الله وإياكم من خذلان الطرد، إنه مجيب دعوة المضطر إذا دعاه.
وأما حقيقة هذه العروش المتقدمة،
فهي ظرف الإستقرار العددي، قال تعالى إخبارا عن ذلك لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وسَوْفَ
تَعْلَمُونَ فمن كشف عن نظره وعمي عن البصيرة، خوطب بالعقل المخلص للاستعمال فمضى من
النقلة البرزخية، فمن كان ذا لب حاضر وعقل في المقدمات عكس المستقبل بالمحال، وشاهد
فيه مهابة الآمال وحقائق الأفعال، فهذه هي العروش العلوية والله الموفق.
فصل في تقسيم الحروف
على الملوك العلويات والسفليات والبرزخ المشيد
فصل في معرفة هذا الجدول
الذي اشتمل على قواعد كلية
فصل في تقسيم الحروف على
الملوك العلويات والسفليات والبرزخ المشيد
في السماء اثنا عشر برجا
انقسمت على الطبائع الأربع فمنها الحارة واليابسة والنارية ثلاثة، وهكذا الترابية والهوائية
والمائية، وهذه البروج يتفرع منها كل فن في قسمة الحروف على البروج والأعضاء، فالحارة
اليابسة ثلاثة: الحمل والأسد والقوس، والترابية ثلاثة: الثور والسنبلة والجدي، والهوائية
ثلاثة: الميزان والدلو والحوت، والمائية ثلاثة: السرطان والعقرب والحوت مثال ما أردنا
بيانه من قيام البروج بسر الحروف، وقيام التركيب بسر الحروف، وما ذكرناه من العلويات
والسفليات فتدبر. فإنه نافع مهم لكل ما تريد، والله الموفق للصواب وهذه صورة الدائرة
كما ترى:
فصل في معرفة هذا الجدول
الذي اشتمل على قواعد كلية
وفيه من بواطن الحروف وموازينها،
ومعرفة الطبائع والبروج، والأملاك العلوية والسفلية، وقسمتها على الأيام والليالي،
والأعداد في الطول والعرض وهذه صورته كما ترى:
الأملاك: نارية حار يابس.
الكواكب ٢٥٤٩، وأما العمل به فهو أن تحسب عدد أي اسم كان عدده أكثر فهو الغالب، مثاله:
وجدنا اسم يعقوب الغالب عليه الهواء لأننا وجدنا القاف عدده ١٠٠، وما كان أعلى فهو
النار، ثم التراب ثم الهواء، ثم الماء، فهذه الطبائع التي حلت فيها جميع الموجودات
كلها واعلم أنه لا يتقوم الهيولى إلا من هذه العناصر وهي المبادئ. واعلم أن حروف النار
والهواء والتراب والماء هو الموجود في الجدول، ثم مجموع العناصر يشتمل على ما في الموجودات
من خير وشر وحق وباطل وهدى وضلال، وكل ما يخطر في الأوهام وهذا باب يطول شرحه، فإذا
أردت التصريف في العالم بما تريد من خير أو شر فافعل مثاله: إذا اضطررت إلى دفع عدو
أو جلب غائب أو رزق من صديق أو غيره، فاعرف اسم ذلك الشخص الذي تقصده، وابسط حروف اسمه
كما علمت، ثم انظر إلى أي شيء كان الغالب عليه من العناصر الأربع، فتضيف إليه ذلك العنصر،
مثاله إذا كان حروف اسمه تلائم حروف النار فتضيف إليها ذلك العنصر الناري ثم بعد حروف
الاسم إذا كانت مزدوجة، فيكون العمل فيها بالبسط ٤ مرات، وإن كانت منفردة كان البسط
٥، ثم انظم الأسماء المزدوجة رباعية، والمفردة خماسية، فإنه يخرج لك من ذلك الأسماء
اعزلها في ناحية، فإذا فضل بعد نظم الأشياء شيء من الحروف، فابسطه كما بسطت في الأول،
ثم اعتبر هل هو زوج أم فرد، فاعمل مثل الأول من الأسماء، فإنه يخرج لك من ذلك أسماء
القسم الذي تقسم به على الأعوان الثلاثة، وصرفهم فيما
تريد، مثال ذلك عدد حروف
الأسماء، وعدد حروف النار، جار على عدد الطبيعة وحروف النار كما قدمنا، فيكون العدد
ا هط م ف ش ذ، وبسطه عددا ا ح د خ م س هت س ع ها ر ب ع ون ث م ا ن ون وث ل ث م ا
ي ه وس ب ع م ا ي ه، وأعداد الطبع الظاهر مفهوم لمن طلبه، ومثال حرف الهوى: ب وي ن
ص ث ض بسطها عددا ا ث ن ي ن س ب ع ه ع ش ر ه، جملتها ٣٧، وأعداده ظاهرة، وحروف الماء
ج ز ك س ف ث ظ وبسطها عددا وجملتها ٣٦ حرفا، وأعدادها معلومة، والترابية د ح ل ع د
خ خ، وبسطها عددا وأعدادها معلومة لمن طلبها. وأما معرفة حروف الأيام السبعة، فسبعة
إذا قسمت على سبعة، تقسم على الكواكب، فإذا أردت عملا من الأعمال في أي وقت، فخذ حروفه
وأعداد الكواكب أعني عدد حروفه وابسط الجميع كما تقدم، وخذ عدد حروف الساعات التي بدأت
فيها بالعمل، وابسط الجميع كما تقدم وضف إلى ما معك من حروف الأسماء، ثم استعمل الجميع.
وأما عدد حروف الأيام فحروف
يوم الأحد: بسطه عددا هكذا ا ح د ث ل ا ث ون ا ح د ث م ا ن ي ه ا ر ب ع ه، جملتها ٢٣،
وبسطها وأعدادها ٥٥١ وهي معلومة. حروف يوم الإثنين بسطها ا ح د ث ل ا ث ون ا ح د خ
م س م ا ي ه خ م س ون ع ش ر ه خ م س ون، جملتها ٣٣ حرفا.
وبسطها يوم الثلاثاء ٣٥ حرفا.
يوم الأربعاء بسطها ٢١ حرفا وأعدادها معلومة يوم الخميس بسطها ٣٦ وأعدادها معلومة يوم
الجمعة، كذلك. يوم السبت بسطها ٣٦ حرفا. فهذه حروف الأيام السبعة للكواكب السبعة أولها:
زحل وهو في الفلك السابع وبسطه س ب ع هث م ا ن ي ه ث ل ا ث ون، وجملتها ١٦ حرفا. المشتري
بسطه وعدده ٤١ حرفا. المريخ بسطه وعدده ٣١ حرفا، الشمس بسطه ٦٧ حرفا، الزهرة ٦٧ حرفا
وأعدادها معلومة عطارد بسطه ٢٣، القمر بسطه ٢٥ وأعداده معلومة.
حروف الساعات: الأولى بسطها
عددا تبلغ ٥ حروف، الثانية ٢٣، الثالثة ٢٧، الرابعة ٣٢، الخامسة ٣٣، السادسة ٢٩، السابعة
٣٢، الثامنة ٢٤، التاسعة ٢٤، العاشرة ٥١، الحادية عشر ٢٥، الثانية عشر بسطها ٢٧ حرفا
وأعدادها معلومة.
حروف النهار: تبسط عددا ٢٧
حروف الليل:٢٥ وأعدادها معلومة. وأما ساعات الليل فمثل ساعات النهار، فإذا أردت عملا
بالليل، وقد نفيت حروف الليل وأعداد حروفه ٣٨٦١، وهذا يدخل في جميع أعمال الليل مثل
ما يدخل بالنهار، وسأبين لك كيفية التصريف بالحروف في جميع مخلوقات الله والحيوان الناطق
والصامت، من خير أو شر، أو جلب أو طرد، أو مرض أو صحة. وإذا أردت ذلك) اعرف اسم المعمول
له، وانظر عدد حروفه وابسطهم، واعرف الموازين الأربعة وتصرف في الجلب والطرد، والصحة
والمرض. مثال ذلك: إذا كان اسم المطلوب محمد ابسط حروفه ٢٣، وأعداد الحروف تبسطهم عددا
ا ر ب ع ون ث م ا ن ي ه ا ر ب ع ون ا ر ب ع ه، وأعداده ٥٠٠، ثم اعرف أن هذه موازين
أربعة: ميزان الجلب، وهو أن تحسب عدد حروفه وأعداده كما يعلم وجد أن ميزان الطرد والحلب
ميزان الصحة والسقم، وفي وقت العمل تضيف إليها عدد بسطها كما تقدم، أول الكتاب من الساعات
والعناصر وغير ذلك، فإذا تم ذلك فقد عرفت السر المكنون.
واعلم أنه كلما كان دينك
أظهر، كانت طاعة المخلوقات لك أحسن، وقامت لك المحبة في قلوب المخلوقات حتى الحجرة
والحجيرة. وأما اختلاف الأمطار ومنعها، واختلاف الرياح ومنعها، فإن لها موازين تختص
بها إذا عرفتها فقد ملكك الباري الدنيا بأسرها، ثم الآخرة إن كنت من أرباب العقول،
واحرص إذا علمك الله من أن توقفه على مخلوق، فهو مطبوع فيه بخلاف الذهب والفضة واليواقيت
والجواهر، وهذا ميزان الطرد، فإذا عرفته وعرفت نزوله في أي وقت كان. وحروفه: ا ر ب
ع ون ت س ع ه م ا ت ي ن، عددها ١٦ حرفا، وأعدادها ١٢٧٩ ويضاف لها ميزان الجلب المتقدم،
وأما الرياح الأربعة، فهذا ميزانها م ا ت ي ن ع ش ر ه ا ح د ث م ا ن ي ه، عددها ١٩،
ويضاف له ميزان الجلب. وأما احضار الوحوش فتضيف إليها ميزان الطرد وميزان الهوام، تصور
الميزان وتأخذ عدد حروفه، تصنع بها ما تقدم. وأما ميزان دواب البحر فهو: ا ر ب ع ه
س ت ه ا ح د ث ل ا ث ون ث م ا ن ي ه م ا ت ي ن، عدده ٤٢، وأول أعداد الحروف مفهومة.
وميزان الطيور تضيف إليه ما شئت من خير وشر، وتخرج من الأعداد التي ذكرناها، مخارجها،
مثاله: مخرج العشر من عشرة، والتسع من تسعة، وهكذا. وإذا أردت أن تعلم مخرج العنصر
الناري الذي هو من ١١٢٥، إذا أردت العمل به لأي أمر، تأخذ مخارجها، وأضف إلى ميزان
أي عمل كان وهكذا جميع الأعداد في جميع الأعمال. وأما العناصر الأربعة، فإن كل عنصر
منها لأربع درج، وكل درجة منها لها ميزان.
فأما عنصر الماء فهو من خميس
درج وهذه موازينها: الأول هواء النار الدرجة الأولى نار مستوقد أبسط حروفها ٢٨ حرفا،
وأعداد الحروف ٣٩٦٩. الدرجة الثانية نار تأكل وتشرب، وحروفها ٦٦، وأعدادها ٥٣٥. وأما
موازين الهواء فهو أنواع: هواء يهب مما ينفع الناس في البر والبحر، وبسطه معلوم، وحروفه
١٣٨. الدرجة الثالثة هواء العشق والمحبة، وبسطه معلوم، وحروفه ٦٦. الدرجة الرابعة هو
جمع الطيور، وبسط العدد معلوم، وحروفه ٤٣٦. الدرجة الخامسة هواء بارد مفسد ٥٠٠ وأعدادها
معلومة لمن يستخرج الأعداد، وإنما قلت لمن يضع الأعداد ليحوز الطالب استخراج عددها
وفك رموزها. موازين الماء وهي خمس درج: الدرجة الأولى الماء العذب الفرات يبسط عددا،
وعدد الحروف ٩٤٤٠٩، الدرجة الثانية الماء المر المنتن يبسط عددا وحروفه ٧٣، الدرجة
الثالثة الماء الزعاق، يبسط عددا، وحروفه ٤١٩٧٢ الدرجة الرابعة الماء الودق الذي لا
طعم له، يبسط عددا وحروفه ٩٤، الدرجة الخامسة الماء الثقيل على الإنسان، وبسطه ٩٣،
وأعداده مفهومة.
وأما موازين التراب فهي هذه:
الدرجة الأولى تراب الحب والزرع، وبسطه عددا ٢٩٤، وأعدادها ٣١٢٤، الدرجة الثانية تراب
المعادن وبسطه ٥٥ أعدادها ٣١٤، الدرجة الثالثة: التراب المستعمل وبسطه ١١٨، الدرجة
الرابعة تراب السباخ الذي لا يطلع فيه نبات، وبسطه ١٩١٤١، فهذه موازين مهمة، فإذا أردت
أن تتصرف في جميع الموجودات كلها، من خير أو شر أو جلب أو طرد، أو تسليط حيوان، أو
ريح أو ماء مطر أو غير ذلك، فابسط حروف ذلك النوع، وانظر ما يغلب عليه من الطبائع،
فأضف إليه طبيعة ذلك العنصر، ثم انظر إذا كان الوقت الذي بدأت فيه ليلا أو نهارا، أضف
فصل في معرفة السر الخفي
والعلم المضيء في ذكر الأمهات الجامعة للحروف الثمانية ومراتبها وأيامها وأملاكها وما
لها من الأسماء الحسنى وهي تسع مراتب
إليه ميزان ذلك، ثم ميزان
الساعة من أي ميزان من هؤلاء ومن الكواكب، فإذا اجتمعت معك هذه الموازين مع بسط الاسم
الذي أردته، فإن كان عدده مزدوجا، فانظم الأسماء رباعية وإن كان مفردا أنظمها خماسية
كما عرفت أولا. مثال ذلك: إذا أردت عملا لإنسان لأمر من الأمور، وكان اسمه يعقوب، فابسطه
هكذا ع ش ر هس ب ع ون م ا ي ه س ت ه ا ث ن ي ن، جملتها ٢١ حرفا، وأعدادها ١٨٦٦، ثم
أضف إليها الموازين التي ذكرت، ثم انظر الغالب عليها من الطبائع، فإن كان النار فمن
النار، وإن كان الماء فمن الماء وإن كان الهواء فمن الهواء وإن كان التراب فمن التراب.
مثال ذلك: النار فيكون العمل بلوح أو شقف أو فتيلة أو بيضة أو قارورة، وأعمال الهواء
تعلق في الهواء أو تحمل، وأعمال الماء تسقى بالماء وتدفن أو ترمى فيها، وأعمال التراب
شيء يدفن فيه أو في قبر أو تحت عتبة الباب أو في مفرق الطريق. والبخور للخير كل شيء
عرفه طيب، وللشر الخبيث، وإذا أردت أن تعلم صحة الأسماء من سقمها، فزنها بميزان صاحب
اليوم الذي له الأسماء، مثاله يوم الأحد للشمس وله من الأرض الذهب، وإذا بسطت حروفه
وحروف الأعداد وأسقطتها ٧٧ على عدد الأيام، يأتي فاضلها ١، فكانت الشمس ليوم الأحد،
وإذا أخذت اسم الذهب، وبسطته حروفا كانت ٧٧٨، فإذا أسقطتها مثل الأول ٧٧ يبقى واحد
وإذا أخذت الاسم الذي خلق الله ذلك الملك منه كانت حروفه ١٩، فإذا أسقطتها مثل الأول
٧٧ يبقى واحد، وإذا أخذت الاسم الذي خلق الله ذلك الملك منه، كان على عدد الكواكب والجواهر،
وكذلك جميع أقسامه وعزائمه بما يوافق، وتوزن على هذه الصفة، فما وافق فهو صحيح، وما
خالف فارجع إلى الميزان، وردّ كل حرف إلى موضعه فما كان زائدا فاحذفه، وكذلك النقط
على هذه الصفة بقية سائر الحروف.
فصل في معرفة السر الخفي
والعلم المضيء في ذكر الأمهات الجامعة للحروف الثمانية ومراتبها وأيامها وأملاكها وما
لها من الأسماء الحسنى وهي تسع مراتب
وهو أن هذه الأمهات اللازمة
للحروف ٩ مراتب، لكل مرتبة يوم وكوكب يتحرك به واسمان شريفان من أسماء الله الحسنى،
ويوم ينسب إليه، وشكل يرصده وهي هذه كما ترى:
ايقغ بكر جلش
دمت هثن وسخ زعذ حفض طصظ
١١١١ ٢٢٢ ٣٣٣ ٤٤٤
٥٥٥ ٦٦٦ ٧٧٧ ٨٨٨ ٩٩٩
ومجموع المراتب تعلمه بعد
تخليصه وتجريبه ومحضه لعلم الحروف، فإذا أردت عملا خذ مرتبة من هذه المراتب، وأخرج
أعدادها مجملا ومفصلا ومبسوطا، وأضف لها عدد الحروف جميعا وعدد الاسمين، فإذا كمل العدد
بجملته، فضع وفقا يوافق ذلك اليوم الذي قصدت فيه العمل، واكتبه في رق ظبي بمسك وزعفران
وماء ورد، ويكون عملك في زيادة القمر من أول الشهر إلى نصفه، ثم اكتب الحروف مفردة
جميعها دائرة حول الوفق وله رياضة ٧ أيام، تستخدم بها الروحانية العلوية والسفلية فاجمعه
وقرب العمل واستدل بالحاضر على الغائب ترشد، ايقغ ١١١١ يومها الأحد، ومن الكواكب
المرتبة الأولى
المرتبة الثانية
الشمس، ومن الأوفاق المسدس،
ومن الأسماء الحسنى حي قيوم عدد الظاهر والمفصل والمبسوط. بكر ٢٢٢ يومه الاثنين وكوكبه
القمر ووفقه الثلاثي ومن أسماء الله رحمن رحيم. جلش ٣٣٣ يومه الثلاثاء كوكبه المريخ
وفقه سباعي ومن أسماء الله ملك قدوس. دمت ٤٤٤ يومه الأربعاء كوكبه عطارد وفقه الرباعي
أسماؤه كبير متعال. هثن ٥٥٥ يومه الخميس وفقه مثمن وأسماؤه شديد ذو القوة. وسخ ٦٦٦
يومه الجمعة كوكبه الزهرة وفقه خماسي أسماؤه فتاح رزاق. زعذ ٧٧٧ يومه السبت كوكبه زحل
وفقه المسبع أسماؤه قوي قادر. حفض ٨٨٨ يومه الأحد كوكبه الجوزاء وفقه سداسي أسماؤه
قوي قهار بشرط أن تكون طاهر الثوب والبدن، معتكفا ونظام الرياضة، ورياضة كل مرتبة ٧
أيام ابتداؤها من اليوم المنسوب إليها، ويكون صائما قائما، ونجم الوفق كل ليلة، وتبخره
ببخور كوكبه بكرة وعشية، واتل الاسمين عدد الوفق وأنت تبخر في النهار ٤ مرات بعد صلاة
الصبح، ووقت الزوال بعد العصر وفي جوف الليل، وكرر العمل ٧ أيام. واعلم أن الأسماء
والكواكب والساعات والمعادن والبخور والصبر على الرياضة والصوم والصلاة شرط ينتظم من
الفعل، كما أن أصله صبغة الكتمان، ومن نقص من شروطهم بطل عمله وكذا سر الحروف والأوفاق
إذا نقص شيء من شروطها فسدت، ولا بد أن أوضح لك هذا حتى لا تحتاج إلى تبيين، وأبين
لك المراتب والأسماء وحركاتها ومجهولاتها ومبسوطاتها ومفصلاتها بالاختصار فأقول:
المرتبة الأولى ايقغ هكذا
ألف ٨٣١ ياء ١١ قاف ١٨١، غين ١٠٦٠ مبسوطا عددا ا ح د ث ل ا ث ون ا ل ف ع ش ر ه خ م
س ون، جملتها ١١١١، تضم إلى عدد الحروف الثمانية يصير الجميع ١٢٩٧٨، تخرج الأسماء حي
قيوم مجملا ١٧٤، ومفصلا حايا قاف يا واو ميم مبسوطا، م ا ي ت ي ن ا ح د ع ش ر ه ا ر
ب ع ون عدد الحروف ١٦ حرفا، فصار عدد الاسمين الشريفين ١٧٤، وعدد تفصيله ٣١٥ وبسطهم
٤٦٩٩ الجملة للكل من الأسماء كلها ٥١٨٨ جملة ما خرج من المرتبة والأسماء ٨١٦٦، ووفقه
سداسي ليوم الأحد وهذه صفته.
المرتبة الثانية بكر ٢٢٢،
وعدد حروف التفصيل وأعدادهم ٣٠٥، والمجمل ٣ وأعداد حروفه ٢٢٢، وجملة الجميع ٢٩٦ تضاف
إلى هذه الحروف الثمانية وعشرين ٥٩٩٥، يصير الجميع ٨٩٥٥، تخرج الأسماء رحمن رحيم ٥٥٦،
تفصيل ذلك را ٢٠١، حا ٩، ميم ٩٠، نون ١٠٦، وبسطه عدد ١٢، م ا ت ي ن ا ح د، ث م ا ن
ون ع ش ر ه ا ر ب ع ون س ت ه خ م س ون م ا ت ي ن ا ح د ث م ا ن ي ه ا ح د ا ر ب ع ون
مجملا ٥٦٥ ومفصلا ٢٧ ومبسوطا ٧٣٤١، يصير مجموع مخرج
المرتبة الثالثة
المرتبة الرابعة
المرتبة الخامسة
المرتبة السادسة
الأسماء ٨٦١٤، يصح مجموع
تخرج المرتبة وتخرج الأسماء ١١٧٥، أنقص من العدد ١ حتى يدخل في الثلاثي لأنه لا يتحمل
الكسر وهذه صورته:
المرتبة الثالثة جلش مفصلا
ومجملا جيم لام شين، ومبسوطا هكذا.
ث ل ا ث م ا ي ه ع ش ر ه
ا ر ب ع ون ث ل ا ث ون ا ح د ا ر ب ع ون ث ل ا ث ون ث ل ا ث م ا ي ه ع ش ر ون خ م س
ون، مفصلا ومجملا ٤٨٤٣٣٣، ومبسوطا ٥٧٩٣، ويضاف لذلك عدة الحروف الثمانية وعشرين يخرج
لك الأسماء ملك قدوس مجملا ١٣٦١٥، ومفصلا ٢٢ ميم لام كاف قاف دال واو سين، عدد حروف
التفصيل ٢٢ حرفا، ومبسوط كما تقدم، فعدد حروف البسط ٩٣ حرفا، فأصبح العدد مجملا ٣٦٠،
ومفصلا ١١١، ومبسوطا ٨٨٧٣، الجملة ٩٧٤٣، ويضاف لذلك عدد المرتبة وما يخرج منها وما
ينسب إليها تكون الجملة ٣٢٣٣٤٧، اجعله وفقا سباعيا وهذه صورته:
المرتبة الرابعة دمت ٤٤٤
ليوم الأربعاء، وكوكبه عطارد مجملا دال ميم تاء ثمانية أحرف، وعددهم ٥٢٦، وبسطهم أ
ر ب ع ه ا ح د ث ل ا ث ون ا ر ب ع ون ع ش ر ه ا ر ب ع ون ا ر ب ع م ا ي ة الجملة ٤٤٤
صار مجملا ٥٥٦ ومفصلا ٣٩٦٥ وجملة ذلك ٣٩٣٥، ويضاف له عدد الحروف الثمانية والعشرين
حرفا يصير ٥٩٩٥ ويصير الجميع ٩٩٣، تخرج الأسماء كبير متعال ٧٧٣ مجملا ومفصلا كاف باء
ياء راء ميم تاء عين ألف لام، وجملة ذلك ٩١١٩، وبسطه عشرون أحد ثمانون اثنين أحد عشرة
أحد ثمانون أحد أربعون عشرة أربعون واربعمائة أحد سبعون عشرة خمسون أحد ثلاثون ثمان
ثلاثون أحد أربعون، جملة ذلك ٧٧٥ ومفصلا ١١٩ ومبسوطا ٩٢٢٣، فالجملة ١١٢١٥ والله أعلم.
المرتبة الخامسة ٥٥٥ هاثانون
مبسوطا، ا ح د خ م س ون س ت وخ م س ون خ م س م ا ي ه جملته ٢٤٧٣ يصير الجميع ١٠٢٣٥،
تخرج الأسماء فتاح رزاق ٧٩٦ مفصلا ٧١٣ فا تا الف حا را زاي الف قاف، ث م ا ن ي ه أ
ح د ا ر ب ع م ا ي ه ا ح د ث ل ا ث ون ث م ا ن ون م ا ي ه جملة، ذلك ٩١٤، وتخرج من
مرتبة الأسماء ١٨٧٤٩، ووفقه مثمن ويومه الخميس كوكبه المشتري، مدخله الثماني ٢٢٩٩ والله
أعلم.
المرتبة السادسة وسخ ليوم
الجمعة، كوكبه الزهرة وفقه خماسي بسطه س ت ه ا ح د س ت ه س ت ون ع ش ر هخ م س ون س
ت م ا ي ه ا ح د، صار مجملا ٦٦٦ ومفصلا ٢٣٤، ومبسوطا ٤٧٢٧٨، يضاف إلى عدد الحروف الثمانية
وعشرين يصير الجميع ٤٢٧٢٧، تخرج الأسماء كافي غني
المرتبة السابعة
فصل في معرفة الأسماء
الشمخيثية وما لها من التصريف والأسماء الربانية
مجملا ١١٧١، ومفصلا كاف ألف
فاء ياء غين نون يا جملة التفصيل ٧١٧١، وبسطه ع ش ر ون ا ح د ث م ا ن، ون ا ح د ع ش
ر ون، ا ح د س ب ع ون ع ش ر ه خ م س ون وبسط الأسماء ٨٢٧٠ تخرج الأسماء مجملا ومفصلا
ومبسوطا ٩٨٢، فإذا جمعت عدد ما يخرج من الأسماء، وجملة ما خرج من المرتبة كان الجميع
١٩٣٤، ومدخله في الوفق المخمس ٤٣٧٤، ويتضح لك الشكل إذا دخلت من هذا العدد، وابتدأت
بأول بيت منه يحصل ذلك.
المرتبة السابعة زعذ، وله
من الأيام يوم السبت، ومن الكواكب زحل مجملا ٧٧٧ ومفصلا ز ا ي غ ي ن ذال ٨٧٩ وبسطه
س ب ع ه ا ح د ع ش ر ه س ب ع ون ع ش ر ه خ م س ون س ت ون س ب ع م ا ي ه ا ح د ث ل ا
ث ون الجملة ٣٤٥٤.
فصل في معرفة الأسماء الشمخيثية
وما لها من التصريف والأسماء الربانية
اعلم أن هذه الأسماء لا يعلم
أسرارها إلا الله تعالى والراسخون في العلم يا شمخيثا وتمثيثا وشمخوثيا، أجب يا كسفيائيل
معناه بالعربية: أنا الحي الباقي الذي لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في
الأرض غفار الذنوب، هذا الاسم مكتوب على كف رقيائيل عليه السّلام. يا همويا أجب يا
لويائيل معناه بالعربية: أنا الذي أحيي وأميت وأرحم المؤمنين. فمن دعا به أمن من الفزع،
وشفي من كل داء وعلة، وإذا تلاه على سهم ورمى به لم يخطئ. شليخوثا يا شموثيا أجب يا
مرعيائيل معناه بالعربية: أنا الذي رفعت السماء بلا عمد، وهذا الاسم إذا تلوته على
ركبك، فإنك تمشي ولا تعيا أبدا، ويسهل الله أمورك وتخرج من الضيق إلى الفضاء، ومن تلا
هذا الاسم فرج الله همومه، وبه تقوى ملائكة العرش على حمله، وبه يسهل الله على العباد
سكرات الموت. يا نورشيا أجب يا ميكائيل معناه: أنا الذي لا شيء أرفع مني أحيي الأنفس
بعد موتها، فمن تلاه في الشدائد نجاه الله. يا حجهتي أجب يا سمسمائيل معناه بالعربية:
أنا الذي احيي وبهذا الاسم كان عيسى يحيي الموتى شمائق أجب يا كرميائيل معناه بالعربية
أنا الله الذي أربي الأطفال في بطون أمهاتهم، وبه يسهل الله كل عسير بقدرته، فمن كتبه
وحمله سهلت عليه الأمور بإذن الله، يا سمطيع النور أجب يا روهيائيل معناه: أنا الذي
لا يخفى علي ما في المشرق والمغرب، ومن سأل به عما يريد ناله. سعهما يفتح غنيج أجب
يا شرطيائيل معناه بالعربية:
أنا مالك الممالك ومنجي من
المهالك، فمن كتبه على قبضة قوس ورمى به لم يكل ساعده ويغلب أعداءه. يا طيعو عينج أجب
يا كفريائيل معناه: أنا الله أغفر للخاطئين والمذنبين، وبه نجى الله نوحا من الطوفان
فمن كانت معه هذه الأسماء وهو في سفينة نجا من الغرق. ياسر متكفال أجب، يا لطفيائيل
معناه: أنا المطلع على الأسرار ولا أكشفها إلا لمن اجتبيته من خلقي، فمن كانت معه هذه
الأسماء نجاه الله من المهالك، وهي تطفئ النار، ومن تلاها ومسح على ظهر الغضبان سكن
غضبه، وإذا رسمت في أثر من تريد إحضاره حضر. يا باقي يا ودود أدوناي اصباؤت آل شداي
أجب يا طوطيائيل معناه بالعربية: أنا الله أشف المريض، وبه دعا أيوب فشفي فمن دعا به
وكان في مرض شديد عافاه الله.
يا فهليج معناه بالعربية:
أنا القوي المتين من تلاه وداوم عليه أعطاه الله من القوة ما يقهر به أعداءه، وفي الحرب
يا غياث من لا غياث له يا آل شداي، يا من ليس كمثله شيء، يا بارئ يا واحد يا صمد يا
الله يا حي يا قيوم يا دائم يا أبد الأبد معناه بالعربية: أنا الله مأمن الخائفين وهذا
الاسم نجى الله به إبراهيم من النار وجعلها عليه بردا وسلاما، فمن تلاه على محموم ذهبت
عنه الحمى.
وهذه أسماء الملائكة وهم
١٢ ملكا لكل اسم ملك تقول: أجب يا كرطيائيل، ويا عسعريائيل، ويا عصفريائيل، ويا درحيائيل،
ويا دميائيل، ويا قسعيائيل، ويا طحطائيل، ويا معديائيل، ويا عزرائيل، ويا معفريائيل،
وهذه الأسماء تقرأ للدخول على الملوك، والطرق المخيفة، ودفع اللصوص والمفسدين، ومن
سافر في البر وتلاها دفع الله عنه شر الأعداء والمفترين. يا طمرمائيل ويا طحطائيل،
ويا معديائيل، ويا عزرائيل، ويا معفريائيل، هذه الأسماء تقرأ للدخول على الحكام وبها
تاب الله على آدم، ومن دعا بها وهو يفعل المعاصي تاب الله عليه، وإذا كتب في ورق ريحان
وأشممته لمن تريد أحبك. يا مشيطتا أجب يا هرقيائيل معناه: أنا الذي أبسط الرحمة للعباد،
وهذا الاسم مكتوب على جناح جبريل عليه السّلام وبسره يذهب من المشرق إلى المغرب في
طرفة عين، فإذا قرئ على المصروع أفاق لوقته يا طهوج وطير هوج أجب يا روقيائيل معناه
أنا الله الظاهر الباطن في كل شيء، وهو مكتوب على كف إسرافيل عليه السّلام وحامله وقارئه
يسهل الله عليه كل صعب، وتطوى له الأرض وإذا اتروحن وسأل روحانيته في أي شيء أجابوه
عنه بسائر الأخبار من جميع الأرض من المدن والقرى. ومن أراد أن ينظر في منامه شيئا
يكتب الاسم على إبهام يده، ويضعها تحت رأسه وينام بعد أن يقول أجب يا خادم هذا الاسم
وأخبرني عن كذا، ثم يقرأ الاسم إلى أن ينام، فيأتيه آت في منامه ويقول له: الأمر كذا،
وإن لم ينظر في أول ليلة يكرر العمل أولا وثانيا. وذكر بعضهم أنه قام يطلب من الله
حاجة فمكث ٣٠ سنة ولم يضجر، فلما علم الله صدق نيته قضاها له.
يا غنيج أجب، يا سمسميائيل
معناه بالعربية: أنا الذي أبصر العميق، فمن قرأه على زرعه لم يفسد، وبه يأمن الإنسان
من الغرق، وهو مكتوب في كف كسفيائيل. يا مليطا يا طرديائيل، وبهذا الاسم رد الله تعالى
على سليمان ملكه وخاتمه. يا سمعوقي يا قملا أجب يا طوطيائيل معناه: أنا أحيي العظام
وهي رميم، وهذه الأسماء تبرئ الأكمه إذا كتبت حروفا مفرقة وتطرد الرياح الرديئة ووجع
الضرس إذا كتبت وحملت، وإذا كتبت على لقمة ومضغها صاحب الألم سكن وجعه في الوقت، وإذا
عمل خاتما وختم به على طين من أرض مزروعة، ودفن في زرع لم يأكله الجراد ولا يصيبه شيء.
يا سطيح يا طيائيل، يا صغير أجب يا علهيائيل، يا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو، وهذا
شرح الاسم الأول، وهو الذي معناه بالعربية: أنا الله الواحد القهار، وبهذا الاسم نصر
الله المؤمنين على الكفار والمنافقين. يا سمعيثا يا نوريائيل يا علميثا معناه بالعربية:
أنا السميع العليم الذي يقلب الشمس من المشرق إلى المغرب، فمن تلاه على كف تراب ورمى
به في وجوه الأعداء تفرقوا ويقول شاهت الوجوه ثلاثا فإنهم ينهزمون. يا من يفني الأكوان
والملكوت، ويبقى هو، يا من لا إله إلا هو، الأول والآخر
والظاهر والباطن، فمن تلاها
نجاه الله من كل شدة. يا سيطيغ يا لكوشيا، أجب يا صرفيائيل معناه: أنا المستطيع لكل
شدة ومنزل الصحف والأسرار على قلوب الأنبياء والصالحين والأخيار، فمن دعا به أعطاه
الله الحفظ لكل ما يسمع، ومن حمله كان مقبولا. يا ايلوهب ياه واه. وفي رواية: ويه ويه
والتعبير مثل الأول. ثمود يا صالح هيلو حيم أجب يا خفيائيل اسعفيائيل معناه: أنا الله
رب العالمين الملك الجبار المتعال، وبهذا الاسم خلق الله العرش والكرسي، فمن كان معه
هذه الأسماء كان محفوظا من الجن والإنس والشياطين.
يا شمخيثا، يا رب بينج حنيثا
معناه: أنا الذي أقول للشيء كن فيكون، لا قوة لأحد من المخلوقين، فمن كان معه هذه الأسماء
كان في حرز الله ونجاه الله مما يكره، ومن تلاه على ماء وسقاه للخائف سكن روعه. يا
هيطلويا، يا بارود، يا طلميا شوما معناه بالعربية: أنا القاهر للعباد ومجزيهم بما كانوا
يعملون فإذا كتبت على حجر قد أخرج من فرن، ورمي به كلب، ورسم عليه الأسماء بطرف مسمار
حديد، ورمي الحجر بين قوم مجتمعين على المعاصي، ويقول عند رميه وأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ
الْعَداوَةَ والْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا نارًا لِلْحَرْبِ
أشعلها بينهم الشيطان يومئذ يتفرقون، فإنهم يتفرقون بافر شيا شرابيا يهوبيا معناه بالعربية:
أنا الذي أخفي المظلومين عن أعين الظالمين، إذا كتبت على رمل، وجلس عليه إنسان وقرأ
عليه قوله تعالى: وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا إلى قوله: فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
شاهت الوجوه، وتقول: خذوا أعينهم وأبصارهم واجعلوهم يا خدام هذه الأسماء في بحر من
الظلمات حتى لا يروني صم بكم عمي فهم لا يبصرون، ثم يسكت ولا يتكلم فإنه يخفى عنهم،
ثم تقول: اللهم إني أسألك يا خفي باللطف الخفي، أخفني بلطفك الخفي، فإن من أخفيته بخفي
لطفك فقد خفي فإنه يخفى، ثم اذهب حيث شئت، فإن تكلمت ظهرت لكل أحد، وذهب السر الخفي
والعلم المضيء. يا شمخاذ يا لحاتلو حايح لنا معناه بالعربية: أنا الذي يطيعني كل شيء
وكل من في السموات والأرض، هذه الأسماء تطيعها الأرواح. الوهيجا، ويا سخا خالدين، ويا
مطيثا سليطيا لموثا معناه بالعربية: أنا الذي أعنت العباد ورحمتهم إذا وقعوا في الشدائد،
فمن كتبها على مرآة ووضعها تحت رأسه، وسأل الروحانية أن يخبروه بما يريد من سرقة أو
غائب أو غير ذلك فإنه يرى ذلك.
سيمحعة لورثا إيه ويه معناه:
أنا الذي انفردت بوحدتي على كل شيء أنا أبد الآبدين ودهر الداهرين وأرحم الراحمين،
من تلا هذه الأسماء قضى الله حاجته ويسر أموره. ومن أضاف له الاسم الأول، ونقشه على
خاتم كان له قبول عظيم عند كل أحد، ومن توجه بها إليه أجابه. وأما تصريف الأسماء، فتصوم
ثلاثة أيام وتكون طاهرا فإذا أردت هلاك أحد من الظالمين، فاكتبها في ورق الاترج وادفنها
في جانب الدار باسم من تريد وأمه، واطلب ما تريد من الأمراض والعلل فإنه يكون ذلك.
والكتابة يوم الاثنين ضحوة
النهار، والبخور ميعة سائلة وصندل، واذكر ما تريد من سقم أو مرض أو نزيف أو صداع أو
نفخ ومهما أردت فاتق الله، ولا تتركه أكثر من سبعة أيام، فإنه يهلك وأنت المطالب به.
ومن كتبها في صحيفة من فضة ساعة الزهرة وحملها وتوجه لأي حاجة قضيت. ومن كتبها في رق
الفصل الثالث والثلاثون:
في شرح أسرار دائرة الإحاطة المعروف بالدر المنظم في شرح أسرار الاسم الأعظم وما ظهر
عنها من التأصيلات والتفريعات
غزال وشدها تحت جناح نسر،
وأمر الخدام نقلوه إلى أي موضع أراد. وإن أردت القبول والجاه فاكتبها في إناء نظيف،
وامحها بماء الزيتون وهو دهنه، وضعها في قارورة، فإذا توجهت في حاجة، فخذ من المذكور
وادهن به وجهك، واذهب إلى حاجتك تقض، وكل من رآك أحبك حبا شديدا. ومن كتبها على جلد
ثعلب في ساعة سعيدة وحملها ومشى بين الأعداء، فلا يراه أحد ما دام ساكتا. وإذا أردت
أن ترى الجن وتسمع حديثهم ويطيعونك. فيما تريد ويخبرونك عما تسأل، فاكتب الأسماء في
جلد تيس، ثم احرقه في شقفة واكتحل به، فإنك ترى الجن وتسمع حديثهم، فإدا أردت أن تسأل
عن شيء، فتكلم بالأسماء من أولها إلى آخرها، وقل بحق هذه الأسماء عليكم إلا ما أجبتم
طاعتي، فإنك ترى علماءهم بين يديك. فسلهم عما تريد، وإذا كان لك حاجة اجلس في مكان
نظيف واتلها دبر كل صلاة ٧ مرات، مدة ثلاثة أيام تحضر الروحانية كل واحد منهم مقدم
على جماعة كثيرة من الجن، فاسجد شكرا لله وسل عما تريد، وتقول يا مغيث أغثني ٣ مرات،
ثم ارفع رأسك وقل حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
وهذه الأسماء مجردة مجموعة
تقول أجب، يا كسفيائيل ويا رقيائيل ويا مرقيائيل ويا مبدعائيل ويا ميكائيل ويا منهائيل
ويا رويائيل ويا دهردائيل ويا مطريائيل ويا لورقيائيل ويا إليائيل ويا طوطيائيل ويا
هقعيائيل ويا قرطيائيل ويا عسقريائيل ويا دحيائيل ويا قلديائيل ويا درديائيل ويا مرقديائيل
ويا دقيائيل ويا مرقيائيل ويا جبريائيل ويا سمسمائيل ويا سعيائيل وهذه الأسماء أكثرها
سرياني، وهي الأسماء الشمخوثية، وتسمى أسماء الخلوة والشمخوثية تقول، يا شمخيثا، يا
تمثيثا شمخوثيا، ويا مدهوريا، ويا سيليخوقا، ويا شمربيا ويا رموطيف ونارست، ويا هجلطف،
ويا سيطع النور، فاقطع مهما تفتح يا طفف عنجي، ويا سر عيكفيال يا باقي، يا الله، يا
أدوناي، يا اصباؤت، يا آل شداي، يا طهوخ، يا مهليج القوي المتين يا غياث من لا غياث
له، يا دائم الأبد، يا طهوية، يا غليظط بتايا عطويت عسطينانا طلوع من قبلا مرقودا ودهورا،
يا شلطيخ، يا طهر طشا مقر، ياهوية و ٢٥، ويا شمغيثا، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى
آله وصحبه وسلم.
الفصل الثالث والثلاثون في
شرح أسرار دائرة الإحاطة المعروف بالدر المنظم في شرح أسرار الاسم الأعظم وما ظهر عنها
من التأصيلات والتفريعات
اعلم وفقني الله وإياك أن
الكشف الإلهي أعطى أن هذه الدائرة المصونة هي دائرة الوجود، وفيها أسرار الموجودات،
وقد جمعت أنواع العلويات ولا يخفى أثرها لصاحب الذوق السليم، ولمن علم وتدبر أن إحاطة
الألف تثليثها المستحسن فيها بأم الكتاب والحقائق المجتمعة من أنواعها المثلثة، وهذا
التصوير نور أسرار تعريفات العقول، وتفريعات لأنواع المعلومات. وأصل المعلومات إما
واجب وإما ممكن أو ممتنع، وأنواع الوجود حق وأمر حق، وأنواع الإلهيات: ذات، صفات، أفعال.
وأنواع الصفات جلال
وكمال وجمال، وأنواع الإنابات
إنابة الخفض إنابة الرفع إنابة الاستواء، وأنواع الديمومة أزل وآن وأبد، وأنواع العالم
جبروت وملكوت وملك، وأنواع الزمان ماض وحال ومستقبل، وأنواع النشأة دنيا برزخ أخرى،
وأنواع المعاد: جنة، أعراف، نار. وأنواع عالم الحقائق: الآي، روح، قلب، جسد، وأنواع
الصور الإنسانية نطفة علقة مضغة، وأنواع الألفات التي أتت بأصول الحروف مطلقا وهي ألف
الميل الأيمن ألف الاستواء ألف الميل الأيسر، وأنواع النقطات نقط الأصل نقط الفصل نقط
الوصل والغاية، وأنواع الحركات الرفع والنصب والخفض والجزم، وأنواع الحروف المنقولة
الغايات ميمات لاميات، وأنواع جوامع الكلم إلى النور المرقوم المسطور، وأنواع الشريعة
الإيمان والإحسان، والأشخاص الأصلية في الدور العام آدم إبراهيم إسمعيل عيسى، والأشخاص
الأصلية في الدور البادي وخاتم النبوة الرابطة الأولية آدم الولاية محمد صلى الله عليه
وسلم، ثم من بعده الأقطاب الأربعة المسلمون بليل، لكل واحد منهم إقليم يحكم فيه ويمد
روحانيته ولا يفعلون أمرا إلا به، لأنه إحاطة الكتاب المصدر بها بكل خطاب الكون وجامعه
لكل الجوامع، وتحقيق الإحاطة الحقيقة السيادية بكل الختمة لكل الحقائق وقلب الأكوان
ومظهر فلك ظهور الحق ووجود العالم بحقيقة إشارة الأنوار.
ولما كان ظهور ذلك في حرف
اللام، ورسم ذلك في لوح خاص، وظهر في سر الكتاب الكريم في قوله تعالى ما فَرَّطْنا
فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ بإحاطة كونية من حيث الحقائق، من كونها الحقائق وقلب الكون
ومدار فلك ظهور الحق ووجود العالم، ولذلك أنزل عليه الكتاب العزيز، وكانت هذه الدائرة
هي دائرة مدار العلم ونبذة لطيفة. وسيأتي فيما بعد في تفصيله الكسر والبسط، وقد ذكرناه
في كتابنا المسمى بلطائف الإشارات، وكتابنا المسمى بذات الدوائر، وإنما ذكرنا هذه الدائرة
لشرف إطلاعك على أصول التنويعات لتعلم ذلك، ولو شرحنا العبارة لطال عليك المقال، ويكفي
ما ذكرناه من التفصيل على طريق الإجمال لأن هذه الدائرة لها قدر عظيم عند سائر العلماء
ويعرفون مراتبها على التفصيل.
واعلم أني لما هاجرت إلى
زيارة بيت المقدس خطر ببالي أن أزور الشام وحلب، فبينما أنا كذلك إذا برجل تعرض لي
من الأبدال وسلم علي وقال: يا أحمد أريد أن أتحفك بفائدة جليلة القدر فقلت له:
وما هي يا سيدي؟ فقال لي:
بينما أنا جالس في بعض خلواتي مشتغلا بوردي وصلاتي إذ كشف لي عن لوح أشاهده، وأرى ما
هو مكتوب فيه، فوجدت فيه خطوطا ودائرة وحروفا وأسماء، ثم تمثل لي روحانيا نورانيا،
فناولني إياه فأخذته وقد زاد قلقي ولم أعرفه، فبينما أنا كذلك إذ غلبني النوم، فرأيت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وهو واقف، فسلم علي فرددت عليه السلام
فقال لي: أين اللوح فقلت: ها هو فأخذه فقبله وقال لي: اعلم أن هذا اللوح فيه سر الحقيقة
ومعرفة الأسرار الإلهية، وقد جمع الجفر الذي ألفته وسميته بلوح القضاء والقدر، فإن
فيه سر الألف ومبدأ الاسم الأعظم، ودورة الأقطاب والخلفاء. ثم ناولني الدائرة ووضع
يده الشريفة على اسم الذات وقال لي: يا هذا هذا مبدأ الاسم الأعظم، ثم ذهب وتركني،
وها أنا قد جئت إليك، فقبلتها وأخذتها منه، وقد ذكرتها في
أول الكتاب إجمالا وههنا
تفصيلا، وأذكر ما فيها من الأسرار الخفية، وما تضمنت من الأنوار الحرفية، وذلك بإذن
من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أني رأيته في المحراب، والإمام علي عليه السّلام
يذكر له هذه الدائرة واللوح فقال لي: هكذا رأيتها في اللوح المحفوظ، وقد أراني سرها
جبريل على هذه الصورة.
فقلت له: أريد أن أشرحها
فقال لي: لا بأس. وقد انتبهت من النوم فتأملت فيها، فرأيتها دائرة قد حوت جميع الأسرار
فحروفها شفع ووتر، وأسماؤها مفرقة وجمع، وقد ذكرت حرف الألف ونسبته من هذا المعنى وبهذا
الشرح، وأتوسل إلى الله أن يلهمني رشدي ويعطيني الجزيل، إنه كريم وهاب وأن ينفع بها
كل طالب بمنّه وهذه صورتها:
واعلم أن هذه الدائرة قد
احتوت على ما يظهر في الكون من الملوك وأرباب الدول وما يحدث من الحوادث، وما يقع فيها
من الحروب، وكل دولة ومن يحكمها من الأمراء وأسماء ملوكها، وهو أن من عرف التكسير وبسط
الحروف، وضرب كل أصل بأصوله، لأن كل حرف إذا بسط عدده وتحققته من أي مرتبة ومن أي دولة،
فتعلم ما يكون من تلك الدولة، فإن فيها جميع ما وضع في الجفر المسمى بمفتاح الغيب وقد
رأيناها مصادر ذلك الجفر وهو ٦٢٦ مصراعا له ١٨ جدولا، كل جدول ٢٨ خانة طولا وعرضا وكله
حروف مقطعة، ولهذه الدائرة خواص عظيمة من خواصها إذا حملها إنسان رزقه الله الهيبة
والقبول، ومن كتبها في لوح من فضة بماء الذهب وحملها، فهي قبول عظيم لعامة الخلق، ومن
كتبها على علم أو ذراع، فإنه لا يرد خائبا، ومن كتبها في رق غزال وحملها معه، فإن الله
يحفظه من كل أذية.
فصل: واعلم أن حرف الألف
هو مظهر الأمر، وهو مفرد في التأثير، وله من الصفات اسم القيومية، وله من اسم الأفعال
فعال مبدئ، وله من الحروف الهمزة واللام والفاء، وله من البسائط الألف والميم، وله
من المراتب الأربعة وبها مراكز العالم العلوية والسفلية والخارج من أسفل الحلق. ومن
كتب الألف مع قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ
عَلَيْكُمْ الآية وكتب حرف الألف عدده على اسم من أراد عطفه في طالع سعيد، وبخره بالعود
والجاوي وحمله معه، فإنه عطف عظيم.
ومن كتب حرف الألف ألف مرة،
والقمر في أول المنازل بمسك وزعفران، ووضعه على صدر البليد رزقه الله القوة في الحفظ.
ولحرف الألف مربع ٤ في ٤، من كتبه في شرف الشمس على لوح من ذهب بمسك وزعفران، في رق
طاهر، فإن حامله ينال القوة والغلبة، ومن رسمه في خاتم من فضة ونجمه
بسورة يس وحمله، كان له هيبة
عظيمة، وانعقد عنه لسان من أراده بسوء. ومن كتبه وحوله حرف الألف في رق، وتلا عليه
اسم الذات، وأضاف إليه اسمه تعالى: الرزاق فإن الله يرزقه من حيث لا يحتسب. ومن كتبه
في ورقة بيضاء خطابية وعلقها في حانوت كثر زبونه. ومن كتب هذا المربع يوم الخميس وحوله
قوله تعالى: يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله لَوْ
أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ الآية ومحاه وسقاه للمرأة وزوجها أو المتباغضين ألف الله
بينهم وهذه صورته:
واعلم أن إحاطة الألف ااا
والاسم الناطق كافي وهو تمام المائة، وأن هذا الحرف مفتاح اسم الله الأعظم، وأول ما
سطر في هذه الدائرة الم فأقول إن الألف واللام والميم وهي حروف الفردانية الأحدية وأولها
حرف الاسم الأعظم الم، وهي منشأ الاسم المقدس، لأن الألف واحد فرد، وهي الهجاء مركب
من ٣ أحرف وهي مواده، وأصله ألف ولام وفاء، وهي فرد مجموعها مواد الأصول المذكورة ٩
وهي فرد، ثم إذا نظرت في الحروف التسعة التي هي أصول، وأسقطت المكرر، وهي الألف واللام
والفاء والميم والياء وهي فرد، والخمسة في علم الحرف كناية عن الهاء من حروف الهجاء
فرد، فانظر كيف لازمت الفردانية هذه المبادئ، وهي دائرة معها مندرجة فيها. وإذا اجتمع
ذلك في أصول المبادئ إشارة عن الأصول الباقية وهو كناية عنه وهو الألف، نشأ منه ذلك
ألف ولامان وهاء، وهو الاسم المقدس: الله، فوضحنا أن الألف لام ميم مشتملة على الاسم.
وأما قولنا مشتملة على عدد الأسماء الحسنى التي هي ٩٩، وهي مشتملة على الاسم الأعظم
وكشف سره، وهو أنك إذا رفعت حروف المبادئ، كان ٩٩ وهو العدد المذكور، وهو السر الثاني،
وإذا اتضح لك السر الأول والثاني، تجلى ما بين ا ل م، وبين الاسم المقدس اتصاله وبهذا
تميز بين المبتدأ والخبر، والموضوع والمحمول، والمقدم والمؤخر والتالي، كما بيناه من
خروج حروف أعداد الأسماء الحسنى، ولذلك دل الاسم المقدس على هذا العدد فجمعت أن حروف
الاسم المقدس أعدادها ٦٦، وإذا ضربت المبادئ كانت ١٩٨، فإذا قسم عليها المقدم نصفها،
واختص نصف العدد بخروج الأسماء الحسنى، وكان في باطن المبادئ هي ا ل م، وهذا سر الألف
من الاسم المقدس.
واعلم أن الاسم المقدس ٤
أحرف، فإذا أسقطت المكرر بقي ثلاث، وهي الأصول، فإذا ضرب فيها الاسم المقدس من الحروف،
فالخارج من التكسير على طريق الكسر والبسط ١٩٨، والاسم المقدس قسمان: الأول منه وهو:
الألف واللام فيحصل تعريفها، والقسم الثاني: وهو اللام والهاء وظهور استحقاقها، فإذا
قسمت المرتفع على القسمين كان كل واحد منهما مختصا بعدد الأسماء الحسنى التي هي ٩٩
وزيادة أخرى، وتعلم شرف العلم، وإذا جمعت من الاسم المقدس طرفيه، وقسمتهما على حروفه
الأربعة وضربت ما خرج من القسمة فيما له من العدد بالحروف، فيكون عدد الأسماء احسنى.
ووجه آخر إذا جمعت الرموز، وما على المحيط من المبادئ، وحروف الأسماء الأربعة، وحروف
الإسمين
المقابلين التي خارج الدائرة،
فمجموع الأسماء هي التي تجمع من حروف الدائرة وإن هذا الاسم المقدس سبب تقدمه على الأسماء
مقسوم ثلاثة أقسام الأول: مقيد بمعنى الإيجاد والإبداع، له من الأسماء الحسنى لا إله
إلا هو والخالق والبارئ والمصور والمعيد وما في معناها، والقسم الثاني: من معنى العظمة
والعزة والقهر والملك والوحدانية والتخويف والتهويل والخشية كالملك والواحد والصمد
والقاهر والمنتقم والجبار وما في معنى ذلك، والقسم الثالث: يفيد معنى الرحمة واللطف
والتجاوز والترغيب والرجاء والطمع والإعفاف والأمان كالرحمن والسلام والمؤمن والمهيمن
والوهاب والباسط والحليم. ويتفرع إلى أربعة أقسام كما أن الاسم أربعة أحرف، فمجموعها
يتفرع إلى ٤ أقسام، أولها:
أسماء الذات، وأسماء الصفات،
وأسماء الأخلاق، وأسماء الأفعال، وتجمع أحوال العالم جميعه ثلاثة:
أول ووسط وآخر، فالحالة الأولى:
حالة الإيجاد والخلق والإبداع والاجتماع من العدم إلى الوجود والإظهار إلى عالم الكون
والفساد، ومواطن الإكتساب للإصلاح والفساد وهذا من قوله تعالى اللهُ لا إِلهَ إِلّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ويندرج في ذلك الخالق والبارئ والمصور والبديع والفتاح والمبدئ
والمقسط والباعث ومالك الملك. الحالة الثانية: حالة المقام في الدنيا وقطع أوقاتها
في مدة أيامها، وتبديل القوى البشرية والتمتع باللذات والشهوات، واستعمال الجوارح في
أسبابها. الحالة الثالثة: حالة الآخرة وما يتعلق بها من البعث والنشر والحساب والجنة
والنار، وأسباب الذات: الرحمن الرحيم الغفور، وتقتضي الصفح والعفو والتجاوز عن الذنوب،
وعفوه عن الخطأ إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
وصفة الرحمن الرحيم اشتركا
في شيئين مدلولهما فوق، ويندرج تحت هذه الأسماء الثلاثة اسم واحد من الأسماء الدالة
على هذا المعنى المختصة بهذه الحالة من أنه غفور رحيم قدوس تواب سلام مؤمن مهيمن غفار
وهاب باسط معز لطيف شكور جليل كريم مجيب واسع ودود مغني نافع نور هادي مغيث عليم ولي
حكيم رشيد صبور ذو الجلال والإكرام)، فالأسماء المذكورة أشير بها إلى المطلوب، ورمزه
عليه واقتصر عليها لدلالتها على هذه الحالة وإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ
عَلى ظُلْمِهِمْ وهذه نتيجة من الأسماء الحسنى والصفات العليا وانبسطت الأسماء الثلاثة،
والآية الشريفة في بسيط الدائرة واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ لأن فيها الحروف المرموزة
أفرادا وأزواجا، وحروف الاسم الأعظم في الأركان الأربعة، وبقية الحروف في الدائرة فاعتبرها،
كما بينا من اعتبار تكسير الحروف الظاهرة من البادي، أما إشارته إلى الجيم، فلأنها
مثلثة الكيفية والعدد، ثم ذكر الزاي والطاء والواو والياء وجميع ذلك في الدائرة هكذا
ا ح د وا ح ب ر ي ط ه. وهي الحروف التسعة التي هي أصل الأعداد والياء العاشرة، ويتفرع
منها جميع المصادر الجفرية، كما بيناه. ثم عرفت رقم الأسماء الثلاثة التي هي صمد واحد
قهار ثم اجتمعت الأسماء الأخرى التي أولها رحمن رحيم غفور وإن جميع الحروف الموضوعة
في الدائرة هي حروف الرمز، وقد جمعت بين الإبتداء والانتهاء، وأما الأسماء الموضوعة
فيها مثل محمد وإبراهيم ونوح سيأتي تفصيلهم إن شاء الله تعالى، وتفصيل حروف الرمز.
وإن كل اسم من هذه الأسماء الموضوعة في الدائرة إذا أردت مبادئ الحروف، فكانت عشرة،
ولأجل ذلك وضعنا الياء في
تمام الحروف التي بها الرمز
والاستدلال، والمبادئ هي حروف الم وتحتها حروف الاسم الأعظم الذي هو اسم الذات، وإذا
تحققت تجدها نتيجة الاسم المقدس من قبيل علم الحروف، وأما حروف الاسم المحيط مع المبادئ،
فهي حروف الأسماء، الداخلة الموقوف خارجها وداخلها لمبادئ الأسماء والجميع مرتبط بعضه
ببعض، وكل اسم ينتج منه شيء من طريق علم الحروف، وهذه الدائرة وحروفها من سر الله تعالى
المددي الذي ذكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام.
وأما طريق الرمز وحروفه فأول
ذلك الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ
فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الْأَمْرُ وقال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة ويبقى
على وجه الأرض من يقول الله» وسر كل أمة في كتابها وسر كتابها في أوائل السور، وهي
في أول الدائرة، والحكمة في أوائل السور وإذا بسطوا وسقط المكرر منهم ونظمتهم كلمات
خرج لك ما أردت من الجواب، وقال بعض العلماء: إذا جمعت العدد المذكور وضربته في اسم
قابض خرج لك عمر الدنيا، وهذه طريقة معرفة أسماء الملوك والخلفاء والسلاطين وهي الرموز
المستخرجة من نتيجة هذه الدائرة من لوح القضاء والقدر، فتحقق ذلك ترشد وهذه صفته:
وضع البسملة واخراج الاسماء
منها مهيمن مجيب خالق عثمان عون.
واعلم أن القصد بهذه الرموز
إنما هو العدد الخارج من الاسم، فإذا أردت بيان ذلك، فخذ عدد الجلالة وابسطه وأسقط
مكرره، وانظر في اسم الملك المتولي على الكرسي، إن كان اسمه خارجا من أسماء الرموز،
فكسر اسمه وانظر في أوائل الحروف التي في المبادئ فاجمعها وكسرها بطريق علم الحروف
واجمع الجميع كلها كلمات مركبات، وانظر الخارج من ذلك، فتعرف كم مدة سلطنته وكيف أحوال
الخلق في زمنه. واعلم أن كل حرف هو اسم ملك، ولا يلزم أن يكون سلطانا أو خليفة إلا
وهذه الحروف حرف منها في أول اسمه وآخره ووسطه، فإذا كان ذلك فخذ اسم ذلك الملك واسم
الذات وأوائل السور واسم الموافق وكسرهم وابسطهم بطريق التكسير واطرح المكرر، فإنه
يظهر لك أحوال ذلك الملك وتعرف كيفية أمره وحكمه من طريق السر الإلهي، وقطع المدة تعرف
من الدائرة، وهو أن تجمع الاسم، وتأخذ عدده واضربه في العدد الخارج من اسم ذلك الملك
مع حروف المبادئ، واطرح الألوف وانظر كم بقي، وهي هذه الحروف المذكورة: سين ميم يا
شين يا ألف جيم عين ميم.
وهذه تحفة قدسية وفيحة مسكية
لمن يتولى مصر من الملوك والوزراء بطريق التلويح والتصريح وغيرهم من ملوك الأرض، بلسان
الإشارة والتلويح، وما يحدث في كل قرن من الفتن والحروب إلى آخر الزمان وهي هذه:
سبحان ذي الملك الأعز الأحمى
... القادر القاهر مولى النعمى
المانح المانع ذي العطايا
... العالم الأسرار والخفايا
مقسم الأرزاق مبدع الدول
... ومرسل الهادي الرسول المكتمل
محمد الهادي نبيّ الساعه
... وصاحب البراق والشفاعه
وهو الذي يخبرنا عن ربه
... مما نأى وما دنا من قربه
يا سائلي عن مبهمات الأمرا
... وعن ولاة يحكمون مصرا
أنبيكمو رمزا على التوالي
... في نظم كل سلك حرف والي
فهاكموا سرا مصونا مكتتم
... عن غير ذي لب وعقل لم يتم
وهو الذي أودع سر الجفر
... عن فاضل ليث إمام حبر
أعني علي ابن عم المصطفى
... من العلوم قد حوى لما خفى
وقال يا أهل العراق طرا
... أخبركمو عن حادثات ترى
وأوسع المقام والمقالا
... مبينا في قوله أحوالا
فخذ من القول النفيس ما بدا
... وحل رمزي لتنل طرق الهدى
عين وكاف دال ثم ها وميم
... تحللت ذاك وخلف ذا عقيم
وخلفت بالدال نون حكمت
... وبعدها نقش رموز انتظمت
لكل حرف مدّة معلومه ...
زوج وفرد كلها مرقومه
اليا تلي بالترك مصر مده
... والسين منها ثم ذال بعده
لصفد عم الميم من قاف يتم
... بابتداء القرب بالعدد اختتم
يالفرد أياما وأعواما يلي
... والفاء منهل دمشق تنجلي
بخارجي الشرق ثم لا يصل
... مصرا وفي حال الرجوع ينفصل
يا لفرد أعواما وأياما يلم
رقم ... من نسل عباس استعان وحكم
يتم بالأيام لا أعواما
... ثم يلي شين يلي مقاما
من بعده خلق وبنا مكيده
... وترى أيامها سعيده
ثم يلي الألف بعود رجال حاكمه
... والطا يليها للملا دائمه
وحكمها ذال من الشهور
... والألف في العدد المقدور
وبعد يا من خفيّ الأمرا
... في ستة وعشرة ونذرا
يقوم منها اليا وجيم غالبه
... تخلف عنها والمراد طالبه
والفاء منها بالألف لا تبقى
... لكنها تطب عودا حقا
فتخلف منها أمور عده ...
ثم يلي خاء وشين بعده
ويكسر العم وابن الزوجه
... والجيم يأتي جيقه موهوجه
فيا له من قاتل ما أجوده
... ذي سيرة شديدة مسدده
عشر الذراعين به علامه
... وواسع الصدر وفيه شامه
وحكمه بالفرد في الأعوام
... واحكم له بالزوج في الأيام
وبعده يا ويا ثم قاف ...
لطول مدة كلها اعتساف
وبعد شين ثم لام وألف العين
... لم يبق لها بعد ذا معين
يقاتل الافرنج ياء سين
... ويحكم السر كرتين كرتين
ثم يلي عين ودال وفتن
... صيرت الشام لها طرا وطن
الطاء في الشهباء يراها عاصيا
... محالفا مخالفا وقاضيا
وينزل الحرب بأرض الشام
... ومعه جمع من الأنام
واحر قلبي على الشهبا
... ما نابها من صفقة وبا
ومن يعش حقا يرى أمورا
... هذا وإن بقى منها سرورا
والنيل لا شك خراب مصر
... والبحر إغراق بكل ثغر
وليس هذا النظم فيه إلا
... ملوكنا قد نظمت لتمثلا
وإن ترد صفات كل واحد
... فذاك في الجفر الكبير واحد
وبين ابنائنا الحروف خلف
... وقل منها إن بدا أن يضف
فكم حروب وخلاف وفتن ...
والقصد إظهار الذي فيه كمن
والحمد لله العلي القادر
... فهو الإله المظهر السرائر
والحمد لله العظيم ذي الوفا
... والشكر لله تعالى وكفى
وهذه صفة اللوح الجامع للحروف
كما ترى
وقال الإمام جعفر الصادق
عليه السّلام: منا الجفر الأحمر، ومنا الجفر الأبيض، ومنا الجفر الجامع.
فالجفر الأحمر، يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفّارَ والْمُنافِقِينَ واُغْلُظْ عَلَيْهِمْ والجفر الأبيض
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ والجفر الجامع يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ
ويُثْبِتُ وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ وكانت الأئمة الراسخون من أولاده يعرفون أسرار
هذا الشأن العظيم. ولما كتب بعض الخلفاء إلى علي بن موسى الرضا عليه السّلام أن يبايعه
فقال للملك: عرفت من حقوقنا ما تعلم به أن الجفر لا يدل على مبايعتك. وقد ستر الله
علمه عن أكثر العلماء لما فيه من الحكمة الإلهية والمصالح الربانية. وقد ذكر الإمام
وزراء الأقاليم السبعة وما يتفق لهم إلى أن تقوم الساعة. وهذه الأقسام السبعة ليست
أقساما طبيعية، ولكنها خطوط وهمية وضعها الأولون من الملوك الذين طافوا الدنيا مثل:
أفريدون النبطي، وتبع الحميري وسليمان بن داود، واسكندر اليوناني، وازد شير بن بابك
الفارسي وغيرهم، ليعلموا حدود البلدان والمسالك، وكل إقليم منها كأنه بساط مفروش، طوله
من المشرق إلى المغرب وعرضه من الشمال إلى الجنوب.
واعلم أن الأرض بجميع ما
عليها من جبال ورمال وبحور بالنسبة إلى الأفلاك السبعة ما هي إلا كنقطة في الدائرة،
وذلك أن في الفلك ألف وتسعة وعشرون كوكبا، كل كوكب قدر الدنيا ثلاثة عشر مرة، وأكبرها
كوكب قدر الأرض مائة وسبعة عشر مرة، وهذه نتيجة من الأسماء الحسنى والصفات العليا،
وأيضا نبسط الآية الشريفة في بسط دائرة الفلك واللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ
هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ لأن فيها الحروف المرموزة أيضا أفرادا وأزواجا،
وحروف الاسم الأعظم في الأركان الأربعة، وبقية الحروف في الدائرة بالفلك فاعتبرها،
كما بينا لك من اعتبار تكسير الحروف الظاهرة من المبادئ. أما إشارته إلى الجسم فلأنها
مثلثة الكيفية والعدد، ثم ذكرنا الزاي ثم الطاء ثم الياء وجميع ذلك في الدائرة، وهي
الحروف التسعة التي هي أصل الإمداد، ويتفرع منها جميع المصادر الجفرية، كما بيناه،
ثم رفعت الأسماء الثلاثة التي هي صمد وأحرفها، ثم اجتمعت الأسماء الأخر التي أولها
رحمن رحيم غفور، وإن جميع الحروف الموضوعة في دائرة الفلك، إنما هي حروف الرمز، وقد
جمعت بين الانتهاء والابتداء. واعلم أن الموضوعة فيها مثل محمود ومحمد وابراهيم ونوح
سيأتي أيضا تفصيلهم، وتفصيل حروف الرموز وأيضا كل اسم من هذه الأسماء الموضوعة في دائرة
الفلك إذا رأيت مبادئ الحروف فكانت عشرة، ولأجل ذلك وضعنا الياء من تمام الحروف التي
لها الرمز والاستدلال، والمبادئ هي حروف، واعلم أن تحتها حروف الاسم الأعظم الذي هو
اسم الذات، وإذا تحققت الآيات تجدها نتيجة الاسم الأعظم المقدس من قبل علم الحروف.
وأما حروف الاسم المحيط أيضا مع المبادئ، فهي حروف الأسماء الداخلة الموقوفة خارجا
وداخلا لمبادئ الأسماء، والجميع مرتبط بعضها ببعض، ولكل اسم وضع من طريق علم الحروف.
واعلم طريق الرمز وحروفه، فأول ذلك الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وهُمْ
مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ
ومِنْ بَعْدُ الآية والله أعلم.
وقد ذكرنا للإمام جعفر الصادق
عليه السّلام وزراء الأقاليم السبعة وما يتفق لهم إلى أن تقوم الساعة، وهذه الأقسام
السبعة ليست أقساما أيضا طبيعية، ولكنها خطوط وهمية وضعها الأولون من الملوك الذين
طافوا الأرض مثل: أفريدون
النبطي، وتبع الحميري، وسليمان بن داود، واسكندر اليوناني، وازد شير بن بابك الفارسي
وغيرهم، ليعلموا حدود البلدان والمسالك، وكل إقليم منها كأنه بساط مفروش، طوله من المشرق
إلى المغرب وعرضه من الجنوب إلى الشمال * واعلم أن الأرض بجميع ما عليها من جبال وبحور
أيضا بالنسبة إلى السبعة أفلاك ما هي إلا كنقطة في الدائرة، وذلك أن الفلك ألف وتسعة
وعشرون كوكبا، كل كوكب منها قدر الأرض ثمانية عشر مرة. وأكبرها كوكب مثل الأرض مائة
وتسعة عشر مرة. واعلم وفقني الله وإياك لطاعته وهداني وإياك إلى طريق محبته، أن استدارة
الفلك في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة، والدرجة خمسة وعشرون فرسخا، ثم الفرسخ
ثلاثة أميال، والميل ألف باع، والباع أربعة أذرع، والذراع أربعة وعشرون أصبعا، والأصبع
ستة شعيرات، توضع بطن هذه لظهر تلك والشعيرة ست شعرات من ذنب البغل. ثم إن الإقليم
الأول: إقليم الفؤاد، وهو إقليم زحل وأبوابه المشايخ، الثاني: إقليم السوداي، وهو إقليم
المشتري وأبوابه العلماء، الثالث إقليم الشفاف وهو إقليم المريخ وأبوابه الأمراء، الرابع
إقليم المحبة وهو اقليم الشمس وأبوابه الملوك، الخامس إقليم مصر وهو إقليم الزهرة وأبوابه
الشعراء، السادس اقليم العقل وهو إقليم عطارد وأبوابه الحكماء والكتاب، السابع إقليم
القلب وهو إقليم القمر وأبوابه الوزراء.
ثم إن لكل إقليم من هذه الأقاليم
بابا فباب الإقليم الأول سر الحياة وهو باب إبراهيم عليه السّلام والباب الثاني سر
العلم وهو باب هارون عليه السّلام، والثالث سر القدرة وهو باب موسى عليه السّلام والباب
الخامس سر الرحمة وهو باب يوسف عليه السّلام والباب السادس سر الحكم وهو باب عيسى عليه
السّلام، والباب السابع سر العمل وهو باب آدم عليه السّلام. فالباب الأول مفتاحه الشكل
المثلث، والباب الثاني مفتاحه المربع، والباب الثالث مفتاحه المسبع، والباب السادس
مفتاحه المثمن، والباب السابع مفتاحه المتسع فافهم هذه الأبواب التي لا يفهمها إلا
من فهم سر الخطاب من أولي الألباب، واعلم يا حاذق أن فاتق الأكوان صادق فيما يفهمك
الأسرار، ويوضح لك الأنوار، فمن خطاب الليل والنهار يعلمك بلسان التصريح بل بصريح المقال
وجود طيّ هذه المداخل وقطع المنازل للنقلة البرزخية، وثناء الأيام العمرية، فناطق يخبرك
بالسر وظاهره، وأحواله باهرة جلية وظاهر البيان للمنازل يناديك كل منزلة يذهب لا أني
ذهبت بما ادخرت، وكذلك بيان الساعة وبيان الروح وبيان الدقائق وبيان الليل والساعات
بداية الأجسام المحسوسة، ونداء البرزخ نداء القلوب، ونداء الدقائق نداء النفوس، ونداء
الثواني نداء الأرواح، ونداء الثوالث نداء القلوب والعقول، ونداء الروابع نداء الأسرار.
وأما النهار فهو بداية مما يناديك جملا وتفصيلا من حيث الساعات والدرج والدقائق والعوافي
للثواني، والثوالث والروابع إلى ما لا نهاية له، ثم جريان المياه القول كل نقطة أنا
ذاهب إلى مستقري، وكذلك مهاب الريح وألطف من ذلك الأنفاس، كل نفس يناديك تلويحا وتصريحا،
علويها وسفليها ومليكها وملكوتها، وهذا سمع من بواطن هذه الأسرار خصوصية إلهية ولطيفة
إلهامية كما قال تعالى إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ
فِي الْقُبُورِ:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
... ولكن لا حياة لمن تنادي
وقال العلماء: إذا أراد الله
بأمة خيرا جعل الملك في علمائها والعلم في ملوكها. قيل لبعض الحكماء: من الملوك فقال:
من ملك هواه واتبع رضا مولاه:
فكن كاتما إن نبت العلم مربعا
... فكتمانها عند الحكيم من الفرض
الله الله الله الله الله
الله الله الله الله سبحانه وتعالى محمد محمد محمد محمد محمد محمد محمد محمد المهدي.
واعلم وفقني الله وإياك لطاعته
أن دورة سلطنة العين دورة شمسية قال تعالى عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ قال بعض العلماء:
لا يحل الكلام في الغيب لأنها سريرة الله تعالى اختار به أبا البشر آدم عليه السّلام.
وقال بعض العارفين: بل الله تعالى ينظر إلى ذلك من أسرار الجبروت، كما كان آدم أبو
البشر والرسل عليهم الصلاة والسلام ينظرون لها في أسرار الغيوب أو الحكمة لم تزل وقد
أوعيت بجماعة من أرباب العقول لا يحصي عددهم إلاّ علاّم الغيوب وقال تعالى: ومَنْ يُؤْتَ
الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وقد بين الله عز وجل في كتابه ما يجري
للأولين، وما يجري للآخرين، وما من سر من الأسرار إلا وفيه خبر قال تعالى ولا رَطْبٍ
ولا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وقال ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ
وقال تعالى ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو السر
الأعظم، وهو المنيب الذي تمتد منه ملكية العلوم للأشياء. وقال: هو ملك أعطاه الله تعالى
سر خلقه وهو ثلاثمائة وستون علما وقيل: آية الغيب قوله تعالى أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ
فَهُمْ يَكْتُبُونَ أي يستمدون منه ما شاء الله تعالى كما فعل القلم. إن كتاب الله
تعالى دل على ما في قوله، وقوله دل على ما في غيبه سبحانه وتعالى، فإذا فهم المتأمل
هذه الأسرار نطق بالغرائب وأخبر بالعجائب وعد من الحكماء الأجلاء والسادة الفضلاء فافهم،
فقد قدمت وأخرت، وقربت وبعدت ورمزت وصرحت وكتمت ولوحت ولم أذكر دفعة بعد أخرى في ثلاث
ص ح ر تقدم ميم وتؤخر ميم تلك، وتفوت ميم تلك، وتفوت عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ لا تُبْقِي
ولا تَذَرُ الآية سواس عثمان جسم عثمان صالح عثمان يوسف عثمان شيخ عثمان سليمان عثمان
شاه رخ عثمان محمد عثمان عبد صالح خير من حر صالح، يا صمد يا حذر من الأخ الواقع في
القح سنة ٢٢٩ الأخ فخ، والعم عم مفتاح الخزانة عند صاحب الأمانة، وإذا نزل القدر بطل
الحذر، وقد فصلنا الآيات، وأظهرنا البينات منها هو حرف النون فافهم ن ق ن.
وهناك نكتة عجيبة غريبة فتدبرها،
فإن علمتها فاكتمها، وهي هذه فافهم ترشد وتغنم، وطالع تطلع وهي ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر
ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه ولا ي فافهم هذه الإشارات في حروف اسمك المختار، يا
سلام سلم من سريع مسمع السامع أخذ عطب البيع ستار معيد:
تعال بنا نستغفر الله كلنا
... لعل إله العرش يكشف ذا البلا
وص انه ففي أثر تخفى ليس
بالتدبير يبطل أسرار المقادير، يا ودود قد مكناك واسترح من فتنة امامك حاسبين الاسم
البسيطين عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، سمه ناقع قتله واقع يخشى عليه
غضب السلطان وسكت الإيمان،
كان مأمولها بين الأنام يخفى. والثانية يحسبها لا تخفى قل لصاحب الأمانة ليس لك تصريف
لأنك عن طريق الحق ضعيف، اخذل المنصب، فشكوت وظننت أنك شكرت، فكيف بك إذا نزلت وبعد
العلو إذا سفلت علي علي له الوزارة العظمى ماضي فات إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ أيتها
المرأة لا تعاندي القدرة إذا ركب التخت أسعده البخت، وروت رجب من العجب هدهد سبا جمال
بالنسا:
فالعنبر الخام روث في معارفه
... وفي التغرب محمول على العنق
شيء شجر ص ر ح ٩٧٩ خبز اسم
شريف ١١٦ يثبت قلت ثبت قلت ينبت الاخ فخ، والعم عم ملك صادق طاهر فاتح العين ٩٢٣ يهلك
٣٤٥ تملك:
وللنجم من بعد الغروب استقامة
... وللشمس من بعد الغروب طلوع
من ستة ثلاث لأنها بداية
الحراب يا صالح صالح وسلموا الحكم لله يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا يا مُوسى أَقْبِلْ
ولا تَخَفْ بالسلام سلم يا جهجان كليم يا محمد ارقد يا مصطفى اسجد فآن الأوان يا مهدي
الزمان:
فروح وريحان وعمر مهنأ
... وجاه وعز والملوك تكارم
نبيك عن عثمان آل شماخه
... سليم ثناه في شماخ الجماحم
أتى عن ولي الله فيها تواتر
... بأن لها ملكا مبيد المعاصم
يكون له وقت لوقت من آخر
... عليه لواء النصر بالنصر قائم
وبعد تمام العز عز مقامهم
... يليكم زمان النحل قل المطاعم
محمد المهدي أم كتابه
... شريف لآل بيت الكفر قاصم
صناجقه مصر تخفق دائما
... يمد أمام الجيش دوم الصوارم
يعيش زمانا في الأنام مؤثرا
... وليس عليك الباس يوم النضائم
ودام لك التمكين ما دمت قائما
... بحق ما فيه أيضا للنعائم
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: الملك في قريش، وقال عليه الصلاة والسلام «لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر
خليفة من قريش صفا لهم الزمان ٥٣٩» وهم تسعة وثلاثون خليفة وقد سئل الحبر الإمام معلم
السبطين: يحيى بن عقب عما يكون في سائر البلاد وسبب خرابها فأجاب نظما حيث قال:
رأيت من الأسرار عجيب حال
... وأسبابا سيظهرها مقال
بما قد أنزل الرحمان حقا
... يكون بحكم ربي ذي الجلال
ففي بغداد يظهر عن قريب
... من الخلفا ملوك ذوو فعال
عددهم تسعة وثلاثون شخصا
... ثم ينقرضون كلا باحتمال
يكون معلقا عشرين عاما
... وأربعة على سير الليالي
إذا ما جاءهم العزل حقا
... تهلك البلاد بلا محال
وجاءت خيل بربر فلا يحصي
... لهم عددا كثيرا كالرمال
فكم ولت حذارا للمنايا
... فلا حصن منيع ولا ثقال
وكم تلاشى هنا من دار
... تقلب لوت رحالا كالمقال
وكم من حرة هبت بحزن ...
وقد كانت من أرباب الحجال
ودقياس مستقبل بعد هذا
... وترتجع الهزيمة بالشمال
فيا أسفي على حلب وحزني
... وماذا يلقيان من القتال
وفي ضرباته شيء عجيب ...
يكون عليهم عظم اغتلال
فليس يجمعهم قيد شباب
... ولا لحماتهم غير الزوال
ويظهر في السماء عظيم نجم
... له ذنب كمثل الريح عال
فتلك دلائل الافرنج حقا
... ستملك للسواحل والقلال
وعكا سوف يعلوها جيوش
... كما تعلو الغيوم على الجبال
ويلطخ دورها بدماء قوم
... أتوها هاربين من القتال
وتفتح رملة البيضاء حقا
... فويل للسواحل والرمال
وبعد القدس ذا يوم عظيم
... له تبك الملائك بابتهال
ويبقى نهر كنعان عبيطا
... ولا يقدر على الماء الزلال
فيا ويل لحران وحمص ... وما
يلقون من جور النوال
فويل ثم ويل ثم ويل ... لأهل
الشام من ملك الضلال
إذا ملك البلاد طغاة رجس
... قليلي الأمانة والمقال
إذا حفوا شواربهم وقصوا
... لحاهم صارت كأذناب البغال
وضيقوا الثياب ووسعوها
... وقد مزجوا الحرام من الحلال
إذا ما جاءهم العربي حقا
... على عجل سيملك لا بحال
ويفتحونها من غير شك ...
وكم داع ينادي بابتهال
ومحمود سيظهر بعد هذا
... ويملك الشام بلا قتال
وتطيع له حصون الشام جمعا
... وينفق ماله في كل جال
ويظهر من بلاد الروم جيش
... على حلب كأن ملهاه الكمال
به روس وبرغلة وروم ... وكل
قاص من حد المسال
وينزل من مغاربها وتضحى
... ضياع الشام مقفرة خوال
وتهدم نحورهم عرب وترك
... تريد النهب من بعد القتال
وترجع عسكر الأروام عصرا
... على أعقلهم زغج النوال
فتعمر شبرز بيضا وسودا
... وحصنا ذا أبراج طوال
ولا إسلام فيها بعد هذا
... مقام بعد أوقات المطال
ويوم في حماة أي يوم ...
يكون عليهم منه وبال
إذا رفعوا البناء وشيدوها
... ورفعت القتام على العوال
يصب عليهم الرحمن ريحا
... فترى بالعيون وبالقلال
وعندنا منه يوم عظيم ...
سيقتل فيه شبان الرجال
ببيض كالعقارب مرهفات
... من الهندي محكمة الصقال
وأما السيل يظهر عن قريب
... ويظهر في الشام قبح حال
فكم في السيل من حد مرتب
... وكم دور مزيلة العمال
ومخلفات رايات ثلاث ... عن
كلب معادنة الزوال
فتركي ورومي ومصري ... ملوك
الأرض كاسرة فعال
يكون لقاهم يوم الثلاثا
... صلاة الفجر ملتحم القتال
ستظهر علوج الروم عنها
... ويرتفع الصليب على العوالي
ينادي صائحا بالقول صونا
... كذا الشيطان في ذاك المقال
ويرتجعون في جمع غضبا
... على الأروام قيلا بابتهال
ولا يرجع الأرض الروم منهم
... سوى رجل وحيد باحتلال
وتركيا ومصريا جميعا ...
فيخلفان في قيل وقال
يظل السيف في المصري قتلا
... إلى أقصى الخفا باقتلال
ويلقوا من همدان شخصا
... كأن حسنه نور الهلال
فتلك دلائل المهدي حقا
... سيملك للبلاد بلا محال
ويخضرّ القضيب براحتيه
... وتأنسه الوحوش من الجبال
تطيع له البلاد ومن عليها
... ويمحى الكفر منها والضلال
ويأتي بالبراهين اللواتي
... تسلمها البرية بالكمال
ورومة يفتحها وقسطا ... ويقسم
مالها كيل مكال
يكون مقامه عشرين عاما
... وعشرون مضاعفة النوال
هناك الأعور الدجال يأتي
... إلى الشامين في ملك ومال
معه جبل عظيم من ثريد
... وصورته حدث لم يسال
يكون مقامه في الأرض حتما
... شهور سبعة عدد الكمال
ويقتله المسيح بأرض لد
... ويقترح البرية بالدلال
ويقتل جنده في كل قطر
... ولا يبقى لهم فيها مجال
ويأجوج ومأجوج سيأتوا
... كسرب طرق من حد المسال
فلا نهر الفرات لهم يكفي
... ولا سيحان والدجلة الثقال
ولا نهر الشآم ونيل مصر
... وبحر سويمة من ماء خال
ويرعون النبات فلا نبات
... يعود ويجذبوا ورق الجبال
وأما الشمس تطلع من غروب
... يسيل لحرّها الصخر الثقال
تقيم ثلاث أيام تماما
... فيحرق حرّها شجر المنال
وقاع البحر يظهر بلا شك
... فتفي الوحوش والطير الوبال
وتنقطع الغيوم فلا سحاب
... ولا غدا يعود ولا بوال
ولا بر يعود ولا زكاة
... ولا فضل يعود ولا نوال
ولا ولد يبرّ بوالديه
... ولا أب يفرج عن عيال
دلائل أصعب الأوقات دهرا
... وخبث أمة وأشر خال
ويشغل الخراب بكل أرض
... كما يبدو الحريق بالاشتعال
وتخرب مكة وديار صنعا
... من الطاعون والعلل الثقال
وتخرب طيبة وديار وهب
... وتبقى دورها قفرا خوال
ويخرب موصل وديار بكر
... ومدن السند بالريح الشمال
وقال ذا معلم السبطين حقا
... يكون بحكم ربي ذي الجلال
وقد جاء جبريل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بتفاحتين من تفاح الجنة وكان عنده الحسن والحسين، فأعطى كل واحد
واحدة، فأخذاهما وأعطياهما لمعلمهما، فأكلهما فأنطقه الله تعالى بالحكمة والمغيبات،
فبلغ خبره النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يابن عقب قدم وأخر، فإن أفشاء سر الربوبية
حرام. وهذه الحكاية مستفاضة عند العلماء الأعلام. وقيل: إن لله كنوزا مخفية مفاتيحها
ألسنة الشعراء. وقال عليه الصلاة والسلام «إن لله سرا مكنونا يظهره على لسان الشعراء.
وقال: لولا الدنيا والآثار لما بدت الأسرار». وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمر
خروج الملاحم والفتن كلها. وقال حذيفة: والله ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم من قائد
فتنة إلى أن تنقضي الدنيا وهي تبلغ ثلاثمائة فصاعدا إلا وقد سماه لنا باسمه واسم أبيه
وقبيلته». وفي رواية: «و الله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صاحب جيش إلى
أن تقوم الساعة إلا وسماه باسم أبيه وقبيلته».
وأما سبب خراب الدنيا فخراب
الجبال بالريح العاصفة، وخراب المدينة بالجوامع وخراب بلخ بالماء، وخراب ترمذ بالطاعون،
وخراب مرو بالرمل، وخراب اليمن بالجراد، وخراب سمرقند بالسيف وبني قيطور، وخراب فارس
بالقحط، وخراب مصر بالنيل، وخراب الأندلس بالسيف، وفي سنة ظف تأخذها الروم، ثم يأخذها
صاحب الزمان محمد المهدي، ثم يفتح الله رومة المدائن مع القسطنطينية على يد محمد القائم
بأمر الله تعالى، وإذا خرج هذا الامام تكون الأرض ملئت جورا
فصل في معرفة الجفر
الذي ذكره الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه
وظلما، وبقدره تملأ عدلا
ولو بقي من الدنيا يوما واحدا لا بد أن يحكمها ولد فاطمة المسى بصاحب الزمان وهو المهدي
واسمه محمد، يقسم المال بالسوية، ويعدل في الرعية، ويفصل في القضية، ويفتح المدائن
الرومية، وتحت طاعته سبعون ألفا من ولد اسمعيل وإسحاق، وترفع المذاهب، ويبقى صاحب كشف
وشهود، وينال البقية التي في الصندوق من نهر الأردن التي وضعها علماء التحقيق، ثم ينزل
عيسى بالمنارة البيضاء شرقي دمشق، والناس تأتي إلى دمشق وقت العصر، ويصلي بالناس، ثم
يأمر بكسر الصليب، ويقتل الخنزير ومن أكله في زمانه، ويقتل السفياني عند شجرة بغوطة
دمشق وأصله من قرية من قراها، يظهر بالصلاح والفلاح ويمتثل أمره، ويخرج الدجال، ويكون
خروجه من طبرستان من المشرق ويأتي أصبهان، فيتبعه منها ألف طيلسان من يهودها، وهو رجل
كهل أعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل أحد، ولبثه في الأرض أربعون يوما أول يوم كسنة،
وثاني يوم كشهر، وثالث يوم كجمعة، وباقي أيامه كأيامكم هذه. وقد سئل النبي صلى الله
عليه وسلم عن ذلك لما قالوا له: أيكفي له صلاة يوم واحد قال لا يقل اقدروا له قدره.
ويبعث الله يأجوج ومأجوج فيمرون كلهم على بحيرة طبرية، ويشربون ما فيها من الماء وماء
بحار الدنيا كلها، فيرسل الله عليهم النيق، فيبيتون ويصبحون موتى أجمعين، وتشعل الناس
من ثيابهم وجثثهم سبع سنين، والأخبار في ذلك كثيرة شهيرة ليس هذا محلها وقد ذكرنا هذه
النبذة لتمام الكلام فافهم ذلك. وروى ابن عباس رضي الله عنهما «أن عمر الدنيا على عدد
أيام الأسبوع». وقال دامر الهندي: عمر الدنيا على عدد الكواكب السبعة. وكان في كل دورة
من هذه الدورات نبي، فكان في الألف الأولى آدم وفي الثانية إدريس، وفي الثالثة نوح
وفي الرابعة إبراهيم، وفي الخامسة موسى، وفي السادسة عيسى، وفي السابعة محمد صلى الله
عليه وسلم وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «في رأس كل مائة سنة يبعث الله لهذه
الأمة رجلا يجدد لها أمر دينها وقد تركتها بيضاء نقية».
فصل في معرفة الجفر الذي
ذكره الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه
وذلك أسماء والقصد بهذه الأسماء
إنما هو عددها ومعرفة تكسيرها في ضرب المبادئ بالأصول، ولم أوضح لك أكثر من ذلك، وإنما
ذكرت هذه الرموز ليكمل كتابي هذا ويفوق غيره من الكتب، والطريق إلى مكة كما بينا، وهذه
الرموز الجفرية الموضوعة الأصلية بسم ا ل ل هالرحمن الرحي م شعيب سميع شيث حزقيل قابيل
طوس دمياط نابلس طرابلس طرسوس حلب حمص ودمشق تفارقا أحر مواد محمد أحمد موسى الياس
يوسف محمد المهدي الملك المبين الله وكيل موسى بلقيس سليمان جليل انجم قابض المص كهيعص
طهحم مستجعص ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ مراد افتح منه محمد عثمان صالح وطالح الأمر
لله يعطي النصر لمن يشاء إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَةً يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ
بِالْحَقِّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لله يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو حسبي وكفى.
واعلم أيها الطالب أن هذه
الأسماء والآيات كلها تؤخذ مما ذكرناه، وقد جمعت لك الطرق.
فصل في معرفة جفر الإمام
جعفر الصادق كما أخذته من صدور العارفين
ووجه آخر وهو أن تأخذ اسم
صاحب الدولة، وصاحب النعت حروفا، والعدد الموافق من أسماء الرموز وابسطهم، ثم انظر
إلى اسم الذات واضرب الجميع. وعدّ ذلك وانظر الخارج فهو المراد. واعلم أن أصول الاسم
المقدس على أحد عشر حرفا، وهي مقابلة من أول الهجرة إلى وفاته والمبادئ مع مواد أصولها
اثنا عشر وهي مقابلة قتل عمر رضي الله عنه، واضطراب الشورى وأصول الاسم من أصول الشورى،
إلى قتل عثمان رضي الله عنه، ومن الجهة الأخرى من مبادئ الاسم، كان وقعة الجمل وقيام
الفتن، وإذا ضربت المبادئ مع أصول الاسم كانت يغ وهو: قتل ابن الزبير رحمه الله تعالى،
ثم ضربت المبادئ مع أصول الاسم فكان مائة واثنين وثلاثين، ومن الحروف قل، فكانت آخر
دولة بني أمية، وانقراض أيامهم وخلافتهم، ثم ضربنا أصل حروف الرموز في البواقي من مواد
الحروف، فخرج لنا من الحروف قعر، فكانت الزلازل في سنة مائة وسبع وثمانين، والأراجيف
وخراب الحصون والمنازل والقرى من أرض مصر والشام، وانقطاع الجبل الأخضر بانطاكية وذلك
في خلافة المتوكل على الله تعالى، وإذا جمعت حروف الرمز كان الخارج من ذلك ثلاثمائة
واثني عشر، ومن الحروف شيث، فكانت في هذه الأيام اختلاف الناس، وظهور القرامطة. وإذا
ضربت جميع الحروف الظاهرة والباطنة، خرج من ذلك أربعمائة واثنان وثلاثون قيل وآخر دولة
بني أمية ملوك الأعاجم، وابتداء الدولة السلجوقية، وإذا ضربت الحروف المجتمعة من حروف
المبادئ، يكون الخارج خمسمائة وسبعين، وهو انتهاء الدولة الفاطمية، وإذا ضربت الحروف
من أول المبادئ، يكون الخارج خمسمائة وسبعين وهو انتهاء الدولة الفاطمية، وإذا ضربت
الحروف من أول المبادئ وقع حرف الاسم المقدس فكان الخارج خمسمائة وثلاثة وثمانين شجف،
فكان تغير دولة الافرنج وفتح بيت المقدس وهلاك الافرنج، وإذا ضربت أصول المبادئ مع
حروف الرمز، كان الحاصل ستمائة وسبعة وعشرين، وكان ذلك في عام كسر السلطان جلال الدين
خوارزم شاه، وزوال ملكه وإعلاء التتار على تلك البلاد، وقيام الافرنج في بلاد العرب
ونصرنا الله عليهم، وكل هذه قواعد كلية، ولو أبصرت كل فتنة. أو واقعة وقعت، لوجدتها
على هذا الحساب، وهذا المعنى لا يختلف أبدا والله أعلم.
فصل في معرفة جفر الإمام
جعفر الصادق كما أخذته من صدور العارفين
وهو أن تضع حروف أبجد هوز
إلى آخرها ٢٨ حرفا، كل حرف ٢٨ صفحة، وكل صفحة ٢٨ سطرا، وكل سطر ٢٨ بيتا وكل بيت ٢٨
حرفا، ويحفظ الحرف الأول والثاني للصفحة الثانية، والسطر الرابع مرتبة البيت فيكون
مكتوب في البيت من الكتاب أربع ألفات وفي الأخير أربع غينات على وضع يحصل منه أربع
مرات في كل ضلع من الأضلاع طولا وعرضا، ومجموع صفحات الجفر سبعمائة وأربعة وثمانون
صفحة، وعدد سطوره ٣١٩٥٢، وعدد بيوته ٢١٤٥٦، وعدد حروفه الحاصلة في جميع الصفحات ٢١٤٥٦٣٤
والشيء المقصود بالإشارة إن كان رباعيا مسطورا بعينه فالضابط في الإشارة تعين له إحاطة
على المراتب الأربع فتدبره فهو عظيم الشأن، فقد فتحت لك الباب، وحللت
الرمز المكتوم لمن أراد الوصول
إلى حديقة أسرار الغيوب وروضة أنوار القلوب، وهذا جدول يعلم منه أسماء الملوك كما ترى
فافهم:
ومن ذلك تعلم منه بالتأمل
سر ما كان وما يكون، وأصل كل ملك تولى من ابتداء دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى
قيام الساعة، وأسماء الملوك وما يجري على ذلك الشخص وما يكون لبقية زوال الدول دولة
بعد دولة، أرشدك الله لفهم ذلك، وسلك بنا وبك أشرف المسالك والله الموفق.
وهذه قاعدة مهمة حررتها من
أصول الجفر، فوجدتها صحيحة لا تخطئ أبدا وهو إذا أردت أن تعرف ولاية الملوك، وأرباب
الولايات وأعمارهم، فخذ عدد حروف اسم المطلوب بالجمل الكبير، ثم إن كانت حروفه مفردة
وهي التي لم تتكرر، فابسط حروفه من أوله إلى آخره إلى أن يتكرر فيه الحروف ويصح العمل،
وإن كانت حروفه فيها مكرر مثل حقق وبرقوق، أو بعضها مكرر مرتين أو ثلاث، فلا تحتاج
إلى بسط وتكسير، بل الحكم فيه وبه لا يخطئ أبدا، وإن كان فيه حرف واحد مكرر، يؤخذ من
مثنى، فانظر في أول الاسم، فإن كان مثنى أيضا فضف إليه مثل عدده فيصير جملتين، أسقط
منها ما مضى من القرون، ومهما فضل كان مدة ذلك الملك والحياة، وكذلك تعيين الثلاثين
من الثلاثي فصاعدا، فإذا تعدد الحد المعلوم، أسقطه أدوارا وبه الحكم لا يختلف أبدا
والله أعلم.
ووجه آخر: إذا أردت أن تعلم
مدة ولاية صاحب المنصب من سلطان أو حاكم أو غيره، وكم يلبث في ولايته، فخذ عدد حروف
اسمه بالجمل الكبير، ثم انظر في حروف الاسم المذكور، فإن كان رباعيا في أوله ألف، فاطرح
من العدد ٢، وما بقي اضربه في نفسه، فما بلغ اطرح منه ما مضى من القرون مرة واحدة،
ثم انظر ما بقي بعد الطرح، فإن كان فيه ألوف، فاطرح منها مئات التاريخ الذي معك، وإن
تأخر من الألوف مائة، فضعفها بالقهقرة إلى مرتبة المئات، التي قبلها وإن بلغت مثل سنين
التاريخ اطرح منها مثله، فإن تأخر منها شيء، فأضفه بالقهقرة إلى المرتبة التي قبلها
فما بلغ، فالحكم عليها وعلى التي قبلها بأن المدة المطلوبة. مثال ذلك أحمد بن دانيال
خذ عدد حروف اسمه ٤ فكانت ٥٣ اطرح منها اثنين يبقى ٥١ اضربها في نفسها تبلغ ٢٦٠١، فكانت
مدة ولايته يوم الأربعاء جمادى الآخرة سنة ٦٦٥، اطرح هذا التاريخ من خارج الضرب يبق
سنة، ثم طرحنا من ألف ستمائة بقي أربعمائة أضفناها إلى ٦٠١، بلغت ١٠٠١، طرحنا منها
سنين التاريخ أيضا، بقي ٣٢٦ من العدد، أضفناه بالقهقرة إلى المرتبة التي قبله وهي ٣
بلغت ٤، وقبلها ٦٠ فيكون ٤٦، تكون على هذه الصورة، هل هي سنين أو شهور وغير ذلك، فالذي
كان بالمشاهدة إن كان مدته أربع سنين وستة أشهر، ولذلك قاعدة وهو: إن كان الواقع أولا
أياما، فإن انقضت فشهور، فإن انقضت فسنين. وبين كل عددين اما قطع أو حركة، فإن سلم
وصل إلى المدة الأخيرة، وكذلك الحكم والله تعالى أعلم.
الفصل الرابع والثلاثون:
في معرفة علم الزايرجة وكيفيتها ومعرفة استنطاق نسب الحروف والبروج والمنازل والموازين
المشهودات
وإن كان الاسم خماسيا وتكرر
فيه حرف واحد مثل مكارم، فافعل به كما تقدم، وهو طرح اثنين من العدد، وما بقي اضربه
في نفسه، وزد على الخارج من الضرب مثله وهي جملة ثانية. وكذا إذا تكرر فيه الحرف كل
ثلاث مرات فزده جملة ثالثة وافعل به ما تقدم يحصل المطلوب. وإن كان الاسم ثلاثيا وليس
فيه حروف مفردة ولا مثناة، فاضرب عدد حروف الاسم في نفسه، وما يخرج من الضرب، فاطرح
منه ثلاثمائة، التاريخ الذي معك حتى يبقى أقل من سنين التاريخ، فما كان صنعه بالقهقرة
إلى ما بقي من مئات خارج الضرب إن كان فما بلغ، فإن كان أكثر من مئات التاريخ، فاطرح
منها مئات التاريخ حتى يبقى أقل منها، فاجمعه إلى ما في مرتبة الآحاد والعشرات يحصل
المطلوب. مثال ذلك عدد اسم طفف ١٨٩، طرحنا منه ٢، وضربنا ١١٤ في نفسها بلغت ١٢٩٦٦ طرحنا
منه التاريخ وهو:
ستمائة وأحد وعشرين مرة،
فيبقى بعد الطرح من الألوف ٦٥٥٦، وخذ القهقرة يصير ٨٥٦، ويصير بعد الطرح ٣٥٦، ويصير
الجميع ١٣ أيام الولاية، والستة والخمسة شهورها، فتكون مدة ولايته ٨ أشهر وعشرين يوما،
وإن كان في أول اسمه حرف مثناة وحرف مكرر، فاضرب الحروف في نفسها كما تقدم، وزد عليها
مثلها وزد على الجملة مثل عدد الاسم، وما اجتمع اطرح منه ما مضى من القرون الكاملة،
وما بقي دون قرن أو مثله قهقره من هناك إلى ما قبله من العدد. مثال ذلك: برقوق جملة
اسمه ٤٠٨، ومثناه ٨١٦، وأضفنا له مثل عدد الاسم ٤٠٨ فصار ٨١٦، ثم طرحنا من الألف الماضي
من القرون وهو ٧٠٠، بقي ١٠٠ وهي أقل من التاريخ، فأضفناه بالقهقرة إلى ما في المرتبة
التي قبلها فصار ٧، وهي سنين، وقبلها أربعة أشهر، وهي شهور، وإن طرحت من التاريخ عدد
أيام الشهور العربي الذي فيه مع بعض الشهور الماضية، خرج بقية أيام المدة المطلوبة
من ٤، فما بقي من الشهور وهي ١٠١، الباقي ١٩، وبعض الشهور أربعة أيام من ١٩ يبقى ١٥
وهي أيام المدة، فكانت ولايته ٧ سنين و ١٥ يوما وقس على ذلك والله أعلم.
واعلم بأن الحكم في الاسم
الرباعي مثل: أحمد وقايتباي لا يخطئ أبدا، وكل هذه قواعد كلية صحيحة مأخوذة من أصول
الجفر، ثم جاء أستاذ سبتيه، وحلها ١٢ وترا من الجفر فاستخرج بها المجهولات، والعلماء
بعد ذلك أخذوا منه بحسب استعدادهم، فلأجل ذلك سميت الزايرجة بالشيخ السبتي، وهذا العلم
مأخوذ من علم الكسر والبسط، وهو على وجوه شتى، أرشدك الله إلى غاياتها وحقائقها، وهداك
إلى رموز دقائقها، إنه على ما يشاء قدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الفصل الرابع والثلاثون في
معرفة علم الزايرجة وكيفيتها ومعرفة استنطاق نسب الحروف والبروج والمنازل والموازين
المشهودات
اعلم وفقني الله وإياك لطاعته
وفهم معرفة علومه وحفظ مباني رسومه، أن علم الزايرجة علم شريف لمن علمه وعمل به، وهو
على ثلاثة أقسام: قسم يسمّى الموضوع المستعار، وقسم يسمى
الموضوع البسطي، وقسم يسمى
الموضوع الرجزي قائم بنفسه؛ فالقسم الأول مثل الفال ويسمى المركز، والثاني يؤخذ من
الأوفاق المربعة والمسدسة الدورية، وهو أقرب الطرق، ويخرج مثل الرجز أو النثر المقفّى،
والثالث قائم على قوانين شتى، وذلك أن يظهر لك نظم على ميزان الشعر المسمى بالرجز فالقانون
الأول المسمّى بالمركز وهو أن تأخذ اسم الطالب وكسره، كما بيناه لك سابقا في معرفة
التكسير، ثم امزجهم بالحروف وهي حروف السؤال المسمى بالوتر الثابت الآتي ذكره، ثم بعد
ذلك انظر الحروف، وامزجها وعد جميع الحروف بالرقم، وأسقط ذلك على الموازين والأربع
طبائع الآتي ذكرها، ومهما فضل معك من العدد تلقطه وتجعله مفتاحا، فإن فضل معك ميزان
الهواء فتعد عليه، وكذلك بقية الحروف إلى أن ينفد العدد، واجمع الحروف كلاما وإن نقص
كلمة تزيدها من عندك، ولحن ذلك وهذه أقل المراتب، وقد جعل من هذا القانون أكثر العلماء
مثل الإمام: محمد المرموي، والخطابي في زمن المأمون وألفوا كتبا كثيرة للتفاؤل وهي
سهلة لمن تأملها.
والقانون الثاني وهو أن تأخذ
اسم الحاجة وكسره وامزج حروفه مع حروف القطب، واجمع ذلك بالجمل، واقسم العدد ونزله
في مربع أو مسدس إلى العشرة إلى أن بلغ عددا كثيرا، ثم اطرح العدد على الموازين الأربعة
التي هي موضوعة على الطبائع، ثم أسقط ذلك، ومهما بقي معك أثبته حروفا واجعله مفتاحا،
ثم القط بعد ذلك العدد. وهكذا تفعل في سائر الأعمال من جميع الأوفاق. وفيه قانون آخر
وهو أن تأخذ الحاجة، واسم الشخص وكسره حروفا، وامزج الحروف مع حروف اسم القطب امتزاجا
تاما، ثم نزل تلك الحروف على تنزيل حروف الطبائع، ففي أي ميزان انتهى العدد فهو المفتاح
لذلك فافهم، ثم بعد ذلك تعدّ الميزان على توالي الدرج والقط الحروف، فإنه يخرج لك بحسب
استعدادك قانون نظما ونثرا ورجزا، وستأتي صورة العمل به إن شاء الله تعالى. وصورة العمل
أن تأخذ اسم الحاجة، واسم صاحب الحاجة واليوم والساعة والطالع والغارب والمتوسط والوتر
وما بينها من البروج، وميزان الشعر وميزان الموسيقى، واجمع هذه الحروف، وكسرها تكسيرا
حرفيا على القانون الآتي، ثم اعرف الحروف، وخذ الحرف الذي لا يتكرر، وأثبته في مكان
على حدة ويسمى حرف الفضلة، ثم ابتدئ بمزج الحروف التي ليست مكررة، واجمع حروفها كما
هي واضربها في نفسها، وما زاد من العدد أسقطه على ترتيب الأربع طبائع، فما خرج من الحروف
يكون مفتاح ذلك الحرف، فانظم ذلك والقطه فيخرج نظما من أي قافية أردت، وأقربها بحر
الطويل، وإن احتجت حرفا من الحروف، فخذ التكملة من الحروف، واجمع ذلك بحسب استعدادك،
وهذه القوانين التي ذكرت على ثلاثة أقسام.
وأما أوتار البروج الاثني
عشر فإذا أردت عملا فخذ الأوتار، وامزجها مع حروف الحاجة، وأسقطها بحسب الواقع وهذه
صورة كل وتر لسائر البروج فأول ذلك: وتر الحمل ا ب ج د ه وز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص
ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ، وتر الثور س ع ط وح ت ن س د ق ض ر ت ف ع ص م ك ي ر وه د ب ج ا،
حروف وتر الجوزاء ع ط ح ث ن س ق ض ب ع ل ك ر وه د ب ا، وتر السرطان وق ش ب ح د ص ع
س ا ب ج د ه وز ح ط ي، ك ل م ن ر ع ص، حروف
قاعدة عظيمة
وتر الأسد ك م ط ا ب ج د
ه وي ق ع ص م ه ور ح ي ك ل م ن س ف ص، وتر السنبلة ق ح ن س د ه ش ا ب ج د ه وز ح ط
ي ك ل م ن ص ق ت ولا ر ب ر ك ل ع ف ول م، حروف وتر الميزان ك س وح ف ق ف ط ح س ش ا
وك ل م ن ص ق س ت ولا ر ت ث ق ك ل ع ف ق ل م، وتر العقرب س ص ر ظ ع ه ك ل م ن س ع ف
ص، ق ر ش ت ب ج د ط ع س ا ب ج د ور، وتر القوس ص ق ر ش ت ث خ ذ ظ غ ش ا ب ج د ه وز.
وتر الجدي ا ب ج د ه وز ح ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ص ع ش، وتر الدلو ض د س
غ ف ش ق ك ل م ن س ع ف ص، ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ ش ا م ج د ه وز ك ل، حروف وتر الحوت
ا ب ج د ه وز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ د ض ظ س. فهذه أوتار البروج الاثني
عشر، فإذا أردت العمل بها فخذ اسم الحاجة، وابسط حروفها ثم اجمع عددها الرقمي، واطرحه
على عدد البروج، فإن فضل واحد فخذ الحروف وامزجها ببرج الحمل، وزن ذلك بميزان الطبائع
والقط الحروف، وهذه الأوتار إلى جميع ما في العالم من خير أو شر وجميع ما تريد.
تنبيه: إذا أتاك سائل عن
علم من العلوم، فخذ وتر برج الشمس، وامزج بحرف السؤال والقطه، فإن كان عن عشق أو محبة
أو طب أو علم أو أمر من الأمور، فاقصد وتر الدالي وقس على ذلك تصب إن شاء الله تعالى.
قاعدة عظيمة: هو أن لكل برج
من البروج أسّا يقوم مقام الحروف وهو إذا أردت عملا من الأعمال، وعرفت حقيقة طالعه،
فخذ أس ذلك الطالع، وضفه على العدد وأول ذلك من البروج. وأما أسّ برج الحمل، فله من
الحروف ب ومن العدد ٢١ ومن الأوفاق كهيعص. وأما اس برج الثور، فله من الحروف ط ومن
العدد ٨٩ ومن الأوفاق المثلث. وأما اس برج الجوزاء، فله من الحروف ي ومن العدد ٣٢ ومن
الأوفاق المربع. وأما أس برج السرطان، فله من الحروف ط ومن العدد ٢٥ ومن الأوفاق المسدس.
وأما اس برج الأسد، فله من الحروف ح ومن العدد ٢١ ومن الأوفاق المسبع. وأما اس برج
السنبلة، فله من الحروف ر ومن العدد ١٤، ومن الأوفاق المربع. وأما اس برج الميزان فله
من الحروف وو من العدد ١٤ ومن الأوفاق المثمن. وأما أس برج العقرب، فله من الحروف ه
ومن العدد ٩٠ ومن الأوفاق المتسع. وأما اس برج القوس، فله من الحروف ج ومن العدد ٢
ومن الأوفاق المثلث. وأما أس برج الجدي، فله من الحروف ح ومن العدد ١٢ ومن الأوفاق
المربع. وأما أس برج الدالي فله من الحروف ب ومن العدد ٢ ومن الأوفاق المثمن. وأما
أس برج الحوت، فله من الحروف ١ ومن العدد ٢٠ ومن الأوفاق المسبع وسبب هذا الأس أنك
إذا أردت عملا من الأعمال على قانون هذا المعنى، فتأخذ اسم طالع السؤال، وتنزله مع
حروف الاسم، وضع تلك الأعداد الرقمية وتلقطها على حسب تلك البروج، وقدم وأخر في أول
تلك الحروف المستنطقة حتى يظهر المراد، وتفعل ذلك بحسب الأعمال، وهذه أقرب الطرق في
هذا المعنى.
وأما صفة إسقاط الأربع عناصر:
فأسقط النارية ٩٩ والحروف الهوائية ١٣١٣ والمائية ١٥١٥
والترابية ١٦١٦ وإذا أردت
إسقاط ذلك، فاجمع الحروف وبعد جمعها تفعل ما ذكرنا وأما حروف القطب ٤٤، فيجمعها هذا
البيت وهو الوتر وهو هذا:
سؤال عظيم الخلق حرت فصن
إذا ... غرائب شك ضبطه الجدي مثلا
وأما كيفية العمل فهو أن
تضع حروف الوتر، أعني القطب من غير زيادة ولا نقص وزد عليه أربع أوقات، ثم ضع سؤال
السائل أربعة وأربعين حرفا لا يزيد ولا ينقص، ثم امزج الحروف مع بعضها، وهي حروف السؤال
والقطب، وتنزلهما في جدول بقسمة صحيحة حتى يخرج لك الزمام، ثم انظر في حروف الجدول،
وانظر النارية والهوائية والمائية والترابية، فإذا عرفت ذلك فأسقط كل حرف أسقاطها،
وركب منه أحرفا على الترتيب، ثم انظر إلى أقل عدد، والقط الحروف بذلك القانون يظهر
لك الجواب إن شاء الله تعالى.
ووجه آخر وهو أن تأخذ حروف
السائل وتحذف منها المكرر، ثم أثبت ما بقي وكذلك تفعل في حروف القطب، واجمعهم جميعا
حتى يصيروا جميعا معك ٤٣٠ حرفا ثم خذ أعداد سطر المزج سوى الألفات وهي آحاد القطب وهي
هذه العشرة أحرف: ب ث ف د ر ه وز ح ط، ثم خذ أوتار هؤلاء الحروف فيكون ٦٢، فاطرحها
أدوارا اثني عشرية في ستة احفظها. والطريق في تحصيل الوتر أن ترفع الحرف على حرف يخرج
الوتر لذلك الحروف ثم خذ قوى هذا الحرف وذلك سرها عين سكنها من القطب، ثم ضم باقي القوى
بعد الطرح أدوارا ستة.
تنبيه: هذه الستة المحفوظة
من الأوتار ثابتة أبدا، والقوى تتبدل بحسب تغير الأسئلة، ثم اضرب المجموع أو باقية
في عشرة أبدا، وأصلها أن تضرب الأول وهو اثنان في اصطلاح أهل هذا الفن في البعد الثالثة
وهو أربعة، فيبقى ثمانية عشر، تبقى العشرة المذكورة وهي: ثلثان من أثلاث من نغمات الثوالث،
ثم الأول اطرحه بأول الخمسات المعمورية وهي اثنا عشر فإن بقي من الطرح أكثر من اثني
عشر فيكون ذلك أول المربعات، فاطرحها إلى أن يبقى مثلها أو أقل منها وهو الثلاثة. وأول
الأعداد وهو الاثنان، أو أقل العدد وهو الواحد فأيهما كان فهو الدليل، فإن كان واحدا
فناري، أو اثنين فترابي، أو ثلاثة فهوائي، أو أربعة فمائي، فما بقي فانظر في شرح المزج
من تلك الكرة، فهو المفتاح رابعة الشاهد فإن وافقا التمام فقد أتى على الاصطلاح، فعدّ
ذلك الضلع مستقيما، وإلا فخذ رابع الشاهد، فإن توافقت الشواهد الثلاثة من كرة واحدة،
فاكتب بل بنوع واحد وإلا بأن كانوا من كرتين فبنوعين، ومن ثلاث فثلاث، وهو نهاية التنزيل،
ثم اجمع أس الدليل، وأس الشاهد، واخرج من الحاصل أدوارا اثني عشريا فأقل في النوع الأول،
واضرب الحاصل في الاثنين، وأخرج من الحاصل واحدا إن كان الدليل على حاله في النوعين
الآخرين، فإن زاد الحاصل على أربعة وخمسين، فاحفظ الزائد عليها، ثم أدخل في جدول التنزيل
بكل نوع بنتيجته وهو الحاصل، والباقي المحفوظ، وشخص النوع الثالث جدول فإن دخل في الأول
إن كانت للقوة الجسمانية للدليل القوة فاعلم ذلك وحققه.
ووجه آخر ذكرته نظما
وهو هذا
ووجه آخر ذكرته نظما وهو
هذا
سألت هداك الله يا خل عالما
... بمعرفة العلم المصون الذي علا
على الجوهر المكنون في أحرف
الهجا ... وسر عليه الستر ما دام مسبلا
وأظهر ما فيه خفي وكامن
... من العلم علم الغيب وانفع الملا
أحثك أرجو الأجر من علم الهدى
... فكن صابرا على الأمر إذ انجلا
للسؤال فاكتب معرفة كذا طوا
... لع وقت تم عسكره الذي تلا
واحذف لما كررت منه وما بقي
... لفضل سؤال فائت العز مجملا
وبالجمل الموضوع بالجمل بعدها
... وسلطان طالعا أضفه مكملا
وكوكبه أثبت رأسه وأضفهما
... لفضل سؤال واجمع المتحصلا
فإن كان نارا أو وهو برج
طالع ... فللجوزاء اقصد وكن متأملا
وخذ رأسه ضما لما قد جمعته
... وإن كان نارا أو ترابا لصلا
فمن ضم اس الثور فلا يجد
... ساعات وسقطه إن جمعت لتفضلا
فما دوره سبع احتفظ به يا
فتى ... ترى العدد الباقي بيتك قد خلا
فعد بما يبقى من الجدول الذي
... يجانس برج الطالع إن كان ممثلا
فجدوله ذاك الشمال وإن يكن
... جنوبا فإثبات الجنوب تحللا
فمن أحد الأمنين عد لما بقي
... وحرف إليه ينتهي خذه أولا
فذاك أول ناطق سر جواب سر
... ذاك يجتلا
وثامنه حذه فثامنه إذا
... دخلت به في العد تظفر بالعلا
وإن تك أدخلته فاعتمد إذا
... على سابع من بعد سابع علا
فذاك ألم تزل تحت الكواكب
سائرا ... فأبراجها والعقدتين تكملا
إلى أن ترى في لفظك الألف
التي ... آخر اللفظ وآخر ما انجبلا
فألف حروف اللفظ جميعها
... فتنطق بسر الله أمرا مفصلا
فيظهر علم الغيب والله مدهم
... ويطلع سر الحرف بدرا مكملا
طوالع أفلاك قوانين حكمة
... تداخل أعداد علوم لها علا
رموزا نراها للكنوز موانع
... داخلها الطالب تظفر بالعلا
جلوت على أفكار وجه جمالها
... بغير حجاب مسفر متهللا
فمن كان ذا ذوق تملى بوصلها
... ومن لا له ذوق فترميه بالقلا
فهذا من الوهاب فضلا ومنة
... أتاني به المولى ليعرفه الملا
وصلى إله العرش خالقنا على
... محمد خير الخلق أشرف الملا
فصل في استنطاق الحروف
والأوفاق وخواص ذلك على التفصيل
واعلم أيها الطالب أنك إذا
أردت أن تعرف الحروف التي تصلح العدد، والتلفظ من هذه الأبيات فالحرف الذي ينبغي لك
أن تثبته، أو تتركه تكن من حروف الفضلة وهما هذان البيتان كما ترى:
الله يقضي بكل يسر ... ويرزق
الضيف حيث كانا
١٥١ ٢١٨ ١٢١ ٨٢٥ ... ٢٩٢
٦٦ ٢٢٢ ٢١١ فما كان مهملا ففي اللفظ جاريا ... وما كان منقوطا فالترك كانا
فهذا الحساب يعرف منه الضابط،
فإن حروف الجلالة ست حروف بحفظ لأن الحرف المشدد بحرفين، وكذا بقية الحروف على هذا
الترتيب، واستغن بحفظ الحروف، وجمع همتك عند تلفظك واصغ لذلك. وهذا آخر ما تيسر من
هذا الفصل من علم التكسير، وجميع ما ذكرنا نوع من أنواع الزايرجة وهو مشتق من علم الكسر،
ولو ذكرنا الأمثال التي ذكرناها لطال علينا المقال، ولكن ذكرنا أحسن الطرق وألطفها
وأسرعها مأخذا والله الموفق.
فصل في استنطاق الحروف والأوفاق
وخواص ذلك على التفصيل
فنقول: بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم وفقك الله لطاعته أن أول الابتداء باستنطاق الحروف، وبعدها الكواكب والمنازل والأيام
والأوفاق وخواص الحروف مع استخداماتهم على التفصيل، واعلم أن أول الأشكال الألف وهي
نقطة المركز إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
وإن الله تعالى نظر إلى النقطة فسالت، فامتدت الألف بقدرته ولأجل ذلك كانت الألف من
أمهات الحروف ومنها كانت، وقد ذكرنا ما رأيناه من طريق التحقيق في كتابنا المسمى بلطائف
الإشارات.
فصل في حرف الألف: اعلم أن
الألف سر الله تعالى في الموجودات والكلام على حقائقها يطول بل نذكر ما نحن بصدده فنقول:
الألف هو أصل الأشكال وأول الحروف وأول الأعداد، فعلى الجملة إنه حرف صادر من الله
تعالى الواحد الأحد، وله قوة في باطن العلويات وعدده على التفصيل ا ل ف، والعدد من
ذلك ١١١ فنطق بها من الحروف أي ق، وناسب من أسماء الله تعالى كافي وهو تمام المائة،
فضربناه في عدد حروف التصريف فبلغ عددها ٣٣٣، فهذه عدد قواها في ظاهر السفليات بالتأثيرات
الحرفيات. فاعلم سر المسمى والمسميات، ولذلك سر الألفات الثلاث على بيان أوصافها ولو
أضفت حروف الجملة على عدد التفصيل برز عن العدد ٤٤٤، وإن سلكت مسالك الحروف بلغت الرتبة
العالية وفيه سر التكسير فنقول ا ل ف، ثم كسرناها ا ل ف ل ا م ف ا ثم كسرناها فكانت
الحروف ا ح د، ث ل ا ث ون، ث م ا ن ون، ا ح د، جمعنا هؤلاء الحروف فكان عددها ٢٩١ حرفا،
فضربناها في نفسها فكان العدد الخارج ٣٨١، فكان الاستنطاق بعد اسقاط الاس ٣٣٠، فكان
النطق المسمى بالكعب ليس لسيائيل، فهذا الاستنطاق على التفصيل. وأما الاستنطاق على
الوجه الجملي الذي هذا عدده من غير طرح ١١١ كان ميكائيل، والوجه الثالث وهو أن تزيد
في لفظ إيل يبقى ملكا روحانيا اسمه إيل، فهذه الطريقة على الأوجه السابقة.
فصل في حرف الباء: فمن حيث
الجملة حرف ب عدده ٢، فكسرت هذا ب اا ل ف، ثم كسرت ا ح د، ا ث ن ي ن، ث ل ا ث ون، ث
م ا ن ون فكان عدد الحروف ٢٣ ضربناها في نفسها ١٤٩ فكان كعبها: طمقائيل، طرحنا الاس
بقي ١٩، فكان الكعب طس فزدنا إيل، فكان طسائيل، ثم أضفنا إلى حرف الياء من حيث السفليات
يليل فهذه الطريقة على ثلاثة أوجه.
فصل في حرف الجيم: وهو من
حيث العدد ٣، وتفصيل الإسقاط: ج ي م، فإذا كسرت ج ي م ي ا م ي م، ثم بسط ذلك ث ل ا
ث ع ش ر ه، ا ر ب ع ون، ع ش ر ه، ا ر ب ع ون، فعددنا الحروف فكان جملتها ٣٨ حرفا،
ضربت في مثلها خرج ٢٦٤ فأسقطناها والاس وهو ٥ فبقي ٣١٣ فبلغ الكعب جلش، فأضفنا إليه
إيل فكان جلشائيل فكان هذا في باطن العدد في العلويات، ثم أثبتناه وقلنا الجيم ٣ ضربت
في مثلها فكانت ٩، ثم ضممنا حرف الجيم والطاء فكانت جط فنطقناها فكان الملك جطيائيل،
ثم نطقنا بالعدد الأول فكان الملك دسيائيل.
فصل في حرف الدال: وعددها
٤، وتفصيل الاستنطاق دال فإذا كسرت دال ألف لام، وبسطها ا ر ب ع ه، ا ح د، ث ل ا ث
ون، ا ح د، ا ر ب ع ون، جمعنا هذه الحروف فكان عددها ٤٢، ضربناها فبلغ الكعب ٤٠٩ اسقطنا
منها الاس بقي منها ١٥١، فنطق الكعب طميائيل بالاستنطاق الثاني فكان حرف الدال أربعة،
ضربت في مثلها بلغت ١٦ ضربناها على قدر التكسير فبلغ العدد ٤٨، فنطقناها فكان الملك
المستخرج طيريائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الهاء: وعدده
٥، وتفصيل الاستنطاق، فإذا كسرت ه ا ل ف، فكان بسطها خ م س، ا ح د، ث ل ا ث ون، فجمعت
الحروف فكانت ٢٢ حرفا، ضربت في نفسها خرج ٢٠٤ اسقطنا الاس فكان ١٥٤ فكان الكعب الحرفي
داو الملك العلوي رقعيائيل، فكان هنا ظاهرا، وأما الباطن فكان العدد ٥، فنطقناه فكان
ميكائيل ٤، وكان هذا باطن الاستنطاق بالعلويات، والاستنطاق بغير اس درديائيل فاعلم
ذلك.
فصل في حرف الواو: وعدده
٦، وتفصيل الاستنطاق وتكسيره واو، ا ل ف واو أو تكسيره س ت ه، ا ح د، س ت ه، أ ح
د، ث ل ا ث ون، ث م ا ن ون، س ت ها ح د، س ت ه، جملتها ٣٣ ضربت فخرج ٣٠٩، طرحنا الاس
بقي ٢٥ فبلغ الكعب طفريائيل، فكان ظاهر العدد في العلويات، والوجه الثاني ضربناه فكان
٣٦، فنطقناه فكان الملك الموكل المستخرج من باطن العدد وليائيل، ثم رجعنا إلى الأول
فكان طسيائيل، فهذا ما في القوة الكلية فافهم ذلك.
فصل في حرف الزاي: وعدده
٧ وبسطه زاي، وتكسيره زاي ا ل ف بسطها، س ب ع ه، ا ح د، ث ل ا ث ون، ث م ا ن ون جمعناها
فكانت ١٩، ضربناها في مثلها خرج ١٨١، طرحنا الاس فكان الفائيل فكان نطقها في ظاهر العلويات،
وأما نطقها في باطن التكسير فقلبنا الرابعة وضربناها في نفسها ٦٢ فكان ذلك حسائيل ثم
أضفنا وضممنا العدد الأول فصار افعيائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الحاء: وعددها
٨ وبسطها ح ا كسرناها ح ا ا ل ف وبسطت فبلغت ٣٤، نطقنا
ذلك فخرج ٢١٦ وأسقطنا اسها
فكان كعبه ١٦٦، فنطقنا وسق فكان الملك وسقيائيل، فكان ظاهرها في العلويات، وأما باطن
ذلك فعددنا الحاء ثمانية، فضربت مرتين فقلنا ١٦ فضربناها في نفسها فكانت ولقيائيل،
ثم رجعنا إلى الأول فكانت وترائيل، فهذه الثلاث بطاقات.
فصل في حرف الطاء: وعدده
٩، وبسطه طا، وتكسيره ٢٢، ضربت فخرج ٢٠٤، نطقناها بعد طرح الأس فكان تقيائيل وهو ظاهر
الاستنطاق في العلويات، وأما باطنه في السفليات فقلنا تسعة في مثلها كان ٨١ نطقنا افتيائيل،
ثم رجعنا إلى الأصل فكان العدد الخارج ورديائيل. واعلم أن كل حرف من هؤلاء الحروف له
عوالم تخدمه، وله جسم نوراني يجتمع به السالك في خلوته، فاعلم ذلك وحققه.
فصل في حرف الياء: وعدده
١٠، وبسطه ي، وتكسيره ي ا ا ل ف، ضربناها في نفسها خرج ٢٠٤ فنطقت بعد الأس فكان دلقيائيل
وهذا ظاهر في الاستنطاق في العلويات، وأما باطن ذلك فقلنا ١٠ في ١٠ بمائة، وأضفنا إليها
ولق فكان ولقيائيل جئنا على ظاهر العدد من غير اسقاط فكان بافقيائيل، ثم جئنا إلى ظاهره
فكان درديائيل.
فصل في حرف الكاف: وعدده
٢٠، وبسطه ك ا ف، وتكسيره ك ا ف، ا ل ف، ف ا بسطناه حروفا بلغت ٣٤، ضربت في مثلها خرج
٣٠٦، فنطقناه فكان وترائيل وهو ظاهر في العلويات، وأما باطن ذلك فقلنا أصل العدد ٢٠،
ضربناه فخرج ٦٠، فنطقناه فكان لسائيل رجسا في الأصل من غير استنطاق وجدنا رسيائيل فاعلم
ذلك.
فصل في حرف اللام: وعدده
٣٠، وبسطه لام، وتكسيره ل ا م، ا ل ف، م ي م، وبسطهم ١٨١ حرفا، طرحنا الأس فكان المستنطق
القائيل، ثم نظرنا إلى باطن ذلك فكان الظاهر ص، فنطقنا ذلك الملك صيائيل ثم رجعنا إلى
الأصل، فكان اقنيائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الميم: وعددها
٤٠، وبسطها م ي م، بسطناها وكسرناها بلغت ٣٩ حرفا، ضربت في مثلها خرج ٣٨١، طرحنا الأس
ونطقنا الكعب بلغ ٣٤١، فنطقناها اليائيل وهذا ظاهر في العلويات، ثم جئنا إلى باطن ذلك
وضربناه في باطن العدد خرج قكى، فزدناه إيل، فكان قكيائيل رجعنا إلى أصل العدد فكان
طيفائيل، وهذا ظاهر في الاستنطاق.
فصل في حرف النون: وعددها
٥٠، وبسطهم نون، فبسطناها وكسرناها بلغت ٥٣ ضربت في مثلها خرج ٤٢٥، طرحنا الأس بقي
٣٧٥ نطقت هقيائيل فكان هذا ظاهرا في الاستنطاق في العلويات، تضرب في باطن الحروف الأصلية
تبلغ ١٥٠، فنطقناها فكانت تقيائيل رجعنا إلى العدد الأول، فكان ميكائيل وهذا ظاهر في
العلويات.
فصل في حرف السين: وعدده
٦٠ وبسطه س ي ن، وتكسيره ٣٩ حرفا، ضربت في نفسها بلغت ٣٠٩، طرحنا الأس ١٥٨ ونطقناه
فكان طسيائيل، وهذا ظاهر في العلويات وأما باطن ذلك، فضربناه في أصل العدد فخرج فقيائيل،
فكان ظاهرا في العلويات وهذا العدد الأصلي، والملك الموكل به ضنيائيل.
فصل في حرف العين: وعدده
٧٠، وبسطه ع ي ن، وتكسيره ٣٤ ضربناه، وطرحنا الأس فكان الملك وسرائيل خادم هذا الحرف
في ظاهر العلويات، وأما باطن ذلك فعدد العين سبعون، ضربت في أعداد حروفها الأصلية وهي
ثلاثة، خرج ٣٧٠ فنطقت عريائيل، رجعنا إلى العدد الأول، فكان اسم الملك ولسائيل.
فصل في حرف الفاء: وعددها
٨٠، وبسطها وتكسيرها ف ا ا ل ف، بلغت ٣٦ فنطقناها بعد الأس فكان وقعيائيل، وهذا ظاهر
الاستنطاق في العلويات، وأما باطن ذلك فجئنا إلى أصل العدد وضربناه في ثلاثة، فخرج
وسق فنطقناه وسقيائيل، ثم جئنا بالعدد الأول فنطقناه فخرج ولرائيل، فكان كل ملك من
هؤلاء له قوة قهرية وأسماء عجيبة فافهم ذلك.
فصل في حرف الصاد: وعدده
٩٠، وبسطه وتكسيره ٤٢ ضربناها في مثلها خرج ٤٠٤ فكان الكعب الحرفي دست طرحنا الأس فكان
دسيائيل وهو الملك المتصرّف في ظاهر الحرف في العلويات.
والمتصرف في باطن العلويات
المستخرج من أصل الحرف وهو: إذا ضربت في أصل العدد الحروف الخارجة كان ٢٦ فنطقت عرميائيل،
والثالث المأخوذ من الأصل الأول دميائيل، فكان لكل عالم من هذه العوالم قوة قهرية.
فصل في حرف القاف: وعدده
١٠٠، وبسطه قاف، وحروفها ضربت في مثلها بلغت ٢٦٤، طرحنا الأس بقي الرائيل وهو ظاهر
في العلويات، ثم رجعنا إلى أصل العدد وضربناه في حروفه الأصلية، خرج ٢٠٠ نطقناه فكان
باطن الاستنطاق، وأما ظاهره في الأوليات فافريائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الراء: وعدده
٢٠٠ وبسطه ر ا ا ل ف، وتكسيرها ٢٦، ضربت في مثلها، خرجت ٢٣٦، طرحنا الأس فكان النطق
وقف الملك وقفائيل فكان هذا ظاهرا في العلويات، وإذا نظرنا إلى باطن التكسير فكان العدد
٢٠٠، ضربناه مرتين فنطقنا اطيائيل فكان هذا هو الخارج من باطن العلويات، وظاهره ولرائيل،
وكان هذا الاستنطاق الثالث فاعلم ذلك.
فصل في حرف الشين: وعددها
٣٠٠، وبسطها ش ي ن وتكسيرها ش ي ن، ي ا ن ون، وجملتها ٤١ حرفا، ضربت في مثلها بلغت
٤٠٤، طرحنا الأس ونطقنا سيائيل وهذا ظاهر الاستنطاق في العلويات، وأما باطن ذلك فضربنا
أصل العدد في الأحرف الخارجة فخرج ٩٠٠ نطقت طنيائيل، ثم رجعنا إلى الأول فكان دنيائيل
فاعلم ذلك.
فصل في حرف التاء: وعددها
٤٠٠، وبسطها ت ا، وبسط الحروف ٢٦، ضربت في نفسها بلغت ٦٢١، طرحنا الأس ونطقنا ولقائيل
وهذا ظاهر الاستنطاق في العلويات، وأما باطن ذلك فضربنا أصل العدد في الأحرف الخارجة،
فخرج ٨٠٠ ونطقها رطيائيل، ثم رجعنا إلى الأول وهو ولرائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الثاء: وعددها
٥٠٠، وبسطها ث ا، وتكسيرها ث ا ا ل ف، وبسطها ٣١٦ حرفا، ضربت في مثلها بلغت ٣١٦، طرحنا
الأس خرج من الكعب ٣١٦، فكان وسقيائيل فكان هذا
فصل في تكسير البروج
ظاهرا في العلويات، وأما
باطن العلويات فأخذنا العدد وضربناه في البسط خرج ١٠٠، فنطقناه رعقيائيل أخذنا العدد
الأصلي، ونطقناه وتريائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الخاء: وعددها
٦٠٠، ضربت في مثلها، وخرج الإستنطاق ٢١٦، فكان هذا ظاهرا في العلويات، وأما باطنه فأخذنا
العدد الأصلي، وضربناه في البسط الأول، فخرج ١٠٠، فنطقنا ديريائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الذال: وعدده
٧٠٠، وبسطه ٦٦ وتكسيره ذال، ا ل ف، ل ا م، وحروفه ضربت في نفسها خرجت ٤٢٥، طرحنا الأس،
ونطقنا طعيائيل، ثم أخذنا الأصلي وضربناه في أصل الحروف بلغ ٤٤، نطقناها تفعيائيل فاعلم
ذلك.
فصل في حرف الضاد: وهو حرف
ظلماني وعدده ٨٠٠، وتكسيره ض ا د وبسطه ض ا د، ا ل ف، دال، ثم بسطناهم، ث م ا ن، م
ا ي ه، ا ح د، ا ر ب ع ه، ا ح د، ث ل ا ث ي ن، ث م ا ن ي ن، ا ر ب ع ه، ا ح د، ث
ل ا ث ي ن، فعددهم ٤٥ حرفا، فضربناها في مثلها فكان ٤٢٥، فأسقطنا الأس فكان الخارج
في صقيائيل، ثم أخذنا العدد الأصلي، فضربناه في أصل الحروف، فكان العدد ٢٤، فنطقناها
تفقيائيل، ثم أخذنا العدد الأصلي، فنطقناه فكان اطريائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الظاء: وهو حرف
عظيم ظلماني وعدده ٩٠٠، وبسطه ٢٥ ضربناها في مثلها خرج ٢٢٥، طرحنا الأس طيعائيل، فكان
هذا الروحاني ظاهرا في العلويات، وأما باطن ذلك فكان العدد المذكور ٩٠٠، ضربناه في
الحروف خرج ٨٠٠، نطقناه صفيائيل، وأما العدد الأول، فكان طعكيائيل فاعلم ذلك.
فصل في حرف الغين: وعددها
١٠٠٠، وبسطها غ ي ن، ي ا ن، ون وبسطها ٢٢ حرفا، ضربت في مثلها، خرج ٣٠٤، نطقناه درائيل،
وهذا ظاهر في العلويات، وأما باطن ذلك فأخذنا الحروف وضربناها في المبادئ فكان ثلاثة
آلاف، نطقناه على مذهب أفلاطون فكان عقيائيل، ومذهبنا عجيائيل وباطن ذلك في العلويات،
فاعلم ذلك وحققه تصب إن شاء الله تعالى. وقد ذكرنا في أول استنطاق الألف في العدد الخارج
من الحرف، ومن أسماء الله الحسنى اسم كافي فيكون هذا الاسم الشريف هو الآخذ بناصية
هذا الملك، وإنك تأخذ كل عدد، وتنظر أي اسم يوافق ذلك العدد، فيكون هو الاسم الأعظم
الذي يتلوه على ذلك الحرف، فقد أوضحنا لك غاية الإيضاح، والله الملهم لمن يشاء كيف
شاء.
فصل في تكسير البروج
برج الحمل: وهو على وجهين:
وجه معروف ووجه منكر، ومشى على هذا أكثر العلماء والحكماء مثل أفلاطون وغيرهم، ح م
ل تكسيره، ث م ا ن ي ه، ا ر ب ع ون ت و، فكان عدد الكعب ثمانية عشر، ضربناها في مثلها
خرج مائة أربعة وستون وخرج الأس دعقيائيل، ثم نظرنا ذلك من غير ألف ولام تعريف، ومن
غير اسقاط الاس خرج ذكريائيل فافهم ذلك.
برج الثور: وبسطه ث ور، وتكسيره
خ م س م ا ي ه، س ت ه، م ا ت ا ن، جملتهم ١٥، وكعبها ٢٥، ونطقها هلقيائيل، هذا مذهب
بعض العلماء. وأما مذهب أفلاطون فهو معرف بالألف واللام فتقول: ا ل ث ور، بسيط ومركب
فالبسيط: اسم الرقمي، والمركب اسم الحرفي ا ل ف، ل ا م، ث ا، واو را أعدادها ١٣ حرفا،
والمركب. ا ح د، ث ل ا ث ون، خ م س ون، م ا ي ه، س ت ه، م ا ت ي ن جملتها ٢٣، وكعبها
٥٧٦، طرحنا وغفثائيل فاصرفه فيما ينسب إليه.
برج الجوزاء: بسيط ومركب،
ا ل ف، ل ا م، ج ي م، واو، زاي، ا ل ف، عددها ١٨ حرفا وعليه العمل، وأما المركب الحرفي:
ث ل ا ث، ث م ا ن ون، ا ر ب ع ه، ث ل ا ث ون، وكعبها ١٤٩ ونطقها اقنيائيل.
برج السرطان: بسيط ومركب
فالبسيط: ا ل ف، ل ا م س ي ن ر ا ط ا ن ون ١٤ وعليه العمل، وأما الرقمي بسطه عددا ٣٠
حرفا، وكعبها ٩٠٠، ونطقها طيائيل فاصرفه فيما ينسب إليه.
برج الأسد: بسيط ومركب فالبسيط:
ا ل ف ل ا م س ي ن دال، والحرفي بسطه عددا ٢١١، وجملته ٤١ حرفا، ونطقه انيائيل.
برج السنبلة: بسيط ومركب،
فالبسيط: ا ل ف، ل ا م، س ي ن، ن ون، ب ا، ل ا م، ها، جملتها ٢٢ حرفا، وبسطها ٤٣٣،
ونطقها انطيائيل فاصرفه فيما ينسب إليه.
برج الميزان: بسيط ومركب
وهو: ألف، لام ميم، زاي، نون، وجملتها ١٦ وعليه العمل الرقمي، بسطه عددا، وكعبه ٩٩،
ونطقه صفيائيل.
برج العقرب: بسيط ومركب،
فالمركب: ا ل ف، ل ا م، ع ي ن، ق ا ف، ر ا، ب ا جملتها ٨، والرقمي بسطه وعدده ٤٧، وكعبه
٧٤٧، ونطقه هوائيل فاصرفه فيما ينسب إليه.
برج القوس: وجملته ١٥، وبسطه
٢٠ حرفا، وكعبه ٢٠، ونطقه سقيائيل فاصرفه فيما ينسب إليه.
برج الجدي: بسيط ومركب فالبسيط:
ا ل ف ل ا م ج ي م دال ي ا وعليه العمل، وبسطه العددي ٣٣، وكعبها ٤٤١، ونطقها قيعائيل
فاصرفه فيما ينسب إليه.
برج الدالي: رقمي مركب، وتكسيره
على ٣ أوجه.
برج الحوت: وبسطه ا ل ح وت
٤٥ فعلى الوجه الأول هيائيل، والثاني ا ل ف، ل ا م، ت جملتها ١٣، ونطقها حنيائيل، والوجه
الثالث التكسير الرقمي عددها ٢٦، وكعبها ٤٣٥، ونطقها هليائيل فاصرفه فيما ينسب إليه.
فهذه كيفية استنطاقات البروج
على أقوال العلماء وقد ذكرت ذلك على أوجه شتى، فأيهما أردت فافعل وتصرف، وافهم تغنم،
واقبل النصح تفلح بعون الله تعالى.
فصل في كيفية استنطاقات
الكواكب والساعات
فصل في استنطاق المنازل
فصل في كيفية استنطاقات الكواكب
والساعات
اعلم أن الكواكب السبعة تدور
على اثني عشر ساعة، وتقدم ذلك أول الكتاب، وأول ما خلق الله تعالى من الأيام:
يوم الأحد: وله من الكواكب
الشمس وهي أكبر الكواكب، وتكسيره ا ل ف، ل ا م، ح ا، د ا ل وعدده ١١، وعدد الحرفي ٢٠،
ونطقه تفتائيل. وأما الساعة التي هي الشمس فتكسيرها: ا ل ف، ل ا م، ش ي ن، م ي م، س
ي ن، جملتها ١٥ حرفا، والرقمي ٢٢، وكعبها ٤٦٩، ونطقنا طعنائيل فاصرفه كيف شئت.
يوم الاثنين: له من الكواكب
القمر، وهو بسيط ومركب فالبسيط: ا ل ف، ل ا م، ا ل ف. ث ا، ن ي ا، ن ون،١٦ حرفا وعليه
العمل فتدبره. والقمر بسيط ومركب، فالبسيط ا ل ف، لا م، ق ا ف، م ي م را، جملتها ١٤
حرفا وعليه عمل، وأما الحرفي الرقمي جملتها ٢٤ حرفا، وكعبها ٣١٦، ونطقها دسيائيل وهو
على أحد الأقوال.
يوم الثلاثاء: بسطه ٢٢ وكعبه
٣٠٤، ونطقه لحعيائيل، وكوكبه المريخ.
يوم الأربعاء: حروفه ٢٩،
وكعبها ٨١، ونطقها اقسائيل وكوكبه عطارد.
يوم الخميس: بسطه عددا ٣٤
وكعبه ٣١٦ ونطقه وليائيل، وكوكبه المشتري.
يوم الجمعة: وبسطه عددا ٣٤،
وكعبا ٣١٦، ونطقه حصيائيل، وكوكبه الزهرة.
يوم السبت: بسطه عددا ٢٩،
وكعبه ٣٣٠، نطقه وكعيائيل، وكوكبه زحل.
واعلم أن الأسقاط على أوجه
شتى، وقد ذكرنا غالبها، فإن شئت ذلك، فاطرح الاس من أصل العدد ٥١ يبقى ١٦٠ فنطقها حرف
أو سق ضم له الاس يبقى اسقيائيل. ووجه آخر في تكسير المركب:
الألف لام، عين، قاف، لام،
فحروفه ١٥، فضربت ١١٥ وهذا من أصل العدد فنطقنا العدد الأول فكان حصيائيل وهذا من وجه
ثان، وأما الثالث فقلنا: ا ح د، ث ل ا ث ي ن، س ب ع ي ن، م ا ي ه، ث ل ا ث ي ن،٢٤
حرفا، فضربناها في مثلها، فكان الخارج من ذلك ٢١٦، فنطقت فكان الخارج منها هتائيل،
ثم رجعنا إلى أصل العدد، فنطقناه فكان الخارج ما تقدم، فقس على ذلك سائر الأعمال.
فصل في استنطاق المنازل
وهي ٢٨ منزلة أولها:
الشرطين: وهو بسيط ومركب
فالبسيط اسم الحرفي وهو: ا ل ش ر ط ي ن والمركب الحرفي:
ألف، لام، شين، را، طا، يا،
نون،١٦ حرفا وعليه العمل، وتكسيرها ٣٥، وكعبها ٦٢٦، ونطقها همعنائيل فاصرفه فيما ينسب
إليه.
البطين: بسيط ومركب، فالبسيط
الرقمي: ا ل ب ط ي ن، والحرفي ا ل ف، ل ا م، ب ا، ط
ا، ي ا، ن ون ١٥ حرفا وعليه
العمل لمن تدبره، والرقمي ا ح د، ث ل ا ث ون، ا ث ن ي ن، ت س ع ه، ع ش ر هخ م س ون،
الجملة ٤٧ حرفا، وكعبها ٢٤٩، ونطقها وعجيائيل فاصرفه كيف شئت.
الثريا: بسيط ومركب فالبسيط:
ا ل ث ر ي ا، والمركب: ا ل ف، ل ا م، ث ا، ر ا، ي ا، ا ل ف ١٥ وعليه عمل، والبسيط الرقمي:
ا ح د، ث ل ا ث ون، خ م س م ا ي ه، م ا ت ي ن ع ش ر ه، ا ح د،٢٥ حرفا، وكعبها ٢٢٥،
ونطقها الرائيل فصرفه فيما ينسب إليه.
الدبران: بسيط ومركب، فالبسيط
هو الرقمي ا ل د ب ر ا ن، وعليه عمل، والمركب الحرفي ا ل ف، ل ا م، دال، ب ا، را، ا
ل ف، ن ون، جملتها ٩١٩، وعليه العمل والبسيط الرقمي ٣٢ حرفا ونطقها دلعيائيل فصرفه
فيما ينسب إليه.
الهقعة: اسم بسيط ومركب،
فالبسيط الحرفي: ا ل هق ع ه وعليه العمل وبسطها ا ل ف، ل ا م، ها، ق ا ف، ع ي ن،
ه ا،١٥، والبسيط الرقمي ٣٧٢ حرفا، وكعبها ٤٤٩، ونطقها مسكيائيل، فصرفه كيف شئت.
الهنعة: لها اسم بسيط ومركب،
فالبسيط: ا ل هن ع ه، وعليه العمل، والمركب: ا ل ف، ل ا م، ها، ن ون، ع ي ن، ها
١٥، والحرفي الرقمي ٣٥ حرفا، ونطقها وعجيائيل فصرفه فيما ينسب إليه.
الذراع: بسيط ومركب، فالبسيط:
ا ل ذ ر ا ع، والمركب الحرفي: ا ل ف، ل ا م، ذال، را، ال ف، ع ي ن،١٧، والرقمي الحرفي
٢٨ حرفا، وكعبها ٢٦٨، ونطقها امضيائيل فصرفه كيف شئت.
النثرة: اسم بسيط ومركب،
فالبسيط: ا ل ن ث ر ة، وعدده ٦ حروف، والمركب: ا ل ف، ل ا م ن ون، ث ا، ر ا ه ا،١٥
حرفا، وبسط الحرفي ٣٠ حرفا، وكعبها ٩٠٠ ونطقها وقحيائيل فصرفه كيف شئت.
الاكليل: بسيط ومركب فالبسيط
٢٣ وكعبها ٣١٩، ونطقها بعليائيل فصرفه كيف شئت.
القلب: بسيط ومركب وحرفي
٣٣ كعبها ٢٩، ونطقها ولعيائيل فصرفه كيف شئت.
النعائم: بسيط ومركب وهو
٢٢، وكعبها ٤٠٣، ونطقها حسعيائيل.
الذابح: بسيط ومركب وهو ٢٢،
وكعبها ٢٢٦، ونطقها وصرائيل فصرفه كيف شئت.
السعود: بسيط ومركب، والحرفي
٢٥ وكعبها ٢٢٥، ونطقها ويعائيل، فصرفه كيف شئت.
المقدم: بسيط ومركب وهو ١٦
حرفا، وكعبها ٢٨١، ونطقها جنديائيل.
الرشا بسيط ومركب، فالبسيط:
ا ل ر ش ا، والمركب: الف، لام، را شين، الف ١٤ حرفا، وكعبها ٢٢٥، ونطقها رتقيائيل والله
أعلم.
فهذه طريقة استنطاق المنازل،
وفيه دقيقة لطيفة فإذا أردت ذلك، فخذ العدد الأول، واضربه في
بعضه وأنطقه، وإن شئت فخذ
الحروف المركبة غير المستنطقة وانطقه، وهذا من الأسماء الحسنى، فإذا أخذت العدد الأصلي
وجمعته ونطقته بعد أن تسقط منه الاس يحصل المطلوب.
تنبيه: إذا عملت العمل في
الساعة الأولى فاكتب الأولى واسقط ذلك كما بيناه وضمه إلى أصل العدد وتنطقه، وقد ذكرنا
أولا أن المظاهر التي وضعها أفلاطون آلات من خافيته وسماها المظاهر، ولذلك وافقاه باسم
الظاهر مثل الحيوان وأسماء المظاهرة وهذا تتميم فنقول: مظهر الأمر) بسيط ومركب، فالبسيط
١٤ حرفا، والرقمي ٢٣، فإذا نطقناها كانت طسائيل. مظهر النفس بسيط ومركب ومعلوم، والحرفي
٢٤، وكعبها ٢١٦، ونطقها وعشائيل فاصرفه كيف شئت. مظهر الهطولى بسيط وهو معلوم، والحرفي
٢٩، وكعبها ٢٨١، ونطقها قنيائيل، فصرفه كيف شئت. مظهر المحدود والمعدل اسم بسيط ومركب
فالبسيط: الاسم العددي، والمركب الحرفي كما بيناه.
فصل: واعلم أن كل نوع من
الحيوانات يتصرّف فيه العنصر القائم به. مثال ذلك: حيوانا لما يتصرف فيه حروف عنصر
الماء فمن ذلك جميع الحيتان النهرية والبحرية لها من الحروف: د والتمساح وما شاكله
في الرتبة له من الحروف: ح وكذلك تقسيم بقية الحروف.
فصل: إذا أردت أن تتصرف في
جلب حيوان، فتأخذ أول حرف من ذلك الحيوان فكسره مع بقية حروف ذلك العنصر كما بيناه
في الأعمال، واستخرج العوالم كما بيناه، ووكل في جلبه وطرده واعمل أي عمل أردت. وأما
مظهر حيوان الأرض مثل السبع فله من الحروف ب، والمنزلة حرف ي والذئب له حرف ي، والحية
ه، وكذلك سائر الحيوان تمثل به على قواعد التكسير. وأما مظهر المعدن:
فتأخذ ب، ومن الفضة حرف ف،
ومن الذهب حرف ذ، وكل معدن تريد التصريف به فخذ أول حرف منه، وكسره وابسطه على أي وجه
أردته واصرفه فيما تريد، ألا ترى إلى الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين مثل نوح تصرف
في عنصر الماء، وإبراهيم في عنصر النار، وسليمان في عنصر الهواء، وموسى في عنصر التراب
فاعلم هذا. وأما حيوان الإنسان فذكرنا أنه يتصرف في ٢٨ حرفا علويها وسفليها وهو يتصرف
في الأربع طبائع، وهو صورة العالم المسمى: بالهيولي، ولو لا حجب الشهوات لأرى الملكوت
كما قال صلى الله عليه وسلم: «لولا الشياطين يحومون على قلب بني آدم لرأى ملكوت السموات
والأرض» ولأجل ذلك وضعوا تهذيب الأخلاق والرياضات، وكان صلى الله عليه وسلم يتعبد في
غار حراء، وقال في هذا المعنى «من أخلص لله تعالى أربعين صباحا الحديث، فإن الحكمة
تتفجر من قلبه، ويفتح الله تعالى عليه أبواب الكشف» فاعلم هذه الأصول واتقنها تفلح
بعون الله تعالى.
وأما طريق بابه فهو أن تأخذ
اسم الطالب والمطلوب، وتزن الاسمين بالميزان الآتي الطبيعي فإن كان في المصادقة أو
بالمضادة ففيهما، وإن كان العمل خيرا فقدّم اسم الطالب، وأخر اسم المطلوب حتى يكون
الطالب مطلوبا والمطلوب طالبا فاعلم هذه الدقيقة بحسب ما تحتاج إليه، وقال بعضهم لا
تحتاج إليه بل تمزج الحروف فلا بد من المزج، بل القول الأول أن له معنى لمن تدبره،
وإن شئت كتبت المثال ومزجت وأخرجت حروف الطالب والمطلوب وأخذت عدد الإسمين، ووضعتها
في مربع واستنطقت
العوالم من ذلك الوفق، وإن
شئت نظمت الحروف في بعضها بعضا ثلاثة أو أربعة أو خمسة بحسب الحروف، فاعلم ذلك وحققه،
فإن العمل جميعه مركب على هذه الصورة، وإن شئت فاجمع الحروف إما بالطول أو بالعرض،
وصورته إذا وضعت الزمام وتمت الحروف، فانظم ذلك بحسب الحروف، وهذا الاستنطاق خمسة وزد
على كل خمسة أحرف إيل، وهذا الاسم سرياني معناه الجلالة، وفي الحروف معناه ال ايل ضلعا
كلها معنى واحد، وبعض الاستنطاقات على مذهب أفلاطون وقد تقرر ذلك. مثاله: زدنا حرف
الياء للفظة إيل، فبقي يا إيل، فكان ملكا علويا، وقس على هذا المثال، وارسم أولا حروف
الطوالع والساعة السعيدة واليوم، وبعده ترتب ذلك ترتيبا شافيا. وأما طريقته بالكعب
فهو أن تأخذ الحروف وتبسطها كما مر، وتأخذ عدد الحروف، وتضربها، فالخارج من العدد هو
الكعب، والعلماء لهم فيه أقوال، فمن ذلك: تأخذ العدد وتنطقه حرفا، وتضيف إلى ذلك لفظة
إيل، فإنه يكون ملكا واقفا بين يديك. واعلم أن ما ظهر في عالم الغيب اسم إلا وكان له
في عالم الشهادة جسم يعني أن المؤلف إذا ألف ونظمها وكتب الاس، فإن الملك يتصور بذلك
الاسم، فاعلم هذا السر وحققه.
وطريق آخر وهو إذا كان الفاضل
أربعمائة وجدنا لها من الحروف حرف ت، وأضفنا إليه لفظة ايل، فكان الملك اتيائيل، واعلم
أن هذه قواعد كلية لأنك إذا ظهر معك حروف كثيرة العدد، فقدم حروف المراتب أولا، وقال
الجمهور: تأخذ أولا حروف الآحاد، ثم العشرات والمئات والألوف، وإن تكرر معك الألوف،
فاعمل بقاعدة الإمام التي تشد لها الرحال. وإن أفلاطون قد بسط عبارات كثيرة، ورمز الاستنطاق
في حروف الألوف، وجميع العلماء صرحوا بذلك وقد ذكرناه، وإذا تكررت معك حروف الألوف،
فانظر كم حرفا تكرر، وابسطه على حروف عدد الألوف، وإذا تكرر معك سبعون ألفا، فاكتب
عين وبعدها غين، وضف إليها ايل. مثاله: إذا خرج معك تسعة آلاف وستمائة وواحد وخمسون،
فتثبت الظاء ثم حرف الغين بعده، ورتبه على هذه الصورة اغظيائيل، وإن تكررت الألوف،
بأن جاوز تكرارها رتبة الآحاد إلى رتبة العشرات فضف أيضا غينا واحدة، وستة قبالها حرفا
ينافي العدد على هذه القاعدة. مثاله: إذا خرج معنا ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون، فنطقناه
هكذا حيكائيل. وهذه قاعدة عظيمة وهو أن تقسم الحروف على ثلاثة أحرف، أو على اثنين فتأمل
ذلك وحققه، مثاله: إذا كان الخارج اثنين وتسعين ألفا، وخمسمائة وسبعين، فتثبت العين
با وضادا، ثم العين، ثم اكتب بقية العدد مركبا على هذه الصفة بضعهميائيل، ولذلك لو
بلغ معك العدد إلى ما لا نهاية له من الأعداد فافهم هذه القاعدة التي بينتها، واعلم
أنها عزيزة الوجود، ووضعتها في هذا الكتاب لشرفه على سائر الكتب، واعلم أن هذا العلم
هو أشرف العلوم كلها، وأنه علم الأولياء يتوارثونه من رجل إلى رجل إلى أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وأن الله تعالى ما بعث نبيا إلا وأطلعه على تصريف هذا
العلم، وأن الحكماء قد أخفوا هذا السر، وبعضهم أظهره، وهذا العلم في حق الفاسق استدراج،
وفي حق المؤمنين كرامة، والغالب أن التصريف لا يناله إلا من كان يستحقه، وغالب الفلاسفة
والحكماء وضعوا علومهم على البرابي وأحكموا لها أعمالا عجيبة وغريبة مثل اليونان وغيرهم،
وقد توارث أهل التاريخ
كل هذا، وقد سافرت لكل أرض،
ورأيت ما فيها وشاهدت بريات أخميم، ورأيتها ورأيت الأهرام الكبيرة والصغيرة ودخلتهما،
ولعمري إن فيهما علوما جمة وإن تحت الهرم الكبير ستة وثلاثين كنزا، وضعتها اليونان
من قبل طوفان نوح، وقد فككت طلاسمها، ودخلت إلى كنز منها وأخرجت منه كتابا، فوجدت فيه
السيميا والكيميا الصحيحة وقد ألفت منه كتابا، وأفردت مسائله ووضعت في أول كل مسألة
حرف كاف ليعلم أنه كيميا من عمل اليونان.
واعلم أن أهل القرن الثامن
والتاسع وما بعدهما ينكرون العلوم كلها، ويدعون أن أهلها فقدت، وأن أحدهم لو طلب من
يرشده إليها لوجدوا أن الله تعالى وكل ملائكة بالعلوم الخفية مثل: علم الصناعة الإلهية،
وعلم الحرف، وعلم السيميا وقالوا فقدت أهلها، وهي موضوعة في الكتب، وإن العلماء ما
وضعوا هذه الكتب عبثا ووضعوا فيها أسرارا خفية، وفضل هذا العلم يظهر بالملازمة على
الطاعات، وتكرير العمل والتلاوة، وأكل الحلال والقطع بالإجابة. واعلم أن الحكمة في
زيادة الكتابة لفظة أيل على أقوال ولسنا نذكر اختلاف الأقوال، بل إذا أردت أن تخرج
العودة، وزدت لفظة أيل صار مقابلك الخادم وهي ألف، ويا آن ولام وجملتها أحد وخمسون،
وهذا يسمى بالأس أعني العدد المطروح من أصل الكعب. واعلم أن هذه الحروف من الأربع طبائع
مخرجة: ا من النار، والياء من التراب، واللام من الماء، وقد تكررت بسبب أن الألف رتبة،
والياء دقيقة فكان من هذه الرتبة بمقام حرف فاعلم ذلك. واللام من حروف الماء، وإن الكتبة
صحفوا بعض الأشياء، وقلدوا ما جاء به العلماء، وما وضع في الكتب وأخذوا من الكتب، ولكن
أصل الخلل منهم لا بد من زيادة الألف والياءين واللام في كل كعب مستخرج من هذا المعنى.
واعلم أن كل علوي لا بد له من جلوة سفلية، وقاعدة السفلية أنك إذا أردت استخراج عمل
فانظر إلى الزمام، وخذ الحروف العالية، فتنطقهم علوية والحروف السفلية تجمعها وتضيف
إليها ثلاثة أحرف نارية وهم: طيش، ثم توكل العلوي بالسفلي المستخرج، والسفلي المستخرج
بالسفلي صاحب اليوم أو الساعة، وهذا قانون أصلي تعتمد عليه في كل عمل من الأعمال، وإن
خرج معك سبعة أحرف أو خمسة أو ثلاثة، تحسب الحروف وتضيف إلى ذلك لفظة طيش. مثاله: كان
الخارج تسعة أحرف، وهم اطمعيطيش، وأما على هذا الاستنطاق بالسفلية فقد أوضحته هذه القاعدة
الأصلية في زيادة طيش، وفي زيادة ايل، ولفظة ايل ياءان، ولام، ولفظة طيش طا، ويا، وشين،
وعددها ٣١٩، وهذا مأخوذ من القانون بالدليل الهيولي الهندسي، وقد صح ذلك وجرب وامتحن
به الأوقات الخمس ومقدار الساعات هي في الليل والنهار. واعلم أن درج الفلك ٣٦٠ ويسمى
درجا لأنه مقسوم على كل برج ثلاثين درجة، واستنبطته العلماء من القرآن العظيم من قوله
تعالى رَفِيعُ الدَّرَجاتِ لأن عدد رفيع ٣٦٠، وذكر بعدها الدرجات، وإذا جمعنا الأسين
كان عددها ٣٦٠، وهذا العلم له تعلق وارتباط بالفلك، وإذا زدنا على حروف اسم الملك العلوي
لفظة ايل، فيكون ذلك قد نقصناه من العدد الذي هو ٣٦٠ نقصنا أحدا وخمسين بقي ٣٦٠، فزد
على السفلي الأس
الآخر، وكذلك إذا أردنا العلوي
يال وعددها ٤١، ولفظي السفلي ومهما نقص من هذا، زدناه على هذا وكل هذه قواعد صحيحة
معمول بها، وإن كان الطالب واقفا عند التقليد قلد ذلك العمل. واعمل بقاعدة صاحب الخافية،
وإن أردت أن تكون مجتهدا، وتنطق كيف أردت بالقوانين فلتفعل بها، وإذا بلغ معك عدد،
وأردت أن تقسمه، وهذا يقع كثيرا في الأوفاق، وإن خرج معك ١٠٠، فإن أردت قسمة هذا الحرف
على ثلاثة أحرف هكذا بلغ ٣، وتضيف إليها الاس من غير إسقاط، ولذلك إذا ظهر معك ٣٠٠
وهو حرف الشين وكان ذلك في السفليات أو العلويات، فاقسم الحروف على خمسة أحرف وهذا
في السفليات، وكذلك في العلويات، ولا يمكن التصريح بأكثر من هذا، وكذلك تفعل ببقية
الأعداد كما إذا ظهر حرف كثير العدد مثل حرف: ذ وحرف ظ وحرف غ، فتقسم على هذه القسمة.
مثال ذلك الحرف الذال وهي سبعمائة، فإذا قسمنا عددها للاستنطاق العلوي على أربعة أحرف
أو خمسة أو سبعة فعلى أربعة أحرف هكذا تقسمها قسعيائيل، وإن أردت قسمته على سبعة قسمها
مضيائيل وقس على ذلك، وإن معنى أخذ الأسماء الحسنى على طرق شتى، فمن ذلك إذا كان العدد
الأصلي المستخرج من النطق على أي اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، فيكون ذلك الاسم
تزجر به صاحب ذلك النطق، ويسمى هذا الاسم الأعظم. ووجه آخر وهو أن تأخذ أول حرف من
حروف الملك، وتدخل به إلى الأسماء الحسنى، فتأخذ الاسم الذي هو أوله. مثال ذلك إذا
خرج حرف الألف، فتأخذ اسم: الله وإن خرج با تأخذ: باقي، وإن خرج لام تأخذ لطيف، وهكذا
يكون العمل.
واعلم أن لكل حرف عوالم لا
يطلع عليها إلا الذي حظي من الله تعالى، وإذا كشف لك عن عوالم هذه الحروف فإنك متى
جمعت الحروف، وأضفت لها الأس تمثل لك ملكا روحانيا مقابلك قضى حاجتك، وسبح الله تعالى
واستغفر لك إلى يوم القيامة. وعلامة وقوف الملك قبالك أنك تثابت، فاعلم ذلك وكلمه فيما
تريد.
فائدة: وهو أن تأخذ اسم المطلوب
فقط، وتأخذ عدد حروفه، وتنظر الأسماء الموافقة لذلك الاسم، ثم تنطق الاسم أيضا، وزد
عليه لفظة ايل، وتقسم به لتجلب ذلك الشخص على هذه المسألة، مثال ذلك: كان المطلوب محمد
وعدد حروفه ٩٢، فكان الموافق لهذا الاسم باسط ودود، ونطقنا الاسم كعيائيل. فإذا أردت
قضاء حاجة من محمد وأردت تسخيره أو أردت أمرا من الأمور، فاتل هذين الاسمين على هذا
الملك، وأمره أن يتوكل على هذا المطلوب، فإنه يقضي حاجتك، وعلى هذا فقس، ووكل هذا الروح
في تلك الحاجة وقد أظهرنا لك أمرا خفيا فاعرف قدره والله الموفق. ووجه آخر وهو أن تأخذ
اسم العون، وأخرج الكعب بعد ذلك، واتل الاسم المستخرج من وجه التكسير، ووكله على القول
العون فإنه يأتي به، وهذا من أعمال الحكماء العظام فاعلم ذلك والله الموفق. وأما معرفة
استنطاق العوالم كلها من الأوفاق وهو أن تنظر إلى الوفق، وتعده وتأخذ أضلاعه ومساحته
واستنطقه، وضف إليه لفظة ايل واصرفه على الأيام.
فصل في معرفة طالع الوقت
فصل في معرفة استخراج
البخور وكيفيته
قاعدة عظيمة: وهو أن توكل
العون المستخرج على ملك اليوم، فإذا أردت أن تعرف مساحة ذلك الوفق، فخذ مساحة الوفق
فأسقطه ٧٧، فإن فضل معك واحد فاعلم أنه على المذهب، فوكله على ذلك العمل، وتأخذ العلوية
المستخرجة وتوكل بزجره، وإن بقي اثنان فإلى الحارس فاكتبه ووكل به في كل يوم الاثنين،
وإن فضل أربعة فإلى برقان إلى تمام السبعة أيام، فإذا عرفت ذلك فتصرف بما تريد، وكذلك
تستنطق الفتاح وأثبت فرسه والعدد والقطب والأربع أوتاد، وجملة ذلك ثمان عوالم، فتنطق
ذلك وقس عليه، وإن كان الوفق مثلثا، فخذ الوسط والمساحة وأنطقه، وإن كان مربعا فتنطق
المفتاح والأوتاد والمساحة، واصرفه على السفلية وكذلك المسبع تأخذ الأوتاد والوسط والقطب،
ثم استخرج العوالم وصرفه، وهكذا بقية الأوفاق، وكلما نطقت العوالم زاد قدرك، وكذلك
تفعل إذا أخذت الحروف، حروف سطر الوفق الأعلى تجمعها حروفا وتنظمها، وبعد ذلك تأخذ
الحرف السفلي من الوفق الأعلى تجمعها وانظمها حتى يظهر لك الجميع، وتزيد في كل ثلاثة
أو أربعة أو خمسة أيل وكذلك بقية الحروف السفلى تزيد لفظة طيش إلى تمام ذلك، واستخرج
أسماء العون من الوفق طولا وعرضا والله الموفق.
فصل في معرفة طالع الوقت
وهو أن تأخذ الوفق، وأسقط
منه ١٢١٢، فإن فضل واحد فالحمل، أو اثنان فالثور، وهكذا ففي أي طالع انتهى العدد، فيكون
الخارج هو برج العمل، وكذلك الساعات اطرحها ٧٧، ففي أي مكان انتهى العدد من السبعة
فيكون ذلك العدد هو كوكب الساعة، وهذه القواعد هي ألطف القواعد وأحسنها وأقربها. وكذلك
إذا أردت المنازل، فاطرحها ٢٨٢٨ ففي أي منزل انتهى العدد فتكون تلك المنزلة منزلة الطالع،
وإذا أردت الأربع طبائع ففيه وجهان: الأول أن تأخذ الحروف وتزنها وتنظر أي الحروف الغالبة،
وأي الحروف الزائدة من الدرج والدقائق، وأي الحروف من حروف الطبائع أكثر فتأمل ذلك
وزنه واصرفه على ذلك العنصر، ووجه آخر في الوفق وفي أصل العمل عند أخذ الكعب تطرح العدد
٤٤، فإن فضل معك واحد فطبع النار، أو اثنان فطبع الهواء أو ثلاثة فطبع الماء، أو أربعة
فطبع التراب، وهذا أقرب الطرق في هذا المعنى. فقد أوضحت لك معرفة اليوم والطالع والكواكب
والساعات والمنازل وسلطان الطالع، مثال ذلك: كان الطالع برج الحمل فكان سلطانه الثور،
فكل أول إن كان طالعا فيكون السلطان الثاني، وقس على ذلك، وهذا آخر ما أردناه في هذا
المعنى والله أعلم.
فصل في معرفة استخراج البخور
وكيفيته
وهو باب جليل القدر وهو أن
تأخذ عدد الطالع، واطرحه ٢٣، فإن فضل ١ فالبخور من الحيوان، أو ٢ فمن المعدن، أو ٣
فمن النبات، وإن نظرت طبع البخور فخذ الأوتاد الأربعة واجمع
فصل في ذكر الموازين
وكيفيتها
ذلك، واطرحه ٤٤، فإن فضل
١ فنار، أو ٢ فهواء، أو ٣ فماء، أو ٤ فتراب، فقسم التراب جميعه المعدن، وجنس الهواء
في مثل النبات الشجر، والنار أيضا مثل النبات، وقد ذكرنا أسماء البخور فيما تقدم، وذكرنا
أن لكل يوم بخور، إذا عرفت ذلك اليوم، فبخره ببخوره. ووجهان آخران هما أن تنظر إلى
مساحة الوفق، أو إلى أي عمل، وتنظر بيت العدد فإن كان كثيرا فاطرحه ٢٨٢٨ فما بقي يعطيه
الحروف، فذلك الحرف فبخره ببخور ذلك العمل. وهذه قاعدة كلية يفهمها كل أحد، وكذلك الأيام
ينظر بخورها وتفعل به. والوجه الآخر فهو أن تأخذ مساحة الوفق وتقطعه حروفا، وتنظر كم
خرج من الحروف، فإن خرج معك ف فالبخور فلفل، أو ح فحصا لبان، أو ع فعنبر أو عرعر، وقس
على ذلك سائر الأعمال، والكلام على هذا يطول، وعلم الله لا يتناهى، وفي هذا القدر كفاية
لمن عرف الأصول.
فصل في ذكر الموازين وكيفيتها
اعلم أن الميزان في هذا العلم
معرفته أمر عظيم، فإذا أردت عملا، وكسرت حروفه، فاجمع الحروف، وانظر إلى حروف المراتب
لأنها على المراتب، وإن كل حرف من حروف المراتب مقاوم سبعة أحرف من حروف الدرج، وكل
اثني عشر حرفا من حروف الدقائق تماثل حرفا من حروف المراتب، وذلك كل ثمانية عشر حرفا
من حروف الثواني بحرف واحد من حروف الأربعة، وقس على ذلك، وهذه صفة الموازين:
الفصل الخامس والثلاثون:
في الخافية الحرفية بالقواعد الجفرية
وهذه صفة الميزان الأعظم
الحاوي للأسرار الجليلة التي قامت بها الحجج الواضحة والبراهين وهذه صورته كما ترى:
واعلم وفقني الله وإياك أن
الميزان الأول المسمى بميزان المصادقة فهو ميزان يعرف منه طبائع الحروف المتصادقة التي
تحتاجها وقت الأعمال، ويلقى منه الأحرف وقت الأعمال، وأما الموازين المتضادة التي تحتاجها
وقت أعمال الشر وما أشبهها. والثاني تعرف منه نسب الحروف المتقابلة من الدرج والدقائق
والثواني والثوالث. والميزان الثالث الكبير له خواص جليلة وهو معرفة ميزان الأعشاب
والحيوان والمعادن والحروف وطرح الإكسير، وإذا تحققه إنسان علم قدره، وسأنبهك عليه
في فن الصناعة الإلهية، فاطلبه تجده هناك إن شاء الله تعالى. ومن خواص هذا الميزان
لجميع ما عمل له فإذا كتب على أي معدن كان له تأثير عظيم وهو نافع للصلاح والفساد والخير
والشر، وعند العلماء المحققين إذا أطلقوا في قولهم، فهو لما كتب له يكون ذلك، والله
الموفق.
الفصل الخامس والثلاثون في
الخافية الحرفية بالقواعد الجفرية
وهي بالسند الصحيح عن جعفر
الصادق عليه السّلام عن دراسة أهل العلم، عن سليمان بن داود عن آصف بن برخيا الذي عنده
علم من الكتاب، عن ذي القرنين، عن زبر الأولين عن سفر آدم وهي معرفة رسوم أهل اللغة
التي هي أحرف ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه ولا ي، وما جربت
عليه في تكسيرها وشرح تدبيرها من مخرج أبوابها، وبهجاء لغاتها وهي:
اثنان وثلاثون حرفا منها
ثمانية وعشرون حرفا عربيا مبينا، وأربعة أحرف مدغمة واهية اللفظ وهي كج ز ب، وتكسيرها
من سفر آدم قال تعالى وعلم آدم الأسماء كلها إلى قوله تَكْتُمُونَ ورسم هذه الحروف
بالقلم في اللوح المحفوظ، وعلم الإنسان ما لم يعلم وهو سبيل شرح النطق من قلبه على
لسانه
رسمت يده رسوما دالة بأسمائها
على شرح النطق تدبيرها بهجاء لغتها، واتفاق وقوعها بكل معنى لأن بها الهجاء، فدل به
الرسوم في زيجه شرح، ودل به اللفظ شرح مشروح، والأسماء علمها آدم كلها، والأنبياء من
ذريته من بعده، والمرسلين صلوات الله عليهم، ووضعوا بها الآيات المثبتة في كتبهم لا
ينكرون دراسته أهل العلم والكتب والآثار، وهو علم لمن تدبر، وفهم لمن تذكر والله الموفق.
فصل: إذا أردت العمل بهذا،
فابدأ باسم الله تعالى، واستخرج من أرضه الأبواب وابدأ بباب الكبير فاستخرج تأليف حروفها
ولغاتها وتعجيم درجاتها من مواضع حقها فولد صدورا مصوبة عن مؤخرات مقلوبة صدور مؤخر
بكلام الفافيطوش، فانهج واستخرج ذلك صدورا من مؤخرات بعدد ساعات أيام السنة ولياليها،
كل يوم وليلة أربع وعشرون ساعة، والساعة من باب التكسير، والباب ثمانية وعشرون اسما
والاسم ثمانية وعشرون حرفا على عدد المنازل، وحروف الأسماء كلها رسوم، واحرف ا ب ت
ث إلى آخرها، فكل منزلة اسم ولاق بحرف جرى به القلم في اللوح المحفوظ لقدر معلوم بمشيئة
الخالق البارئ المصور، فانفتحت الأبواب من موضع حقائقها بتأليف حروفها مثلا بمثل ثم
قسمها على اثني عشر منها. واعلم أن السهم مقام الشمس في كل برج ٣٠ يوما، والبرج اثنا
عشر تدخل بالحمل وهو أول البروج وأول الزمان وأول أبواب السهام من أول أبواب العمل
من التكسير الذي هو مخرجه بهجاء لغته فالأول الحمل ثم الثور ثم الجوزاء ثم السرطان
ثم الأسد ثم السنبلة ثم الميزان ثم العقرب ثم القوس ثم الجدي ثم الدالي ثم الحوت.
فإذا عرفت ما وصفت لك، فاعمل
في برج بكلام باب حصته من موضع حقه، في وقته ويومه ومنزلته وساعته وكن مع السهم الذي
أنت فيه بالمنازل والحروف على قدر ما سلف من السهم الذي أنت فيه، ولا تجاوزه إلى غيره
فإنه لا يخيب عملك في كل ما أردت، وقد سألت صاحب الحاجة عن اسمه واسم أمه، وسألت الطالب
عن اسم المطلوب واسم أمه، وأعرضها على ابتداء درج أزمة أبواب الكلام، أو عن اسمه على
قدر ما سلف من السهم الذي أنت فيه، وكن مع السهم في يومه لا تجاوزه إلى غيره، فإذا
وافق اسم الطالب بعض أزمة السهم الذي أنت فيه أعلى من اسم المطلوب أسفل من اسم الطالب
فالحاجة بإذن الله تعالى ناجحة، فإن اتفق اسم الطالب أسفل من درج اسم الباب، واسم المطلوب
أعلى من اسم الطالب في أزمة الباب فاقلب في حصة اسم المطلوب العون، فاجعل آخرها أولها،
ثم صير حصة اسم الطالب بأحرف الدعوة من التكسير، بتأليف مخرجها على التصويب بالاتفاق،
ثم أخرج ذلك الباب زماما يكون ابتداء أول حروف من حروفه، وأول حروف هجاء اسم المطلوب،
فاعزل كل سطر منها مفردا على حدته، ثم أخرج ابتداء أسماء الله تعالى منه، وبعد ذلك
أحرف الدعوة وبعد أسماء الملائكة بأحرف دعواها، ثم استخرج أسماء أعوان ذلك الباب منه
بأحرف دعواها، وهذا التكسير ينبغي أن يدعى في كل باب سواء كان هنا أم في غيره مصوبة
أو مقلوبة، ولا تذكر في شيء من عملك أسماء أعوان، وحصة المطلوب وانظر كم بينهما في
أزمة الباب بالحصص على الأيام والساعات والأوقات والمنازل بالاتفاق، وما توفيقي إلا
بالله عليه توكلت وإليه أنيب. فإذا عرفت
فصل في معرفة أبواب
الكلام بكلام الفافيطورش
ما وصفت لك، فوكل بالحاجة
الأعوان، واقسم بأسماء الله تعالى على الملائكة وعزم على الباب بالأعوان، واعلم أن
الباب هو دعوى الأعوان عزمة عليهم من مخرجه إلى رده، واخرج اسم الطالب والمطلوب على
تأليف حروفه من موضع حقه وحصته وأول سهمه، مثلا بمثل مصوبا ومقلوبا، مقدما كان أو مؤخرا
مردودا كان بتقديم أو بتأخير أو مصوبا مردودا، فإن كان الاسم مصوبا لا تقديم فيه ولا
تأخير ولا مردودا ولا مقلوبا برده مثلا بمثل على اسم مصوب لا يرجع إلى باب الحساب ع
ثمانية عشر، ل ثلاثة وعشرين ي تسعة وعشرين، فهو اسم مصوب لا يرجع في باب الكلام، فإن
كان تقديما وتأخيرا مثل داود، وإن كان تأخيرا وتقديما مثل يعقوب، فإن كان مردودا فتأخير
مثل داود، فلو كان مرتبا بتقديم مصوبا مردودا برده مثل أحمد وجعفر، فإن كان مقلوبا
مثل ملك فخذ كل حرف من حقه بتأليف حروفه من ابتداء أزمة أبواب الكلام وإن سهمه مصوبا
كان أو مقلوبا، فإن اتفق اسم الطالب من اسم أحمد من الباب فخرجه فإنه جائز إذا لم تخرج
من الابتداء.
صفة أخرى: تتلو الوصف الأول
في شرح المؤامرة قال جعفر بن محمد المرموي مولى عيسى بن موسى الهاشمي، أستاذ الحسن
أبي علي السراج الهمداني: إذا أردت العمل بهذا الباب الذي قد بعث لك، فاعرف أولا اسم
الطالب والمطلوب واسم أمهما، فإن لم تعرف اسم أحدهما، فأخرج حصة اسم الطالب والمطلوب
فقط ولا تزد اسم أمهما، واخرج السطرين من هذا الباب، يكون ابتداء السطر هو زمام كل
سطر منهما باسم طالب الحاجة، والآخر باسم أمه فاكتبها في رق غزال، ثم اكتب اسم الله
تعالى بعد السطرين، ثم استخرج أيضا سطرين آخرين، يكون أحدهما أول حرف من حروفه، وأول
حرف من هجاء اسم الطالب بعد أسماء الله تعالى في الرق، ثم اكتب الأسماء والأعوان بعد
ذلك، والقسم والعزيمة وهي تكسير باب مخرج الطالب والمطلوب، ثم تقول: أقسمت عليكم يا
ملائكة رب العزة أجيبوا فلان بحق هذه الأسماء وما تلوت، أسرعوا إلى هؤلاء الأعوان بقضاء
حاجتي، الوحا العجل الساعة بالذي أوجب عليكم الطاعة، وبعزة الله ربكم، وبما أقسم على
هؤلاء الأعوان، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير، أجيبوا يا معاشر الأعوان
لهذه الأسماء، وإلا يسلط الله عليكم ملائكة العذاب لهذه الأسماء الوحا الساعة بالذي
أوجب عليكم الطاعة بعز عز الله، وبنور رحمة الله، فإنك تنال ما سألت عنه وما تطلب بإذن
الله تعالى.
فصل في معرفة أبواب الكلام
بكلام الفافيطورش
تصريف الباب الكبير للاسم
القائم درجة الكبير من تسعة وعشرين درجة المصوبة والمؤخرات المقلوبة مع الحرف الخارج
منها، المضاف إليها تكسير آخرها على أولها درجة بعد درجة وحرفا بعد حرف، واسما بعد
اسم على التأليف إلى مخرج الباب، واحذر الغلط فيما قدرت لك إن شاء الله تعالى، وهذا
صدر الباب الأول من الباب الكبير، أول درجة من باب كلامه، وآخر حرف منه ي، ثم كسر آخره
على أوله تجد أوله ي وآخره ص، ثم كسر آخره على أوله درجة بعد درجة إلى مخرج الاسم،
فإنك
تجد أوله في السطر الثاني
ص، وآخره ك، ثم كسر آخره على أوله إلى ما لا نهاية يخرج لك الباب إلى ثمانية وعشرين
اسما، فهو صدور الباب الأول من الباب الكبير تجد أوله ي وآخره ب تجد الصدر ثمانية وعشرين
اسما يرجع الزمام من باب الكلام في تسعة وعشرين اسما وكذلك المؤخرات والسلام.
صدر الباب الثاني من الباب
الكبير ح، ثم خذ بهذا أزمة درج الأزمة من حاشية الثاني، وهو ثمانية وعشرون درجة أولها
ح وآخرها ب، فزد إليها الحرف الخارج عنها فصيرها المضاف إليه وهو ا، فيصير الزمام تسعة
وعشرين، ثم كسر آخرها على أولها درجة بعد درجة على تأليف تكسير صدور العون الأول، فولد
اسما بعد اسم إلى آخر ثمانية وعشرين اسما، فهما صدور باب الكبير، تجد أوله ا، وآخره
ص، يرجع الزمام إلى صدره في تسعة وعشرين اسما تكسير من هذا الباب على هذه الصفة إلى
ما لا نهاية له واعزم الأزمة على الولاء في آخر الأبواب واعزم على دعوى الأعوان بأسماء
الله تعالى وأسماء ملائكته بتدبر وتثبت وفطنة. وهذه صفة تكسير مؤخرات صدور باب الكبير،
ثم اقلب زمام أول كلامه فيصير آخر أوله، واعلم أن أوله كان في الابتداء ا وآخره ي،
فيصير أوله ي وآخره ا، فيصير زمام باب كلامه الأول مقلوبا، ثم كسر آخره على أوله درجة
بعد درجة على التأليف، فولد اسما بعد اسم إلى تمام ثمانية وعشرين اسما فهو مؤخر صدر
باب الأول من الباب الكبير، تجد أوله وآخره لا يرجع زمام باب كلامه في تسعة وعشرين
درجة أولها لا وآخرها ي، فولد الحرف الخارج عنها، المضاف إليها وهو ي، فيصير الزمام
تسعة وعشرين درجة، ثم كسر آخرها على أولها درجة بعد درجة فولد من هذا الباب اسما بعد
اسم في نسق واحد إلى رده، فهو مؤخرات الثاني من باب الكبير، تجد أوله ي وآخره ص، ثم
اعرف ما خرج من الأبواب على أزمة أبوابها، فإذا صح له بابه، فخرج على هذه الصفة من
الصدور والمؤخرات مصونة ومقلوبة على التأليف بكلام فيطورش، فكسر من ذلك ما أمكنك بعدد
ساعات الأيام والليالي الستة، فاعزل الأزمة في كتاب آخر، وأفرد الصدور من المؤخرات.
صفة: تصريف باب الصغير من
باب كلامه الاسم القائم الدرجة اثنان وعشرون بكلام الفافيطورش، بجمع الصدور والمؤخرات
اثنين وعشرين درجة، زمامها في كل زمام ثمان وعشرون درجة وهو الصدر الأول من الباب الصغير،
أول درجة منه تجدها ا وآخرها ب تجدها، ثم كسر آخرها على أولها درجة بعد درجة إلى رده
يخرج لك الزمام، فإنك تجد أوله ب وآخره ب ثم كسر درجة بعد درجة فولد من ذلك اسما بعد
اسم على هذه الصفة إلى تمام أحد عشر اسما فإن الزمام يخرج في الثالث عشر فهو صدر الباب
الأول من الباب الصغير، تجد أوله ا وآخره ب، ثم اقلب زمام باب الكلام فيصير آخره أوله.
واعلم أن أوله كان في الابتداء ا وآخره ث، فيصير زمام كلامه مقلوبا، ثم كسر آخره على
أوله درجة بعد درجة على الصفة على ٢٢، فهو مؤخر باب الصغير، تجد أوله وآخره ش، فانصبها
متساوية في زمام واحد، ثم أخرج منها ٤ درج داخلة في مؤخرها مكررة، وزد عليها ٤ أحرف
خارجة ٤ درج داخلة في مؤخرها مكررة، وزد عليه ٤ أحرف خارجة عنها، فإذا جمعت الدرج في
زمام واحد، فاعرضها على زمام باب كلامه الأول فتعرف الخارجة الداخلة من النظر، فإن
فوق كل فن من ذلك على
فصل يشتمل على شرح
الأبواب الثلاثة وهي الكبرى والصغرى والمتصل
حدة، واجعل ما اجتمع من كل
فن عشرة أبواب زماما في سطر واحد على ما أصف، فكسره فإنها تخرج شعابيذ أو غيرها فخرج
لغاتها واسمع ما يصف لك الكتاب، فإنه يخرج من هذا الباب في تكسيره إلى ما لا نهاية
له بإذن الله تعالى. وهذه صفة باب المتصل مثال ذلك: قياس باب الصغير في نفسه من التكسير
فافهم ما وصفت لك ترشد، ولا تعجل فتندم.
فصل يشتمل على شرح الأبواب
الثلاثة وهي الكبرى والصغرى والمتصل
اعلم أن الهياكل والتيجان
والحراب والأعمدة والسيوف والمنابر والمزاريق والأحراض والكلاليب والكراسي، وهي من
باب الكبير لولد يهب بن الجان مرزبان شاهنشاه أبي الجن، فهم الملوك والأمراء والهرامسة
والفراعنة والقساورة والشعابذة. واعلم أن كتاب عصا موسى والحراسة والألوية والنبوذ
وهي من باب الصغير لولد فهصد بن الجان مرزبان شاهنشاه أبي الحارث السيارة والعفاريت
والبثارة والطوعة والغطارفة، واعلم أن كتاب الإكليل والسحر ولوح الذهب وكتاب الكرسي،
وكرسي سليمان بن داود والقبة هي من باب المتصل لولد حفطش بن الحارث بن مرزبان شاهنشاه
أبي الجن، الخدام والكرسي والوساوسة والأخاطفة والأفاطرة والمستمعة ومعرفة كتاب المناجاة
بكلام الطاهنشاه وهو من باب الكبير المتصل المقرون فاعرفه وهو على أحد وجهين من درجة
في زمام واحد، ثم كسر آخرها على أولها درجة بعد درجة مصوبة ومقلوبة، وابتدئ الاسم الأول
من الصدر، ومن المؤخر مثل ذلك واحدا بعد واحد إلى آخر البابين، اسم فاسم، فإذا تقدم
المتصل فخذ بما بعده من الكبير، ثم تبعد الباب. فاعلم ذلك.
فصل في معرفة تاج الملك ميططرون:
وهو شراطيل عبد ربه بكلام الطاهنشاه، وهو باب الكبير، والصغير القرون على صفة المناجاة
في التكسير والاجتماع على أحد وخمسين درجة مصوب مقلوب قياس المناجاة.
فصل: في معرفة تاج ميططرون
عبد ربه بكلام الطاهنشاه، وهو باب الصغير والمتصل وهو في التكسير على صفة ٤٤ درجة اسم
واسم قياس لوح آدم عليه السلام مصوب ومقلوب تفعل ذلك إلى آخر البابين.
فصل: في معرفة تاج ما فهم
من باب الصغير وكلام الغيثب وهي أسماء ملائكة السابعة تحصل بعد التكسير على عدد أحرف
الدرج من حروف باب الصغير، وهي الخارجة من عشرة أبواب إلى أربعين درجة في زمام واحد،
يكسر على ما تعرف فيخرج الزمام بعينه بعد ستة وعشرة أسماء تفعل ذلك إلى آخر نهاية الخارجة.
فصل: في معرفة الأسماء التي
هي دوارة القلب من باب الصغير بكلام الغيثب من أسماء الملائكة الموكلة بالقمر على التكسير
من حروف باب الصغير الداخلة على عشرة أبواب، وهي أربعون درجة في زمام واحد، على صفة
تاج تكسير ما فهم.
فصل: في معرفة حربة حنيثا
الملك وهي حربة ميططرون الملك عبد القاهر من باب الصغير بكلام من عده أبواب النظير
قياس تاج ما فهم.
فصل: في معرفة ما فهم من
باب المتصل بكلام الغيثب، وهي أسماء ملائكة السماء الخامسة على التكسير من أحرف بابه
المتصل، وهي الخارجة من عشرة أبواب مصوبة ومقلوبة، قياس تاج ما فهم من باب الصغير.
فصل: في معرفة أسماء الملائكة
الموكلة بالشمس على التكسير من باب حروف المتصل الداخلة قياس تاج ما فهم من عشرة أبواب.
فصل: في معرفة حربة عزرائيل،
وهي أسماء ملائكة السماء الرابعة على التكسير من باب حروفه المتصل من عشرة أبواب.
فصل: في معرفة حربة يوشع
بن نون وهي حربة ميططرون الملك عبد المولى بكلام السجع وهي أسماء ملائكة السماء الثالثة
على التكسير، من كتاب طوح زوايا تاج الزهرة وهي أربع درجة ترجع الزمام في آخرها في
ست وعشرين، قياس تاج ما فهم من باب الصغير في التكسير.
فصل: في معرفة لوح آدم من
باب الصغير، تزيد عليه من الأحرف المقطعة بكلام الرشف على تأليفها، فيصير الزمام أربعا
وأربعين درجة، يرجع الزمام في عشرة أسماء، تفعل ذلك إلى آخر الباب، يرجع هذا الباب
إلى كلام السرت وهو سفر آصف بن برخيا.
فصل: في معرفة ابتداء باب
الصغير ابتداء الأول من الدرجة الثالثة، فيخرج من باب ثمانية زماما قياس زمام الباب،
واعرف أسماء أعوانه بأحرف الدعوة، وباب المتصل مثل قياس الصغير في التكسير بكلام الطاهنشاه،
والرشف قياس أحمد، فإذا أردت أن تعرف اللغة، فانصب زمام ابتداء الكلام على زمام الياء،
ثم ألف الاسم على تأليف حروفه من زمام باب الكلام. واعلم أن اللغة لا تخرج من باب الصغير
والمتصل جميعا إلا بعد النتوج، فإنك إن أخرجتها جميعا من الابتداء تجمعت اللغة في السطر
الثاني، وإن أضفت الزمام في التكسير، فإنك تخلي السطر الأخير من الصدر، فاحكم اللغة
من باب النتوج، وهذه السبعة ألسن واللغات: فيطورش الطاهنشاه الرشف الغيثب الأزوار السجع،
فإذا أردت معرفة ذلك، فصير حرف الباب درجا لهذه البروج، ثم أخرج أسماء أعوانه منه بأحرف
الدعوة، وهي دعاء الجن والأعوان المسلمين من ذرية فهصد وهو الحارث، وكلام الطاهنشاه،
والرشف، فيصرف في عرض ستة مصوبات ومقلوبات بالعرض خفضا ورفعا، فالخفض هو كلام الطاهنشاه،
والرفع هو كلام الرشف، وتصريف الحرف في أربع زوايا بيته خفضا ورفعا من آخر درجة من
زمام باب كلامه، ثم أخرج أسماء أعوانه في باب الدعوة وهو لكل ما أردت.
فصل: في معرفة سفر ذي القرنين،
وهو كلام يحط بروج درج الباب، فيثبت على تاج الزهرة يمتد إلى بيوت السرت فنصبها مصوبة
تأليف درجة تأخذها من مراوة، وتنصبها مسربة قيام زمام ابتداء الكلام في كتاب السرت
من أول درجة من تاج الزهرة، فأخرج أعوان هذه الابواب بأحرف دعواها ثم
تأخذ تأييد الحروف وكسرها
قياس تاج الزهرة فأخرج أسماء الملائكة بأحرف دعوتها، واحملها على ما أحببت، وهذه أحرف
دعوة أعوان هذا الباب فافهم: اعطوثاني بوها هي هو هد، ثم انقل إلى كلام الطست، وهو
سفر آدم فتنقله عن قياس نقل كلام الرشف. واعلم أن من باب الكبير وهو باب الهياكل والتيجان
والحراب والأعمدة والكلاليب والسيوف والمزاريق والمنابر والأحراض والكراسي، وهم الملوك
والأمراء والفراعنة والهرامسة والقساورة والشعابذة، من باب الكبير الثلاثة أسباط، من
ولد بعير عنج وسرهج أولاد يهب المرزبان، وهذه أحرف دعواتهم على الولاء، وهو هي ياها
ولكل واحد من هؤلاء الخمسة ستة أولاد يقال لهم ملوك الأقطار غير مؤجلة، فإن أولاده
اثنان وعشرون ملكا، واحد منهم مسكنه الفلك يقال له مطر يخرج من أزمة الباب على تأليف
الباب وهم وصفاء الهياكل وسبعة منهم على تأليف الباب وهم خزان الهياكل، ثم اخرج من
أزمة الباب على تأليف رأس خزان المنابر وهو القبول ثم اخرج من أزمة الباب على التأليف
رأس خزان المنابر وهو برماس وهو ملك العرب، ثم أخرج من أزمة الباب على التأليف سر رأس
وهو ملك الفلك الموكل بذلك العمل، ثم أخرج أسماء عشرة من الموكلين بالمنابر ولد دناط
بن سرير الهرماس ثم اخرج أسماء عشرة من وصفاء المنابر من خزان ولد دنط ابن الهرماس،
ثم اخرج أسماء عشرة من خزان المنابر ولد طب القطر ابن مخ الهرماس، ثم اخرج أسماء عشرة
من خزان المنابر من الموكلين بالكراسي ولد يهبق، ثم اخرج أسماء عشرة من الموكلين بالكراسي
ولد حيض بريح الهرماس، ثم اخرج أسماء عشرة من الموكلين بالكراسي ولد بيخلا بن أبي ملوك
الدبور ثم أخرج أسماء عشرة من الموكلين بالكراسي ولد بيخل بن الهرماس ثم أخرج أسماء
عشرة من وصفاء الكراسي ولد مير بن متوجلة الهرماس ثم أخرج أسماء ١٠ من وصفاء الكراسي
من ولد ثط بن ملك الفلك الأعظم، ثم أخرج أسماء ١٠ من وصفاء الكراسي من ولد طيطب أبي
ملوك الجن، فهؤلاء البسط من ولد بعير الهرماس الفهام بن يهب المرزبان ابن الملوك الأفاطرة
لهم صدور باب الكبير مصوبة ومقلوبة، وهم جنس الملوك بكلام فيطورش، ثم أخرج القسارة
وأسماء الأمراء السبعة في سبعة أقاليم الدنيا أولاد جنح أهطام بن يهب المرزبان شاهنشاه،
وهذه أسماؤهم عسج وعص دعصيس دح ولع يعطس بالا، وهم الموكلون بالتيجان والوصفاء والحراب،
لكل واحد ٣ أولاد ملوك بالتاج الأول والوصيف والخازن ولد عص ثلاثة، وهم الموكلون بالتاج
الرابع والوصيف والخازن ثم استخرج من أزمة الباب رأس الموكلين بالأعمدة وهو ابن الموكل
بالتاج الأول، ثم استخرج على التأليف من أزمة الباب اسما واحدا، وهو خازن التاج الأول،
ثم أخرج أسماء ٤٠ من أزمة الباب الموكلين بالكلاليب ولد أخارين السابع فهؤلاء البسط
الثاني من ولد عنج القمقام خازن التاج الأول، ثم أخرج أسماء أربعين من الجان، ثم أخرج
أسماء الشعابذة وهم الفراعنة الخمسة من ولد سرهج القمقام ابن يهب شاهنشاه بن الحاج
من آخر باب الكبير مقلوبة بكلام الفافيطرش.
صفة كلام السرت ونجاويه ومخرجيه:
وهم شرح تاج الزهرة فيصير زماما واحدا، ثم كسره إلى منتهى باب واحد نهاية رده بمخرجه،
والأحرف ما دون اسم العون في التصويب إلى غيره، وإخراجه
باللغة من مخرجه على تألفه
فيصير زماما واحدا، ثم كسره والمقلوب جميعا، وما خرج منه فهو نسله وهم أعوانك، ثم أخرجهم
على ما وصفت لك من كتاب تاج السرت، وكتاب الزهرة تفسير باب الصغير مخرج الأسماء بأحرف
الدعوة، وهي على ٧ أحرف، وله فهصد بن رباث شاهنشاه بن الحراب بالحرف ١٣ في السطر الأول
من الصدر وهو عونا تأخذ فهصد مقلوبا، ثم إخراج أسماء أولاد فهصد الخمسة على تأليف أحرف
الدعوة نفكر مر حول دح يقال لهم السائرة والعفاريت، وهم ٣ الموكلون بالحربة والوصف
والخازن وولد رك حر السيارة، وهم ٢٠، منهم ٧ موكلون بالألوية والوصفاء، وبالخزان ولد
رك المطبوعة وهم ٢١ منهم ٧ موكلون بالنبول والوصفاء والخزان ولد الغطارفة، وهم ٩٠ موكلون
بالأحراض والوصفاء والخزان.
تفسير باب المتصل بباب الكبير:
وهم الخزان ولد خفطش شاهنشاه بن الحاج أبي الحاج أبي الجن قدام الكراسي، وهم الوساوسة
والأخاطفة والمستمعة والسعالي، تأخذ اسمه بحرف من أحرف الدعوة، في السطر السادس من
الصدر الأول، وتأخذ الحرف الثاني مضروبا هي بي، والواقع على هذا المثال من أحرف الدعوة،
فإن وهي بي وهي تأخذ اسم عفطس، ثم أخرج أسماء أولاده بأحرف الدعوة على التأليف، وهم
٥، قياس ولد فهصد وأسماؤهم بلقع خبب حم فتح يقال لهم الوساوسة والأخاطفة والأفاطرة
والمستمعة والسعالي، فولد بلقع الوساوسة وهم ٢١، سبعة موكلون بالبحر والوصفاء والخزان
وولد خبيب وولد حم وهم المستمعة، و ٣ موكلون بالكراسي وسبعة وصفاء وحاريا، وأما ولد
الجيش فهم الأمراء والفراعنة والملوك والقماقمة والهرامسة والقساورة والشعابذة، وولد
يهب بن الجان، وباللغة عمر، وكنيته أبو النعمان. وأما الهياكل السبعة وهم صدور باب
الكبير، أخرج منه أسماء الملائكة بأحرف فإذا خرجت البرزخ على ٧ ألسن، وعرفت مخرج كل
لسان وعرفت أسماء أعوانه وأحرف الدعوة، عرفت اسم صاحب الخاتم وكنيته واسمه من اللغات
السبع: عربي أو عبراني أو سرياني أو يوناني أو هندي أو رومي أو فارسي. فإذا عرفت ما
كان من الأسماء على التأليف إلى أول السهم منها فصاعدا فهي نسبة صاحب الخاتم.
معرفة كتاب خاتم الباب: إذا
عرفت ما وصفت لك، فخذ ابتداء أحرف درج الغيثب جميعا، وهو تصرف الحروف في زوايا بيته
خفضا ورفعا، فالخفض هو من أول درجة، فصيره زماما واحدا على التأليف، ثم كسر آخره على
أوله درجة بعد درجة، وأخرج منها أسماء الملائكة في الزمام بأحرف الدعوة، فهي ملائكة
موكلة بالأسماء التي كسرتها من الزمام، فصير الأسماء فوق النصر، وصير ملائكة الأسماء
التي خرجت منها حول الأسماء، تبدأ بها يمنة ثم يسرة على أولادها في مخرجها بتأليفها،
فصير النفع ٧ في ظاهر النص أسفل الأسماء وصير التقديس أسفل النص.
تاج عبد القيوم: ملك الشمس
يكتب للصلح بين الرجل وزوجته، وللبنت إذا رجع عنها الخاطب. السحر للأخاطفة وهي صدور
باب المتصل مقلوبة، وهي حربة عبد القيوم فلك الشمس.
هيكل كرسي سليمان بن
داود وهو المتعالي
باب في معرفة أسماء
الله تعالى بهذه الستة أحرف مصوبة ومقلوبة
لوح الذهب: لسحر الأخاطفة
والأقاصرة، وهو تاج عطليكائيل الموكل بالقمر، وهو على دوارة القمر مؤخرات ندا المتصل
مصوبة.
كتاب الكرسي: والقبة المستمعة،
وهم مؤخرات باب المتصل مقلوبة وزجر وقوة، وهم أعوان السحرة.
هيكل كرسي سليمان بن داود
وهو المتعالي
تبدأ الحروف من أبواب المتصل،
وهي أزمة الكلام تدل على شقبا الناهب ساصيد أبو الزوابع يدل على الجليان، إذا عرفت
اللغة من مخرجها، وتكلمت بها أجابك رأس المردة، وهو رأس الزوابع، وإذا ظهر لك لم تأمن
أن تتصدع لرؤيته، فاطلب الجبال منه فلا بأس أن تظهر لك يذهب عقلك، ولكن قل إذا خشيت
بحضوره أظهر الجبال فحسبي منه جبال، فإنه لاقيس بن إبليس، ولقبه مسمار، فاحترس منه
قبل إخراج شعابذه، فإن دخنت بدخنة طيبة كان أفضل، وهذه الأزمة حرز وجلبات للدخول على
الملوك والسلاطين، فإذا أردت الأمر المسرع من إرسال الهواتف، وتسليط المارج على الفجار،
خذ اسم من أردت واقرنه مع اسم شيطان من هؤلاء، ثم اقرن به اسم المطلوب، فصيره زماما
واحدا في قرن وكسر الإسمين إلى مخرجهما، أو اكتب ما تريد يحصل المطلوب، واكتب التكسير
حوله لكل نوع من هذه الفنون والحكم، وتكلم بالتكسير أيضا سبع مرات، فإن الملك يصير
ملازما بدن ذلك الرجل مستحوذا عليه تسليطا كليا، ولا يستطيع الشيطان مفارقته، ولا يقدر
على الخلاص، ولا يقدر أحد أن يحل ما عقدت، وهو رأس الحكمة، وليكن اسم الملك يتلو اسم
صاحبك والله أعلم.
باب في معرفة أسماء الله
تعالى بهذه الستة أحرف مصوبة ومقلوبة
هو كاسم بسم اسم اسم، وأما
معرفة أسماء الملائكة من باب الكبير، وباب الكبير المتصل جميعا، الخارجة والداخلة والنظير
من البابين، ولكل باب ٦ ملائكة من الصغير والكبير، والمتصل قياس واحد مثل ذلك إذا قلت:
قصه وهي الخارجة والداخلة والنظيرة مصوبة ٣، ومقلوبة ٣، تلحق بها ايل، قياس ملائكة
أزمة الخواتم، وهذا صدر باب الكبير الأول الفافيطورش ا ب ت ث الخ. يالابهر لما سححكك،
وقد قرعوا عيطلططل، إذا كتبت والشمس في العقرب، ويكون الطالع أيضا على حديدة هذه الأسماء،
وتضع على بطن صاحب القولنج يبرأ. سلط عاشقا سلط ع الا ام، وفي نسخة ١١١ ١١١٩ ١٩، و
١ ٩١١١١ شديد هجر، وهذا تحققه كما إذا أخذ انسان قولنج ونفخ ثم يتشتت النفخ قليلا وكلما
شتت الإنسان الريح في جوفه ويسقى من حصاة وزن دانق بعسل نحل، فإنه يقوي الشهوة ومن
قشر ٧ روس ثوم وابتلعها ٧ أيام متوالية، يزول عنه القولنج ولد الجيش وهم الملوك والفراعنة
والقساورة، وولد يهب بن الجان بن مرزبان شاهنشاه، واسمه في كلام السرت صفر آصف بن برخيا.
باب آخر: مصادرة الكتاب صدور
مصوبة ٢٩ زماما من باب الأول صدور باب الكلام بكلام
الفافيطورش الدرجة الكبيرة
ا ب ت ث الخ. واعلم أن في الكتابة في الباب الأول من أسماء الله، وأسماء الملائكة اثنان،
وأسماء الأعوان ٢٠ زماما، صدور الثاني مع الدرجة ي ص ا م ح ب لا ص وس ع ر ن ط ق ع ف
ر ح ط ب ت ا مؤخرات باب الأول من باب الكبير درجة التكسير مقلوبة الفافيطورش ش ي لا
وهالخ، حروف الهجاء بالقلب، زمام مؤخرات صدور الخارجية في هذه الأحرف ص ض ع ح ل ب
م هب ط ل ت ظ ح س د ور ف ص ك ولا ي.
حروف باب الصغير: تزيد فيه
ب ح وم ل ط ع وهي ستة أحرف من أسماء الله ٣، وأسماء الملائكة ٧، وأسماء الأعوان ١٨،
تكتب باب الصغير بكلام الفافيطورش متصلة تكسير صدور مستوية، ومؤخرات الأول الصغير ا
ب ج د، ه وز، ح ط ي، ك ل م ن، س ع ف ص، ق ر ش ت.
باب المتصل: دوحة القائمة
أ ب ت ث ج الخ، تاج ما فهم.
حروف باب المتصل ٢٢ حرفا،
لا تدخل فيه هذه الأحرف: ا د ذ ر ل ولا وهي ٧، اكتبها للقاء السلطان وقضاء الحوائج
والتزويج والصلح، ويكتب أسماء عشرة ملائكة، أو حزبهم تحت الخواتم، ولكل عمل جيد بعد
التكسير على عدد درج الأبواب من باب ٤٠، في زمام واحد من عشرة أبواب خارجة عن الصغير
وهي أسماء الملائكة تاج ما فهم من باب ملائكة السماء السابعة على عدد الدرج بعد التكسير
بكلام ح هص هر ق س ر م س ل س م ن ا ح م ل س ا ح م ع ت ي ل م ر د ل ع ع س م ن ص ر
م ف ه، واعلم أن من تكسير الأحرف تخرج ٢٦ زماما، وهي أسماء عظام وهي ٨٦ إسما، وهي
في التوراة العتيقة، فاحملها للأمور الصعبة وإن شئت تركها متصلة في سطر أربعة أسماء،
وهم كل اسم ٧ أحرف في سطر واحد، كما في باب الصغير والمتصل، وهي الأسماء التي فيها
تيجان الأسماء من أبوابها، وإن جميعها ٧ أحرف في سطر، فاكتبها ووقرها من الدنس خاتم
عطول تاج ميططرون وسر شراطيل عبد ربه، بكلام الطاهنشاه الكبير، ثم الصغير بعد والابتداء
بالاسمين الأولين من البابين بالصدرين، بالزمام الأول زمام مؤخرات، باب كلامه وهواه
درجة، في زمام واحد مقرون بتكسير آخرها على أولها درجة، بعد درجة ثم ي مصوبة مقلوبة،
مؤخرا وصدرا، فإذا نفد الصغير، خذ ما بعده أولا من التكسير حرفا حرفا، تأخذ ص، ثم ص
ومن المناجاة والحربة أيضا لذلك إلى آخر مخرج البابين التاج، ثم المناجاة، ثم الحربة
والطاهنشاه الكبير والمتصل وهم ٥١ درجة في ا م، وأحد الإسمين الأولين من الصدرين بعد
التكسير، من الزمامين من البابين على صفة التاج في التكسير والاجتماع حربة ميططرون
عبد ربه الطاهنشاه الصغير، والمتصل ٤٤ مصوبة، واسم اسم وهو في التكسير قياس لوح آدم
عليه السلام حربة أبي مالك، تخرج من ١٠ أزمة ب ا ح ت ر ح ا ق س وف ر ع ر س ح ن ط م
ي ل ك ن ي ب وز ح ل ح ك ج ف س ف ص ع ص ع ط ط، واعلم أن أسماء الملائكة من جميع الأبواب
هي الخارجة، ونظيرتها من كل باب ٣ أحرف مصوبة أو مقلوبة، والحرف الذي يلحق في آخره
ايل، إنما يعني به اسم الملك، ولكل باب منه ملائكة من الصغير وهو كتاب الرازقين حربة
يوشع بن نون، وهي حربة ميططرون عبد المولى بكلام السجع، وهي ملائكة السماء
الثانية على التكسير كتاب
شرح زوايا الزهرة من كلام السجع بتصرف الاسم في زوايا بيته، وهو كلام السجع، وخفضه
بكلام الأزوار، وهو ابتداء الخفض وهو آخر كلام درجة خفض السجع، ثم خذ على أسماء أعوانه،
ثم خذ ابتداء درجة البروج من الباب الكبير والصغير، ثم كسره إلى منتهى باب واحد، وأخرج
الأسماء منه على صفة خاتم الباب.
لعسر الولادة: تكتب على سرتها
حوا هكذا واح.
لخدلان الرجل: تكتب عليها
بالاصبع عيسى بن مريم.
لكثرة الأحلام: عيسى بن مريم،
موسى بن عمران.
وقال أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب كرّم الله وجهه في شرح الاسم الأعظم فابحث عن أسرار هذه الأحرف، وهذه الأربع
غينات، وهي فائدة تصلح لإطلاق المأسور وهي هذه: غ غ غ غ، وهذه تصلح للخوف ع ع ع، واعلم
أن عدد الحروف من الباب الكبير ٢٩ حرفا، وعدد حروف المتصل ٢٢ حرفا. أيضا أبواب الكبير
مؤلفة من ا ب ج د، ه وز إلى ب وا ب وب، وأبواب المتصل ليس فيها هذه الأحرف، وهي أدذر
ولا في الباب الصغير هذه الأحرف وهي: ب ج د ض ظ غ، واعلم أن المراد بالحروف الداخلة
إنما هي المكررة في الزمام، وبالخارجة التي لا تدخل فيها، وبالنظيرة ما توجد في سطر
حروف الزمام التي منها تركب الزمام، والحروف الداخلة تكون أبدا أربعة أحرف، والخارجة
كذلك، وأما النظيرة فلا تزيد على ثلاثة أحرف، هذا في سائر الأبواب، وأما أسماء الملائكة،
فتخرج من الحروف الداخلة والخارجة مع النظيرة فافهم، وهذه حروف أبواب الخارجة وهي:٤٠
حرفا لعشرة أبواب، كما في الصغير، وهذه مراتب الكيفيات في ذوات الأمزجة:
وعدد أبواب الكبير ٨٦٤٥،
عدد أساميها ٧٢١٩٢٩، حروف الأسامي ٦٧٧٣٧٦، الخارجة من قسمه الأبواب على يب برجا ٧٢٥،
لكل يوم وليلة ٢٤ عدد أبواب الصغير ٧٩٢، عدد أساميها ١٧٤٢٦، حروف الأسامي محضا ٣٨٣٣٨٥٥،
الخارجة من القسمة يب برجا، واعلم أن لكل يوم وليلة ٢٤ ساعة، والساعة من باب التكسير،
والباب ٢٨ حرفا على عدد المنازل والحروف والأسماء كلها رسوم ا ب ت الخ، واعلم أن في
كل يوم من باب التكسير تخرج ٢٤ بابا يكون في الشهر ٧٢ بابا وفي السنة ٨٢٤٠ بابا، لكل
باب ٢٨ حرفا، في الأيام والليالي ٦٧٢ حرفا، ففي الشهر ١١٦ حرفا وفي السنة ٢٤١٩٢٠، ثم
بلغ من قسمتها على ١١ سهما، والسهم مقام الشمس في كل برج ٣٠ يوما، تدخل بالحمل وهو
أول البروج وأول الزمان وأول باب السهام من باب العمل من التكسير من مخرجهما، فالأول
في البروج ثلاثون يوما ٧٢٠، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الفصل السادس والثلاثون:
في الفيض الرباني والنور الشعشعاني والحجر المكرم وذوات النباتات وما له من الخواص
والرموز والإشارات
الفصل السادس والثلاثون في
الفيض الرباني والنور الشعشعاني والحجر المكرم وذوات النباتات وما له من الخواص والرموز
والإشارات
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على ما أولانا من مواهب قسمه، وفتح علينا من أبواب حكمه، وكشف عنا من حجاب
الجهل وظلمه، وفضلنا على كثير من خلقه بنعمه، وصلى الله على سيدنا محمد الهادي إلى
أوضح سبله، صلاة تصل في كل وقت إليه وترد إلى أعلى الفراديس عليه. أما بعد أرشدنا الله
وإياكم إلى سواء السبيل، فإني لم أزل أطلب كتب الصنعة الإلهية لما ألهمني الله معرفة
هذا العلم بما منحته من الفضل والبحث والاطلاع على كتب الفلسفة، واعمل ذهني في البحث
عن نكته، واشغل نفسي في السعي واقتحام أوديته، وسبحت في بحار أسراره، وترديت برداء
أنواره حتى بلغت الأرب وولجت بابها وملكت مفاتيحها، وذلك بتأييد الله:
بشرى لذي الصبر أن يحظى بحاجته
... ومد من القرع للأبواب أن يلجا
واعلم أنه لما بدا لي أمرها
وكشف لي عن رمزها وسرها، ومنّ الله علي بالبلوغ إلى الصناعة الكبرى أحببت أن أضع في
كتابي هذا أشياء تزيل عن رين القلوب حجابا وتكون ذخيرة بعدي إذ قد دثر هذا الأثر، وباء
بأهله فلا معاينة لهم ولا خبر. وقال جابر: واأسفي على هذا العلم هكذا، ولا ينتفع به
أحد ولا يشعر به. فنظرت كثيرا من أوضاعهم وفهمت كثيرا من أقوالهم وأفعالهم، فمن ذلك
كتب دوسم ابن ساسه، ومصحف الحكيم فيثاغورس والحكيم منلاوش، ونحو مائتي كتاب من تأليف
أبي موسى جابر بن حيان، والحكيم أبي بكر الرازي، ورسل الحكيم أرسطو، وكتب بقراط وهرمس
وجالينوس وكتب عرسوس وروليقا ولوقا ومسكين وابن المختار ومارية، وأسفار الحكيم خالد
بن يزيد وغير ذلك، من جواهر كتبهم وقواعد مذهبهم، فإني شقيت في كتب الحكماء مدة تزيد
على ١٢ سنة أسافر للقرى والمدن طالبا للأمانة، والتقديم للإمامة كما قال خالد:
لا أنثني عن مطلبي ولا أبالي
... بما أكابد من التغريب والعدم
لعل دهري يسعدني فأسعد
... أو يزول عني الهم والألم
حتى فتح الله علي بمرتبتها
وأوضح لي منهاجها بتدابير اخترعتها بعقلي، وأعمال ابتدعتها بذهني لأني أول أمري أحاول
تدبير الصنف تدبيرا صحيحا فلم أجد تحته طائل ولا عرفت له قائل، فذهب ما كنت أملته وخسرت
ما جمعته، وتناولته حتى وقفت على صحيحه وكشفت فيه عن أقوال الحكماء، وأعرضت فيه عن
رمزهم، وملت على طريقهم ولغزهم، وأسأل الله أن يتجاوز عن ذنوبي، فقد اجترأت على أمر
عظيم، وأتيت على خطب جسيم، ولكني أتضرع إلى الله وأبتهل إليه أن لا ينفع بكتابي هذا
إلا أهل الفضل، والله ولي المتقين، وهو حسبي ونعم الوكيل.
باب في ذكر فضائل الصنعة
باب في ذكر فضائل الصنعة
اعلم أن الباري جل وعلا علم
آدم الأسماء كلها وعلمه كيف يستخرج جميع المعادن من الأرض وتركيب الصنعة منها فلما
أتقنها وأحسنها علمه الله صنعة الذهب والفضة، فأحب أن يعلمها ابنه شيث، فقال آدم عليه
السّلام إن الله أمرني أن لا أعلمها إلا للمتعبدين من أولادي، فذهب شيث وعبد الله ٤٠
سنة، فأوحى الله إلى آدم أن علم شيثا الصنعة الإلهية، فإنه ولي من أوليائي، فأخبره
آدم فقال له:
أخاف أن تشغلني عن عبادة
ربي، فعلمها وعملها من يومه، وعرف من أي شيء يكون الذهب والفضة والدر والياقوت والزبرجد
واللؤلؤ، وحل كل صعب، وتليين كل منكسر، وعقد كل سيال، فإذا هو من أهون شيء في أعين
الناس ويحتقرونه ويتباعدون منه، ويدوسونه بأقدامهم في الطريق. واعلم أن الله رفع إدريس،
فأول علم علمه له بعد آدم علم النجوم، واشتق منه علم الصناعة الإلهية بوحي من الله،
فلما كان في زمن الطوفان، وإنه سيهلك ما على وجه الأرض، فنقشوه في البرابي في أرض مصر
واخميم، فحفظ من الطوفان. واعلم أن الله لما كلم موسى تكليما شكا إليه موسى الفقر،
فعلمه علم الصنعة الإلهية، فحلى بها التوراة وأقال بها بني إسرائيل فقال موسى: لبيك
يا رب وخر ساجدا شكرا لله وقال: إلهي سبحانك ما أعظم شأنك وأعز سلطانك، فعلمه من حكمته
فقال موسى عليه السّلام: رب اجعلها رحمة ورزقا لبني إسرائيل، وزدني بها يقينا، فإن
الخير كله بيدك وحدك لا شريك لك. وذكر أن موسى عليه السّلام وجدها في أرض شعيب تقوم
من ستة أحجار، فرصدها قارون وحلها وعرفها، واستغنى وملأ كنوزا ولحقه العجب والزهو بنفسه
وكثرة ماله وسعة أحواله قال تعالى: وآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ
لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ وقوله تعالى: إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ
عِنْدِي ثم طلب منه موسى زكاة أمواله، فحسبها فوجدها كثيرة جدا، فامتنع من أدائها،
فدعا عليه موسى، فخسف الله به وبداره الأرض، وقد صنعها إبراهيم الخليل عليه السّلام،
وداود وسليمان وجميع الأنبياء لكونهم كانوا فقراء، فأغناهم الله بها لأن الله لا يؤتيها
إلا من اصطفاه ليكون قوتهم في الدنيا حلالا، فتصفو بها قلوبهم وجعلها لهم رحمة، وعلى
الكافرين حسرة مثل: قارون وفرعون وهامان وشداد بن عاد، والنمرود بن كنعان وغيرهم، ولنرجع
إلى ما نحن بصدده فنقول:
اعلم وفقني الله وإياك أن
زحلا من الكواكب العليا، وجسده الأسرب، ويليه المشتري وجسده القلعي، ويليه المريخ وجسده
الحديد، والشمس وجسدها النحاس، وعطارد وجسده الزيبق، والقمر وجسده الفضة على ترتيب
الأفلاك كما تقدم. واعلم أن النور الظاهر كالشعاع، والشعاع باطن النور، فلكل شعاع نور،
ولكل نور شعاع، والشعاع حقيقة المشار إليه، والمشار إليه حقيقة النور والروح والعالم
النباتي، كما أن الشعاع لذات الروح، وأن الحيوان أفاض عليه الشعاع أولا، ثم النور ثانيا،
ثم أفاض على لطيفه الشعاع، وعلى كثيفه النور، فلذلك كان العالم السفلي كله بين شعاع
ونور، فسر الحياة الشعاع، وسر النمو النور، وسر الغذاء الجسمانيات، فالشعاع من باطن
النبات والنور من ظاهر النبات فظاهر النبات، في النمو لنمو الأجساد، وباطن النبات من
الشعاع لحياة النفوس التركيبية، فالنبات إذا
مناسب للحيوان من جهة الشعاع
ومن جهة النور إلا الحيوان الفرد بحقيقة العالم والعلم النباتي بالحقيقة اللوحية. ولما
كان اللوح أرضا للقلم، كان النبات أرضا للحيوان، ولما كان اللوح أرضا للكتابة بالقلم،
كان النبات مفتقرا لبدن الحيوان.
واعلم أن النبات ما اعتدل
شعاعه على نوره، فأما الذي اعتدلت فيه أقسامه وتساوت طبيعته، فهو الذي حدث عنه الغذاء
الصالح للأجسام الطبيعية، وهو الذي يولد صالح الدم الفاضل الذي هو قابل لتصريف الحكم،
وأنواع الطاعات العلويات، وليس للشيطان مسلك في هذا الدم، ولا تطرق إليه أسباب الخدم،
والسنة لا تكون بعده دواء يصدر عنه في استمرار الأزمة، وهو من أهل الخمسة العلوية والدار
الآخرة، وأما شف نوره على شعاعه، فهو الذي يولد عنه الشهوة والأغذية، وعنه يكون امتلاء
الطبائع لعدم القوة الشفافية المجففة رطوبات النور لأن النور أقرب إلى الرطوبة والكثافة،
لأن حركته إلى أسفل وهو الذي تتولد عنه الأفكار الصالحة والتدبير الممتزج بالسفليات،
والتغذي به لا يكون له نتيجة ميراث نبوي، لأن الذي يتولد من هذا الغذاء الغالب عليه
النورانية لتناوله المحض الشهوة فهي نار محرقة، ومنه تناول آدم عليه السّلام، فكان
ما كان من الخروج من الجنة والنزول إلى السفليات، ولولا أن النور متصل بالشعاع ما عاد
إلى بدنه ولا رجع إلى وكره. فمن غلب عليه ذلك، فليترك الشهوة النورانية بالأواني الجسمانية
حتى يحرقها التجفف لكثافتها ويتلطف بحقائقها، وهو الذي فيه مزجة نفسانية وفطرة شيطانية
فافهمه. وأما الذي غلب شعاعه على نوره فأحدث عنه دواء الأغذية، وهو أيضا متفاضل بقوة
طلوع الشعاع في أجزائه فمنه المفرد في السموم ومنه المفرد في قطع السموم أيضا وأما
ما كان من باطن الشعاع، فهو الذي يختم مادة السموم في السريان في جواهر الأجسام المنطوية
بالنور. وأما ما كان في باطن الشعاع فهو المنفرد الذي يجلي الأجسام من كثيف تراكيبها،
فهو المتفرق في ظاهر الأجسام من تراكيبها ويمتزج النفس الطبيعة، فتردها إلى عالمها
العلوي أعني الكلي وهذا لا يعثر على كشفه إلا الرسل، ولا يؤثر فيهم لعلمهم بكيفيتها
وسر مقابلتهم له بما هو أعلى منه. ألا ترى إلى الذراع المسموم للنبي صلى الله عليه
وسلم كيف أكله مع العلم به ولم يؤثر، للأنوار العلية الإلهية. ومثاله ما أكله الصالحون
من الأغذية التي يتناولها الناس من النبات، ولم يتناوله أيدي الناس مما اعتاد العالم
السفلي كيفية ضرره وظهور انحرافه، فلما كشفوا أسباب الوجود وحققوا العلويات في درج
السفليات شاهدوا الكل من حيث الكل والجزء من حيث الجزء جملة، ثم ردوه عودا إلى بدء،
ونظموه في سلكه فسعدوا، وسخرت لهم المفاتيح الغيبية والمعاريج العلوية والأزمة الملكوتية،
وسخر لهم ما في السموات.
واعلم أن أسباب العلويات
شعشعانية، وأسباب السفليات ممتزج شعاعها بنورها، فلذلك كان النبات لا بد للحيوان من
وجوده وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فهذا الفيض النوراني على النبات
السفلي، فمن فهم سر هذه المراتب الثلاث فهم سر الصنعة والامتزاجات، فيلطف النورانيات
سر اللطائف في أجزاء الكثائف، وبالقوة الشعشعانية وقع الانقلاب من عالم إلى عالم، وباتفاق
أجزائها وقع إثبات الصبغ في الأجسام والحجر المكرم يجمع ذلك، فباطنه نور شعشعاني، وظاهره
ممتزج نوراني، فهو
حجر ونبات ومعدن ولسنا نريد
الكيميا وإنما نريد كيمياء السعادة، فالشعشعاني هو ٢٣١، والنوراني هو ٤٦١ والممتزج
هو ٣٨٠، فمن جمع بين النوراني والشعشعاني والممتزج، وألقى منه على أسرب الجهل جزأ قلبه
إلى جواهر الباطن وعلى كبريت الشهوة أزال نار احتراقها، وعلى قلعي المعاصي قلبه إلى
سر الطاعة، فيكون إكسير الوجود على زيبق الإنحلال عقده سريعا ولما كان العلم الصناعي
مجموعا عند الإلقاء لأنك إذا ألقيت وزن القدر المعلوم أحلتها عن طبعها، ولن تصل إلى
رتبة حق الجلال، وإن ألقيت القدر المعلوم القلب من غير باطنها إلى عين حقيقتها لذلك
العلم الرباني ومعرفة الحق العلي، إن قابلت الأجسام بغير احتيالها بلا شك منه اضمحلت
وهلكت وإن ألقيت عليها القدر المعلوم انقلب من عين باطنها إلى عين حقيقتها لذلك العلم
الرباني ومعرفة الحق العلي، فهذه كيمياء السعادة، والغنى الأكبر والدر الأزهر أراني
الله طريقتها وحقيقتها.
والوجه السادس وهو الفيض
الإرادي على جوهر المعدنيات. ولما كان الغيب العلي مختلف المراد كما تقدم، واختلافه
لظهور الأنواع والأجناس في العلم المحاط من العلم المحيط لتباين الحكمة، واختلاف العلوم
بحقائق الأشياء المتناهية والدار الآخرة غير متناهية، وجب أن يكون لكل عالم دار، ولكل
دار عالم فالمتناهي للمتناهي، والمطلق للمطلق فلذلك كان اختلاف ارتفاع العلويات وانخفاضها
ليد العالم المعدني، فبدأ الظاهر منه والظاهر منها والمنكدر بالمنكدر، فمن ظاهرها الذهب
والورق وهما لا يتغيران، ومن سواهما لزمه التغيير فمن قربت في بعيده ومن بعيده وهو
آخر درجة الكرسي، فالذهب لونا من ٣٢١، والورق من ٤٦١، والأسرب من نورهم والحديد من
نور ح م ر، والزهرة من نور ع ع ع والزيبق من نور م م ح، والقلعي من نور ع ح ا ح ع ح،
وجميع أنوار الكراسي المتصلة بالمعدنيات وهذه أيضا كشف المعدنيات على التفصيل ولما
كان النبات مختصا بالنور الأعلى كانت المعدنيات مختصة بالإرادة المحيطة. وقد شبه المصطفى
صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله «معادن كمعادن الذهب والفضة أعني بذلك المؤمنين والعارفين»
وسكت عما سواهم لأنهم كمعادن الرصاص والحديد وغيرهما من المعادن، وإنما سكت صلى الله
عليه وسلم عنهم لأنهم لم يدخلوا دائرة التطهير الإيمانية، فلذا كان تصرف المحسوسات
بوجود المعدنيات، فالنباتات إلى المعدنيات، ولذلك كانت النباتات مفتقرة إلى الإيمان
بالمعدنيات، بل متصرفة في إيمان النباتات والأجسام المركبة قائمة بأسرار النباتات لا
بأسرار المعدنيات، إلا أن في المعدنيات سر الإرادة العلوية فيما وقع النفع به والمحبة
له وإلا لا قوة بينه وبين العدم لأن العدم سكون محض، ففيه إشارة لقوله تعالى: قُلْ
كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيدًا فالحجارة إشارة إلى وقد النار والاختلاف، والحديد إشارة
لقهر السلاسل والأغلال التي ترصد في عالم الجزاء، أعني جهنم، أعني التراكيب، أعني الجسم
الترابي تطمح آماله العالم الملكوتيات لا يشرح ذكره في اللطائف العلويات، ولا يسمح
له الكشف للأنوار الغيبيات، بل جمد جمود الجماد ووقف على حرف النفاد، وظن أنه لا طريق
يدرك بها العلويات، ولا لطيفة يشهد بها شموس الملكيات، فمن تبدى استحوذ لقيام القوة
المسيحية على صورة النفس البشرية أنكر العلوم الكثيفة، وتغلغل في البحار الحسية، ونسي
ما منه بدا وما به اعتدى، ونسي الملكوتيات السماوية والآيات الأرضية التي أنزل الله
على خليله إبراهيم بقوله تعالى: وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّماواتِ والْأَرْضِ الآية
بعد شهود الملكوتيات العلويات والسفليات، وكذلك بالإحاطة أولا ثم ذكر الكرسي بحوامله
الكلية والجزئية، والعلوية والسفلية.
الوجه السابع: إن الحياة
الأزلية فاضت على كون القدرة فيضا مناسبا للأزل غير مدرك من جهة ولا شهود، ثم فاض من
الحياة فيضا مظهرا لحقائق المعلومات على العلم، فجل أن يدرك في شيء بنسبة الأعمال وملاحظة
الأحوال قال تعالى: ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلّا بِما شاءَ وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ فلما وقع الاستثناء، وقع التطلع لكشف الأوليات
من خالص علمه المضاف إليه بالاضافة، وعلمه صفته وحقيقته وذاته، وعلمه الكشف لما سواه،
والمقيم لما دونه كل بكل وجزء بجزء، ثم فاض من العلم فيضا مثليا بحقائق الموجودات على
سابق الإرادات، فيكون شأنهم بها ظهور الحكمة والسماحة والمكاشفة، وإحاطة المعارف والغيبيات
وما في ميدان الكليات، وقائم في النشأة البرزخيات اللطيفيات منة منه وتطولا، ثم فاض
على الفيض المطلق فيضا كليا فيكون سببا موصلا لنبات الأسماع بكتابه العزيز في الفهم
وكشف لحقائق الحكم. ولذلك لما أراد الله من كشف عباده غيبه واستدلالهم لسماع كلامه،
ثم فاض من العلم فيضا شعاعيا في البصر الكريم، فوجب إدراك الكائنات في الأزل، وشهود
التكوينات في الأبد وظهور المعلومات في البصر القديم، ولولا ما أطبق النظر إلى وجهه
الكريم في النشأة الآخرة في اليوم المعلوم، وألقيت حلة الإدراك فأدركته بإدراكه، فبإدراكه
أدركته، فهو المدرك والمدرك كما قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ ثم فاض من البصر فيضا اتصل بالكلام القديم العلي الأزلي، ولذلك وقعت الفائدة
في الكلام، فهو المتكلم بكلام هو صفة لذاته، غير مماثل لكلام المخلوقين، ففي الكلام
فيض البصر، وفي البصر فيض السمع، وفي السمع فيض الإرادة، وفي الإرادة فيض العلم، وفي
العلم فيض القدرة، وفي القدرة فيض الحياة، وفي الحياة فيض الذات، والإيمان فيض الذات،
والعقل فيض الحياة، والروح فيض القدرة، والنفس فيض العلم، والقلب فيض الإرادة، والإنسان
فيض السمع، والتركيب فيض البصر، والصورة فيض الكلام، ولما كان السابع وترا بالقوة لا
بالفعل والاول وترا باقلوة والفعل اتصل الوتر فهو الأول وترا والآخرة وترا ولما كان
السابع من الكرسي المضاف إليه، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ وهو الذي
عبر عنه أهل التحقيق والصفاء من خواص التصديق وهو ذاتك فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ
وأما الإحاطة بالأحكام السموات العلويات والعوالم الذاتيات واللطائف الروحانيات، فهي
باطن الكرسي المقدس، وهو حقيقة الحياة والقدرة والعلم والإرادة، وأما ما وسعه الكرسي
من الملكوتيات والجبروتيات والبرزخيات، فمن حقيقة السمع والبصر والكلام فباطن الكرسي
مبادئ القول، وغايته النفس بالكلية، وظاهره الصورة والتصوير المعبر عنه على لسان أهل
التصوف. وقال بعض الأكابر: من أراد أن ينال قصده والاتصال بالحكمة الإلهية. فليكثر
من ذكره: العليم وقيل: علام الغيوب وقيل:
الحكيم بياء النداء، فمن
ذكرهم ولازم عليهم، فإن الله يسخر له فيلسوفا من الواصلين، أو الخضر عليه السّلام يعلمه
هذه المرتبة الرفيعة المقدار الذي تغوص في حجر الزهرة التي فيه ٤٤٠ عالما من العوالم
الروحانية، وينقيه ويثبته
إلى السبك والحمي، ولو سكت ألف مرة ما لم يدخل عليه العلم والرصاص، ولذلك يفعل في كل
صبغ محلول حتى ينقيه وينحل وينعقد، فعند ذلك يثبت للخلاص والله أعلم.
وهذه مرقة تصبغ أحمر إذا
عملت مع الأحجار الحمر والأرواح الحمر، والأنفس الحمر فمن أحسن تدبيرها عمل بها عملا
عجيبا، تصبغ كل واحدة بها مئتين بلا شك، وهو باب يستعان عليه بلا إله إلا الله وحده
لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وذلك أن تأخذ من رأس الصابون
الطيب القوي، وإن صنعته على هذه المرقة فهو أحسن، تأخذ منه رطلا أو ما شئت، وأضف إليه
نصفه من ملح القلي المبيض، وملح الطعام، والنطرون، والشب اليماني، والزرنيخ الأصفر،
والزاج، والطلق إن أمكن بعد سحق كل واحد منهم وحده، وبياض البيض المصلوق، وربع الماء
الأول من الشعر الأسود المغسول يجعل في الماء المذكور، وتتركه يوما وليلة في الشمس،
أو على نار لينة حتى ينحل ماؤه رجراجا، ويخرج من وقته، ثم تقطر، ثم تأخذ بعد ذلك من
كله وترفعه عندك، ثم تأخذ من الفضة وتذيبها، وتلقي عليها مثل ثلثها من القصدير ويلجمان
بثلاثة أمثالهما زيبقا، ويكون القمر جزءا والقصدير جزءا، وتذيب الفضة وتلقي عليها مثلها
من القصدير، فإذا امتزجا فرغهما على الراووق بعد أن يكون مسحقا في شقفة، وعليه شيء
من الزيت، وحركه بعود على الراووق، ثم تأخذه وتصعده، وترد الأعلى على الأسفل، وتصعده
مرارا حتى يتكلس ويتهيأ ويصعد كله، فإذا صار الشكل واحدا ترابا هيأته بالزيبق الأبيض
فقد اجتمع روح وجسد، ثم أضف إليهما النفس المصعدة البيضاء النقية مثل نصف الجسد والروح
مجموعا حتى يساوي الجسد والروح، ثم اسحق الجميع حتى يمتزجوا ناعما بالسحق، ثم تسقي
هذه الأخلاط المذكورة من الماء الحادي الزاج الأبيض المستعمل فيها قبل هذه ثلاثة أيام
تسقى به وتشوى بالشمس، أو بنار لينة فاترة، وكرر عليها السحق والشيّ كما تقدم حتى لا
تراها تقبل الماء، ثم اغمرها حتى يتم سحقها وهو المزاج الثاني الذي يجري على الصفيحة
المحمية، فإذا تمت هذه الملغمة على هذه الصفة، فأدخلها عند ذلك في الخل في زجاجة مسدودة
الرأس بجلد رقيق، وضع ذلك في زبل حار مستعمل لذلك خاصة، وإن جددت الزبل في كل أسبوع
ثلاثة أسابيع أو أربعة فهو أحسن فإنه ينحل أبيض صافيا في هذه المدة، أو أقل من ذلك
أو أكثر على قدر الحرارة في الزبل. فإن عدم الزبل فألقه في حمام الحكماء المعروف بالقدر
والماء، فإذا انحلت هذه الملغمة وصحت، فعند ذلك تبيض ما شئت من صفائح النحاس، فإن شئت
شخوصا مكتوبة أو غير مكتوبة اغمسها في هذه المرقة، فإنها تبيض كالفضة البيضاء الخالصة،
ولا يتغير ولو سكت ألف مرة وإن عقدت هذه المرقة وحللتها ثانيا، واستعملتها مرة على
الصنعة المتقدمة تثبت وإن عقدتها بعد حلها وكررت عليها الحل والعقد كانت إكسيرا تاما
يبيض جرمه ٣٠٠ مثقالا من النحاس الأحمر، ويعقد الزيبق قمرا خالصا، ويقلب القصدير فضة
خالصة ويوقف للحمى والروباص، فهذا فعل هذه المرقة وهو إكسير البياض خاصة ليس فيها شك
عند علماء الصناعة، وإن أدخل مكان الفضة ذهبا أو نحاسا أو رصاصا منقّى، وعلك هذا التدبير
سواء من التسليك والتصعيد، وجعل في الماء المصبوغ مكان الزرنيخ كبريت أحمر والمرقشيثا
الصفراء، ومكان
فصل في معرفة الحجر
المكرم وما له من الخواص والأسرار والرموز والإشارات
بياض البيض صفاره، والروح
للجميع، والزاووق واحد والنشادر والمغنيسيا في الماء المطبوخ الملقى به الأرض المجردة،
ويزاد مع الشعر دم ويترك الأملاح بحالها، والشب في البول المذكور، ويحسبه ويبلغ بها
من التشميع والحل والعقد على حسب ما نقول يثبت للخلاص والحمى، ويقلب الزيبق ذهبا إبريزا
فافهم.
وهذه ملغمة وجدت في رحل رجل
شريف بخط مكتوب بقلم تهليل، وإن أباه منحها من أهل الفضل وهي صحيحة، تأخذ من الرهج
الأبيض والإهليلج الأكمل والزاووق الأحمر الملغوم بشيء من القلعي الراوند والزنجفر
من كل واحد، ويسحقوا ناعما ولتت بزيت ويحضن بحصى لبان وسط نار غير قوية، ويرمى منه
يسيرا على الرصاص وهو ذائب حتى يحمر، ويضاف بالثمن فهذه سهلة، وأما الصنعة الإلهية
ومعرفتها، فإني أنبهك وأثبت لك من أسرار الحكمة، وأخبرك عن أمور كتمتها الحكماء فأقول:
فصل في معرفة الحجر المكرم
وما له من الخواص والأسرار والرموز والإشارات
اعلم أن الحجر الذي أكثر
فيه الأولون القول له تأثير موجود بالفعل أي يظهر فيه الأثر قبل التدبير، وقد أشار
إليه الكثير من الفلاسفة، وهو حجر مثلث، وفيه ثلاثة ألوان وهذه الألوان هي:
النفس التابعة والروح الواصلة
والجسد الضابط، وأن هذا الحجر متميز بتفصيلها منه بما ذكرنا هذه الألوان التي سمتها
القوم أجسادا، وإنما أراد الألوان وما شاكلها جملة مما شاهدوا، وإن الأوائل أجمعوا
على أن حجرهم وتدبيرهم، تفصيل وتركيب وحل وعقد ونقص ورد وموت وحياة، وكل كلمة من ذلك
إحداها ضد الأخرى تجمع العمل كله، وإذا تدبرت كلمة واحدة، فإنها تحتوي على نصف العمل
كقولهم: تفصيل وتركيب، بل تكليس وتطهير وتبييض وتصعيد، فكل هذا الخبر نصف العلم، وإنما
التفصيل تفريق لطيف وكثيف ونقص واجتماع لتمييز كل واحد منهما على صاحبه حتى يبقى الكثيف
يابسا لا لطافة فيه البتة، واللطيف روحا لا كثافة فيه البتة، والتركيب هو جمع بين لطيف
جمعا ملتزما، والجمع الملتزم مشاكله اللطيف والكثيف حتى يكونا في شكل واحد ويتكاملا
في اللون الطبيعي حتى لا يزيد أحدهما على الآخر شيئا. واعلم أن كل جسد من الأجساد الحية
كلسته النار وحدها، فروحه غير ممازج لجسده، ولو كانت روحه ممازجة لجسده لم يتكلس ولا
فرت عنه رطوبته لأنها هي التي تقابل بها النار لئلا يفسد شكله، وليس في الأجساد ما
يمنع من النار هذا الامتناع المقابل للنار غير الذهب والفضة وأما غيرهما من الأجساد،
فإن لطيفها مفارق لكثيفها عند النار، فإذا كلسته الأجساد على ما زعم القوم ورد إليها
من الرطوبة مثل ما خرج عنها صارت تكليسين، وإنما احتيج إلى رد الرطوبة على التكليس
لأن الطبيعة جمعته في أول الأمر على غير اعتدال وائتلاف تام وإلاّ كان الجسد إكسيرا
تاما مقفل ساعة وجوده، فلما لم يوجد كذلك احتيج إلى تفصيله وتركيبه لنوع رطوبته، ثم
ليردها عليه ورد الأرماد باعتدال، ولا يكون كذلك إلا بالنار لأن جسد الحرارة هو الذي
جمع أجزاء الجسد بعضها إلى بعض،
فصل في ذكر النصف الثاني
من العمل
ويفرق أيضا بين الأجساد المختلفة،
ومن هنا صارت المتشابهات وتفريق المختلفات، ولذلك قال رؤساؤهم: من لم يعرف هذه النار
وسرها لم يدر علم الطبخ ولا كيفية الوقد، ولا يعرف من هذه الصناعة شيئا، فإذا ضررها
عليه أكثر من نفعها. فهذا قد كشف فيه عن كثير من الصناعة.
وينبغي لمن أراد أن يطلب
حجر القوم أن يجعل النار أحيانا عليه لأنه من طبعها، كما قلت لجمع المتشابهات وتفريق
المختلفات، فيطلب الطالب من جنس جواهر النار شيئا يسيل به الأجساد ويلقيها ويسكبها
ويقهرها، فإن وجده فليعلم أنه الحجر، وإن لم يجده انحرف عنه إلى غيره فإن النار تحمل
الكائنات ويردها إلى ما منه تركيب ضرورة إما بسرعة وإما بإبطاء. فاعلم ذلك لأن كل مركب
لا تستطيع النار أن تفسد جوهره ولا تبطل إذابته منه فهو حي في الحقيقة كالأجساد الذاتية،
فكل مكلس رجع إلى ما منه تركب. واعلم أن كل شيء زالت رطوبته بقي جسده جامدا فرق بين
كثيفه ولطيفه، فهذا نصف تدبيرهم ويسمونه الموت لأنهم شرطوا بالموت ولا يكونوا كالموت
لأنه صار في أحد الأتربة الميتة لم ينتفع به، ولذلك أشاروا إلى الميت الحي المنظر،
وأن يكون الناظر حيا، وإنما دعاهم إلى ذلك إنهم احتاجوا إلى حد الرطوبة على هذا الكلس
إلى حد تراب الميت لم ينتفع به ولم يقبل رطوبته ولا ممازجته، لأنه قد علم من عانى شيئا
من المعاني أن رطوبته الكلس هو غير الزيبق، والزيبق لا يتعلق إلا بالأتربة، والإصلاح
إنما يتعلق بالأجساد الذي فيها إصلاح ذلك.
فصل في ذكر النصف الثاني
من العمل
وهو الذي يسمونه التركيب
ومقدار رد الرطوبة على هذا الكلس حتى يقبلها ويمتزج معها امتزاجا كليا، وتصير تلك الرطوبة
وهذا الكلس شيئا واحدا لأن الكلس شرب تلك الرطوبة بالتدبير، ثم يتكلس فيظهر كلسا ترابيا
إلى شكلها، فإن رجع ذلك الكلس في النار الحامية لم تفارقه الرطوبة بالتدبير لجودة المزاج،
بل يظهر عليه ويقطر النفس، ثم تفعل في الأجساد الذاتية، ولا تضر تلك الرطوبة لإمساك
النفس لها في النار لأنها لو كانت وحدها برزت، فإذا برزت قابلت على تلك الأنفس لئلا
تصل النار إلى أجزاء تلك النفس فتنفر منه المتشاكل، وإنما تكون هذه الحرارة لجودة المزاج،
فإذا برز من هذا الكلس في حمى النار لم تفر منه، وأرادت أن تمتزج وتعشق بالجسد الذائب،
لأنه ينحل من ظاهر الرطوبة كلس النفس، فكل متكلس قد رجع إلى ما منه تركب، واعلم أن
كلس النفس يمتزج ويتعشق بالجسد الذائب، لأنه ينحل من ظاهر الرطوبة كلس النفس ويصيران
شيئا واحدا ويقع التأثير للغلبة، فيتولد اللون اللطيف من الكلس والرطوبة لأنه كالماء
الذي يوصل الصبغ بين العفص وغيره إلى الثياب، وفي هذا تنبيه على التشاكل لأن الصبغ
كالحجر المتشاكل للمصبوغ والرطوبة هي الموصلة، وأنبهك من رد الرطوبة على الكلس بمقدار
درايته، ويؤخذ من الكلس الذي أشاروا إليه، وكثرت أسماؤه فقالوا: كلسا ورمادا وتفلا
وجسدا مقتولا لا روح فيه، وأرضا عطشانة ووالدة ثكلى وترابا وعكرا وزبلا، وهو محل لهذه
الأشياء فإذا وجد هذا، فليوضع على صلاية زجاج، ويسقى من الزيبق المحلول ما يشرب منه
مثل
فصل في ذكر رسالة كتبها
فيلسوف إلى تلميذه حين سأله عن الحجر المكرم فكتب له
وزنه وهذه النار الأولى وهو
يخرج أسود، ويسمونه مغنيسا وهو لازم له الآن، ثم يوضع أيضا على صلاية، ويسقى من الزيبق
المحلول حتى يشرب مثله، ثم يشوى وهذا يسمى النار الثانية، وهذا يخرج أسود لأنه أقل
سوادا من الأول، ثم يؤخذ ويوضع على صلاية، ويسقى من الزيبق المحلول حتى يشرب مثله،
وييبس ويدخل به التشوية، وهو يخرج أغبر ويسمى ابن النار، وذلك أنه يذوب ويبرز الرطوبة
عليه بقتال، وكان من قبل هذا لا يذوب في أقل من هذا المقدار وزعموا أن قول ذي النون
المصري حيث قال:
حتى إذا أتمها ثلاثا ...
لم يخش من أفعالها أنكاثا
إنه هو هذا لا محالة والذي
لا خلاف فيه بينهم إذا در كذلك بالسقية واليبس والتشوية إلى ٤ مرات صار ذائبا، وحينئذ
أبين وبسطنا يصير أبيض لا غير وهو الصواب فكأنه لا اختلاف فيه يؤخذ بعد الثلاثة إلى
٤ مرات، ويوضع على صلاية، ويسقى بكبريت محلول حتى يشرب مثله وييبس ويشوى بالنار حتى
يجف، ثم ينزل على صلاية ويسحق ويعاد على السقية بالكبريت أيضا، واليبس والتشوية حتى
يشرب ثلاثة أمثاله كبريتا ويشوى وهو في كل تشوية يتلون لونا من الحمرة حتى يتم له ٣
سقيات وثلاث تشويات وثلاث تصعيدات متتابعات فيصير أحمر عسرا والله الموفق.
فصل في ذكر رسالة كتبها فيلسوف
إلى تلميذه حين سأله عن الحجر المكرم فكتب له
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن هذا الحجر هو جوهر واحد، وإنما ينقسم إلى قسمين وشكلين مختلفين: أحدهما روحاني
والثاني جسماني، فالجزء الأول المحلول فيه القمر وعطارد والزهرة، والثاني المعقود فيه
الشمس والمريخ وزحل، ولذلك سمت العلماء هذا الحجر بالعالم الصغير لأن فيه ما في العالم
الكبير من الأفلاك، وما فيها من النجوم. وها أنا أصف لك التدبير وصفا يغني عن الرؤية
وهو أن تعمد إلى ما يخرج من مشاعب حسان الوجوه، فاجعله في قرعة وأنبيق وليكن واسعا،
واحم على جوانبها بنار لينة حتى يصعد الماء، ثم تشد النار قليلا حتى يصعد الدهن وينقطع
القطر ويبدر الدخان ويخرج، وارفع كل واحد في إنائه وكفه عن الغبار، وأبدل الرأس برأس
أعمى، وليكن به ثقب في قاعه وأخرى بجانبه، وأغلق ثقبة الجانب، وافتح ثقبة الرأس، فطول
ما يخرج منها البخار وتعاهدها بالتسكين حتى تعرف، ثم سد الثقبة وألق عليه اللبد مبلولا،
وافتح ثقبة الجانب الآخر، وأدخل فيها عمودا صغيرا وأنت تشد النار كلما خرج منها البخار
الأسود، وامسحه حتى ينقطع السواد عنه، وانزع القرعة وبردها يوما وليلة، ثم تأخذ النشادر
الذي صعد في الإنبيق في أعلاه، واخرج الأرض التي بقيت في القرعة، واجعل النشادر في
آنية، وكفه عن الغبار، ثم تأخذ مغنيسا وهي الأرض فصيرها في كوز فخار صابر على النار،
وطيّن عليها بطين الحكمة، وأدخله في فرن الزجاج، أو في نافخ نفسه، وضعه في النار الشديدة
٧ أيام فإنه يتكلس أحمر مثل الزعفران، ارفعه في آنية مزججة، وكفه عن الغبار، ثم تأخذ
الماء الأبيض وهو الروح، وضعه في قرعة على ربعها، وعليها إنبيق بميزاب، واجعله في قدر
فصل منه آخر زيادة
بيان وتفصيل
نحاس ملآن ماء وصعده ٧ مرات،
وكلما صعدته رددته إلى القرعة، وخذ ما في القرعة من الثفل، فتلك المرقشيثا فاجعلها
في إناء مسدود الرأس ونشفها على نار لينة، ثم اطرح عليها جميع الماء الأبيض في قرعة
وصعده ٧ مرات وكلما صعدتها اخرجها ونشفها في إناء، ثم ردها إلى القرعة واطرح عليها
الماء، ثم اسحقها على صلاية وملسها وكلسها في إناء مسدود الرأس حتى يكون كالكافور واجعلها
مع الجسد الزعفراني، ثم اجعل هذه الأجساد على صلاية ملساء واطرح عليها النشادر واسحقها
واجعلها في قرعة عليها رأس أعمى مسدود الرأس وركّب القرعة في قرعة، أو في جوف قدر نحاس
ملآن ماء وأوقد تحتها النار اللينة فإذا جفت الأرض، فاسقها من الزيبق العربي النقي،
ودم عليها بالسقي حتى يصير لها بياض ساطع، فألق منها على أي جسد شئت يصير قمرا، ثم
تأخذ ما في الأرض وتسقيها بالأحمر وتأخذ كذلك بالأصبع بالتجفيف حتى يصير أصفر، فهذا
هو النحاس فإنه ينحل ماء، فبرد ذلك وافتح القرعة وخذ الماء وارفعه في إناء زجاج وكفه
عن الغبار، ثم تأخذ الجسد الزعفراني واعرف قدره من الروح المصطفى ١٢٠ وزنا مثله، وأدخله
في جوف قدر نحاس ممتلئ بالماء وصعد الماء على الجسد ٧ مرات كل مرة تصعده، فإذا خرجت
الأرض وسحقتها على صلاية، ثم ردها إلى القرعة واطرح الماء عليها، وكذلك ماء الحياة
ثم ارفع كل واحد في إناء ٧ مرات بسبع تصعيدات، ثم تأخذ الدهن وأضف إليها ماء الحياة
قدر ٣ أمثاله وصيرها في قرعة، وركب عليها رأس أعمى، وضعها في قدر نحاس ملآن بالماء،
وأوقد تحتها بنار لينة مثل نار الزجاج قدر نصف نهار، ثم برد القرعة وافتحها فإنك تجد
الماء أحمر مثل النار، فارفعه في زجاجة، وزد من الماء مثل وزن الأرض تفعل به ذلك ٣،
وقد قضيت جميع الصبغ من النفس، فاجعله في كاس من زجاج مفتوح الفم وأودعه في قرعة أخرى
عليها أنبيق بميزاب، واجعل القرعة في قدر نحاس ملآن ماء، وأوقد تحتها بنار لينة حتى
يصعد في الصبغ عن الماء، ويبقى الصبغ في أسفل الكأس كالنار إذا زال لهيبها، فحينئذ
يقع التزويج، فتأخذ من الأرض جزأ، ومن الصبغ جزأ، ومن ماء الحياة جزأ، ومن النشادر
جزأ، واجعله في زجاجة وركب عليهم زجاجة أخرى كالفضفاض، وشد الوصل بينهما، واجعلها في
شمس حارة حتى تجف الأرض وتشرب الماء كله، فافتح الزجاجة وزد عليها مثل وزن الأرض التي
جعلت منه، ثم جففها في الشمس حتى تشرب ثم اسحقها بالماء وجففها حتى تجف، إن كنت في
زمن الصيف فعالجها بالشمس، وإن كنت في زمن الشتاء، فعالجها بالنار اللينة التي مثل
حرارة الشمس حتى تجف الثانية، فقد بلغت من الإكسير غاية، فاسحقه وارفعه في زجاجة وسد
رأسها من الغبار، وألق جزأ على ٢٠ جزأ واحمد الله وكن من الشاكرين.
فصل منه آخر زيادة بيان وتفصيل
اعلم أن اسم الحجر عندهم
هو مفرد على حسب اختلافهم فمنهم من قال: إنه الشعر وهم الأكثرون، وقال آخرون البيضة،
وقال آخرون الرصاص، وآخرون الدم إلى غير ذلك، ثم أقول في
حال التدبير لم يكن مختلف
فيه قولان ولا أكثر لأن تدبيرهم واحد بوصل البقية الشاملة، ومنهم من بسط القول، ومنهم
من عمه، ومنهم من رمزه، ومنهم من خلط في كلامه، ونحن نبين إشارة القوم، ونضم كل واحد
إلى صاحبه حتى يقع الفهم إلى كل ذي لب، وقالوا: إن حجرهم فرد كما أن الله فرد واحد،
ويدخله التكسير من الفهم، ولما أرادوا تطهيره قسموه أجزاء، وها أنا أذكرها فكثرت الأجزاء،
ثم استكمل جزأ منها بأشياء كثيرة، واتسعت الأجزاء حينئذ نظروه جزأ منه أولا فقالوا
ذلك، ثم ذكروا أن الجزء ما لم يبيض رقيق على وجهه غبرة كأنها دهنة فسموه ماء المطر
وماء الكلب، لأن الحكماء سموا ما سال من حجرهم بحرا ونهرا وعينا وماء السحاب ومطرا
ولبنا ودهنا وخلا وبولا، والكل سيال في العالم، وكل مركب. ثم سدوا النار فقطر ماء أبيض
ثقيل براق له تلألؤ يخطف الأبصار إذا وضع في الماء خيل لك أنه يشق الزجاج لقوة نوره،
وإن حرك يلمع كلمعان ماء البحر والظلام فسموا هذا بالزيبق العربي وهو بارد رطب، ثم
سدوا النار فقطر دهنا غليظا إلى السواد وهو الزيبق الشرقي حار يابس، والصبغ في الطبيعة
النارية، ولا ينحل إلا ماء الزيبق العربي، فإذا انحلت صارت روحانية صافية صباغة لغيرها،
وفي الأرض التي لها شربان: شرب للتبيض، وشرب للتحمر والأرض والهواء والنار، وضده الثلاثة
ينحل في ماء الزيبق حتى يصير بخارا فرفوريا بإشعاعه يخطف الأبصار، ويدور دوران القمر
إذا زالت منه رطوبة الزيبق بالنار اللطيفة، وهي الحكمة التي تراد منه أن يصير ماء واحدا
لا يقدر يفصل بعضه من بعض كما قالت مارية: إذا رأيت في كتاب تشميع أو تهيئة أو تصدية
أو هدم أو ضرب أو تحليل أو تصعيد أو تقطير، فإنما هو شيء واحد، وقد يقع في الماء الخالد
المقيم، فالصانع الزيبق الشرقي وهو النفس، فالنفس تصبغ الروح والروح لا يصبغ الجسد
وهو بعيد الصبغ حتى يرى دهنا لا يتغير، لأن الأرواح الصاعدة إذا رجعت لأجسادها الأرضية
بعد مفارقتها لها يصيران شيئا واحدا، ويميل كل واحد منهما إلى شكله، فإذا اجتمعوا فرجعوا
إلى بعض وسموا الثفل بكل أرض ولكل جسد، وربما سموا الزيبق بالماء الأول وهو تدبير الأرض
خاصة، تؤخذ أرضهم فيحرق بالنار وهو الصبغ المذكور، فإذا خافوا أن تأكلها النار سقوا
بالماء مرة بعد أخرى حتى يبيض ويتصلب، فيقولوا خلط الزيبق بالرماد.
وفي كبريت القوم ثلاث قوى:
قوة مولدة وقوة مغذية وقوة هاضمة. والنيران ٧: نار تكليس الجسد ونار عقد الماء وهو
الزيبق، ونار عنصرية التي توقد في البيوت، ونار الطبيعة، ونار العقد. وقال ذو النون:
النيران لها ٧ رتب تتأجج وتلتهب، وثلاثة فاترة لتمام العشرة كما رتب وقيل: هي القوة
الطبيعية التي في الكبريت، فإن لها في ذلك ثلاث قوى: مولدة ومغذية وهاضمة، فالمولدة
إنما تولد النطفة في البطن إلى أن تولد وكذلك المولود الأحمر يخرج في أول الأمر كالطفل
لا يقوى على صلابة النار، كما لا يقوى الطفل على الغليظ من الأغذية، إنما يتغذى لبنا
أولا بالتدريج إلى أن يأكل غذاه، وكذلك الميزان يلطف أولا، ثم يشد قليلا حتى يصير لها
طبعا، والقوة المربية تدبره وتزيد في جسمه إلى أن يبلغ أشده ويأخذ في الإنحطاط والنقص،
وكذلك هذا المولود الذي في المركب الذي في النفس إذا
ينحل من أبويه، فإنه ينحل
منه في الأول عرق يسير ثم يعرق قليلا، وربما سموه لبن الكلبة لأنه في أول خروجه قليل،
وربما يربى أجزاء كثيرة، وكذلك هذا اللبن في المركب في أول العمل ولكنه يعمل في هذه
الأجساد، وإذا رددته عليها عمل عملا عظيما، ويزيد في هدمها وتحليلها قليلا حتى يكثر
ويبلغ منتهاه في الغاية من صعوده، ثم ينقص قليلا في تصعيده الأرضية، ويرجع إلى عنصره
الكائن منه في الجسد، إنما مثله كالأرض التي تقوم فيها نباتات، وكذلك الأرواح لا تقوم
إلا بالأجساد لأن الأرواح تطلب مراكزها وهي النار والأرض ومركزها في الأسفل، والأعلى
متصل بالأسفل، والغذاء لا ينهضم إلا بالحرارة والرطوبة لأن الهدم ضرب من التعفين، والتعفين
حرف غليظ الجسد، ثم تصيره روحا غواصا بعد أن كان جسدا غليظا خشنا، والتعفين هو المستعمل
في عملهم وعليه معولهم، وبالتعفين يتميز صعود الغذاء وينحدر إلى الأمعاء سفلا، وكذلك
الحكماء إذا أخذوا الصفو الذي يصفو من الحجر سموه نفسا وماء الكبريت النقي بأسماء كثيرة،
ويسمون التفل الباقي في الزبل، ولذلك أكثروا في كتبهم التعفين وقالوا: يعفن الحجر بالزبل
الرطب وإنما هو هذا وليس لهم زبل غير التفل الذي يعفنون، ولذلك قال خالد: تجمع الطبائع
في واحد هو الأصل لا غير بطلب كريم ومنشؤه في الزبل فلا يرهب، وذلك أن معنى قولهم سبع
نيران حجرهم مثل الكيان وهو النفس والروح والجسد مربع الكيفية وهي الطبائع الأربعة:
النار والهواء والتراب والماء، ولذلك سبعة على تركيب الإنسان، وكون الجسم يكون لونا
أسود مثل القار، وهذا قبل أن تعفن الطبائع في أول الأمر، فإن الجسم يبقى بعد خروج الروح
أسود وهو الزبل المذكور، وهو وإن كان أسود ظاهرا، ففيه جوهر صاف.
قال الحكيم: لا يهولنكم من
هذه الطبائع وغلظها وكثرة أوساخها وسوادها، فإن ذلك الوسخ والسواد ترده النار إلى صفاء،
ويعود نورا واحدا، وليس تنتفى عند الحكماء من سوادها، ولا يبيض إلا بالماء والنار تعقده
وهو الشرقي، فإذا اجتمع بعضهم لبعض، يولد منها هواء حار رطب وصارت قوية، قدرتها تفعل
في الأرض الباقية بعد خروجها، والنار العنصرية هي التي تخدمه، والنار الطبيعية هي التي
تهدمه وهي والنفس وقيل النار التي تهبه النفس، والنار الأخرى هي الروح التي تأخذ الصبغ
من التعفين، وأما مزاج الأرواح بالأدهان، والدهن هو الزيبق، والأدهان على الكباريت
المضادة للزيبق ولا يقوم الزيبق إلا بها، ولا تقوم هي إلا بعد التعليق بالأجساد، ولا
يقدر على ذلك إلا بمزاوجة، ولا تكون مزاوجة إلاّ بعد التحليل، ولا يكون التحليل إلا
بالمياه الحارة التي تجعله في حال السكون لا في حال الفساد.
واعلم أنهما صبغتان إحداهما
يقال لها الصبغة الحمراء، والأخرى الصبغة البيضاء، الأولى للذهب والثانية للفضة، وخلطت
مغناسيهم من ثلاثة أحجار: روح وجسماني أنثى تحلل بعلان، والزيبق الغربي هو الأنثى،
وطبعها بارد رطب وهي تحلل نار الزيبق الشرقي الحارة وهو يضعفها لأنه قد تقدم إذا دخل
الزيبق الشرقي الحارة، والغربي صبغة ومعنى المغنيسا اسم للمركب إذا اجتمع الجسد والروح
والنفس وهو الزيبق الذي يعرف، وعنوانه الخلط وقيل هو الرصاص، وإن النفس شكله فيها وهي
المرآة الرخصة
ثلاثة أشياء: السواد والبياض
والحمرة وقيل أيضا أربعة أشياء: الرطوبة وسرعة الإذابة واليبس لأنها كبريت، وهي تحترق
وفيها الرطوبة لأنها تطفئ الحرارة، والذكر وتقول أعزال الرطوبة التي في الأرض وهي التي
تركب فيها بقية الدم الخارج عنها وهي الكباريت المحرقة التي غرض الحكماء إزالتها، فإذا
انعزلت عنها ذهبت فبقيت، فأبهموا هذا. وإنما أرادت الحكماء ما شرحت لك أن المعادن كلها
على اختلاف أجناسها إذا دبرت بالنار عادت سموما لأبدان الحيوان قتالة لاشتعالها، وحجرها
المبارك إذا دبرت أجزاؤه بالنار كان شفاء لداآت مختلفة، كل جزء منها بما يختصه، ثم
إذا اجتمعت الأجزاء المباركة وتم الإكسير منها كان ترياقا شافيا من كل داء عضال ويتصرف
في معان كثيرة من الطب حتى قال جابر ابن حيان في بعض كتبه: إني سقيت منها امرأة أصابها
الذبول وهي حمى الدق حتى نفذ اليبس والحرارة رطوبة عليها، وبرد حرارتها وردها إلى الاعتدال،
فأقبلت عليها شهواتها للغذاء، وقبلت الأعضاء رطوبة الغذاء الواصل إليها فلم يمر بها
إلا زمن يسير حتى عوفيت وسمنت وقبلت، وكانت تفصد في كل عام لغلبة الدم فما فصدت بعد
ذلك لأن زيبق المعدن إذا دبر بالنار تدبير الإكسير كان وزن القيراط منه يفتح الجمل
البخاتي منه.
وأما قولهم أسقطوا المركب
الخمر حتى يسكر، فإنما يعنون به إدخال الصبغ على الأرض البيضاء، وربما أدخلوا عليها
النار والكبريت وماء الكبريت وماء الذهب وماء عود الديك والقروح والذهب والشمس، وهم
يعنون إدخال الصبغ على الأرض، فإذا اجتمع هذا الماء بالأرض والصبغ فقد اجتمعت فيها
الكباريت والزبايق، وهو الوجه الثاني من معادنهم، وقد يسمعون هذه الأجزاء فيه بالكبريت
الأحمر ويعنون الإكسير، والذي يدهش فيه الطالب أمران أمر المدة وهي مدة التدبير، وأمر
الإلقاء للإكسير على الجسد؛ فأما المدة فأكثروا الاختلاف فيها وهي ثلاثة أشهر يبقى
منها الأيام البطالة، ويبقى ما في عملك هو التوفير والنقص وكما قال جابر: الطالب المجرب
إذا فهم المقصود اختصر العمل من غير فساد، وإنما قلت ذلك لتعلم أنه يختصر، ويقرب صورته،
كما إذا أخذت لحما وقطعته قطعا كبارا وطبخته بنار لينة فإنه لا يستوي في مدة قليلة،
وإذا أخذت من ذلك اللحم ودققته وأرسلت عليه الماء الحار وطبخته بنار شديدة فإنه ينضج
في مدة. أقل من تلك المدة على أن الأمر ليس في المعادن لأنها خشنة صلبة لزجة عسيرة
الانفصال لا للخاصة. وأما الإلقاء فقد اختلفوا فيه ورمزوه وأقول لك عبارة تقربها وهو
أن مطبوخك إذا صبرت عليه كان فيه السر ويصح طبعه كالمولود الذي استكمل أبوه إلقاء منيه
في رحم أمه ووافق أمه اعتدال طبع، واستكملت مدة حمله حتى كملت أعضاؤه وقواه وكملت الرضاعة
وكمل خلقه كان فعله على أتم ما هو ويسمى إنسانا. وكذلك الإكسير إذا وفي حقه من جميع
تدبيره كان أكمل ما يكون، فيكون جزءا منه على ألف ألف من الفضة الخالصة يقلبها ذهبا
إبريزا، وإذا زوج دخل النقص بسبب نقصان ما ينقص منه، وتزويجه أصعب من كثير من تدبير،
ولذلك وقع الخطأ مرارا كبيرة في الاختصار والتزويج، ولا يقع في التدبير الطويل ولذلك
حددته الحكماء وهو طريقهم مع ما فيه من كثرة الطرح، إذا كان مزوجا يختلف جدا، وهو غير
محدود ولا
يجف، إذا رأيت ذلك اجتهد
في جمع الأجزاء المباركة فإن جمعها صعب، وليس في الصنعة أصعب منه، ولا يكون ذلك إلا
بمجموع خلتين إحداهما: الأوزان وقد رمزوها، والله ما يحلها إلا حكيم ما هو مثلهم، أو
من شاهدها بعينه مرارا، والثانية كيف تدخل الأوزان لأنه لا ينبغي أن يتقدم جزء ولا
يتأخر جزء إلا إذا كان وقت إدخال الزيبق الذي هو ماؤهم، ولا يستقيم إدخال النار الذي
هو كبريتهم وهو الصبغ وإذا كان وقت إدخال الكبريت، وهم أيضا قد خلطوا في هذا الموضع،
وذلك أنهم يحتاجون من الماء ما يحتاجون من النار في هذا الموضع خاصة فيجعلون ما انحل
الصبغ فيه من الماء كله مصبغا، ويستأنفون ماء آخر مثل ماء الوزن الأبيض لا وزن، ثم
يعاودونها على أرضهم البيضاء بتدبير.
واعلم أن التدبير الملوكي
لا يصح إلا للملوك لسهولته وقوته وسرعة علمه وجودة صبغه، فلا تحملك سهولته على أن تفشيه
أو تبديه لأهلك أو ولدك البار فضلا عما سواهم، وبالله العظيم إن خالفتني تندم، وها
أنا أصف لك مسألة من قال إن الحجر هو البيضة وذكرها وزعم صحتها، وأما أنا فلم آخذ في
تجربتها مع أن قائلها صادق. وهو أن تأخذ قشور البيض وتغسلها بالماء السخن وتغلى فيه
حتى ينقى من الوسخ، وتنزع منه القشرة الداخلة في قلبها حتى لا يبقى فيها شيء منها،
ثم جففها وادرسها حتى تصير دقيقا، ثم ضعها في قدرة جديدة وتجعل على فمها غطاء توصله
بطين الحكمة وصلا محكما، وتضعها في فرن الزجاج سبعة أيام حتى تتكلس ويصير في قوام الودك
فهذا هو كلس البيض.
وصفة عمله أن تأخذ مائة بيضة
أو أقل أو أكثر، وتأخذ صفيحة حيتم مزحجة، أو محقبة مزحجة وتأخذ ذلك البيض وتغسله جيدا
وتجففها وتوضع في تلك الحقبة موقوفة على أطرافها واحدة إلى جنب الأخرى حتى يعمل فرشه
منها، ثم أخرى كذلك عليها حتى يتم البيض وأطرافه كلها معكوسة إلى أسفل ثقبا صغيرا ليقطر
منه عرق ذلك بعد أن تحفر في الأرض حفرة، وتضع في قلبها قابلة تلقف ما ينزل من ماء البيض
وعرقه، ثم ضع عليها إناء البيض المذكر وتضع على الإناء مقلى فخار، وتجعل على المقلى
شيئا من التراب يرد النار عليها وتوضع على التراب بعض زبل الغنم أو البقر، وتشعل فيه
النار يوما كاملا، فإنك تسمع للبيض تفرقعا ودويّا ويعرق، ويقطر في ماء القابلة وقد
نزل بها، فاقطع النار عن البيض وتتركه حتى يبرد ذلك الماء، وتحفظه من أن يخرج بخاره،
فإن البخار هو الروح فسدّه، فإذا علمت أنه برد بطول المدة ساعة، تأخذ ذلك الماء وتضعه
في زجاجة وتغطيه وتصونه من الريح والشمس والغبار وغير ذلك مما يجففه، ثم تأخذ من الكلس
الأول أوقية أو أكثر على قدر ما تريد، ويكون ذلك الكلس من الربع، وتضعه في زجاجة وتصب
عليه من الماء المقطر ثلاثة أرباع مثله أعني الكلس، وتتركها سبعة أيام حتى تحتم، فإذا
تم ذلك تأخذ خرقة كتان جديدة رقيقة وتصب فيها ما في الزجاجة من الماء برفق لئلا ينزل
معه الكلس، ومرادنا ما يصفو من الماء الخالص، ثم تعصر الخرقة كذلك ولا يخرج معه شيء
من طين البقل، ثم تأخذ أوقية من الكلس الأول، وتجعل عليه نصف أوقية من ذلك الماء، وإن
احتمل أكثر فزده، ويكون في زجاجة عرضها شبر غير ثلث وطولها شبر وثلث وارتفاع عنقها
شبرا غير ثلث، ويكون لها غطاء زجاج ينكح في فم الزجاجة على صفة غطاء المحقة، ثم تأخذ
طين الحكمة وهو شعر
ميزان الشمس أي الخوافي
مقرض بمقراض، وفحم مسحوق
وزبل الحديد أعني خبثه مثل الكحل وتضيف كل ذلك إلى الطين والشعر، وتضرب بمرزبة أو فهر
حتى يختلط بعضه ببعض، ويعود طينا لازبا بعد أن ترشه بالماء قدر ما تحتاج إليه ثم اصنع
منه صفة مرمل، ودوّره مع فم الغطاء دورا محكما وألصقه، ثم صفّه في فم الزجاجة أعني
الغطاء، وأطبق عليه بالطين المذكور، وزد عليه من خارج طينا أبيض، ثم تحكم لصقه لئلا
يخرج منه البخار فيبطل عملك، ولا تزال تلاحظ ذلك اللصق ومهما رأيت بخارا يخرج إطمسه
بالطين حتى ينعقد وينضبط بخاره وتراه يصعد إلى رأس الزجاجة يدور ويرجع إلى أرضه، ولا
تزال تلصق بلعابك فإنه بخار يبل الأصابع واليد والسر إنما هو في البخار فاحفظه من أن
يرجع منه شيء، ثم تأخذ هذه الزجاجة فتضعها في قدر أو وعاء مغلقة من فيها أي فم القدرة،
والقدرة على الإناء على الحديد، أو حجر مثل الكانون، ويكون في القدر ماء، وتنزل الزجاجة
المغلقة في ذلك الماء يغرق منها في الماء شبر، وينزل الثلث من الطول مع العنق ظاهرا
وخارجا عن الماء، وتجعل تحت القدر نار الحضان من الزبل وقد شعلتها بالنار، واحفظ قوة
النار لئلا تفسده وتيبسه، ولا تزال ترقب خارج الزجاجة المغلقة في ذلك الماء وترى البخار
يدور، فإذا يبس ما في الزجاجة واسودّ، فاقشر البياض وانزع النار من تحت، واتركها حتى
يبرد الماء الذي في القدر، فافتح الزجاجة وصب عليها من الماء قدر ثلث الكلس، وعاوده
بالعمل حتى تراه يرجع مثل قوس المطر يتلون وإلا أعد عليه العمل حتى يتلون بألوان مختلفة،
وتزيد عليه كل مرة من ذلك الماء قدر الثلث، فإذا تم عملك خذ وزن درهم وألقه على ما
شئت من الفضة إن أردت فضة أو على ذهب إن أردت ذهبا فإنه يتكلس، خذ من الكلس ما شئت،
وألق منه على أي معدن شئت بياضا أو حمرة، والمعادن مثل الرصاص والحديد والنحاس والقصدير
يحصل ما تريد.
ميزان الشمس أي الخوافي
صفة عمل آخر غير الأول دون
الحجر يقال لها الخوافي التي كان الحكماء يعملونه للملوك ولا يصلح إلا لهم لسهولته
وهو ميزان الشمس كما ترى:
وصفة العمل أن تأخذ من المريخ
السالم من سواده ١ ومن الزهرة المقطوعة الظل ٢ ثم يسبكا وتأخذ من القمر المرزن ٣ ومن
الشمس ٤ ويسبكا ثم تلقي المسبوك الثاني على الأول حارا على حار يصيران جسدا واحدا ثم
تأخذ من الجدول الثاني من الشمس أو من القمر ٢ وتسبكها ومن الزهرة ٣ ومن المريخ ٤ ويسبكان
ثم تلقي المسبوك الاول على الثاني كما فعلت أولا حار على حار يصيران جسدا واحدا ثم
اجمع السبيكة التي من الجدول الأول على الذي من الجدول الثاني يصيرا سبيكة واحدة ابردها
بمبرد رفيع والغمها بمثلها عبد منفي وطيره منها تفعل ذلك ٣ مرات ثم بعد ذلك اسبكها
ثانيا محكما ثاني ١٨ قيراطا.
صفة استنزال المريخ
لهذه الطريقة
فصل في ذكر العقاقير
صفة استنزال المريخ لهذه
الطريقة
تأخذ أوقية برادة رطبة الغمها
بمثلها عبد طري، مع واحد زنجار وماء ليمون بالسحق فإنه يلتغم، اسحقه مع نصف أوقية عقاب،
ودرهمين تنكار، واسحقه بالزاج واسكبه ثانيا بزاج وعقاب ونطرون لحافا وفراشا وغطاء تفعل
به ذلك ٣.
صفة تكليس الزاج: يحمى ويطفأ
في خل ٣ يتكلس.
صفة غسل المريخ: تسحقه بمثله
ملح اندراني وتلته ببياض البيض، وتضعه بالمقعرة، وتسوق عليه حتى يحمى، تقليه على صلاية
ويغسل بالماء والملح بالقهر، تفعل به إلى أن ينقى من أوساخه.
صفة ترزين القمر: تأخذ حب
قطن، وشب يمني، وشعر آدمي يسحقوا ويلتوا بالقطران ويعملوا حبوبا، وترجم بهم القمر وهو
دائر إلى أن يعجبك لونه ووزنه.
صفة قطع ظل الزهرة: يؤخذ
نطرون وشب وملح وحنتيت أجزاء يسحقوا فرادى ومجموعين، ثم تأخذ باذنجان مدرك وتهريه،
وينقع في خل خمر ٣ مرات ويصفى ويوضع ما ذكرناه نصف يوم ويقسم ٨، وتأخذ من الزهرة المروضة
وتحمى وتطفأ في الماء العذب مرة ويؤخذ منها الأوزان المتقدمة قريبا فاكتم أمرك.
صفة ميزان الشعر:
إن كنت تطلب خالص الميزان
... بالدال خذ والكاف هم أوزاني
من عسجد حا وزين يهرم
... والشمس ها والبدر دال الثاني
وما فيهم غير الحديد مزعفر
... فاسبك وعلق خالص النيران
يأتيك شمسا خالصا لا ريبة
... فاشكر لرب واحد منان
شرحه: مريخ أحمر مستنزل ٨،
زهرة مروضة ٥، قمر ٤ شمس ٨، يقوم شمسا خالصا.
صفة تخمير المريخ: تأخذ أوقية
برادة مريخ طرية وتسحق معها درهم زنجفر ومثله زاج قبرصي أخضر، ومثله علم أحمر ولت بصفرة
بيض وتدمس ليلة تفعل به ذلك إلى أن تحمر البرادة، فاستنزلها بالزيت والنطرون الشوي
والتنكار من بوط إلى بوط آخر ينزل فرخة حمراء.
صفة روضة الزهرة: تأخذ أوقية
وترجم وهي دائرة ببارود وقزاز أبيض مسحوقين ويكونون أوقية ونصفا وأنت ترش على الزهرة،
وهي دائرة قليلا وأنت تسوطها تنزل الأوقية ٤ دراهم.
فصل في ذكر العقاقير
وهي ٣ أنواع: ترابية ونباتية
وحيوانية. فالترابية ٦ أنواع: أرواح وأجساد وأحجار، وزاجات وأملاح وبوارق. فالأرواح
٤: الزيبق والنشادر والكبريت والزرنيخ، والأجساد ٧: الذهب والفضة
والنحاس والحديد والرصاص
والقصدير والخاصين، والأحجار ١٦: المرقشبثا والمغنيسا والروض واللازورد والرهنج والفيروزج
والشاذنج والشك والكحل والطلق والجبس والزاج والزاجات والقلقند والقلقطار والسوري،
والبوارق ٦: بورق الحبرى وبورق الصباغة والتنكار، والبورق الأحمر، وبورق الراوند وبورق
الغرب، والأملاح ١١: الملح الطيب والمر والطبرزد والأندراني والنفطي والهندي والعيني
وملح الرماد فيهم طبيعيات مصنوعات معروفة ألوانها، وأجودها أرواح الزيبق الذي يكون
رقيقا أبيض إذا عصرته بخرقة لم يبق منه شيء مثل الكحل.
النشادر: نوعان: أحدهما معدني
قطاع طبرزد مالح حريف يعمل من سمرقند، ومنه أصفر لا يدخل في الصنعة وهو نشادر العذرة،
فإذا دبرته وذوبته تذويب الهباب.
الزرنيخ ٦: أحمر معدوم وأصفر
مصمت كالسندروس جري صلب وآخر صاف عجيب متسع الصفرة، وأبيض عاجي، وأبيض مخلوط بالتراب
لا يصلح، وأسود مختلط بالحصى.
المرقشيثا ٤: أبيض فضي، وأحمر
نحاسي، وأسود حديدي، وأصفر ذهبي.
المغنيسا: ألوان ترابية سوداء
ومنها لها عيون لها بصيص ومنها قطع صلبة حديدية وهو ذكر، ومنها أحمر دهشي انثى فيها
عيون تبرق وهو أجود.
الرض: نوعان اصطخري وماء
الحديد.
التوتيا: ألوان كثيرة منها
أخضر قطاع، وأصفر خرزي ومحمودي، وأخضر كرماني وقشوري، وأبيض قشر وزرقاء وهندي.
الرهنج: هو حجر أخضر وفيه
عروق تحط فيه الفصوص والخرز، ومنه جديد وعتيق ومصري وكرماني وخراساني، والكرماني العتيق
أجود.
اللازورد: نوع واحد وهو حجر
تجد فيه حمرة وعيونا براقة.
الفيروزج: نوع واحد وهو حجر
فيه حمرة وعيون براقة أخضر ذهبيا.
الشاذنج: أحجار ذهبية وتحمر
الذهب وتلونه لأنها من جواهر النحاس.
الشك: نوعان: أبيض وأصفر،
يؤتى بهما من معادن الفضة أبيض.
والكحل: نوعان: مصمت زجاجي،
ومحبب أصفهاني.
الطلق: أنواع: يماني وبحري
وجبلي، ويتصفح إذا اندق وله بصيص، وأجوده الشامي الأبيض الذي يحاكي البلور في صفاء
الزجاجات منها أصفر صلب ومنها أصفر فيه عيون ذهبية تستعمله الأساكفة والصباغون، ومنه
أصفر قطع يشبه قطع النيلة العجمي في الصغر لا في اللون وهو أجود.
الشب: أنواع: منها أبيض يماني
خطوط، والطبرزدي. ومنها الشامي الأبيض المختلط بالطين، والحجر التي تشوبه خضرة ومنها
المصري الدسم الأصفر وهو اللين والكرمة اللينة وهو أدسمهم الأبيض الثابت.
القلقندس: زاج أبيض والقلقندس
زاج أخضر.
القلقطار: زاج أصفر.
السوري: زاج أحمر وهذه الأربعة
عزيزة الوجود، وأعزها السوري وهو يدخل في باب الحمرة، وتحمل من معادن قبرص وأصلها زاجات
وشبوب، ويغسلها السيل، وينزلها الحفر فتنزل عليها الشمس تعقدها، وقد تتخذ الحكماء إذا
أعوزهم ذلك، ويقوم مقامها ويكون أجلّ منها فعلا في اتخاذ القلقندس. قال: وأجلّ منه
تأخذ الشب الأبيض الصافي فتحله وتصفيه، ثم تقطر الزاج وتحله وتصفيه، وتطرح فيه برادة
النحاس حتى يخضر وتصفيه في الجامة، وتضعه في قدر نحاس وتطبخه بعد أن تجعل في العشرة
نصف درهم نشادر وتتركه حتى ينعقد. وأجلّ منه أن تطبخ الزاج الأصفر بالماء وتصفيه، وتجعل
فيه مثل الزاج زنجارا وتتركه أياما حتى ينحل فيه وتحضره ثم تصفيه ثم تعقده. وأجل منه
أن تأخذ زاجا وتحله وتصفيه، وتضع مثله زعفران جيدا فيه، وتطبخه جيدا فيخرج أحمر، ويقوم
مقام هذا الشوشا بعض الأوقات فاعزله.
اتخاذ القلقطار: تأخذ الزاج
تحله بماء وتصفيه، وتجعل فيه مثل ربعه ماء الصفرة المقطورة وتجمده.
اتخاذ السوري: تأخذ الزنجار
وماء الزاج المصفى، وتشويه حتى تحمر فهذه الزجاجة الذي اتخذوها للحمرة وهي أجل من المعدنية.
والبوارق: منها بورق حبري
وبورق الصناعة وهو أبيض يشبه السبخة التي تكون في أصل الحيطان ومنها بورق الراوندي
لونه يتلألأ بحمرة وهو أجود البوارق.
التنكار: هو بورق يتخذ داو
دسم. وصفة عمل التنكار: تأخذ من ملح القلي الأبيض جزءا، ومن البوارق الأبيض المصفى
ثلاثة أجزاء، وصب عليها من لبن الجاموس ما يغمرها، واطبخها حتى تنعقد وبندقها وجففها
في الشمس واستعملها في حاجتك. وأجل منه: أن تأخذ من ملح القلي الأبيض ومن النطرون والبورق
المصفى والملح الأندراني وملح البول والنشادر من كل واحد جزأ مسحوقا مثل الهباء، واسحقهم
بلبن البقر بقدر ما يجمع أجزاءهم، واتركهم حتى يجفوا تفعله ثلاث مرات، ثم بندقه وعلقه
في الشمس أربعين يوما حتى يرسخ ويصفو داخله.
ملح النورة: خذ من الجير
غير المطفأ، ودبره تدبير ملح القلي، ينحل ماء أبيض.
ملح البول: خذ منه عشرة أرطال
وضعه في قرابه، واتركه في الشمس أربعين يوما في أشد حر أيام السنة، فإذا انعقد وصار
ملحا، وإلا طينها بطين الحكمة، وضعها على رماد حار، وكلما برد الرماد، جدد له رماد
آخر غيره حتى ينعقد طبرزدا، وأيضا إن عملت فيه كما عملت في ملح القلي كان أولى، وهو
أن تجعله في كيزان رقاق، وتجعله على الجامات، وكلما ثبت عليها تمسحه أولا بأول كلما
قطر من الجامات تحل ملحا. وأجل منه: أن تأخذ ما شئت تنقعه شهرا، ثم تقطر وتضع في كل
رطل مما
قطرته ٤ أواق ملح قلي وتعقده
في عميا، فإنه ينعقد في ٣ أيام كالبلور. وأجل منه أن تأخذ ما شئت تنقعه شهرين، ثم تقطره
وتضع في كل رطل وتكلسه حتى البياض ثم تجعل ما قطرته.
العقاقير الثابتة: قال خواص
الحكماء: أجل ما استعمل منها الأشنان المسيحي الطيب الرائحة، ومنه عملت الحكماء اكسيرا
وإليها أشاروا وعليها رمزوا وعليها أكثروا وهي أحجار عشرة: الشعر والقحف والدماغ والمرارة
والدم واللبن والبول والصدف والبيض والقرن، وأجلها الشعر، ثم الدماغ، ثم البيض ثم الصدف،
ثم الدم.
صفة عقد عبد: خذ ما شئت منه،
واسحقه بالخردل ٣ ساعات حتى يسود، واطبخه بالخل والملح حتى يصفر، فاجعله في حفرة على
الأرض، وامسح على وجهه بزيت حتى يمنع عنه التراب، ثم انثر عليه نثرا خفيفا من الأبيض
المتحول، ثم صب فوقه من الأسرب والقلي المذابين قدر ما يغطيه بغلظ اصبع، تفعل ذلك مرارا
حتى ينعقد حجرا.
صفة تكليس المريخ: تأخذ من
برادة المريخ ما شئت، ثم تنقعها في ماء العقاب أسبوعا واغسلها بيدك عركا جيدا، ثم ضعها
في مقعرة حديد، وضعها على النار نصف نهار ثم ألقها في هاون وهي بحرارتها، ثم اسقطها
في ماء النطرون واسحقه، وكلما نشف الماء زده ماء آخر حتى يبقى مثل الاسفيداج، ثم خذ
من العلم بعد بياضه أوقية، وتعجن بالزيت الطيب ويصفى في خرقة خفيفة، وطينها وجففها،
واجعلها في آنية صابرة على النار، وبيتها في نار فرن الفخار ليلة، ثم كرر عليها هذا
التدبير ٣ حتى تراه كالأسرب، اطرح وزن درهما على ٨ قلعي مصفى، واضف له درهمين قمرا
واسبكهم يقوموا.
القول في القلعي وتكليسه:
تأخذ منه ما شئت وتجعله صفائح رقاقا، وخذ مثل وزنه ملحا مسحوقا، واجعل راقا من الصفائح
وراقا من الملح حتى يملأ الكوز وشد وصله، وطينه بطين الحكمة واتركه حتى يجف، وبيته
في الكانون ليلة وأخرجه وبرده، واسحقه واغسله بماء العذب واتركه حتى يرسب رق عنه الماء
والملح، وألق عليه ماء آخر، وكرر العمل حتى يصير مثل اسفيداج، اسحقه بزيت ونطرون، وصره
في خرقة رقيقة خفيفة، وطينها وجففها وضعها في قدر حديد وشد فم القدر وغطه وطينه، واتركه
في فرن الجير يوما وليلة، ثم أخرجه واسحقه وشمعه بالزيت والنطرون، وضعها في القدر وكرر
العمل ٣، ثم استنزلها من بوط إلى آخر بالزيت الطيب والنطرون، فإنها تصير مثل النشادر،
وأشد بياضا من الفضة وقد ذهب إحراقها ونتنها وصريرها تحاكي الفضة ولا تكسرها، فاسحقها
وألق منها درهما ودرهما فضة على ١٠ زهرة تعملها دراهم ميرية تجيء غاية، وتحضرها بالحضرة
المتقدم ذكرها.
صفة تكليس الأسرب: تذيبه
في مقعرة حديد، وقطر النورة عليه قليلا فإنه يصير رمادا أبيض وهو أحسن التكاليس، واسحقه
واغسله بالماء العذب إلى أن يلتم فشمعه ما عز ومثله عظما محرقا من البقر، وضعه في كوز
وطينه ودعه إلى أن يجف، وضعه في تنور فخار ليلة واحدة، ثم خذه واسحقه
تراه أبيض فوق العظم المحرق
مثل الحيض الأبيض وهو الزاد ألق منه وزن درهم على ٣٠ من الزهرة يقيمها قمرا روباصيا،
ألق منه نصف درهم على ١٠ من العبد يقيمه قمرا لا يتغير.
صفة عقد: يؤخذ ١٠ دراهم عقاب
يسحقوا مع درهمين قشر بيض، ثم دورهم في مقعرة يدوروا وأنزلهم، واسحق معهم درهم قشر
بيض وعدهم إلى المقعرة يدوروا تفعل ذلك ٣ يبق سريع الدوران، ثم تأخذ ١٠ دراهم عبد ودرهمين
من هذا الدواء، وتجعل فوقه وتحته بعد السحق في مكحلة، وبيته تحت الدمس ليلة واحدة،
وألق منه درهما على ٩ قلعي يقوم بها.
صفة تركيبه مجربة: يؤخذ حجر
جير ورهنج ثابت وشب يماني وملح قلي ونطرون وجزء نشادر ثابت وجزء تنكار يسحقون فرادى
ومجموعين، ثم يتلون ببياض البيض وييبس، ثم إذا أردت العمل رقق الزهرة الحمراء مثل الدرهم
وطهرها وتقرض بالكاز صغارا، ثم يؤخذ من المعمول لليبس على قدر الزهرة وتعمل في بودقة
وتسبك، وتقلب في زيت طيب لم يصولح أبدا، ثم أضف إليها ما تختار.
صفة تدبير المرقشيثا: تأخذ
منها ما شئت واسحقه جيدا، ولته بالصابون والنطرون، واسبكه في بوط وتأخذ ما يخرج من
المسبوك الخالص وترمي التفل، وإن كررت العمل كما تقدم يعني أوله وثانيه وثالثة كان
أجود، ثم تأخذ الخالص منها نقرة بيضاء رابية تشبه الفضة إلا أنها تتفتت، فتسحقها وتلتها
بنشادر محلول بخل، وشمّع المقعرة المذكورة حتى تستوعبه فإنه اكسير جيد يغنيك عن غيره،
ألق منه على القلعي المنقى، تشده وتصلبه ويقطع صريره ونتنه، ثم الق من ذلك القلعى على
النحاس الأحمر يبيضه بياضا محكما، فامزجه بالفضة كيف شئت فتنتفع به من يومك، فهو أجود
الأعمال.
صفة أخرى أجلّ من الأولى:
وذلك أن تأخذ من الحرقوص الحلبي تجعله مثل الفول، ثم تحمى الحمي المعتاد وتطفى في حل
٧، ثم تعده في زيت طيب كذلك ثم عسل نحل، ثم صابون مضروب بماء الليمون الأخضر، ثم تأخذ
منه ١١ درهما، ثم يضاف لذلك ٣ دراهم عبد، ودرهم قلي أصفر، ودرهم قلي حجر يسحق الجمع
ويلت بزيت طيب ونطرون، ثم ينزل من بوط إلى بوط تنزل فرخة كالنجمة، ثم يؤخذ منها ١٠
دراهم من الزهرة الصفراء ١٠، ومن الفضة المقروضة ١٠ وتسبك ذلك فإنه يأتي للحق. وذكر
لي أحد المغاربة أنه إذا أخذ النطرون الأحمر السلطاني، ومثله الجير الرخامي، وزاد بعضهم
القلي وتسحقهم جيدا ودمسهم في قدرة في الفرن يومين بليلتين ثم أخرجهم، وعلق في حلة
على النار فيها ٣ أمثال الأحجار من الماء العذب، وارم فيها من تلك الأحجار المكلسة
شيئا فشيئا، والماء يغلي غليانا قويا إلى أن ينقص الثلث، والماء يغلي بعد حلهم، يصير
ماء حارا، تنقط منه على العبد بالريشة على نار تدريجا أول مرة نار فتيلة الثانية ضعفها
٣، والثالثة ضعف ضعفها ٣، والسر كله في النار فإذا أوقفت عبدك وقيدته بهذين القيدين،
وسقيته من الماءين فقد ملكت الدرجتين الشقراء والحمراء، إذ كل خمير لا يكون إلا من
جنس ذلك العجين. ومنهم من أخذ ذلك المصفى وهو سخن كالنار، ويسحق من العقرب ٣ أواق،
وترميها فورا في الماء في مقدار رطل فإنه ينحل ويصير كالجير الأسود، وتلقي فيهم ٣ أواق
شعر شباب فينحل، ولم تزل تخادع ذلك الماء من ماجور إلى آخر في نار
فرن، وهكذا إلى أن ينعقد
الراب ويصعد على وجهه دهنة صفراء كالزعفران، اقشطها بالملعقة، ثم خذ الحرقوص الحلبي
الكلوه احمه واطفئه في تلك الدهنة ٢١، ثم تأخذ منه أوقية من القمر المشبب المرزن مثله،
ثم اسبكه تخرج القمر وحده مصبوغا كالذهب.
صفة رجراج: تأخذ ٦٠ حنظلة
تقطعها بسكين خشب، ثم تأخذ رطلين نطرونا وتسحقهم وتخلط الجميع وتضعهم في قابلة، وتأخذ
الماء تحتفظ عليه، وتأخذ للبرادة رطل عقرب، واقسمه ٤ أقسام، واقسم البرادة منهم ودمسها
ثم أخرجها واسحقها بقسم آخر وهكذا لتمام الأربعة أقسام تصير البرادة حمراء، تأخذ رطل
عبد وتغسله بالماء والخردل، ثم تقتله ببياض البيض وتغسله بالماء السخن، ثم تفرش له
من البرادة غطاء ووطاء وتغمره من ماء الحنظل في قدح تشميع زجاج مطين على كانون نافخ
روحه، وكلما نقص الماء تزيده إلى أن يموت وينقطع حسه، تحميه في بوط وتطعم الشمع والشعر
فإنه ثابت لا ينقص وزنه ولا يتغير.
صفة مبقلة قوية سهلة: وذلك
أن تأخذ من الحجر المكرم الذي هو المادة، والثياب الإلهي، والليل اليم، والسراج المنير،
وشمس الآفاق، وقمرها المفهوم الذي هو أول الأشياء وألطفها وهو شعر الآدمي وخاصته، خذ
منه ما شئت، اقرضه بعد غسله بالصابون والطفل وجففه جيدا حتى ينزل من المنخل خذ منه
رطلا، ومن ماء الرأس المحلول فيه الزجاج.
وصفة الزاج: أن تأخذ الزاج
الأصفر الجيد تسحقه جيدا وتضعه في كوز، أو قزاز مطين مأخوذ الوصل، ورشه بخل حاذق ودمسه
في نار فرن حارة وأخرجه واسحقه، وذوبه بالخل ودمسه ثاني ليلة وثالث، ثم تحله في ماء
الرأس واطبخه فيه حتى يأخذ صبغة قوية، ثم تجره بالعلقة، وتأخذ بقدر الشعر المذكور منه
وزنا بوزن وضع ماء الرأس على نار لينة في إناء مدهون، أو زاج، وضع فيه الشعر قليلا
وخضخضه، ولا تزال تضع قليلا حتى ينحل الرطل الشعر في الرطل الماء المذكور ثم قطره بألطف
ماء حتى يقطر ماء أبيض مثل الفضة فإذا بدت الحمرة اقتلع القابلة وشمعها وجدد القابلة
بقابلة أخرى وعد الوصل، ثم قو النار أقوى من الأولى، فعند ذلك ينزل الدهن مثل الياقوت
الأحمر والزعفران الجوي فاحذر أن تمسه بيدك فإنه يصبغ كل شيء مسه أصفر ولم يخرج منه
ثم إذا كمل قطر شمعه وصنه من الهواء، ثم بعد ذلك خذ الزنجفر الرماني الخالص الأحمر
قطعة واحدة مهندمة، وخذ وزن مثلها عقربا، أو وزن ثلثها يمني يسحقان ويعملان حبة بصفار
البيض، وتعمل في قلب قدرة ملآنة ملح طعام، ثم تأخذ وصلها، وتدمسها في نار قوية ولا
تخف عليها، وتفعل به هكذا ٥ مرات تدميسات، بخمس جبب وأنت تحدد له في كل مرة الجبة والملح
الذي في القدرة وتدمس كما تقدم، ثم اسحقه واطبخه بماء الرأس الأبيض الذي حللت فيه الحجر
في قنينة مطينة على النار اللين وتقد عليه النار حتى تشربه، ويكون الماء غمره أو أكثر
وتصبر عليه حتى يجف، ثم اسحقه جيدا بالغا بتلك الدهنة الحمراء الرمان، وهذا هو الدهن
المعبر عنه باسمه عند أرباب الفن سقي وتشميع على نار لينة، والشمس أسلم عاقبة من النار
إلى أن تنفسح دمنته حمراء غير جامدة الجم الشخص، ونقط عليه من ذلك الدهن يتكلس اسحقه
الفصل السابع والثلاثون:
في أعمال السيميا وجميع المقالات
واسقه من الزنجفر المحلول
بقدر وزنه مرتين ينحل، ثم اعقده واسحقه بالدهنة المستقطرة من الخمر حتى ينحل، ثم نقط
منه على شخوص الأسرب كما تقدم وكل هنيئا مريئا.
واعلم أن من أراد أن يصل
إلى علم الكيميا الصحيح، فليتطهر وليصم ٤٠ يوما متوالية، يجتنب الروح وما خرج منها
ويفطر فيها على الحلال، ويقرأ كل ليلة والشَّمْسِ وضُحاها واللَّيْلِ إِذا يَغْشى،
والضُّحى وأَلَمْ نَشْرَحْ كل واحدة ٧ مرات: وقُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ -إلى-
حِسابٍ ٤٠ مرة، ثم تقول: اللهم إني أسألك بقدرتك على كل شيء وتسخيرك لكل شيء، يا أحد
يا صمد يا وتر يا حي يا قيوم أن تصلي على سيدنا محمد، وأن تسخر لي العلم الذي سترته
على كثير من خلقك، وأكرمت به كثيرا من عبادك، يا كافي يا غني يا مغني يا فتاح يا هادي،
واغنني به عمّن سواك إنك مالك الملك، وبيدك مقاليد السموات والأرض، وأنت على كل شيء
قدير. فإذا فعل ذلك سخر الله له من يرشده إلى ما طلب، يقظة أو مناما والله على كل شيء
قدير.
الفصل السابع والثلاثون في
أعمال السيميا وجميع المقالات
يروى عن آصف بن برخيا عن
سليمان بن داود عليه السّلام وهي التي كان يعمل بها الحلاج وغيره من أهل هذا الشأن.
واعلم أن الخنفطريات هي العلم المصون وهو يروى عن سادة أجلاء مثل الخوارزمي والسيد
البهلول وآصف وسليمان، وقد جمعها الحلاج في ١١ مقالة، واعلم أن أصل هذا العلم تدبيري
روحاني إذا أردت العمل به فخذه ولا تابا عار ١٤ ليس فيه إشارة بيضاء، وتصوم ٣ أيام،
وتقرأ الخنفطريات ٢١، ثم تستقبل القبلة، وتأخذ سكينا لها حدان تذبحه بحد، وتشق بطنه
بالآخر، وحال ذبحك له تنادي بالخنفطريات ثم ولا في قدر جديد فخار، ولا ترمي منه شيئا
ولا من دمه، ثم تأخذ من الخط طيف ١٣ أو أكثره بالفرد وتذبحهم وترميهم في القدر، ولا
تخلي شيئا من دمهم يخرج عن القدر، وتسد ذلك القدر بطين الحكمة وتحكم وصله، وتقد عليها
النار بحطب الصفصاف إلى أن تعلم أن الذي داخل القدر احترق وصار فحما، فنزّله من على
النار وحطها على الأرض إلى أن تبرد وافتحها وأنت مولّ بوجهك، فإن حال فتحها يخرج منها
بواخ كالدخان الأسود، فإذا دخل عين إنسان عمي لوقته وليس له دواء، فتبصر حتى يزول ذلك
وتدق ذلك المحرق جميعه، وتضعه عندك في صينية إلى وقت الحاجة فهو أصل هذا العلم، فإذا
أردت العمل به في أي شيء خذ من ذلك الرماد المذكور شيئا يسيرا وتذره بين يديك وتنادي
بالخنفطريات مرة واحدة، فيكون الذي أشرت إليه من الإشارات الخفية لكل ناظر إليك. واعلم
أنه لا بد من إدخال الرماد في تلك الأعمال وكل ما تريد فإذا ملكت الرماد خرجت من ظلمة
عدم التصريف إلى النور والحمد لله.
المقالة الأولى: وهي مقالة
١١ من طاقية، تأخذ جلد ظبي تجعل منه طاقية وتكتب عليها ما يأتي بشيء من المداد ثم تلبسها
على رأسك وتدعو بهذا الدعاء وهو دعاء الخنفطريات: اللهم إني أسألك باسمك القديم يا
دائم يا أبد يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد، يا رب الأرباب يا عزيز
يا وهاب باحتياط ق، بهول يوم المخاف، أسألك أن تسخر لي واحدا من خدام اسمك يخدمني فيما
أريد إنك على كل شيء قدير. ويكون بعد رياضة طويلة بشروطها، ثم ترمي أمامك شيئا من الرماد
المذكور، ثم تقرأ الخنفطريات ١٠ مرات إلى أن يختفي ظلك وأنت واقف في الشمس، وإذا مر
عليك أحد من الجن والإنس فإنك تراه ولا يراك، وكذلك الوحوش تمر عليها ولا تراك ولا
تسمع حسك في مشي، وهذا ما تكتب على الطاقية بالمداد المذكور ٤ أسطر، وهذا الكلام عليه
تقول واه ٢ هداه ٢ هيوه ٢ لهلد ٢ لهلوه ٢ هلولياه ٢ يوش ٢ وش ٢ الواش ٢ ايوش ٢ الوش
٢ شلش ٢ شالش ٢ ايش ٢ اهدان ٢ اوطف ٢ لططف ٢ لوطايف ٢ طايف ٢ أجيبوا يا خدام هذه الأسماء،
واخفوني عن الأبصار بحق الله الواحد القهار الوحا ٢ فإنه يكون ذلك في أسرع وقت فافهم
ترشد.
المقالة الثانية: مقالة التوفيق
ولها أسماء متعددة وأسماء ٨٥٨١١ تكتب في ورق ما يلي وترمي بالرماد المذكور وتمسكها
في يدك، فكل من أشرت إليه ينصرع. وإذا أشرت إلى الحامل ألقت ما في باطنها. والدواب
ترمي أحمالها، والمركب تنقلب، والفارس ينصرع، والسهم يرجع على من رمى به، وكذا الضارب
والسارق وجميع ما تريد، وهذا ما تكتب:٢ م ٩٩٩، وهذا الكلام عليه تقول: أبداه ديواه
الواه اه اهياه لهه ع ع ع لا لا ٣٦٤ وو واياش اشمواش اياش الوحا العجل الساعة توكلوا
يا خدام ط ح ح ١٨١ ١١ ٩٩ ٣٣ ١١١ ٦٦ ٧٥ ١١١ ١٥ هذه الأسماء وأجيبوا وعجلوا بكذا وكذا،
بحق من يقول للشيء كن فيكون.
المقالة الثالثة: وهي أعمال
طوي فيه فإذا أردت خذ شقافا نية ٨ ٨١ ط ح لداء موقوف وزبد بحر، وتخرج إلى البرية، وترمي
أمامك شيئا من الرماد، وترمي إلى جهتي ظهرك وأمامك، والتراب عن يمينك وشمالك، وناد
بالخنفطريات ٧ فإنه يصير في ذلك المكان بحرا وأمواجا ولا تبطل إلى أن ترفع ما عملت.
وذلك من أعظم النواميس السحرية وبه طلسموا المياه داخل الكنوز. ومثله إذا أردت أن تصير
البحر برا، وعكسه فترمي الرماد وال بهسى مسسه في البحر والتراب والزبد في البر، ولا
يكون إلا بجانب بر النهر، فإنه يخيل للناظرين أن البحر صار برا، فإذا أردت إبطاله،
فناد بالكلام عليه ٧، فيقف لك عمود دخان، فاطلب إبطال ذلك فإنه يبطل وهذا ما تكتب على
الشقاف اا صح م وهذا الكلام عليه تقول اياه ٢ اهيه صبيا أننا أذنيا اددلهيون ٥٢٥١ أهدانا
هواه توكلوا بكذا وكذا يا خدام هذه الأسماء.
المقالة الرابعة: وهي لخلاص
المسجون وكل من وقع في أمر مهم وهو أن تصور صورة ط ط * ٨ كامل العدة المصورة في التراب
في قاع السجن، واركب فيها وناد بالخنفطريات ٧ مرات وارم بين يديك شيئا من الرماد المذكور،
ومد يدك إلى جهة الخادم فإنه يرفعك ويطير بك إلى أي مكان شئت، فإن لم يكن لك وصول إلى
ذلك، فخذ طستا أو إناء متسعا فيه ماء وناد بالخنفطريات مرة واحدة، والبراوة في
يدك، وارم شيئا من الرماد،
ثم انزل فيه، فإنك تخفى عن أعينهم، واذهب حيث شئت تنج، وهذا ما تكتب وهذا الكلام عليه
تقول: ايداه ياه ياروه لواه أه ٢ اه اه لهه ليهلوه، أجب طائعا وافعل كذا وكذا فإنه
يكون ذلك.
المقالة الخامسة: تأخذ شمعة
مصبوغة بزنجار، وخذ خرقة كتان، اكتب فيها هذه الأسماء وافتلها فتيلة، ثم تلبس بتلك
الشمعة الخضراء، وخذ طشت نحاس فيه ماء، وأوقف فيه الشمعة وأوقدها وزل عنها بعيدا وانثر
عليها شيئا من الرماد وناد بالخنفطريات إلى أن ترى طواويس خضراء قد أقبلوا عليك من
كل مكان وهم يلعبون ويصفقون بأجنحتهم ويصرخون صراخا عظيما ولا يزالون كذلك إلى فراغ
الفتيلة، وهذا ما تكتب على الفتيلة ٣٩٦١١٧١١١١٩٨ ااا ك ٩١ ١٢ ٩٩، وهذا الكلام اطياش
طياش ٢ يوه بيوه، أجيبوا وعجلوا بارك الله فيكم وعليكم أجمعين.
المقالة السادسة: تأخذ عود
* لدرط لد تنقش عليه هذه الأسماء وتبخره يا ل ص ه ط له، وتنادي بالكلام ٧ مرات وتوقفه
في أي مكان شئت يحرسه: كالكنز والدار والبستان فإن كل من تصدى له رأى رجلا واقفا بيده
شهاب من نار، فإذا أردت إبطاله، خذه من مكانه وامح ما عليه وهذه كتابته كما ترى:
والكلام عليه تقول باهيا
شراهيا أدوناي اطيوش، أجب بارك الله فيك وعليك.
المقالة السابعة: تكتب هذه
الأسماء في براوة وتعلقها ا ط ط الد، وتنادي بالخنفطريات، فإن من مرّ بك، رآك فيلا
أو أسدا عظيما ولا يشك في ذلك، بل يولي هاربا منك وهذه صورة كتابة البراوة:
وهذا الكلام عليه تقول: بهاذا
أيا وهو لا ٧٥ اهواه ٢ أجب، وعجل بارك الله فيك.
المقالة الثامنة: تكتب هذه
الأسماء في براوة وتعلقها لدكااس * بالرماد المذكور والكلام عليه، وألقه في النهر،
فإنه يجتمع كل ما كان من السمك خذ منه ما شئت وتكون العين التي في وسط السطر الثاني،
مقابلة للعين التي في السطر الأول هكذا، وهذا الكلام عليه تقول جميعا للهيوها، أجب
وعجل بكذا وكذا بارك الله فيك وعليك آمين.
المقالة التاسعة: تذهب للبرية
وتعمل حولك الدائرة وتجلس فيها، وترمي بين يديك شيئا من الرماد حول الدائرة من الخارج،
وتتكلم بالكلام، وتكتب الأسماء في براوة وعلقها على قضيب رمان، فإن جميع ما في البرية
من الوحوش والهوام تحضر عندك ولا يضرونك، خذ منهم ما شئت واترك منهم ما شئت، واصرافهم
تقلع البراوة من القضيب وهذه كتابته كما ترى:
وهذا الكلام عليه تقول آه
آه ايه ايه أبدا الوحا العجل الساعة بارك الله فيك.
المقالة العاشرة: تأخذ سكينا
تكتب عليها الأسماء بالرماد، ثم تأخذ قصبة وأعطها لمن شئت يذبحها بتلك السكين، فإذا
تناولها فتكلم بالكلام، وأمره أن يجر السكين عليها ويرمي على القصبة شيئا من الرماد
وترميها من يده، فإنها تطير نحو السماء شبه ديك يصيح ويبلبل، ويزعج كل من رآه، وهذا
ما تكتب على السكين في الوجه الأول هذا ٩١١١١١٩٩٦١١١٠١١ ك، وفي الثاني هذا ٩٩ ط ع
لا ١٥٥١١١ وح، وهذا الكلام عليه تقول بعد رمي الرماد المذكور: يا شار شار اشار شارايس
اسا اشاليش، أجب وعجل بكذا وكذا بارك الله فيك وعليك آمين.
المقالة الحادية عشرة: تأخذ
كوز نحاس وانقش عليه هذه الأسماء، واملأه ماء وتكلم عليه بهذا الكلام فإنه يصير زيتا،
وإن شئت ر ق ع د ه كاملة أبيض دراهم تكتب عليهم وتتكلم بالكلام فإنهم يصيرون دراهما
أميرية ع ط، وكذلك تفعل با ل لر ح ا ح ل ماس جلد أحمر، وهذه الكتابة على الدراهم والدنانير،
الوجه الأول ٩٢ كوه. والوجه الثاني: وهذا ما تكتب على الكوز النحاس ١١١ ١ ح ١١١١١١١١١
د ٣ ح ط ٩١١١١٣ ح ٥، وهذا الكلام عليه تقول صاصيا لص اص، أجب وعجل وانثر عليهم الرماد،
فإنه يكون جميع ما ذكرناه.
فاعلم ذلك وحققه ترشد إلى
أوضح طريق، ولا بد في ابتداء عمل السيميا من الرياضة الطويلة والصيام والخلوة تظفر
بما تريد والله الموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم الجزء الثالث من كتاب
شمس المعارف الكبرى للبوني ويليه الجزء الرابع وأوله الفصل الثامن والثلاثون في استخدامات
الحروف وما لها من الأسرار
الجزء الرابع
الفصل الثامن والثلاثون:
في استخدام الحروف وخلواتها وما لها من الأسرار
ولله الاسماء الحسنى فادعوه
بها
الجزء الرابع
الفصل الثامن والثلاثون في
استخدام الحروف وخلواتها وما لها من الأسرار
اعلم وفقني الله وإياك أن
حرف الألف هو أول مخلوق خلق من الحروف، وهو الواحد في العدد لأن منه أسرار الأقوال،
كما أن الحروف من أسرار الأفعال، وأن الحروف لا وقت لها يحصرها وإنما هي تفعل بالخاصة
لمن أراد الله له ذلك، وهذا الحرف من تأثير الإرتقاء إلى درجات الواصلين الوارثين،
ومن تحقق ما في عوالمه الظاهرة والباطنة استخدم بفضل الله جميع ما في الكون وهذا يشبه
نعيم الجنة.
واعلم أن الألف زبدة العالم
والغاية القصوى، بل هي مرجع كل عالم سر التكميل، وقيام الألف من أسرار اسمه: القيوم
وهي أول اسم الله الأعظم، وأول الفاتحة، وأوائل السور، وهي حرف نوراني قائم بنفسه أمة
من الأمم، وله أعمال كثيرة بغير خلوة واستخدام، وأعمال بهما، وأعمال بالخاصية. فمن
ذلك: لبليد الطبع إذا كتب الألف ألف مرة في خرقة حرير، وعلق على صدر البليد فتق ذهنه،
وحفظ كل ما سمع، وإذا كتب حرف الألف عددها الأصلي وهو ١١١، وربطت مع اسمك، واسم من
تريد وحملتها معك، فإن الله يعطفه عليك، ويسهل لك الأمور الصعبة. وإذا كتبت الألف مع
اسم الطالب والمطلوب، وربط الاسمين مع الحرف يوم الأحد ساعة الشمس ويحملها، فإنه يرى
منه ما يريد من الألفة والمحبة والقبول. وإذا كتب حرف الألف على خاتم ذهب، والقمر في
الحوت، ونجمته باضمار الأحرف الآتية ودعوته، وكتب اسم صاحب الحرف كان قبولا لكل من
حمله من جميع الأكابر وهذه صورته:
وإذا دخلت إلى كنز وأردت
أن لا يغلق بابه اكتب حرف الألف، واسم الملك والاضمار، وادخل وخذ حاجتك، وإذا كتب على
حجر وكتب عليه الإضمار، ووضع في مال وقال: يا خدام هذا الحرف احفظوا هذا المال فإنه
يحفظ. وإذا أخذت مصران كبش أو من جلده،
وصورت منه صورة كاملة، وكتبت
عليها حرف الألف عدده، واسم الملك، ووكله بأي مكان أوقع فيه الحريق أو في جدار الدار،
فإنه يهدم ويخرب ولا يعمر. وإذا أردت تأليفا لا ينفك ابسط اسم الطالب والمطلوب وحرف
الألف عدده، واربط الجميع يوم الأحد والشمس في الأسد، واكتب الحروف في جام زجاج أو
على خرقة حرير وبخرها، واكتب خاتم حرف الألف مع الكتابة وتنجم وتحمل، فإن المعمول له
لا يصبر عنك ساعة. وإذا أردت تأليفا بين الأكابر، فاعمل خاتما من ذهب ويكون وزن مثقالين،
وذلك يوم الأحد، وتأخذ اسم الطالب والمطلوب وتجمعه حروفا مفرقة، واكتب عدد حرف الألف
مع الحروف، واجمع الجميع ونزلهم في مربع، واكتب الخاتم واسم الملك على كل جهة من المربع،
وتنزل الألف على كل جهة ٣٠ مرة، وفي الرابعة ٣١ يكون جملة ذلك ١٢١، وبخره ببخور الحروف
وتحمله، فإنه يحصل غاية المحبة والتأليف. وإذا كتب وكتب اسم الملك على سكين، وأومأ
بها على المطحول، أو صاحب القولنج، أو الصداع برئ في الوقت، ويومي بهذه السكين إلى
الجن إذا كان مصروعا في الجثة فإنه يقوم.
ومن خواصه للإخفاء: تأخذ
جلد بومة تدبغه بالحنا والشبة، وتكتب عليه حرف الألف، وارسم معه اسم الملك والدعوة
والاضمار، واعمله عرقية والبسه تخفى. وإذا كسر هذا الحرف ونزل في مسدس في شرف الشمس
في ساعة المريخ على ورق بمداد أحمر وعلق على إنسان، فإنه لا يقطع فيه الحديد.
ولاستنطاق ما في القلوب:
تكتب هذا الحرف في يدك بدمك، والقمر في النطح، ويكون وجه المريخ ناظرا إلى المنزلة،
وتكون الكتابة بيدك اليسرى في كفك الأيمن، وتضع يدك عليه إن كان نائما، وإن كان واقفا
فبالمصافحة، فإنه يخبرك بأمور غريبة. ولهذا الحرف خلوة ورياضة ٢٨ يوما، والمكث في الخلوة
أن تطهر ظاهرك وباطنك، وتجلس وتتلو الدعوة والاضمار ١١١ دبر كل صلاة وأنت تقول:
أجب أيها الملك هطمهطلفيائيل
بطيائيل الرئيس الأكبر، فإنك ترى الخلوة قد امتلأت نورا، ورأيت خادم الحرف بين السماء
والأرض، وتأخذ عليه الميثاق والعهد وتستخدمه فيما تريد، وبه تزجر ملائكة الأرواح العلوية
خدام الحرف. وللألف خلوة أخرى: وهو أن تتلو الدعوة في الخلوة، وتكتب صورة الألف في
ورقة وتضعها في المحراب وتصرفه فيما أردت.
واعلم أن الحروف أمة من الأمم،
والدعوة إذا تلوتها من غير خلوة، شاهدت من المحبة والقبول بين العوالم وهي هذه: بسم
الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا من له العظمة والآلاء والمجد والكبرياء، يا
الله ٣، يا رباه ٣، يا هو يا سيداه، أسألك بسر الاسم الأعظم أن تسخر لي روحانيتك، وألبسني
بها نورا وجمالا وقبولا، وأن تهبني سرا من أسرار الألف أصرفه فيما أريد، أيها الحرف
المتحرك من اليقظة والتلقي بشرف اسمك وبالنار والنور والظل والحرور، ومما قيل بالنهار،
ومما أخرجه القديم من قديم، وبسر ما وضعت في اللوح المحفوظ من العلم بعلم منشأ الأمور،
وبسر إمدادك الألف، وبأمرك النافذ بكليليا ومليليا وطليا وهينا ومريا وبثا وهيثا، وبألف
الأمر، وبحق اهيا شراهيا ادوناي
اصباؤت آل شداي، والأمر العظيم
ازجر الرئيس الأكبر همطهلفيائيل همطيائيل أن تتوكلوا بكذا وكذا العجل الوحا.
واعلم أن هذه الدعوة من تلاها
ولازم عليها ألقى الله محبته في القلوب، وإذا أردت انتقاما من أحد من الأعوان والملوك
تكتب صورة الألف على بيضة، واتل الدعوة وضع البيضة في النار، فإن العون يحضر ويقضي
حاجتك وهذه صفة الاضمار تقول: أجب أيها الملك العظيم السيد طهطائيل الرئيس الأكبر،
وأسرع بحق هيه ٢ يهون ٢ شكمهيل ٢ سحلو، أجب واهبط وتمثل لي بصورة حسنة الوحا العجل.
واعلم أنك في روحانية الألف لا تحتاج إلى بخور، وأما في غيرها فبخر بالعنزروت والسندروس
وعلق في الهواء، وتكتب لما أردته، وتلقي في النار مثل التهاييج والأرواح، والطالب يتصرف
كيف شاء، ثم تقول أجب يا ألف وافعل كذا وكذا.
حرف الباء: وهو بارد يابس،
وهو من الحروف الباقية، وهو باطن الألف وسر الوجود، وتصريفها قائم إلى يوم القيامة،
وبها يعلمون حقائق الأكوان ويستدلون بها على توحيده، والباء لها إشارة في جميع العوالم
علويها وسفليها، وقد شرف الله حرف الباء وجعله بدءا للبسملة، وأول صحيفة آدم وللمسميات.
واعلم أن الله لما أنزل القرآن على النبي عليه السّلام قال له جبريل: اقرأ يا محمد
باسم ربك، فكانت الباء مضمرة للذات، والصفات تضمر الذات سر التجلي في نظيره عرفت ومضمرات
الصفات بسر الأفعال، ولما خلق الله الباء خلق معها ٢٤ ملكا، تحت يد كل ملك ما شاء من
الملائكة يسبحون الله، فلأجل ذلك كانت مفتاحا للكنوز الكتب، وفيها سر البسط وهي من
أشكال الألف.
واعلم أنك إذا كتبت الباء
عدده الأصلي، وكتبت معه الأسماء التي أولها الباء، وحملها من تعسر عليه رزقه يسّر الله
عليه. وإذا كتب هذا الحرف، ومعه كل اسم أوله باء وسقي للمريض الذي مرضه من اليبوسة،
فإن الله يعافيه ويشفيه. وإذا كتب حرف الباء ١٦، والبسملة ١٩، فهو لكل ما تريد وتكتب
معها قوله تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ والْأَرْضِ الخ الآية. وإذا كتب وربط مع اسم
من تريد، والقمر في البطين، وكتب الأسماء الحسنى والاضمار وحمله، فإن الله يعطفه عليه،
وكذلك من تعسرت عليه الأسباب تيسرت. وإذا أردت المحبة والقبول، فاستقبل الهلال أول
ليلة إذا ظهر في الغرب، واكتب الحرف ١٩ مع اضمار ١٦ وأنت تقول: أجب يا خادم حرف الباء
بحق بسم الله الرحمن الرحيم، ثم استلم القمر وامسح به وجهك، ثم امسح الكتابة بلسانك،
تفعل ذلك كل ليلة إلى تمام البدر ١٤ ليلة، فإن الأرواح تعطف عليك، وكل حاجة لك تقضى.
وإذا كتبت الحرف في كفك، وأسماء القمر وتلوت الدعوة والاضمار، واستقبلت القمر وقلت:
أجيبوا يا روحانية الحرف واقضوا حاجتي، وامزجوا روحانيتي بين العوالم يكون ذلك. وإذا
كتب الحرف في إناء مزجج، وكتب معه الاضمار والبسملة وقوله تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ
والْأَرْضِ والأسماء التي أولها حرف الباء، ووضع ذلك في دهن ياسمين ودهن وجهه، فإنه
قبول لجميع الخلق. ومن كتب شكل الباء يوم الجمعة مع البسملة والأسماء التي أولها باء
والاضمار، وحملها على عضده، شرح الله صدره وأزال عنه الكسل ولطف به.
وإذا أردت أحدا يبرّك خذ
اسمه، وكسره واربط معه كل اسم أوله باء، واتل اسمه البر مائة مرة وتوجه إليه فإنه يبرك.
وإذا كتب حرف الباء ١٦ مرة على ٣ أوراق وتمحى وتسقى لصاحب الحمى زالت عنه.
وإذا أردت قبولا تاما لعامة
الخلق، أرصد القمر إذا نزل البطين، واعمل خاتم فضة واكتب عليه حرف الباء مع اسم بدوح،
وضع عليه فصا ياقوتيا واحمله، فإنه قبول تام. ولحرف الباء خلوة، وخادمه مهيائيل، فإذا
أردت استخدامه اكتب الحرف وضعه في رأسك بعد الرياضة، واتل الدعوة والقسم دبر كل صلاة
٣٨ مرة، واتل العزيمة والرياضة ٤٠ يوما، فإن الملك يحضر ويقضي حاجتك ومهما أردته تبخر
وتقول: أجب يا خادم حرف الباء فإنه يحضر وهذه صورته:
وإذا كتب على حجر ووضع في
جدار فإنه لا يدخلها لص، وإذا دخلت إلى مكان فيه ماء، فاكتب الحروف في فخارة وألقها
في الماء يغور، وإذا تلوت الدعوة على كف تراب ورميته في وجوه قطاع الطريق عموا وصموا.
ولعقد الألسنة تكتب الحرف
ومعه الآيات المناسبة للعقد وتحمله، ويستعين به على فتح الكنوز تقول: أجب يا خادم الباء،
وكن عونا لي على ما أريد والدعوة هي: اللهم إني أسألك يا رب الأرباب، يا رازق الخلق
بغير حساب أن تسخر لي روحانية هذا الحرف ليقضوا حوائجي، فإليك أشكو ضعف قوتي، وبك أستعين
وأنت المستعان وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أجب يا خادم
حرف الباء، بهبوب الأرياح ومستقر الأرواح وجرهبوب ٢ وكركوب ٢ وبعوت ٢ وسيغوب ٢ وسانوب
٢، أجب بحق من ابتلى أيوب، وبالمصطفى المحبوب عليه بما فيه من السر استجبتك، وأخذت
ناصيتك بالذي قال: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار، وهاب واهب وهاب، يرزق من يشاء
بغير حساب، والاضمار تقول: أجب يا خادم حرف الباء السيد حرهيائيل بليس ليج هليج ذي
النور اللامع ذي الآلاء والكبرياء.
حرف الجيم: وهو حرف بارد
رطب، جمالي جلالي صفته. كالريح، ويأتي لمن أراده، وهو من حروف المراتب، وإذا كتب مع
الأسماء التي أولها جيم في كاغد أو إناء وسقيت لأصحاب الحميات الحارة نفعتهم جيدا.
وإذا كتب ٣٠٠ مرة مع الاضمار، واسم صاحب الحاجة في خرقة زرقاء، وجعلها مفتولا بدهن
زيبق على اسم شخص وشعلت المفتول وتكلمت عليه باضمار، فإنه لم يتخلف سوى مسافة الطريق.
وإذا كتبت الحرف والقمر في المنزلة، وكتبت ثلاثة جيمات على كل جيم ٣ أحرف مع اسم الملك
على حجر أو ذهب أو نحاس أحمر، يوم الثلاثاء ويضع عليه حجرا أحمر من أي الحجارة، ويكون
مثلثا، فإن حامله تنفذ كلمته وتقوى حرمته ويعلو قدره بين العوالم. وإذا كتبت حروف الجيم
مع كل اسم أوله ج على رق بمداد أحمر مع الإضمار وحمله، فإنه قبول. وإذا كتب شكله المثلث،
وحوله ٣ جيمات وكتب عليه اسم الملك وحملته من في الطلق، تضع حالا.
واعلم أن عوالم هذا الحرف
هي التي تحمل الثلج وتلقيه في الشمس لئلا يحرق حرها الناس. وإذا
كتب على خاتم وحوله الاضمار
وحملته وتلوت الدعوة وتقول: ج ٥٣، فإنك لا تظمأ. وإذا كتب في خرقة زرقاء أخذت من مزبلة
على اسم من أردت، والقمر في المنزلة، ووضعت في الماء الذي يشرب منه، فإنه يمسكه القولنج.
وإذا كتب مع الاضمار، ووضع في طعام، ووكلت خادم الحرف أن يأخذ المطلوب بالفالج فإنه
يكون. وإذا كتب مع اسم من أردت على خرقة، وكتب معه اسم جليل جميل وكسرت الحروف، وجمعتها
باسم من أردت وحملتها كان قبولا، وإذا كتب على بيضة نيئة وكتب عليها الاضمار، وأتيت
بها إلى المكان استهوم، أو إلى باب كنز وأمرت بفتح الباب فإنه يفتح، وله خلوة وهو أن
تدخلها طاهرا وتتكلم بالدعوة، وتكتب صورة الحرف في رأسك وهي حجابك وتتلو العزيمة دبر
كل صلاة حتى يأتي الخادم لهذا الحرف واسمه طعائيل، وتنظره في الخلوة، فإذا حضر فعاهده
على ما تريد من قضاء الحوائج وغيرها وهذه صورته:
وهذه صفة الدعوة تقول: بسم
الله الرحمن الرحيم جلبت بجاه الجبروت، وبعزة العظمة والكبرياء، وبالواحد الأحد الماجد
القيوم الدائم الذي لا يموت، جليل تجلى للجبل فجعله دكا وخر موسى صعقا، جلبت مطلوبي
محبوبي ليس لي حبيب سواه القريب المجيب، أجب يا حرف الجيم بما فيك من البر والمحبة
والتهييج، جدك الجليل، أجب مطيح، وبحق الشمس والوهيج جيم، جعلتك جيادي، وأقسمت عليك
برب العباد الذي بيده الأمر والحكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أجب يا
طعيائيل، وافعل كذا وكذا. وبهذا الحرف تخطف الروحانية وتقضى الحوائج، واضماره هد مح
ليطف لهظفهخ احوج موجود سبوح رب الملائكة والروح، أجب أيها الملك طعيائيل، الوحا العجل
الساعة.
حرف الدال: وهو بارد رطب،
كمل الله به الطبائع الأربعة، ومن خواصه: إذا كتب مع اسم أوله دال مثل دائم ديان في
لوح مربع وحمله إنسان، وكتب في كل ناحية من الوفق أربع دالات، فإنه محبة عظيمة. واعلم
أن حرف الدال من أسرار الديمومية والبقاء، إذا أردت المودة من أحد اكتبه وتكلم عليه
بالأسماء، واسقه لمن أردت، فإنه مغناطيس القلوب في المحبة. وإذا كتب اسم الطالب والمطلوب،
وربطته بحرف الدال ومزجت حروف الاضمار، وكتب هذا الحرف في خرقة حرير وحمله انسان، فإنه
يحبه. وإذا كتب ٣٦ مرة وكتب الوفق، وحوله حرف د، ووضعته تحت فص الخاتم ولبسه رجل ذو
نعمة، فإنه يبارك له فيها. وإذا كتب ٢٦ مرة مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ والَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدّاءُ الخ في خرقة، وكتب معها الملك والاضمار وحمله، شاهد من صنع الله ما لا نهاية
له، وله خلوة جليلة، وخادمه شلهائيل، فإذا أردت استخدامه، فتريض ٢٨ يوما، وامكث في
الخلوة ١٤ يوما، وتلاوة الدعوة دبر كل صلاة فإنه يحضر ويخاطبك بما تريد وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، دعوت ربا
عظيما يرى السر والبرهان، ديان يوم
الدين أدم عليّ لطفك ولطيف
صنعك، أجب أيها الملك سملهيائيل، سبحانك لا إله إلا أنت أن تسخر لي ذلك يا مولاي سخر
لي حرف الدال، بدال الدوام، وبدوامك بتصريف أمري، وبتوفيقك عليّ وخلع ذا السنة الذي
لا يتأخر واعوج ما عوج فيعوج وبهويا، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم، عجل ولا ترتب يا دال، بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
والبخور دار فلفل وقصب الذريرة، ومهما أردت من هذا الحرف تجده واضماره الحية هططب هططف
تهاليج، أجب أيها الملك بارك الله فيك.
حرف الهاء: وهو هوائي له
الهوية، وهو من حروف المهمات، روحاني باطني قائم بنفسه، له في العلويات نور مطلق من
عوالم العرش يتصرّف في المحبة والتهاييج، وإذا كتب ٢٥ على خرقة زرقاء ووضعه في سراج
على اسم المطلوب وتلوت الاضمار، فإن المطلوب يحضر. وإذا كتب ٤٥ مع اسمه تعالى: الحي
وحمله ضعيف الفهم، فإنه يرزق الفهم ويفتح عليه. وإذا كتب على خاتم ذهب أو فضة يوم الجمعة،
والقمر في الهنعة وحمله ملك كان مهابا، ولكثرة الأحلام تكتب هذا الحرف والاضمار تحمله
على رأسك، وإذا كسر هذا الحرف مع اسم من أراد في ورقة وحملها معه فإنه قبول وهذه صورته:
وله خلوة يدخلها ويتلو الدعوة
والاضمار دبر كل صلاة ٤٥ فإنه يحضر. وهذه الدعوة:
البسملة، هبة من مواهبك يا
وهاب يا رزاق يا فتاح يا عليم يا رباه يا سيداه يا غاية قصداه يا منتهى أملاه يا ملجأ
الأولين، أنت الأول والآخر والباطن والظاهر، سبحانك لا إله إلا أنت، هب لي باهابهمه
الله هياباها ٢ ساه اهيا هيا واحد عزيز هيا داها، أجب أيها الملك وافعل كذا وكذا العجل.
يا حرف الهاء ومدني بالمحبة عند الخلق هيا بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والاضمار تقول: أجب أيها الملك ههيائيل، بحق دلح هليك سلموح ياه، أجب وتوكل بكذا وكذا
الوحا العجل الساعة.
حرف الواو: وهو حرف وذو ألف
مألوف ومن خواصه: لإمساك البطن تكتبه على صورة كف، وتتكلم عليه بالاضمار ويحمله صاحب
الإسهال ينفعه. وإذا كتب مع كل اسم أوله و، وركب معه اسم من أراد وتلا الاضمار، فإنه
يحصل بينهما المحبة والألفة، وله خلوة تدخلها وتبخر في ٣ أوقات، وتكتب الحرف وتضعه
في رأسك، وتتلو الدعوة دبر كل صلاة ٢٨ مرة، يظهر لك الخادم، نوره كالشمس فيسلم عليك،
ويقول ما تريد، قل له: أريد الخدمة فيقول: سمعا وطاعة ومهما طلبته واسمه: طويائيل وهو
من خدام القسم الجامع، فإذا طلقته فاكتب الحروف على خاتم من ذهب، والقمر في منزلة الحرف،
وبخره بالعود والمصطكى، واتل الاضمار ٤٥ مرة دبر كل صلاة، فإنه يقضي ما تريد. ودعوته:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك، يا ودود يا وهاب يا والي يا واحد يا وارث
يا الله، اسألك بسر أسمائك العظام، وبنور وجهك الكريم الذي أنارت به الظلمات أن توليني
وتتولاني بولايتك، وتكشف لي الغطاء عن سر الواو وأعطني تصريفه، يا وهاب هيا واو، اهبط
يا طوطيائيل،
وأنت يا درديائيل بأمر الله،
وبحق ما تعلمون من عظيم قدرة الله، وبحق جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، أجيبوا
أيتها الملوك، وائتوني بحق حرف الواو، وبحق من خلقكم وخلقه، هيا يا مولاي منك أرجو
وأطلب المدد، إليك رجوعي بالأسرار أسألك بما قدرته في اللوح أن تحفظني يا حفيظ، وردّ
عني من يسوؤني يا أرحم الراحمين، الوحا وائتوني طائعين عجل بألف لا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم. إذا أردت تسليط الاستخدام اكتب الحرف والاضمار معكوسا على اسم
من تريد وامحه واسقه له، فإنه يمرض لوقته. والاضمار تقول: أجب يا طوطيائيل يهيوه هدوه
يموه ودود وهاب، أجب وتوكل بكذا، وإذا تلوت هذه الدعوة دبر كل صلاة زاد الله قدرك في
العلويات، وترادفت عليك الخيرات.
حرف الزاي: وهو حرف بارد
رطب، من خواصه التعريف في جميع الحيوانات الكاسرة، وما ظهر هذا الحرف إلا في اسمه:
زكي، وآخر اسمه تعالى: العزيز من كتب هذا الحرف يوم الخميس، والقمر مقابل للمشتري،
فإن حامله ينال العز والهيبة، وإذا كتب على ساق جمل عدده والقمر فيه، فإن حامله لا
يعبأ أبدا، وإذا نام في برية لا يقربه حيوان مؤذ، وإذا أردت أن يأتي الغمام والمطر
في مكان، اكتب الحرف في جلد شاة سوداء، وضعه على رأس كبش، واتل الدعوة والاضمار بحضور
قلب، وتوسل إلى الله تعالى في نزول الغيث وتقول: أحضر أيها السحاب والمطر فإنه يأتي
بقدرة الله، وطلبه بعضهم حين خروج الناس يستسقون فسقوا. ومن خواصه: إذا وضع في شيء
بورك فيه خصوصا السمن والألبان، وإذا كتب والقمر فيه، على درهم فضة، وحوله الاضمار،
وألقاه في السمن بورك فيه، وإذا كتب مع الاضمار وحمله معه، فإن الله يرزقه، ومن كتب
دائرة الزاي بمسك وزعفران وكتب معها اسم من أراد أحبه وهذه صورته:
وله خلوة جليلة وتلاوة الأسماء
دبر كل صلاة ٢١ يظهر الخادم يخاطبك بما تريد، والبخور زعفران وزبيب صغير وبزر زيتون،
وإذا أردت استخدامه اتل الاضمار مع الدعوة والقسم، واكتب الحرف في خاتم، واحمله واتل
العزيمة، فإن الملك يحضر ويعاهدك ويقضي حاجتك. وهذه صفة الدعوة: بسم الله الرحمن الرحيم
زدني يا الله شوقا إليك ورغبة لديك فيما أحب إلى ذكرك، وعاملني بخفيّ لطفك، واكسني
نورا وجمالا أستعين به على كشف أسرار النقطة التي من جنسها تزلزلت الجبال وتدكدكت من
هيبة رب العزة سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ الخ، عجل أيها الخادم
لحرف الزاي بزنماه زياه ٢ يدبز يوه ٢ زوه ٢ بزوه ٢ بأمر الله رب العالمين جليل جميل
سبحانه وتعالى أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ هيا بطياطيا طلى طليا عليله
ديان هيا أمان عجل وترياني، واكشف لي عن أمرك هيا بازاي بعزة من لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفوا أحد، أجب وتوكل بكذا كذا بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذه الدعوة إذا تلوتها في الصحراء اقبل عليك الصيد من كل جانب. واضماره:
أجب أيها السيد علمشائيل
بحق سعدوس هطاطم ٢ بهيط، أجب بحق نموه الوحا العجل الساعة.
حرف الحاء: هو من أسرار الحياة،
وعدده ٨ لأنها من نسبة الكرسي، وهو في أول الدرجة من الفلك. ومن خواصه: إبراء الأسقام
وهو أن يكتب مع اسم المريض، وكل اسم أوله حاء ويسقى للمريض في إناء مع قليل من عسل
النحل مدة أسبوع، فإنه يبرأ. ومن ذكر الأسماء التي أولها حا في أيام القيظ، وسافر في
الحر، ويتلو الأسماء عند طلوع الشمس وعند الغروب، فإنه لا يحس بألم الحر ولا العطش.
وفيه سر لأرباب الأحوال لدخول النار فإنها تطفأ. ومن خواصه لتبطيل الشهوة إذا كتب على
خاتم وحمله مع اسم الملك والاضمار نفعه. واعلم أن الحاء إذا وفقت في اسم سرياني وعربي
كان حكمها كذلك، وإن ظهر في وسط الاسم شكل حرف الحاء كانت على العوامل أقوى، ولهذا
الحرف خلوة جليلة بشروطها، وتلاوة الدعوة دبر كل صلاة ١٨ مرة، فإنه يظهر لك نور أبيض
ويخاطبك ويعاهدك، فإذا أردت أمرا تقول: أجب يا خادم حرف الحاء وافعل كذا. وإن أردت
استخدام الملك طفيائيل، فاكتب الحرف وادخل الخلوة واقرأ الأسماء تقول: يا حرف الحاء
إلا ما أجبت، وأجلبت لي الملك طفيائيل فيحضر ويقضي حاجتك. وهذه صفة الدعوة: البسملة،
سبحان الحليم على من عصاه، اللهم يا حليم حالي سقيم وأنت به عليم، أسألك بجاه محمد
عليه السّلام وموسى الكليم، خذ بيدي وانصرني على من ظلمني واصرفني في قضاء الحاجات،
واجعلني مسترشدا بأمرك، وأسعفني بالقول والعمل في هذا السر حتى أصرفه فيما أريد هيا
يا حا حلمت عليح حياح حطوح حيث إلى حجج حج حوا احرا حواجت حواي حواج، ففي الحال قضيت
حاجتي بحق حليموها هيا الساعة وأسرع بالإجابة، وتصرف فيما صرفتك، الوحا العجل بألف
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والبخور حلبة والاضمار تقول: دهلج ودهلج يعشلا،
ما أعظم شأنه وأعز سلطانه، أجب أيها الملك طفيائيل، وافعل كذا وكذا في هذه الساعة العجل
الوحا.
حرف الطاء: هو مجمع الحرارتين،
وله سر وتصريف في العوالم العلويات، وهو طيار في العوالم، وإذا كتب وذلك في لوح والقمر
فيه طاآت وه ه، والاضمار واسم الملك، فإن حاملها يقهر بها جميع العوالم. وإذا كتب
وعلق على من يشتكي وجع الرأس برئ، ومن كتب ٩ ط و ٥ ه، والقمر في المنزلة وعلقها على
مولود، فإنه لا يقربه حيوان مؤذ، وعدد الطاء ١٨ إذا رسم في وفق ٩ في ٩، في رق غزال
في ١٤ يوما من الشهر وحمله من أراد المشي في السفر فإنه لا يعيا. وإذا كتب الحرف وحوله
الاضمار، وعلق في مكان أو دكان كثر زبونه، وحامله يرزقه الله الأسباب الخفية. وإذا
وضع تحت رأس إنسان، أمن من الأحكام الرديئة.
قاعدة كلية: اعلم أن كل اسم
عدده مفرد يتصرف في عوالم القبض، وكل عدد زوج يتصرف في عوالم البسط وهذا سر أظهره الله
لأوليائه. ومن خواص الوفق الموافق لسر الأعداد إذا كتب مع حرف الطاء في كفك، وتكلمت
عليه بالاضمار، ومسكت النار أو دخلتها لا تضرك. ومن حمل هذا الوفق زاد فهمه وزادت حركته،
ويصلح للذي طالت عليه الحمى يكتب ويحمل. وإذا كتب في قطعة من كبريت وألقيت تحت عتبة
الباب، احترق أهل ذلك المكان. وإذا تلاه البليد ٨١ مرة، زالت بلادته.
ومن أخذ ترابا من تحت قدم
من شاء، وصوّر منه صورة كاملة، وكتب عليها الحرف ٨١ مرة، ثم تلا العزيمة على دائرة
حرف الطاء، وتكلم عليها بالاضمار والدعوة وألقيتها في دار من شئت، كان لها تأثير عظيم.
وله خلوة ورياضة ١٤ يوما، والاضمار دبر كل صلاة ٩ أيام، فإنه يظهر لك الخادم، ونوره
أحمر ويخاطبك بما تريد. واعلم أن ما تقدم من التصريف يحصل بكتابة الحرف وتلاوة الاضمار
دبر كل صلاة العدد يحضر الخادم واسمه عطيائيل صرفه، وهذه الدعوة: بسم الله الرحمن الرحيم
طلبت من الله المعونة على مطلوبي حتى يبسط إلي الطاء بطرد من ظلمني، أجب ياطا بتطاول
عظمة ذي الطول الشديد طيا طيويا يا الله يا رب العالمين طلطياط ٢ ياه يا طاط طيطو ططلا
طهفيط طيطوط، الوحا تثطيطا، اطرد من يقاتلني، بحق هذه الأسماء اطرده نلت من ذي الطول
مطلوبي، عجل يا خادم الطاء، وإلا أشكوك إلى علام الغيوب ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم، والبخور طحلب، وإذا تلوتها على باب كنز هربت العمار، وإذا بخرت به الممروض
احترق عارضه بأمرك، ويطرد الأعداء واضماره:
أجب أيها الملك هطيائيل،
بحق شمهط ٢ شمهيط ٢ شمطوط شلح، أجب وتوكل بكذا وكذا العجل الوحا ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم.
حرف الياء: ناري من حروف
الكرسي، وكل حرف يكون في أوله النداء يكون إمداده من عالم الكرسي وهي حقيقة المناداة
لأن نسبتها ١٠. وإذا كتبت ١٠ ي، مع كل اسم أوله: ي ومحاه وشرب السالك في بدايته، أخمدت
منه نيران الشهوة.
وإذا كتبت ١٠٠ على ورق بالاضمار،
وسقيته لمن غلبت على نفسه الشهوة والمعاصي وشرب الخمر، تاب الله عليه. وإذا كتبت ١٠٠
على فأس، وحفر به بئرا، فإن الماء يظهر له بسرعة، ويبارك له فيه.
وإن حرف الياء من أسماء الله،
وكل قسم لا يكون فيه حرف الياء مع الهاء يكون بطيء الإجابة وهذه صورته:
وله خلوة تعطي صاحبه القوة
القهرية على الأرواح الروحانية وهو أن تمكث أياما فيحضر الخادم ونوره أبيض، فإذا اجتمعت
به تنال ما تريد واسمه هرقائيل.
وهذه الدعوة: بسم الله الرحمن
الرحيم، يا محيي يا مميت يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، أحي قلبي بذكرك، فإليك أشكو
ضعف قوتي وقلة حيلتي، هبني اللهم هبة من عندك تعينني على مصالح أردتها لطاعتك، يا شديد
يا الله يا منعم النعم قبل استحقاقها، يا محسن يا مجمل يا منعم يا متفضل يا أرحم الراحمين،
سخر لي حرف الياء حتى يقضي حاجتي من معاشي يا مولاي، فبك المستعان وعليك التكلان، فإني
أقسم عليك بك تفعل لي ما أريد، وأحيني في ليلي ونهاري وغدوّي وآصالي سقطاي وسمعطياي
وادعياي واشراهيا اهياشراهيا ادوناي اصباؤت ال شداي كليم، سبحان من بذكره تطمئن
القلوب سلمطو ياي لبعاي سقيطاي،
وقد قلنا ما قلنا، وأقسمنا بما أقسمنا عليك بنفسك، وكيف يكون أو يفوز من عصى الله أجب
وائتني بكذا وكذا ولا حول الخ، والبخور لينوفر، واضماره أجب يا مهرقائيل بحق ياه ٢
يوه ٢ يده ٢ دفع ٢ هلف ٢، أجب وتوكل بكذا وكذا بارك الله فيك.
حرف الكاف: اعلم أن الكاف
باطن الأمر، وأصلها ٣ ألفات تتصرف في كل ما تتصرف فيه الألف، وإذا كتبت في خرقة زرقاء
ومعها الملك والاضمار، ووضعها تحت حجر في خاتم، فإن حاملها ينال قبولا. وإذا كتبت ٨
على صورة في ورقة، ووضعها على الطحال ناحية الشمال، فإن اللحم تؤثر فيه النار ويحترق،
ويحس أن شهابا من نار دخل طحاله وحرقه وإذا كتب مع إضماره واسم الملك، على ٤ شقفات
ودفن في أربع أركان الزرع، منع سائر الآفات. وإذا كتب في جلد شاة عدد الحرف، وحمله
من خفت دماغه من الأرياح والماليخوليا والسوداء أبرأه الله. وله خلوة، وخادمه نوره
أخضر وتزجر به الروحانية الهوائية.
وهذه دعوته: البسملة، كتبت
بكرم الله، وتكلمت بحمد الله وشكره ومَا النَّصْرُ إِلّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ
الْحَكِيمِ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني أسألك يا مالك الملك،
يا ذا الجلال والإكرام، يا من أمره بين الكاف والنون، يا من إذا أراد شيئا أن يقول
له كن فيكون، أسألك بكاف كفايتك، يا مكوّن الأكوان حتى يكون لكل الكائنات كمينا، عجل
لا يروعك روح ولا يقربك فتور، كفكاوك كفك كفوا كافي بكم كنتم كاملون كملي، عجل يا كافي
بسرك، لا يغرنك كفر من كان كافرا في الكون، هيا يا كافي بطل الكل، سبحان من بذكره تطمئن
القلوب، يعلم ما حوى الضمير وما تخفيه الخواطر وما تريه القلوب، اه ٤ ياه ٣ الا لولاه
لكنت كلمتك كلاما يتضمن استيفاءه بطاعته، أجب بارك الله فيك وحفظك ورعاك والسلام عليك
ورحمة الله وبركاته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والبخور كزبرة وكندر
وكافور، والتلاوة دبر كل صلاة ٢٨ مرة، والاضمار كذا يحصل المطلوب، والاضمار تقول: أجب
يا حرف الكاف بارك الله فيك وعليك، بحق سورة عه سفواه لهميط ٣ حيث بيعور هيطاجش سعدوس
أجب بارك الله فيك وعليك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حرف اللام: حرف تعريف من
حروف الاسم الأعظم، وهو من حروف البسملة، وظهر في اسمه: لطيف. من كتبه عدده، وسقاه
لأصحاب العوارض والأمراض عافاهم الله. وإذا أردت قتل العارض، أتل القسم وقل أحرق يا
خادم حرف اللام هذا العون، فإنه يحرق، وخادمه هطيائيل يظهر لك ونوره أبيض، فإذا أردت
استخدامه ادخل الخلوة، واتل الدعوة دبر كل صلاة ٤٥ مرة، فإنه يظهر فعاهده، واعلم أن
حرف اللام يسمى بسيف الطالب وهذه صورته:
ودعوته: البسملة بلطفك اللهم
اجمع شملي بخير خلقك، فلك الحمد ولك الشكر، ليّن لي كل صعب يا الله ٣، يا لطيف ٣ لك
الآلاء والنعماء، أسألك بتلألؤ أنوار عظمتك السنية نورا أستضيء به
على كشف سر اللام، لين لي
بطبعك يا لام، فإني دعوتك يا الله يا من هو الله الذي لا إله إلا الله أجب أيها الملك
وائتني بمن طغى وتمرد من الملوك والخدام، أجيبوا بن تدكدكت الجبال الشوامخ لهيبته وتقشعر
الجلود من خيفته، صمد قيوم سجد كل شيء لعظمته، وخضع كل شيء لجلاله، وهو اللطيف الخبير،
لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى والصفات العليا لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ
الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
الوحا يا لام، وعجل بقتل الظالمين، سبحان الله العظيم لا إله إلا هو، من أطاعه نجا،
ومن عصاه جعله هبا هيا يا لام يا ليل ولليال ومليال، وبسر يال وطفرائيل، أجيبوا بالعرش
المجيد والكرسي الواسع لين لي جانبك إلى ما دعوتك وسلطتك على من عصاني من الأرواح،
بحق من يقول للشيء كن فيكون، هيا يا حسن الطالب، وافعل كذا وكذا، هيا أيها الحاضرون
من الأرواح الروحانيين، بربكم الذي لا شيء أعظم منه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم. والبخور: لوز ولبان ولينوفر، وإذا كتب هذا الحرف ومحي وسقي للمحموم عافاه الله،
وأضماره: أجب يا عفيط ٢ طمس خلذم ملخس، وتوكل بكذا وكذا الوحا.
حرف الميم: وهو ٣ عوالم:
الملك، وعالم الملكوت، وعالم الجبروت، إذا كتب ٤٠ وكتب معه مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ
الآية العدد المذكور وحملها إنسان فتح الله عليه بالأمور الخفية، ووفقه للكشف على عالم
الملك والملكوت. وإذا كتب معه كل اسم أوله ميم وذلك ٤٠ اسما وحمله، نال الهيبة والقبول
عند العالم العلوي والسفلي. ومن رسمه في حائط خلوته، ونظر إليه كل يوم ٤٠ مرة، ويقرأ
قوله تعالى:
قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ
الآية، فإن الله يعطيه نفاذ الكلمة بين العوالم. وإذا كتب ٤٠، وكتب الاضمار، واسم الملك
على خاتم ذهب أو فضة، والقمر في الحوت وحمله، فإنه يمسك قلوب الخلق بالمحبة. وإذا ربطته
باسم من أردت، وتكتب عليه بالدعوة والاضمار، وجعلته في فتيلة، فإن المطلوب يهيج، وله
خلوة وهو أن تدخلها وتكتب حرف م في الحائط، وتتكلم عليه بالدعوة ٤٠، وكذلك الاضمار،
فإن الملك يحضر ويقضي حاجتك. وإن أردت استخدامه، فاتل الدعوة دبر كل صلاة ٤٠ مرة وأنت
تقول: أجب يا خادم حرف الميم وأعطني من روحانيتك روحا يخدمني فيما أريد.
وهذه الدعوة: بسم الله الرحمن
الرحيم اللهم ملكا من ملكك يا ملك به ملكا تاما لك الملك، يا ذا الجلال والإكرام يا
مؤمن يا مهيمن يا معطي يا مانع، يا مالك الملك ملكني خادم هذا الحرف، وامزجه بروحانيتي
يا أرحم الراحمين، أجب يا ميم وأبطل حركات الكنوز، واجلب لي الأرزاق وألق محبتي في
قلوب الخلائق أجمعين، اللهم المحني لمحة من لمحاتك، يا ميم منحك الله النعم، اللهم
أنعم علي بالنعم التامة يوم تمور السماء مورا، هيا بنعيم نعيم وهيملا، يا ميم بحق أهدنا
الصراط المستقيم بمسعر يام ومريام واه ضريام ولعه سلطم الوهيم، أجب يا ميم بحق جبريل
وميكائيل وإسرافيل، وبقوة الملك مهيائيل، أكرم الله حرف الميم حتى تكون بين العوالم
من المقربين، هيا وارجع إلى كرامتك من الله الكريم، اهبط واطرد هؤلاء العمار من مكان
كذا وكذا، الوحا العجل. واضماره: أجب يا شراحبيل بحق جحميشا، الق حجج ياه ياموه اهيا
حجمشط لعياه بنور الأنوار ومنور الأبصار، أجب بارك الله فيك بحق هذا الحرف تفتح أي
كنز أردت بالاستخدام.
حرف النون: نوراني ظلماني
بارد يابس. إذا كتب ١٣ مرة على مرآة وكتب معه اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ الآية،
وأرسلت بها روحانية أي كوكب أجابتك الروحانية. وإذا كتب على فص خاتم كتب معه الاضمار،
وتوجه إلى كنز أو محل متهوم فإن الروحانية تهابه. وإذا كتب ووضع على القولنج ووجع الجوف
عوفي. وإذا كتب والقمر فيه على لوح رصاص ومعه اسم الملك، وألقيته في النهر اجتمع السمك
من كل جانب، وإلى صيد البر تأتيه الغزلان والأرانب، ويكتب اضمار الحروف ويوضع في مكان،
فإن الأرواح تجتمع عليه. وإذا كتب مع كل اسم أوله ن فإن ذاكره تفتح له أبواب الرزق.
وإذا كتب على حجر ٥٠، والاضمار تقول: أجب أيها الخادم لهذا الحرف واحفظ هذا المال،
فإنه يحفظ. وإذا أردت الدخول إلى أي مكان فيه مال اكتب الحرف على الحجر وألقه في المال،
وخذ مرادك وأنت تتلو الدعوة يحصل المطلوب. وإذا استخدمت الحرف والملك فلا تحتاج لهذه
الأعمال، وكذلك في تغوير المياه، فانظر إلى نزول الحروف في المنزلة، وارسمه على لوح
من رصاص أو حجر أو شقفة نيئة، واكتب الاضمار حول الحرف، واقرأ الدعوة وألق اللوح في
الماء يغور. وإذا كتب على تراب، ووضع في رقبة الديك بشرط إذا مشى انهز التراب ووقع
في المكان، فإن العمار تهرب. وإذا أردت أن لا يفسد عليك كنز اكتب الحرف والدعوة والاضمار
على الباب. وإذا كتب في لوح من رصاص قدر الكف ووضع في المهل الرمل فإنه يجمد. وله خلوة
جليلة، وإذا حضر الخادم تجد نوره كالشمس ويعاهدك على ما تريد، وتلاوة الدعوة ٥٠ وكذلك
الاضمار، فإنه يحضر واسمه صفريائيل، وإن أبطأ عليك فاطلبه من حرف النون، فإنه يأتي
صرّفه فيما تريد وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، نوّر اللهم
قلبي وشعري وبصري وجوارحي وبدني بنور معرفتك الذي نورت به أهل طاعتك، يا منوّر الشمس
والقمر، يا نور كل النور يا هادي يا نور ٢، يا نور كل شيء وهداه أنت الذي فلقت الظلمات
بنورك، أسألك أن تنورني بالأنوار، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أسألك أن
ترسل لي حرف النون يأتيني في خلوتي هذه حتى أنال منه مآربي، أجب بتلألؤ أنوار الحجب
ونور الخالق، هيا يا نون بالذي لا أعظم من نوره نور، أجب الداعي إكراما لنون والقلم
وما يسطرون وبالنار والنور والظل والحرور والسماء والمرور وبمستقر الأرواح نموليا نموليان
بنوريان بشوريان ٢ عليون ٢ طلون قهريون سيمان شان ديان يوم الدين، بألف لا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم. واضماره: أجب أيها الملك صفريائيل، بحق مسلسله شلشع شهقع
سريدح مردمخ مهليش فعجم ياه يموه ٢ نور الأنوار، أجب وتوكل العجل الساعة، بارك الله
فيك وعليك، والبخور نرجس في طرد الموانع.
حرف السين: يابس فيه حرارة،
وإذا كتب مع الاضمار، وحمله صاحب الصداع الكائن من الشقيقة والأوجاع برئ. وإذا كتب
مع الأسماء التي أولها س في بطاقة حرير وكتب معها يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ وحملها
نال المحبة والقبول وعقد اللسان. وإذا كتب على بيضة وسلقت، وأكلتها
النفساء سهل الله وضعها.
وإذا كتب في إناء ومحي بمرهم أو ماء، وغسل به الجراحات والطلوع والدماميل فإنها تنشف.
وإذا كتب عدده وحمله صاحب القروح تنشف.
واستخدامه: تدخل الخلوة واتل
القسم ٩٠، فإنه يهبط نوره كالشمس يقضي حاجتك، وتكون الصورة مكتوبة في الخلوة وخادمه
طهفيائيل يحضر صرفه فيما نريد وهذه صورته:
ودعوته: البسملة سَلامٌ قَوْلًا
مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ علينا وعلى عباد الله الصالحين، يا الله أنت الصمد الله القيوم
يا ديان يوم الدين، أسألك اللهم بحق أسمائك التي هي أعظم الأسماء وأشرفها، أسألك يا
حليم يا مولاي تحنن عليّ والطف بي في الشدائد ونزولها، وارأف بي رأفة المحب بالمحبوب
يا رؤوف يا رحيم، بالمص تصور لي يا حرف السين حتى أشاهدك عيانا واقض حاجتي فيما ينفعني
من أمري، الوحا العجل بصرير القلم في اللوح المحفوظ، اخرج وتراءى بحق صاص صوص صبور
بما يتوصلون من الواحد الصمد إن ربك لبالمرصاد، يا الله يا واحد يا صمد، أجب بحق سليمان
بن داود بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فمتى أشرت بأمر من الأمور فعله،
والبخور صمغ، والاضمار تقول: أجب أيها الملك بحق سلطيع ٢ علطح ياه علصلحيم سوح طمس
يردنج صدياه يموه باهيا شراهيا أدوناي اصباؤت آل شداي أجب وتوكل بكذا.
حرف العين: بارد رطب، وبه
إمداد العين بنظرها إلى النور، وإذا كتب عدده ومعه كل اسم أوله ع في بطاقة، والقمر
في المنزلة، فإن حامها ينال المحبة والطاعة عند المخلوقات، وإذا حمل هذه البطاقة بليد
الفهم فتح عليه، ويكتب هذا الحرف لمنع ضيق النفس، ويكتب معه قوله تعالى عالِمُ الْغَيْبِ
والشَّهادَةِ في إناء فيه قليل عسل، ثم يذاب ويسقى، فإن الله يعافيه. وإذا كتب يوم
الجمعة، ومعه الاضمار في حريرة بيضاء، ووضعت تحت فص خاتم، فإن حامله ينال المحبة عند
الناس. وإذا كتب عدده، والاضمار معكوسا في خرقة حرير زرقاء، وتبخر بمر وكلخ، وتتلو
عليها الاضمار وتدفن في المكان الذي تريد تعطيله يحصل. وله خلوة بشرط الرياضة، ويكون
معك الحرف في رأسك، وبخر بعنزروت وعود، فإن الخادم يحضر ويقضي حاجتك وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، علمني اللهم
علما علمته لأوليائك، وألهمه لي في قلبي وانفعني به كما نفعت الخواص من خلقك فبك المستعان
وعليك التكلان، اللهم الطف بي بلطفك الخفي حتى أستعين في علوم استخرجتها لأهل طاعتك،
وعافني من هذه الزلة وتعطف لي، وعطف علي قلوب المخلوقات، يا عطوف يا رؤوف يا ودود،
سخر لي عبدك خادم حرف العين، وثبت قلبي لمخاطبته وأرسله لي ليعلمني علم أوليائك وأنبيائك
الكرام، يا عليم ٣، يا حين، الوحا يا عين بتلميع وعقد وعين وعنقوع اعمل لي ما أحب،
وافعل لي ما أمرتك بحق السر العميق عسوع، وبحق الآيات البينات، أجب يا خادم هذا الحرف
بارك الله فيك وعليك، وأقسم عليك أيها العون المبارك بسر عظمة
الله وآياته وأسمائه، وبحق
من له العزة والجبروت، وله الأسماء الحسنى، ونوره لا يطفى، وعرشه لا يزول، وكرسيه لا
يتحرك، الوحا بعزة الله، الوحا بحق من يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء
الحسنى، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والاضمار تقول: أجب يا شراهيل
بارك الله فيك وعليك بحق يحطم عدلق اردنف سيع ياه يموه على طوز ونادى أنا الله اييل
٢ هلهاه، أجب وتوكل الوحا العجل، واعلم أن خادم هذا الحرف إذا حضر قضى حاجتك وما تريد،
خصوصا علم الصنعة.
حرف الفاء: وهو حار رطب أو
هو بين الحرارتين، ومن خواصه: للفالج يكتب هذا الحرف عدده والقمر فيه، ويحلى بأربعة
عشر دهنا، أول كل دهن حرف من هؤلاء الحروف وهي ر ب ق ج ن ف س، وتريح ويدهن به صاحب
الفالج، ويكرر ٧ مرات يعافى. ومن خواصه لمن تعطل لسانه من الأطفال تكتبه والقمر فيه
عدده والاضمار، ثم يحمله الولد فإنه ينطق. وله خلوة واكتب الحرف والدعوة والاضمار ٧،
فإن الخادم يحضر ويمدك بأمور عظيمة. وإذا وضع في باب كنز، أو مكان فيه نار، وأمرته
بإبطالها فإنه يبطلها. وكذلك في إيقادها. وإذا كتب والقمر فيه في شقفة والإضمار، وكلمته
بإبطال النار أبطلها وهذه صفته:
وهذه الدعوة: بسم الله الرحمن
الرحيم اللهم إني أسألك يا من يفعل ما يشاء ويختار ويحكم ما يريد، له الحكم وإليه ترجعون
لا رادّ لحكمه ولا معقب لقضائه، ولا محيد لعبده من معصية إلا بتوفيقه ورحمته، أسألك
اللهم الأفعال الربانية، والأنوار الساطعة الرحمانية يا من له الآلاء والنعماء لا إله
إلا أنت، هيئ لي من أمري رشدا وأعطني الإجابة يا رب فلسوف بفلسوف يغضفر بلعويوف ساريوفف
شلهوف بنوارييل فهو فهودك رفيق الفوز بالجنات، بغليوف فيلفو فشهشوف ٢ شفا ٢ شفشف ٢
شغنف ٢ شعيف ٢ ضعيف شيعثوا يا سصيسعيسيسعسعصوف يضغنف جنس حصف بأمرك فاهانا فإنك سوه
وموروفا وامشي ولا بأس في غضب ولا فتور بالفوز الفائز ألف بيني وبين كذا وكذا، وافعل
لي كذا وكذا بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والبخور فلفل وفل، والاضمار
تقول: أجب يا سمطسطائيل بحق سطف سطيطال كيطم لطم لطش ٢٢ هنك، أجب واكشف الحجاب بيني
وبينك، العجل الوحا الساعة.
حرف الصاد: هو من حروف الاسم
الأعظم، ومن خواصه: إذا كتب على قطعة حرير، ثم كتب عليها اسم الملك العلوي مع الاضمار،
ووضعت تحت فص خاتم، فإن حامله ينال الخير والبركة، ويحفظ من المؤذيات، ويتصرف كالجيم
وهذه صورته:
وأما الخلوة والاستخدام،
فادخل الخلوة واتل الدعوة والإضمار دبر كل صلاة ٧٠٠ مرة وأنت تقول: أجب يا خادم حرف
الصاد وافعل لي كذا فإنه يأتي. ومن لازم على تلاوة الدعوة رزقه الله قوة
على الطاعة وهي: البسملة
سألتك يا من وضع الذلة على رقاب عباده فهم من سلطانه خائفون، يا من تفرد بالعزة والبقاء
والعظمة والكبرياء فجميع خلقه من خيفته وجلون وداخلون تحت أمره، يا من أولياؤه يوم
الفزع الأكبر آمنون، أسألك يا كريم بالقدرة التي نظرت بها إلى السماء فارتفعت، وإلى
الأرض فانبسطت، وإلى الجبال فانسطحت وأرست، وإلى العيون فجرت، وإلى الأنهار فتفجرت،
وإلى القلوب فخشيت ووجلت، وإلى الألسن الخرس فنطقت قالت: أنت الله الواحد القهار أن
تكسوني نورا أستضيء به على الكشف، وأن تسخر لي خادم حرف الصاد الملك سمسمائيل، وبالاسم
الكبير السماوي اصرفا يا شغلي بأمرك النافذ، استرني بكدم، ولسان شعرب محبوب، زاد عشقه،
وذهب معجل في مرادي سلوه لخير أسألك فلا يلومني، هو سيد الأشياء يا قعوياه ٢، ومن سر
هذه الألفاظ ولتسليطلمط وهيا، بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. واضماره:
أجب يا طعيل، بحق حطيع سع ستع علطح ستع ليح يموه ياه هو ٢، سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ
رَحِيمٍ أجب وافعل كذا.
حرف القاف: إذا كتب ومعه
كل اسم أوله ق في خرقة حرير، ووضعها تحت فص خاتم، أو تحت حجر ياقوت، أو عقيق يماني
وحمله إنسان فإنه قبول. ومن خواصه لقهر الأعداء وخرس الألسن يكتب مائة مرة في خرقة
باسم من تريد، وتعلق في الريح، وتلاوة الدعوة والاضمار دبر كل صلاة ١٠٠، وارسم صورة
الحرف وضعها في رأسك، واطلبه فإنه يحضر وله نور كالشمس، ويراه السالك في خلوته ويكون
جلوسه على القبلة وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، قدرتك اللهم
قاهرة لأعدائك، وقوتك وهيبتك قائمة إلى أوليائك، أسألك اللهم أن تقبلني على شاطئ قربك
والقرب إليك يا الله يا قريب، قلبي قلق حتى يلاقي ما نور بهجة ويستقر بقاف قدرتك، وأمدني
بقوتك، يا قوي قوّني بقدرتك وقوتك القوية حتى تقرب لي من لا يقرب إلا برضاك ورفعتك،
يا مقصود فقربت إليك القاف، وتقلقلت القاف حتى لا يستقر به، أجب يا قاف وأسرع لي الإجابة
قبل نزول القصد ق والْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قليو بال قليل من غير قنوط بالإجابة، أجب
وتوكل هكذا بأمر القاهر القادر المقهر بالقهر، وتقلقل يا قاف قف عن السكون، واسكن من
الوقوف حتى تقضي حاجتي أو شغلي تقيف وسقوعة هرشق شقاق هما بالملك والملكوت، وبنفخة
اسرافيل، وقبضة عزرائيل، وصيحة جبريل، وقبض الأرواح، لا مقر باق حتى تقضي حاجتي بعزة
الله لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كانَ مَفْعُولًا سبحانه يحكم ما يريد، وأنت بنور الله
مستقر لولا ما قلت قف قليلا حتى ترى منهم قدرة في القوة الله الحي القيوم القوي، أجب
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبخوره قشر محلب، واضماره:
أجب بحق علطك عطلق مهفيط علج ياه يموه قهريوه أجب وافعل كذا.
حرف الراء: بارد في الدرجة
الخامسة، ومن خواصه لتسليط الصداع: اكتب عدد مراتبه في جلد بغل برذون، واسم من تريد
وأمه، ووضعت تحت عود الدقاق، واتل الاضمار فإن المعمول له يحصل له الصداع، وأنت مستقبل
القبلة، وتتلو اسمه: الرحيم وتحمله، فإن الله ييسر الرزق. وإذا كتب والقمر
فيه في قطعة من رصاص، وحملها
شاهدت سرا عظيما. واعلم أن هذا الحرف نافع لنمو الشجر وإقلابها في الحين بعد الاستخدام.
وإذا كتب ووضع في الحجر الذي يصب فيه الماء لسقي الأشجار، فإنها تنمو وتحمل، وصورة
الاستخدام أن تدخل الخلوة بشروطها تتلو الدعوة يحضر وصدره مشقوق، وإذا استخدمته ورأيت
المصروع وأشرت إليه فإنه يفيق. خادمه دهرقيائيل صرفه فيما تريد وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، رب أسألك
مددا روحانيا تقوي به قواي الجزئية والكلية حتى أقهر نفس كل جبار في الكليات والجزئيات
حتى تصير نفسي نفسية، فتقبض إليها دقائقها انقباضا يسقط بها قواي حتى لا يبقى في الكون
ذو روح إلا والنار أخمدتها بظهور وهم كقولك: يا عزيز تسخر لي خادم حرف الراء، وسر خاصيته
حتى أقضي بها شغلي ومرادي وأمر ديني، يا الله يا قوي يا ذا القوة والبطش الشديد يا
هادي يا نور يا حي يا قيوم يهوه ٢ يموه ٢ اهيا شراهيا ادوناي اصباؤت آل شداي يهوه ٢
ياه هو هي هو ٢ وجهي وجاهي شاشا هيا بهيا يايه ياه يا إله الآلهة الرفيع جلاله، هيا
يا را بالإجابة بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. واضماره: أجب أيها السيد
هريائيل، بحق سطيق حميد حيوم قيوم رؤوف ٢ لهليخ يموه ٢ ياه ٢ الوحا العجل.
حرف الشين: للصلح بين المتباغضين
يكتب مع اسم المطلوب والإضمار في ساعة سعيدة، ويحمله يحصل ما يريد. وللبغضاء يكتب معكوسا،
والاضمار على رصاص ويدفن في المكان. وإذا كتب مع الأسماء التي أولها ش وحمله إنسان
رزقه الله الهيبة والوقار. وله خلوة ورياضة ٢٨، وتلاوة الدعوة والاضمار حتى يحضر واسمه:
حرديائيل فصرفه وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، اشملني
اللهم بلطفك بالنعم السوابغ، كما تفضلت على خلقك بالآلاء والنعماء، وأن تجذب لي خادم
حرف أصرفه فيما أريد من مصالح تفضلت بها علي اللهم بتصريف التوفيق والعمل وزيادة العقل،
هياباش سمام بسابهين شهر يا بحق سها، عجل لي بسر الملك العظيم بحفظ الريح، وبرب موسى
وعيسى وذي الكفل وأيوب ومحمد المصطفى عليه السّلام شف شفى شف شعشف أجب ياشين برب العالمين.
واضماره: عدحص ٢ طلحياس ٢ أجب وافعل كذا.
حرف التاء: طبعه الموت، وهو
ألف متسطح، ومن خواصه إذا كان إنسان يرى خيالات ويحلم فيكتب هذه الحروف عدده مع الاضمار،
وقوله تعالى تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ويحمله يأمن. وإذا كتب على قطعة أسرب،
مع اسم من تريد نقله من مكانه، وألقيتها فيه عجل له الرحيل منه. وإذا رسم على قشر سلحفاة،
وشرب من عليها صاحب المعدة رأى ما يسره. ويكتب لعقد الألسنة والخرس، ويدفن تحت العتبة،
أو يسقى، فإنه كلما أراد أن يتكلم يمسك على قلبه. وخلوته ٢٨ يوما يحضر الخادم واسمه
ونويائيل نوره كالشمس، واتل الاضمار والدعوة، والبخور جاوي ومصطكى وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، توسلت إليك
يا تواب يا سيد السادات، يا محيي العظام الرفات يا باعث الأموات، يا باسط الأرضين ورافع
السموات، يا كاشف الكربات بجاه محمد صلى الله عليه وسلم المجتبى المخصوص بالشفاعة العظمى،
أن تسخر لي خادم هذا الحرف يقضي حاجتي إنك على كل شيء قدير، أجب أيها الخادم لهذا الحرف
بارك الله فيك وعليك، يا تواب هيا سيعلمون ٣ ديموت ٢ سبحانك لا إله إلا أنت، ما أعظم
شأنك ولهوب سبحانك من التجأ إليك كفي ومن استعان بك نجا، اللهم اقض حاجتي بألف لا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. واضماره: أجب أيها الملك مرعيائيل، بحق سوهيل صقيل
طوسم طاه يموه بواب، العجل الوحا هيا بارك الله فيك وعليك آمين.
حرف الثاء: نافع للحميات،
فإذا كتب مع الاضمار في قطعة من فضة، وحملها صاحب الحمى، أو محاها وشربها عوفي، ويتصرف
كالألف. وإذا كتبته في كفك، وتلوت عليه الاضمار والدعوة، وضربت به صدر من شئت تهيج
لك. وإذا كتب مع اسم من تريد، وتلوت عليه الاضمار، فإنه يعطف عليك، وهو عطف للملوك
وأرباب الدولة، وإذا استخدمته فإنه يحضر ويقضي حاجتك وهذه صورته:
وله خلوة جليلة وتلاوة الدعوة
٤١، وكذا الاضمار حتى يحضر الخادم، والبخور بذر ثوم ينقع في خل ٤٠ يوما ويبخر به وقت
التلاوة يحصل المطلوب. ودعوته تقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثبتت قدرتك اللهم وجودك
في قدم القدم من غير كيف ولا تشبيه، خلقت النطفة والعلقة والمضغة وكسوت العظام لحما،
وأخرجت الطبع في النفس فجعلت النفس منقادة إلى ما انجذبت إليه بانتخاب الأمر والائتمار
ثلاث شمال تنورت نار مهجتي بسر طبع العين في القلب، أجب الأمر يا خادم حرف الثاء بحق
فالق الحب والنوى، وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم
ولا ضار، أجب أيها الخادم حميائيل بحق لياكيد ليلدوس طمعت إنما أمره الخ، وادخل الخلوة
واطلبه يقض حاجتك.
حرف الخاء: وهو مائي بارد
يابس، وإذا كتب على شقفة نيئة مع الاضمار معكوسا، وحللتها في ماء سارب ودفنتها في مكان
المجتمعين على المعاصي تفرقوا.
وإذا كتب في لوح من رصاص،
ودفن في مكان تعطل عنه البيع. وإذا كتبته على أصابعك وتلوت عليه الاضمار وقلت: يا فلان
خف وافتح كفك فإنه يخافك وهذه صفته:
ودعوته: البسملة، خلصني اللهم
من كل هموم الدنيا، وخذ بناصيتي إلى الخيرات، يا خفي أنت الخفي يا عالم خفي الأمر وهو
عالم به، أسألك يا خبير بما الضمائر أنلني السعادة وولني الإرشاد في أمري، يا خبير
أسألك أن تكسوني نورا أشهد به على سر الخاء حتى أقضي حاجتي، يا خبير هيا ٣ العجل عجل
يا خاء يا لخاتم الخلموتي خيوم، أسألك أن تمدني بخادم حرف الخاء، وبخير من خلقك، يا
من يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، وبألف لا
حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم. وأضماره: أجب بحق هو طيال عوط الاوكس وكس خخج ٢ خغج ياه يموه الوحا العجل الساعة
وله تأثير لما تريد.
حرف الذال: وهو عذب لمن استطعمه
وعذب لمن أردته، فإذا أردت تهييجا اكتبه على خرقة حرير أبيض مع اسم المطلوب وأمه، والقمر
في الحرف، ثم تشعل في سراج جديد باسم المطلوب، واتل الاضمار فإنه يحضر. وإذا أردت تخبيل
عقل إنسان اكتب الحروف والاضمار على صورة من تريد وألقه في داره فإنه يفسد عقله. ولإطفاء
الغضب ودفع العطش وقلة التعب يكتب ويحيل إن أردت استخدامه، ادخل الخلوة واتل الدعوة
دبر كل صلاة ١٠٠ مرة يحضر الخادم، خذ عليه العهد وصرفه فيما تريد ومهما أردت فعلت بهذا
الحرف وهذه صورته:
وهذه الدعوة: بسم الله الرحمن
الرحيم لذذني اللهم بتلاوة اسمائك، يا رب تذللت بين يديك تذلل العبيد المفتقرين بالحاجات
إليك، وتلذذت بأسمائك تلذذ آلائك في سري وجهري، اللهم سخر لي خادم هذا الحرف بحق هذه
الأسماء هو هي اهياه يموه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حرف الضاد: وهو حرف بارد
يابس، من كتبه على خرقة حرير والاضمار معه وحملها يكون مهابا مقبول القول. وإذا كتب
عدده بشحم قنفذ، ودفن تحت عتبة من تريد، فإن القمل والبراغيث والبق والضفادع يجتمع
عليه من كل جانب. فإذا أردت حريقا في مكان تأمره بعد ذلك، فإنه يفعل. وإذا تلوت هذه
الدعوة على مصاب فإن العون يحترق وهذه صفة الخاتم:
حرف الظاء: يتصرف كالطاء،
وإذا كتب على عود الدفلة بشحم قنفذ، ودفن في مكان اجتمعت عليه الهوام المؤذية. وإذا
كتب وعلق على الأطفال أمنوا من الآفات. وإذا كتب في لوح من رصاص مع الاضمار معكوسا،
ووضع في بيت تفرق أهله. وله خلوة، وتلاوة الدعوة ٣٠٠ مرة، فإذا حضر الخادم خذ عليه
العهد والميثاق وصرفه فيما تريد. وهو حرف الهلاك يتصرف في الخسف والقتل والهلاك وغيره
وهذه صورته:
ودعوته: بسم الله الرحمن
الرحيم ظهرت قدرتك اللهم في الآفاق، وحصل من ظهر على الإشفاق، وضل من ظهر بالأضداد
والأنداد، أسألك اللهم بما أودعت أنبياءك وأولياءك من الألفاظ اللطيفة الطاهرة العظام،
أن تظهرني على كشف سر الظاء حتى أضرب من تظاهر على خلقك بالأذى والفواحش لسر الأغراض
والدلالة المخالفة الأمر، هيا يا ظاء تمثل لي حتى أراك وأخاطبك، أجب بحق من قال أنا
الله الذي لا إله إلا أنا، وأسألك يا رب بالأسماء الحسنى، يا ظاء بحق يا ظ وظعيائيل
وظوريائيل، اظهر بالأسرار النورانية والآيات الربانية، العجل الوحا اقض حاجتي بحق الواحد
القهار، وبألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والاضمار: أجب يا لهجيائيل،
بحق هميطوش سعدايل سطول نموه ظ ظ ظ ٩ ظ ياه يموه، العجل الوحا الساعة.
حرف الغين: بارد يابس، إذا
كتب ومعه كل اسم أوله غ، وكتب الحرف عدده في بطاقة وحملت على الرأس، فإن حاملها ينال
المحبة ويكثر رزقه. وإذا كتب مع اسم من أردت والقمر فيه، وتلوت عليه الاضمار، ووضع
تحت حجر ثقيل، فإن المعمول له تلحقه النادمة أي الناقصة. وإذا كتب والشمس فيه فإن حامله
ينال المحبة. وله خلوة، فإذا دخل الخادم لا تقد سراجا ولا غيره واسمه سقيائيل توكله
فيما تريد، وتلاوة الدعوة ١٢٠ وكذا الاضمار وهذه صورته:
ودعوته: البسملة، اللهم أغنني
واكفني شر البلايا وسوء القضاء، وغض طرفي واغمرني بخيرك يا الله، اللهم نورني بنورك
الذي نورت به أولياءك، وأسعفني بقبول العمل وغفران الزلل، اللهم يا غياث المستغيثين،
يا الله هيا خادم حرف الغين، أجب وافعل كذا بحق هذه الأسماء، وبحق اسمه: الغفور الرحيم
العلي العظيم غلما غ غصوغ أغثني، واغمرني بكل ما أريد منك يا غفور يا الله يا رحيم،
أجب بالإجابة من غير فتور بما يصير في الليل والنهار من غير فتور تهللت الأنوار الغيبيات
٢، أجب بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والاضمار: أجب أيها الملك الجليل
سلسائيل، بحق مطط شهقيع كلك هبوط غني مغني حي قيوم الوحا.
حرف لا: وهو ليس له نظير
في التصريف لأنه يتصرف في كل ما تتصرف فيه الحروف وهذه صورته:
واعلم أن هذه الدعوة وهذا
الحرف يصلحان لسائر ما كتب له ودعوته: البسملة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا
إله إلا أنت، يا الله بعز جنابك فإنه لا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء، هو
الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم، أسألك يا رحمن يا رحيم
بحق كلامك القديم، وبمحمد عليه السّلام سيد المرسلين، أن تظهر لي خادم حرف لام ألف
لأستضيء به بنورك على كشف الحجاب بيني وبينك، أجب بحق ذي الآلاء والنعماء، لا إله إلا
أنت أغثني ويسر لي أمري، يا الله ١١ مرة أنت مقصودي وإليك حاجتي، يا الله يا رب دعوتك
فإنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ذلت لك الرقاب وأنت على كل شيء قدير، هيا لا تتأخر
طرفة عين واكشف لي عنك لا لا لا لا لا طلع بعيلا وسميلا طيلا غافلا، أسرع بكذا، بألف
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والاستخدام: تدخل الخلوة وتطلبه يحضر ومدة
الخلوة ٢٨ يوما.
فصل: واعلم أن جميع أفعال
هذه الحروف لا وقت يمنعها ولا نحس يحجبها، فإذا أردت أن تدخل خلوة، خذ عدد الحروف،
وأسقطه ٣٠ ٣٠ فما بقي فهو أيام الخلوة. وإذا أردت حاجة من الحوائج، فانظر إلى الحاجة
وافعل ما تقدم. مثاله: إذا أردت طرد شخص، فاطلبه من حرف الطاء، وإن أردت محبة من الميم،
وعليك بالتقوى، وترك المآكل الخبيثة، والبس ثيابا كل يوم على الألوان التي للكواكب،
وإذا أردت الخلوة اعمد لبيت طاهر، وابتدئ بتلاوة الدعوة حتى يظهر لك النور، وأكثر من
التلاوة في أوقات الليل وأمر بالقطة أن تحضر إليك، فإذا أتممت أيام الخلوة فتراها أقبلت
عليك مثل الدنيا، وتكبر حتى تبقى مثل القمر، وتتصور وتخاطبك وتقضي حاجتك.
وهذه الدعوة: البسملة، ما
شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، الله ربي الله
لا أشرك به شيئا، الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، حسبي الله لا
إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا،
استعنا بالله على سر إمداد القط، هو يا هو يسرها لي، عجلي يا قطة الوجود، وأسألك يا
الله يا قديم الإحسان يا معلل العلل، يا أزلي الأزل، يا من يكور الليل على النهار ويكور
النهار على الليل، أسألك أن تسخر لي هذه القطة وتبسطها لي، هيا يا جامعة أصل الوجود،
هيا ٧ ياه ياه ٧ هياهيوت ٧ هيا ٧ اهيه ٧ أهاب ٧ لاهاهي ٧ هاها ٧ ياها ٧ أجيبيني أيتها
الصورة الجامعة بعزة بدوح ٧ حودوب ٧ نوح ٧ حو لحويد ٧ برح ٧ وحيوه ٧ ودحب ٧ بجود ياه
٧ أجهزط، الوحا بما في اللوح من الأسماء، وبحق الأسطر الأربعة وما فيها، وبالحروف المعجمة،
أجيبوا أيتها الأرواح الروحانية، بحق البسملة ححهيا وما فيها، وبالحروف المعجمة، برهبة
العظيم مالك الملك ذو الجلال والإكرام، فقف سقفا طيس فسقين بعزة صاليا سُبْحانَ رَبِّكَ
رَبِّ الْعِزَّةِ الخ.
فصل: في كيفية استخدام هذه
الحروف على وجه غير الأول: اعلم أيها الأخ أن كل نطق وكل علم، فهو من الحروف، فإذا
أردت استخدام هذه الحروف إلى المحبة والقبول والطاعة وعقد اللسان، والجلب والتربيع،
وإبطال السحر والرجم، وفتح الكنوز وإبطال موانعها، وكل ما يخطر ببالك من الأحوال والأمور،
اعمد إلى مكان طاهر، واعمل فيه ٣ دوائر صيانة من الأرواح المتعنتين والعمار، ثم بعد
ذلك تكتب اضمار كل حرف، فإنك في أول الأسبوع ترى نورا قدر الرغيف وترى الأرواح فقل:
يا خدام هذه الأسماء اكشفوا لي قدر طاقتي بارك الله فيكم، فإنك ترى النور كل ليلة يكبر
وتسمع تسبيح الأرواح الروحانية، وفي ٢١ يوما يأتيك ٤ أنفار يسلمون عليك، وفي يد كل
واحد مصحف فتقول:
والسلام عليكم ورحمة الله
أريد منكم أيها السادة الطاعة لله ولأسمائه، وبعد ذلك يظهر لك ٤ إلى أن يظهر لك ٢٨
ملكا، فعند ذلك تقرأ أسماء الميثاق وتقول: أريد منكم الخدمة وقضاء مصالحي على ما يوافق
الكتاب والسنة، فيقولون لك السمع والطاعة ما دمت على الطاعة، فإذا أردت إبطال موانع
كنز، فاتل القسم، وامر السيد شرطيائيل وطوطيائيل، فإنهم يحضرون، فإذا أردت فتح الباب،
اكتب الاضمار على ٤ بيضات وتكلم بالأسماء العظيمة، تضرب المكان بواحدة بعد واحدة، وإذا
دخلت الخلوة من أجل عون، فانظر إلى أول اسمه وتكلم على ذلك العون باضمار ذلك الحرف
فإنه يأتي طائعا، فإن أردت تهييجا اكتب ٢٨ حرفا في ورقة واكتب الاضمارات، ثم تأخذ مسمارا
وتدقه في ذلك الحرف وتتلو الدعوة، وتدق المسمار في الحرف وتقول: أجب يا فلان وهات يا
فلان فإن جاء وإلا فانقل للذي بعده ولا تزال تفعل ذلك إلى أن يأتي عند حرف فإذا أردت
جلبه بعد ذلك فاطلبه من ذلك الحرف وكذلك في سائر الحروف. وإذا أردت إبطال مانع فاكتب
اضمار حرف الألف والباء والجيم والدال على أربع بيضات فارغات وعلقها في رقبة طير حمام
أو ديك وأدخله إلى ذلك المكان فإن العمار تهرب منه ومهما كان من الحركات وغير ذلك.
وإن أردت تهييجا لا ينفك أبدا فاكتب صورته كما سيأتي واكتب كل حرف عدده والاضمار معه
واعمل صورة برأسين واحملها معك وادفنها في مكان من تريد يحصل المطلوب وهذه صورته:
الفصل التاسع والثلاثون:
في شرح أسماء الله الحسنى
وهذه قاعدة عظيمة: لو شدت
لها الرحال ما سمحت بها الرجال، وهي أن تنظر إلى العمل، وإلى أول حروفه وآخرها، وتأخذ
ذلك مع الاضمار، ثم تعرف على الوجه الذي يليق به، فإن كان خيرا فالاضمارات على ما هي
عليه، وإن كان شرا فهي معكوسة، وتبخر ببخوره الجامع، وتعرف ذلك حيث شئت ولا أذكر لك
سوى المعنى.
فصل: وإذا أردت الاستخدام
تأخذ ٢٨ بيضة يوم الأحد والطالع الحمل، واكتب على كل بيضة الحرف عدده والاضمار مرة
واحدة، ثم بعد ذلك اكتب الاضمارات في جام زجاج وقدح رصاص، ثم ضع البيض تحت دجاجة وأطعمها
القمح واسقها من ذلك القدح حتى إذا فرخوا وخرجوا، فأطعمهم صفار البيض والقمح المدشوش،
فإذا كبروا لا بد أن يكون فيهم ديك، فإذا رأيته تجد رأسه محروفة إلى فوق وعند بلوغ
أشده، فاذبحه وخذ دمه وضعه في قنينة، واختم عليه بالشمع ونشفه وارفعه عندك، فكل من
اكتحل بهذا الدم، فإنه يرى المكان الذي فيه الكنز والخبيئة عيانا بيانا ويقظة، ويرى
الأرواح السفلية، وإذا كتب على ثلاث شقف طين، وكتب اضمارات الأربعة أحرف الأول وعلق
في عنق الديك، فإنه يمشي إلى الخبيئة أو الكنز، وتكتب للمحبة والقبول، وعقد الألسنة،
والعطف، والقهر وإلى كل ما يخطر ببالك، فاكتب الحروف النارية للأعمال اللائقة بالشيء
والمناسبة له، وإلى التهاييج وجلب الغائب: الحروف الهوائية، وإلى أعمال النزيف والرجم
والهجاج وشبهه: الحروف الترابية، وإلى الطرد والعكس: الحروف المائية سقيا أو رشا، وتكتب
الاضمارات للخير مستقيما وللطرد عكسا، وإذا أردت شفاء مريض، فانظر إلى الداء، وخذ أول
حرف مع اضماره وعالجه كما مر يحصل المطلوب.
الفصل التاسع والثلاثون في
شرح أسماء الله الحسنى
كما وردت بالإيضاح والتفصيلات
اعلم أن أسماء الله تعالى
ليس لها حصر بل أعظمها التي ذكرها الله في كتابه العزيز، وقد ذكرنا الأسماء إجمالا
وها نحن نذكرها تفصيلا، فأول ما نبين لك كيفية التصريف بها. واعلم أن الذي يريد تلاوة
أسماء الله تعالى بطريق التصريف مثل تلاوة اسم لقضاء حاجة ذلك بمجرد التلاوة وذلك بشروط
تأتي، وأما الأعمال الصحيحة فلا بد من أستاذ كامل يدخله الخلوة بشروطها، ويأخذ عنها
الأسماء، وليس بمجرد النظر إلى كتابنا هذا يفعل بما فيه ويستفيد، بل لا بد من استخدام
روحانية الأسماء في الخلوة والرياضة بالشروط الآتية:
فأول ما يجب على التالي لقضاء
الحاجة ٤ أقسام الأول: أن تنظر إلى تلك الحاجة وما يناسبها من أسماء الله. مثاله: للمحبة
وتسخير القلوب وقضاء الحوائج وهو على وجهين الأول: أن تنظر إلى طلبك مثل المحبة، فاتل
اسمه: ودود وما يناسبه بطريق الرياضة، والتلاوة عدد الاسم دبر كل صلاة، ولتسخير القلوب
اسمه تعالى: رؤوف على عدد الحروف الإسمية والرياضة. وأما حروف التسليط مثل:
الحمى والضارب ووجع المفاصل
والأمراض، فيتريض ويتلو الأسماء الملائمة لذلك مثل: المنتقم والقابض وذو البطش الشديد،
مع الرياضة وتلاوة الاسم عدده. والقسم الثاني: تلاوة الاسم عدده وتصرفه فيما تريد مع
الرياضة على ما يناسب ذلك من الأسماء. والقسم الثالث: تدخل الخلوة وتجمع خاطرك وهمتك،
وتتوجه إلى العمل بكليتك على قدر بسط الاسم، واضربه في نفسه بأعظم الأعداد، فإنه لا
يتم العدد إلا والحاجة قضيت. والقسم الرابع: هو أن تحسب اسمك واسم مطلوبك، وانظر اسما
يوافق اسمك والحاجة واستعمله. ووجه آخر: وهو أن تنظر إلى الشخص، فإن كان من أرباب الحرف،
فأعطه من الأسماء المناسبة له مثل: الرزاق والفتاح، وإن كان من أهل الصناعة مثل: الغني.
وأما بطريق الأسماء وفعلها
في الحيوانات وهو طريق الخاصة مثل التوصل إلى درجة الكشف ومعرفة ما في الملكوت والتخلق
بهذا الاسم، والتحقق به والكشف على ما لذلك الاسم من العوالم، وتنال درجة الصديقين
والأولياء وتأتي إليه العوالم العلوية، وتخدمه العوالم كلها من الإنس والجن، وهذه نتيجة
الأعمال قال تعالى ولله الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ولولا حجب أسمائه لأحرقت
سبحات وجه من انتهي إليه بصره من خلقه، وإن حقائق الأسماء لا يعلمها إلا الله وقال
عليه السّلام: «إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»، واعلم أن سر الإحصاء
هي الأمانة، ونتيجة معنى الإحصاء هو سكون الكشف عن حقائق الأسماء، والأمانة من حيث
المعرفة هي للأسماء، كما أن الإيمان من حيث العلم هو مدده.
تنبيه: روي أن الأمانة هي
معرفة الأسرار قال عليه السّلام: «الأمانة نزلت في صدور قلوب الرجال». وكانت الأمانة
قد جعلت في صلب الإنسان، كما أن المعرفة جبلت عليها العقول في العهد الأول وهو خطاب
ألست بربكم قالوا بلى، الثانية أخذ الميثاق في النظر، الثالثة أخذ الميثاق على النفوس،
الرابعة أخذ الميثاق الاختياري في التركيب، الخامسة ظهور الأحكام في البروز من الإجابة
في الذر يظهر في التوحيد، السادسة في السماع الأول مع دوام اتصاله، والإشارة في أخذ
العهد في عالم الذر، وهو ظهور العلم الامتثالي في القبضتين كما قيل: حقيقة العلم الابتداء.
إشارة لابتداء حقيقة الجبلة بما أودع الله فيها من السعادة والشقاوة ولذلك قال عليه
السّلام: «كل ميسر لما خلق له»، وأخذ العهد على النفوس ظهور الحكم بسلطان القدرة، والقدر
وهو جمع الحواس وتسليم القلب، والاختيار في التركيب ظهور الائتلاف وظهور الأحكام امتثال
الأمر بظهور الرسل بما جاءوا به، وحقيقة الأمر امتثال حكم الخلافة بالمندوبات.
فصل: واعلم أن كيفية الخلوة
لهذه الأسماء في الشروط خلوة واحدة، فإذا أردت استعمال هذه الأسماء أو اسم منها، فابتدئ
بالصيام والرياضة وتلاوة هذا الدعاء: إلهي أسألك نورا يبيض صحيفتي ويمحو زلاتي ويقيل
عثراتي ويصلح ظاهري ويجمع شملي ويقدس سري وييسر أمري، حتى تصرفه ما أفوق به على أبناء
جنسي إنك منور الأنوار، وكاشف الأسرار وكل شيء عندك بمقدار. ما من عبد لازم على تلاوة
هذا الذكر إلا رزقه الله الهيبة في القلوب، وانسلخ عن الخواطر النفسية ويظهره الله
على
فصل في تفصيل اسمه
تعالى الله
كشف أحوال الأسماء. وإياك
أن تصرف بصرك حتى تتم الدعوة لأنه مقيد بالأشخاص الروحانية، ولا تقرب الثوم ولا البصل،
ولا تنام إلا قليلا مستحضر القلب، وأكلك خبز الشعير، وأكثر من الإستغفار في السحر،
وساعات الليل والنهار، والذكر بالأسماء، وقراءة يس وتبارك، وافرش الخلوة فرشا لطيفا،
ولا تنام إلا وأنت جالس، وعليك بتلاوة القرآن والاسم الشريف، فإذا تلوته رأيت منه أسرارا،
واكتم السر وهذه الخلوة لا يقربك فيها أحد لا من الإنس ولا من الجن، بل يهربون منك
وأكثر من ذكر الباقيات الصالحات وهي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأكثر من تلاوة لا إله إلا الله الملك
الحق المبين، واحرص على أكل الحلال، واجتنب كل ذي روح وما خرج منها وأكل الرطوبات،
وعليك بالصلوات في أوقاتها وملازمة الجماعة، فيأتيك الروحاني في النوم واليقظة، وبعض
الروحانية يأتي نورا، وبعضهم مثل البرق الخاطف، وبعضهم كنور المرآة، وبعضهم يتشكل مثل
ذلك النور وترى صورا كالطير الأخضر وجوههم كوجوه الآدميين. فهذه صفة الرياضات كلها
من طريق أهل الخلوة. وأما التصريف بالأسماء، فيأتي بحسب مراتب ذلك الاسم. واعلم أن
كل اسم له مربع ومثلث ومخمس، وكل منها له خواص تأتي، فإذا أردت التصريف بذلك الاسم
تكتبه في يوم سعيد وطالع سعيد على معدن مخصوص، وكل اسم يأتي مربعه في محله، وإذا عرضت
للشخص حاجة يأتي بمربع الاسم ويأتي حاجته، ويوكل الروحاني صاحب الاسم ويتلو العدد فإنه
يكون ذلك والله الموفق.
فصل في تفصيل اسمه تعالى
الله
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن هذا الاسم هو الاسم الأعظم باتفاق، وأن حقيقة التسبيح هو الذكر بأسمائه الحسنى.
أقول: ومن أراد تنزيه أوصافه ليكون مظهره تقديس أوصاف سيده وباريه يجرد عن قلبه لذة
المجازات والتأنس بالكرامات، وعدم التفرقة في الدرجات بحقيقة الفناء في التوحيد على
السر الذي أراده، والحكم الذي قدره، وبين كمال الطهارة الذاتية عن الأوصاف الذميمة
بثبوت المحل عند يوم المقادير، ومسكن الجبلة عند الصدمة الأولى وتبقى متفرقة عند الحقيقة،
فلذلك عتق رقبة في الأزل، وزج في السابقين الأول قال تعالى إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ
سَبْحًا طَوِيلًا أي مجيئا وذهابا، وفي معنى التسبيح رد الاسم في كل نفس من الأنفاس،
وفي معنى اسمه: الله اختلف العلماء هل هو مشتق أم لا؟ فمنهم من قال: إنه مشتق منها،
ومن أجل دلائل عدم الاشتقاق لهذا الاسم أن غيره من الأسماء تشتقه العرب إلا هذا الاسم
لم يرد عند العرب، وقد ورد أنهم كانوا يكتبون في صحفهم باسمك اللهم، ومنه قوله تعالى
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ولهذا قال الجنيد ما عرف الله إلا الله وأعطى الخليفة
الأسماء فحجبهم بها قال تعالى فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ وأقول والله العظيم ما عرف
الله إلا الله في السنين والدارين واليوميين، وحقيقة هذا الاسم أنه التخلق لا التعلق،
ومنهم من قال إنه مشتق من التوله وهو الفزع، ومنهم من قال: إله ولا إله من قربه إليه
يفزع إليه في الحوائج، فمن ذلك حروف الاسم الأعظم ٥ ا ل
ل ه، فحرفان ساكنان، وهما
ا ل الأولى، وكتبت حركة الألف بالهمزة، وهي أصل الألف لضرورة النطق، وكذلك أن الألف
تجلت على الحروف، فاتخذت حقائقها بحقيقة الألف مع أن الحروف لما قهري الحروف بتجليها
القهري نزلت الحروف بالرحمة فكملت ٢٨ نوعا لذوات الحروف، بل هي في تجلي القدرة، ثم
تجل ثان وهو تخصيصها بالتعريف، فعرفت بالعلويات بدلالتها والسفليات، فهذا تجلي إرادة،
ثم اختص حرفا بسر الفناء المقرب من حضرته لتصرفه عند أسباب مشتقة لمن سواه، فكان الأمر
الأول يقربها من شكله إذا علاها قائم بسر العناية، مبسوط بسر التبليغ، ثم اختص حرفا
احاطيا مقبول السر، ومجمع الحروف في أعين الجميع بعد مرور التفرقة، فأوجد لها وجعلها
سر الصدر وبه المنة على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ.
ولما كان الألف جلت أن توصف
بالحركة ومن بعدها بالسكون لانفصالها في الأوليات والنهايات، وإليها ابتغاء الغايات
والأخرويات والحركات منوطة بالرفع والنصب والخفض والضرب والتعريف، وليست مفتقرة للتعريف،
وأبرزت اللام ال ولي ساكنة من نسبتها محركة من نسبة ما اتصل إليها من اللام الثانية
لتلقي سر سكونها من سر سكون الألف ما في قواها، وذلك سر تلقي اللام الثانية بسر الحركة
إذ هي حقيقة الثانية بسر أعلاها، فتلقاها إلى سر إحاطتها فيجتمع فيها بسر الحركة والسكون،
ولذلك كانت باطن الباطن، ولها سر شرح الصدر، فالألف إشارة للذات، واللام الأولى للعهد
الميثاقي، والثانية لتعهد النظر، واللام الثالثة للميثاق الإيماني يوم الدنيا لقبول
التكليف الشرعي بما فيه من سر واسطة الألف، ثم الهاء لتمام الأمر يوم الآخرة لجميع
الأولين والآخرين، فدارت هذه الحكمة ١٤ حرفا أولها الألف وآخرها الألف، وسر ذلك أن
الألف واللامين ٤ تضرب في ٣ تكون ١٢، وها باثنين حصة المجتمع ١٤ حرفا، والسموات والأرضين
١٤ وما بينهما من ملك وملكوت قام بسر من هذه الأسماء بل كل ذرة من الذرات، قامت بسر
من اسمه الله كما قال تعالى ولله يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ طَوْعًا
وكَرْهًا فالألف الأولى دلالة الذات، والثانية دلالة الصفات، ولها دلالة أسماء الإشارة
لبواطن الأسماء.
تنبيه: اعلم أن الألف في
دلالة المخلوقات هو العقل لتقدمه على من سواه وكل مدرك فيه ثم اللام وهي الروح من نسبة
العقل ثم اللام الثانية من نسبة ظاهر إذ دلالته منها النطق والروح صفة الحياة ثم اللام
نسبة القلب إذ هو مشتق من النفس من نسبة تلك اللام الثانية الملتقية مع اللام الأولى،
ثم الهاء وهي الخامسة، وهي الذات المعبر عنها بالخلوة وهي العماء، ووجه سر الألف كما
قال عليه السّلام: «خلق الله الخلق في عماء ثم في هباء» وذلك سر اللام الأولى، وعالم
الهباء هو عالم الذر، وقال بعض العارفين: اللام سر من سر إلى سر، وقال آخر: ما بين
الألف واللام سر من السر، وبين الألف واللام من سر السر فتدبر تجده أولا وآخرا وظاهرا
وباطنا.
فصل: ولما كانت الهاء باطن
الاسم الأعظم لتقدمها في التوحيد لقوله تعالى: هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وقد تقدم أن الألف
هو إشارة التوحيد لباطنها، فيتصل أول التوحيد بآخره لقوله تعالى هُوَ الْأَوَّلُ
فصل في معنى هو
والْآخِرُ والظّاهِرُ والْباطِنُ
وهو مركب من حرفين، وذلك لسر خفي، وهو أن الله تعالى جعل الباطن محل الحرارات، فمنها
حرارة الشوق إلى الله، ومنها حرارة الطبع، فرحم الله الباطن باستواء هذه الحرارات،
فإذا قال العارف: هو هو اجتمعت الحرارات المتحرقة، وخرجت بنفس النفس إلى روح الهواء،
فترجع النفس إلى روح الهواء، ويبرد الهواء وهو هو إلا أنه في الظاهر برد، وفي الباطن
حر، إلا الله هو سر الألف الزائد، إلا أنه جمع بين باطن الهواء وظاهر الألف في التوحيد،
ثم الواو من هو يخرج من الشفتين بالإشمام، فيجد النفس مخرجه بحرارة، وإن الواو آخر
وهي متوسطة في آخر اللهى متقدمة على ظاهر التوحيد لقوله تعالى: هُوَ اللهُ وذلك توحيده
بذاته وهي متقدمة على توحيد الموجودات بتوحيده في المعلومات لقوله تعالى: وهُوَ مَعَكُمْ
أَيْنَ ما كُنْتُمْ وأحكام مشيئة هو تقدم الأول في معنى الباطن لقوله تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ
والْآخِرُ وهو باطن الظاهر، وباطن الباطن تقديره هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظّاهِرُ
والْباطِنُ فهو هو، والهاء حاملة لطيفة الحياة، فرجع النفس الثاني إلى الصدر، فروح
الحياة، ولطيف استرواح الهواء، فافهم والله الموفق.
فصل في معنى هو
اعلم أن هو هي هيبة حقيقة
اليقين الداخل والخارج نطقت بهما أو لا، فإذا دخلت النفس نطق باطنك به فيكون بسطا لسر
الهواء، فالنفس الداخل القبض والخارج البسط، فالهاء خارجة بنفس الحياة، والواو خارجة
باحتراق الحرارات، فتطفى الواو التي هي سر الحرارات من الهاء التي قبله بسر الحياة،
فتتصل الحياة بسر الإمداد وهي دائرة إلى أن يأتي أجله، إلى أن يتم حكم القبض والبسط،
فتتلقى بقوله تعالى وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فتدبر تجد الموجودات لله.
فصل: واعلم أن اسم الجلالة
هو اسم الله الأعظم، وله خلوة وتصريف، وصفة القيام بهذا الاسم أولا: الرياضة وهي ٦٦
يوما وأنت تذكر الاسم دبر كل صلاة ٦٦، ثم تعمد إلى خلوة طاهرة وتجاهد نفسك عن شهواتها،
واخلع عنك الأخلاق القبيحة، واجعل قلبك في عالم الملكوت، وأنت تذكر بقلبك في أول الخلوة
وتقول الله دائما بالقلب إلى أن يغلب عليك حال لا تدري بنفسك حتى تعلا عمتك، ويفتح
لك باب فتنظر منه عوالم الأرض والملك والملكوت، وتنظر أرواح الأنبياء وعباد الله الصالحين،
وتأتي إليك الروحانية في هذه الخلوة في النوم وهي الخلوة الأولى، وتحصل لك رتبة الذاكرين.
ومن خصائص الربوبية العلم بحقائق أسماء الله، ولما كانت لا إله إلا الله محمد رسول
الله ١٣ حرفا، وكانت حصن الله كما أخبر بقوله تعالى: «لا إله إلا الله حصني فمن دخله
أمن من عذابي» وقال بعضهم: لا إله إلا الله هكذا بسطها: ل ا ل ا ه ا ل ا ا ل ل ا ه
وهي ١٢ حرفا عدد البروج، وببركتها يدور الفلك والكواكب والقمر، وكل عمل يكون فيه فهو
سريع الإجابة، وإنها هي تدبر ذلك وهي سر الكلمة، وهذه الكلمة ينطق بها الإنسان دون
أنفاس العالم، هي الحركة بحكمة اقتضاها الباري للأفلاك، وهي دائرة كمال الموجودات والنباتات
والجمادات والحيوانات، وهي كمال الفصول الأربعة والأشهر
الكاملة ١٢، ولما كانت الساعات
١٢ وقيام كل حرف من هؤلاء بكل شهر، ومن سر هذه الحروف تنزل الرحمة وتظهر البركة وتتفجر
الحكمة وتقع الهداية ويعظم النمو وتضاعف الحسنات. هذا جملة، وأما تفصيلا، فإن الله
جعل من خفي لطفه ما أودعه في تصريف العالم في اليوم الواحد ورتبه على ١٢ ساعة سر النهار
ومنها سر الليل، ثم أحكم بلطيف حكمته، فجعل ٣ ساعات بسر الصيف، و ٣ بسر الخريف، و ٣
بسر الشتاء، و ٣ بسر الربيع، وهذا الزمان يدبره، وهذه الحروف المستندة للتوحيد التي
هي نتيجة لا إله إلا الله، والقيومية لا تنبغي إلا بالقيوم، وإن العالم البشري مركب
من حركة وسكون، ولا بد من اقتضائها وكشف ظواهرها، فجعل له الليل لوجود سره ورجوعه لعالم
الحقيقة بسر الفعل والبعثة والارتقاء للأرواح، وتصاعد العقول ورقود البشرية تحت تلك
الظلمة، فجعل تدبير الليل ١٢ ساعة لكل حرف ساعة، فإذا قال: لا إله إلا الله لا يتم
التوحيد إلا بها، وتمامها محمد رسول الله ١٢ حرفا تمام دائرة النهار وقد كملت الحكمة
بتمام الرحمة، فمن قال: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» باشتراط ما ذكرناه فقد أخلص
في التوحيد، وهي أفضل ما قاله النبيون كما في الحديث الشريف.
واعلم أن الحروف الأربعة
والعشرين في مقابلتها ٢٤ عالما، لكل عالم جمع في الألف، وقد تقدمت صورة الحروف، وإن
هذه الكلمة كانت حقيقة العالم العلوي والسفلي، ونسبته في ذوات العرش كان من شأنهم فيه
بالصورة المكتوبة بالنور الأبيض والأخضر، وهما السطران المعبران بقول لا إله إلا الله
محمد رسول الله، فهؤلاء السطران المكتوبان بالنورين قد استقبلا العرش فافهم.
وقد ورد أن العبد إذا قال
لا إله إلا الله خرج من فيه عمود بالنور ويصعد إلى تحت العرش ويسبح إلى يوم القيامة
وهذا شاهدا لأنها نسبة في الملك، وعروجا في الملكوت وصعودا في الجبروت فلا يغلق، ويقف
دونها شيء من الحقائق قال تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ
الصّالِحُ يَرْفَعُهُ وورد أن من قال لا إله إلا الله ألف مرة كل يوم على طهارة كاملة،
يسر الله له أسباب الرزق عند سببه، وكذلك من قالها عند نومه ألف مرة، باتت روحه تحت
العرش، ومن قالها عند قوة الظهيرة مع طلوع الشمس ضعف شيطان نفسه، ومن قالها عند رؤية
الهلال أمن من الأسقام والآلام، ومن قالها بجمع همة وأرسلها إلى ظالم أو جبار هلك،
ومن قالها العدد المذكور عند دخوله مدينة أمن من فتنتها، ومن قالها بقصد التطلع إلى
مقام الإرتقاء حصل له ذلك. وروي عنه عليه السّلام أنه قال «من قال لا إله إلا الله
غفر له» وعنه أيضا «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله غفر له»، ومن كان له
حاجة مهمة يلزم الخلوة ويجمع قلبه، ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويطلب
ما أراد من الحوائج تقضى. وقال بعضهم: من ذكرها هذا العدد فقد اشترى نفسه من الله،
وقال بعض المحققين: إن معنى هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلّاَ الْإِحْسانُ هي: لا إله
إلا الله، وإن العقل إذا كان مشكورا لم يسره في الأذكار أحسن من لا إله إلا الله، وإن
القربة معرفة لا إله إلا الله، وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه «بينما أنا جالس عند
النبي صلى الله عليه وسلم وقد شخص نحو السماء، وإذا بجبريل عليه السّلام أقبل إليه،
وقال يا محمد إن الله تعالى يأمرك بالعدل والإحسان وشهادة أن لا إله إلا الله، فلما
سمعته يقولها، غرس الإيمان في قلبي وهذا هو العدل، وقد سألته عن الإخلاص فقال: القيام
بالعبودية وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ
وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ
أي أهل لا إله إلا الله، وورد أن جميع ما خلق الله من الخلق، وعلمهم من جميع العلوم
لا إله إلا الله، وأن علم الأولين والآخرين منطو في قول لا إله إلا الله، وأن الأنبياء
كلهم قد جاءوا لإظهار كلمة لا إله إلا الله، وقال تعالى لنبيه فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا
إِلهَ إِلّاَ اللهُ واِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وقال عليه السّلام أفضل الذكر لا إله
إلا الله والدعاء الحمد لله وأن جميع الأعمال تصعد بها الملائكة إلا لا إله إلا الله
فإنها تصعد بنفسها. وقال بعض المفسرين في معنى قوله إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وإِذَا
النُّجُومُ اِنْكَدَرَتْ أي يوم القيامة تتجلى كلمة لا إله إلا الله على من كانت آخر
كلامه، وإن مفتاح الجنة لا إله إلا الله، واعلم أن جميع الأعمال والطاعات يوم القيامة
تتلاشى إلا التسبيح وشهادة أن لا إله إلا الله، فإنها تصحب حاملها إلى النور المخلص
حتى تشرق عليه الأنوار في المحشر، وأن العبادات في آخر الزمان تصير عادات ولا تقبل
إلا بقبول لا إله إلا الله. وكان يونس عليه السّلام يذكرها في بطن الحوت. واعلم أن
كل طاعة للعبد ترد فيها الملائكة إلا كلمة لا إله إلا الله فإنها تخرج من نفس الشخص
كأنها نور قائم وتصعد بنفسها ولها زجل التسبيح. ولو شرعنا في فضلها وأبواب ذكرها لطال
علينا المقال وخرج عن حد الإطناب أقول: ومن كانت له حاجة عند الله تعالى، فليجلس في
مكان خال، ثم يبتدئ بتلاوة الذكر وهو قول: لا إله إلا الله سبعين ألف مرة، فإنه ما
يقوم من مقامه إلا وحاجته قضيت فاعلم ذلك.
فصل: ولاسم الجلالة تقسيم
آخر وهو: إذا أتيت باسم الذات ورقمته فإنه ينطق باسم الألوهية مثال ذلك: لو حذفت اللام
وجمعته نطق باسم: اله، وإن حذفت اللامين نطق باسم آه، وإذا أسقطت اللام، والهاء نطق
باسم عظيم سرياني وهو: ا ل، وإذا استنطقنا الألف واللامين ونطق حرف باسمه هو، وهو اسم
ناطق من اسم الذات، وجامع إلى جميع الأسماء متعلقة به، وجميع الأسماء إذا فككتها لم
تنطق بهذا المعنى إلا هو إذا فككته نطق كما ذكرناه، وسبب تسميته الجامع أنه جامع للأسرار،
فمن ذلك إذا قلت: يا رحمن يا رحيم يا الله أعنّي وارحمني يا الله، وإذا قلت: يا غفار
يا الله أعنّي واغفر لي يا الله، وإذا كنت في ضيق فتقول: فرج عني يا الله، ولذلك نسبته
في جميع الأسماء ما يلفظ الإنسان باسم من الأسماء إلا وهو متعلق باسم الذات في جميع
الأسماء وتعلقها منه بهذا المعنى فافهم.
فصل: ومن خواص هذا الاسم
الشريف: لشفاء الأسقام والأمراض، أن يكتب هذا الاسم عدده وهو ٦٦ مرة ويمحوه ويشربه
إلا عافاه الله تعالى، ويكتب أيضا هذا الاسم العظيم لجميع المصابين ويمحى ويشرب. وإن
أردت حبس جني، فاكتب حروفه في أصابعه فإنه ينحبس. وإن أردت حرق جني، فاكتب اسم الجلالة
حروفا في خرقة زرقاء واحرق طرفها وشممه فإن أردت حرقه وقتله أو قطعه فافعل. وإذا كتب
مربع هذا الاسم في خاتم من ذهب يوم الأحد، والطالع الحمل ولازم على ذكره عدده، فإن
الله تعالى يرفع قدره بين الخلائق أجمعين واذا كتب يوم الاثنين على فضة بيضاء ولازم
عليه الشخص فان الله تعالى يرفع قدره ويعلي ذكره. وقد قال صلى الله عليه وسلم «إذا
قال المؤمن يا الله يقول الله تعالى لبيك عبدي أنا الله فما حاجتك»، والله أعلم أن
لا يعلم كنه عظمة الله تعالى إلا هو، وهو رب الكل وهو بكل شيء عليم، حقيقة لما ثبت
قدمه بلا ابتداء، وبقاؤه بلا انقضاء، ووحدانية لا عن عدد، وصفاته
خارجة عن صفات المخلوقين،
وجب أن لا يبلغ كنه وصفه الواصفون ولو كان كذلك لظهر حد ومثال وذلك محال.
واعلم أن الإمام الخوارزمي
قال: قد تاق قلبي لمعرفة اسم الله فسرت في طلبه ٧ سنين إلى أن اجتمعت بشيخ كبير قد
عمي، وهو من بلاد الصين، وهم لطاف يعرفون علوم الهندسة، ويشتغلون بالأسماء والرياضات،
فسألته عنه فقال: يا بني إن أسماء الله تعالى كلها عظيمة فقلت نعم يا سيدي، إنما أريد
معرفة الإسم الجامع الذي فيه الأربع طبائع، فنظر إلي وقال: هل اطلعت على الأسماء المخزونة
مثل ثاقوفة بلعام بن باعورا وثاقوفة موسى، وبعض الأسماء المسلسلة، وهي موضوعة في فصل
نوع من السيميات فقلت له: نعم يا سيدي، فقال لي: ادن مني فوالله ما قدم عليّ قادم مثلك،
وقال لي:
اعلم أن الاسم الأعظم المكنون
المخزون هو الذي ينطق به كل أحد، وكان مكتوبا على عصا موسى عليه السّلام وكان يدعو
به وهو اسم الذات، وفيه حروف الأربع طبائع، وجملة حروفه ١٢، فاعلم ذلك وسأريك دائرة
هذا الاسم وما خرج معه من الأسماء، ثم إن الشيخ أخرج صندوقا له وأخرج منه سفطا مطويا
وفتحه، فإذا مكتوب فيه بقلم الحميري هذه الدائرة وفيها الأسماء فقلت: أريد منك شرحا
فقال لي: يا بني أنا أخبرك بمعناها، وقسمها المخصوص بها الذي يدعى به في أيام الأسبوع،
فنظرت فيها أشياء كثيرة لم أطلع عليها، وكان عبد الله بن حميد قد أخبرني بها وقال لي:
يا أخي اعلم أن فضل هذا الاسم العظيم على سائر الأسماء كفضل ليلة القدر على سائر الليالي.
قال الخوارزمي: فقبلت يد الشيخ فدعا لي وقال: يا بني إن معرفة الأسماء الحسنى سر مخزون
من أسرار الله لا يعلمه إلا أهل الله والأفراد من الرجال، ثم ناولني الدائرة، فإذا
فيها أمور عجيبة وهي سر من أسرار الله تعالى المخزونة فاعلم قدرها وصنها عن غير أهلها
وهذه صورتها:
قال: فلما نقلتها سألته عن
خواصها فقال لي: اعلم أن لهذه الدائرة خواص عظيمة لا تحصى منها: للدخول على الملوك
والسلاطين ومن ولي أمرا من الحكام، تكتب الدائرة بمسك وزعفران وكافور في خرقة حرير
أبيض وتبخر وتتلو عليها الأسماء وتتوجه إليه، فإن الله يعطفه عليك، وسائر المخلوقات
لا ينظر إليه أحد إلاّ هابه واحترمه، ومن حملها على طهارة كاملة ألقى الله محبته في
قلوب خلقه، وإذا كتب في رق غزال بماء ورد وزعفران وحملتها المرأة وهي تطلق سهل عليها
الوضع، وإذا حملها مصروع أو مصاب أو ضعيف عافاه الله وإذا علقت على أصحاب الرياح السوداوية
أبرأتها، وإذا كتب في جام زجاج بماء ورد وزعفران ومحاها وشربها صاحب الأسقام عوفي،
وتكتب يوم السبت وتحمل للمحبة والقبول وإبراء الأسقام والبركة وجلب الزبون وحجاب للمصاب،
تكتب في رق غزال في ساعة سعيدة. وكان عيسى عليه السّلام يحيي بها الموتى، ولهذه الدائرة
خلوة عظيمة وهو أن يدخلها، ويكتب الدائرة ويضعها في صدر المصلى، ثم ابتدئ بالذكر القائم
بها حتى يغلب عليك الحال وأنت تتلو الدعوة، فإنه يدخل عليك ٧ أشخاص يسلمون عليك، وهم
خدام الملوك العلوية ويقولون لك: أيها الرجل الصالح نحن متثلون أمرك في كل ما تريد،
فتقسم على صاحب اليوم، ووكله بالعمل وهذه الأسماء التي تتلوها عند الخلوة: بسم الله
الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بما سألك به جبريل عند عرشك العظيم أن تسخر لي ملائكتك
الكرام خدام هذه الأسماء، اللهم سخر لي كسفيائيل ودرديائيل وشمخيائيل وطوطيائيل وروقيائيل
وسمعيائيل وطغيائيل وجبرائيل وميكائيل وسمسمائيل وصرفيائيل، أجيبوا أيتها الملوك والرؤساء،
وأعينوني على قضاء حوائجي بحق ما تعلمون من عظيم سر الله، وبحق هذا الاسم العظيم الأعظم
الله الله الله بعلمك وقدرتك على الخلائق، وباسمك العظيم الكبير المتعال الله الله
الله الاسم الذي فضلته على سائر الأسماء، أسألك أن تسخر لي هذه الأرواح وأن يأتوني
في نومي أو يقظتي إنك على كل شيء قدير، يا الله ٣، وتذكر الاسم الجامع بعد اسم كل ملك
٣ مرات، وأما التقرب إلى الله بهذا الاسم بمفرده ٦٦ مرة دبر كل صلاة من غير خلوة، وفي
الخلوة العدد المذكور مضروبا في نفسه تكون الجملة ٤٣٩٦، فإذا تم ذلك جاءك وهو يرتعد
واسمه كهيال يقضي حاجتك وهذا خاتمه
وصفة الخلوة: تدخلها وتتلو
الاسم دبر كل صلاة ٦٦ مرة، مدة ٦٦ يوما، ومدة المكث في الخلوة ٦٦، وتسمى خلوة الصمدانية،
وتمامها ٧٠ يوما، فينزل عليك الملك ويحكم على ٦٦ صفا من الملائكة مطيعين لأمره.
ومن خواصه: تكتب في خاتم
ذهب يوم الأحد وحوله اسم الخادم، وادخل الخلوة والتلاوة دبر كل صلاة العدد الخارج من
ضربه في نفسه، فإن الملك كهيال يضع التاج من على رأسه ويخر ساجدا لله، وفي أثناء سجوده
يقول:٢٥١ ايل ٢ الوهيم ٣ أنت تعلم، فيقول الله تعالى اقضوا حاجة عبدي فيأتي الخادم،
فعند ذلك يكشف الله عن بصر التالي، ويرى الأنوار تخرج من فيه عند التلاوة، ويتمكن من
فصل في اسمه تعالى
الرحمن
التصريف، وإن نظر لظالم نظر
جلال هلك في الحال، ثم يصرف الخادم، ويقول له أجاب الله دعاءك، فإنه يذهب ويبقى مهما
طلبه حضر وتنال رتبة الأبدال. وإن أردت القبول اكتب هذا المثلث على خاتم فضة يوم الاثنين،
وبخره ببخور طيب، ثم ضعه في يدك واكتب حوله اسم الملك واحمله وهو هذا:
فإذا أردت محبة أحد أو عقد
لسانه، فاتل الاسم وقل: أقسمت عليك أيها السيد كهيال إلا ما أمرت أحد قوادك يحضر ويفعل
كذا وكذا. ومن كان اسمه موافقا لعدد الجلالة ارسم له الخاتم، وأمره أن يتلو الاسم عدده
ينال ما يريد. وذكره القائم به: البسملة، اللهم إني أسألك بحق اسمك يا الله ٣، يا حي
يا قيوم أحيني حياة طيبة أعيش بها على شاطئ بحر محبتك، وألبسني مهابة عند العوالم العلوية،
وافتح عين قلبي وبصري بنورك حتى ينفتح قلبي لتلقي الأسرار، وتنطق بمكنون جواهر وقايتك،
وأفض علي من بحر فيضك الأقدس وسهله علي حتى أصل إلى ساحل اللطف، وخذني أخذة لطيفة أجد
حلاوتها أيام لقائك، يا لطيف ٣ اللهم إني أسألك بتفرغ نسيم نسمات نفحات أسرارك، وكشف
سر اسمك الذي ألقيته لتلقي عطش أكباد واردي حوض برك، وقاصدي سبوح سرك، يا من له الاسم
الأعظم وهو أعظم، يا من لا له حد يعلم وهو أعلم، يا قديم أسألك بسر اسمك وبما جرى به
قلمك، وبما ألهمت به عيسى بن مريم، وبما ناجيت به موسى على طور سيناء، وناديت بلسان
القدرة أنا الله، ايل ٢، الوهيم ايل ٢، وبحق ما أنزلته على نبيك محمد عليه السّلام
عجل بنجح مطالبي، وتسهيل ما أرى، واكشف لي عن عالم الملك والملكوت، وأجر مرادي فيما
يرضيك من القضاء، واكشف لي عن أرواح الملكوتيات المخفيات المستمدة من سر اسمك الجامع
للأسماء والصفات الذي تسميت به في كل اللغات، وسبحت لك كل المخلوقات، يا الله ٣، يا
حي يا قيوم يا نعم المولى ونعم النصير، يا الله أسألك أن تسخر لي خادم هذا الاسم كهيائيل
إنك على كل شيء قدير. ما من عبد لازم على هذا الذكر إلا وسع الله عليه ورفع قدره ورزقه
الفهم وبسط له الرزق وفتح له الأسرار الخفية، ومن كتبه وحمله كان له قبولا وحجابا من
شر ما يخاف.
فصل في اسمه تعالى الرحمن
مشتق من الرحمة وهي الرأفة،
والرحمة تستدعي مرحوما إذ كل مرحوم يحتاج إلى راحم، والراحم الرحمن، وهو رحمن الدنيا
والآخرة، وهو الله، والرحمن باطن الرحيم والرحمن ظاهر الألوهية، والألوهية باطن الرحمن،
ولذلك قال تعالى: قُلِ اُدْعُوا اللهَ أَوِ اُدْعُوا الرَّحْمنَ، ولم نجعل من الأسماء
الخصوصية أول الأطوار التركيبية، فلذلك لا يسمى بهذا الاسم إلا الله، والرحيم يطلق
على غيره كما أطلقه في حق النبي عليه السّلام في قوله بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
والنبي مخلوق ويقال رحيم لمن غلبت عليه الشفقة والرحمة لقوله عليه السّلام «إنما يرحم
الله من عباده الرحماء». واعلم أن سر الرحمن الرحيم لطيف جدا، وهو أن البسملة محتوية
على أنواع منها الباء التي هي متعلق القدرة إذ هي تجر الأسماء
التصريف، وإن نظر لظالم نظر
جلال هلك في الحال، ثم يصرف الخادم، ويقول له أجاب الله دعاءك، فإنه يذهب ويبقى مهما
طلبه حضر وتنال رتبة الأبدال. وإن أردت القبول اكتب هذا المثلث على خاتم فضة يوم الاثنين،
وبخره ببخور طيب، ثم ضعه في يدك واكتب حوله اسم الملك واحمله وهو هذا:
فإذا أردت محبة أحد أو عقد
لسانه، فاتل الاسم وقل: أقسمت عليك أيها السيد كهيال إلا ما أمرت أحد قوادك يحضر ويفعل
كذا وكذا. ومن كان اسمه موافقا لعدد الجلالة ارسم له الخاتم، وأمره أن يتلو الاسم عدده
ينال ما يريد. وذكره القائم به: البسملة، اللهم إني أسألك بحق اسمك يا الله ٣، يا حي
يا قيوم أحيني حياة طيبة أعيش بها على شاطئ بحر محبتك، وألبسني مهابة عند العوالم العلوية،
وافتح عين قلبي وبصري بنورك حتى ينفتح قلبي لتلقي الأسرار، وتنطق بمكنون جواهر وقايتك،
وأفض علي من بحر فيضك الأقدس وسهله علي حتى أصل إلى ساحل اللطف، وخذني أخذة لطيفة أجد
حلاوتها أيام لقائك، يا لطيف ٣ اللهم إني أسألك بتفرغ نسيم نسمات نفحات أسرارك، وكشف
سر اسمك الذي ألقيته لتلقي عطش أكباد واردي حوض برك، وقاصدي سبوح سرك، يا من له الاسم
الأعظم وهو أعظم، يا من لا له حد يعلم وهو أعلم، يا قديم أسألك بسر اسمك وبما جرى به
قلمك، وبما ألهمت به عيسى بن مريم، وبما ناجيت به موسى على طور سيناء، وناديت بلسان
القدرة أنا الله، ايل ٢، الوهيم ايل ٢، وبحق ما أنزلته على نبيك محمد عليه السّلام
عجل بنجح مطالبي، وتسهيل ما أرى، واكشف لي عن عالم الملك والملكوت، وأجر مرادي فيما
يرضيك من القضاء، واكشف لي عن أرواح الملكوتيات المخفيات المستمدة من سر اسمك الجامع
للأسماء والصفات الذي تسميت به في كل اللغات، وسبحت لك كل المخلوقات، يا الله ٣، يا
حي يا قيوم يا نعم المولى ونعم النصير، يا الله أسألك أن تسخر لي خادم هذا الاسم كهيائيل
إنك على كل شيء قدير. ما من عبد لازم على هذا الذكر إلا وسع الله عليه ورفع قدره ورزقه
الفهم وبسط له الرزق وفتح له الأسرار الخفية، ومن كتبه وحمله كان له قبولا وحجابا من
شر ما يخاف.
فصل في اسمه تعالى الرحمن
مشتق من الرحمة وهي الرأفة،
والرحمة تستدعي مرحوما إذ كل مرحوم يحتاج إلى راحم، والراحم الرحمن، وهو رحمن الدنيا
والآخرة، وهو الله، والرحمن باطن الرحيم والرحمن ظاهر الألوهية، والألوهية باطن الرحمن،
ولذلك قال تعالى: قُلِ اُدْعُوا اللهَ أَوِ اُدْعُوا الرَّحْمنَ، ولم نجعل من الأسماء
الخصوصية أول الأطوار التركيبية، فلذلك لا يسمى بهذا الاسم إلا الله، والرحيم يطلق
على غيره كما أطلقه في حق النبي عليه السّلام في قوله بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
والنبي مخلوق ويقال رحيم لمن غلبت عليه الشفقة والرحمة لقوله عليه السّلام «إنما يرحم
الله من عباده الرحماء». واعلم أن سر الرحمن الرحيم لطيف جدا، وهو أن البسملة محتوية
على أنواع منها الباء التي هي متعلق القدرة إذ هي تجر الأسماء
موسى، وعلى لسان عيسى وخاتم
سليمان، وهي فصل بين القرآن، وعند الشافعي: آية من كل سورة، وبركتها أشرفت على القرآن
العظيم، ولنذكر بعضا من خواصها تبركا.
من خواصها: إذا تلاها المريض
عددها ٧ أيام عافاه الله وإذا تليت في وجه ظالم ٥٠ مرة فان الله يكفيه شره واذا تليت
هذا العدد لقضاء الحوائج قضيت، وإذا تلاها عند النوم ٥٠ مرة آمنه الله من شر ما يؤذيه،
وإذا تليت على مريض مائة مرة ٣ أيام عوفي، وإذا تليت ٤٠ مرة في أذن مصروع أفاق، وإذا
تليت على المصاب أو صاحب الأرياح ٣ أيام كل يوم ١٠٠٠ مرة فإن الله يعافيه، وكذلك للريح
الأحمر، وإذا تلاها مسجون ومأسور عددها فإنّ الله يفك أسره، وإذا تليت في السابعة من
يوم الجمعة ١٢٣ مرة، ويتلو دعوتها ويسأل الله ما أراد من أمور الدنيا والآخرة إلاّ
أعطاه الله إياه، فإذا تليت عدد بسائطها على مشروب وسقيت لمن تريد محبته أحبك، وإذا
كتبت في إناء ومحيت وسقيت لبليد الطبع يزكو فهمه، وإذا تليت على ماء جار وسقي به بستان
كثر ثمره، وإذا تليت ٤٠ صباحا كل يوم ألف مرة فإن الله يكشف عن قلبه، ويلهمه غوامض
الأسرار، ويرى كل شيء يحدث في العالم. وإذا تلاها دبر كل صلاة مفروضة ٢٥٠٠ مرة فإنه
يرى كل شيء يحدث في العالم، ويشاهد الوقائع قبل وقوعها. ومن خواصها للتصريع: إذا أردت
أن تصرع أحدا فصل العشاء ليلة الأحد، وصلّ بعدها ١٢ ركعة، تقرأ في كل ركعبة آية الكرسي
والإخلاص والمعوذتين ٤٠، وبعد الصلاة تقرأها عدد بسائطها، وصل على النبي عليه السّلام
ألف مرة، وصل الوتر، تفعل ذلك ٧ ليال، وفي السابعة تكتبها في حرير، واحملها على عضدك
الأيمن، وارفعها لوقت الحاجة، فإذا أردت أن تصرع أحدا من الخلق من الواحد إلى السبعين،
فقف مقابلهم وقل: يا خدام هذه الأسماء أجيبوا وتوكلوا بصرع هؤلاء وتشير باصبعك، فإنهم
يصرعوا، فإذا أردت قيامهم، فاتلها في أذن كل واحد مرة فإنه يقوم. ومن واظب على قراءتها
كانت أمانا له من النار.
ومن خواصها لقضاء الحوائج
من الملوك وأرباب الدولة وإذا أردت ذلك، فصم يوم الخميس بشرط الرياضة، وأفطر على لوز
وتمر، واجلس بعد صلاة المغرب واتلها ١٠١١ مرة، وعند مضجعك تتلوها حتى يغلب عليك النوم،
فإذا أصبحت تكتبها العدد في كاغد، بمسك وزعفران وماء ورد، والبخور وقت الكتابة عنبر
خام، واحملها في رأسك يحصل المطلوب. وإذا كتب عدد حروف تكسيرها في مربع وحمله إنسان
كان مهابا مقبولا. وإذا كتبت والشمس في أول الحمل ٣٦٠ مرة، وحملها فقير أو مقتر الرزق
يوسع الله رزقه، أو مديون قضى الله دينه، وكتابتها عدد بسائطها، وأقل الكتابة ١٩. وإذا
كتبت ١٩ مرة وحملتها المرأة التي لم تحمل، أو شجرة لم تحمل حملت، وإذا كتبت ١٠٠ مرة،
ووضعت في الماء الذي يشرب منه الكرم ينمو. وإذا كتبت في حجر، ووضع في الماء الذي يسقى
منه ذلك النخل فإن جميع أثمارها تنمو. وإذا كتبت في مثلث في لوح من رصاص، ووضعت في
شبكة صياد كثر صيده وهذه صورته:
وإذا كتب هذا المثلث ووضع
في حانوت كثر زبونه. وإذا كتب على لوح من ذهب أو فضة،
فصل في اسمه تعالى
الرحيم
وحمله المولود حفظه الله.
وإذا كتب على خاتم فضة وحمله إنسان، وتلاها دبر كل صلاة ٣١ مرة فإن الله ييسر له. وقال
عليه السّلام: «من جاء يوم القيامة وفي صحيفته بسم الله الرحمن الرحيم ٨٠٠ مرة، وكان
مؤمنا موقنا أعتقه الله من النار». ومن خواص اسمه الرحمن لطف القلوب وجلب كل مطلوب،
من أراد ذلك يكتب اسم من يريد حروفا مقطعة مكسرة، ثم تربطه مع اسمه الرحمن، واجمع ذلك
وتكتب الجميع في رق، واكتب الاسم عدد مساحة الوفق واحمله يحصل المطلوب. وإذا كتب ٥٠
مرة بمسك وزعفران، وحمله إنسان كان مهاب الطلعة مباركا مقبولا. وخواصه مشهورة لإجابة
الدعاء وخادمه طرفيائيل وتحت يده ٥ قواد، تحت يد كل قائد ٧٠ صفا، إذا ذكره الذاكر في
خلوته عدده دبر كل صلاة نزل عليه الخادم وقضى حاجته. وإذا كتب في يوم سعيد على ذهب
أو فضة مع اسم الملك، ثم تريض ودخل الخلوة، وتلا الاسم دبر كل صلاة ٣٠٩ مرات، فإن الملك
ينزل عليه، ويرى الذاكر الملائكة ومهما طلبه ناله. وإذا كتبه وحمله وتلا الاسم القائم
به دبر كل صلاة كان ملطوفا به وهذه صورة خاتمة:
وأما ذكره: البسملة، الهي
رحمتك وسعت كل شيء لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين، قدرت الأشياء وأحكمتها بحكمتك،
ورحمت العباد برحمة العموم ورحمة الخصوص، سبحانك أنت الله الرحمن الرحيم إحاطة سر إمدادية
ملكك إحاطة أبدية أحدية، أسألك وأتوسل إليك بأسمائك الحسنى أن تشهدني حقائق الأشياء
وأن توفقني لحفظها، وأنت الحنان المنان الرحمن علينا في الأزل والأبد بالكشف عن سر
النفس والجسم وحقيقتها، يا الله ٣، يا مالك يوم الدين سخر لي خادم هذا الاسم الشريف
ومدني برقيقة من رقائقك لأحظى بها بين أبناء جنسي، يا الله يا رحمن، ويتوسل به إلى
الله ينال ما يريد.
فصل في اسمه تعالى الرحيم
اعلم أنه قد تقدم الكلام
على اسمه الرحمن وبقي الكلام على اسمه الرحيم، وهما اسمان عظيمان واشتقاقهما واحد،
وفي سرهما اختصاص، وذلك إذا شاهدت ما بين عز آثار الرحمة، وهو الغيث المنزل والرزق
والتناسل والتعاطف ونزول العالم والتبليغ ونمو النبات والحيوان، وكل ذلك رحمة شملت
العموم والخصوص قال تعالى: وكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا، وإن الرحمة التي برزت
في دار الدنيا كلها بارزة إلى يوم القيامة قال تعالى: ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
والرحمة الدنيوية هي التي في الدنيا والتي في الآخرة غيرها، وهي مستمرة إلى إحصاء الخلق،
فأهل الأسباب ظهرت عليهم آثار الرحمة ليقوموا بالآخرة، وأهل العرف أقامت لهم الرحمانية،
ويجمع خيري الدنيا والآخرة بسم الله الرحمن الرحيم، فإن البسملة أول ما نزلت على آدم،
ثم على إدريس، ثم على سليمان، قال تعالى إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّهُ بسم الله
الرحمن الرحيم وإن الله جمع له بين خيري الدنيا والآخرة، فمن الرحمة العامة الملك ومن
الخاصة النبوة وعدم النطق بما ملكه من الدنيا، بل حقيقة رحمة الله على الدوام فبسرّ
الرحمانية سخر له الريح
فصل في اسمه تعالى
الملك
والعوالم، وبسر الرحيمية
وهب له الإسم الأعظم، ولذلك كان عليه السّلام يقول: اللهم يا فارج الهم كاشف الغم،
مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني برحمة من عندك تغنيني بها
عن رحمة من سواك. وكان عليه السّلام يقول لو كان على أحدكم مثل جبل أحد دينا لقضاه
الله تعالى. ومن كان عليه دين وتلا بسم الله الرحمن الرحيم وأكثر منها قضي دينه، ومن
تلا هذا الاسم دبر كل صلاة عدده رزقه الله حسن الأخلاق وينفع أهل الخلوات. وإذا كتب
عدده وحمله المولود الذي يبكي ويخاف، فإنه يأمن. ومن أراد التخلق بهذا الاسم يكون صافي
الباطن لا يذل نفسه لمخلوق، ويزن أعماله وأحواله وأنفاسه، وليكن على قدم التجريد، ولا
يسأل أحدا شيئا، ويكون غني النفس صبورا، وكل قوة في سر المعادن، وكل شيء فيه نفع هو
من تجلي هذين الاسمين الرحمن الرحيم قال تعالى فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ
كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ لنا، وذلك من رحمة العموم، فخروج النبات في الصحراء والبراري
المقفرة يرعاه الحيوان من تجلي اسمه الرحيم. وخادم هذا الاسم من عوالم جبريل عليه السّلام،
ومن واظب على قراءته وحمد الله في الدنيا والآخرة نال شرف الرتبة. وإذا كتب في لوح،
ووضع على عنق المولود الذي يحصل له الغيظ والبكاء، زال عنه. وإذا كتب في خاتم وتختم
به إنسان، أعطاه الله الرحمة والشفقة على خلقه. ومن قرأه عدد بسائطه رفع الله قدره.
وله خلوة وهي ٤٠ يوما بشرط الرياضة مع المواظبة على ذكره، وإذا قام خاتما في سيبة،
وكتب عليه الإسم عدده، وتلاه دبر كل صلاة، فإن الخادم يحضر واسمه جريال وهو رئيس على
٤ قواد، تحت يد كل قائد ٢٠٠ صف، يأتي للذاكر ويقضي حاجته وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به: البسملة،
اللهم أنت الرحيم على المخلوقات وكاشف الموجودات وأنت الرحمن، أسألك أن تسخر لي عبدك
جريال يقضي حاجتي وما أريد، إلهي أسألك الكشف على وجودي ونيل مقصودي، وأطلعني على وجود
شمسي لأتحقق في كل رقيقة وأبيض وأسود شهودا تمحو عني نقالة غير، ونور قلبي بنور اسمك
الرحيم لتخضع لي أرواح الجبارين وتنقاد لي نفوس المتمردين واكشف لي عن حقيقة عالم الملك
والملكوت والعزة والجبروت لأحظى بالقرب منك، يا قريب يا ودود يا رحيم.
من ناجى ربه بهذا الذكر وتلا
هذا الاسم الا سهل الله عليه كل صعب وفتح له أبواب الرزق.
فصل في اسمه تعالى الملك
اعلم أن معنى هذا الاسم هو
الذي يتحقق كل شيء، وينتهي إليه كل شيء ولا يكون ذلك إلا لله، وإن احتوى ملكه على عالم
ملك وملكوت وجبروت، وذلك أنه جعل حروف الملك ثلاثة ل م ك، فالميم من كسر الأحد ودوائر
الحروف، وهو ظاهر لها لأن الله لما أبرز الهاء وهي حرف إحاطي في ظاهر تشكيله وباطن
استطالته، إذ ليس له حقيقة تتلقى عليه الحروف، فخلق الميم وجعلها شكلا إحاطيا تتلقى
سرها قبالها بباطن التوحيد بسقوط العبادة، والميم ظاهرا لها وخلق الله سرها الملكوتي،
وخلق من
نكتة
أجلها الكرسي لأنه إحاطة
بصورة مناجاة الموجودات، وخلق من نورها اللوح وخصه من الكلمة العليا، وخلق منها كلمة
الإحاطة على إطلاق الربوبية، وخلق من السموات سر الربوبية، وسر الإحاطة بسر الملكوت،
وخص أنواره لأن تعلقها بقائمة من قوائم العرش تخدمها علوم علوية مخصوصة باسمه الملك.
وحروف الميم، وكذلك تكرر هذا الحرف في اسم نبينا ثلاث إشارات، فإن أنت قابلته بالملك
قابلتك عوالم الملكوت، وإن قابلته بالملكوت قابلتك أنوار الملكوت في العقول وهو آخر
حرف، وأما اللام وهو حرف أمد الله به عالم الجبروت، وإنه لما ثقل حمله بأنوار الملكوت
لم يجد من يتلقى منه، فعند ذلك أبرز الله عالم الكاف من باطن اللام الذي يعرف بكن،
فخلق الله منه عالم الملك بأسرار الجبروت وأسرار الملكوت.
نكتة
اعلم أن الله خلق العالم
للعقل كل منهما بحسب تحمله فخلق الحيوان الناطق، وخلق فيه الآيات مختلفة لقبول النورانيات
وكشف أسرار الملكوتيات، فخلق الإنسان ثم الجبال وفرع منها المعادن، وكانت الميم مبدؤه
لأنها إحاطة دور العقول وهو بأربعين عددها، ولذلك إن الله أسكنه في أحب الخلق إليه
وخاطبه وأجابه في أول الأطوار، وخلق الروح بالروح فكانت فيه حكمة الهيبة وفيها تفصيل،
فكانت الروح هي عالم الجبروت، والملكوت هو أول العقل، والعقل مرتبط مع هؤلاء العوالم،
والروح تعطي قواها وتمد ذلك وهو القبول المتلقي للكمالات والأسرار، فسمت تلك المواهب
الربانية من الملك، وقيض الله للروح ملائكة علوية تلقي عليها أسرار الغيوب بحقائق الملكوت
فجعلها عالم الملك، وهذا العالم يحتوي على ٣ عوالم الجميع عالم النبات والحيوان والمعادن،
وكان أحسن الحيوانات ذات الإنسان، وهذه الذات محتوية على ذوات ونفس وقلب، ولما كان
عالم القدرة غير مقيد بعالم النبات فكان عالم النبات يوجد في القفار والبراري ولا ينحصر
في مكان واحد فكانت خواطر القلب لا تحصى. وأقول للقلب ٧ أقاليم، كما أن الأرض منقسمة
على ٧ أقاليم النفس لأن القلب حقيقة الصورة، وقد أفاض على السر، والروح شطري الإيمان،
وأفاض على النفس والعقل والسر. وأبيّن لك كل إقليم من السبعة:
الأول: إقليم الفؤاد الذي
هو موضع الملك، فإن الله قال: ما وسعني أرضي ولا سمائي ويسعني قلب عبدي المؤمن. الثاني:
إقليم السويداء الذي هو محل القلب الذي هو رتبة الوزير. الثالث: إقليم الشغاف الذي
هو محل الوزير، الرابع: إقليم المحبة وهو محل بين الشغاف والسويداء، الخامس: إقليم
الضمير الذي هو محل السر، السادس: إقليم الغلاف، السابع: إقليم إحاطة القلب. ولكل إقليم
باب، فباب الأول سر الحياة، وباب الثاني سر العلم، وباب الثالث سر القدرة، وباب الرابع
سر الإرادة، وباب الخامس سر الرحمة، وباب السادس سر الحكمة، وباب السابع سر العمل.
وإن الأقاليم لها ٤٠ حجابا وهي التي تكون بين العبد وربه، فلأجل ذلك جعلت الرياضة ٤٠
يوما لأن كل يوم يكشف حجابا، ولذا يشرف الطالب على الأقاليم السبعة وينظر إلى عجائبها
وما أودع الله فيها من النبات
والحيوان والمعدن فهؤلاء
الأستار. فأول ذلك ستر التراب، ثم ستر الماء. ثم ستر الهواء. ثم ستر النار.
ثم ستر اليبوسة ثم ستر الرطوبة.
ثم ستر الحرارة. ثم ستر الصفراء ثم ستر البلغم. ثم ستر السوداء.
ثم ستر الدم. ثم ستر الجهل.
ثم ستر الذنب. ثم ستر الغفلة. ثم ستر البعد. ثم ستر الكثافة. ثم ستر المخالفة. ثم ستر
الرسوب. ثم ستر الشهوة. ثم ستر الدعوى. ثم ستر الخوف. ثم ستر الرجا. ثم ستر الكرامة.
ثم ستر الأفعال. ثم ستر الأقوال. ثم ستر القبض. ثم ستر البسط. ثم ستر الغنى. ثم ستر
العبادة. ثم ستر القبضة. ثم ستر النوم. ثم ستر النهار. ثم ستر الليل. ثم ستر الخاتمة.
ثم ستر السابقة. فهذه ٤٠ سترا هي حجب الأبواب السبعة، وهذه الأستار بأربعة أنواع ترتفع،
فلكل ١٠ أستار نور واحد، فالعشرة الأولى رفعها نور الحياة، والثانية رفعها نور العلم،
والثالثة رفعها نور القدرة، والرابعة رفعها نور الإرادة.
وها أنا أبوح بتصريف ذلك:
الأول في الصافات صفا، الثاني في الزاجرات زجرا، الثالث في والتاليات ذكرا، الرابع
في الذاريات ذروا، الخامس في الحاملات وقرا، السادس في الجاريات يسرا، السابع في المقسمات
أمرا، الثامن في الطور، التاسع في كتاب مسطور، العاشر في البيت المعمور، الحادي عشر
في السقف المرفوع، الثاني عشر في المرسلات عرفا، الثالث عشر في العاصفات عصفا، الرابع
عشر في الفارقات فرقا، الخامس عشر في التاليات ذكرا، السادس عشر في الناشرات نشرا،
السابع عشر في الفارقات فرقا، الثامن عشر في الملقيات ذكرا، التاسع عشر في المقسمات
أمراد، العشرون في النازعات غرقا، الحادي والعشرون في الناشطات نشطا، الثاني والعشرون
في السابحات سبحا، الثالث والعشرون في السابقات سبقا، الرابع والعشرون في المدبرات
أمرا، الخامس والعشرون في الشمس وضحاها، السادس والعشرون في القمر إذا تلاها، السابع
والعشرون في النهار إذا جلاها، ٢٨ في الليل إذا يغشاها،٢٩ في الأرض وما طحاها،٣٠ في
الجوار الكنس، الحادي والثلاثون في طور سينين، الثاني والثلاثون في البلد الأمين، الثالث
والثلاثون في جملة أسماء الله تعالى من حيث المخلوقات على التفصيل، والستران الآخران
هما أستار الجملة، السابع والثلاثون في أستار الجملة وتمام الستر الثامن والثلاثون
في سر لا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون. فهذه جملة أقسام الله في أستار الكليات والجزئيات،
والعلويات والسفليات، والفرديات والمركبات والمزوجات والخمسيات والكليات والملكوتيات
وجميع المذكورات في القرآن، وإن تحقق الطالب معرفة الإشارات وأسباب الرياضات في هذا
السر، كشفت له الرياضة عن هذه الأسرار. واعلم أن هذا الاسم نافع لأرباب العقول من أهل
الولايات ويعطي صاحبه الهيبة، ومن خواصه إذا كتب على فضة يوم الإثنين، وحوله اسم الملك
وتلا الاسم عدده، وذكره القائم به وحمله رفع الله قدره. وخادمه هيهيائيل، فمن تلاه
عدده وهو ١٢١ مضروبة في نفسها في خلوة نزل عليه الملك وقضى حاجته، وإن وافق عدد اسمه
كان هو الاسم الأعظم، وإذا تلاه إنسان عند حاكم رفع قدره وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى القدوس
وذكره القائم به: البسملة،
اللهم أنت الملك القدوس محيي الأرواح والنفوس، مالك الرقاب ومسبب الأسباب، مالك يوم
الدين ومقرب البعيد ومجيب دعوة المضطرين لا إله إلا أنت الواحد الأحد، ذلت لك رقاب
الملوك وصار كل ملك لك عبدا مملوكا، أسألك باسمك الملك القدوس أن تملكني ناصيتي، وتكشف
لي عن حقائق عالم الجبروت لأحظى بالأسرار الربانية والآيات الملكوتية وأسود باشراقي
على أبناء جنسي، وملكني اللهم ناصية عوالم اسمك الأعظم الذي تعززت به ولا تسمى به غيرك،
يا ملك يا قدوس يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام، أجب أيها السيد الجليل هذا الاسم
الجليل، ومدني بروح من روحانيتك يخدمني في حوائجي. واعلم أن هذا الاسم له تأثير في
تسخير القلوب وقضاء الحوائج؛ فتريض واتله العدد المذكور، واكتب المربع وأمر الروحاني
بما تريد مع تلاوة الذكر، فإنه يقضي حاجتك.
فصل في اسمه تعالى القدوس
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن معنى القدوس هو المنزه عن النقائص، وهو الموصوف بالكمال والتقديس، وفي حق العبد
الطهارة، وفي حق البقاع مثل البيت المقدس. واعلم أن الله تعالى لما خلق الملائكة الحاملين
للعرش والمحيطين بالكرسي، والمتصرفين عن القلم والمتصفحين اللوح جعل لهم أنواعا من
الأذكار واختلاف تعبدات، وكذلك أهل السموات السبع وأهل الملأ الأعلى ذكرهم قدوس. وأما
أهل الكرسي فذكرهم سبوح قدوس، وأما أصحاب اللوح فذكرهم قدوس سبوح رب الملائكة والروح.
وان من معاني اسمه القدوس العلو في لطائف الجبروت الأعلى الذي جلت أنواره عن الإدراكات.
ومن خواص هذا الاسم، إذا وافق عدده اسم أو أضاف إليه سبوح ولازم عليه، فإنه يكشف له
عن العوالم العلوية، وإن قال: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ولازم على ذكره، فإنه
يكشف له عن عوالم الملكوت والجبروت، وهو ذكر حملة العرش بعد الحوقلة، هو يتلى مرة والحوقلة
مرة، والقدوس ذكر الكروبيين والرؤساء جميعا.
تنبيه: اعلم أن روح القدس
هو في سدرة المنتهى، وهو يتجلى للتخليق الإيمانية في القلوب الطاهرة، وهو وحي الإلهام
لعبارة المقربين، وهو الحديث الذي يلقيه الله على القلوب بواسطة روح القدس، وهو على
٥ مراتب: مرتبة السر والعقل والروح والنفس والقلب، وذلك أن العالم الإنساني مقدس في
أصل الوضع منزه عن غير التوحيد، فالله تعالى أظهر سره في عين القرب، وأظهر عقله بأنوار
الشهود، وأظهر روحه بأنوار المخاطبة، وأظهر نفسه بحقائق الجنة، وأظهر قلبه بنور الإيمان
لأن الأسرار لطائف الإيمان. والطهارة ثلاثة أقسام: طهارة من الألوان بصفاء الوقت، والثانية
طهارة من التفكر، والثالثة مراقبة المتروك من السر لتلقي ذلك بحسب التجلي، وإن الطهارة
الكاملة هي التقديس الأصلي وهو مستغرق في بحار العظمة وأنوار الأزل، وذلك رتبة الصديقين
والأنبياء والأولياء والمقربين. وأما تقديس العقول فعلى ثلاثة أقسام: القسم الأول تقديس
العقل عن الهفوات والنظر إلى عين حكمته. الثاني: الثبوت على الخطاب الأول بدوام المشاهدة،
ومطالبة الأزمنة في ذلك بتوفيق الله.
الثالث: هو القاء عن المخاطبة
الأولى في مشاهدة المخاطبة الأولى في كل خاطر والوفق في الاضمحلال في بروق القدم وهو
مقام الأبرار. وأما تقديس الأرواح فهو على ثلاثة أقسام: الأول الثبوت على مشاهدته في
عالم النفخة، وكيف تحققت بحقائق اللوح والقلم الذي هو مبادئ الأرواح الأعلى الخالي
من التلويات وقبولها إلى أن يتلقى العقل بالعقل. وأما تقديس النفوس فهو على ثلاثة أقسام:
الأول ثبوتها على السبع الأول، وقبولها للسر بما قدر لها، وذلك بذهاب الشهوات المعينة
وقطع العوائد المألوفة بالرياضات. الثاني: شهودها صور الأكوان التي أودعها الله في
اللوح المحفوظ إذ هي لوح العالم الإنساني، بما أودع الله فيها من سر الحركات، وذلك
بمطالعة العلوم الربانية، والشواغل إلى بوارق رموز أهل المعرفة والتحقيق والتدبير فيما
لوح به أهل الأحوال. الثالث: انقلابها من الإشارة إلى التحقيق الأول إلى الواو اللوامة،
ثم إلى المطمئنة وهو الثالث، وذلك أن يقطع بنية العالم السفلي المشكل من ذواته أفعالها
وصفاتها. وأما تقديس القلوب فعلى ثلاثة أقسام: تقديس الإيمان من ظلمة الشرك، وتقديس
الأعمال من الرياء. الثاني: الأمر والنهي بالإخلاص، فتقديس الإيمان هو ملاحظة الأنفاس
في حضرة الحق، وذلك بنزول التأييد، ثم تقديس الأعمال، وبجعل الحق قبلته ولا يلتفت إلى
جهة، بل ينظر إلى الحقائق كلها. الثالث: القيام بالخدمة في كل نفس وعدم الرئاسة، وكل
قلب فيه مثقال ذرة من حب الرياسة حرم الله عليه اجتراع حلاوة الإيمان لأنه يدعو بما
ليس به حق، وذلك قوله تعالى ويُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا. وأما
تقديس الجسم فهو على ثلاثة أقسام: الأول تقديس الغذاء بطلب الحلال، وذلك بامتزاج التوكل
والتلطف بظاهر التفويض، والثاني طهارة البدن بالخشوع حتى يذهب ويبقى معناه، ويلطف كثيفه
ويبدو لطيفه، وذلك بامتزاج الذكر والخلوة والصمت، والثالث دوام الأوراد، ولزوم الطهارة
ليلا ونهارا، واستعمال السهر والخدمة، وهذا مقام التائبين، وأول مبادئ المبتدئين وأول
بداية الورعين، فإذا تقدست أوصافك قابلك روح القدس من عالم الافهام ما في قدرتك تحمده،
وتتكلم بحكم أهل التمكين من سر السر من عجائب الملكوت، ويظهر على صاحب الحال ويرى ما
في عوالم الكرسي من الأرواح ويكون من أهل المكاشفات، وما نلنا هذا المقام إلا بانخلاعنا
عن الشهوات النفسانية. وكانت نتيجة النطق بالحكمة والكشف عن خواص الأسماء. ومن خواصه:
من تلاه عدده، وهو على رياضة
كاملة، نال الهيبة والقبول. والتقرب إلى الله بهذا الاسم تلاوته دبر كل صلاة عدده في
خلوة ورياضة، ويقول بعد ذلك: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ويلازم على التلاوة والصمت
في تقديس الأسماء، كما ورد عن النبي عليه السّلام أنه قال: اتقوا أفواهكم فإنها مجاري
القرآن أشار لطهارتها، وإذا كتب في ورقة بيضاء بمسك وزعفران، وحمله إنسان وأكثر من
تلاوته كان مهابا مقبولا. وإذا كتب في خاتم فضة وحمله من كان يفعل المعاصي ولازم على
تلاوته قدسه الله من الشبهات. واعلم أن هذا الاسم قد احتوى على حرف من حروف الاسم الأعظم
في حقه، وتلاوته مضروبا في نفسه يحصل المطلوب وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى
السلام
وأما الذكر القائم به تقول:
البسملة، الهي قدسني من شبهات الأغيار، واشرح صدري بنور الأنوار، واكشف لي عن عالم
الملك والملكوت لأحظى بالسر الأقدس النفيس الأنفس، واكشف عن قلبي حجاب الغفلة وقربني
إليك زلفى يا سبوح يا قدوس، ومدني برقيقة من رقائق اسمك القدوس لأقدس بها وجودي بتقديس
الأبرار الكاملين الأخيار من الأنبياء والصالحين، وسخر لي خادم هذا الاسم لأتحلى بالتحقيق
والتمكين، يا مالك يوم الدين، أجب أيها السيد لقيائيل وأعوانك بحق اسمك القدوس.
فصل في اسمه تعالى السلام
اعلم أن معنى السلام السالم
في نفسه عن سمات المحدثات، وفي صفاته عن صفات المخلوقات، وذلك لا يكون إلا لله، فإذا
لا تكون السلامة إلاّ منه وإليه، كما قال عليه السّلام: اللهم أنت السلام ومنك السلام
وإليك يعود السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام. واعلم أنه لم تكن سلامة صادرة
إلاّ من اسمه تعالى السلام، وقد وجد في حق المؤمن السلام وهو على إسلام خواص وإسلام
عوام، فإسلام العوام قوله تعالى ولَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ طَوْعًا
وكَرْهًا وإسلام الخواص قوله تعالى:
فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ
يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وذلك أن الله جعل الإسلام مضافا إليه، إذ
هو عموم في جميع الخلق علويها وسفليها حيوانها ونباتها وجمادها فهو إسلام بالإيجاد.
واعلم أن حقيقة الإسلام تسلم الجسم للأعمال والفكر للأفكار، وتسلم النفس بمخالفة الهوى،
وتسلم الأرواح للتذكر مع إقامتك باليقظة الحقيقية السر والشهود للإسلام، وله ثلاثة
مراتب: أعلى وأدنى ووسط، فأول القول امتثالا بالفرائض الخمس لمن وضح له ذلك، والثانية
في الاستسلام فيما يجري من المقادير بعدم الاعتراض مع ثبوت الحال مع الله، وإن مات
حشر إلى دار السلام، وعلامة العقل من ملاحظة الغيرية والسوية عن الكثيفة، وسلامة الروح
ملاطفتها من الأغيار، وسلامة النفس تسليمها للأمان. وأما إسلام الأجسام فلزومها الخدمة
على حسب الطاقة، وصلاة المرء استغراقه في هيبة العظمة، وصلاة الروح لتجلي الأسماء،
وصلاة النفوس قطع العلائق التي تشغل عن الله تعالى، وصلاة القلوب تصحيح الخواطر بنور
المسميات، وصلاة الأجسام لقيامها بين يدي الله على حد الأمر والنهي.
تنبيه: اعلم أن قبلة السر
الذات المقدسة، وقبلة العقل الصفات الرحمانية، وقبلة الأرواح الأسماء المكرمة، وقبلة
النفوس الأفعال المطهرة، وقبلة القلب الإيمان بالمواهب للفوز، وقبلة الأجسام البيت
الحرام ولزوم الأسرار إلى يوم الدين، وحج العقول إلى بيت الحكمة، وحج الأرواح إلى المكاشفة،
وحج النفوس إلى بيت الفراسة، وحج القلوب إلى بيت المواهب اللدنية، وحج الأجسام إلى
البيت العتيق، وأذان الأسرار الإعلان بالكتمان، وأذان العقول ثبوت الأسماع، وأذان الأرواح
ثبوت الإجابة، وأذان النفوس القيام بمن الجنة، وأذان القلوب الأعمال بالذكر على الدوام،
وأذان الأجسام نداء الغافلين.
واعلم أن المسلم من سلم الناس
من لسانه ويده والتقرب إلى الله بهذا الاسم والرياضة ٤٠ يوما مع
فصل في اسمه تعالى
المؤمن
التلاوة عدده، وتلاوة الدعوة
حتى يحضر الخادم، فإنه يرى من حقائق المسميات في العوالم. وإذا كتب هذا المربع وسقي
لصاحب السوداء برئ. وإذا كتب في فضة وحوله اسم الملك على دائرة، ودخل الخلوة وتلا الاسم
دبر كل صلاة عدده، وهو مائة واثنان وثلاثون مضروبة في نفسها، على قضاء الحوائج، وابتدأ
التلاوة ودخل الخلوة وتلاه يوم الجمعة وقت العصر. ومن كتبه ستة وستين مرة في إناء،
وسقى أربعين يوما لصاحب الوسواس النفساني لا يعود إليه أبدا. وإذا كتب في خاتم فضة
ويتلو الاسم دبر كل صلاة عدده فإنّ الله يرزقه العدل والسلامة من الجور. وإذا وافق
عدده اسمه كان اسما أعظم، ومهما توجه في حاجة قضيت. وإذا كتب هذا المربع في رق وحمله
إنسان نال السلامة في البر والبحر وهذه صورته:
وأما ذكره فتقول: البسملة،
اللهم سلمني من الخواطر النفسانية، وأحي قلبي بنور معرفتك القدسية، وسلمني من الكدورات
الظلمانية والرعونات النفسانية، وجنبني كل مكروه، وأنلني كل رفعة، واكشف يا قدوس يا
سلام يا مؤمن يا مهيمن، وملكني ناصية الملك الخادم بعطيائيل، واكشف بيني وبينه الحجاب
واقض حوائجي بحق اسمك السلام. ما من عبد ناجى ربه بهذا الذكر وقت السحر ليلة الاثنين،
إلا رفع الله قدره ورزقه الحظ الوافر والسلامة من كل سوء.
فصل في اسمه تعالى المؤمن
اعلم أن معنى المؤمن هو المصدق
بالإسلام لغة، واصطلاحا هو الذي يعزى إليه كل أمر، ومحل الاسلام الصدر وهو عالم الكرسي،
والإيمان محله القلب وهو عالم العرش لأن القلب محل التجلي ومحل العناية الربانية قال
تعالى أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وهو محل الروح، والأصل أن اللوح
الملكوتي لم يقع فيه التبديل بل هو محل الإيمان، والإيمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان
وعمل بالجوارح.
واختلف الناس في الإيمان
وحقيقته أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره، وأن الذي
جاء به محمد حق والميزان حق والحوض حق والشفاعة حق ولقاء الله حق، وأن الساعة آتية
لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور. وإيمان الأسرار بالمعرفة، وإيمان العقول
بالعلم، وإيمان الروح بالكشف، وإيمان النفوس بالتحقيق، وإيمان القلوب بالإخلاص، وإيمان
الأجسام بالأفعال على العقول، وهو يتولد من الرحمة بنور الإيمان على الأرواح يتولد
منه المحبة، ونور الإيمان على النفوس يتولد منه الفتح، ونور الإيمان على الأجسام يتولد
منه القيام بحقيقة الخدمة، وينبغي أن لا يدع الأذكار المناسبة لذلك، ويتحقق باسمه المؤمن
ببعد القلب عن الأسباب ومقام المتوكلين وهداية القلب عن طلب ما سواه تعالى، وأول مراتب
الإيمان الفراسة لأنه أمر يظهر في القلب بنور الإيمان، والثاني في الرؤية، والمشاهدة
أعلى مراتب السالكين.
واعلم أن الفراسة خاطر يهجم
على القلب وينفي الشك ويقطع الظن، وتعريف المكاشفة نور يحل
فصل في اسمه تعالى
المهيمن
في القلب فيضيء على الأكوان،
ويغرق في بحار الحال والوجود، وذلك حفظ مراعاة الأدب في العالم، ومراعاة الأحوال عن
الخروج عن الحق قولا وفعلا، والثبوت على الحضور على فناء الغيبة، فذلك صاحب تمكين،
فهذه حقيقة الإيمان. ولقد أعطى الكشف عن الحكيم أفلاطون، فإنه متعبد وهو حي متخلق باسمه
المؤمن، وأعطى منه حقيقة المشاهدة وهو عظيم عند المريد. ومن أراد أن يرى حقيقة الإيمان
ويشاهد الخيرات فليذكره دبر كل صلاة عدده، وله خواص لمن أراد الخلوة، يتلوه دبر كل
صلاة مائة مرة فإنه ينال رتبة المشاهدة، والكشف عن الشهوات النفسية والخواطر، وكل ذرة
تجيء من الحرام حجب من ذلك، والرياضة له أربعون يوما فإنه يشاهد ما تعجز عنه الأوصاف.
ومن كان عنده شك أو به وسواس، يكتب هذا الاسم ويشربه على الريق واحدا وعشرين يوما فإن
الله يبرئه. وإذا كتب مربع هذا الاسم على فضة أو ذهب، وحمله إنسان أو امرأة نفساء عرض
لها وسواس أبرأه الله. وتلاوته ثلاثة وأربعين يوما دبر كل صلاة عدده، وهو مائة وستة
وثلاثون مضروبة إلى تمام العدد، فإنه ينزل عليه قليائيل وتحت يده ست قواد، تحت يد كل
قائد عوالم كثيرة ويقضي حاجته وهذه صورته:
وذكره القائم به: البسملة،
رب مدني برقيقة من رقائق اسمك تشرح بها صدري، ومدني ببارقة من فيضك الأقدس النفيس الأنفس
فأنت سامع الأصوات ومجيب الدعوات، أسألك بسر سريان ودك القديم أن تهديني إلى صراطك
المستقيم، وتحيي روحي بالإيمان القويم، فأنت ربي وبيدك سمعي وبصري، اللهم ملكني ناصية
خادم عوالم اسمك المؤمن، واشرح صدري لملاقاة عبدك وقليائيل ليمدني بعوالمه ويقضي حاجتي
يا رب العالمين. من ناجى ربه بهذا، واتخذ الاسم وردا رزقه الله الهيبة وحلاوة الإيمان.
فصل في اسمه تعالى المهيمن
اعلم أن معنى المهيمن هو
القائم على خلقه بأعمالهم ومحياهم ومماتهم وبعثهم ووجودهم، وهذا الاسم جامع للاسلام،
ودليل الظاهر والباطن، وحروفه خمسة جمعت حروف الملكوتيات ولطائف الأكوان؛ فالميم من
حروف الملكوت والميم ظاهرها الهاء وهي أيضا ظاهرة، والهاء حرفان وهي عبارة عن اسمه
هو، وهو حقيقة النفس، والياء سر الألف المتولدة عن الصمت وهي حرف من حروف العقل، والميم
الثانية: تشير إلى الملكوت الأعلى، والنون إشارة إلى حقيقة العلم لأنه باطنه، وعليه
حمل الملك أعني النون وقد جمع هذا الاسم لهذه الأسرار وإنه تعالى قد جعل الأمر العلي
مهيمنا على العقل، وجعل العقل مهيمنا على الروح، وجعل الروح مهيمنا على النفس، وجعل
النفس مهيمنا على الحركات، وهي مهيمنة على السكنات، وهي مهيمنة على الحروف، وهي مهيمنة
على المعاني، والمعاني مهيمنة على الأسرار، ولذلك ربط العالم وجعل الأشياء مرتبطة بعضها
ببعض، والجميع ممتد منه، وكل أول مهيمن
فصل في اسمه تعالى
العزيز
على الثاني، كما أن الألف
مهيمنة على الباء، والباء على التاء، وكل اسم سلكت به ثم استكملته، فالذي تفعل به مهيمن،
وأسماء الذات مهيمنة على غيرها. والمتخلق بهذا الاسم يلزمه الأدب في سائر أفعاله وهو
من أذكار الأولياء، لأن المتخلق به يكون كثير المشاهدة كثير الخوف وهو أي المهيمن هو
الذي أنطقك بسر الروح، وبصرك بسر النور، وألهمك بسر العقل، وصرفك بسر الأمر، وأسمعك
بسر العناية، واستعملك بسر الدراية والهداية، والمتقرب إلى الله بهذا الاسم يندرج في
أطوار السلوك مقاما بعد مقام وأن تعرج في سلم المعارف درجا بعد درج، وعليك بتلاوة هذا
الاسم مع ما فيه من السر والفكر، تراقب السر بالهيبة، وراقب الفكر بالحياة، والروح
بالتمكين والنفس بالخوف والقلب بالعلم والجسم بالعمل، فهؤلاء المراقبات هم مفاتيح،
فإذا أردت الفتح على هذه المقامات، فتريض واتل الاسم ليلا ونهارا في خلوة، فعند ذلك
يفتح لك بالهيبة باب الأنس، وبالحياة باب البسط، وبمراقبة الروح يفتح باب الأمن، وبمراقبة
القلب يفتح لك باب العلم، والكل من شرف هذا الاسم.
ومن وافق عدده اسمه واتخذه
وردا كان اسما أعظم في حقه، ونال من الخيرات في سره وفكره ما لا نهاية له. ولهذا الاسم
ذكر جليل القدر، فمن واظب على قراءته رزقه الله الهيمنة على قراءته، وينال رتبة الأبدال
والكشف على حقائق المعلومات. ومن ربط حروف اسمه مع اسم من أراد وجمع حروفهما في وفق
مربع وحمله فإنه تأليف لا ينفك. ومن كتبه على فضة وحمله بليد الذهن فتح الله عليه.
وإن أراد أن يرى في منامه شيئا من التجليات، فليرسم الاسم في كاغد في وقت صالح ويضعه
تحت رأسه ويحمله ويتلوه عدده والذكر القائم به، فإن الله يفتح عليه وهذه صورته.
وأما ذكره: البسملة، سبحانك
ما أعظم شأنك وأعز سلطانك لا إله إلا أنت رب الأرباب ومالك الرقاب أنت المهيمن الوهاب،
أسألك اللهم بسريان حكمتك في القلوب والأسرار، ونور تجليك على الصالحين الأخيار، أن
تكسوني هيبة وقبولا بين أبناء جنسي، وأن تكشف لي عن أسرار الهيمنة، يا مهيمن أنت العالم
بما يكون صرفت الأفهام والألسن عن وصف كمالك، وأنت أجل وأعظم أن تدرك ذاتك، أسألك أن
تمدني برقيقة من رقائق اسمك المهيمن، وأن تمدني بخادم هذا الاسم طليائيل لأعرف المراتب
السنية من العلوم اللدنية، يا الله يا مهيمن. من لازم على هذا الذكر سخر الله له القلوب
ونال كل مطلوب.
فصل في اسمه تعالى العزيز
اعلم أن معنى العزيز هو الخطير
الذي لا مثيل له وإليه تشد الحاجات، ومعناه الغالب القاهر.
واعلم أن العزة هي أصل البقاء
لأن الحق تعزز بالبقاء، وإنه وهب العزة والبقاء في الجنة للمؤمنين وعزة رسوله عليه
السّلام بالحياة الأخروية، وذلك بنور النبوة اختصاصه بالرسالة، والرسالة كلامه وكلامه
باق ببقائه، ولذلك لا ينزله إلا عن السر الذي يبقى ببقائه في دار الآخرة فيسمع الباقي
بالباقي، ولذلك
فصل في اسمه تعالى الجبار
العلماء الوارثون لهم العزة
النبوية، وحياة القوم وحقيقتها في الإيمان حياة القلوب الخدمة لله، وحياة الله بمحبة
الله، وحياة الأجسام بالقيام بأوامر الله، إذا استكمل العبد هذه المقامات دعي عزيزا.
ومن أراد حقيقة التحقيق بهذا الاسم فليصبر على عز الربوبية بسر العبودية والتسليم قال
صلى الله عليه وسلم: من تواضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه. لأن المرء بثلاثة أشياء
قلبه ولسانه ويده، فإذا تواضع بلسانه ذهب بثلث دينه، وإن تواضع بقلبه ويده ذهب بثلث
دينه والمتخلق بهذا الاسم لا يتلو معه شيئا، ويكون خاليا عن الناس تاركا للشهوات، ويكون
غنيا بالله تعالى، وهذا الاسم من أذكار المتوكلين لأن المعتمد على هذا الاسم يرزقه
الله من حيث لا يحتسب. ومن كتب مربعه في خاتم من فضة أو ذهب وحمله، مع الملازمة على
التلاوة رزقه الله العزة. وإذا وفق عدده مع اسم شخص، واتخذه ذكرا فتح الله عليه أبواب
العزة، وكان مهابا عند العوالم السافلة والعلوية. وأما الذكر القائم به: بسم الله الرحمن
الرحيم اللهم أنت العزيز الغالب الذي لا تغلب قوته غالب، أسألك أن تقويني على طاعتك،
وأن تسخر لي عبدك ريضيائيل خادم هذا الاسم يمدني بالهيبة والوقار ويقضي حوائجي، وأن
تحيي قلبي وروحي ببارقة من البوارق النورانية لأتعزز بعز عزتك يا عزيز، واحفظني وارفعني
إلى رتبة الأولياء والصالحين يا رب العالمين، وثبتني كما ثبت أولياءك المقربين وأهل
طاعتك أجمعين.
فصل في اسمه تعالى الجبار
اعلم أن معنى الجبار هو الذي
يمضي حكمه على طريق الإجبار في كل واحد، ولا يدافعه حذر حاذر. وهو الله والجبار المطلق
هو الذي يجبر كل أحد، والنظر في ذلك على أنواع لا تحصى من حيث التفصيل، لأن أعظم الشواهد
في ذلك عالم الملك وهو المعبر عنه بعالم الشهادة إذ هو أقرب الاعتبار للمعتبرين إلا
أنه محل ذواتهم، فالحظ التدبير إلى الله إذ أنزل من السماء ماء واحدا برحمته لقدر معلوم
تناوله السحاب، وهو ركن واحد، وإن اختلفت جهاته نزل إلى سطح الأرض وقوله تعالى: وتَرَى
الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللهِ الَّذِي
أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ثم النبات منه ما هو قوام الأجساد ومنه ما فيه هلاكها، ألا ترى
النبات صغير الجسم لو تراكم عليه الماء، وإن كان الماء على الرحمة كان عذابا في حقه
لأنه يقضي المحاق، ومثله النبات الكبير، فلا بد أن كل عالم له حد معلوم، كما أن الشجرة
محتوية على أصول وفروع، وهي محتوية على أغصان وورق، وهما محتويان على زهر وثمر، ولكل
واحد عدد يليق به. والجبار تعالى هو سر الجبر والقهر، ولو لا ذلك لاختل النظام، وهذه
العناصر الأربعة المعظمة القدر التي قام بها نظام العالم. وإن الإنسان إذا هذب نفسه
حصلت له الخلاقة والجبرية واستنزلت روحه وتهذبت أخلاقه، فخدمته الطبائع، ولو لا سر
الإمداد وإقامة الطبائع ونسبتها بسر الجبر والقهر، ولو قام منها عنصر هلك الجسم وفسد،
وإن الجبار جبرها بسر الجبر، وباقية الجسم قام نظام العالم والكون والفساد، ولذلك ظهر
نظام العالم بسر النسب والإضافات، فإن الأنساب كلها أسماء الله وهي النسب الإلهية حتى
لا يفتقر إلا إليه، وإن نظام الجسم بالحرارة الغريزية وبقية الأربع طبائع، وسر هذه
الطبائع بالقوة القهرية، فإذا انتقل إلى الدار الآخرة ارتفع سر القدرة والقهر والجبر
عن الطبائع
المؤلفات، وعلى هذه الصفة
يكون أسرار العلم الملك الذي هو عالم الغيب والشهادة، ثم الشاهد الثاني فمن الله تعالى
خلق عالما من العوالم بتدبيره.
وإن العالم العلوي كما أن
له نظاما وعوالم تدبر الأفلاك بقوة جبرية، بكل عالم وجبره، وجب التقدير والروح في فضل
التركيب بحكمة الهيبة والتقرب إلى الله بهذا الاسم والرياضة ٤٠ يوما. ومهما خطر لك
من الزوائل من الكبر والرعونات الأمارة، فأورده على الخواطر والأصول الكتابية والأصول
المحمدية. ومن ربط هذا الاسم بطريق التكسير، وكتبه في مربع وحمله كان ذا قدر عند الأكابر
والحكام. ومن كتب مربعه على فضة، وحوله اسم الملك، والذكر القائم به، وحمله ودخل على
الملوك عظموه. وإن كان إنسان له عدو أو ظالم تجبر عليه، يتلوه عدده مضروبا في نفسه
ويقول: اللهم إني أسألك باسمك الجبار أن فلانا عبدك آذاني وتجبر علي، وأنت جبار السموات
والأرض، أسألك أن تجبره وتقهره بالمحبة والمودة لي يا جبار يا الله. وإن شئت قلت: أجب
أيها الملك، وتوكل بفلان بحق هذا الاسم وتتلوه. وقد رأيت هذه الآية وهي قوله تعالى:
هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ إلخ وفيها هذه
الآية والأسماء وكلها اشتقاقية، وفيها اسم واحد غير اشتقاقي، وهو من باب الروح في طريق
الأوفاق، ولها مربع إذا كتب بمسك وزعفران وماء ورد، ويكون الكاتب صائما ويتلو الآية،
ويذكر اسم من يريد من الملوك الأرضية ويتكلم بالذكر الآتي فإنه يحضر، وإذا أردت إحضاره،
فاتل الإسم عدده فإنه يحضر، وهو من عوالم عزرائيل، وتحت يده ٤ قواد، تحت يد كل قائد
٦٠ صفا، ويأتي للذاكر يقضي حاجته وهذه صفته:
وإذا أردت حضور خادم الاسم،
فادخل الخلوة واتل الذكر القائم به واطلبه فإنه يحضر واسمه رحبائيل. وذكره: بسم الله
الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك يا معلل العلل، وأزلي الأزل قبل الأزمان الزائلة والأماني
الفانية يا جبار يا قدوس، يا من هو الأول والآخر والباطن والظاهر، يا مكون التكوين،
فصل في اسمه تعالى المتكبر
فصل في اسمه تعالى
الخالق
يا مقدر الوقت والحين انقلني
من هذا البحر الذاتي الفاني والخليفة الفانية، واحمل روحي مع ملائكتك الكرام المقربين
الأخيار، وانقل طبعي من طباع البشرية يا أزلي الأزل يا مفني الخلق والدول، يا من هو
في ملكه جبار، لا إله إلا أنت الواحد القهار العزيز الجبار، أسألك أن تمدني بعوالم
هذا الاسم ليقهروا لي كل متكبر جبار، يا الله ٣، يا جبار أجب أيها الملك رجفيائيل،
وتوكل بكذا وكذا بحق اسمه الجبار، واقرأ الآية تنل ما تريد.
فصل في اسمه تعالى المتكبر
اعلم أن المتكبر هو الذي
يرى كل شيء حقير بالإضافة إلى ذاته ولا يرى الكبرياء إلا لذاته، فنظره لغيره نظر الملوك
إلى العبيد، ولا يكون ذلك إلا لله. وكل من رأى الكبرياء لنفسه كان جاهلا، والمتكبر
المطلق هو الله تعالى، وذلك أنه لما خلق السموات العلى والأرضين السفلى قبل إيجاد الموجودات،
وأظهر عجائب المصنوعات قبل ظهور التقدير وترتيب التدبير، أبرز من أنواره نور كبريائه
في الإيجاد الأول فخافت فرقا، ثم انزعجت قلقا وهامت فيضا وفوقا، فبعد ذلك بسط عليها
من أنوار الرحمة ما ثبت له في عالم التوحيد، وشاهدت به حقائق الأعمال، فكل ذرة ما ألزمها
من القهر بذل العبودية حتى عرفت ذلك بهذا في اليوم، وهذه الصفة ظاهرة في الدارين بارزة
في الكونين، وليست صفة تبطن في عالم وتظهر في آخر، وإذا أراد الله بعبد خيرا بصره بهيبة
كبريائه، ثم يمده بعين الرحمة، فيعقب بسط، فيعظم فرحا بما أنعم الله عليه. واعلم أن
الذي لم يقع في حق الله إلا من استكبر في الأرض بغير الحق، وهم الذين يحبون أن يحمدوا
بما لم يفعلوا، وهم أهل الشهوات الذين يتبعون أهواءهم. ومن شاهد كبرياء الله وكان صاحب
تمكين، رزقه الله التصريف في وجوده، والذاكر لهذا الاسم يجد التواضع في حركاته وسكناته،
والتقرب إلى الله بهذا الاسم الإقرار بكبرياء الله والخشوع حتى يغلب عليه الخوف لأن
النبي عليه السّلام رأى إنسانا يصلي، وهو يعبث بلحيته فقال: لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.
وهو ذكر المتعبدين من المريدين مع إضافة الآية الشريفة، ومداومة الأذكار وخشوع القلب
ومن كتبه وحمله في رأسه رفع الله قدره، وله رياضة إحدى وعشرين يوما وتلاوته كل يوم
عدده، فإن عوالمه تحضر، وخادمه سجيائيل يأتي للذاكر ويقضي حاجته وكل ما أراد من قمع
الجبارين. وأما ذكره تقرأ البسملة وتقول: اللهم أنت المتكبر لا كبير غيرك، لك الكمال
المطلق، ولك الجبروت القهري لا إله إلا أنت يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن، أسألك يا
قهار يا الله يا رب، اللهم اقهر أعدائي وأحي قلبي، وأيدني بالخضوع والخشوع حتى يخشع
لك قلبي وجوارحي بالخضوع إليك، يا متكبر يا أمان الخائفين يا رب العالمين. من لازم
عليه فتح الله عليه ونال شرف الكشف.
فصل في اسمه تعالى الخالق
اعلم أن الخالق هو صانع وهو
خالق على الدوام في كل لمحة وخطرة سبحانه وتعالى، والخلق هو الإبداع المخترع من غير
مثال، وعالم الملك والملكوت هو الاختراع وتفصيله عالم الأسرار، والعالم
العلوي وهو عالم الرتق، وعالم
الغيب والعالم السفلي وهو عالم الفتق وذلك سر الله الإمدادي قال تعالى أَلا لَهُ الْخَلْقُ
والْأَمْرُ وهذا الاسم من أذكار الأكابر، وصاحب هذا الاسم يتفكر في أصول مبادئ المخلوقات
حتى يكشف له عن ذلك حتى يحيط ببعضها، ثم يستدرج عوالمه على التفصيل، فيظهر له شرف الإشارة
فيه قبل التفصيل، وتنطبع أحوالهم في قلبه، وبعد ذلك يظهر سر ترتيب الروحانيات وترتيب
غايتهم وما وكل إلى كل أحد، فيعرف ما في السموات وما في الأرض، ثم في القلوب المستنيرة
في الهداية الإيمانية لم تعرف في الظواهر الحسية. وذاكر هذا الاسم ينال المراتب العلية
بالاطلاع على المراتب العلية القابلة الوجودية المثبتة المراتب للنفس، لأن العالم صورة
في النفس والقلب يطابقه المعلوم لأن علم الله والعلويات حسب وجودها، ووجودها سبب لحصولها.
واعلم أن الله خلق السموات السبع وجعلها حجب الأنوار وحاملات كرامات الجبايات، وخلق
الأرضين السبعة وجعلها خزائن نعمه وكان مركزها أربعة، كما أن مركز السفليات أربعة،
فأما مركزها العلويات فأولها العقل أي أنها مدارك العقول ومركز الروح بمعنى أنها مدارك
النفوس ومركز القلب بمعنى مدارك العقول فمركز العقل العرش العظيم، ومركز الروح القلم،
ومركز النفس الكرسي الواسع، ومركز القلب اللوح المحفوظ، وخلق الأرضين وجعلها خزائن
نعمته وطباق جهنمه، وجعلها ظلمة حجب رحمته، وجعل كل أرض منها حاملا نوعا من أنواع العذاب
وآلات العقاب لأهل المعاصي والطغيان، وأن الحق جعل فيك نسبة هذه الأطوار وسماك بالعالم
الصغير قال بعض المحققين:
وتزعم أنك جرم صغير ... وفيك
انطوى العالم الأكبر
ويجمع ذلك ستة وستون ألف
طور من الأطوار تجمع أربعة وعشرين ألف نفس التي تنقسم على أربعة وعشرين ساعة وهي منقسمة
على اليوم والليلة، فتكون حينئذ أربعة وعشرين ساعة على ذلك منقسمة على اليوم والليلة،
فجعل الله أطوار قلبك على ترتيب الأطوار السفلية طورا لكل أرض، ثم حجب ظلمة حجبها،
وظلمة رجمتها، فجعل أطوار نشأتك الجسمانية على ذلك فأول ما قاله تعالى من ماءٍ مَهِينٍ
ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً
الخ الآية، فهذه سبعة أطوار مشكلات، فأنت في ست أطوار غير مشكلات، وذلك أن الله يأمر
ملائكة العرش الموكلين بمعرفة النطف المخلقة وغير المخلقة، فيأخذون النطفة في مقابلة
من يريد الله ابرازه، ولا يزالون يتقدمون حتى تقع النطقة في الرحم، فتتلقاها أيدي الملائكة،
ويضعونها في الرحم مهلا، ويطوفون في الرحم، ويسمون الله عليها، فلا يقربها شيطان ويداومون
على ذلك أربعين يوما، ولذلك أمرنا النبي عليه السّلام إذا أتينا أهلنا أن نكون على
وضوء وطهارة وصلاة وركوع ونسمي الله، ونقول: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
اللهم ارزقنا ولدا صالحا. والحكمة في اختصاص ملائكة العرش بذلك لأن العرش عليه اسم
الرحمن، لأن الرحم مشتق من الرحيم، ولذلك قال عليه السّلام: يقول الله تعالى هي الرحم
وأنا الرحمن اشتققت لها اسما من أسمائي، فمن وصلها وصلني، ومن قطعها قطعني» ولا يزال
ملائكة النطف طائفين بالنطفة أربعين، وهو مبلغ أشدها لمبلغ في عالم آخرهم.
تنبيه: اعلم أن الجنين إذا
بلغ أربعة أشهر وتحرك فإنه يكون سريع النزول، وقالت الأطباء: إن المولود لسبعة يعيش،
وإذا ولد لثمان لا يعيش، ووقع بحث بين الحكماء والمنجمين، فقال الحكماء: إن الولد عند
كمال السبعة أشهر يتحرك للخروج، فإن خرج عاش، وإن لم يتهيأ يشرع في البطن عقب الحركة
ولا يتحرك في الشهر الثامن، ولهذا تقل حركته وهذا قبل البحران، لأن الطبيعة في أيام
البحران تشتغل بدفع البحران المولد في المعدة يوما وليلة ويسكن للتسريح، وإن نفس التحريك
في الثامن يقوم مقامه مثل الحرارتين، ولذلك يضعف الولد غاية الضعف ولا يعيش، وقال المنجمون:
إن الولد إذا صار في الرحم يتربى بتربية الفلك الأول زحل والثاني المشتري إلى السابع،
فإذا انتهى إلى الثامن استراح، وهو ذو زحل لأنه بارد يابس، طبعه الموت ولا يعيش الولد،
والأول أصح. واعلم أن المولود إذا بلغ الأربعين الأولى، فإن ملائكة العلم يتسلمونه
ويتدبرون أمره، فإذا أراد الله به أمرا مثل موته أو سقطه أنساهم أمره، وإذا أراد الله
تمام خلقته، فإنه يتناوله عظام أهل السموات بحكمة إلهية، ولا يعتبر بالقول وتمام النشأة
بنون الجمع إما شقي أو سعيد، وإذا تم له تمام النشأة تتلقاه ملائكة التوحيد، وكذلك
ملائكة الأمانة إن كان من أهل اليمين جمع الله له بين الأمانة والحكمة وأنوار الإضافة،
فعند ذلك يظهر في ولادته نور الله يملأ ما بين السماء والأرض، وإذا طمس الله نور فطرته
وأنوار حكمته ملأ السموات والأرض ظلمة، فتزعق الشياطين وأرواح الفجرة، وتسعر النار
لمعصية سبقت لا لمخالفة ظهرت، بل لظهور الحكمة القهرية وتمام الإرادة، وإن مراكز السفليات
٤ وهي: النار والهواء والتراب والماء، فمركز الحرارة فلك الشمس، ومركز البرودة فلك
القمر، ومركز الرطوبة فلك المشتري، ومركز اليبوسة فلك زحل، وقد تداخلت أجزاء الطبائع
بالإضافة إلى كل فلك من الأفلاك السبعة، فهذه الأركان الطبيعيات التي هي مركز السفليات.
تنبيه: اعلم أن حقائق الحروف
هي الأسماء والأسماء، هي الأمانة فأنت حامل الأمانة، وهي الأسماء، وشروطها أن تتممها
بأعمال صالحة وهي: الصلاة في اليوم والليلة، ومفتاحها الوضوء وإقامتها بأن كل عضو منها
مقابل باب من أبواب جهنم حتى تفتح لك الأبواب السبعة في الجنة، ولذلك قال عليه السّلام:
من توضأ ثم أحسن الوضوء ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. والصلاة مفتاح أبواب الجنة
وهي الاتصال بالحقائق الإلهية، فأنوارك الباطنة هي حقيقة عالم الأمر وعالم الغيب، وعالم
الملك وعالم الملكوت، وعالم الكشف وعالم الفتق وعالم الرتق، وعالم الاختراع وعالم الإبداع،
وعالم السر، وعالم الخلوة وعالم القسم وعالم الإجابة، وعالم التلبية وعالم الهيولى
وعالم المواليد وعالم التركيب وعالم الظهور وعالم العقل وعالم النفس وعالم القلب، وعالم
العرش وعالم الكرسي وعالم اللوح وعالم القلم، وعالم زحل وعالم المشتري وعالم المريخ
وعالم الشمس وعالم الزهرة وعالم عطارد وعالم القمر، وعالم النار وعالم الهواء وعالم
الماء وعالم التراب، وعالم الحيوان وعالم الإنسان الكامل وهو مركب من ثلاثة عوالم من
عالم الأفعال، وعالم الأقوال واجتمع فيه ست عوالم فأول ذلك عالم السر وهو أول عالم
من عالم الوجود،
وهو سر الاختصاص بالقيام
في عوالم التوحيد على وفق التقدير الأزلي، ثم العقل بالسر فهم العقل والروح والعقل،
ثم بالروح والعقل فهم الروح، فالعقل روح الروح، ثم بالنفس وبالروح فهمت الروح، فالروح
روح النفس، والقلب بالنفس وأم القلب جسم النفس، والنفس روح القلب، ثم الجسم والقلب
روحه. فهذه ستة عوالم جرّت ستة عوالم وهي صراطك المستقيم، فالجسميات يوم جوازها على
صراطها في يوم مقداره خمسين ألف سنة من هذه الحجب، وتراكم الأوصاف الطبيعية في النشأة
الباقية وأرباب القلوب يومهم كألف سنة، وأرباب النفوس يومهم كيوم، وأرباب الأسرار يومهم
كدرجة فلكية، وأهل اللطائف يومهم كدقيقة وثانية وثالثة ورابعة الخ. فأما طبقة صراط
الأجسام فهو على الطبقة العنصرية الدركية، فمن هوى كان في الدرك الأسفل من النار التالي
المدرك للدرك الثاني منها، وأما الدرك السابع فهو للدقائق، وهذا صراطهم عليه، فمن كمل
أكمل صراطه، وصفقته في عالم نشأته وطور نسبته، ورأى ما رأى من المشاهدة وما انفصل عنه،
وإلا فطبقته معلومة، وأيام إقامته مفهومة حتى يكون من أول اليوم الذي مقداره خمسين
ألف سنة، وكانت مرتبته التضعيف في كل عالم، فخرجت منه رتبة الأعداد.
تنبيه: قال تعالى اللهُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ. إلى قوله تعالى. يَخْلُقُ ما يَشاءُ فهذه نشأة طورية وحقائق
أسماء دورية، وذلك أن الله تعالى علم آدم الأسماء كلها على اختلاف أصنافها وتعاقب عوارفها،
فجعل في الجمعة الإنسانية بعضها، وفي الفطرة الإنسانية سرها، وجعل مدلولاتها محل الحكم
منقادة لرسم العلم، وإن الله أمرك بسلوك الأسماء الإنسانية لشرفك على الحقائق الربانية،
فأول مصنوع الفتق في ذاتك من أسمائه اسمه: الخالق قال تعالى وجَعَلْنا مِنَ الْماءِ
كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ فكل ما فيه للحياة سر في عالم من العوالم فهو داخل في فلك الماء،
وذلك مما اكتسب من فيض العرش الأزلي الأبدي الذي الماء كرسيه، قال تعالى وكانَ عَرْشُهُ
عَلَى الْماءِ.
تنبيه: اعلم أن من اسمه تعالى
الخالق عدد عوامله الروحانية في الطور الخلقي سبعمائة وإحدى وثلاثون، فتجده في فلك
حصره، وإن هذه النطفة يدبرها المدبر أربعين يوما، ولكل يوم من الروحانية المتعلقة بقوة
الاسم المخصوص سعة سره، فإذا تمت الأربعون الطورية والحجابية النورانية، واستدار عليها
اسمه تعالى: البارئ بتدبيراتها باسم: الخالق إلى الخط الأزلي والكتاب الدهري، وعدد
من يخلقه من النسب الروحانية والأطوار البدائية، وإن الإمداد الكلي هو مائتان وأربع
وأربعون نورا، يمد للجنين من اسمه: الباري بتدبير تلك العوالم، وتدبر تلك الأنوار المنبعثة
من هذا الاسم المخزون، ولو تمت إضافة نورانية رحمانية إلى زمام أهل السعادة وأهل الخذلان،
ثم بعد ذلك يستولي عليه اسمه تعالى:
المصوّر، فيقبض على وجوده
بنسبته المشرقة، وروحانيته المحرقة التي عددها ثلاثمائة وسبعة وثلاثون يوما، وذلك لكل
يوم ثمانية أجزاء وتسعة أعشار بلطف تدبير إبداعه، فلا تزال هذه الأطوار النورانية تدور
عليها أفلاكها الدورية إلى أن يكمل دور الأسماء الثلاثة وهي اسم: الخالق والبارئ والمصور،
فهؤلاء يمدهم اسمه تعالى: القدير، وذلك أن يفيض عليه من أنوار المقادير واختلاف التدابير
ثلاثمائة
فصل في اسمه تعالى
البارئ
نوع في خمسة وأربعين يوما.
ولنرجع إلى الخواص، فمن خاصيته لقضاء الحوائج تقرأه عدد ٥١١٥ في مكان خال، وعند تمام
العدد يسأل حاجته فإنها تقضى كائنة ما كانت، وتحضر عوالمه بحسب استعداده ويقضون حاجته،
وخادمه طماخيل وهو من عوالم ميكائيل عليه السّلام ويسبح ويقول: سبحان الخالق البارئ
المصور مدة الخلوة، والرياضة أربعين يوما، فإنه يكشف لك عن دقائق الأمور، وأما ذكره،
فالبسملة، اللهم أنت خالق الموجودات الأصلية ومكونها، وأنت الذي أظهرتها من العدم المخترع
بقوة التدبير، بإيرادها تفضلت به مما سبق من علمك في القدم، فأنت المخترع لأنواع الأشياء
على ما تشاء من إيجادها، وإبرازها من ظلمة الغيب بأحسن الترتيب والتفاصيل، أسألك يا
مبدع الأشياء ومميت الأحياء، أن تنزل في قلبي نورا ذاتيا تجذب به مجامعة لي شهودك،
وأن تسخر لي عبدك طاخيل خادم هذا الاسم الشريف ليوقفني على أسرار الاختراع لأتحقق به،
ونعمني النعيم الأكبر، وتحقيق الكلمات بالظهور من صفاتك العليا، وأنلني ذلك يا الله
يا خالق. ما من عبد تلا هذا الذكر والاسم الشريف عدده، إلا كشف له عن أسرار المخلوقات.
فصل في اسمه تعالى البارئ
اعلم أن البارئ هو الخالق
لأنه هو الذي أوجد الخلق من تراب، والشاهد قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
تُرابٍ والتراب تسميه العرب ثرى البرية، والثرى هو التراب، والبرية هم الخلق، إلا أن
له حكمة وظهور صفة في اختلاف الأجناس، فلو كانت الأسماء مترادفة لما قال تعالى ولله
الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها، واعلم أن اسم الإيجاد والإبداع إذا أخرج ذوات
المكنونات من القدم إلى الوجود واسم الخلق يتناول جميع المخلوقات.
تنبيه: اعلم أن الحق سبحانه
وتعالى لما أوجد العقل في العلم الأول، ثم أوجد العالم في لطيف الهباء، ثم نقلهم إلى
ظهور الذر، فكانت هذه الثلاث نشآت: باطنية من قبيل عالم التركيب وظهور التدريج والتركيب،
فخلق الأطوار الأجسام بأجسام، فقيد لها قوالب فيطبع عليها كما خلق الأجسام، فريق في
الجنة وفريق في السعير وهم أهل الشمال، والشكل واحد والحركة واحدة والسكون، علمنا أن
التباين في العلويات لا في السفليات، فمن صفت نفسه في قالب النور في صفة الرحمة خرجت
مطمئنة، ومن طغت نفسه في قالب الظلمة خرجت أمارة بالسوء، ومن طغت في قالب النور وانطبعت
بالظلمة خرجت لوامة منهم من يطبعها الله في القلب الذي يطبع به البهائم مثل المنهمكين
في الشهوات من الطبع السميعي كالقردة والخنازير وما أشبه ذلك، لأن الله مسخ أرواحهم
على ذلك الطبع الذي قدره وهو المعبر عنه بقوله أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى
قُلُوبِهِمْ ليس على الصفة للتجميل، وإنما أراد العلويات بالطبقة الإنسانية التي قام
عليها الخطاب وكلفت به، وقوله تعالى قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيدًا إنما يريد
أن تقسى قلوبهم عن أطوار الإيمان بظلمة النفس، فإذا سمعوا كلام الله كان صفة المسخ
عن قلة اسماعهم، وذلك قوله تعالى وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ
وفِي آذانِهِمْ وَقْرًا وسر
تنبيه لطيف لتكميل
التركيب
الظاهر قوله تعالى: ثُمَّ
قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
فهذا خلق الباطن وهو معنى اسمه: البارئ، ولذلك جعل نسبة النفوس قال ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ولا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلّا فِي كِتابٍ.
واعلم أن أرواح أهل السعادة
طبعت في سر البسط، وأرواح أهل الشقاوة طبعت في سر القبض، وأهل السعادة قلوبهم في قالب
الإيمان، وأرواح الشقاوة في قالب الكفر، وأجسام أهل السعادة جبلت على الخدمة، وأجسام
أهل الكفر جبلت على الشقاوة بالغفلة، ومن وافق أهل السعادة كان في عليين، ومن سبقت
عليه الشقاوة كان في أسفل السافلين وباء بالغضب والبعد، ففي حق السعادة قوله تعالى:
فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وفي حق الغضب
ومَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا الآية، وإنما القوة
البشرية قوة التركيب الجسماني، وأما التركيب الرحماني وما قسم له من السعادة والشقاوة
فإن طاقة البشر لا تدركه والله الموفق.
تنبيه لطيف لتكميل التركيب
اعلم أن الله تعالى إذا أراد
أن يكمل التركيب باسمه: الخالق، يمده بعوالم فلك اسمه، البارئ، ثم بالمصور، ويتحلى
عليه فلك اسمه: القدير، ويحصل له الأفعال، فعند ذلك يكون بأول الولادة الروحانية، وهي
معالم النبوة، وهي أول المقامات، ولذلك نبه عليه السّلام بقوله: للتائب من الذنب كمن
لا ذنب له، وفي حديث آخر: خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. فهذه أول أطوار الولادات العلويات
وأول سقط الجروح، فإذا كمل ما نقشوه في صحيفة التدبير الذي أول سطوره ثلثمائة وخمسة
وأربعون سطرا، وتحقيق مراتب الاسم بمعرفة الأطوار التركيبية والتقرب إلى الله بهذا
الاسم لزوم الانكسار، وتعلق الفكر بعوالم الملكوت ومراقبة الأسرار، وعليك بالتوغل في
حقائق التوحيد، فإذا أردت الدخول إلى الخلوة فتريض أربعين يوما ولازم تلاوة الأسماء
الثلاثة وهي: خالق بارئ مصور، حتى يغلب عليك حال، وتخاطبك العوالم، وعليك بتلاوة الأسماء
كل وقت، وإذا كتب في لوح من فضة، وحمله ذو عاهة على رأسه عافاه الله، وتلاوة هذا الاسم
في خلوة مائتين واثنين وأربعين مضروبة في لوح من فضة، فإن الخادم يحضر، وهو رئيس على
أربعة قواد، تحت يد كل قائد ستة وستون صفا من الملائكة، فإذا تلى هذا العدد نزل عليه
الملك وهو يقول: يا الله يا بارئ يا فتاح، افتح علينا سر غيبك لا إله إلا أنت المعطي
الهادي، ويشاهد من عظيم صنع الله تعالى. وأما ذكره تقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم
أنت البارئ أبرزت العالم الأعلى من الجوهر العظيم، وأبرزت أزواجا من الأمر البهي الخفي،
وأبدأت العالم السفلي بما هو خير منه لأمرك العلي، وجمعت بين المضادات لظهور السر الأظهر
الجلي، وتشابكت بتشابك الأرواح وكثائف الأشباح حتى جرى قلم التدبير بما شئت من الفساد
والصلاح، أسألك يا موجد الموجودات من المعدومات، ومدبر الأفلاك بدقائق الحركات، أن
تدبرني من كل شيء قاطع يقطعني عنك، اللهم يا من تنجي من حوادث الزمان نجني من الخطأ
والنسيان والكسل والخذلان،
فصل في اسمه تعالى
المصور
ومن شر الشيطان ومن كل شاغل
يشغلني عنك يا الله يا بارئ، أسألك أن تسخر لي عبدك تملسيائيل يكن عونا لي على أمري
بحق اسمك البارئ. ما من عبد تلا هذا الذكر يوم الثلاثاء وكان مسجونا إلا خرج من سجنه،
أو هم أو غم، إلا فرج الله عنه، ومن اتخذه ذكرا، رزقه الله المحبة والمهابة، وإذا أكثر
من التلاوة، أتته العوالم كلها وخاطبته بخفيات الأمور.
فصل في اسمه تعالى المصور
اعلم أن المصور هو المصور
للشيء والمميز له عن سواه، فالخلق هو الإيجاد والتصوير والتشكل تمام الاختصاص على النوع
الإرادي قال تعالى ولَقَدْ خَلَقْناكُمْ يريد إظهار القدرة على الإيراد الأول وهو عالم
الرتق ثم قال ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ بعطف المهملة لأن بين اليوم الأول يوم الإيجاد، وبين
يوم الإبراز ما لا يعلم قدره إلا الله قال تعالى: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ
بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ يريد إيجاد القدرة فَسَوّاكَ يريد الباطن وهو
محل التسوية والتبديل في اليوم الثاني، والثالث للطور الثالث في قوله فِي أَيِّ صُورَةٍ
ما شاءَ رَكَّبَكَ ومنه سر المصورات، وإن الأرواح صور الحق، والصور هي صورة الروح ولم
تحي إلا بنفخة الله ونفخته سر الحياة. واعلم أن الصور تنقسم قسمين: ظاهرة وباطنة، فالظاهرة
ما برز الشكل منه، والباطنة ما أدرك باطنة بعين البصيرة. واعلم أن عالم الأسماء هو
أفلاك الوجود، والصورة الباطنة هي عبارة عن الفطرة، فالفطرة برازخ بين الأسماء والأفعال،
فحقائق الأسماء والأفعال ظهرت إحاطته بالوجود وهي دائمة الشهود كاشفة للمبدأ الأول
مطلقة على المنتهى المآلي، فهي سر الروح والنفخة الإلهية، وخلق الله جميع الموجودات
بأسمائه وأفعاله على التفرقة، واخترعها على الجملة والتفصيل، وأودع ذلك بالفطرة الزوجية
إلى اليوم الأول في الأزل، ولذا توجهت له وصمدت لمعرفته واشتاقت إلى لقائه والإقبال
على أوامره، ومن كشف له أسرار الملكوت شاهد ذلك كما رأى إبراهيم عليه السّلام حيث استشكل
حقائق التركيب بقوله تعالى: وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى
قالَ أَولَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وكانت هذه محتوية على
ثلاث معان: ابقاء الجسم سر الحياة وهي الروح، والثاني ظهور أحكام الرجعة إلى الدار
الآخرة من سر النفخ في الصور والجمع، والثالث وهو أعظم الأطوار أعني إحياء الموتى في
العالم الجسمي والمعنوي، فكانت مسألة إبراهيم عليه السّلام محتوية على هذه الأطوار
الثلاثة له قال تعالى فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ كما صرتهن
في فطرتك إلى أسماء الذات وأسماء الصفات وأسماء الأفعال وأسماء المعاني، ثُمَّ اِجْعَلْ
عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا أراد بالجبال الرواسخ وهي الأصول، فجعل الأول
جبل الذر في اليوم الأول جزءا، والجبل الثاني جبل الفطرة في اليوم التصويري جزءا، وعلى
جبل يوم البرزخ جزءا، وعلى جبل يوم البعث جزءا ثُمَّ اُدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا،
واِعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فلما نظر إبراهيم سر الفطرة فوجد العالم كله
مركبا من هذه الأطوار ومقاما بهذه الأسماء وظهر له حق اليقين، فأراه الله بعد ذلك عجائب
الملكوت كما قال تعالى وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والْأَرْضِ.
وتلك الصور الإنسانية والفطرية
هي حقائق الشهود وأسرار الوجود، فمن كمال معارف أسماء الذات كان مقامه يبقي المقامات
كالشمس للكواكب يستمدونه للناس في مقام معاني أسماء الصفات كان كالبدر بين الكواكب
يستمدونه. واعلم أن الكواكب يضيء بعض منها على بعض ولا يضيء منه، وإن قطع عالم الأسماء
المتضمنة للأفعال كما أن الكواكب منها ما هو أعظم يقتدى به، ومنها ما هو صغير لا يقتدى
به، وتفاوتهم في مقاماتهم كتفاوت الكواكب النيرة من المتحيرة. ولذلك الخلائق يحشرون
إلى الله، فمنهم من يجوز على الصراط كالبرق الخاطف، ومنهم من يجوز كأشد الرجال ألا
ترى إلى قوله عليه السّلام يدخل الجنة أول زمرة من أمتي وجوههم كالشمس والقمر ليلة
البدر إضاءة، ثم الذين يلونهم كأضوأ الكواكب في السماء، فنور وجوههم في منازلهم في
إيمانهم وأعمالهم. واعلم أن تجلي الصور باق في الدارين قائم في النشأتين، ولذلك كانت
الفطرة مودعا فيها حقائق الأسماء على الجملة والتفصيل، ألا ترى إلى الجنة تظهر اسمه:
الخالق لأن الجنة لا نهاية لنعيمها، ألا ترى أن في الجنة سوقا ليس فيها إلا صور الجمال،
فمن شاء أن ينطبع عليها ولما كانت الفطرة الإلهية مطبوعة في قوالب الأسماء لزوم البقاء
لا الفناء. واعلم أن نشأة العالم قائمة من أربع المسميات بالبرزخية وهي أربع:
فأولها نشأة الأزل وهي باطنة
العمى، والثانية نشأة الأبد وهي الهباء، وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية، ونشأة السرمدية
وهي باطنة الفكرة. فالنشأة المتصلة بالعمى اعتمادها بقوله تعالى أَولا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ
أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ ولَمْ يَكُ شَيْئًا وهو العالم الصغير المعبر عنه بالإنسان،
وكل عالم من العوالم خلق لأجله وهو نتيجة الحق المعلوم، وهي روح العالم متحركة، وجميع
نشأته في الدنيا والآخرة لكل إنسان من الفريقين على النصف في الحال إلا في العلم، لأن
كل فرقة عالمة بنقص حالها، فليس الإشارة إلا للمؤمنين والكافر مع سعادة وشقاوة ونعيم
وجحيم. واعلم أن نشأة الأبد هي حقيقة الهباء وهي مكتوبة في قوله تعالى لَمْ يَكُنْ
شَيْئًا مَذْكُورًا ثم النشأة الثالثة نشأة السرمدية وهي حقيقة في الذر في قوله تعالى
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ثم النشأة الرابعة بقوله في الجواب وهي المعبر عنها
بنشأة الأبد في حقيقة الفطرة في قوله تعالى ونُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ وقوله
تعالى هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ.
تنبيه: اعلم أن المعلومات
أربعة: الحق تعالى وهو الموصوف بالوجود المطلق لأنه تعالى ليس معلوما لا بشيء ولا جل
بل هو موجوده وجوده ليس معلوما بالذات لكن يعلم ما سبب البدء من صفات المعاني وصفات
الكمال، وأما العلم بحقيقة الذات فممنوع لا يعلم بدليل ولا برهان عقلي، فإنه سبحانه
لا يشبه شيئا فيكون يدرك، إنما هو ليس كمثله شيء، وقد ورد النهي في التفكر في ذلك.
والمعلوم الثاني نهى في الحقيقة
الكلية التي هي للحق تعالى، والعالم لا يتصف بالوجود ولا بالعدم ولا بالحدوث، فهي محدثة
فلا يعلم المعلومات قديمها وحديثها إلا حتى يعلم هذه الحقيقة، ولا توجد هذه إلا حتى
يوصف بوصف تحققها لأنها لا تقبل التجزؤ وما فيها كل، ولا يتوصل إلى معرفتها بجوده عند
التصور ولا بدليل ولا برهان، فمن هذه الحقيقة وجد العالم بواسطة الحق تعالى، فيكون
الحق قد أوجدنا
فصل في اسمه تعالى
الوهاب
من وجود قديم. والمعلوم الثالث
وهو العالم كله والأملاك والأفلاك، وما تحويه من العوالم والهواء والأرض وما فيها وهو
العالم الأكبر. والمعلوم الرابع هو إشارة الخليفة قال تعالى: وسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي
السَّماواتِ وما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ، وورد في الأخبار أن الله خلق كل قائمة
من قوائم العرش عوالم ومخلوقات قدر الدنيا قال تعالى: وما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ
إِلّا هُوَ، وقد ذكرنا هذه الإشارات لسلوك المؤمنين في كشف علم التصور، فمن كملت فيه
حقائق أسمائه وارتقى فكره في عالم الملكوت، فيسلك باسم الصفات ويرتقي بعده إلى سدرة
المنتهى، فإذا كمل له ذلك بدت له أنوار الدين ويطلع على الكشف منه بطول الأسماء واتحادها
اسما بعد اسم لاسمه: الباقي، وبه سمى ذاته واتصف بالبقاء مع أن الحق تعالى جعل عجب
الذنب متصلا بيوم الأزل، وقد أشار عليه السّلام إلى أبي بكر وذكر الحديث وحينئذ هو
الصديق حيث قال «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا»، والمتقرب بهذا الاسم ينال به كشف الإدراكات،
والتلاوة في الخلوة عدد حروفه، ويتلوه كل مرة إلى أن يبلغ العدد المذكور، يأتيه الخادم
صقيائيل، وهو رئيس على أربعة قواد، تحت يد كل قائد ثلثمائة وستة وخمسون صفا من الملائكة
ويقضون حاجته. ومن خواصه إذا كتب يوم الإثنين، وحملته المرأة التي تسقط الأولاد، فإنها
لا تسقط ويكتب حوله اسم الملك والذكر. وإذا وفق عدده مع اسم شخص كان اسما أعظم في حقه
يفعل به كما يفعل بالاسم الأعظم وهذه صورته.
وذكره: اللهم أنت المصور
للأشكال، ومشكل دقائق بدائع الأشكال ومصور اختلاف تصوير المثال المخترع تصاويرها وتراكيبها،
أسألك يا مبدع مثالها ومصور الصور العلوية بأشكالها وحقائقها من المليح والقبيح والجميل
والكل من فعلك، أنت مبدع الأرواح ومخترع الأجسام، أسألك بسر إمدادك في العوالم العلوية
والسفلية أن تزيل عني الآلام والأسقام، اللهم أنت المنعم المتفضل أنعمت على المخلوقات
بنعمة الإيجاد، أسألك بسر هذا السر اللطيف أن تمدني برقيقة من رقائقك تكشف لي بها عن
حقائق الأشباح الصورية، يا خالق يا بارئ يا مصور في المساء والصباح، ومدني بعوالم هذا
الاسم أجب يا خفتيائيل واقض حاجتي. من تلا هذا الذكر رفعه الله ورزقه الكشف ونال الرتب
العلية.
فصل في اسمه تعالى الوهاب
اعلم أن الوهاب هو معطي العطية
الخالية عن الأغراض، فإذا كثرت العطيات والصلات سمي صاحبها وهابا، ولا يتصور إلا من
الله تعالى وهو الوهاب من غير عوض، وقد وهبك النظر والسمع والشم والذوق والعافية والمشيئة
والإيجاد، وكملك بالخلقة لتجيب الداعي وقد عرضت الأمانة على السموات والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان وهي الأسماء والصفات لتقديم توحيدك بها وحبك، وجعل
قلبك محل التجلي، وعقلك محل المعارف، ونفسك محل الخواص، وقلبك محل الظاهر من محل الحروف،
ووهبك تصريف المعاني باختلاف الأنوار، وأعتق أرزاقك بحركة الأطوار
الحسية في العالم الإنساني
لتوفي ما وصل إليك من معاني النطق، ثم حصل لك تعلم الملكوت، وجعل مفيضا معاني أنواره
واختلاف أطواره ووهبك سمعا يتشكل بصفات الحروف في انضغاط الهواء من اصطكاك الأجرام،
وفهمك معاني اختلاف أطوار تركيبها، ورزقك الحركة في العالم الإنساني لتوفي ما وصل إليه
من معاني النظر، ثم وهبك علم الملكوت وأنت تتلقى ذلك بأنواع الأطوار، ثم وهبك سرا خفيا
عن الأسرار. وهو الذي آمنت به الرسل وفهمت به الخطاب الإلهي، ووهبك النشأة إلى دار
القرار وعالم البرزخ فيشاهد الأرواح المطلقة في تلك الدار، ثم وهب لك الرجعة إلى دار
الجمع وأنشأك بأعمالك، ثم وهبك النعيم في الجنان مع النظر له، وأما النظر له والأسباب
فهي على التدريج لا يحصي عددها إلا الله، وإذا كانت هذه مواهبه لا تحصى، وكانت ظاهرة
عليك وباطنة لديك من الأعراض ولا مناقشتها للأغراض. واعلم أن من عبد الله على خير اطمأن
به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه وفي الخبر أن موسى عليه السّلام قال: يا رب إني
أجد في التوراة أمة أناجيلهم في صدورهم من هم يا رب؟ قال: هم أمة محمد عليه السّلام،
ولم يزل يعد الخواص حتى اشتاق موسى إليه، فقال تعالى: يا أمة محمد قد أعطيتكم قبل أن
تسألوني، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني. فانظر إلى ما وهبك الله من الأزل والتقرب إلى
الله بهذا الاسم يكون متخلقا بآثار العطاء من غير عوض ولا يدخر شيئا وهذا أكمل في الفتح
الرباني، فإنه يفتح عليه في ساعة واحدة بأنواع العلوم والأبدال، ولهذا الاسم رياضة
أربعين يوما، وتلاوته عدده مضروبا في نفسه مع مجاهدة النفس، وخادمه هطيائيل، وتسبيحه:
سبحان الوهاب القدوس لا إله إلا هو الفعال لما يريد. وحكي أن رجلا من أهل الصلاح دخل
الخلوة، وكان بليدا لا يعرف شيئا، وأمر بتلاوة هذا الاسم، ففتح الله عليه بأشياء عجيبة
من العلوم اللدنية، وجاءه الملك وهو بين النوم واليقظة، وأفاض عليه من المواهب الإلهية.
ومن لازم على تلاوته لم يجد في باطنه حاجة لمخلوق، ويفتح له من خزائن الغيب الوهبية.
وكنت يوما جالسا ببيت المقدس، فرأيت رجلا قام وقال: وعزتك وجلالك إن لم تعطني الخبز
والعصيدة في هذا الوقت، وإلا كسرت قناديل بيتك فقلت في نفسي: هذا مجنون، ثم عاد إلى
النوم ونام، وإذا برجل قد أقبل ومعه ما طلب، فأيقظه وأكل وإياه حتى شبعا وذهب الرجل
فتبعته، وقلت له: من أين أنت وكيف حالك؟ فقال لي: كنت سائرا للبيت بالخبز والعصيدة،
وإذا بهاتف يقول لي اذهب إلى المسجد، فإن هناك رجلا من أوليائي نائما يطلب ما في يدك
فأطعمه وكل معه، فأتيت بما رأيت وأكلت معه، فقال لي: يا هذا أبشر بالمغفرة فقد قال
عليه السّلام من أكل مع مغفور غفر له. ثم رجعت بسرعة إلى الرجل النائم فلم أجده.
واعلم أن العبد إذا صدق مع
الله، وتخلق بهذا الاسم رأى جميع الأكوان تخدمه بالمواهب، ومن أكثر ذكره فتح الله عليه
بالمواهب. وتلاوته عدده مضروبا في نفسه، وإذا كتب مربعه وحمله إنسان رزقه الله من المواهب،
وإذا كتب ومحي وشربه بليد الذهن، سهل الله له الفهم والحفظ وهذه صورة وفقه:
فصل في اسمه تعالى
الرزاق
وأما ذكره: البسملة، اللهم
أنت الوهاب الجواد بالعطايا والانعام، الباذل المواهب لكل موجود موهبة في خزائنك مملوءة
لا تنقص بكثرة البذل، وبروز أنفاسك بما تشاء من عبادك مما تختار من فضلك، أسألك يا
وهاب الجزيل من العطايا ودافع البلايا أن تعطيني الجزيل من نعمائك، وتدفع عني الجليل
والحقير من بلائك، وأن تعاجلني بهلاك الأضداد المعتدين، وأن تسرع بقهرك الحساد الجائرين،
أسألك أن تهبني حلالا وسرا إلهيا ترفع به الحجب الظلمانية من قلبي فأهتدي بك إليك،
يا الله يا وهاب أجب أيها الملك هطيائيل خادم هذا الاسم، بارك الله فيك. من واظب عليه
هون عليه الله رزقه، ورزقه المحبة والرأفة، وأمده بالمواهب اللدنية.
فصل في اسمه تعالى الرزاق
اعلم أن الرزاق هو الذي خلق
الأرزاق والمرزوقين، وخلق لهم أسباب التناول للأرزاق، والرزق ينقسم إلى قسمين: ظاهر
وباطن، فالظاهر قوة الأجسام بواسطة التكليف العقلي، واقتصار دوره في المشيئة في أسباب
النبات، وهذا بمعنى الأجسام بمآله إلى البقاء، وأما المتغذي من نسبة مقامه ومن نية
علوه، ولا يفعل ذلك إلا الحق سبحانه وتعالى، فإنه يطعم ولا يطعم لا حسا ولا معنى ولا
تكون هذه الصفات لغيره، وذلك أن البارئ لما أوجد الأشياء وخلق العقل نورانيا جعل قوته
للعلم والفهم لأنه أول مخاطب في أول رتبة وأول نشأة، فسرّ ذلك الخطاب القديم هو شائع،
ثم يبدو به الخطاب ولا يفصل عنه، بل كلامه مستمر الوجود على تمام ديموميته، وإنما عدم
ذلك السماع على الدوام رحمة للخلق محجوبون تحت طباق التركيب، فلا تحجب عنهم كلامه لأنه
وقع عليهم امداد التركيب بيد المجاهدات، والخروج عن العادات، والتبرؤ من المألوفات
هو رزق العقل. الثاني رزق الروح، وهو أن الله لما خلق الأرواح من الحياة وأقامها بسر
الأمر، فالأمر كالنظر للأشباح وغيرها وهي من عوالم الأرواح كالأشباح، والحياة للأرواح
كالعظيم للأشباح وهي: من عوالم الأمر وهي: سابقة كلام الله من حيث الأمر على الكتاب
طال بقاؤها وهي مستمرة في هذه الدار إلى تلك الدار، وكذلك الأمر معها في كل نفس وزمان.
الثالث رزق النفوس وهو: سر التصريف في عالم الشهادة بسر ما أودع الله فيها من دقائق
العوالم وأسرار الموجودات وهي: مرآة الصور علويها وسفليها وكل صورة يبرز لها حقيقة،
فذلك غذاؤها. الرابع رزق القلوب وهو: أن القلب محل التصريف بحروف تركيب المعاني، القائمة
بالنفس الصادرة عن الروح الواردة عن العقل ليظهر التحية، وتعظم الأنوار في أصداف الحروف،
وذلك استمرارا لأنوار الإيمان قال تعالى أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
فرزق الباطن باق على الأبد متصل بالحقيقة الربانية، ورزق الظاهر محدود مآله إلى الفناء
في أسرع وقت، جمع الله بين الإسمين، ورزق العلويات، ورزق السفليات قال تعالى هَلْ مِنْ
خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ والْأَرْضِ فرزقه من السماء لأهل
البواطن القبلية والأرواح الملكوتية، ورزقه من الأرض لأهل الأجسام التكليفية والدرجات
الحقيقية، وأما أهل التحقيق الذين ارتقوا عن رزق أهل السماء والأرض، فهم أهل القرب
وخواص الأصفياء، فرزقهم من حيث لا يشعرون بما في الأكوان علويها وسفليها، ورزقهم الباطن
هم يدركون حقيقته إذ هو سقط الوسائط في المطالب قال تعالى فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ
الرِّزْقَ.
فصل في اسمه تعالى
الفتاح
فمن كان قيامه في مقام الأسماء
والأفعال كان رزقه محبوبا من عالم التركيب، ومن كان قيامه بأسماء الصفات كان رزقه ملكوتيا،
ومن كان قدمه في مقامه بأسماء معاني الذات كان قوته من الله تعالى بغير واسطة، إليه
إشارة إبراهيم عليه السّلام لما رأى عجائب الملكوتيات فقال: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ
يَهْدِينِ والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ، ولم يرد بذلك إلا إذهاب الوسائط في
هذا المكان، وإن الله خلق المخلوقات وقدر أرزاقهم من قبل أن يخلق السموات بألفي عام،
وأمر ريحا من أرياحه أن تذروه تلك الأرزاق في الكون، فبعضه اجتمع في مكان واحد، وبعضه
تفرق. وقال رجل لوهب بن مالك من أين تأكل؟ فأشار إلى فيه، فقال له: كل واحد يعرف ذلك،
فقال له ذلك الذي خلق الرحا يرسل لها الدقيق ولله خَزائِنُ السَّماواتِ والْأَرْضِ.
والتقرب إلى الله بهذا الاسم الاشتغال بالتوحيد والتوجه إلى الله من غير استطلاع بباطن
حالي، ويعلم أن الله قسم له رزقه وقدره، وأن يكثر الذكر والأوراد للأسماء، وله خلوة
وتلاوته كل يوم عدده مضروبا في نفسه، ثم يقول: اللهم ارزقني يا رزاق وأن يكون مراقبا
في جميع حالاته في السر والعلانية، وله خواص عظيمة، وخادمه جهريائيل وتحت يده كثير
من القواد.
ومن لازم على تلاوته، وأضاف
إليه اسمه: الفاتح، سهل الله له الرزق وفتح له كل باب مغلوق. وإذا كتب على لوح من فضة،
ولازم على تلاوته من يتعاطى الأسباب، سهل الله له ما يريد. وإذا وضع في حانوت كثر زبونه
وجاءه البيع والشراء. وإذا وافق اسم شخص، واتخذه ذكرا كان اسما أعظم في حقه يتصرف به،
ولا يكون إلا برياضة طويلة خصوصا أكل الحلال، وتجنب الشبه وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الكفيل الرزاق على الإطلاق، الموصل الرزق لكل أحد
من المخلوقات، سبحانك يا رزاق أهل السموات والأرض بالأرزاق، وأمددتهم بلطائف الروحانيات،
ورازق أهل البر والبحر، ورازق النواميس الجسمانية، ورازق الجنين في بطن أمه من الغذاء
اللطيف والأشربة الدقيقة، أسألك أن تدر علي الأرزاق من جميع الآفاق، وتشرح صدري وتمدني
بأن تكشفه على لطائف الرزقية، وأن تجعلها لي قوة من كرمك يا كريم، وامنح قلبي بلطائف
المعارف واجعلها في رزقي، ومدني بها يا رب العالمين يا رزاق، وأن تمدني بها وتحيي قلبي
إلى الأبد، يا الله يا رزاق. ما من عبد تلا هذا الذكر إلا فتح الله عليه.
فصل في اسمه تعالى الفتاح
اعلم أن معنى الفتاح هو الذي
يفتح الأبواب الحقيقية، ويفيض بالفتح على الجميع. والفتح قسمان: فتح علم وفتح كل شيء
غامض، والفتاح الذي يفتح مغاليق الملكوت لبصائر أوليائه، ويفتح أبواب الرحمة للمؤمنين،
ويفتح الغيوب قال تعالى لنبيه عليه السّلام، إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا
وحظ العبد منه أن يصبر حتى يفتح له مغاليق المشكلات الإلهيات، واللطائف العلويات الملكوتيات،
وأن ييسر الله
فصل في اسمه تعالى
العليم
على فهمه ما يعسر على الخلق
من العلوم اللدنية وبواطن الرسالة وأسرار الكتابة. واعلم أن هذا الاسم من أشرف الأسماء،
ولمن تخلق به محاسبة نفسه وعلم كيف سر الإخلاص بها، فحينئذ يفتح الله عليه أسرار الغيوب،
ومعنى الفتاح في اسمه:
الوهاب، والتقرب إلى الله
بهذا الاسم استعمال الرياضة والخلوة والجوع بحسب الطاقة، والتلاوة ليلا ونهارا يفتح
الله عليه في ساعة. ومن خواص هذا الاسم إذا كتب يوم الجمعة وحمل وتلا الاسم، شاهد الغرائب،
وخادمه تمخيائيل يأتي الذاكر ويقضي حاجته وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
الفتاح على العباد بما تشاء من مغاليق المسالك، المنفذ بسر اسمك الفتاح، الناصر من
شديد المهالك، القاضي بين العباد بدقائق الحكمة في العالم العلوي والممالك تحكم بما
تشاء وتختار في خلقك، أسألك بسرك الساري في سبحات عالم الملكوت المنزل في خفايا سره
إلى أن تصل إلى البهموت الراجع في صعوده في قضايا عالم الجبروت، وأن تفتح في قلبي بالشهود
هذه الأسرار، وتحققه بحقائق الأنوار، واجعلني أهلا للوصلة بسر حياة ذاتك المنعم بجليل
أسرار صفاتك، اللهم أيدني بنصرك العزيز المانع على كل معاند وحاسد ومنازع، اللهم سخر
لي عبدك تمخيائيل خادم هذا الاسم إنك على كل شيء قدير.
فصل في اسمه تعالى العليم
اعلم أن العليم هو العالم
بصنعه وكماله أن تحيط بكل شيء ظاهرا وباطنا أولا وآخرا، وهذه صفة الباري جلت قدرته
وعلم الله لا يحصى، وعلم المخلوقين يعلمونه بما قدره لهم ليجدوا به القربات إلى الله
تعالى وهو أن الله جعل ملكوت الأنوار، وجعل ما قيده بأسمائه الشريفة وهي قائمة في الملكوت،
وكل اسم مقابل الآخر وهي كالفطرة، ثم خلق الجبروت والملك، وخلق الملائكة من أنوار العرش
لأن العرش خلق بأسماء الذات بسرّ الأسرار، وخلق ملائكة الحروف بأنوار الكرسي لأنه قام
بأسماء الصفات، وقامت عوالم الكرسي فيها، وخلق ملائكة عالم الشهادة من نور اللوح لأنه
قام بأسماء الأفعال، فملائكة الملك الوافية قامت بالتصرف، وملائكة الجبروت قامت بالتدبير،
وملائكة الملكوت قامت بتدبير المزاجات، ولما أراد الله ظهور اختلاف هذه العوالم بأنواع
علومها ليظهر علمه في حكمته، وحكمته في قدرته، وقدرته في إرادته من تصريفه خلق آدم
أبو البشر، وجعل معانيه في عالم ملكه وهو جسمه، وجعل لكل اسم من الأسماء عضوا من الأعضاء،
وقد علم آدم جميع ما كان وما يكون من أسماء الأكوان قال تعالى: ويَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ
ثم خلق حواء زوجته من عضو من أعضائه، وأفاض عليه بالأنوار الإلهية، وأمد روحه بأنوار
العلويات، فجعله خليفة في الأرض، وتجلت عليه أسماء الصفات وأسماء الأفعال وهي تمام
خلقته قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثم جعل ملكوت
العقل وركبه فيه وهو قائم به وأمده بهذه الأعضاء، وكان خليفة قد رزقه من قبل المخلوقات
في
عالم قدرته، فهذا خلق العالم
بالعالم الإنساني، وأما عالم الأبد العرش الرحماني يتضح برزق المقادير باتصال التدابير،
فيكثر الطرق إلى السبيل الأقوم، ويدرك الأرواح الصافية بحقائق الآلاء والنعماء.
واعلم أن مجموع الإرادات
العلويات، مجموع الآيات الكتابية والكلمة الإلهية الربانية أي آية الملك القدمي وحقيقة
السر الأعلى، وقد أودع الله في هذه الآية شهود الإرادات باختلاف أدوارها وتعاقب حركات
الفلك بالطوالع الأسمائية، ومع ذلك يقارن شعاعا بحركة الفلك الوجودي القائم بها هذا
العارف الإنسان، وما يقابل منها في كل طالع ودقيقة من درج الفلك، وأن البارئ جل جلاله
جعل هذا الإنسان قائما بالكمالات الإلهية والنسب النورانية، وجعل يمينه تحت الصراط
المستقيم، وشماله تحت الجحيم لأن هذه الكمالات المركبة في هذه الخليفة، وهذه العلوم
التي أودعها الله في سماء شمس معارفه، ثم فاضت عليه العلويات لأن كل ذرة في الوجود
تشتمل على رقيقة من الرقائق، وعلى عالم من العلويات، وأن الأسماء تسعة وتسعون اسما
كل اسم مقابله اسم من المسمى ولأجل ذلك بتحليته واستعداده في ذلك المظهر، وجعل هذه
الأسماء قائمة على هذه الصورة الإنسانية في الشخص إذا كان عارفا بأصول الأشياء وعرف
ما فيها بتلك الصراط المستقيم كان من أصحاب اليمين، وإن من سلك مسلك الرجيم كان من
أهل الشمال وكان من المعبودين.
تنبيه: اعلم أن الله تعالى
خلق سبع سموات وسبع أرضين وخلق الخلفاء للظاهر سبعا، والشياطين سبعا، والنجوم السيارة
سبعا، وكذلك الملائكة المقربين والأفلاك، والصفات الأسمائية والأسماء الأفعالية والأسماء
الذاتية، وخلق الجنة على سبع. واعلم أن العرفاء سبع، وبهم يستدير السبع السفليات، وعليهم
استمداد أنوار العلويات، فيفيض كل واحد على عرش الآخر إلا الغوث، فإنه يمتد من العرش
المطلق فيفيضه، ولذلك كان استمداد السبعة منه بواسطة الأربعة، والسبعة أقطاب تمد السبعين،
والأربعة رأس الأربعين، والجميع من نسبة الكرسي وكل عالم يرد الآخر، وهذه صورة الإنسان
وما له من الصفات والأسماء، وما تحت رجليه اليمين والشمال قال صلى الله عليه وسلم «الجنة
تحت أقدام الأمهات» وهذه صورته:
واعلم أن الله قد أودع معلوماته
في خلقه وأطلع عليها الأخصّاء، وعلم آدم الأسماء كلها، ثم بعد الإمداد الكلي أنزل عليه
الحروف، فركب منها الأسماء فكانت تحت كل حرف من الحروف تسعة آلاف وثمانمائة وتسعة وعشرين
علما، وكل علم تحته ثمانية وعشرون علما، فأطلع الله عليها آدم، ثم الخلفاء من بعده
الذين هم أولو العزم، ثم خلق
أهل الباطن الذين هم أهل
الولاية من الأفراد، فكان أدنى درجة الولي أن يكشف له من العرش إلى الفرش إشارة العرش
هو البهموت إلى الظلمة، فيشرف على الجنة والنار وعلى اللوح المحفوظ في الأشياء ويعلم
ماهيتها.
تنبيه: واعلم أن الله جعل
الخلفاء سبعة وجعلها في السبع أرضين فكان استمداد السفليات كلهم من هؤلاء، وهم مستمدون
من العلويات، فيفيض كل واحد منهم على الآخر، وأما الغوث فإنه من نسبة العرش المطلق،
ففيضه علوي وهو صاحب التوقيع الشمالي، ولذلك كان استمداد العالم منه، وإنّ الغوث يمد
الأربعة، والأربعة تمد السبعة، والسبعة تمد الأربعين، والأربعين تمد السبعين، والسبعين
تمد ثلثمائة وستين.
تنبيه: اعلم أن الأربعة طبائعك،
والسبعة فؤادك، والأربعين هو الطور أشدك، والسبعين عمرك، وثلثمائة وستين جوارحك. واعلم
أن أطوار المخلوق إلى أول الخليقة، وآخرها التركيب، وثالثها النشأة البرزخية التي سيطلع
عليها البشر، رابعها الإنسان الكامل، خامسها التسوية، سادسها النفخ، سابعها الخطاب،
ثامنها كل مرتبة من هذه المراتب ست أنوار امداد الحق تعالى، ففاض سر الخطاب بأنوار
الكلام فيه، ففهم خطاب الحكم العالي، وأفاض على النفخ أنوار الحياة، وتلذذ الخطاب الأول،
فكان أول مراتب الحياة، وكان الإمداد الكلي من اسمه، وأفاض على عبده بإمداد الإرادة،
ولذلك خص الإنسان بنوع التكليفات، وكشف معدودات المعلومات، وفهم اختلاف أطوار العالمين،
وسر التفرقة والجمع على ما في الدارين، وسر الحشر في البرزخين، وإذا أفاض على الخليقة
الإنسانية المعبر عنها بالقلب، فكان محل الكشف، وسر القبول شهادة العارف بأنوار الكلام
الأول فيه تدبر وبه اعتبر، وبه تدلى وبه كان قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى وبه وحي الحق
وسقوط الوسائط من لدن حضرته فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فأصل الحياة الأربعة،
والأربعة أصل السبعة، والسبعة أصل الأسماء وإن جميع الأسماء، قائمة لأجل الخليقة، وورد
الشاهد في السبعين في قوله عليه السّلام أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين. والتقرب
إلى الله بهذا الاسم تلاوته ليلا ونهارا مائة وخمسين مضروبة في نفسها والذكر القائم
به. وإذا كتب ومحي وسقي لبليد الذهن رزقه الله العلم. وإذا كتب على ذهب أو فضة وحمله
صاحب علم، رفع الله قدره بين الخلائق وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
العالم العليم علام الغيوب، وعالم دقائق الأسرار والخفيات المحصي لكل ذرة، وتفصيل المؤتلفات
بما قدرت ورتبت في الظاهر والباطن من الموجودات، أسألك بإحاطة علمك، وتفصيل شكل قدمك
ونفوذ قدرتك وبخطابك بأنوار ارتقاب حكمتك أن تخرق فيما بيني وبينك الحجاب لأطلع على
ما تحت ذره من ذرات الوجود، فأبتهج بسر القدم وتزول عني العدم يا الله يا عليم يا حكيم،
أسألك بسرّ قوتك أن تسخر لي عبدك عينيائيل عليه السّلام يقضي حاجتي ويكون عونا لي فيما
أريد، يا الله يا عليم يا حكيم. ما من عبد واظب على هذا الذكر يوم
فصل في اسمه تعالى القابض
الجمعة من طلوع الشمس إلى
وقت الصلاة، وكتب اسم الملك حول المربع وحمله، إلا رزقه الله تعالى الحفظ في كل ما
سمعه ونال المراتب العلية في العلويات.
فصل في اسمه تعالى القابض
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن اسمه القابض هو الذي يقبض الأرواح من الأجسام عند النقلة، ويبسطها في الأشباح
يوم الرجعة، وهو الموجد لما لم يكن مسبوقا بمثله عادة كان وهو وصف المحدثين، وذلك وصف
الوحدانية الموجد الأشياء من غير مثال مسبوق بمثله والأشياء بدت منه وإليه تعود، ولما
كان إليه البدء والعود، وكل واحد منها طرفا لصاحبه كالأول والآخر والظاهر والباطن كان
ذلك أشبه المضافات الذي قد بدا على المضاف إليه بالغنى والفعل والمفعول، والقابل والمقبل
والمقبول، فلم يستغن بذلك إن لم ير سوى أحد الاسمين دون الآخر، ولذلك كان معناهما واحدا
وقال تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا
الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وقال تعالى كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ
وقال صلى الله عليه وسلم بعد أن سأله عمران بن حصين رضي الله عنه عن البدء والأرض والسماء
قال صلى الله عليه وسلم: «كان الله ولم يكن شيء معه ولا قبله، وهو أول الأوليات ولا
أولية له، وآخر الأخرويات ولا آخر له، وكتب في الذكر وهو علمه القديم، فكان أول ما
خلق الله تعالى القلم الأول، ثم بعده اللوح الأول وقال للقلم: اكتب فقال وما أكتب؟
قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فكان ذلك، ثم خلق العرش ثم خلق بعده الكرسي وهو
على الماء ثم خلق السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما ثم خلق ذوات الموجودات وأحاط
بها علما، وأحصاها عددا على اختلاف أجزائها وتفرقة عوالمها، ثم نشر الفطر على استواء
ما كان مشيئة وتدبير حكمه، ثم أبرز العقول على ما قدر لها من توحيدها، ثم خلق الأرواح
في نشأة أحكامه، ثم خلق الصدور وجعلها مراكز الأرواح ومستقر الحياة، ثمّ خلق الملكوت
الأعلى، ثم أنشأ الحروف من أنوار صفات، وأودعه اللوح المحفوظ الأول المكتوب فيه للذكر
ليس بقلم تركيبي ولا بفهم تقريبي، وإنما هي إرادة أزلية مضافة له بقوله تعالى: ولَقَدْ
كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ
الصّالِحُونَ، ثم خلق عالم الملكوت، ثم لما رتب هذه العوالم المتعددة للأسماء ودرجات
الإرتقاء، وأظهر من أمره العلي الذي قامت به الأكوان، فاشتق ذلك الأمر عموما وخصوصا،
فكان على ١٢ مرتبة، وأمر كان بالإيجاد، الأول وهو يوم أخذ المواثيق على القبضتين، وعلى
الأرواح والعقول معا، وذلك يوم أخذ المواثيق في الفطر في حمل الأمانة وتبليغها. والثاني:
أمر قام به العرش للاستقلال لأهل السموات والأرض والأكوان. الثالث: أمر قام به الكرسي،
ويحمل صور الموجودات المكنونات.
والرابع: أمر قام به الأمر
ليصرفه للبروز بما أودع الله فيه أسرار التصريف للأكوان. والخامس: أمر قام به الروح
لظهور التفصيل. السادس: أمر قام به العقل لأهل السموات والأكوان. السابع: أمر قام به
الصور. الثامن: أمر قام به السموات والأرض. التاسع: أمر قام به الأعلام بعد الإيجاد.
العاشر: أمر القيام للنفخة والمحشر الموعود. الحادي عشر: أمر يتصرف بين أهل الجنة والنار.
الثاني عشر: للخلود ويرجع إلى ما منه بدا. ولهذا الاسم خلوة جليلة تعطي صاحبها الكشف
على أصول القبضتين
فصل في اسمه تعالى الباسط
والنشأتين، وتنفجر للتالي
ينابيع الحكمة، وشرط ذلك قطع العلائق الباطنية، والتلذذ بمناجاته في الأسحار، وتلاوته
عدده مضروبا في نفسه، وخادمه شراطيل من عوالم عزرائيل.
تنبيه: اعلم أن الله لما
أراد أن يخلق آدم أمر جبريل أن يقبض من الأرض قبضة، فنزل وأراد أن يقبض، فأقسمت عليه
فامتنع وصعد، فأمر الله إسرافيل يفعل ذلك، فأقسمت عليه، وكذا ميكائيل، فأمر عزرائيل
باسمه القابض، فلما نزل إلى الأرض أقسمت عليه فقال لها بقوة قهرية: أليس الذي نفسي
بيده هو الذي أرسلني؟ فقالت: نعم فقال لها: إذا أعصيك ولا أعصيه، ثم قبض منها قبضة
وصعد إلى السماء وله زجل بالتسبيح باسمه القابض، فتصاغرت الأرض ونقصت، فقال الله له:
كنت أنت مظهر القبض، وأنت تقبض الأرواح، فصار أمينا على القبضتين، وإذا تلوت الاسم
وزجرت به أي ملك أتى صاغرا ذليلا، وتحت يده أربع قواد، تحت يد كل قائد ما شاء الله.
ومن تلاه على ظالم ووكله به قبضت عليه عوالم هذا الاسم وأهلكته. وإذا كتب في خاتم،
وتلوت عليه الاسم عدده وكتب حوله الملك، والذكر القائم به وحملته معك، فإنه يخرس عنك
ألسنة الخلق وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
قابض السموات وباسط الأرضين، والجميع بهيبتك وعظمتك وقدرتك، قدرت الأشياء بقوة مراد
الأخيار، اللهم يا من قبض وبسط الأخيار وأمد النور المحقق بالحياة في الأرض والسموات،
المظهر بقوة التدبير خفاء التدبير في بسط الحركات وقبض السكنات وسائر الموجودات، أسألك
أن تقبض قلبي وجوارحي بما يبعدني عن المعاصي، وأن لا يحجبني عن نور حياتي وإخلاصي،
واقبض عني شر كل معاند ومتكبر، وضرر كل حاسد متجبر، واجعل قبضي عند وفاتي مسرورا لا
مفتونا ولا مغبونا، اللهم ابسط رزقي ويسر لي أمري وما قدرته في أبد الأبد، اللهم نور
قلبي، وابسط يا باسط يا حي يا قيوم، وبارك لي بامتنانك، اللهم إني أسألك بسر النشأتين
وسر القبضتين أن تسخر لي عبدك فيضيائيل خادم هذا الاسم، بحق اسمك القابض، وبحق الملائكة
المقربين، وأن تنورني وألبسني نورا من أنوار هذا الاسم يا الله يا قابض. ما من عبد
تلا هذا الذكر إلا فتح الله عليه ورزقه القوة وكان ملطوفا به.
فصل في اسمه تعالى الباسط
اعلم أن الباسط هو الذي يبسط
الأرواح في الأشباح يوم الرجعة وليس ذلك إلا لله تعالى، وأما شهود ذلك في العموم فإن
الله تعالى يقبض بالسكون ويبسط بالحركة، فهذا قبض عموم في الإيجاد الأول يوم القبضتين،
قبض الله بواطن أهل الشمال بين حقائق الإيمان، وبسط قلوب أهل القبضة اليمنى لأنوار
الإيمان، وشرح صدورهم لقبول الإسلام، وقبض الله الجماد بالجمود ليوم النمو والإزدياد،
وقبض الليل بقدم الحركات، وبسط النهار بظهور الحركات، وقبض الباطن في عالم الأمر وهيبته،
وبسط الخلق في عالم رحمته إشارة تحقيق في القبض والبسط، والتقرب إلى الله بهذين الاسمين
أن تقبض نفسك عن الشهوات المخالفات، وجسمك عن الحرام ولسانك عن الكلام ونظرك عن
فصل في اسمه تعالى الخافض
الرافع
المحرمات، وأذنك عن الغيبة
ويدك عن الحرام وقلبك عن المعاصي، وعقلك عن الأهواء وروحك عن الالتفات إلى الكرامات
وسرك عن كشف أسرار الله. فإذا تخلقت باسمه الباسط فتح الله عليك من الأنوار بابا، فتكون
حواسك الخمس سامعة ناظرة، واللسان ناطقا بالذكر، ويشرق قلبك بنور الفراسة وصحة الإخلاص،
ويطلعك الله على حقائق الملكوت، وإذا بسط الله لك بأنواره أشهدك حقائق العلويات والسفليات
والتصرف وله خلوة، وتلاوته دبر كل صلاة ٨٢٤ والذكر القائم به ٢١ فإنه يحضر الخادم واسمه
بسطيائيل، موكل ببسط النفوس، ويراه الذاكر يقظة ومناما، ويفيض عليه من الكرامات والخيرات،
وله مربع يصلح لمن غلبت عليه السوداء القهرية يكتب ويسقى له ٧ أيام على الريق، ثم يكتب
المربع والذكر القائم به في لوح فضة ويحمله يعافى، وإذا وافق عدده اسم شخص، وكتب المربع
على الخاتم، واسم الملك حوله، ولازم على تلاوته كان مهابا مقبولا ولا ينقبض قلبه، وإذا
أضيف له الودود رزقه الله البسط والمودة، وإذا حصل للإنسان قبض، وتلاه فتح الله عليه
أبواب البسط، وسهل له الأمور وهذه صفته:
وذكره: البسملة، اللهم يا
باسط أنت باسط الأرضين والسموات، قدرت الأشياء وبسطتها بحكمتك ثبوت الأمر وحفظ القلب
وبسطه، وكشف الأمور الغيبية، والثبات على كشف اللطائف المغيبة والأمور العطائية، وأمددني
برقيقة من رقائق أنسك لتخاطبني كل ذرة من ذرات الوجود بالبسط. يا باسط يا الله، أسألك
أن تسخر لي خادم هذا الاسم يكون عونا لي على أموري، يا خافض يا باسط يا ودود. من واظب
عليه يسر له أسباب البسط، وأذهب عنه القبض.
فصل في اسمه تعالى الخافض
الرافع
اعلم أن الخافض هو الذي يخفض
الكفار بالانتقام، ويرفع المؤمنين بالاسعاد، ويرفع أولياءه بالقرب، ويخفض أعداءه بالبعد،
ومن رفع مشاهدته عن المحسوسات وهمته عما يشاركه فيه البهائم ولا يخفض ويرفع إلا الله،
وهو الذي رفع السماء وخفض الأرضين ووضع ذلك، ثم رفع الأفلاك وقدرها، وله خلوة تعطي
صاحبها هيبة ووقارا وقبولا. ومن خواصه، أن من تلاه بعد الرياضة بين يدي حاكم أو جبار
خفض رأسه له. ومن حمله في مخاصمة قهر خصمه. ومن تلاه عدده دبر كل صلاة، وطلب خادمه
عبد كيائيل يحضر ويقضي حاجته، وأما اسمه تعالى: الرافع، من تلاه عدده رفع قدره بين
الخلائق، وكشف له تنزلات الرفع والخفض، وخادمه لميائيل واسمه الرافع، فيه حرفان من
الاسم الأعظم، وله خواص كثيرة منها: إذا كان إنسان جارت عليه الأوقات يكتب في مربع
اسمه الرافع ويحمله مع تلاوة الاسم، فإن الله يرفع قدره ويسهل له الرزق، ويكون مهابا
عند جميع العوالم، وإذا دخلت الخلوة مدة، وطلبت الخادم فإنه يحضر، وصرفه فيما تريد
وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى
المعز المذل
وأما ذكرهما: البسملة، اللهم
أنت الخافض الرافع في جميع الموجودات من أهل الأرضين والسموات، وبما تختاره من غامض
الإشارة والإرادات، سبحانك تخفض أعداءك من محل القرب بعد ولايتك، وترفع أحبابك إلى
وجود نعمائك، فيفهم في جمال جنابك بلذيذ الخطاب في صورة حمائك، أسألك بسرائر خفض مرادك
في أزل المخفوضات، ورفع أقدار سرائرك في علو المرفوعات، والجامع بين الأمرين في خفايا
دقائق المغيبات، أسألك أن تخفض عني الإرادات النفسانية والخواطر الهوائية والنفاثات
الشيطانية، وأن ترفع عن قلبي حجب الكثافة الظلمانية، والحجب السماوية النورانية حتى
تشرق في سرائر قلبي نورك المنزه في حظائر قدسك، فيشاهد فؤادي من التحقيق يا الله يا
خافض يا رافع، أسألك يا رب أن تسخر لي خدام هذين الإسمين الشريفين يا الله يا خافض
يا رافع.
فصل في اسمه تعالى المعز
المذل
اعلم أن المعز والمذل في
الحقيقة هو الله وهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من
يشاء والملك في الخلاص عن ذل الحاجة وقهر الشهوة في وصمة الجهل، فمن رفع الحجاب عن
قلبه شاهد الحضرة، ورزق القناعة حتى يستغني عن جميع الخلق ويتخلق بقوله عليه السّلام
«من عرف نفسه فقد عرف ربه» وآتاه الله الملك، ويناديه يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
اِرْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً الخ، ومن مدّ يده للخلق حين احتاج إليهم
تسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية، ويحصل له الاستدراج حتى تتغير نفسه ويبقى في
ظلمة الجهل، فذلك صنع الله كما شاء، والعزة للمؤمنين بالرضا، والذل للكافرين بالبعد
عن بابه، وإن الله أعز العلماء بالمعارف والشهداء برفع الدرجات، وأذل المشركين بالطرد
عن بابه والبعد عن أحبابه. ومن خواص هذين الاسمين، أن اسمه المعز من كتب مربعه على
فضة يوم الجمعة، وحوله اسم الملك وحمله معه، وتلاه عند الجبارين والسلاطين رفع الله
قدره عندهم وهابوه، وله خلوة وتلاوته عدده وخادمه رطيائيل. وأما اسمه تعالى:
المذل خادمه شرطيائيل، فإذا
كان لك عدو أو ظالم أو جبار، فادخل الخلوة واتله عدده حتى يحضر الخادم صرفه فيما تريد،
وله مربع أربعة في أربعة بألف ولام تعرف، فمن كتبه وبخره وحمله مع تلاوة الإسم الشريف،
فكل من رآه خضع له وذل، وإن كان ملكا ذلت له الجبابرة، ولهذين دعوة يدعو بها في المهمات
فمن تلاها وكتب المربعين والذكر وحملهما، فكل من رآه خضع له وذل، وإن كان له عدو ذل.
وهذه الدعوة والذكر: البسملة،
اللهم أنت المعز الذي لا يشابه عزك عزة كل عزيز وعظيم، ولا يصل إلى كبريائك عن الملوك
والأملاك في جميع خلقك، أنت المعز بحسن الطاعة لأوليائك، والمذل بخذلان المعاصي لقلوب
أعدائك، أسألك بمواردك النافذة بالقهر الرباني الذي لا يمنعه حراسة الحذر الإنساني
إلا من حملته في حفظ حمايتك، وأقمته في مقام سر وحدانيتك أن تعزني وتذل من ظلمني، وتعاجل
بالخذلان كل شيطان وحاسد ومعاند، وأن تقويني بقوي لطفك يا الله يا معز يا مذل سُبْحانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ. ما من عبد لازم على هذا الدعاء إلا رفع الله قدره،
ونال ما يريد من قمع الجبارين.
فصل في اسمه تعالى السميع
فصل في اسمه تعالى البصير
فصل في اسمه تعالى السميع
اعلم أن السميع هو الذي لا
يعزب عن إدراكه مسموع وإن خفي كل شيء بسر التنزيل أرق من ذلك، ويدرك سر حركة الهباء
في بهيم الظلم، ويسمع مناجاة المناجين في ضمائر الأسرار، فمن لم يدقق نظره فيه لا شك
يقع في محض التحقيق. ومن خواص هذا الاسم لمن حصل له صمم في أذنه:
يكتب في ورقة خطامية يوم
الثلاثاء، ويمحى بدهن ورد ويقطر في الأذن يصح سمعه، وله خلوة مع إضافة: البصير إليه
وذلك في طلب العلم وعطف القلوب وتلقيها لك بالطاعات، وخادمه فنجيائيل يمدك بما تريد،
وإذا تلوته في الخلوة وأردت أن تسمع أصوات الروحانية، فإنك تسمع خطابهم والتقرب إلى
الله بالعلم والعفة والدين وأفضل الأذكار وقت السحر.
وأما الذكر القائم به تقول:
اللهم يا سميع أنت الذي تسمع جميع البواطن لعن غير أذن صمخا على اختلاف أصناف اللغات،
فلا يخفى عليك شيء مما هجس في الضمائر وما نطقت به السرائر، يا من أحصى علمه جميع المسموعات
الذي أحطت بجميع الموجودات، وتسمع دبيب النملة السوداء على الصخراء الصماء في الليلة
الظلماء، أسألك أن تسمع دعائي وتسخر لي عبدك فنجائيل بحق اسمك السميع، وأن تفعل لي
كذا وكذا يا رب العالمين، وتعاملني بلطفك الخفي، وتمدني برقيقة من رقائقك، وأوصلني
بكل شيء يقربني ويرفعني بين أقراني حتى أشرف بالحضور بين يديك، فتبسط قلبي عند الأنس
بجمالك وشهود كمالك، لا إله إلا أنت يا سميع يا بصير. ما من عبد تلا هذا الذكر، وواظب
عليه إلا فتح الله له أبواب الخير وأيده بالمسموعات.
فصل في اسمه تعالى البصير
اعلم أن البصير هو الذي لا
يعزب عنه مثقال ذرة تحت الثرى، منزه عن حدقة وأجفان، ومقدس عن انطباع الصور في ذاته
كانطباعها في حدقة الإنسان. والبصر الحسي مقهور قاصر لأنه لا يشاهد البواطن والأسرار
والهواجس والخواطر والأرواح والضمائر، وإنما أودع فيه البصر لأمرين ليشهدوا آيات الله
وعجائب مخلوقاته الثاني: ليعلم أنه بمرآة من الله فيلزمه الحيرة في حركاته وسكناته،
ولا يعتقد في الأسماء تغايرا من قبل دلالتها عليها، بل من قبل معلولاتها لأن صفاته
لا تتخلف، بل هو الواحد الأحد الفرد الصمد، وله خلوة تعطي صاحبها البصيرة والمراقبة
في الحركات والسكنات، لا تتحرك بحركة جسمانية قلبية إلا بميزان الاعتدال، والذاكر لهذا
الاسم ينال قوة يراها في بصره، فيجد حلاوة الإيمان المراقبة، ويجب عليه حفظ الخواطر
في الظاهر والباطن، وذاكره عدده يفتح الله عين قلبه، فيبصر المعلومات ويرى حقائق الأشياء
تخاطبه، وفي الأسبوع الثالث ينزل عليه الملك شرطيائيل، وإذا دخل الخلوة وتلا الاسم
مع الذكر دبر كل صلاة حفظه الله من كل مكروه، وفتح عين بصيرته ووفق لما يريد. وإذا
كتب بمسك وزعفران في إناء، وحوله اسم الملك عدده، ويحله بماء الورد والعنبر الخام والكافور،
ويكتحل به صاحب الرمد المزمن فإن الله يشفيه. ومن رصد الهلال في أول ليلة، ووقف مقابله
وقرأ الفاتحة ٧ وتلى الاسم عدده، ثم استلم الهلال وكبر وقال: اللهم إني أسألك بحق اسمك
فصل في اسمه تعالى الحكم
فصل في اسمه تعالى
العدل
البصير إلا ما أبصرتني وعافيتني
بحق اسمك الأعظم يا الله يا بصير. وأما ذكره فتقول: البسملة، اللهم أنت البصير بدقائق
جواهر الموجودات الجسمانية، كإبصارك بظواهر حقائق الموجودات الحسية، فترى تفاصيل الأعراض
والإكوان في موجودات الأمكان، أسألك يا من لا يشغله شأن عن شأن ولا يحل بمكان، يا ذا
الجود والإحسان، نور بصري وبصيرتي بنور بصرك الباقي وعلمك الرباني حتى يكون لي سمعا
وبصرا ويدا ورجلا ولسانا وقلبا، ونورني بأنوارك يا الله يا بصير، أسألك أن تسخر لي
خادم هذا الاسم عبدك مرطيائيل إنك على كل شيء قدير. من لازم عليه كان من أرباب السلوك،
وفتح الله عين قلبه، ونور بصره بالنظر والإطلاع على حقائق الأشياء.
فصل في اسمه تعالى الحكم
اعلم أن الحكمة عبارة عن
المعرفة وليس شيء أفضل من العلم بالله، والطريق الموصلة إليه قال تعالى الر كِتابٌ
أُحْكِمَتْ آياتُهُ، والحكمة صفة من صفات الذات يظهرها العقل، وهو ٦ أقسام:
حكمة في السر، وحكمة في العلانية،
وحكمة في الروح، وحكمة في النفس، وحكمة في القلب، وحكمة في الجسم. فالسر هو الإيجاد
الأول الذي اختص به الحق في إبداعه العوالم على قدر ما شاء من معرفته أن يهديهم ليعرفوه،
فليس يعرفه عارف إلا بقدر السر الذي أودعه الله فيه حتى قبل الإيجاد وشاهد الحكمة.
وله خلوة ومواظبة التلاوة، والجوع وقلة المأكل، ومن أراد الكشف عن علم أو عن الحجب،
وفتح الأبواب عن الصناعة الإلهية، فليتل اسمه تعالى: الحكم العدل، أو العليم الحكيم،
ويلازم عليه في خلوة برياضة، فيأتيه خادم الأسماء ويخبره بثلاث علوم: أولها علم الصناعة،
والثاني علم الأعشاب والعقاقير، والثالث علم التوحيد. ومن تلا هذا الاسم دبر كل صلاة
والذكر عدده، فإن الله يرزقه الفهم والحكمة، وإذا دخل الخلوة وتلا عدده ويقول: اللهم
إني أسألك يا رب العالمين أن تقضي حاجتي فإنها تقضى.
وأما ذكره فتقول: البسملة،
اللهم أنت الحكم الحاكم، القاضي بما حكمت في غيب القدم بما أظهرت من مخلوقات الأملاك
والأفلاك وجميع الحركات، ثم حكمت على كل واحد من هؤلاء المعدومات من العلويات والسفليات
بما سبق من تفصيل الإرادات والمشيئات، أسألك بما شئت من تقطير تقدير الحكم، وبما أخرجته
من القضاء في اللوح والقلم، أن تسخر لي خادم هذا الاسم حمطيائيل ويقضي حاجتي، ويعلمني
من المعلومات بحق نبيك عليه السّلام، وأن يكشف لي عن حقائق الأسماء يا الله يا عليم
يا حكيم. من لازم على هذا الذكر فتح الله عليه بالأمور الحقيقية والمواهب الإلهية.
فصل في اسمه تعالى العدل
اعلم أن معنى العدل هو الذي
يصدر منه فعل العدل المضاد للجور، ومن لم يعرف العدل لم يعرف فعله، وهو مرتبة المقربين،
وينظر الأشياء على حقيقتها، ويرى من منتهى السموات إلى طباق الثرى حتى ينظر الأكوان،
ولم ير شيئا في الكون إلا وقام عليه ميزان العدل قال تعالى: ما تَرى فِي
فصل في اسمه تعالى اللطيف
خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ
-إلى- حَسِيرٌ، وذلك بإقامة الحجة والعدل، وقد خلق الله الموجودات على مقام الاعتدال،
وأقام الأجسام وهي الأربع عناصر فمنها ما هو بسيط ومركب، فمن ذلك الماء والتراب والنار
والهواء، ثم خلق السموات جواهر شفافة قائمة بنفسها، ووضع الأرض في أسفل السافلين، وجعل
الماء فوقها، والهواء فوق الماء، والسموات فوق الهواء لانتظام العالم، ومن علم سر التركيب
وفهم النشأة، وأن الإنسان مركب وهو جرم صغير وفيه انطوى العالم الأكبر، واعلم أن حظ
العالم من العدل أن يعدل في صفات نفسه، وأن يجعل الشهوات في الغضب، والعدل بين الجوارح،
ثم عدله في أهله وأولاده قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ
كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا، ولهذا الاسم خلوة، وخادمه عريائيل، والتلاوة عدده، وإذا كتب
على حجر وحمله رجل من أرباب الحكم والولاية ألهمه الله العدل، ومن تلاه دبر كل صلاة
مع ذكره، فإن الله يرزقه الاستقامة والعدل وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
العدل عدلت في ترجيع إيجاد الموجودات، فقدمت وحكمت بالحق، وأوريت الأحكام في المحدثات،
فوضعت كل شيء في موضعه على أحسن الترتيب ونعت الصفات، فسبقت الأسماء بما فيها بحسن
نظام الأجزاء الموضوعات للأحكام والأملاك المسخرات، ووضعت الأرض وما فيها من المعادن
والجوهر والنبات، وجميع ما في الأبدان الجزئيات، وما في البحار الزاخرات من أصناف أنواع
المخلوقات، أسألك اللهم بالعلم والمعلوم أن تحيي قلبي وتكشف لي عن حقائق المعلومات،
ولا توفقني إلا لكل عمل يقربني إليك زلفى بالعدل والإحسان، وأن تسخر لي خادم هذا الاسم
يقضي حاجتي يا الله يا حكم يا عدل يا لطيف يا خبير. ما من عبد لازم هذا الذكر إلا شاهد
عجائب صنع الله.
فصل في اسمه تعالى اللطيف
وهو الذي يعلم دقائق الأمور
وغوامضها ثم يسلك في اتصالها، فإذا اجتمع الفعل في العقل، واللطف في الإدراك، ثم خفي
اللطف ولا يصل إلى كمال ذلك في العالم من هذا اللطف إلا الله.
وقالوا: إن لطفه في الأفعال
في دقائق الأشياء لا يدخل تحت حصر، وإن البارى جل وعلا أوجد الموجودات، وبسط نور هذه
الأسماء على خاصة عباده المؤمنين لأن اللطيف اختص باللطف بعباده المضافين إليه. وله
خلوة تعطي الذكر لصاحبها في لطف الله، ولا يكون إلا متريضا، ويراعي أنفاسه وهو متقرب
إلى أولياء الله، وهذا الاسم إذا تلاه السالك في خلوته برياضة، رأى العلائق النفسية
خاطرة وراء ظهره، وتلاوته عدد بسائطه وهو ١٦٦٤١ مرة أربعين مرة، فإنه يهبط إليه الملك
واسمه قطيائيل ويقول: إلهي عبدك دعاني ويطلب قضاء حاجته مني، فينزل إليه في النوم أو
اليقظة بحسب استعداده، ويكشف له عن نفسه من موت أو حياة أو ما يريد ويمده بالمواهب.
واعلم أن هذا الاسم يحكم على الدور الأول، ويحكم على عوالم زحل. ومن خواصه: تقرؤه لكل
ما تريد من خير أو شر أو
نفع أو ضر أو جلب أو منع.
فإذا قرأه من تعسرت أموره العدد فرج الله عنه. وقد وقع لنا مع الوالد العزيز محمّد
بن المنذر وهو أنه لما توفي والده وطلب السلوك والدخول إلى الأسماء، فأعطاني الكشف
الرباني، ورأيت مكتوبا على جبهته أنه سيصلب، فلما جاءني ونظرت في وجهه هذه الحالة،
أنفت نفسي أن ألقنه الذكر والأسماء، فاستخرت الله أن ألقي إليه الاسم، وأمرته بتلاوته
كل يوم وليلة ٩٠٠٠٠ مرة، فلما أتمها رأى في النوم أنه جاءه الحاكم، وقتلوه، ومات فغسلوه
ودفنوه، فاستفاق من نومه مرعوبا خائفا، وجاءني فنظرت لوجهه وقد زال ما كنت أجده ووجهه
يتلألأ نورا، وذكر لي رؤياه فحمدت الله، ولقنته الذكر والأسماء حتى صار من أرباب الولايات.
ومن خواصه لتيسير الرزق وبلوغ المآرب، وإن كان الإنسان مهموما أو طالب حاجة وتلاه قضيت.
ومن كتب شكله المخصوص به وأضاف له اسم الذات على ذهب أو فضة في وقت سعيد ويحمله إنسان
فتح الله عليه، وكان ملطوفا به في سائر أحواله، وأن أردت زجر روح، فإنه يحضر حالا وهذه
صورته:
ودعوته: البسملة، اللهم إني
أسألك يا لطيفا بعباده ياه ٣، يا حنان يا منان يا لطيف ٢، يا ذا الجلال والإكرام يا
لطيف يا رباه ٢، سبحانك لا إله إلا أنت، ولا إله غيرك ولا معبود سواك يا لطيف، اللهم
أنت الحق الحقيق يا لطيف ياه ٢، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له كفوا أحد،
يا لطيف يا بديع السموات والأرض، يا لطيف يا مجيب ياه ١٣، أجب بارك الله فيك وافعل
كذا وكذا مما أريد، وأظهر لي في خلوتي يا شمخ شماخ العالي عن كل براخ، يا لطيف اللطف
٢، أنت الحاضر لم تغب، يا لطيف يا رباه ٢، أنت الحاكم لم يحكم عليك حاكم، يا لطيف ياه
٢ أنت السلطان القوي لم يقو عليك قوي، يا لطيف يا من هو كل يوم في شأن، سخر لي خادم
هذا الاسم يفعل بي كذا وكذا بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا إله إلا
أنت الملك القدوس، كهيعص، حمعسق، اسألك باسمك العظيم الأعظم الذي اختص به الأخصاء من
خلقك أن تقضي حاجتي يا رب العالمين. ويتصرف هذا الاسم في قلب الكاغد ذهبا وفضة، والماء
سمنا، وملكه رومان، أتل الاسم ٧٠٠٠ مرة بشرط الرياضة، وتلاوة الدعوة ٢١ ليلة الجمعة
بعد العشاء تصلي ركعتين بسورة الكهف ويس، وبعد ذلك تتلو الاسم وتقول: أجب أيها الملك
رومان فإنه يحضر ويعطيك حجرا أسود ويعطيك شيئا من الدنيا، ثم يخبرك عما تريد تبخره
بعود وحصا لبان ذكر، وتقول: انصرف بحق ما أتيت به من الطاعة فيذهب، وكلما أردت حضوره
تبخر وتقرب الحجر من النار. وأما الذكر به: فالبسملة، اللهم أنت اللطيف الخافي عن نظر
العيون، المنزه عن إدراك العقول والأفكار، العالم بإحاطة الموجودات، المتجلي بأسرار
القلوب في حنادس الغيوب بإظهار الظهور في البطون، العالم بالإحاطات واختلاف التقدير،
وبما أوجدت من العالم الجليل منهم والحقير، وبما تشاء من حسن التدبير والتحرير، أسألك
بما بطن من غوامض خفايا الأسرار، وما ظهر من دقائق التكوين في ظلم الظلمات من ضياء
أشعة الأنوار أن تجذب قلبي بلطيف الكشف إلى شهودك من لطائف الأسرار ليتنعم قلبي بك
في سر اللطائف والرقائق وتزول
فصل في اسمه تعالى الخبير
فصل في اسمه تعالى
الحليم
عني شبه المشكلات بظهور تلك
الحقائق، اللهم استرني بسر اسمك اللطيف من شر كل مؤذ وحاسد بحق اسمك اللطيف يا لطيف
يا خبير. من لازم ذلك صار من أرباب السلوك.
فصل في اسمه تعالى الخبير
اعلم أن الخبير هو الذي لا
يعزب عنه خفي بواطن الأسرار، ولا تتحرك ذرة إلا وعنده خبرها وتضيف له: العليم، وتقول:
يا خبير خبرني عن كذا، فإنه يرى في منامه ما يريد وخادمه فهريائيل يكشف عما في الأرض
من الخبايا والكنوز، وإذا كتب على رق غزال بمسك وزعفران وماء ورد، وكتب معه الملك وتلا
عليه الاسم، ووضع الرق تحت رأسه فإنه يخبر في نومه عما يريد. وإذا كتب في إناء ومحي
وشرب منه بليد فهم أحسن الفهم، وذاكره تأتيه الروحانية بالأخبار ويفتح الله عليه. وذكره:
البسملة، اللهم أنت الخبير
المطلع على خفايا الملك والملكوت، العالم بدقائق علمك الغامض إلى باطن خفايا كل شيء
من عالم الشهادة والجبروت، أسألك بجبرية إحاطتك ببواطن الموجودات فلا تتحرك ذرة ولا
تنشق حبة إلا وقد أحاط بها نفوذ المنيات، أسألك أن تكشف عن قلبي حجاب الظلمات في تنزل
أنوار المراقبة لتكون خبر الأسرار سرائر صفاتك مبتهجا بشهوداتك، اللهم أدخلني في حصنك
الحصين لآمن به في جميع الأوقات والمواطن لتطمئن نفسي بذلك، اللهم احرسني بعينك التي
لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يضام يا الله يا خبير بالعباد. من واظب عليه شاهد من
غرائب صنع الله شيئا عجيبا.
فصل في اسمه تعالى الحليم
اعلم أن الحليم هو الذي لا
يعجل بالعقوبة على من عصاه وهو من صفاته تعالى، والحليم هو الذي يرى معصية العصاة ولا
يشعر بالغضب، وهذا لا يقوم إلا بطور باطني، وهو أن البارئ جعل نمو العقل باطنا كما
جعل نمو الأجساد ظاهرا حسيا، ورتب أطوار التركيب كما رتب أطوار الترتيب وذلك نشوء العقل
ونشوء الروح ونشوء النفس ونشوء القلب بالعقل الذي يسري في قالب الادراك والتمييز بنشوئه
في قالب العلم بالأسماء، ويشاركه العقل في نشوء نموه بالتفرقة بين معاني إدراكه من
حقائق الأسماء، فيمتزج نمو العقل بنمو الروح، فالروح إذا تزايد نموها تزايد قوة الشوق
في الطالب، وانفتحت بصيرة الروح لتتلقى من العقل بأنوار المعلومات وموازين الحقائق
لأسمائه تعالى، فملكة روحانية وملكة نورانية كانت بالأنوار الإلهية، والعقل ينمو في
معرفته بما خصه الله بأنوار الذات، والروح تنمو بأنوار الصفات. والمتقرب إلى الله بهذا
الاسم يكون غافلا عن زلات العباد، وهذا الاسم ليس له خلوة، ومن خواصه: إذا كتب في لوح
من فضة، وحمله سيّئ الخلق يزول عند ذلك. وإذا كتب على أي شيء كان، وحمله طفل نفعه من
كل سوء. وإذا لازم عليه أحد من السالكين، ثم تلا الذكر القائم به يأتيه الخادم، ويخبره
عن الحجر المكرم، واسمه جهطيائيل، وينفع من الأمراض الباطنية والظاهرة. وأما ذكره:
فالبسملة، اللهم أنت الحليم الذي تشاهد معصية العاصين، وفساد عين الغواة ولا تعاجل
بالعقوبة والغضب على ما تراه من قبيح الصفات، تمهل العصاة بالمعاصي إلى الانتباه، وتتوب
فصل في اسمه تعالى العظيم
فصل في اسمه تعالى الغفور
فصل في اسمه تعالى
الشكور
على المفسد والظالم فيما
اقترفه وجناه، ولم يبق بعد التمهل إلا الحد والانتقام والعذاب بالغرام، والأخذ بالنواصي
والأقدام، أسألك بسر استوائك على عرشك، ومما حواه مرادك من القضاء المقدور في علمك
القديم أن تديم نظرك علي بالحلم، وتيسير ملاحظتك بالنعمة والرحمة، وتليين قلبي من حلمك
ما تحرك به عني الشياطين، فتطمئن إليك نفسي بالسلوك الرحماني، وأن تسخر لي خادم هذا
الاسم جلهيائيل عليه السّلام يا رب العالمين.
فصل في اسمه تعالى العظيم
اعلم أن اسمه العظيم من موضوعات
أسماء الأجسام وفيها ما يدرك الأجسام المحسوسة، فلا يحاط به الأرض كما لا يحيط به البصر
كالسماء وما فيها وما هو أعظم منها، ويتوهم بصائر العقول والملكوت والعرش والكرسي،
ومنها ما لا يتصور أن يحيط العقل بكنه ذلك، والكرسي لا يحاط به وهو العظيم المطلق الذي
جاوز حد العقول، وهو الله تعالى. وله خلوة ورياضة، فإذا تلاه السالك فليضف إليه اسمه:
العلي، وإن هذين الإسمين فيهما سر عظيم، فإذا أراد السالك الدخول للخلوة يلبس ثيابا
طاهرة، ويتلو الاسم دبر كل صلاة عدده حتى يحضر الخادم واسمه قنيائيل ويقضي حاجته. وإذا
كتب إلى ملك أو سلطان لم تختلف عليه الجند. وإذا كتب في خاتم فضة أو ذهب، وحوله اسم
الملك ويلازم على تلاوته يرفع الله قدره وينال مقصده. وأما ذكره القائم به فالبسملة،
اللهم أنت العظيم الأعظم لا كعظم الأجساد الأرضية، ولا كعظم الأرواح السماوية، فإن
واحد من هذين له مساحة قدرية، وأوضاع عددية، وبسائط جسمانية، وأجسام طبيعية محدودة
تركيبية، وأما عظمتك يا إله العالمين يا رب الأولين والآخرين، فهي عظمة جلال وبهاء
وكمال، وسلطان قوتك الإلهية وشمول قدرة الربوبية وعلوّ عظمة شأن قهر الوحدانية، أسألك
يا من هو كذا أن تجعل قلبي ملاحظا لعظمتك ليدوم لي الخضوع بين يدي هيبتك، اللهم أنت
الغفور الحليم الشكور، ألبس ذاتي من عظمتك يخضع لي كل جبار عنيد، ويقهر عني شره، ويدفع
عني مكره، يا الله يا عظيم. من ناجى ربه به وكان له عدو كفي شره.
وإذا تلاه السالك في خلوته
آمنه الله من شر الجن.
فصل في اسمه تعالى الغفور
اعلم أن معنى الغفور تقدم
في اسمه الغفار، وهو نافع لمن أراد أن يدفع غضب الملوك، فإذا تلاه على اسم أي ملك أو
حاكم، ووكل الملك القائم به حرقطيائيل، وتكتب الوفق في طالع سعيد ويكتب اسم العلوي
ويدخل عليه، فإن الله يرفع قدره. وكذا للصلح بين المتباغضين يكتب ويحمل، وذكره تقدم
في اسمه الغفار.
فصل في اسمه تعالى الشكور
اعلم أن الشكور والشاكر بمعنى
واحد من حيث الصفة والشكور مبالغة، وهو الذي يعطي على سائر الطاعات كثير الدرجات، ويعطي
بالعمل القليل نعيما كثيرا، ويتلوه عدد بسائطه، فإن الملك
فصل في اسمه تعالى
العلي
يحضر ويقضي حاجته واسمه طويائيل.
ومن خواصه للبركة في الرزق ودوام النعمة وبلوغ المآرب، تكتب مربعه في لوح ذهب أو فضة
ويحمله ويتلو الاسم، فإن الله يفتح عليه الرزق وهذه صورته:
وأما ذكره: فالبسملة، اللهم
أنت الشكور الذي ألهمت عبادك الحمد والشكر، وقويتهم على الطاعات والذكر، فأنت الشكور
المحسن بجلائل النعم بما ألهمت بالشكر والإحسان، تقدست صفاتك بمجاري التهليل من الطاعات
بجزيل التفضيل والحسنات ورفع العوالي من الدرجات، أسألك بإحسانك القديم لظهور مبادئ
الموجودات، وإحسانك بما ألهمتني بصفات قدسك أن تجعلني من عبادك الشاكرين، وبفضل إنعامك
من الحامدين الذاكرين فتقبل قليل عملي بجزيل فضلك، ونور قلبي بنور قدسك لأكون من أهلك،
واجمع لي جوامع الخيرات ونوامي البركات في المحيا والممات يا الله يا شكور، أسألك أن
تسخر لي عبدك قرطيائيل إنك على كل شيء قدير.
فصل في اسمه تعالى العلي
اعلم أن العلي هو الذي رتبته
ليس فوقها رتبة، والعلو إما أن يكون علوا حسيا كالدرج، وإما أن يكون علوا في مراتب
المعقولات، كالتفاوت بين السبب والمسببات الكامل والناقص، فإذا فهمت هذا التدريج العقلي
علمت أن الموجودات لا يمكن قسمتها إلى درجات متفاوتات في الدرج العقلي، وله خلوة جليلة
يعطى صاحبها علو الرتبة وقينيائيل خادمه، فإذا تلاه الذاكر حتى يمتزج بلحمه ودمه في
خلوة برياضة دبر كل صلاة أتاه الخادم وقضى حاجته. ومن كتبه وحمله رزق الهيبة والقبول،
وإذا أضيف إليه: الكبير وجعل مثلثا في باطن مربع وحمله أي حاكم، فإن الله يرزقه الهيبة
وتطيعه الجند.
وإذا كتب على فضة وحملته
المتعسرة عن الزواج أتتها الخطاب.
وذكره: البسملة، اللهم أنت
العلي الأعلى الذي لا يشابه علوك علو المخلوقات، ولا يماثل نورك نور الموجودات، والأرض
والسموات لكرسيك الكريم الذي وسع جميع المخلوقات، وعرشك العظيم العلي على علو الدرجات
العلويات وكل موجود فيه كذرة الذرات، وأما علو ذاتك فمنزه عن الحال والمكان، ومقدس
عما وجد في الدهور والأزمان لأنه علو عظمة وجلال، ونمو كبرياء وكمال، أسألك بعلو رحمتك
على كل العلويات وسمو إلهيتك على عظيم الجلالات، ووحدانية وحدانيتك على شرف تطهير الكمالات،
أن تعلي قدري عندك بمحاسن الطاعات، وتجعلني مخلصا فيه لوجهك الكريم في جميع الأوقات
إلى الممات، اللهم اجعلني في حصنك وامنع عني كل معاند، وأنزل قهر علوك على من يريد
ضرري من كل حاسد ومارد، اللهم خذ بقلبي إلى علو رحمة استوائك، وخذ بفؤادي إلى تجلي
علو قدسك، واجعلني أهلا لولايتك مع رسلك وأنبيائك يا الله يا علي. من لازم هذا الذكر
رفع الله قدره ووصله بالخيرات.
فصل في اسمه تعالى الكبير
فصل في اسمه تعالى الحفيظ
فصل في اسمه تعالى الكبير
اعلم أن الكبير هو ذو الكبرياء
والكبر عبارة عن كمال الذات، كما أن الوجود كمال الموجود ويرجع إلى ذاته أزلا وأبدا،
وكل موجود مقطوع بعدم سابق ولا حق فهو ناقص، ويقال للإنسان إذا طالت مدته كبيرا أي
كبير السن مع كون مدته محدودة، فالدائم الأزلي الذي يستحيل عليه العدم أولى بأن يكون
كبيرا، وتقدم في اسمه: المتكبر وأما الذكر القائم به: بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم
أنت الكبير الذي تقدس كبرياؤك عن الأعوام والسنين، وتنزهت ذاتك عن تماثل المخلوقين،
أنت ذو الكبرياء والكمال، تنزهت ذاتك العليا المطهرة عن المماثلات، أنت الكبير المتعال
الكريم، المتفضل بجزيل النوال، المغني عن اصالة السؤال، أسألك بكمال كبريائك ووجود
ذاتك وكمال عنايتك أن تزيل عني كثائف الحجب البشرية بملاحظة كبرياء الربوبية، فيزداد
قلبي بضياء كبريائك نورا وبهجة وضياء، اللهم ألبسني هيبة من كبريائك تكف عني شر أعدائي،
واجعلني في حفظ حرز سلامتك، وحرارة امتنانك وأمانك يا كبير يا الله. من لازم على هذا
الذكر حفظه الله ورفع قدره.
فصل في اسمه تعالى الحفيظ
وهو الذي صان بحفظه المضادات
والمتقاربات بعضها عن بعض، كما حفظ ما بين الماء والنار فإنهما متضادان بطبعهما، وذلك
في الحرارة والبرودة، كما حفظ ما بين الرطوبة واليبوسة. قال تعالى:
إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ
والْأَرْضَ أَنْ تَزُولا أي بحفظ السموات، وقال تعالى: إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها
حافِظٌ فينبغي للسالك أن يحفظ أوقاته وحركاته وسكناته بين كل نفس من الأنفاس وترك الإعتراض،
وإن العبد إذا راعى الأوقات بالمراقبة وحفظ الأحوال حفظه الله من وساوس الظاهر والباطن،
وله خلوة تعطي صاحبها رفعة وجاها وقوة على حفظ الأوقات، وخادمه حنيائيل، فإذا تلاه
السالك نزل عليه الملك، ومعه ٤٠ صفا، ويمده بالمدد الكلي ويعاهده على الخدمة، وإذا
كتب هذا الاسم في مربع ٤ في ٤، وحوله الملك على لوح فضة وحمله إنسان، أو كتبه ووضعه
في صندوق المال حفظ من كل سوء. وإذا حمله مولود حفظ من العين والنظرة.
وذكره: البسملة، اللهم أنت
الحافظ الحفيظ الموجود ما أوجدت في تفاوت الصنع بحسب صفاء كل موجود، في التفصيل والترجيع
جمعت بين الأضداد والمتقاربات، وأحسنت الصنيع بحسب كل ضبط من الموجودات في الجمع والتفصيل،
أسألك بقدرتك على إبداع ظهور أجناس المبدعات، وإخراجك لأنواعها من العدم على أصناف
هيآتها وصورها المتحركات، أن تحفظ عليّ تحقيق حق توحيدك، وأسألك أن تقدس فؤادي بنور
إلهيتك لأكون متهيجا بشهودك، وتعجل لي ذلك إنك على كل شيء قدير، اللهم احفظني في ديني
ودنياي بعينك التي لا تنام، وأحرزني بركنك الذي لا يضام، وأجرني من كيد الشيطان وجور
السلطان، ومن شر الإنس والجان أبدا يا حنان يا منان، أسألك أن تسخر لي خادم هذا الاسم
جفيائيل بحق اسمك الحفيظ. من واظب عليه حفظه ورفع قدره.
فصل في اسمه تعالى المقيت
فصل في اسمه تعالى الحسيب
فصل في اسمه تعالى المقيت
اعلم أن المقيت هو خالق الأقوات
وبذكره تلبث الأرواح العلوية، وفي باطن الأمر هو المقيت بأنواع المأكل وهو سر الشبع،
ومقيت الأجساد بأنواع الأطعمة لإقامة البنية وثبوت الرمق، والمتقرب إلى الله بهذا الإسم
ينال ما يريد، وإذا كتب على خاتم فضة وحمله طالب القوة أعانه الله، وإذا كتب مع اسمه:
الرزاق وعلق على مكان، حلت فيه البركة وكثر فيه القوت، ويصلح ذكرا لأصحاب العلل النفسانية.
وأما الذكر القائم به: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت المقيت الذي خلقت لكل شيء
قوتا وجعلت له فيه الصلاح، وأوجدت أنواع المأكل والمشرب وجعلتها عند الأشباح، وأبرزت
أصناف العلوم والمعارف وجعلتها عند الأرواح، أسألك يا من أعطى كل شيء خلقه وجعل له
قوتا وصدق سر ذاته في كل شيء وكان عليه ميقاتا، أن تسخر لي الملك قيطيائيل الموكل بالقوت،
وأن تدفع عني العاهات والآفات من سائر الجهات في كل الساعات والأوقات، واجعل لي قوة
على الطاعات المقربة إليك يا رب الأرض والسموات، اللهم افض على روحي أقواتا من المعلومات
واللطائف ما تقربني إلى الأسرار والمعارف، اللهم حل من أسرار فؤادي بدقائق أسرارك ما
يوصلني إلى مشهود حقائقها بسر ذاتك يا الله. من واظب عليه فتح الله عليه أبواب الرزق
والقوت وسهل عليه كل عسير.
فصل في اسمه تعالى الحسيب
اعلم أن معنى الحسيب هو الكافي
قال تعالى: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِسابًا أي كافيا، والكفاية المحاسبة على الأفعال
والخواطر، فيكون بمعنى فاعل، والحسيب من كان له حسبة، والاسم لا يليق إلا بجناب الله
تعالى، لأن الكفاية يفتقر إليها المكفي لثلاثة أحوال: الوجود ودوام وجوده، وليس له
في الوجود غير مفتقر لذلك إلا الله تعالى، واعتبر كيف حسب الإنسان في نفس وجوده يوم
نزول النطفة ماء مائعا مجتمعا من الأغذية المؤلفة من نبات وحيوان بري وبحري، ويأخذ
بلطفك صنع الله بتدبيره خلاصة كل عالم ولطيفته، ولو لم يكن إلا في هذه النطفة لكانت
نقصة إلا أن مزجها بلطيف الصنعة المنبعثة من القلب المتصلة به للحركة الممزوجة بالرحمة
لخرجت النطفة بخلاف النوع الطبيعي من جهة من الجهات، وكانت روحانيات النبات تدبيره
بنسبة ما فيه من الشهوات إلى أن أبرزه الله، فأخرج له من ثدي أمه لبنا هو خلاصة الطبائع،
وخلاصة الدم مثله في الخلاصة الذي تغذى بها اللبن ويعرف أنه غذاء فيتغذى منه، وألهمه
عند تجويعه أن يبكي إلى أن ينزل له الصفة الرحمانية من الوالدة فترضعه، ثم تنقله إلى
طور الطعام تدريجا ليتغذى به، ثم رزقه العقل ينشأ معه في أطواره ليعرف بين العالمين
ويفعل بين الشيئين المختلفين، ثم هداه إلى ما قدر عليه وأبرزه إليه، وجعل له القلب
محلا للحياة، والعقل محل التدبير والإيمان للمؤمنين سبب النجاة، فلم يجعل لأحد عليه
سبيلا ولا حاجة لغيره في وجود صفته، فهو حسيب كل مولود، والتقرب به عدم الإلتجاء إلى
الخلق ومراعاة الخواطر. وله خواص لرد الأعداء إذا كان لك عدو، وتلوت هذا الاسم، وكتبت
المربع المخصوص به، وتوجهت إلى عدوك، فإن الله
فصل في اسمه تعالى الجليل
فصل في اسمه تعالى
الكريم
يكفيك شره، ومن حمله وكان
في شدة نجاه الله منها، وخادمه مطيائيل ينزل على الذاكر ويقضي حاجته ويضيف إليه: الجليل،
فإن الله يرفع قدره بين الخلائق، ويصلح ذكرا لأرباب المناصب والمشايخ.
وأما ذكره القائم به تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الحسيب الكافي لكل ذرة من الموجودات، أخرجتها من
العدم إلى الوجود، وحفظت قوة وجودها في كل حال من المتضادات، فكفيتها في كل حال بقوة
البسائط الرحمانية، وكفيتها في حال القيد بالتراكيب التأليفية الكونية، أسألك اللهم
بكفايتك وصنع التراكيب الظاهرة السبعة، أن تكفيني شر من يؤذيني، أو من يريدني بسوء،
أو يحاولني بشر، اللهم اجعلني في حصن كفايتك وحفظك، واجعلني بحسن التوفيق للقرب منك
أهلا ساكنا في حظائر قدسك من الرفيق الأعلى يا رب العالمين. من تلاه يسر الله له الرزق
وحفظه من كل سوء وخلع عليه خلع الولاية.
فصل في اسمه تعالى الجليل
اعلم أن الجليل هو الموصوف
بنعوت الجلال والجمال، ومن خواص هذا الاسم أن من لازم على تلاوته صار جليلا ورفع قدره،
وله خلوة تعطي صاحبها جمالا وهيبة عند الخلائق وخادمه ايتائيل، وإذا كتب وحمل، أو يسقى
لمن كثرت عليه التخيلات السوداوية نفعه.
وذكره: البسملة، اللهم أنت
الجليل الذي جلت ذاتك عن التشبيه بشيء من جليل الأجسام، وتقدست عظمتك عن التمثيل بشيء
من صفات الأنام، وإنما أنت موصوف بجلال الكبرياء والملك، والقوة المنعوتة بالحياة والعلم،
والقدرة الإلهية في الأرض والسماء، لك الكمال الذي لا يناسبه كمال، ولك الجلال الذي
لا يناسبه جلال، ولا يضاهيه ملائكة الحجب العوال، أسألك بمهابة جلالك العظيم، وباسمك
الجليل الكريم أن تكسوني مهابة وجلالة لأكون بها بين المخلوقات معظما، لأنال الجمال
والبهجة والسرور من مجالس كمال صفاتك، اللهم جللني بنور المهابة والعظمة حتى أقهر أعدائي،
وأخرس عني ألسنة الظلمة، ونجني من شر الحاسدين، وسخر لي خادم هذا الاسم يقضي حاجتي
إنك على كل شيء قدير. من لازم عليه رزقه الله القوة ورفع قدره.
فصل في اسمه تعالى الكريم
اعلم أن معنى الكريم هو الذي
إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وإذا أعطى أغنى، وليس ذلك إلا الله تعالى، والتكرم هو الكرم
الأول وهو نعمة الإيجاد، وهو امتداد الروح، وأخذ الميثاق وإخراج العالم من العدم إلى
الوجود، وكرم ثان وهو قيد العقل، ثم تكرم علينا بوصول الدعوة النبوية وظهور الحكمة
الشريفة، ووقوع ذلك في قلوبنا حتى آمنا به، وما يكون لنا أن نؤمن لولا كرمه علينا وهدايته
لنا، ومن مبالغته في الكرم أن يعبد الكافر غيره ولا يعاجله، ويرى العاصين ويمهلهم،
فهذا هو الكرم، ومن كرمه علينا أن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة
فلا يجزى إلا مثلها، وأن الله إذا تاب
فصل في اسمه تعالى الرقيب
إليه العبد بدلت جميع سيئاته
حسنات وذلك لكثرة كرمه. وفي بعض الكتب المنزلة ما أنصفني عبدي وأنا استحي أن أعذبه،
ولا يستحي أن يعصيني أو أن يسألني. وفي المناجاة: إلهي إني المتعرض إلى الحاجة فأستحي
أن أسألك في الحقير وأسأل غيرك. فقال: لا تسأل غيري واسألني حتى في ملح عجينتك وعلف
شاتك. وله خلوة تعطي صاحبها الكرم والخير وسماحة النفس، فإذا تلاه السالك عدده نزل
عليه الخادم مرقيائيل وقضى حاجته. وأما الذكر القائم به فالبسملة، اللهم أنت الكريم
الباذل العطايا الجواد بالفضل بدوامك على البرايا، تتكرم بالخير الكثير على الشكر القليل،
وتتجاوز عن الذنب الكبير للعبد المتضرع الذليل، أسألك يا كريم بتطاول فضلك الكريم المظهر
الوجود إلى العدم، أن تتكرم علي بفضلك من جود الجود، والموجودات من اللطائف العلويات،
والأسرار العلوية الربانية المظهرة للحضرة القدسية، وأن تمدني بطيبات النعم الأرضية
بالأرزاق المطهرة من الشبهات الرديئة، وتجعل ذلك لي قوة على حسب إقبالي بالطاعات الموصلة
إليك، اللهم تكرم علي برد الأسواء عني للأعداء، وبقهر الأضداد عني يا رب العالمين.
من لازم على ذلك حفظه الله من شر الجن والإنس، وكان مهابا كريما وفتح له أبواب الخير.
فصل في اسمه تعالى الرقيب
اعلم أن معنى الرقيب هو الذي
يراعي سرائر السرائر واللحظات، دائم الوجود في شهودها لا يحد بزمان ولا مكان، وليس
ذلك إلا الله تعالى، واعلم أن البارئ لما خلق الخلق في السماء جعل لهم رقيب الفناء
في التوحيد، ثم نقلهم إلى دار البرزخ فجعل عليهم رقيبا، ثم ملكهم إلى الذر وهي الفطرة
وجعل عليهم رقيب الأمانة، ثم نقلهم إلى الحشر وجعل عليهم رقيب التجلي قال تعالى: وإِلَيْهِ
يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ وله خلوة بشرط الرياضة والطهارة الباطنة والظاهرة، والجلوس
في الظلمة، وتلاوة الاسم، وعبادة النهار بالأذكار، والليل بالأوراد، وتلاوة الاسم مع
الدعوة فإن الخادم يحضر ويقضي حاجتك. وإذا كتب في إناء ومحي وسقيت لمن تريد أحبك حبا
شديدا. وإذا كتب في خاتم وعلق على بليد الطبع، رزقه الله الفهم وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فالبسملة،
اللهم أنت الرقيب المراقب لأعيان تفاصيل الامتداد في الموجودات وتفاصيلها، يا إله العباد
أنت الملازم بدوام النظر لها، فلا تغفل لمحة عن اللمحات، وأنت الحافظ لنظامها على أكمل
الحالات في التحليل والتركيب والحركات والسكنات، أسألك بسرائر علم غيبك القديم على
نظام مرادك، العالم بما أجراه قلمك في لوح التفضيل والتعظيم، أسألك أن تنور ظاهري وباطني
بنور من عندك، وأن تلهمني أن أتخلق بمراقبة لمحاتي ولحظاتي مما تتخذني به لك حبيبا
ولما ترضاه عني مجيبا، اللهم أنلني منك حسن الملاحظات بدوام التوفيق، وكمال الملاحظة
من الأمراض والقلب والحسد، ومن شر حاسد إذا حسد يا الله يا رقيب.
فصل في اسمه تعالى المجيب
فصل في اسمه تعالى الواسع
فصل في اسمه تعالى المجيب
اعلم أن معنى المجيب هو الذي
يجيب السائلين ويغيث المستغيثين ويجيب المضطرين، وليس ذلك إلا لله تعالى يستحي أن يرد
يد عبده صفرا، فينبغي للعبد أن يكون مجيبا له في جميع أوامره لا يخالفه فيما أمره به
ونهاه عنه، وفيما ندبه ودعاه إليه، وبما أنعم الله عليه وينبغي للعارف أن يشاهد جميع
البواطن والسواكن أن تحركها واحد، وله خلوة جليلة وهو من أذكار المولهين، وخواصه لإجابة
الدعاء وبلوغ المراد وجلب الخيرات، ومن خواصه لجلب القلوب والدخول على الملوك والسلاطين،
وهو أن يجلس الشخص في مكان خال ويجلس ويصور الشخص، واتل الاسم، واكتب المربع في شقفة
نيئة، واحمله ووكل عليه يحصل المطلوب. وإذا كتب على فضة وحمله انسان مع ذكره القائم
به، ورفع يديه إلى السماء وسأل الله شيئا أجاب دعاءه وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فالبسملة،
اللهم أنت المجيب دعوة الداعي إذا كان مخلصا في دعائه، ومسعف المضطرين بالإجابة قبل
سؤالهم لأنك عالم بحاجة المحتاجين بما سبق في علمك القديم من الأمور المقدورات، ونفوذ
ما قضيت من الإرادات المحكمات، وإسراع أمرك في أقطار الأرض وطبقات السموات، أسألك أن
تجيب دعوتي وتسرع بقضاء حاجتي، وتكشف عني شر ملماتي، وتأمن روعاتي ومخافاتي، وتقهر
من أراد مضراتي، وترفع درجاتي إلى غاية غاياتي، أنت منتهى غايتي من جميع جهاتي وكل
توجهاتي يا الله يا قريب يا مجيب وهو مضاف لاسمه القريب.
فصل في اسمه تعالى الواسع
اعلم أنه مشتق من السعة وهي
تضاف تارة إلى العالم، وتارة لمولانا الخالق، فأما من جهة العالم، فإذا اتسع وأحاط
بوجوده والإدراكات بحقائق المعلومات بأن يضاف إلى الإحسان والإنعام وكيف ما وقع عليه
بالتقديس وأظهرته العبارة، فإنه هو الواسع المطلق، فإن نظر إلى علمه فلا نهاية له من
جميع المعلومات بأن ينفذ لجاري الأكوان لو كانت مدادا، ويفنى نبات الأرض إذا كانت أقلاما
لكلماته العليا وأسمائه الحسنى، وأن اعتباره إلى حقيقته فلا نبات ولا بحار، والكل صفة
العظيم مرامها، والذي لا ينتهي إلى طرف هو أحق بالسعة وليس ذلك إلا لله فهو الواسع
على الإطلاق قال تعالى: رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وعِلْمًا وحظ العبد
من هذه سعة الأخلاق وسعة العلم وسعة الكشف وسعة الباطن، فإذا رأى العبد ذلك واتسع باطنه
لقبول الإيمان ويسمى ذلك بمقامات الوسع في عالم الأجسام، وهو لا يعقل المحسوسات، والواسع
في الباطن لا يكون إلا بمعنى نوراني. ولهذا الاسم خلوة أن يعتكف في مكان خال، له إشراف
على مكان واسع، ويتلو الاسم دبر كل صلاة عدد بسائطه، فإن الملك القائم به يأتيك في
نوم أو يقظة، ومن واظب عليه هانت عليه الأمور الصعاب. وخواصه لقضاء الحوائج لأن فيه
سر اتساع الخلوة، ونقل الإنسان من الضيق إلى السعة، ومن العسر إلى اليسر، ومن القبض
إلى
فصل في اسمه تعالى الحكيم
فصل في اسمه تعالى الودود
البسط، والذاكر له ينزل عليه
الملك ويقضي حاجته، وإن وافق اسمه اسم شخص كان اسما أعظم في حقه. وإذا كتب في رق، ووضعه
في حانوت أو كيس أو غلة بارك الله فيه، وإذا نقش على خاتم وتختم به إنسان، فإن حوائجه
تقضى. وإذا تلاه صاحب السوداء مع الذكر نفعه. وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
الواسع المحيط بدقائق المعلومات، الذي لا يعزب عنه أثر الضمائر والخواطر الخفيات، أسألك
بقوة قدرتك على بذل الإحسان بدوام الفضل على العباد والامتنان أن توسع مكارم أخلاقي
ومعارفي، وأن توفي معلومي ما يسع أسراري ومواردي لتجليك، وتتضاعف أنواري بنور عنايتك،
اللهم وسع عليّ الخيرات، وادفع عني المضرات يا الله يا واسع يا حليم، أسألك أن توسع
علي كل أمر ضيق بفرج منك يا واسع المغفرة.
فصل في اسمه تعالى الحكيم
اعلم أن معنى الحكيم ورد
في القرآن في قوله تعالى: سَبَّحَ لله ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ وهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ. ومن خواص هذا الاسم أن من داوم عليه نال ما يريد من الأمور العقلية، وأما
الذكر القائم به فالبسملة، اللهم يا مولاي يا واحد يا مولاي، يا دائم يا مولاي، يا
عليم يا مولاي، يا حكيم حكمتك بالغة لأمرك لا رادّ لأمرك ولا معقب لحكمك، فمن قولك
تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام: اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ فهذه الحكمة البالغة في المخلوقات، أسألك يا حكيم
بالحكمة وما حوت من بدائع الصنع ومدركات الرحمة وسوابغ النعمة، أن تفتح لي خزائن رحمتك
بمفاتيح حكمتك من بحار فيضك بسوابغ نعمتك، وأقمني على قدم العبودية لطاعتك يا رب العالمين.
من لازم عليه كانت أفعاله مبدعة من خوارق الغايات، ونطقه حكمة ورفع الله قدره.
فصل في اسمه تعالى الودود
اعلم أن معنى الودود هو الذي
يحب الخير للخلق فيحسن اليهم ويثني عليهم وهو قريب من اسمه الرحيم وذلك هو الله. وروي
أن موسى عليه السّلام رأى مجنونا غضبان، فسأله الرضا فقال: لا أرضى حتى تخرب النار،
والمتقرب إلى الله به لا يكون محتاجا إلى الخلق ملتقى الظاهر بالقبول، وله خلوة تعطي
صاحبها التودد في القربى، وهو أن يكثر الاستغفار في سائر أوقات الرياضة، ويدخل الخلوة
ويذكر اسمه: الودود الرحيم يقول: يا ودود يا رحيم فينزل عليه الملك وهو يقول: سبحان
الرحيم الودود، ويخلع عليه خلعة القبول، واسمه ههيائيل. ومن خواص هذا الاسم المحبة
الدائمة، وهو أن يكتب في باطن خاتم وحوله اسم الملك، ويتلو الذكر ويحمله، فإن الله
يرزقه المحبة والقبول. ومن أراد القبول التام فليكتب اسمه الودود والرحيم والعطوف والرؤوف
حروفا مفرقة، ويأخذ عددهم مع اسم من أراد، ويضعهم في مربع، فإنه ينال ما يريد. وأما
الذكر القائم به فالبسملة، اللهم يا ودود ٣، أنت الذي أعلنت سر المحبة والمودة في قلوب
أهل الإيمان، وتجليت بالنور القائم والسر الدائم على
فصل في اسمه تعالى المجيد
فصل في اسمه تعالى
الباعث
الأرواح، فألفت الأشباح وتجليت
باسمك الودود على الأرواح، أسألك بسر سريان حبك في جميع خلقك، كما ألقيت الوحي في قلب
نبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن تسخر لي روحانية اسمك الودود إنك أنت المحمود المعبود،
أجب أيها الملك ههيائيل، الوحا العجل. من لازم عليه عطف الله عليه قلوب الخلق، وأجاب
دعاءه وأعطاه جميع ما يتمناه.
فصل في اسمه تعالى المجيد
اعلم أن معنى المجيد هو الشريف
وهو الذي ذاته جليلة، وكثير النوال، فكان الشريف الذات إذا قارنه حسن الفعال، وذلك
يسمى مجدا، وهو الماجد لكن أحدهما أدل على المبالغة، ويرجع إلى معنى الجليل والكريم
وتقدم معناهما، والتقرب إلى الله به تلاوته ليلا ونهارا، ويضيف إلى اسمه: الباعث. وخواصه
علو الرتبة بين الخلائق، ويتلى لجلب الرزق، ويضيف إليه: الرزاق. وإذا كتب في لوح من
فضة مع اسم الملك، وتلاه مع اسمه الجليل من عزل عن منصبه عاد إليه، ويتلوه السالك ينال
ما يريد وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
المجيد ذو الشرف الواسع الجليل، المفيض على العباد بالمجد والعطايا المتزايدة، قارنت
شرف ذاتك بحسن فعلك، وفضلك الجميل في ودك بمقام الإسلام، وقد مجدك كل طود من الملأ
الأعلى، أسألك بشرف مجدك يا ماجد على أهل المماجد بعلوّ جلاله، يا ماجد على أهل المجد
بأوحدية كلامك القديم الواجب الواحد، أسألك أن تلاحظني بشرف مجدك الجليل، وتديم عليّ
إحسانك بفعلك الجميل، واجعلني بحسن الطاعة والإقبال عليك مجيدا، ومع أحبابك مشهودا،
وبأوليائك ورسلك شهيدا، وبتحقيق فردانيتك وحيدا، يا الله يا مجيد، أسألك أن تسخر لي
خادم هذا الاسم عبدك رطيائيل إنك على كل شيء قدير.
فصل في اسمه تعالى الباعث
اعلم أن الباعث هو المفرج
عن المضطرين، ومجيب دعاء السائلين وليس ذلك إلا الله، والداعون لله ثلاثة: داع مقرون
دعاؤه بالاضطرار فتجاب دعوته، والثاني يدعو بلسان مقاله ولم تشتد أزمته، فذلك اقترن
دعاؤه بالإخلاص، فيرزق الصبر على المعضلات، والثالث هو الذي اشتدت فاقته ولم يجد إلا
الله، فيغيثه الله بالدعاء، وقسم رابع وهو من يسأل الله أن يكثر عليه من الدنيا ويوسع
رزقه وأجله، فذلك مغرور لأنه أشغل وقته بشيء لا يليق بدعاء الله، والأفضل دعاؤه أن
الله يبارك له في رزقه، ويوفقه العمل الصالح وإغاثة المؤمنين، كما حكي عن عمر الخراساني
قال: حججت سنة فلما كنت في بعض الأماكن، وقعت في بئر في طريقي، فقلت في نفسي: لا أستغيث
إلا بالله تعالى، فمر علي جماعة، فأردت أن أطلب منهم الإستغاثة، فردني الخاطر، وإذا
بجماعة قد أتوا، وقالوا: نسد فم البئر لئلا يقع فيها أحد، فسدوها علي بالصخر العظيم
ولم أستغث بهم، ثم صبرت قليلا، وإذا بسبع قد حفر
فصل في اسمه تعالى
الشهيد
فم البئر وكشف الصخر، وأدنى
فم ذنبه، فمسكته فجذبني وذهب عني، فهتف بي هاتف: يا عمر استغثت بنا فأغثناك بما لا
تظن منه الخلاص. واعلم أن السالك بمراقبة الأوقات وقلة الاعتراض والتمسك بالشرع من
القربات الموصلة إلى الله تعالى حتى يلزم الرضا بالقضاء والقدر عند الصدمة الأولى،
وما أحسن قول الله تعالى في حق نبيه موسى عليه السّلام فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسّاحِلِ
وما أحسن قول بعضهم:
رماني أحبائي بأن أكتم الهوى
... فأغنيتني بالفهم منك عن الكشف
تلطفت في أمري فأثبت شاهدي
... أغثني إلهي بالعناية واللطف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
... يشير إلي الغيب أنك بالكف
تحببت عني لم أجد غير وحشة
... فتؤنسني باللطف منك وبالعطف
وتحيي محبا أنت في الحب حتفه
... وذا عجب كون الحياة مع الحتف
ومن خواصه إذا كان الإنسان
في غفلة أو شدة، وأكثر ذكره فإن الله ينقذه منها، ومن تلاه مع اسمه: الفتاح نزل خادمه
بعثيائيل وقضى حاجته، وتصرف في بعث الحقائق والمعارف. وإذا كتب وحوله اسم الملك ووضع
في الحانوت كثر زبونه، أو على فضة ويحمل، فإن حامله يرى تأثيرا وهذه صورته:
وذكره: البسملة، اللهم أنت
الباعث على الإطلاق في كل الأحوال وجدت الأشياء من لطيف يسير الماء السيال، وبعثت كل
روح إلى جسده بأمرك العزيز المتبال، فعرفت بلطيف الأرواح في كثيف الأشباح على ما اخترت
من الفساد والصلاح، فإذا تكامل فيض كل لطيف وتناهى فيه، أعدت لكل البعث والنشور وبعث
مواطن من القبور لتحصيل ما حوت أسرار الصدور لما سبق من جريان القلم في اللوح المحفوظ
المستور، أسألك بسرائر هذا البعث العظيم وما فيه من خفايا الأمر القديم، أن تبعث لي
من سرائر لطفك ما تدفع به عني قضايا نقمك، وتوجب لي خفايا رحمتك، ونوامي حفظك من لطائف
رحمتك، وصف قلبي بوصف إلهيتك ليطلع على فؤادي سر حياة رحمتك يا الله يا باعث.
فصل في اسمه تعالى الشهيد
اعلم أن الشهيد يرجع لمعنى
العليم من خصوص إضافته إلى عالم الغيب والشهادة، والغيب عبارة عما بطن، والشهادة عبارة
عما ظهر، ولهذا الاسم خلوة ورياضة، وتلاوة الاسم دائما، وأكل الحلال، وتلاوة الاسم
دبر كل صلاة عدده، وبعد تمام الأربعين ينزل عليه الملك نوريائيل تحت يده أربع قواد
يأتي للذاكر يكشف له عن الملك والملكوت، ويرى الروحانية بعينه في النوم واليقظة، وأما
الذكر القائم به فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الشهيد على كل ذرة بما أظهرت
في عالم الغيب والشهادة،
فصل في اسمه تعالى الحق
فصل في اسمه تعالى الوكيل
بما جرى به قلم التفصيل في
صفحات اللوح المحفوظ لشهادتك على كل ذرة في الموجودات وبقدرتك على الموجودات، وبما
سبق في علم الغيب من الشقاوة والسعادة، وبما سبق في العلم المكنون، أشهدني بفضلك تفصيل
المقامات التي هي مقامات الشهداء، وأشهدني بذلك وحققني بحقائق المعلومات يا الله يا
شهيد على كل نفس بما كسبت، يا الله يا شهيد. من واظب على تلاوته سهل الله له الأمور
الخفية وأعانه، ورزقه البركة في رزقه وماله وشرح صدره والله أعلم.
فصل في اسمه تعالى الحق
اعلم أن هذا الاسم هو سيفه
في الأرض يقطع به جبال الباطل، والحق ضد الباطل، وكلما عبر عنه إما حق وإما باطل وذلك
على الإطلاق، والواجب المطلق بذاته، والحق من حيث إيجاده حق، وأن المعقول لا يكون داخلا.
واعلم أن الحق تعالى أبرز الموجودات على ما يشاء، وأبرز لكل موجود اسما من أسمائه،
وبسط عليه ذلك الاسم ليقبل على توحيد الفطرة والإيجاد به، ثم بسط معنى اسمه على الموجودات،
والمتخلق بهذا الاسم يشهد مصنوعات الله وكل ما نطق به الكتاب حق، ويشهد كل حركة وكل
نفس وكل فعل هو من فعل الحق، وعليك بكثرة الأوراد والرياضة والإخلاص، وتلاوة الاسم
عدده فإنه ينزل عليك الملك برميائيل ويقضي حاجتك، والمتخلق به يميز بين الحق والباطل
ويشم الكلام ويعرف نتيجته. ومن خواصه أنه ينفع لقضاء الحوائج، وله مربع ما حمله أحد
وتوجه في حاجة إلا قضيت، وإذا وفق عدده اسم شخص وتلاه مع الذكر القائم به شاهد عجائب
صنع الله تعالى. وإذا كتب على فضة وحمله صاحب البلغم البارد نفعه. وإذا كتب ووضع في
مكان حاكم، ألهم العدل والحق، ومن أكثر ذكره رأى أشياء عجيبة جدا وهذه صورته:
وأما ذكره فتقول: بسم الله
الرحمن الرحيم اللهم أنت الحق المطلق الموجود في حقيقة ذاتك، الموصوف بحقائق الصفات
الحسنى في قدوسيتك، أسألك بسر أنوار أسمائك الحسنى أن تحقق لي كل حق في الوجود، وتبطل
لي كل باطل معدوم ومفقود، أسألك بسر وجودك الذي حققت به حقائق صفاتك، أن ترفع فؤادي
بحق الحق إلى شهود حقائق ذاتك، فأكون بك مع وجود كل موجود أبدا دائما يا حق يا مبين.
فصل في اسمه تعالى الوكيل
اعلم أن الوكيل هو الذي توكل
له الأمور كلها يدبرها كيف يشاء وهو على قسمين: قسم يوكل إليه بعض الأمور فذلك ناقص،
وقسم توكل إليه كل الأمور فذلك كامل وهو الله تعالى، ومعنى الوكالة الكفالة، ومن نظر
إلى إصلاح باطنه وتحقق قصده، أرسل الله له نور الشبع وطمأنينة الاستغناء، وذلك خمسة
أقسام: الأول توكل بلزوم القلوب، وذلك أن الله كتب في صحف القلوب بالإيمان، ثم أيده
بروح منه، ثم رتبه ثم أنزل السكينة لزيادة إيمان الأفعال للترتيب، لأن الأول إيمان
الفطرة، وهي
فصل في اسمه تعالى
القوي
معنى باطن بحقيقة مع حقائق
الإيمان الواردة عليه في كل نفس من أنفاس وقته، فإذا رأى ذلك علم أنه قد صح له التوكل،
ولا يكون ذلك للقلب إلا بدوام الذكر والتزام الصدق، ثم يليه على الإيمان الثاني، أعني
إيمان الأعمال الذي وقعت المعرفة عليه من الأفعال لأن الله جعل عليه دلالة يعرف بها
قال تعالى:
وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ
الْإِيمانَ وزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ والْفُسُوقَ
والْعِصْيانَ فهذه دلالة يعرف بها وجود الإيمان، وهي بمعنى الفطرة الأولى التي هي معرفة
العارف من حيث اختصاص الحق، وما اختص بيد عنايته في باطنها من حمل الأمانة التي عظمت
ومنها حديث النبي عليه السّلام: «إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تبلغ نفس أجلها حتى
تستوفي رزقها» والمتخلق بهذا الاسم يلزم التقوى المعنوية والانقطاع إلى الله تعالى،
وقال العلماء في باب التوكل أشياء كثيرة، وهو من أذكار الأولياء والسادة المحققين،
وله خلوة ويتصرف في كل ما تتصرف فيه الجلالة، فإن عددها كعدده، وتلاوته دبر كل صلاة
عدده في خلوة ورياضة، فإنه ينزل عليه خادمه كهيال، فينال الذاكر قبول التوكل والأمر
الكلي في الظاهر، وتحصل له معارف كثيرة. وأما الذكر القائم به فتقول: بسم الله الرحمن
الرحيم.
اللهم أنت الوكيل، الحافظ
لما أوجدت في تفاصيل الجبروت وفي عالم الملك وخزائن الملكوت، المتصرف في عالم العرش
والكرسي، وأسرار العوالم العلوية اسألك أن تشهدني مقام التوكل وأشهدني ذلك في أموري
من عالم العرش والكرسي وأسرار العوالم العلوية إلى عوالم البهموت، وأن تحقق توكلي عليك
واعتمادي لديك لأكون بتوكلي عليك مستورا بسترك الوافي، ملحوظا بأسمائك الحسنى وصفاتك
الأسنى يا الله يا وكيل يا رب العالمين.
فصل في اسمه تعالى القوي
اعلم أن القوي هو صاحب القوة
التامة والمبالغة الكاملة، واعلم أن القوة والقدرة صفتان لموصوف بهما قال الله تعالى
وكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا. واعلم أن الله
لما أوجد الأشياء للسر الذي أراد، والحكمة التي قدرها، والمشيئة التي أرادها من حيث
وجودهم، فمنّ عليهم بقوة الهيبة ومزجهم بها فقروا على توحيده وحمل أمانته ثم خلق العرش
وعظمته وعلوّ مرتبته وجلالته وقدره، وتجلى عليه بعظمته وجلالته وأمره بتوحيده، فاهتز
العرش لهيبته إلى أن أفاض عليه من القوى الإلهية ما قوي به على توحيد الحق، فهو يسبح
الله، ثم أخذ الكرسي وعظمته واتساع أرجائه وتجلّى له بعظمته ورهبته، فاضطربت وهانت
صور الموجودات في باطنه إلى أن أظهر عليه من اسمه القوي قوة قوي بها على توحيد الله،
ثم خلق القلم وأمره بتوحيده، وأفاض عليه من قوته ما قوي به على توحيده، ثم خلق اللوح
وأمره بتوحيده بعد أن أظهر عليه، ثم خلق السموات والأرض وأمرهم بتوحيده، فلم تطق أن
توحده بل هامت في بحار الهيمان إلى أن وهبها نورا من أنوار قوته فوحدته، وكذلك النفس
والأجسام، وكذلك السموات أن ترفع بغير عمد، والأرض أن تبسط وتستقر على متن الماء فيحدث
الموات، والمستويات والأرضين من عظم ملكوته، فردد فيهم قوة إلهية، فحملت السموات
فصل في اسمه تعالى المتين
والأرض واستقرت وسكنت الجبال
وأرست، ومازجت الرياح فسكنت ومازجت الليل فأظلم والنهار فأضاء، والجنة فأزلفت والجحيم
فسعرت والجلود فاقشعرت، والحيتان فتولدت والنبات فتحققت، والدنيا ففنيت والآخرة فبقيت
والآذان فسمعت والعيون فنظرت والألسنة فنطقت، والحواس تحركت لتمام آلائه والقيام بأحكامه،
والقلوب فرقت الأمانة والصدور فأشرقت بالحقائق بالسلامة، والعقول فانبسطت على صراط
الحقيقة، والجبروت فاستقل بعظائم ملائكته ولطائف أنوار عوالمه، والملكوت فاستقل بعجائب
مصنوعاته ولطائف موجوداته على الملك والشهادة فهي الموجودات والمصنوعات وكل متحرك كذلك،
وساكن وناطق وصامت وعقل، وملك وملكوت وجبروت، وما قبل التعدد وما لزمه الحدوث وكلما
خفي عن أوهام المتوهمين والمتفكرين، وكل ذلك في بطن توحيده، وله خلوة تعطي السالك القوة
في جميع حواسه وأعضائه، وإذا كان ضعيفا وكتب هذا الاسم بطريق التكسير، ومحاه وشربه
على الريق مدة ١٢ يوما، سهل الله له أبواب القوة.
واعلم أن السالك إذا تلا
هذا الاسم دبر كل صلاة مفروضة في خلوة بشروطها عدد بسائطه، نزل عليه الخادم وهو يقول:
يا مقوي كل ضعيف قوّ فلانا، وتحت يده ٤ قواد، واسمه موطيائيل، ويأتي للسالك في النوم
أو اليقظة يقضي حاجته، وما يطلب من شفاء الأسقام. وأما ذكره فالبسملة، اللهم أنت القوي
الشديد التمكين المتين، قوتك قادرة على جميع المقدورات، وشأنك هو شدة نفوذ القدرة على
إظهار المخترعات، أسألك بشدة قوتك على إيجاد الكائنات وتكوين المحدثات بالتفصيل النافذ
من أسفل السافلين إلى أعلا عليين، أسألك أن تشد قوة قلبي على مخاطبة الأرواح الروحانية،
وقوّ لبي على تركيب المخترعات والتكوين، وأن تشد قلبي بمحبتك، وأعضائي على طاعتك، وإخلاص
سري في معاملاتك، واجعلني من أهل كرامتك، وانصرني على من أرادني بسوء ومكروه، ورد مكره
عليه بوجه الخذلان والعجز إليه، اللهم لا تمهله وعاجله قبل أن يعاجلني وخذه قبل أن
يأخذني، يا الله يا قوي يا متين. من تلا هذا الذكر نجاه الله من كيد الحاسدين وشر الظالمين.
وإذا لازم عليه صاحب الاستخدام في الخلوة ثبته الله وقواه على مخاطبة الأرواح.
فصل في اسمه تعالى المتين
هذا الاسم لا يطلق إلا على
من تسمى به إذا المتانة والصلابة لا تكون إلا للأجسام، والحق منزه عن ذلك، والمعنى
اللائق به أن القوة تدل على القدرة، والمتانة تدل على شدة القوة، والله متم قدره وبالغ
أمره فهو تام القدرة، ومن حيث إنه شديد القوة والقدرة، وكان المتين في ذلك قريبا من
معاني القدرة، وله خلوة ورياضة بأكل الحلال، وتلاوة الاسم مع اسمه: القيوم ينزل عليه
الملك الخادم وهو من عوالم جبريل عليه السّلام، ويخلع عليه خلعتين ويقضي جميع حوائجه.
وإذا نظر لعاص فإنه يتوب، ويكشف له عن أشياء غريبة وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى
الولي
وإذا كتب والقمر في أول حرف
من الاسم وهو خال من النحوس، وحمله من هبطت قوته من ضعف أو مرض أو نظرة من الجن والإنس،
وحمل هذا المربع، وحوله اسم الملك، فإنه يرى تأثيرا في تلاوته، وخلوته عدده. وإذا كتب
وبخر وعلق على صبي لم يقدر على المشي، فإنه يقوى ويمشي. ومن يعاني المشي في السفر،
فإنه يقوى على ذلك، وذكره تقدم في اسمه: القوي.
فصل في اسمه تعالى الولي
اعلم أن الولي هو المتولي
أمر عباده، وهو معنى المجيب المعطي لأوليائه، قال تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ أي لا معين ولا ناصر، والولي
هو القريب، ومنه قوله تعالى: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى معناه فأراك قربا، ويقال للمطر الذي
بعد الوسمي ولي وسمي لأنه سم الأرض، ويحييها بعد موتها، ويسمى الذي بعده بالولي، ولا
يزال مستوليا عليه ويوليه انعام الغيث إلى أن يكمل ذلك، فاليسر لله تعالى وهو الذي
ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وإن الله وضع رحمته الإيمان في أصل القلوب بعد أن كانت
نيران للكفر والمخالفة، فأمطر عليها المطر الوسمي وهو أول الإيمان للكفار والتوبة للعصاة،
ثم أردفها بأمطار الأقطار شيئا فشيئا، فكأنها لو تراكمت الأمطار على ابتداء النبات
اضمحل وجوده وعاد للفناء والموت إلى أن أبرزه في أوقات مخصوصة تارة وابل وتارة طلّ
لعلمه بالمصلحة لمخلوقاته، فجعل لها سر الادخال بما تتغذى به على اختلاف مراتبها وتباين
قواها، وإذا أشرقت على الاحتياج أنزل عليه غيثه، وهكذا إلى أن يكمل وجود النبات، وجعل
الأعمال في الصلوات الخمس كل صلاة تقدح بنور الإيمان، فلا يزال النهد يستغرق في شهوده،
ويتغذى به في ملكوت روحه، فإذا احتاج إلى زيادة توصله إلى وقت إقامة البنية واستسقى
ظلها كما استسقى من موابل الطل إلى باقي الصلاة الأخرى، وهكذا إلى أن قضى عمره وكمل
عمله وطويت صحيفته، فيصعد بها إلى الله ويدخرها له، كما يدخر الطعام فيما حاولته من
أمر الزراعة لليوم الذي يعز فيه الطعام، كذلك حكم الصلاة والصيام ١٢ شهرا، واليوم ١٢
ساعة كل ساعة في النمو حكم شهر في النمو الديني واليقين، فأنت سر ذلك وإن كان حسيا
كان قرب المثال لأنه متناه، والإيمان وأنواره هي مواهبه، وله خلوة تقوي على الإطلاع
على شيء من المقامات، ولا يقف عند مقام، فإذا دخلت الخلوة بشروطها، فاتل الاسم والآية
العظيمة حتى يستغرق فيها، ففي تمام العمل ينزل عليه الملك القائم به واسمه كهيائيل
وهو من الرؤساء ينزل عليه في نومه أو يقظته بقدر اجتهاده ويصير من أولياء الله المحققين،
ولهذا الاسم خواص جليلة، فإذا كتب وحمله الولد الذي يفزع من أم الصبيان، فإن الله يحفظه.
وإذا كتب على خاتم ذهب أو فضة، وحمله صاحب ولاية من الحكام، فإن الله يعطيه الهيبة
في قلوب العباد. ومن عرف سر التداخل تصرف كيف شاء. وأما الذكر القائم به فتقول: بسم
الله الرحمن الرحيم اللهم أنت المولى المتولي لأمر العباد بأحسن التدبير، المفضل على
كل شهيد، فيشهد له بدقيق التحرير، أجبت قوما ونظرت إليهم باللطف والتدبير، وقصيت الآخرين
ونظرت إليهم بعين البعد والتحقير، أسألك يا من عليّ تتجلى، ويا من يحيي العظام الرميم،
أسألك بالقدرة والعلم المحيط القديم وما سبق فيه من تفاصيل
فصل في اسمه تعالى الحميد
فصل في اسمه تعالى
المحصي
التعميم أن تجعلني من خاصة
أحبابك وأوليائك في حظائر التقديس، واحفظني من حزب الشيطان ومن وساوس إبليس، اللهم
احرسني بولايتك من اكتساب الخطيات، ومن حول المحن والبليات، واجعلني أهلا للأنس بك
مع المقربين، منعما بتوحيدك مع الموحدين يا الله يا ولي الخيرات. من ناجى ربه بهذا
الذكر، نال درجة الولاية، وفتح الله له أبواب الخيرات، ودفع عنه المضرات والله أعلم.
فصل في اسمه تعالى الحميد
اعلم أن الحميد هو المحمود
المثنى عليه بما أثنى على نفسه وذلك معنى الجلال والجمال والكمال، واعلم أن الحمد هو
حقيقة البقاء وسر الدار الدائمة، وذلك أنه حمد ذاته لذاته، وأمر عرشه أن يحمده بحمده
فحمده، وأمر كرسيه أن يحمده فحمده بالنسبة لما فيه من عدد الموجودات وأمر القلم أن
يحمده فحمده بالنسبة لما فيه من عدد رحمته، وأمر السموات والجنة والنار أن يحمدوه فحمدوه،
ثم جمع الله حمد الأولين والآخرين في أم القرآن، كما أن الحمد في الجنة أم النعيم والبقاء،
قال تعالى: دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ الآية، وأول الكتاب الحمد، فمن فهم سر الحمد
في الجنة، ويتصل حمد الكتاب بحمد الجنة. واعلم أن الحمد على ٤ أقسام: حمد تعظيم، وحمد
على كل حال، وحمد الله على إلهامه الحمد، وحمد الله تعالى لنفسه. والمتقرب إلى الله
بهذا الاسم، يلازم الحمد ويجتنب الاعراض، بل يشهد كل ذرة من ذرات الوجود فيها سر قائم
على حكم اقتضاها الله، وإن ورد عليك وارد يهمك أو يسوءك أن يجري على لسانك فقل: الحمد
لله على كل حال، وعليك بمدح سائر الخلق، وإياك والكذب والغيبة لأنك إذا كذبت أو اغتبت
لا يقبل حمدك. وإن كنت من عالم الجسم فاحمده على الصحة، وإن كنت من عالم أرباب القلوب
فاحمده على ما أوهبك من فضله العقل الوافر ثم احمده على نعمة الإيجاد وهي أفضل النعم
وأعظمها، وعليك بالتسبب في هذا المقام، وعليك بكثرة الذكر والأوراد، وقيام الليل والحمد
لله على الدوام. وإذا أردت الدخول إلى الخلوة فعليك بالرياضة، وتلاوة الاسم عدده، تنل
ما تريد. وأما الذكر القائم به فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الملك الحميد
حمدت نفسك بنفسك في أزل قدسك، ثم أعلمت الخاصة من عبادك يحمدونك بما أوليتهم من لطف
أنسك، وأظهرت من الأنعام ما أوجد الحمد والثناء من الخاص والعام على مر الشهور والأعوام
بهيبة الجلال ولطف أنس الجمال، وبتمام أوصاف الكمال، أن تجعلني عندك محمودا مشكورا
مبتهجا بقربك، مسرورا بنور العقل مع أولي الألباب، مرفوعا عن ظلمة الحجاب، مشاهدا للكمال
والجمال إنك أنت الله حميد الفعال. من لازم عليه رفع الله قدره، وسهلت عليه الأمور
الصعاب.
فصل في اسمه تعالى المحصي
اعلم أن المحصي هو العالم
بالشيء جملة وتفصيلا وتقدم معنى العالم في اسمه العليم، وله خلوة وفيه حرف من الاسم
الأعظم، ومن تلاه عدده نزل عليه الملك محصيائيل وهو يسبح ويقول: سبحان العالم خفيات
الأمور ومحصيها، ويأتي للذاكر في النوم أو اليقظة، وله مربع نافع لبليد الذهن يكتب
فصل في اسمه تعالى
المبدئ المعيد
فصل في اسمه تعالى المحيي
المميت
ويسقى على الريق ثلاثة أسابيع،
ويرسم في لوح من فضة ويحمله قليل الفهم، فإن الله يشرح صدره ويفهم. وذكره: البسملة،
اللهم أنت المحصي الموجودات قبل وجودها على الصور والمثال، وأنت العالم بمثاقيل الشهوات
والعرش والكرسي والحجب العوالي وعدد النجوم، وأوزان الأقلال الثقال، وأوزان الأرض والجبال،
وقطر البحار والأمطار، وعدد جميع الحيوانات، وأوراق الأشجار، وعدد الرمل والأحجار،
وعدد الإنس والجان، وعدد ما يصدر منهم من الأنفاس، أسألك بعلمك المحصي لجميع المعلومات
مما علمتنا في الأرض والسموات وما لم نعلمه من أسرار المغيبات، أن تستر عوراتي وتأمن
روعاتي، وتغفر سيئاتي وتضاعف حسناتي، وتحشرني مع أوليائك وأنبيائك ورسلك وتعلي درجاتي،
وأسألك أن تطلعني على حقائق الموجودات، يا الله يا محصي الموجودات يا رب. من واظب على
هذا الذكر، فتح الله عليه، وأطلعه على حقائق الأشياء.
فصل في اسمه تعالى المبدئ
المعيد
اعلم أن المبدئ هو الذي يوجد
إيجاد ما لم يكن مسبوقا بمثله، والمعيد أي الذي يعيد من العدم إلى الوجود، والله تعالى
يبدئ الخلق ثم يعيده، فالأشياء منه بدأت كلها وإليه تعود، واسمه المبدئ من تلاه في
رياضة وخلوة، فإن خادمه كهيائيل يطلعه على حقائق الإبداعات، وهو موكل بيده كل شيء،
فمتى بدأ في شيء ووكله به، فإنه يكون في غاية النجاح. وأما اسمه تعالى المعيد خادمه
حفيائيل وسر خلوته كما تقدم، وتلاوته عدده في خلوة يعطي الذاكر قوة حضوره، وخواصه:
إذا ضاع لأحد مال أو شيء، وذكره عدده رد الله عليه ما ضاع وهو من أذكار الصالحين. وإذا
كتب على فضة، وحمله ملك أو أمير رفع الله قدره ونفذت كلمته في رعيته، ولهذين الإسمين
مربع حرفي يعطي صاحبه قوة تامة في سائر أموره، ويكون له شرف عند من يراه وهذه صورته:
وأما الذكر القائم بهما فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت المبدئ المعيد بدأت الخلق وأوجدتهم على غير شكل ولا
مثال سبق ولا دليل ولا تعداد، أسألك أن تحقق على ما أبدعت من أنوار الأسرار ولطائف
الروحانيات، واخترعت تفاصيل اللطائف والكثائف الجسمانية وأخرجتها من العدم وجعلتها
موجودات لم تحكم عليها بعد وجودها بالفناء، وتعيدها على ما تشاء من أصناف الإعادة الكائنة،
أسألك نفوذ قدرتك على الابداع بتفاصيل حكمتك، أن تبدئ في قلبي لطائف أنوارك تشهد به
حقائق أسرارك، وتعيدني إلى حظائر قدسك، فأكون قربك وجوارك إنك أنت الله المبدئ المعيد.
ما من عبد لازم على هذين الإسمين إلا فتح الله عليه أبواب الخيرات والعلوم اللدنية،
وشرح صدره وهداه إلى صراط مستقيم.
فصل في اسمه تعالى المحيي
المميت
معناهما يرجع إلى الإيجاد
والإعدام والوجود، إذا كان هو الحياة يسمى فعله إماتة ولا خالق
فصل في اسمه تعالى
الحي
للموت والحياة إلا الله،
والمتقرب بهذين الاسمين يقمع نفسه بأنواع المجاهدات وملازمة الأوراد، والمتخلق بهذين
الاسمين يتحمل حملات أهل الحاجات، ويكون قائما بمصالح الأمة واسمه الحي، وفيه سر الحياة
الدائمة، وله خلوة جليلة تعطي صاحبها سر الحياة، وإذا دخل الخلوة نزل عليه الملك كهيال
وله زجل بالتسبيح، وله قوة في العالم يخلع على الذاكر خلعتين خلعة تحمي قلبه وخلعة
النظر، فإذا نظر لمريض عافاه الله. وأما اسمه تعالى المميت ففيه سر عظيم خادمه عطيائيل،
وهو يحكم عوالم الطاعون، واعلم أن المحيي المميت قيل إنهما اسم الله الأعظم، ومن اتخذهما
ذكرا وكتب مربعهما في ذهب أو فضة أو رق، وتلا الإسمين أعدادهما الواقعة برياضة، وسأل
الله أي حاجة قضيت، ومن اتخذهما ذاكرا رفع الله قدره وهذه صورتهما:
وأما ذكرهما فتقول:
اللهم أنت المحيي المميت،
خلقت الموت والحياة حتما على العباد للابتداء بما تختار من الصلاح والفساد، وقدرت لكل
أحد رزقه وأجله، واخترت أقواما بالمعاصي وجازيتهم بالخزي والأخذ بالنواصي، أسألك يا
مقسم الأرزاق بما ثبت من الأزل في الأزل، وبقدرتك على الأحياء والأموات، فأنت المتصف
بالبقاء والدوام، أن تميت نفسي من الشهوات الغاشية، وتوضع مماتي في محاسبة الدنيا لتعلق
قلبي بمحاسبة الدار الباقية، يا الله يا محيي يا مميت. ما من عبد لازم على هذا، الا
فتح الله له أبواب الخير.
فصل في اسمه تعالى الحي
اعلم أن اسمه الحي ورد في
القرآن العظيم في قوله تعالى: هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ، والحياة في العالم
الإنساني معنى ناطق بسر إلهي مبدوء عن ذلك المعنى، وهو الحركة ظاهرا وباطنا وتظهر بذلك
القدرة والحكمة، ثم حياة النبات وهو حياة التدبير بسر طبيعي ينبعث بلطائف الرحمة في
باطن القلب مع لطف حرارة وسريان الأهواء، وحرارة النفس والمعدن لسر التدريج القدري،
وبسر الطور الترابي
فصل في اسمه تعالى
القيوم
الملكوت، ثم حياة الجمادات
هو وجوده الذي وجد به بسر ذلك بثبوت التوحيد والاقدار لله على أبدية الآباد إلى ما
شاء وكيف شاء، والحي هو الفاعل المدرك، والمتقرب به يحيي أنفاسه بالذكر، ومعدته بتقليل
الطعام إذ كل معدة مملوءة بالطعام خالية عن الحياة والحكم، كما قال عليه السّلام:
«لا تدخل الحكمة معدة ملئت طعاما»، ويحيي جسده بالرياضة والطهارة، وتضيف له اسمه: القيوم
يأتيه الملك يخلع خلعتين عليه واسمه جهيائيل ويقضي حاجته. وذكره: البسملة، اللهم أنت
الحي الأزلي الذي حياته ضد الموت، والزوال الباقي الأبد الذي لا يطلع عليه شيء من العي
والفقر والانتقال، أنت القديم الجبار أبدي الوجود بالذات، سرمدي النعوت والصفات، أسألك
بقديم حياتك، وأبدية وجود ذاتك وسرمدية صفاتك، أن تسلك بي مسالك الخواص من العباد والصديقين
من الأولياء، وأن تجعلني مع السادة الأصفياء، وأحي قلبي يا حي قبل كل حي، ويا قيوم
القائم بتدبير الموجودات من العوالم والخلائق من كل عالم، أسألك أن ترزقني ما قسمت
لي به في علمك من غير مشقة وحركة المتحركات وسكنة المسكنات، وجعلت كل شيء في رتبة من
المخالفات والمساويات من كل صامت وناطق، أسألك بسر القيومية في الموجودات، وبقوة الإيجاد
في خفايا المعلومات، وإحاطة نفوذ القدرة في الملك والملكوت، أسألك أن تقيمني بطاعتك
في كل ما يذهب عني ظلمة البشرية، وتكشف لي سر القيومية، وترفعني إلى الموصلات القلبية
يا الله يا حي يا قيوم.
فصل في اسمه تعالى القيوم
اعلم أن القيوم مبالغة من
القيام والقائم والقيوم الذي يقوم به كل موجود حتى لا يتصور الأشياء بدوام وجوده الأبد،
فهو القيوم لأن قوامه بذاته وقوام كل شيء بعوالم. واعلم أن هذا الاسم لا يظهر تجليه
إلا في الآخرة، لأن ظاهرة دائرة ظهرت في الوجود، وهو أقام عوالم ملكوت السموات والأرض
على عالم الملك بقيوميته وتدبير الأطوار بقيوميته وهي اختصاصية، وأقام العقول، وأقام
العالم الملكوتي، وأقام الفطرة وأخذ الميثاق، وأقام الأجسام والأرواح والجنة والنار،
ومثال ذلك ما أقامه الله من ذات المقام، والمقام المشهود، والشهود قامت بالجمع، والجمع
قامت بالأيام، والأيام بالساعات، والساعات بالدرج، والدرج بالدقائق وهي بالثواني وهكذا.
والقيوم من لطائف العوالم في ذات نفس النفس فقامت السنة بذلك، فالعلقة قامت بالنطفة،
والنطفة قامت بالعلقة، والعظام بالعضلات، والعضلات بالروابط، والروابط بالأغشية، والأغشية
بالشباك، والشباك بالعروق، والعروق باللحم، واللحم بالدم، والدم بقيوميته وهي صفة اختراعية،
والغذاء قام بالجسم، والجسم بالماء، والماء بالرحمة، والرحمة صفة ذاته الكريمة، ومجموع
القائم بذلك الإنسان، فالإنسان قائم بعوالمه، ولذلك الأعمال قامت بالعلم، والعلم قام
بالطلب، والطلب قام بالترك دوائر العالم على أطوارها، وأحكام أفعالها بدوائر مقامه
بسر قيوميته، فيظهر اسم القيوم في الدار الآخرة على السر الذي أودعه في الكرسي من سر
القيومية تحمل السموات والأرض ومن فيها بسر القيومية التي أودعها الله إياها.
وأعلم أن العلم بأسماء الله
العظام من أشرف العلوم، وهو مثل اللؤلؤ المكنون، واختلاف العلماء في معنى الاسم الأعظم
على ثلاثة أوجه: الأول أن الاسم الأعظم كل اسم يجاب عند الإضطرار، الثاني أن اسم الله
فيه أقاويل فمنهم من قال إنه الجلالة وهو الأصح، ومنهم من قال إنه ذو الجلال والإكرام،
ومنهم من قال إنه اللطيف، ومنهم من قال إنه سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ، ومنهم
من قال إنه الحنان المنان ذو الجلال والإكرام، ومنهم من قال إنه أول الحديد، ومنهم
من قال إنه في آخر الحشر، ومنهم من قال إنه الودود، ومنهم من قال إنه في سورة الحج
في قوله تعالى: والَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا
لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ الآية، ومنهم من قال إنه في أوائل السور الأحرف النورانية،
ومنهم من قال اسمه المانع، ومنهم من قال إنه لفظ الجلالة إذا كررته، ومنهم من قال اسمه
العليم، ومنهم من قال إنه العلي العظيم، ومنهم من قال إنه شهادة أن لا إله إلا الله،
وكلها روايات بأخبار صحيحة، والحديث المروي عنه عليه السلام: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام.
وهو دليل قطعي، وقد ذكر هذا الاسم في اللغة السريانية بأخبار صحيحة: تحير جيوشا، والعبرية:
اهياشراهيا ادوناي أصباؤت آل شداي، وفي اللغة العربية في القرآن العظيم في ثلاثة مواضع،
في البقرة وآل عمران وطه، وقد قيل إن اسم الله الأعظم هو هو، وقيل هو الرب. الثالث
أن الاسم قطب الأسماء ومنه تستمد جميع الأسماء، ومنه تحصل الإجابة وهو زجر لجميع الأرواح
العلوية، وعلى أهل البسائط السفلية، كما أن القطب الغوث جميع ما في الموجودات يستمد
منه، والمتقرب إلى الله به يقتصر على أكل الحلال والرياضة، لأن الاسم قامت به الحياة
واستمدت منه وإذا بلغ المتقرب به نهاية العدد هبطت عليه الأرواح بسر عوالمه، وينال
الرتبة العليا، ويكون مقامه مقام الأفراد في العالم، والملك الموكل به تقيائيل، وهو
رئيس على ٤ قواد، تحت يد كل قائد ٧٠ صفا من الملائكة الكرام الموكلين بقضاء الحوائج
للخلق.
واعلم أن هذا مقام الوازنين
من أهل الله تعالى ولهذين الاسمين خواص عظيمة لعطف القلوب، تكتب هذين الاسمين في مربع
أو مسدس في شرف الشمس ويحمله إنسان فهو قبول عظيم، وإذا كتبا على لوح من ذهب، فإن حامله
يعطى القبول والوقار عند العالم العلوي والسفلي، وإذا ربط باسم المطلوب ووضع في طالع
سعيد وحمله كان محبة وقبولا عظيما لعامة الخلق. وإذا كتب على راية جيش ملك أو حاكم،
نال صاحب الجيش النصر على الأعداء، وإذا لازم السالك على تلاوته تصرف في كل ما أراد.
وأما الذكر القائم بهما فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسألك بتضرع نسيم نسمات أرواح روحاني جواهر ثغور
بحور نور أنوار سر اسمك العظيم الأعظم الذي أرويت به عطش أكباد واردي حوضك وقاصدي سبوح
سرك، يا من له الاسم الأعظم وهو أعظم، يا من تقادم علاه على القدم وهو أقدم، يا من
ليس له حد فيعلم وهو أعلم، أسألك بحق اسمك العظيم الأعظم، وبنور وجهك الكريم الأكرم،
وبما جرى به القلم، وبما فديت به الذبيح اسماعيل فسلم، وبما نجيت به يونس في بطن الحوت
وظلمات أحشائه فسبح وقدس وقدم ورجع وقال: لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي
كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ، أسألك بما رفعت به إدريس، وبما نجيت به نوحا من الغرق، وبما
كلمت به
فصل في اسمه تعالى الواجد
فصل في اسمه تعالى الماجد
فصل في اسمه تعالى
الواحد الأحد
موسى ونجيته من فرعون، وبما
نجيت به إبراهيم خليلك، والكلام ببركة اسمك الحي القيوم، وبما أنطقت به عيسى، وبما
اصطفيت به محمدا صلى الله عليه وسلم، وأجبت دعاءهم وسؤالهم باسمك الحي القيوم، أسألك
أن تنجح مطالبي، وأن تسخر لي الملك والملكوت، وأن تجري سحائب لطفك الخفي بمرادي، واقض
حوائجي باسمك الحي الذي نجيت به من نجا وأهلكت به من هلك، لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين، يا حي يا قيوم أسألك أن تجعل قلبي حيا بنور معرفتك أبدا، ووفقني لطاعتك
سرمدا ويسر لنا رزقنا وبارك لنا فيه، والطف بنا فيما قدرته علينا يا حي يا قيوم يا
أرحم الراحمين سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ، يا هو، يا لطيف يا ودود، يا ذا الجلال
والإكرام. واعلم أن ذكر هذين الاسمين زجر لكل ما تريد وتقضى بهما الحاجات جميعها، وينال
بهما كمال المسرات.
فصل في اسمه تعالى الواجد
اعلم أن الواجد هو الذي لا
يفوته شيء مما لا بد منه، وكل ما لا بد منه من صفات الإلهية وكمالها موجود، والله تعالى
عنده هذا الاعتبار واحد، وهو الواجد المطلق، وإن كان واجدا شيئا من صفات الكمال وأسبابه
فهو فاقد الأشياء، ولا يكون واجدا إلا الله، والمتقرب إلى الله تعالى بهذا الاسم يعلم
أن الله تعالى موجد الأشياء من العدم. وله خلوة جليلة وتلاوته دبر كل صلاة عدده، ويذكر
معه اسميه تعالى: حق حي، وخادمه هيطال يأتي للذاكر في نومه أو يقظته ويرشده إلى أصل
الموجودات ويكشف له عن سر ذلك وأما الذكر القائم به فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا واجد أنت الذي أوجدت كل ظاهر ومكنون في خزائن غيبك بكل جليل القدر، وعن سر
الوجود في مخزون سر أوامرك في إيجاد كل شيء، وأمرك بين الكاف والنون، أسألك يا موجد
الأشياء من العدم إلى الوجود من غير عجز عن إيجاد كل شيء، يا موجد يا موجود، يا حي
يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
فصل في اسمه تعالى الماجد
اعلم أن الماجد بمعنى المجيد
كالعالم بمعنى العليم، وقس على ذلك. وأما الذكر القائم به فتقول:
البسملة، اللهم أنت الماجد
المجيد، الفعال لما تريد ذو الوعد الشديد، أسألك أن تقضي حاجتي يا موجد الحي من الميت
وموجد الميت من الحي، أمرك بين الكاف والنون وتقول للشيء كن فيكون، حي قيوم مكون الأشياء
كلها من غير مثال ولا مشير ومدبرها، سبحانك لا إله إلا أنت اللطيف الخبير، أنت الواجد
الماجد أسألك أن تديم علي الخيرات، وأن ترزقني المسرات وتمم فعلك على فرحي بكمال السرور
إنك أنت الله الواجد الموجود، وأسألك أن تقضي حاجتي، وتسخر لي خادم الاسم الملك مخيائيل
عليه السّلام إنك على كل شيء قدير.
فصل في اسمه تعالى الواحد
الأحد
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الواحد اصطلاحا هو أول الأعداد، والأحد هو الذي لا يتجزأ كالجوهر الفرد، وهو الواحد
الذي لا ينقسم وهو بمعنى لا جزء له، وكذا النقطة لا جزء لها، والله
تعالى واحد يستحيل عليه أن
يكون جوهرا منضما، والذي لا يثنى ولا يجمع فهو لا نظير له إلى أبناء جنسه، وبالإضافة
إلى الوقت أن يمكن أن يظهر في وقت آخر، وبالإضافة إلى بعض الخصال دون الجميع فلا وحدة
على الإطلاق إلا لله تعالى، والأحدية إنما تذكر في وصفه تعالى على جهة التخصيص، فيقال:
هو الله أحد وهذا على جهة التقريب. وأنبهك على سر لطيف وكشف شريف أن كل اسم لطيف دلالته
وعظمته عوارفه من الأفهام وغريب معانيه على العقول، وبعد علمه من الإدراك، كان دليلا
على قربه من الاسم الأعظم، واسم الأحد لا يعلم إلا من جهة واحدة بحسب الأخرى، وأن واحد
الفرد أول وجودا ثانيا أطلعت عليه عبارة ثانية لما أضيف إليها، فظهرت فيه الصفة وصار
بذلك شفعا لما أضيف إليها، ولما ينتهي إليه كان ذلك فردا، وهو من أسماء الله القديم
في الأزل حيث لا موجود غيره تعالى. واعلم أن الكون كله قد ضربنا فيه أمثلة، والكون
مشتمل على دوائر فيها النقطة وهي المركز، وكلما كان قريبا أتى إلى النقطة كان له إمداد
كلي من القطب، وربما حصل له كشف من ذلك يطلع به على ما يشاء، وهذه صفة الدوائر:
وسأبين لك أسماء الدوائر
كلها، فالعالم كله دوائر، ولها دوائر ملك ودوائر سعادات وشقاوات، ودوائر محمودة في
وسط المركز ثم مجموعة. فمن ذلك دائرة السماء وهي الواسعة التي لا يحيط بها إلا
فصل في اسميه تعالى
القادر المقتدر
هو قال تعالى: ويَخْلُقُ
ما لا تَعْلَمُونَ، وذلك دائرة الفلك الأثير المحيطة بعالم الملك، ودائرة العرش ودائرة
فلك الكرسي، ودائرة فلك البروج وفيه ٩ أفلاك، فمن ذلك دائرة زحل والمشتري والمريخ والشمس
والزهرة وعطارد والقمر، ثم دائرة النار ثم دائرة الهواء ثم دائرة الماء ودائرة التراب
التي هي سطح الأرض، وجعل سطح الأرض مستديرا، وأرساها بالجبال وجعل جبل ق محيطا بالأرض،
ومن بعده البحر المحيط، ومن بعده أرض بيضاء على الخلاف أن فيها الجنة، وهي ٨ دوائر
ما بين كل دائرة وسعة عظيمة، ودوائر الآخرة هي دوائر واحدة وهي أرض البعث والنشور،
ثم النار وهي ٧ دوائر، ودائرة العالم وفيها دائرة الملك والعلم، ودائرة الرسالة وفيها
آيات، وكل آية لها دوائر مركزية لها دوائر تحقيق، ودائرة القطب وهي الأولياء وهي دائرة
كبيرة أولها دائرة الكشف، ثم دائرة النفس، ثم دائرة المركز ظهرت الأولية، وإذا تم الدور
تمت الأخروية والأولية، والأخروية له أزلا وأبدا هو الأول والآخر، وقد ضربنا لك مثلا
لتنظر إليه في عالم الملك، والآخرة عدد دوائرها وتقول: الدائرة لها أحكام ٤ ذات وجود
القطب المعبر عنه المجرة في وضع رسم الدائرة، ثم الثالث وهو وقوع نقطة الابتداء، ثم
الرابع نقطة الانتهاء والنقطة من علم سر ذلك، ودائرة القلب ثم العقل ثم الروح ودائرة
الجسم، وهؤلاء الجميع في الدوائر، فافهم سر العلم والإرادة، والنقطة الأولية سر النفس
الدائرة وهي محل الصديقين إذ هم حقيقة القرب العددي بعد بلوغ العلم إليهم من عالم سر
الأمر، فهو أول موضوع في دائرة الأمر من قبل الأطوار، والنبوة أول موضوع في قطب الأمر،
ثم نقطة الانتهاء التي هي سر الإرادة لتكمل درجة الصديقين في مقاماتهم، وقد تقدم الكلام
على ذلك في موضعه. واعلم أن العلماء العاملين يعرفون هذه المراتب، ولم أذكر ذلك إلا
ليكون سلوكا للمهتدين، وتشويقا للمنتهين ليعلموا فضل العلم وماهيته، وهذه إشارة تكمل
بها أسباب الفكر، والتصريف فيه على أحكام جريان مقاديرها، وذلك بسر العلم من عالم القدرة
إلى عالم الإرادة حتى ينكشف لك سر ذلك والله الموفق وهذه صورته:
واعلم أن اسميه تعالى: الواحد
الأحد ليس لهما تخلق، وقد ذكرنا خواصهما مع اسمه الصمد في كتابنا: قبس الاهتداء في
شرح اسماء الله الحسنى، فاطلبه تجده هناك إن شاء الله تعالى.
فصل في اسميه تعالى القادر
المقتدر
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن معناهما ذو القدرة، لكن المقتدر أكثر مبالغة، والقدرة عبارة عن المعنى الذي وجد
به الشيء، والمقتدر بتقدير الإرادة والعلم وافقا وفقهما، والقادر هو الذي إن شاء فعل،
وإن شاء لم يفعل، وليس من شرطه أن لا يشاء لا محالة، فإن الله تعالى قادر على قيام
القيامة إلا أنه لو شاء أقامها، وإن كان لا يقيمها لأنه لم يشأها، فإنه لم يشأها لما
جرى في سابق علمه من تقدير أجلها
ووقتها، وذلك لا يقدح في
القدرة المطلقة، هو مخترع لكل موجود اختراعا انفرد به، ومستغن عن معاونة غيره في ذلك
وهو الله تعالى. وأما العبد فله قدرة في الجملة لكن ليست مثل تلك القدرة، بل يخترع
المقدورات بواسطة قدرته، وجميع أسباب الوجود المقدرة، وهذا المختصر لا يحتمل تفصيلها،
وقد ذكرت ذلك في كتابنا، «علم الهدى وقبس الاهتداء في شرح اسماء الله الحسنى». والمتقرب
إلى الله تعالى بهذا الاسم يشهد أن جميع الأشياء موجودة بقدرة الله تعالى، والله مقدرها
وخالق للشيء عند فعل الشيء كالنار لا تحرق بنفسها، بل يخلق الله تعالى الحرق عند وجودها
ولا يخفى هذا على السالك. ومن خواص هذين الاسمين لدفع الأسقام والآلام تكتبها في مربعين،
ويوضع فوقهما عسل، ويمحى بماء ويشربه العليل فإنه يشفى بإذن الله تعالى، وإذا كتبا
هذين الاسمين لعقد الألسنة وخشوع القلب على فضة، وحملها شخص فإنه ينال ذلك. واعلم أن
المتخلق بهذين الاسمين يصير من عباد الله الأفراد، وكل اسم منهما له خلوة جليلة بشرط
الرياضة، وتلاوته عدد اسمه القادر، خادمه جبريائيل ينزل على الذاكر في النوم أو اليقظة
وهو من عوالم عزرائيل عليه السّلام ويأمره بذكر الروحانية، وإذا نظرت إلى عدو أو ظالم
نظر جلال انقهر وهلك فاعلم ذلك وحققه. وأما اسمه تعالى المقتدر فهو اسم عظيم، وله خلوة
جليلة تعطي صاحبها الإطلاع على أصول الأشياء، ويعلم تفاصيلها وتقديرها، وخادمه حقيائيل،
وهو من عوالم ميكائيل يأتي للذاكر في النوم أو اليقظة بحسب اجتهاده، ويكشف له من مقدرات
التقدير، ويصير ينظر إلى المقبل عليه إن كان شقيا أو سعيدا، ويكشف له عن أمور الآخرة،
وإذا أراد أمرا من الأمور ناله وهذه صورة مربعهما:
وأما الذكر القائم بهذين
الإسمين الشريفين فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت القادر المقتدر الذي أبدعت
بقدرتك ما أوجدت من المقدورات، وقدرت القدرة التي اخترعت، ووضعت بقدرتك ما وضعت بها
اختراع وضع، وأنت مستغن عن معاونة شيء من الموجودات، أنت القادر الذي تقدر بقدرتك على
سائر المخلوقات من غير مماسة ولا معالجة بالمعالجات والآلات، أسألك يا قدير بإحاطة
قدرتك على الجليل والحقير، أن تجعل لي قوة على ما يقربني إليك منك، ولا تقطعني أبدا
عنك،
فصل في اسميه تعالى
المقدم المؤخر
واتخذني بفضلك حبيبا من الأحباب
ولا تبدلني الفعل والحجاب إنك أنت الله الوهاب القادر المقتدر.
فصل في اسميه تعالى المقدم
المؤخر
اعلم أن المقدم المؤخر هو
الذي يقرب ويبعد، فمن قربه فقد قدمه ومن أبعده فقد أخره، والله تعالى قرب أنبياءه وأولياءه
بقربه وهدايته لهم وأخر أعداءه بإبعادهم وضرب الحجاب بينهم وبينه، والملك إذا قرب شخصين
مثلا لكن جعل أحدهما أقرب إلى نفسه فيقال: قدمه أي جعله مقدام غيره، والتقدم تارة يكون
في المكان وتارة في الرتبة وهو مضاف لا محالة إلى متأخره، ولا بد فيه من قصد هو الغاية
بالإضافة إليه لتقدم ما تقدم وتأخر ما تأخر والقصد هو الله، لأنك إذا جعلت تقدمهم وتأخرهم
على توقيرهم في الصفات فمن حملهم على التوقير بالعلم، وهو بآثار ذواتهم ودواعيهم إلى
الصد عن الصراط المستقيم، وذلك كله من الله تعالى، فهو المقدم والمؤخر، والتقديم والتأخير
في الرتبة، وفيه إشارة إلى أنه تعالى لم يتقدم من تقدم بعلمه بل بتقديم الله إياه،
وكذا المتأخر، وقد صرح بذلك في قوله تعالى: الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى
الآية وقوله تعالى: ولَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها فقدم المؤمنين وأخر
الكافرين، والسالك بهذين الاسمين يشرف على أهل القبضتين، ويطلع على الذين أخرهم الله،
وأما اسمه المقدم إذا تلاه السالك ينزل الملك طرفيائيل عليه في النوم أو اليقظة ويرفعه
في الآفاق.
وخواصه: للهيبة والمحبة لجميع
المخلوقات، وإذا كتب وحمل فإن حامله ينال كمال الرتبة، ومن اتخذه ذكرا رفع الله تعالى
قدره ونال الرتبة العليا. وأما اسمه تعالى المؤخر، فهو اسم عظيم نافع للقوى النفسانية،
وخادمه حرجيائيل عليه السّلام فإذا تلاه السالك عدده في خلوته، نزل عليه وأمده بعوالمه،
ومن كتب هذين الاسمين في لوح من أسرب، وكتب اسم الملك القائم به معكوسا، وكتب اسم شخص
وحمله، فإنه ينال الحظ الوافر والذكر بين العوالم كلها وهذه صورتهما:
وأما الذكر القائم بهذين
الاسمين فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت المقدم المؤخر سبقت مشيئتك في خلقك،
تقسم الرحمة على كل موجود أجبته من الجليل والحقير وحكمت بالشقاوة على من أبعدته من
كل خير، أسألك بجريان قلم التسطير والتحرير وإتقان حسن التصوير والتقدير وإحاطة علمك
بالتسويد، أن تجعلني من المقدمين إليك بحسن الوصلات وقضاء الحاجات، ولا تجعلني من التأخير
وأسباب التدبير وأهل الضيق والتقتير، اللهم قدمني وانصرني على من يعاديني، وأخر بالعجز
والخذلان من يريد ضرري، وأيدني بالنصر يا مقدم يا مؤخر يا رب العالمين. ما من عبد لازم
على هذا الذكر إلا شرح الله صدره، ونشأ في الموجودات ذكره، ووفق للعمل الصالح.
فصل في اسميه تعالى
الأول الآخر
فصل في اسميه تعالى الأول
الآخر
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الأول هو الذي يكون أولا بالإضافة إلى شيء، والآخر يكون آخرا بالإضافة إلى شيء وهما
متناقضان، ولا يتصور أن يكون الشيء الواحد من وجه واحد بالإضافة إلى شيء واحد أوّلا
وآخرا، بل إذا نظرت ترتيب الوجود ولا حظت سلسلة الموجودات المدركة لله تعالى بالإضافة
إذ أول الموجودات بكمال استعداد الوجود منه وهو موجود بذاته، والجميع استعداد للوجود
من غيره، ومهما نظرت إلى ترتيب سلوك السالكين إليه فهو آخر، إذ هو آخر ما ترتقي إليه
درجات العارفين، وكل معرفة تحصل قبل معرفته فهي مرقاة إلى معرفة المنزل الأقصى الذي
هو معرفة الله تعالى، فهو آخر بالإضافة إلى السلوك، أول بالإضافة إلى الوجود، فمنه
المبدأ أولا، وإليه يرجع الأمر كله، وإليه المصير أولا وآخرا، بل إذا نظرت إلى الموجودات
وتصريف المقادير إلى آثارها رأيت الله تعالى بالإضافة إليها أوّلا لأنها مستفادة الوجود
منه، وهو تعالى موجد الأشياء، ولم يستفد الوجود من غيره، ومهما نظرت إلى مقامات العارفين
ومنتهى أطوار السالكين وأفكار المتفكرين فهو آخر وهو آخر ما ترتقي إليه قال تعالى:
وإِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى فهو أول بالإضافة إلى الوجود، والآخر بالإضافة إلى الصعود،
فإذا تبين لك حقيقة ذلك، فاعلم أنه الأول والآخر والظاهر والباطن، والأولية صفة ذاتية
وتوحيد لوجوده، والأخروية صفة قائمة لخلقه وبقائه بعد فنائهم كما كان قبل وجودهم حكما
لا يكون معه في الأول غيره لأنه لا يكون ولايته يقتضي ترتيب المقام وتعداد عدد، فذلك
لا يكون معه فيما يزال غيره لأنه أمر ينتهي إليه السالك، وإليه انتهت عوارف العارفين
الأول والآخر عن الأمر الذي أراده والقدرة التي قدره، والأولية إخبار عن قدمه تعالى،
والأخروية إخبار عن استحالة عدمه، وذلك ما قاله الشبلي رحمه الله تعالى: الحروف قبل
الحدود. وقبل الحروف أشار إلى القدم تعالى مجده لا حد لذاته ولا حروف بلهاة في كلامه،
وقد سئل الجنيد رحمه الله تعالى عن ذلك فقال: هو إفراد الموحد وتحقيق وحدانيته وكمال
أحديته، أنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد، ينفي الأضداد والأنداد والأشباه، بل لا تشبيه
ولا تشكيل، ولا تمثيل ولا تصوير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فعليك يا أخي أن
تكون أولا في القرب إليه، وآخرا في فعل العبودية بين يديه، فإنك إن كنت أولا في القيام
إليه أقام باطنك في مشاهدة الأولية في التوحيد، وإن كنت آخرا بذلّ عبوديتك جعلك آخر
انتهاء المقربين، وأشهدك حقائق الآخرة على سر كشف وضعها وبقائها وديموميتها. واعلم
أن لطائف التوحيد أرق وألطف من أن يخرج بكشف العبارة، وقد سئل الجنيد رحمه الله تعالى
عن التوحيد فقال: سمعت قائلا يقول هذين البيتين:
وغنى لي من قلبي ... وغنيت
كما غنى
وكنا حيث ما كانوا ... وكانوا
حيث ما كنا
قال السائل هل القرآن والإحسان
فقال: لا ولكن الموحد أوغل في التوحيد من أجل الخطاب، فالأول بمعنى السابق في وصفه
أنه القديم لا ابتداء له ولا انتهاء له ولا انفصال لوجوده، وكونه أولا يقتضي أن يكون
معه غيره قديما، وليس إذا كان آخرا لا يجب أن يكون معه غيره فيما يزال، فهو الذي
لا بدء لأزليته، ولا انقطاع
لأبديته تعالى لله الواحد الحق الأعلى عن صفات الملائكة والمشابهة، وجلت أحديته عن
الشفعية، وهو الله الواحد في أحديته لا يطلع عليها غيره، ولا يوحد بها سواه، ومن أجل
ذلك قال الصديق رضي الله تعالى عنه: «لم يجعل الله لخلقه سبيلا لمعرفته إلا بالعجز
عن إدراك معرفته»، وقال بعضهم: ما عرف الله إلا الله. والمتقرب إلى الله تعالى بهذا
الاسم يكون موازنا خاطره على ميزان الأصول والقواعد ظاهرا وباطنا، سرا وعلانية، وانظر
إلى أول الدنيا وضدها وهي الآخرة، وانظر إلى المقام وتأمل قول الله تعالى: التّائِبُونَ
الْعابِدُونَ الآية، وإن أنت نزلت العبودية حتى تكون أسفل السافلين في المسكنة والعبودية
الإيمانية، فإن الله تعالى يجمع لك بين الأولية والأخروية قال تعالى في صفة أهل الإيمان:
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ.
وهذان الاسمان ليس لهما ذكر
مخصوص لسلوك المقام، وإنما هو تصحيح الاعتقاد، وينبغي للمريد أن يذكر هذين الاسمين
في أوليته تحجبك عن شهود توحيد الأولية، أو ترى نفسك في التوحيد، أنك إن رأيت نفسك
في التوحيد إنك موحد في نفسك لا حقيقة التوحيد، وأما إذا سلكت ذلك فعليك في تخليص الأعمال
لله تعالى على تدريج التوحيد ولطائف التفريد، واعمل لله بغير عوض، فإن النظر للعوض
مقت نعوذ بالله من ذلك، ومن رعونات النفس ومن رذائل الأخلاق، وعليك بالإخلاص في أحوالك،
ولا تتصرف في عالم من العوالم وفي نفسك اعتراض، وأن تخرجه من ظاهرك وباطنك، وليكن ذكرك
في هذا المقام سورة الإخلاص، أو تجمع الأربع أسماء في ذكرك تقول: هو الأول والآخر،
والظاهر والباطن، وعليك بصفاء الخواطر وترك ما لا يعنيك، وعليك بالغسل كل جمعة أو كل
يوم، وتلاوة هذه الأسماء لأنها أصول القوم، وبها يفتح على السالك، فإذا دخلت الخلوة،
فاتل الاسمين عددهما دبر كل صلاة، فإنك ترى كيف ما يكشف لك عن الحق، كيف هو متجلي في
أفعاله واختلاف أطوارها، وهو واحد في ذاته غير متعدد، فإذا شاهدت ذلك يقينا انقلب عليك
من نوره صفاء من المناجاة، وتعرف الحقيقة من باطنك حتى يكون إليك أقرب من حبل الوريد،
فإذا علمت ذلك من نفسك، فاثبت حتى يكشف لك ذلك، فإذا فعلت ذلك نزل عليك خادم اسمه الأول
واسمه طهطيائيل، ويأتيك خادم اسمه الآخر وهو ارحنائيل، ويخلع على السالك خلعة القبول
في العلويات، وينال أرقى المقامات، ويكشف له عن عوالم البرزخ، ولهذا الاسم مربع عددي
نافع إلى دفع العدو والقبول بين العوالم العلويات، وإذا كتب على فضة وحمله ينال ذلك،
أو على طفل لم ينطق نطق بإذن الله تعالى. وإذا كتب في زبدية وحوله الذكر القائم به
ومحاه بماء طاهر وشربه ٣ أيام، فإن الله يفتح عليه بعلم ما لم يعلم، وينفتق ذهنه وينال
الحفظ والمحبة والقبول والحظ الوافر. ومن عرف التداخل تصرف في الأسماء، وإن مزجت هذين
الاسمين مع اسم من أردت في وقت موافق، وحمله انسان شاهد من مطلوبه محبة عظيمة وقضى
حاجته وما يريد وهذه صورتهما كما ترى:
فصل في اسميه تعالى
الظاهر والباطن
وأما الذكر القائم بهذين
الاسمين الشريفين فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الأول القديم لا نهاية لوجودك،
أنت الأبدي مسبب الأسباب ومعلل العلل وموجد الأكوان، ومؤخر كلا منهم إلى أجل معلوم،
أسألك يا من افتقر إليه كل شيء في وجوده إلى إيجاده وإثباته، واضطر كل حي في حياته
إلى روحه، وانتهى وجود كل شيء بالرجعة إليه بعد فنائه، أسألك أن تحييني بحياتك يا أول
يا آخر يا ظاهر يا باطن يا رب العالمين.
فصل في اسميه تعالى الظاهر
والباطن
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن الظاهر والباطن من أسماء الله تعالى، وهما صفتان من المضافات، فإن الظاهر يكون
ظاهرا من وجه، ولا يكون من وجه واحد ظاهرا وباطنا، بل يكون ظاهرا من وجه بالإضافة،
والله باطن إن تدبرت ذلك من نسبة إدراك الحواس، فهو باطن عن ذلك، وإن طلبته بالنقل
بطريق الاستدلال وجدته ظاهرا، وقد تكلم في ذلك كثير من القوم، ولسنا نريد الإطالة إلا
على ما أشار إليه المحققون، فالظاهر إخبار عن قدرته والباطن إعلام بحكمته. واعلم أن
الله تعالى استعبدك بالظاهر والباطن تارة والظاهر دون الباطن، أما تعبّده لك بالظاهر
والباطن قال تعالى: وما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
والعبادة على ظاهر المرفع ظاهرة من حيث العمل الجسماني، باطنة من حيث الخلاص القلبي،
وأما عبادة الباطن دون الظاهر قال تعالى: وفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ وقال
تعالى: أَولَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ والْأَرْضَ
وما بَيْنَهُما إِلّا بِالْحَقِّ وأما عبادة الله الظاهر دون الباطن قال تعالى: أَفَلا
يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ولما خلق الله تعالى أهل الباطن بالتعبدات،
جمع لهم الظواهر في القربات، وليس هذا النظر هو التعبدات جمع لهم أسرار القربات الباطنات،
ولن يجمع الله تعالى أسرار البواطن والظواهر الإلهيات إلا لأهل الخلاص، وذلك قوله تعالى:
الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ -إلى قوله- الْمُفْلِحُونَ واعلم أن هؤلاء الطائفة
الذين وصفهم الله تعالى في كتابه إيمانهم بالغيب في أهل الإخلاص الأول بالعناية الأولى،
وذلك الغيب هو ألطف عوالم الملكوت، ومنه الأسباب الأخروية الموضوعة عوده على لسان الرسل
عليهم الصلاة والسلام في إيمانهم بالغيب على المشهور سر اللطف من الغيب لأن الشيء لا
يدرك إلا بما هو ألطف منه، ولا يدرك بما هو دونه، وإن أدرك بما هو منه لم يدرك إلا
بالقدر، والله تعالى خلق العقول، وجعلها اختصاصات لطائف حقائق عوالم أسراره الإلهيات،
فردها بذلك السر النوراني الاختصاصي، ثم بعد ذلك خاطبها وكان لها قوتان: قوة السماع
الأول، وقوة الأخروي للإجابة بامتثال العقل، وذلك قوته السابقة ونعمته اللاحقة، وللتقرب
إلى الله تعالى بهذين الاسمين، أن تعمر الظاهر بالتقوى والخشوع وإدامة السكوت والصوم
في الخلوة وتلاوة الاسمين وسورة الإخلاص ألف مرة، وتراعي الخواطر في العلويات والسفليات،
ولا يبرح من مكانه من الفكرة، ويتلو الأسماء الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن
حتى يرى بوارق العالم قد هبطت، وأسماء الخدام الأول عهتيائيل عليه السّلام وهو يكشف
لك عن الغيوب وتعلقها في العوالم وتراه وهو يخاطبك على أحسن بحسب استعدادك، فإذا تلوت
هذه الأسماء في خلوة
فصل في اسميه تعالى
الوالي المتعال
فصل في اسمه تعالى
البر
برياضة هذه الرتبة العلية،
وإذا أردت كشف أمر ظاهر أو سر غامض، فاكتب الوفقين الشريفين وحولهما أسماء العوالم
والذكر القائم، واتل الاسم عدده ثم اطلب معرفة ذلك فإنك تراه، فاكتم سرك تنل أمرك،
ولا تبح بأسرارك تكشف أستارك وهذه صورة الوفقين كما تراه:
وأما الذكر القائم بهذين
الإسمين فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الظاهر بالصفات، الباطن بالذات الذي
لا تدرك بإدراك الحواس وقوة الوهم والخيال، وأنت الظاهر مختص بالرحمة والإفضال، وتنظر
بعين الفؤاد، وبقوة العقل بطريق الاستدلال، وأنت الظاهر بالغلبة والقهر والجلال وصفات
الكبر والكمال، أسألك بجميع أسمائك الحسنى وكلماتك العليا أن تظهر علي من قوتك ما أظهر
به على شهواتي وأقهر به أعدائي، وتبرز في باطني بروز ذاتك الباطن والظاهر ما تذهب به
سيئاتي وغفلاتي، وتقدس بتقديس ذاتك ذاتي، يا الله يا ظاهر يا باطن لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين. ما من عبد واظب على هذا الذكر، إلا نور الله قلبه، وأعطاه كل
ما يتمناه وكشف له عما يريد.
فصل في اسميه تعالى الوالي
المتعال
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن اسمه الوالي لم يرد في القرآن العظيم ومعناه مالك الأشياء والمستولي عليها والمتصرف
فيها بمشيئته وأمره، ينفذ فيها حكمه ويجري عليها أمره، فإنه جل وعلا منفرد بتدبيرها،
وهو المنفذ للتدبير بالتحقيق، والقائم عليها بالإدامة والإبقاء وتقدم ذلك. وأما اسمه
تعالى المتعال فقد ورد في القرآن العظيم في قوله تعالى: الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ وهو
بمعنى العلو مع نوع من المبالغة، وقد تقدم معناه والله الموفق.
فصل في اسمه تعالى البر
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن معنى البر هو الحق، والبر المطلق هو الذي منه كل مسرة وإحسان، والعبد إنما
يكون برا بقدر ما يتعاطى من البر، لا سيما بوالديه ومشايخه. وروي أن موسى عليه السّلام
لما كلمه ربه رأى رجلا قائما عند ساق العرش، فتعجب من مكانه فقال: يا رب بم بلغ هذا
العبد هذا المحل؟ فقال: إنه كان لا يحسد أحدا من خلقي وكان بارا بوالديه، فهذا هو بر
العبد. وأما تفصيل بر الله تعالى والطافه بعبده المؤمن، أن جعله من أهل اليمين، وألهمه
الإجابة في الدار على الرضا عنه فاشتق له، ثم رزقه الإجابة على ما سأل لنظره تركب في
عالم الحسن، وتراكمت عليه الشهوات، وظلم القربات الطبيعيات عادة الحق تعالى على محل
الإيمان منه، وبره تعالى يبعث الرسل عليهم الصلاة والسلام والكتب المنزلة عليهم، وقد
رزقهم الله تعالى القبول وهو أعظم منه، ثم ألهمه القيام بالعمل بما
عليه من شرائعه، ثم وعده
القيام بالعمل، ثم أخذه عن الشهوات أمانة وبره بروحه، فيا له من البر والكرم، وفي دار
الآخرة فهي ممر برزخيته، ودار رسمه في حواصل طيور خضر من الجنة ترتع في رياض الجنة
إلى يوم البعث، ثم بره بأن أحياه بعد موته بالبر الأعظم والرحمة الوافية، ثم ثبته على
الصراط المستقيم لئلا ينزل من هذا المطلع في النار بعد أن حصل الإيمان، بإبداء السلام
عن يمينه، والقرآن أمامه والسنة حامله، ثم بره بأن سقاه من حوض الحياة شربة لا يظمأ
بعدها، ثم بره بأن أدخله الجنة ومنّ عليه بالنظر إلى وجهه الكريم، ثم بره بأن جعله
في هذا النعيم من الخالدين إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين، ثم بره بأن أخدم له كلامه
كما أخدم له في دار الدنيا الأكوان قال تعالى: وسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ
وما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا، فهذه جملة تصريف الله تعالى بلطفه وبره في خلقه وعباده
المؤمنين.
وروي عن الحسن بن علي أنه
مكث مدة لا يأكل مع أمه فاطمة الزهراء فقالت له: لماذا يا ولدي؟ فقال: أخشى أن يقع
بصرك على شيء من الإناء وأسبقك عليه ولا أشعر به فأكون عاقا لك، فقالت له: يا ولدي
كل معي، وأنت في حل من ذلك فامتثل أمرها. واعلم أن من بره لك أن جعلك شاهدا على الأمم
يوم القيامة وستر قبائح فعلك عن الملائكة باستغفارك، وينبغي للإنسان أن يبر جميع الخلق
فيما يريدون منه خصوصا الفقراء والمساكين، وأن تبر قلبك بالفكر والإخلاص ليكون ذلك
سببا للكشف عن عجائب الملكوت، فيكون ذلك دليل القرب، وأن تبر نفسك بالمخالفات عن الشهوات
والشبهات بأنواع الرياضات ليكون ذلك سبب معرفتك لربك، لأن النفوس إذا بررتها بالأعمال
الصالحة حتى يظهر لك أوصافها، وذلك ما أشار به صلى الله عليه وسلم بقوله: «من عرف نفسه
فقد عرف ربه»، وتبر روحك بالفكر، والقيام بحقوق الله تعالى، وكمال الفطرة بأداء الأمانة
التي حملك الله تعالى بها، وألزمك القيام بها إذ هي أصل الشرائع والأسماء، فيكون ذلك
سببا لكشف أسرار القدرة في أطوار الموجودات، فتخرج عن رق الأكوان وظلمة الأجسام، فعليك
بترك المألوفات، وما كان للنفس فيه أسرار لطيفة، فإن ذلك من الخذلان، ويبر العقل بتركه
للأهواء والمخالفة فيما أمرك وتصفيته لفهم العلم، وردعه بالحكم اللدنية والعلوم الباطنة
والحقائق الإيمانية، فيكون ذلك سببا لاستغراقه في بحار العظمة، ومشاهدة الأسرار الإلهية،
ورجوعه إلى طهارته، وأن تبر سرك بعدم التطلع لعثراته جملة وتفصيلا، فيكون ذلك سببا
للغنا في المناجاة، ولذة المعاملات يعينها الوقت وخلاص السر. واعلم أن هذه أمهات الأعمال
الظاهرة والباطنة، فإن أنت بررت بهذه الأمهات كل اسم بما يليق بها من مقاماتها وسلوكها،
فإنك تدخل جنات معارفها ويظهر لك حقائق عوالمها، فتكون في جنة عالية من الحكم الربانية.
واعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات، فهذه الأمهات الباقية بالنسبة الجنة الباقية، وعليك
بالسلوك في هذا الاسم بالتأديب مع والديك بظاهر الشرع، وإياك والمخالفة لهما في باطن
الأمر وظاهره، وإن ذلك عند الله لعظيم القدر.
وقد حكي عن أبي يزيد البسطامي
رحمه الله تعالى أنه قال: كنت في ابتداء أمري وأنا صبي عمري عشر سنين، وكنت لا أنام
في الليل أبدا، فأقسمت عليّ أمي ذات ليلة أن أبيت معها في الفراش، فلم
فصل في اسمه تعالى
التواب
أخالفها فنمت معها، وكانت
يدي تحت رأسها، ولم يأخذني النوم، فقرأت قل هو الله أحد عشرة آلاف مرة، ولم أخرج يدي
مخافة أن تتنبه، وأتممت وردي ولم أوقظها مخافة على خاطرها. واعلم أن برك الشيخ الذي
تقتدي به إلى الله تعالى عظيم وبر والديك، فهذا سبب بقائك في التراب، وعليك ببر الخواطر،
وإياك أن تخفي فعلا ولا تظهر للشيخ طاعة كان أو معصية على أي نوع كان. وقد رأيت تلميذا
من أصحاب الشيخ تاج العارفين أبي بكر القرشي، وكنت جالسا على ثغر تونس حماها الله تعالى،
وقد دخل عليه تلميذ وبيده باقلا وقال: يا سيدي ما أفعل بها؟ فقال له: اتركها حتى تفطر
بها، فقلت له: يا سيدي حتى الباقلا يستشير فيها، فقال الاستاذ: لو أخفى عني شيئا لم
يفلح قط. وليس في هذا الاسم إلا البر لعباد الله تعالى، والرعاية لحقوق الله تعالى
حيث ما توجهت، وفيه استفات الحجر المكرم لمن فهم، وعليك بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن،
والصوم والصلاة وعدم الاعتراض، وعليك بمجالسة الصالحين، ولهذا الاسم خلوة جليلة ورياضة
طويلة وتلاوة الاسم عدده، فإن خادمه حفيائيل عليه السّلام ينزل على الذاكر في النوم
أو اليقظة بحسب اجتهاده، ويمده بتدبير الحجر المكرم، ومن تلا الاسم دبر كل صلاة، فتح
الله عليه بكلام الحكماء، ولهذا الاسم مربع جليل القدر، إذا كتب ووضع فإن الله تعالى
يبارك فيه. وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت البر الرحيم ذو البركات، المعروف بالجود والإكرام
في الأرض والسموات، تفضلت بالإحسان والإمتنان على سائر الموجودات، وأبرزت لطائف برك
على ذواتهم بروح الحياة بحسب ذات كل شيء إلى نهاية بالعدم والممات، أسألك بعلمك المحيط
العظيم، وقوة قدرتك على المخلوقات بأحكام التفصيل والتقسيم، أن تديم علي برك إلى تمام
الحياة، وتتفضل علي بدوام النعم المتتابعات، وتكمل سروري بالنظر إليك في الدنيا والآخرة
يا أرحم الراحمين.
فصل في اسمه تعالى التواب
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن التواب هو الذي يسهل أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى بما يظهر إليهم من آياته،
ويسوق إليهم من تنبيهاته، ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته، حتى إذا اطلعوا على
غوائل الذنوب استشعروا الخوف بتخويفه، فرجعوا إليه فرجع إليهم، ففضل الله واسع قال
تعالى:
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ
التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ويَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ، والتوبة مقبولة ما لم يغر
غر، وهي الإقلاع عن الذنوب كبيرها وصغيرها، والعزم على أن لا يعود لها، ورد المظالم
إلى أهلها، وهذا الاسم من أذكار أهل الولايات، فمن خواصه: إذا كتب مع الذكر القائم
به وشربه من هو مصر على المعاصي، فإنه يتركها ويتوب الله تعالى عليه. ومن تخلق بهذا
الاسم، واتخذه ذكرا ونظر إلى المعاصي، فإن الله تعالى يتوب عليه. ولهذا الاسم خلوة
جليلة، وخادمه حليائيل، وهذا الاسم يتلى مع الاستغفار، ويستعان به
فصل في اسمه تعالى
المنتقم
على قضاء الحاجات، وخادمه
من خدام حملة العرش، وتحت يده سبعون صفا من الملائكة يستغفرون له. ومن ضاقت معيشته
فليكثر من الاستغفار. ومن تلا هذا الاسم فإن الله تعالى يفتح له أبواب الرزق وينال
ما يريد. وإذا كتب في مربع وتلا عليه الاسم والذكر القائم به وحمله، فإنه يفتح له أبواب
الخير، ويسهل له أبواب الرزق وقد روينا من طرق متعددة أن من ضاقت معيشته فليكثر من
الاستغفار، فإن الله تعالى يوسع عليه رزقه وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت التواب على العصاة إذا ندموا، وأنت أواب عليهم بلطفك
إذا رجعوا، فأظهرت لهم الدليل والآيات ونشرت لهم من جنابك الحسنات، وتراهم مواقع التخويفات
فتجمع لهم أسباب القربات، أسألك اللهم يا مقدر التوفيق بالإرادات، ومسبب هذه الأسباب
بسر ربوبيتك يا رب الأرباب، أسألك أن تقبل توبتي وتجعلني عندك من خواص الأحباب حتى
لا يبقى بيني وبينك حجاب، وأن تغفر خطيئاتي وزلاتي وتضاعف أجري وحسناتي وتجعلني في
حظائر قدسك الأعلى يا الله يا تواب.
فصل في اسمه تعالى المنتقم
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن المنتقم هو الذي يقصم ظهور العصاة، ويشدد العقاب على الطغاة، وذلك بعد الإنذار والإعذار،
وبعد التمكين والإمهال وهو أشد انتقام من المعاجلة بالعقوبة، فإن من عوجل بالعقوبة
لم يمض في المعصية، فلم يستجب غاية الإنكال في العقوبة. واعلم أن المحمود من انتقام
العبد أن ينتقم من أعداء الله تعالى، وأعدى الأعداء نفسه، وحقه أن ينتقم منها مهما
فارقت المعصية أو خلت بعبادة، كما حكي عن أبي يزيد قال: تكاسلت عليّ نفسي في بعض الأوراد،
وكنت أحب شرب الماء كثيرا، فعاقبتها بترك شرب الماء سنة حتى كدت أن أهلك عطشا في أشد
حر أيام السنة. واعلم أن المتخلق بهذا الاسم يكون على يسار القطب وهو صاحب الأدب والانتقام
لكل من حصل منه اعتراض على الأولياء والصالحين. وإذا ظلمت إنسان أو حاكم، فاتل هذا
الاسم عدده في خلوة برياضة، ثم تأمر الملك الموكل به بهلاكه، واسمه طليائيل يأتي للذاكر
به في النوم واليقظة بحسب اجتهاده فإنه يكون ذلك والتصريف به، وباسمه: الجبار للهلاك
أمر عظيم. ومن خواصه لحرق الجان وهو أن ترصد القمر إذا نزل في أول حرف من الاسم أعني
الميم، ويكتب مربع هذا الاسم على لوح من رصاص، ويكتب اسم الملك القائم به حوله ويحمله،
فإن المصاب لا يقربه جنيّ وإن دخله احترق، وإن مزج هذا الاسم مع اسم من أردت، وأضفت
له مثل انتقام، أو مثل حمى أو رعاف أو مرض على طريق أهل الأسرار، فإنه يحصل له ذلك
وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى العفو
فصل في اسمه تعالى
الرؤوف
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت المنتقم من الجبابرة والعصاة، وقاصم ظهور المتكبرين
والطغاة، الشديد الوصلات على الظالمين البغاة، أسألك بقوة سطوتك وشدة أخذ نيتك، وقوة
قهر نقمتك، أن تعاجل اللهم بالقهر من يريدني بالسوء والضرر، ولا تمهله قهرا عليه، وأيدني
بالنصر عليه والظفر، اللهم احرسني من شر الانتقام بنظرك المقدس، وعينك التي لا تنام
من شر الأنام، وأنت حسبي ونعم الوكيل على الدوام يا منتقم يا سلام.
فصل في اسمه تعالى العفو
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن معنى العفو هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وتقدم هذا في اسميه تعالى
الرحمن الرحيم وهذا أبلغ، فإن الغفران ينشأ في السر، والعفو ينشأ عن المحو، والمحو
أبلغ من السر، وحظ العبد من هذا لا يخفى، وهو أن يعفو عمن ظلمه ويحسن إليه كما ترى،
والله تعالى محسن على الإطلاق، ولا يعجل العقوبة للعصاة والكفار، ويتوب عليهم ويعفو
عنهم بفضله وكرمه. ولهذا الاسم الشريف مربع عظيم الشأن، جليل البرهان، يكتب ويحمل لمن
أراد الأمن من عقوبة حاكم أو ظالم، فإن الله تعالى يؤمنه منه وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى الرؤوف
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن معنى الرؤوف ذو الرأفة وهي شدة الرحمة، وهو بمعنى الرحيم، وتقدم الكلام عليه في
اسمه: الرحيم، والتخلق والمعنى باسمه: الودود.
ومن خواص هذا الاسم الشريف
المحبة والمودة، فإذا كتب هذا الاسم مع اسم من أردت والملك القائم به وحمله، فإنه يحصل
بينهما مودة عظيمة، وله خلوة جليلة القدر، تعطي صاحبها الكشف والرأفة، وتلاوة الاسم
عدده، وخادمه ارعيائيل، وهو من عوالم ميكائيل عليه السّلام، ويأتي للذاكر بحسب اجتهاده
وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الرؤوف الرحيم، الموجود الحي القيوم ذو الرحمة الواسعة،
ضاعفت الحسنات ورفعت الدرجات، أسألك الرحمة الواسعة، يا الله يا رحمن يا رحيم، أسألك
أن تعطيني قصدي، ولا تخيب رجائي ومتعني بشهود ذاتك، وحلني بمحاسن صفاتك أبدا ما دامت
حياتي، اللهم نجني مما أخاف وأحذر من كل ما ظهر وبطن يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين.
فصل في اسميه تعالى
مالك الملك ذي الجلال والإكرام
فصل في اسميه تعالى مالك
الملك ذي الجلال والإكرام
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن معنى مالك الملك هو الذي ينقل مشيئته في خلقه كيف شاء، أو كما يشاء إيجادا وإعداما
وبقاء وفناء، والملك يعني المالك، والمالك القادر التام القدرة، والموجودات كلها ملكه،
ومالكها أي قادرها، وإنما كانت الموجودات كلها مملكة واحدة لأنها مرتبطة بعضها ببعض
فإنها وإن كانت كثيرة مزدوجة، فلها وحدة مزدوجة ومثاله: بدن الإنسان فإنها مملكة لحقيقة
الإنسان، وهي أعضاء كثيرة مختلفة، ولكنها متعاونة على تحقيق الغرض المدبر الواحد. وأجزاء
العالم كأعضائه، وهي متعاونة على مقصود واحد، وهو تمام الغاية على ما اقتضاه الوجود
الإلهي، لأجل تناظمها على ترتيب ما سبق ارتباطها برابطة واحدة كانت مملكة، والله تعالى
مالكها، ومملكة كل عبد ببدنه خاصة، فإذا نفذت مشيئته في صفات قلبه وجوارحه، فهو مالك
الملك بقدر ما اقتدر من القدرة الإلهية مطلقا. والجلال والإكرام هما مطلقان، والجلال
صفة ذاته، والكرم صفة فعله لأنه مقتضية على خلقه عليها. وأما ذو الجلال والإكرام، فمختص
بكرامة العالم الآدمي قال تعالى: ولَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ إلى الطَّيِّباتِ،
وتقدم ذلك في معنى اسمه: الكريم، ولسنا بصدد الإطالة، والإكرام منه خاصة وهو الإنعام،
وهو كرمه للطائع والعاصي، والمؤمن والكافر بإسباغ النعم، وتتابع الآلاء والفضل العميم
وهو قوله تعالى: ولَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ، وهذه جملة من حيث الإيجاد والتسخير
للعالم الإنساني بالكرم. وأما إكرامه لعباده المؤمنين بخصوص وصف يعبر به ذلك، أن يكرم
عليه بأن أقامه على خدمته وعلمه أسباب قدرته، وأشهده حقائق درجاتهم في حياته، فوعدهم
على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وأيضا بالسر الذي اختصه به، أن جعله من أهل اليمين
وكرمه ونعمه في الدنيا في تعلق القلب بالجزاء عليها، ونعمه في الآخرة مستوفية عنده
من أعمال الجزاء.
وأما جلاله فهو الذي عم جميع
الأكوان على رؤيته في الدنيا بهيبة الجلال ورهبة العظمة، وذلك إلى يوم القيامة، فتعود
أنوار النظر عليهم ضياء يتجدد له به قوة إدراك في النظرة الثانية، فوجودهم تأخير، وكما
قال الله تعالى في محكم التنزيل، وقيل: إن حملة العرش ملائكة وجوههم كصور العجل، وضعوا
أيديهم على وجوههم حياء من الله تعالى، لما جاء موسى وكانوا عبدوا العجل، وأراد موسى
قتل السامري، فمنعه الله تعالى من ذلك، وقال: لا تقتله فإنه كان كريما. واعلم أن الجلال
والعظمة هما مبادي أحوال الإنس والجن، وهو أوسط الأحوال، والاستغراق والفناء هما انتهاء
الأحوال، فما كان في أول الأحوال برزت عليه صفة الجلال، ومن كان متوسطا في الأحوال
برز عليه البسط، ومن كان في انتهاء الأحوال، برزت عليه أحوال التمكين ظاهرا وباطنا.
وحكي عن ابن الجلال أنه قال: كنت راكبا على جمل، فغاصت رجل الجمل في الرمل، فقلت: جل
الله، فأجاب الجمل: جل الله، فكان للجمل قوة الاستعداد على وجهين: الأول أن الجمل كان
قاصدا لله تعالى، والشاهد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
«لو كنتم في جبل لحييتم على
الله» والوجه الثاني أن الجمل لما يغلب عليه مبادئ الأحوال الواردة على الجلال لم يطق
الجمل لكثافته أن يتحمل الأحوال الواردة عليه، وعلم من جلال الله، فأنطق الله تعالى
سر حقيقة الحال على لسان الجمل، لأن الجمل وإن كان حيوانا ففيه الروح التي نطقت من
حقيقة الحال،
وإنه من علم كرمه تعالى سلم
إليه قلبه وذاته، واعتمد على تصريفه له بكرمه، فينجيه من العدو الظاهر والباطن، ألا
ترى أن أم موسى سلمت قلبها، وأمسكه الله تعالى كيف نجى ولدها من التلف بعد أن ألقته
في التابوت، فأخذه عدوه فرعون ورباه، وكان قبل قد قتل في اليوم الذي جاء بموسى سبعين
ألف مولود ذكرا، وجعلت قوة هؤلاء الأولاد الذين أمر بذبحهم فرعون، جاءت قواهم إلى موسى،
وكانت خصوصيته عليه السّلام ويبقى من قال بالدور والتسلسل من بعض مخالفي طوائف الإسلام،
وكانت هذه الحالة خاصة به.
وفي بعض الأخبار أن العبد
إذا همّ بالحسنة يقول الله تعالى: وأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وأَسْلِمُوا لَهُ وإذا
همّ بالمعصية يقول الله تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي
الآية، وعليك بتفويض الأمور كلها إلى الله تعالى، فإنك إذا رهبته في باطنك حفظ عليك
حركات ظاهرك وآمنك حيث تخاف الخلق، وانظر إلى مريم لما أخلصت لله تعالى ما في بطنها
قالت: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى واللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ كيف أعطاها الله
تعالى هذه الخاصية، وجاء عيسى ابنها خاتم الأنبياء حين نزوله آخر الزمان على منارة
شرقي دمشق، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتل
الدجال ويحكم الدنيا ولسنا بصدد هذا، ولنرجع إلى خواص هذا الاسم، كما جاء في بعض الروايات
أنه اسم الله الأعظم، والشاهد في ذلك أنه كان صلى الله عليه وسلم مارا في طريق إذ رأى
أعرابيا يقول: اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم، الحنان المنان، مالك الملك ذي
الجلال والإكرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه دعا باسم الله الأعظم الذي إذا
دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. والمتقرب إلى الله تعالى بهذا الاسم، يلزم المراقبة
لله تعالى، وتلاوته عدده، فإن الخادم كرهيائيل وطفيائيل ومرحيائيل يأتون إلى الذاكر،
تحت يد كل واحد منهم ٧٠ صفا، وهم من خدام العظمة، ويفيضون على السالك الجود والنعم،
ويكشفون له أسرار المخلوقات، وينال القوة في العوالم. ولهذا الاسم وفق جليل ٢٥ في مثلها.
وله خواص عظيمة لمن تدبرها،
فمن ذلك عقد الحديد، يكتب هذا المربع وتكتب حوله سورة الحديد في شرف الشمس، وتنجم بدعوة
الحروف الجامعة وسورة الملك، فإن حامله لا يعمل فيه سلاح ولا شيء من الحديد بقدرة الله
تعالى، ولعقد الألسنة يكتب هذا الوفق مع اسم المطلوب، وينجمه بسورة يس ويحمله لثلاث
أمور للحكام ونفوذ الكلمة ولتيسير الأمور. وإذا كتب في خرقة من حرير، ووضع تحت فص خاتم
من ياقوت، فإن حامله ينال نفوذ الكلمة والهيبة والقبول. وإذا كتب في ورقة ووضع في حانوت،
كثر زبونه ومالت إليه الناس. وإذا كتب في ورقة وحملته المرأة التي تسقط الأولاد، فإنها
لا تسقط بعد ذلك. وللطاعون يكتب ويحمل، فإن الله تعالى يسلم حامله. وللصلح بين المتباغضين
يكتب ويسقى في شراب أو طعام يحصل المطلوب. وعلى هذا فقس سائر الأمور، والطالب التحرير
لا يخفاه بقية التصريف. وإذا كتب في لوح من ذهب أو فضة أو نحاس في طالع المعدن، فهو
لما كتب له. وقد رأيت بعض العلماء كتبه في لوح من رصاص، وصوّر فيه صورة من أراد، ووضعه
في المكان كان رعافا عظيما، وإذا كتب على طين، ونشف وسحق وذر في بيت ظالم رحل وخرب.
وإذا كتب على خرقة حرير، وحملتها العروسة، كان لها بهجة وطلعة عظيمة. وكذلك لقضاء الحوائج
والرفعة بين
الأقران، ولقرع الأطفال يكتب
ويحمل، ويكتب حوله العوالم الثلاثة، ويبخر ببخور طيب بحسب الأعمال، والله ولي الخير
والإفضال وهذه صورته:
فصل في اسمه تعالى المقسط
فصل في اسمه تعالى الجامع
فصل في اسمه تعالى المقسط
هو الذي ينصف المظلوم من
الظالم، ويرد كيد الظالم في نحره، أو يرضي المظلوم من الظالم، وذلك في غاية العدل والإنصاف،
ولا يقدر على ذلك إلا الله تعالى. ومنه ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو
جالس فضحك حتى بدت نواجذه فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: بأبي وأمي ما أضحكك
يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: رجلان من أمتي وقفا بين يدي البارئ فقال أحدهما:
يا رب خذ مظلمتي من هذا، فقال الله تعالى: رد على أخيك مظلمته، فقال: يا رب لم يبق
من حسناتي شيء، فقال المظلوم:
يتحمل من أوزاري بقدرها،
ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس فيه
إلى من يحمل عنهم من أوزارهم فيقول الله تعالى للمظلوم: ارفع رأسك، فيرفعها، فينظر
إلى الجنان وما فيها، فيقول: يا رب لأي نبي أو ولي هذا؟ فيقول الله تعالى: هذا لمن
يعطي الثمن، فيقول: يا رب ومن يملك ثمن هذا؟ فيقول الله له: أنت تملكه، فيقول: بماذا؟
فيقول: بعفوك عن أخيك، فيقول: يا رب أشهدك على أني عفوت عنه، فيقول الله تعالى: خذ
بيد أخيك، وادخل الجنة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله، اتقوا الله وأصلحوا
ذات بينكم، فإن الله تعالى يعدل بين المؤمنين يوم القيامة. وقد سئل عن الإنصاف فقال:
لا يقدر عليه إلا رب الأرباب. وخواص هذا الاسم لإطفاء غضب الغاضب، إذا أضيف إليه اسمه
العفو، ويتلى عند المخاصمة وتقول: اللهم إني أسألك باسمك العفو المقسط إلا ما أطفأت
عني غضب فلان، فإنه يكون ذلك. وإذا كتب مع الذكر القائم به وحمله إنسان، فإنه يطفئ
به كل من كان عنده غضب، فيسكن غضبه بإذن الله تعالى، ويكتب أيضا للمولود الكثير البكاء
يزول عنه بإذن الله تعالى، وهذه صورته كما ترى فافهم.
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت المقسط العادل تنصف المظلوم من الظالم، المحيط في
دقائق ما كان وما يكون في العوالم، المطلع على ما تخفيه النفوس في الصدور، وما تظهره
الأفعال والأقوال في جميع الأمور، طلبت العدل ونهيت عن الظلم، أسألك اللهم يا من أوجد
العدل في العالم الجسماني والروحاني، وفضلت إقامة العدل في عالم الملك الإنساني بحلمك
المحتم المقدر في عالم البسط والنورانيات، وتعدل أوزان الموجودات في الأرضين والسموات،
ويتعادل في ذات القوة الجسمانية، وفي جسم القوة الروحانية، أن تشرق في فؤادي من أنوارك
الربانية لشهود ذاتك الوحدانية، يا مقسط يا الله يا رحمن يا رحيم.
فصل في اسمه تعالى الجامع
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الجامع هو المؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات. أما جمع الله بين المتماثلات،
فيجمع الله الخلق الكثير من الإنسان على وجه الأرض، ويحشرهم في صعيد واحد. وأما المتباينات
من السموات والكواكب والهواء والأرض والبحار والحيوانات والنبات والمعدن،
فصل في اسميه تعالى
الغني المغني
وهو مختلف الأجناس، وكل ذلك
مباين الأشكال والألوان والطعوم والأوصاف، وقد جمعها في الأرض، وجمع الكل في العالم،
وذلك جمع بين اللحم والعصب والعروق والمخ والدم وسائر الأخلاط في الحيوانات. وأما المتضادات
فجمعه بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة في أمزجة الحيوانات وهي متنافرات متضادات،
وقد بلغ وجوب الجمع وتفصيل جمعه، ولا يعرفه إلا من يعرف تفصيل مجموعاته في الدنيا والآخرة
وهذا كلام يطول. واعلم أن الجامع من الإنسان من جمع بين البصر والبصيرة. وإذا تخلق
الإنسان بهذا الاسم حصل له الكشف، وعرف طريق الجمع في التوحيد، وفتح الله تعالى عيني
قلبه حتى ينظر المتضادات وما شاكلها ولهذا الاسم خلوة جليلة القدر، تعطي صاحبها الكشف
على حقائق الأسماء، وهو اسم أعظم، وتلاوته عدد بسائطه، وتلاوة الذكر القائم به، فإن
الملك الموكل بخدمة هذا الاسم يهبط ومعه سبعون ألف من العوالم، ويخلع عليه خلعة الكمال
ويخاطبه ويقضي حوائجه، وخادمه لطيائيل عليه السّلام، يأتي للذاكر بحسب اجتهاده.
ومن خواصه للضالة والآبق
يكتب ويوضع في المكان، ويتلوه عدده ويقول: اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمعني
على كذا وكذا، فإنه يحصل له ذلك. وإذا أردت الجمع بين اثنين في خير مثل ملك غضب على
عبده، أو رجل على زوجته، فاكتب له الاسم بحسب ما يليق، ولا يخفاك بقية التصريف وهذه
صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت جامع الموجودات بعضها على بعض، وجميع حالاتها في
الإبرام والغضب، منعت الأشياء عن مقاصدها بالأمر القاهر، وأوصلت بعضها لبعض بالرحمة
والحظ، أسألك اللهم بمرادك من منع الأشياء أن تقطع عني كل قاطع يقطعني عنك ويحجبني
منك يا الله يا جامع، أسألك أن تجمع علي إدراكاتي وذاتي بالسلامة القدسية وتتحلى على
روحي دوام حفظك، ووفقني لخدمتك وحضوري بين يديك إنك أنت الله الجامع لكل خير لا إله
إلا أنت. ما من عبد لازم على هذا الذكر، إلا جمع الله له بين خيري الدنيا والآخرة.
فصل في اسميه تعالى الغني
المغني
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الغني هو الذي لا يحتاج إلى غيره في شيء، لا في ذاته ولا في صفاته، ولا اتفاق له
بغيره بل يكون منزها عن العلائق، فمن تعلقت ذات أوصافه بأمر خارج يتوقف عليه وجوده
وإكماله فهو فقير محتاج إلى الكشف، ولا يتصور ذلك إلا لله تعالى، والله تعالى هو الغني
المطلق، وبغناه يصير من شاء غنيا، والغنى عن الناس يحتاج إلى المغني، فهذا يكون غنيا
أي مستغن عن غير الله تعالى، بأن يمده بما يحتاج إليه، بأن يقطع عنه أصل الحاجة. والمغني
الحقيقي هو الذي لا حاجة له إلى أحد من الخلق أصلا، والذي يحتاج ومعه ما يحتاج إليه،
فهو غني مجازا، وهو غاية ما يدخل في الإمكان في حق غير الله تعالى، فأما إن فقد الحاجة
فلا، ولكن إذا لم تبق الحاجة إلى الله تعالى لأنه هو المسمى بالغني قال تعالى: واللهُ
هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ والفقير ما سوى الله تعالى، وهو الغني عن العالمين،
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس. ألا ترى أن التاجر عنده من المال ما
يكفيه طول عمره. وما عنده في نفسه شيء من الغنى، بل هو من الفقر إلى غاية الحاجة، ويطلب
الزيادة في ماله، ولو كان فيها هلاك نفسه. وأعلى درجة الغنى الإكتفاء بالموجود فلا
غنى إلا غنى النفس، ولا غنيّ إلا من أعطاه الله تعالى غنى النفس، وقد يكون الإنسان
فقيرا جدا، وعند الناس متجملا غنيا، قال تعالى: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ
مِنَ التَّعَفُّفِ، وأما الإنسان الحيواني الذي لا معرفة له بربه، فهو فقير إلى العالم،
ويدعى بينهم فقيرا. والمتقرب إلى الله تعالى بهذين الإسمين، يكون خالي الفكرة، غني
النفس صاحب هيبة ووقار، ولهما خلوة جليلة القدر، وأنت مخير، إن شئت تلوت كل اسم على
حدة، وإن شئت تلوت الاسمين، فإن الملك القائم بهما يهبط، وخادم اسمه الغني عطيائيل
عليه السّلام واسمه المغني حفطيائيل عليه السّلام ويأتون للذاكر ويقضون حاجته. واعلم
أن هذين الاسمين لكل اسم مربع، عشرة في عشرة، فالمربع الأول بحرف التشديد، والمربع
الثاني بغير تشديد، ومن خواص اسمه الغني لعطف القلوب، ويكتب في طالع سعيد، وحوله اسم
الملك القائم ويحمله إنسان، فإن الله تعالى يعطف عليه قلب من احتاج إليه. وإذا حمله
من تعسرت عليه معيشته، فإن الله يبارك له في رزقه، وينال الغنى الأكبر. وإذا كتب هذا
المربع في ذهب أو فضة في طالع سعيد وحمله ملك أو حاكم، نفذت كلمته في رعيته، وإن كان
فقيرا وتلا هذين الاسمين أغناه الله تعالى. وإذا كتب ووضع في صندوق بارك الله تعالى
فيه. وإذا حمله العاصي فإن الله تعالى يهديه ويوفقه للعمل الصالح ويغلق عنه أبواب الشر.
والله الموفق وهذه صورته كما ترى:
وأما اسمه تعالى المغني،
فله مربع عشرة في مثلها، وهو يكتب للمحبة والقبول لجميع الناس.
وإذا كتب في رق طاهر وحمله،
فإن الله تعالى يعطيه غنى النفس ويسهل عليه الأمور. وهذا الوفق يكتب
فصل في اسمه تعالى المانع
لكل ما تريد، وهو من الأسرار
المخزونة والأنوار المكنونة وهذه صورته كما ترى:
وأما الذكر القائم بهذين
الاسمين الشريفين فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الغني في وحدانيتك بالذات،
المنفرد في تنزيه النعوت والصفات، المغني عن التحقيق في الأزل والأبد، الأحد الفرد
الصمد، أسألك بغنى ذاتك وتنزه صفاتك، أن تكشف لي عن أحوال المحدثات، وأن تغني ذاتي
بالتوحيد إلى ذاتك، وتطهر صفاتي بتنزه صفاتك يا غني، اللهم أنت الغني أغنيت من شئت
من عبادك بالعرض الفاني، وأغنيت من شئت بالبقاء بلذيذ المعاني، أغنيت أهل الدنيا بوجود
المال، وأغنيت أهل الآخرة بحسن التوجه بالتوحيد إليك والنوازل في المآل، وأن تغنيني
بغناك في كل أوان، يا الله يا آخر يا ظاهر يا باطن، يا مغني يا ذا الجلال والإكرام،
يا رحمن يا رحيم. ما من عبد لازم على هذا الذكر، إلا أغناه الله تعالى عن خلقه، وأعطاه
القناعة التامة.
فصل في اسمه تعالى المانع
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن المانع هو الذي يرد أسباب الهلاك والنقصان في الأديان والأبدان بما يخالفه من الأسباب
المعدة للحفظ، ومن فهم معنى الحفيظ، فهم معنى المانع، وأن منع إضافته إلى السبب المهلك
والحفظ إضافة إلى المحسوس عن الهلاك وهو المقصود المنع، وغايته أن المنع إيراد الحفظ،
والحفظ إيراد المنع، وكل حافظ مانع، وليس كل مانع حافظ إلا إذا كان مانعا مطلقا لجميع
الأسباب المهلكة، وهذا الاسم هو الاسم الأعظم في بعض الروايات، وفيه ثلاثة حروف منه،
ولهذا الاسم خلوة جليلة، وخادمه فنيائيل عليه السّلام، وهو من الملائكة الموكلين بأصل
القبضتين، ويمنعون أهل النار من دخول الجنة، وأهل الجنة من دخول النار، ويمنعون مخالطة
الكفرة بأهل الإيمان، وله مثلث جليل القدر عظيم النفع، وهذه صورته كما ترى:
ومن خواصه لمنع الهواء والمطر
عن أيّ مكان أردت، يكتب ويعلق فيه، ويتلوه عدده، فإنه يكون ذلك، ويتصرف به على طريق
أهل الأسرار وأهل المعرفة من أهل الأنوار من
فصل في اسميه تعالى
الضارّ النافع
المنع بين المتضادات، ولا
يمكن التصريح بأكثر من هذا. ومن كان له عدو، وأراد أن يمنعه الله منه، فليلازم على
ذكره، فإن الله تعالى يمنع عنه عدوه ويكفيه شره.
فصل في اسميه تعالى الضارّ
النافع
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الضار والنافع هو الذي يصدر منه الخير والشرّ والنفع والضر، وكل ذلك منسوب إلى الله
تعالى، إما بواسطة الملائكة والإنس والجمادات، أو بغير واسطة، فلا تظن أن السم يقتل
ويضر بنفسه، وأن الملك والإنسان والشيطان، أو شيء من المخلوقات، أو الكواكب أو غيرها،
يقدم خيرا أو شرا أو ضرا بنفسه، بل ذلك أسباب مسخرة لا يصدر عنها إلا ما سخرت له، وإذا
حمل ذلك بالإضافة إلى القدرة الأزلية، كالقلم بالإضافة إلى الكاتب في اعتقاد العامة،
وأن الإنسان إذا وقع في كرامة أو عقوبة لم يضره ذلك، ولا ينفعه من القلم بل من الذي
القلم مسخر له، وكذلك سائر الوسائط، وأكبر دليل قصة إبراهيم عليه السّلام أولا بأن
السكين لا تقطع بنفسها في ولده إسماعيل، وهذا اعتقاد العامي، وأنه يعلم أن القلم مسخر
للكاتب، والعارف يعلم أنه مسخر في يد الله تعالى وهو يد الكاتب، فكلما كتبه الكاتب
فهو مكتوب لله تعالى قال تعالى: واللهُ خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ، وخلق الله القدرة
الداعية الجارية، وصدر منه حركة الأصابع، فإذا عرفت هذه الرقائق تمت معرفتك، وأن تشهد
في كل ذرة من ذرات الموجودات. ولاسمه الضار خلوة جليلة، وخادمه صرفيائيل عليه السّلام،
والمتخلق بهذا الاسم يدفع الله على يده الضرورات، وله فعل خاص لمن تدبره وأراد به ضرر
أحد فإنه يكون ذلك وأما اسمه تعالى النافع فهو اسم عظيم وخادمه فنيائيل عليه السّلام.
ومن كتب الاسمين الشريفين على فضة وحمله، فإنه ينجو من جميع الآفات، وفيه نفع عظيم،
كما أن اسمه الضار له ضر عظيم في الأعمال المهلكة على طريق أهل التكسير، النافع فيه
نفع عظيم لجلب الخيرات مثل المطر وجلب الرزق، والمنفعة تكتبه بحسب ما يليق به من الأعمال،
ويكتب له للمحبة والقبول على خاتم فضة في طالع سعيد ويحمله يحصل المطلوب وهذه صورته:
وأما الذكر القائم بهذين
الاسمين الشريفين فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الضار النافع أوجدت ما شئت
من الخلق والعباد، والمجموع من الأزواج والأفراد، وجعلت في كل منهما نفعا وضرا على
ما سبق من المراد، فما فيهما نفع إلا إذا شئت وما فيهما ضرر إلاّ إذا أردت ألا وهي
أسباب قدرتك مسخرة الأقلام المسطرة، أسألك بما في علمك المحيط القديم من الأمر الجلي
والخفي من المراد والقضاء والنفع والضر، أن تعطيني نفع كل شيء، وأن تيسر لي أسباب الطاعات
بما يوصلني بها إلى الوصلات، يا كاشف الشدائد والكربات، يا ذا الفضل والإحسان والكرامات
يا الله يا ضار يا نافع.
فصل في اسمه تعالى
النور
فصل في اسمه تعالى النور
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن النور، الظاهر الذي ظهر كل الظهور، فإن الظاهر في نفسه المظهر لغيره سمي نورا، ولما
قابل الوجود بالعدم كان لا يشكل لظهور الوجود، إذ لا ظلام أظلم من العدم، وفي الوجود
نور فائض على ذات الوجود من نور ذاتها وأسماء صفاتها وحقيقة أفعالها فهو نور السموات
والأرض إذ فيهن نوره على السموات وما فيها. واعلم أن النور على قسمين: حسي ومعنوي،
والمحسوس نور البصر وقد أودع الله فيه الاعتبار كما أودع لذوي البصائر في أعين قلوبهم
سر التدبير والاعتبار، فيظهر على حاسة البصر، وذلك سر اقتدار النور السائل نور العليم،
وهو الذي لا يقوم حقائق العالم إلا بسلوك المعلوم من أي جهة كان على أي نوع كان سلوكا
عقليا أو شرعيا، وحقيقة ظهور الحكمة وشهود العبودية كتنزيه الربوبية، ونوره ينقسم إلى
ثمانية أقسام، نور القلب ونور الإيمان ونور النفس ونور الروح، ونور العقل ونور السر
ونور القلب ونور الكشف، فهذه ثمانية أنوار، ولكل نور من هذه الأنوار سر غير شيء إذ
هي كلها حقائق عرشية، ومنها سر الثمانية الذين يحملون العرش في قوله تعالى: ويَحْمِلُ
عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ وهم حاملون عرش الرحمن، فنور القلب
مستمد من نور الإيمان، كما أن الإيمان من نور الصفات، فمن فاض عليه النور الإيماني
قبل التكاليف الشرعية والأوامر الشهودية ومنها لقوله والمنصرين وهم المتوسمون الذين
ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
وإذا قابلت عيون قلوبهم النور الإيماني كشف الله لهم علم الملك جملة وتفصيلا، ثم يدركون
عالم تركيبهم وما أودع الله تعالى في أطوارهم، فكل ذرة فيه على اختلاف أنواعها، فيرون
كل ذرة منها نورا في العين الحق، وهي الحقيقة قائمة بنور من أنوار الله تعالى، وهي
نور إقامتها بنور الموصل إلى نور، فهذا يقرب عنها حركة البعض والقرب من الأرض، بل يرون
باسمه النور احتراق الجدران كان احتراق النور الشمس، وهذا يرى في قلبه وجسمه نورا،
ونور النفس من نور الروح، فمن استقامت نفسه على التركيبة بالطاعة والطهارة من ظلمات
الطبائع وكدورات العادات حتى يقابل نورها نور الروح من الله تعالى باستغراق الشهود
في الجنة، وهذا الذي يكشف الله له نفسه وروحه بنور من أنوار حقائق العلم الجبروتي الذي
هو لطيفها من عالم الملك والملكوت يكفي في أسرار الروح والنفوس التي يغلب إلى عالم
الآخرة، ويشهد لطائف تصريف الله تعالى في الموجودات بأطوار الملائكة الكرام على اختلاف
أنواعهم في صعود الكلم الطيب الذي هو ذكر الله تعالى من قوله: الذاكرين نور يطلع، ومنه
الحال والاستقرار، ونور العقل من نور سر، فمن استقام عقله على معرفته دعا ربه وخالقه،
وسقط من سواه حتى ينظر بوجه السر، ويشاهد عجائب الملكوتيات، وكيف ربط العالم علوية
وسفلية، وجزئيه وكليه بالكلمة الواحدة، درج دون درج، وحقيقة دون حقيقة، فرآه على الجملة
من حيث الكرم وعلى التفصيل من حيث الحكم، ونور السر من نور القرآن، فمن ظهر سره من
ملاحظة الأعيان بتوسط الألوان، والغنا عن الخلق الذي هو حد الأكوان بالحقيقة التي أبرزها
الله تعالى في القرآن، فيتلقى من أنوار التحقيق وحقائق المعارف وأنوار التجليات
فصل في اسمه تعالى
الهادي
هذا النور الذي يسبح في أنوار
القرآن، ويستخرج منه اللؤلؤ والمرجان، ويسبح في بحار التيه، فيخرج منه الجوهر والعقيان،
ونور القرآن هو نور الله تعالى، وهو الكشف الأعلى قال تعالى: وأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ
نُورًا مُبِينًا. والمتقرب إلى الله تعالى بهذا يجلو مرآة قلبه بأنوار الأذكار، وقراءة
القرآن، وأن يتلو قوله تعالى: اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ الآية، ويلزم الصوم،
ويأكل من المباح الحلال، ويترك المألوفات، ويلازم الطهارة الذاتية وهي الوضوء، ومراعاة
الأوقات، ورياضة خمسين يوما، فإذا فعل رأى النور وهو يخرج من فيه عند تلاوة القرآن،
وينتقل نظره إلى العرش والكرسي، ويشاهد الأنوار الجمالية، ويكشف له عن سائر العوالم
والأطوار في العلويات. ومن نور الكشف ما في قصة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كيف
كشف له عن المدينة إلى نهاوند حيث قال: يا سارية الجبل. وإليه صلى الله عليه وسلم لما
وصف الجنة والنار وذلك في حائط بني النجار، والأرض التي يبلغها ملك أمته. ولهذا الاسم
خلوة جليلة القدر، فإذا تلاه السالك مع قوله تعالى: اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ
الآية، فإن خادمه رهيائيل عليه السّلام ينزل عليه ويراه في النوم واليقظة بحسب اجتهاده.
ومن خواص هذا الاسم تنوير القلوب، فإذا كتب على خاتم من ذهب أو فضة وتلا عليه الاسم
عدده وحمله، كان هو الاسم الأعظم في حقه يفعل به ما شاء، ورأى من الهيبة والوقار ونفوذ
الكلمة ما لا يدخل تحت حصر وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت النور نورت السموات والأرض بنور هدايتك بالغيب في
ذواتهم على توحيدك ومعرفتك، فأنت النور المبين الهادي القوي المتين، ونورك ليس له شبيه
في العالمين، ذاتك الوجود المحقق الذي ليس له كيفية المتماثلين، اللهم نورني بنور صفاتك
النورانية، وذاتك القدسية عن التقديس والتنزيه والكيفية، وعلمك المحيط بالدقائق والموجودات
أن تظهر في فؤادي من نورك ما تزيل به عين الظلمات الكونية ونورا يزيل عني من الحجب
البشرية، ويذهب عني الإرادات الإنسانية لتفني به وجودي في وجود ذاتك وهداية نورانية
إنك أنت الله النور، نورني يا نور، اللهم نورني بنورك، اللهم اجعل لي نورا في قلبي،
ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في عظمي، ونورا في شعري، ونورا في بشري، ونورا
عن يميني، ونورا عن يساري، ونورا من فوقي، ونورا من تحتي، ونورا يحتاط بي يا نور النور
اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ الآية، ما من عبد لازم على هذا الذكر، إلا نوّر
الله تعالى ظاهره وباطنه، ويسر له رزقه، وفتح عليه بالخير ظاهرا وباطنا، والله على
كل شيء قدير.
فصل في اسمه تعالى الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الهادي هو الذي فطر الذر وهدى إلى معرفة ذاته حتى أجيبت الدعوة وشهدت القسمة، وذلك
ما ذكر في كتابه العزيز، أنه أضاف الهدى إليه بقوله تعالى: إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ.
ومن سلك طريقا إليه فقد هدى واهتدى، والحق تعالى أبرز الوجود في النشأة الأولى
فصل في اسمه تعالى
البديع
من القدم وقسمهم قسمين فَرِيقٌ
فِي الْجَنَّةِ وفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ وقسمهم نصفين: نصف لأهل اليمين، ونصف لأهل
اليسار، وكل واحدة منهما مائلة إلى نشأة، والشاهد في ذلك قوله تعالى: فَهَدَى اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا للإجابة بالتوحيد، وأهل الكفر لإجابة الإضطرار من حيث وجودهم إلى
أن يهدي الله المؤمنين هو الحقيقي، وإطلاق الهدى إلى المعبودين مجاز، بل هو في أصل
الحقيقة هداهم إلى أصل يسلكونه، وكل ذلك من غير سابقة أبعدتهم، ولا حقيقة طردتهم، وإنما
ذلك هو قضاؤه وقدره، ومشيئته مبرأة أحكامه عن الجور، وأقداره عن الزلل لا يُسْئَلُ
عَمّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْئَلُونَ. والمتقرب إلى الله تعالى بهذا الاسم يكون متأهبا
للأعمال بنور الهداية، وتلاوة الاسم الشريف، ويضيف إليه اسمه: البديع، ويذكر الاسم
عدده، فإن خادمه اطيائيل عليه السّلام ينزل على الذاكر، وله زجل بالتسبيح حتى يأتي
إلى السالك في نوم أو يقظة، وهو إذا تخلق فيه السالك كان مظهر الهداية، ولا يمكن التصريح
بأكثر من هذا. وهذا الاسم ينفع لهداية القلوب، وإلى بليد الذهن يكتب ويسقى له فإن الله
تعالى يفتق ذهنه وهذه صورته:
وإذا كتب مع الذكر القائم
به، وعلق على صاحب السوداء والمالخولية، فإنها تسكن بإذن الله تعالى. وأما الذكر القائم
به فتقول: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الهادي لكل مخلوق لمعرفة ما لا يدركه من
قضاء حاجته من الإقدام عليك، والتقرب منه في مورده وتقلباته، هديت العالمين من الناس
بدلائل إتقان صنع المخلوقات، وهديت العاصي إلى معرفتك، وأظهرت لهم من لطائف الكرامات،
وهديت الأطفال في صغرهم إلى الإرتضاع، والطير إلى الإلتقاط في البقاع، وهادي النحل،
وكل ذي روح إلى صلاح حاله والانتفاع، أسألك أن تزيدني من حسن التوفيق مما تكمل به الهدى،
وتجعلني من أتباع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. ما من عبد لازم على هذا الذكر، إلا
هدى الله قلبه ووفقه للعمل الخالص الصالح بمنه وكرمه.
فصل في اسمه تعالى البديع
بسم الله الرحمن الرحيم.
اعلم أن البديع هو البديع في ذاته، ولا يماثله أحد في صفاته، ولا في حكم من أحكامه
وأمر من أوامره فهو البديع المطلق، وليس ذلك إلا الله تعالى، وإنه وإن كان كل شيء من
ذلك مقهورا فليس ببديع مطلق قال تعالى: بَدِيعُ السَّماواتِ والْأَرْضِ أَنّى يَكُونُ
لَهُ وَلَدٌ. والمتقرب بهذا الاسم يشهد مصنوعات الله تعالى بلطف التدبير وبعين الاعتبار،
وتكون أوقاته موزعة على خمسة أقسام: الأول العقل، وحقيقة بلوغ العلوم العلوية، والحكمة،
ولطائف الوهبية، والأسرار الحقيقة إلى أن يحصل له كشف في مسلكه أو أكثر من ذلك. الثاني:
وقت الروح يتلو فيه كلام الله تعالى مع تفكر وتدبر ما أودع الله تعالى من الخواطر فيه،
ومن العجائب في عمق بحره. والثالث: وقت اليقين وهو لزوم الطهارة، والذكر باسمه بَدِيعُ
السَّماواتِ والْأَرْضِ الآية إلى أن يظهر له عالم الملك والملكوت.
الرابع: وقت القلب وهو التثبيت
على معنى الخواطر إلى أن يتولاها أمرها. الخامس: وقت الجسم بأنواع
فصل في اسمه تعالى
الباقي
العبادات والرياضة والقربات
إلى أن يتم له ذلك، وذاكر هذا الاسم يتلوه بياء النداء عدد بسائطه، وخادمه حفيائيل
عليه السّلام يأتي للذاكر في النوم واليقظة، ويكشف له عن أسرار المخلوقات. ومن أكثر
ذكره من ملك أو متول، عزل من منصبه رده الله إليه، وله مربع عظيم الشأن ينفع لحفظ الأمتعة
إذا كتب عليها. وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت بديع السموات والأرض، ومبدع جميع المخلوقات علويها
وسفليها، خالقها أنموذجا بغير مثال، واخترعتهم بلا معين ولا شريك ولا دليل وعماد، أسألك
اللهم بقوتك على اختراع أنواعها، واصطناعها وتأليف ذواتها وبيان أوصافها وتصور صورها،
وما أوجدت في أكنافها أن تكشف عن قلبي ظلمات الكثائف، وتبدع في فؤادي أنوار المعارف،
وتودع في سري من أنوارك المقدسة أصناف اللطائف، إنك أنت الله بديع الصنع. ما من عبد
لازم على هذا الذكر، إلا فتح الله تعالى عين قلبه، ووفقه إلى معرفة الإبداع.
فصل في اسمه تعالى الباقي
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الباقي هو الذي لا ينقطع وجوده أبدا، وهو واجب الوجود لذاته، ولكنه إذا أضيف إلى
الذهن كان أتم للإستقبال فيسمى باقيا، وإذا أضيف إلى الماضي يسمى قديما، والباقي هو
الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الماضي، ويعبر عنه أنه أول وأنه أزلي، والواجب الوجود
بذاته يتضمن جميع ذلك، وإنما هذه بحسب إضافتها إلى الماضي والمستقبل والمتغيرات لأنها
عبارات عن الزمان، ولا يدخل إلا في التغيير والحركة، لأن الحركة بذاتها تنقسم إلى ماض
ومستقبل، والمتغير يدخل في الزمان. أما بواسطة التغير فمن أخل التغيير بالحركة فليس
في زمان، وليس فيه ماض ومستقبل، فلا يتصل فيه القدم على القائل بالماضي والمستقبل،
وفيه أمور مستوجبة في وقت لا بد فيه، ويحدث شيئا بعد شيء حتى ينقسم إلى ماض قد مضى
وانقطع، وإلى مستقبل وهو ما يتوقع تجدده، ولا انقضاء ولا زمان، فكيف وهو الحق تعالى
قبل الزمان لم يتغير من ذاته شيء قبل خلق الزمان، ولم يكن للزمان عليه جريان، ويبقى
بعد الزمان على ما هو عليه، ولهذا أبعد من قال: إن البقاء صفة زائدة عن ذات الباقي،
وأبعد من قال: البقاء وصف زائد على ذات القديم. وناهيك ببرهان على فساد ما ألهمه بالتزام
الحظ في إبقاء البقاء، وبقاء الصفات. وليس للسالك في هذا الاسم تخلق، بل يعلم أنه فان
في نفسه، وأن يتلوه في خلوته عند هجوم الأرواح هو واسمه: الثابت. ولهذا الاسم الشريف
خلوة جليلة، وخادمه عطيائيل عليه السّلام ينزل على الذاكر ويعطيه ما يريد، فيصير إذا
وضع يده على مريض برئ لوقته، وهو من أذكار الأبدال، وله مربع جليل القدر، فمن كتبه
وحمله ووافق اسمه، يكون اسما أعظم في حقه، يفعل به ما يشاء والله الموفق، وهذه صورته
كما ترى:
فصل في اسمه تعالى الوارث
فصل في اسمه تعالى
الرشيد
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الباقي فلا انتهاء لوجودك، وأنت الصمد القيوم الأزلي،
وأنت الحي الباقي في الأزل بعد زوال الأسباب والعلل، اللهم إني أسألك بحياتك التي لا
تموت أبدا، وببقائك الذي لا ينقضي ولا يفنى، وبعلمك المحيط بكل شيء، وبقدرتك على حياة
كل شيء، أن تحيي قلبي برفع الحجاب لأتنعم بحياتك أبدا، وألق عليّ تلك الحياة مبتهجا
سرمدا غاية المقصود والمنال، يا منتهى الآمال يا ذا البقاء، يا ذا الجلال والإكرام،
أنت الله الباقي لا إله إلا أنت. ما من عبد لازم على هذا الذكر، إلا فتح الله تعالى
عليه أبواب الخير والمسرات في العلويات.
فصل في اسمه تعالى الوارث
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الوارث هو الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاّك وذلك هو الله تعالى، إذ هو الباقي
بعد فناء الخلائق أجمعين، وإليه مرجع كل شيء ومصيره، وهو القائل إذ ذاك:
لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ
فيجيب نفسه فيقول: لله الْواحِدِ الْقَهّارِ بحيث ظن الأكثرون ظنونا لأنفسهم مالكا
وملكا، فكشف لهم في ذلك ليروا حق اليقين، وهي حقيقة ما يكشف لهم في ذلك بحسب الأمور
والتصاوير فافهم ذلك، وقد أوضحناه في كتابنا المسمى بالمقصد الأسنى في شرح أسماء الله
الحسنى فانظره هناك تجده. ولهذا الاسم تصريف في أخذ المناصب والمراتب، وله خلوة جليلة،
وتلاوته عدده، وخادمه درديائيل عليه السّلام ينزل على الذاكر في النوم أو اليقظة ويقضي
حاجته وما يريد، ويفتح الله له أبواب المسرات في الحكم الإلهية والله الموفق، وهذه
صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الوارث الذي ترث كل شيء من الأرزاق والأملاك والبحار
والسموات والأفلاك وإليك يرجع الأمر كله يا حي، أنت الحي الباقي، أسألك بتقديس أسمائك
وصفاتك وأحديتك وثبوت ذاتك، أن تجعلني من الوارثين لحقائق أسرارك المستضيئين في الحياة
والممات بأنوارك، وأدم عليّ ذلك، وأسألك أن تسكنني في جوارك مع رسلك وأحبابك إنك أنت
الله الباقي الوارث. ما من عبد لازم على هذا الذكر، إلا أورثه الله تعالى كل ما يريد
من أقاربه وأهله، والله على كل شيء قدير.
فصل في اسمه تعالى الرشيد
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الرشيد هو الذي تساق إليه الأمور فيحسن تدبيراتها إلى غايتها على سنن واحد من غير
إشارة مشير ولا إرشاد مرشد، وليس ذلك إلا الله تعالى، وهو الذي أرشد الخلائق إلى هدايته
في تدبيراته إلى الصواب أو غيره في دينهم. ولهذا الاسم خلوة جليلة القدر، وتلاوته عدده
في الخلوة، فيصير بعد ذلك إذا وقع بصره على العاصي عمره وأرشده. وخادمه سرطيائيل عليه
السّلام يأتي للذاكر ويلهمه إلى رشده وله مربع جليل القدر يكتب ويحمل لمن هو مسرف على
نفسه، فإنه يرشد.
فصل في اسمه تعالى
الصبور
ويسقى لشارب الخمر أربعين
يوما، فإن الله تعالى يتوب عليه، ويوفقه للعمل الصالح والله الموفق. وهذه صورته:
وأما الذكر القائم به فتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم أنت الرشيد الذي ألهمت أهل طاعتك الرشد بالصواب والسداد،
وألهمت الذاكرين التوفيق بالإقبال والاعتماد عليك، أسألك يا من أعطى كل شيء خلقه من
الموجودات ودبره لما من شأنه من التدبيرات، أسألك أن تديم نظرك إلي بالتدبير والرشد
يا الله يا رشيد.
فصل في اسمه تعالى الصبور
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم
أن الصبور هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل يترك الأمور
بقدر معلوم، ويجريها على سنن معدود ولا يؤخرها عن أجلها المقدور، ولا يقدمها على أوقاتها،
ويودع كل شيء في أوانه على وجه ما اقتضاه من الحكمة الإلهية، وكل ذلك من غير مواساة،
ولا زيادة ولا نقصان وهو على أقسام: صبر الروح وهو التلقي لنعيم الجنان، وصبر القلب
على ما أودعه الله تعالى، وصبر العقل على ما يقتضيه الدليل من الأفعال، وصبر الجسم
على ما يقاسي من الأمراض والأسقام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صبر على
حمى يوم كانت كفارة سنة» وإن العبد لا يسمى صبورا لأنه مقهور عند العجلة، والحق تبارك
وتعالى منزه عن العجلة، ولم يكن أحد أصبر من الله تعالى، ينظر العاصين في معاصيهم وهو
قادر على إهلاكهم ولا يعذبهم بذلك في الدنيا بل يمهلهم، وهذا الاسم يقتضي معنى التواب
وهو الذي لا يؤاخذ بالذنب، وذلك لما ظهر من خوف سطوته وطمعا في رحمته، والعبد تارة
يتوب بالرغبة، وتارة يتوب بالرهبة، والتوبة هي الرجوع، ورجوع العبد إلى ربه امتثال
الطاعات وإقبالها، وذلك عود من الله تعالى إلى العبد ورحمة، وإن العبد إذا أذنب بطنت
الفكرة وحجب الإيمان، فإذا تاب رجع إلى الفكرة والنور الإلهي. واعلم أن التوبة على
قسمين: قسم أصلي وقسم فرعي، فأما القسم الفرعي: فهو ما دبّ إليه لينظر من عجائب الله
تعالى، والقسم الأصلي هي توبة الله عليك لتقابل توبتك لله تعالى توبة الله لك كما قال
تعالى: ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا فهذا هو القسم الأصلي، وأما القسم الفرعي
فقوله تعالى: وتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الآية، والذنوب
منها ظاهر ومنها باطن، وكذلك التوبة تنقسم إلى قسمين: قسم ظاهر وقسم باطن، فالقسم الظاهر
التوبة من الذنوب وهو ظاهر، وذلك مخالفات ظواهر الشرع بمجريات التقادير، فتوبته ترك
المخالفات واشتغال الجوارح بأنواع العبادات، وأما الذنوب الباطنة فللقلب ذنوب، وهي
الغفلة عن الذكر فلو صمت لسانه لم يصمت قلبه.
تنبيه: النفس ذنوبها القيام
بعالم الشهوة، فالمطلع للعادات وإلزام المألوفات، وتوبتها قطع علائق الدنيا، والأخذ
باليأس مع القناعة والتعفف، وأما العقل فذنوبه التطلع للكرامات، والاستغراق في
الفصل الأربعون: في
الأدعية المستجابة المدعو بها في سائر الأوقات
بحار المناجاة بأنواع. وفي
الأخبار أن موسى عليه السّلام أتاه سبعون حكيما يسألونه عن الجود الإلهي ما هو؟ فقال
عليه السّلام: أنا ما أعلم إلا ما علمني ربي، فلما جاءه جبريل عليه السّلام سأله عن
ذلك، فلما صعد جبريل عليه السّلام فقال: يا رب إن موسى سئل عن الجود الإلهي؟ فقال:
يا جبريل إن الجود الإلهي، أن يذنب العبد، ثم يتوب، ثم يذنب، ثم يتوب فقال: حكمي في
هذا العبد أن أغفر له ذنوبه، وأبدل مكان كل ذنب عمله حسنة. واعلم أن من تحقق بالتوبة
من القوم، هو الذي يتوب من القوم ويصلح ما خرج من الصالحين والعاصين، وهم على تلك الحالة
بحسب تمكينهم في التوبة الظاهرة والباطنة، كما حكي عن الجنيد في التوحيد. واعلم أن
التوبة هي الخروج عن كل خلق مذموم، والدخول في كل خلق محمود، ولا محمود إلا ما حمده
الشارع واستحسنه، فتارة يكون بانزعاج باطن من غير تذكر ولا معروف لأن الحق تعالى يجذبه
جذبة، ويستغرق في بحار الطاعات، فذلك التائب عليه. والمتقرب إلى الله تعالى بهذا الاسم
يكون صابرا على السراء والضراء، وليس لهذا الاسم ذكر مخصوص، وله مربع جليل القدر، نافع
لتصبير القلوب وحفظها، وإلى كل من أصابته مصيبة، فإذا كتب وسقي لمن أصيب بمصيبة كفقد
ولد أو مال، فإن الله تعالى يصلح حاله، ويصبر قلبه ويسهل عليه الأمور الصعاب وهذه صورته:
واعلم وفقنا الله وإياك لطاعته
أننا شرحنا الأسماء الحسنى التسعة والتسعين، كما ورد بها الخبر المتقدم ذكره، وقد ذكرنا
ما فيه الكفاية في كتابنا: علم الهدى وقبس الاهتداء، وشرحنا فيه الأسماء على غير هذا
الترتيب، وقد ذكرنا فيه كل اسم وخلوته وخادمه، وما يختص به على التحقيق وذلك على سبيل
الوقت والمناسبة كما قال بعضهم: إن هذا الأمر في نفسه عزيز المرام، صعب المنال، غامض
المدرك، فإنه في الذروة العليا، والمقصد الأسنى الذي يحير أولي النهى.
فائدة: لو شدت لها الرحال
لم تسمح بها الرجال، وقد سمحت بها وبغيرها في هذا الكتاب، وهي أن لله تعالى تسعة وتسعين
اسما، يتجلى في كل سنة باسم منها، فعلى هذا يكون للأسماء تسعمائة وتسعون من الهجرة
النبوية، بتسعمائة وتسعين دورا، والفاضل من الألف عشرة إلى تاريخ سنة اثنين وخمسين
سنة فتعد من الأسماء الحسنى إلى المميت، فيكون هو تمام ذلك، وتكون سنة ٥٣ القابلة،
يتجلى باسمه: الحي وهلم جرا، فإذا تجلى باسمه: القابض أو المميت، وقع الفناء في الخلائق،
وإذا تجلى باسمه: الرزاق والفتاح حصل الخير والربح والخصب الكثير، ولا يمكن التصريح
بأكثر من هذا الموضع والله الموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفصل الأربعون في الأدعية
المستجابة المدعو بها في سائر الأوقات
وأستفتح منها باسميه تعالى:
العليم الحكيم، فمن استدام ذكرهما يسر الله له ما يريد وفهم الحكمة والصنعة الإلهية.
وأما اسماه تعالى: القريب والخبير، فهو لمن أراد فتح باب المكاشفة والأسرار، وهو
من نسبة إسرافيل عليه السّلام
واسمه المبين يناسب جبرائيل، واسمه الهادي يناسب إسرافيل عليه السّلام، وأما اسماؤه
تعالى: الهادي الخبير المبين علام الغيوب، فمن ذكر هذه الأسماء تتلقى النبوة أسرارها،
والعارفون معارفها، فمن أراد معرفة عواقب الأمور يجوع ويسهر، ويذكر هذه الأسماء، ويقول
على رأس كل مائة اهدني يا هادي خبرني يا خبير بين لي يا مبين علمني يا علام الغيوب
ويسمي ما يريد وذلك في جوف الليل، فإذا أدركه النوم تمثل له ذلك في منامه من أي نوع
شاء كما أراد. ومن أراد التحكم في البلاد والطاعة، فليكثر دائما من اسمه: الهادي، ويتخذه
ذكرا، ويبسطه ويكسره مع اسم من أراد أن ينقاد إليه ويحكم فيه ويكون طوع يده كلما يريد،
وصفة التكسير هكذا: ا ي ل ع هق ا ف د ب ى، ثم يكسره مزجا إلى أن يخرج السطر الأول
آخرا، ويكتبه في رق طاهر د ع ي هب ا ل ها د ي، أو كاغذ ويترك السطر الأخير لأنه السطر
الأول يصير مكررا، ويبخره ببخور طيب ويحمله، ويكثر من ذكر اسمه الهادي في قيامه وقعوده،
وعلى رأس كل مائة يقول: يا هادي من استهدى اهد فلان بن فلانة واجعله طوع يدي ومكني
من ناصيته وقلبه، ويكون ذلك يوم الخميس أول ساعة، ويكتب هذا المربع في الوجه الثاني،
ويحمله يحصل المطلوب، وهذه صورته:
ويقرأ عليه هذا الدعاء تقول:
يا رب صفني من كدورات الأغيار صفاء من صفته يد عنايتك، وقربني إليك واحفظني من نقص
التكوين حتى ينجلي في مرآة قلبي ومس نفسي كل اسم انطبع في قوة جبريل عليه السّلام،
فأتقوى به على كشف ما في اللوح المحفوظ من أسرار أسمائك، ومجامع رسائلك إذ كل نفس امتدت
لها من رقائقها طرفها منه، والثاني لمن هي له، ومجامع هذه الرقائق في رقيقة الاسم الجبريلي
العالم العليم العلام، يا ذا الكرم الذي علم بالقلم فؤاد الوحي والإلهام والحديث والفهم،
يسري مني بنفحة منه في هذه الساعة إلى مثلها، الهي أنطقني بالرقيقة العظمى حتى أتلقى
منك ما لا تملأ به وجودي حتى أتلذذ بمصافاتك تلذذ جبريل برسالتك إنك أنت علام الغيوب
قَوْلُهُ الْحَقُّ ولَهُ الْمُلْكُ الآية، يا هادي يا رشيد يا علام الغيوب يا عالم
الخفيات يا الله يا رب العالمين. من دعا بهذا الدعاء ٢٥ مرة بعد صلاة ركعتين ألهم رشده
في عوالم الأمور، وهو الكبريت الأحمر فليس عليه، وتدبره تجده محكم اللفظ والنظم في
معناه، وهو اسم من أسماء الله تعالى العظيمة، لأن السر كله في سرعة الإجابة، ويناسبه
من آي القرآن العظيم قوله تعالى وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ. إلى قوله. مُبِينٍ وأما
اسمه الخبير فمن ذكره سبعة أيام متوالية، يأتيه الروحانية بكل خبر يريده من أخبار السنة،
وأخبار الملوك وأخبار الغائب.
وأما اسمه تعالى المبين:
فمن ذكره كل يوم ألف مرة في خلوة، على خلو معدة من الطعام، ويبخر ببخور طيب، فإن جميع
الأرواح تعطف عليه، فيألف منها ما أراد، ويترك ما أراد وذلك عند طلوع الشمس، واستقام
بدنه واعتدلت طبائعه وسمت روحه، ويحكم بأنواع الحكم التي لا يدركها غيره.
وهذه جملة من أسماء الله
تعالى: هو الله الذي لا إله إلا هو العليم علام الغيوب الحكيم الخبير
الحافظ الرقيب المبين الهادي،
وهي عشرة أسماء الذات، ولها سر عظيم في حفظ ما عسر عليك حفظه، وتزيد عليها قَوْلُهُ
الْحَقُّ ولَهُ الْمُلْكُ الآية، وهو ذكر للذين فتح عليهم باب من القرب في التوفيق
والمعارف فافهم ذلك، فإنه من استدام ذكره ألهم إلى علوم جليلة، ويخاطب من نفسه باللغات
من وحي الإلهام ويخاطبونه، ويستفيد علوما دقيقة، ويخاطبه الحيوان بمعنى يفهمه وفيه
تأثير عظيم في فهم المشكلات، والتلاوة في ساعة المشتري، لأن له من القول ذكر المنسيات
من العلوم وحفظ سائرها، وإذكار المودة القديمة، والحث على حفظها ورعايتها والتودد إلى
الحكماء، وأهل الخير والصنائع من الناس، وجمعهم على الخير، واحذر أن يكون القمر في
النحوس، فإن هذه الأسماء مناسبة لما ذكرنا، وفيها منبع العلوم، وأصول المعلومات عنها
ظهرت، ومنها تظهر كانبساط أسماء الغيوب في أصل المناجاة، من عمل بها واتخذها ذكرا،
فتح الله تعالى عليه، وسخر له العلم والفضل وأهله، وحصل له بها الكشف، ويعذب منطقه
ويصيب في النطق والحكمة، ويرى ذاكرها عند النوم ما يسأل عنه ويريد بيانه من الأشياء
التي يريد فعلها هل هي خير أو شر. فإذا أردت كشف سر من أسرار الحق من سائر العلوم الكشفية
وأجناسها، يسر الله له ذلك بملازمة الذاكر لها، ويحملها على الوجه الذي ذكرناه من نقش
أو كتابة مع ملازمة الذكر، فإن جميع الأذكار بالحضور والتكرار حتى تذكر معه عوالم ذلك
الذاكر، وليس يظهر ذلك في مرة أو مرتين بل بالملازمة، فإن كان ولا بد من أثر، ولكن
التكرار هو الأصل الذي عليه المعول.
ومن ذلك هذه اللطيفة الشريفة
في بث العلوم الجليلة وهي أصل الأشياء ومن عمل بها واتخذها ذكرا، فتح الله تعالى عليه،
وبورك له وسخر له أهل العلم والفضل، ويحصل له كشف أسرارها، وهي ستة أسماء: العليم الحكيم
الخبير المبين الهادي علام الغيوب، ويناسب ذلك وقت السحر الذي ينزل فيه أمر ربنا إلى
سماء الدنيا، فيقول هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه
سؤله، وأول الثلث الأخير الساعة التاسعة وهي منسوبة إلى القمر، وهذا دعاء خاص بصلاح
القلوب وفهم العلوم، من دعا به في الثلث الأخير من الليل، وتمادى عليه إلى طلوع الفجر
بعد الصلاة والاستغفار، ولذكر الله أكبر، ألهمه الله تعالى أسباب الخير كلها بأجمعها،
ومن كتبه وحمله، ظهرت عليه صفات الجمال وحسن الحال ما لم يعهده من نفسه قبل ذلك. ومن
سأل الله تعالى به ما يليق بصلاح حاله، وصلاح الأرواح والنفوس، وفهم العلوم وما تيسر
عليه من الولاية والإبتهال بالدين، إلا عجل الله له ذلك، ويظهر عليه من جميل الصفات
ما يسر به، والله يقضي بالحق وهو هذا الدعاء:
إلهي أسألك باسمك المكنون
الذي فصلت به فواصل التفصيل في الموجودين، فتفصل كل شيء تفصيلا أظهرت في تباينه كلمة
العدل فاختلفت اللغات، وظهرت الأسماء، وتقابلت الأفعال، وتنوعت الأنواع، وتجنست الأجناس،
وترتبت الأفلاك، وكل ما في فلك علم لك يسبحون، وبقهر عدلك يعتدلون، اقبض عني ظلم جسمي
إليك قبضا يسيرا وابسط علي نور عنايتك بسطا يسيرا، فأنت المتصرف المطلق، وأنا المتصرف
المقيد حتى أتلقى عنك بما في سر الأكوان معنى من معاني علمك فآنس
به في غربة الدنيا أنسا يغنيني
عن كل مؤنس، ويبقيني مع كل ما يؤثر به بين العوالم أجمعين حتى يتقرب إلى قلبي قوالب
الموجودات خاشعة أبصارها، وبصائرهم مضطرة إلى ذلك السر القهر، وكل موجود بين يدي شهودي
يسر معناه محكما فيه بحكمك الذي لا يرد ولا يدفع، إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، يا
قاضيا بالحق أنت الحق، وأسماؤك الحق، وأفعالك الحق، وعلمك الحق، وارتباط الكل بعلمك
الحق وليس إلا الحق، فحقق لي الحق من نسبة ما أفهم حتى أعلم ما لم أكن أعلم إنك أنت
علام الغيوب قَوْلُهُ الْحَقُّ ولَهُ الْمُلْكُ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ
وما فيه نفخ الروح من آيات القرآن يضيفها إليه، وذكر القدوس.
واعلم أن المريخ له قوة في
المغالبة والنصر وإلقاء العداوة وبسرعة حتى يكاد أعماله يزيد على قوى زحل وهي كثيرة
في الفساد، وله قوة الأمراض الحارة والرمد والنزيف، إذا عملت فيه فافهم ذلك.
ومن أسماء الله تعالى: القائم
الشهيد المحصي الحليم، فمن جمع الذكر إلى الآيات، وسأل الله تعالى بهما أي حاجة كانت،
قضيت في الوقت كائنة ما كانت، فاعرف قدر ما وصل إليك. وأما المحسن فله أسرار عجيبة،
ومن نقشه في الساعة الثانية من يوم الأحد في نحاس أحمر وطلب مقصده في أي شيء أراد،
بلغه في أسرع وقت وأقرب مدة وهذا دعاء عظيم له تأثير في السر والمهابة، فمن دعا به
في الثلث الأخير من الليل ستة عشر مرة بعد صلاة وحضور قلب، وخلو معدة من الطعام كساه
الله تعالى ثوب العزة ورداه برداء المهابة، وبه ينصر من لا ناصر له على الأعداء في
مقام التصريف، لا في مقام التوحيد، وهو يصلح لأرباب الملك، فمن داوم عليه، اتسع ملكه
ودامت سطوته، ويناسبه من آي القرآن الْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا الآية،
ومن الأسماء الحسنى: العزيز الجبار القهار، ويدعو به في ساعة المريخ، وهو هذا الدعاء
تقول: رب أوقفني موقف العزة والكمال، والبهجة والجلال حتى لا أجد في ذرة ولا رقيقة
إلا وقد غشاها من عز عزك ما يمنعها من الذل لغيرك، حتى أشاهد ذل من سواي لعزتي بك،
مؤيد برقيقة من الرعب يخضع لها كل شيطان مريد، وجبار عنيد، وأبقى على ذل العبودية في
العزة بقاء يبسط لسان الإعتزاف، ويقبض لسان الدعوى إنك أنت الله العزيز الجبار المتكبر
القهار، ويناسبه من آي القرآن قوله تعالى وقُلِ الْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ
وَلَدًا الآية.
فمن دعا به في هذه الساعة
١٦ مرة بعد صلاة وحضور قلب، وخلوّ معدة نصره الله على أعدائه، وهذه جملة من أسماء الله
للهيبة والعظمة وقهر الأعداء وإلقاء الرعب في قلوبهم وهزم الأضداد، ولها أفعال في سائر
الخلق، وتوجب التواضع لقائها وحاملها، ولها تأثير في جمع المتفرق، وتفريق المجتمع،
وجيوش الأعداء والظلمة وأهل البغي، ويدفع الله عن حاملها وقارئها شر الحيوانات المؤذية،
وتليين القلوب القاسية، وتصلح لحمل الأشياء الثقيلة، ولبس العدد في الحرب، فإن حاملها
لا يحس بثقل شيء، وذاكرها من الملوك تهابه سائر جيوشه، ويخافه كل شيء من الخلق، ويرى
في نفسه تواضعا لله، وما ذكره حقير إلا ارتفع قدره، ولا ذليل إلا عز، ولا ضعيف إلا
قوي، ولا من ضعفت قوته من الكبر إلا قويت همته، ولا يدعو بها أحد على ظالم أو طاغ أو
باغ في احتراق الشهر في الساعة التاسعة ليلة
الخميس أو ساعة المريخ، فإنه
يرى فيه ما يسره، وإذا دعا به على ظالم في يوم حار في بيت مظلم مجموع الحواس قاعدا
على الأرض من غير حائل، لأن هذه حالة العبد الذليل بين يدي الجليل، فينجع عملك، وتضيف
إلى الجملة الأسماء وهي: الضار المذل المؤخر المنتقم وتقول في آخر دعائك: اللهم يا
شديد خذ حقي ممن ظلمني واعتدى علي وكف شره عن الخلق، وتقول اللهم أهلكه إن كان يضر
الخلق، فإنه يؤخذ عاجلا، فاتق الله، وإن شئت تقول: اللهم يا شديد خذ حقي منه، واقصم
ظهره، واقطع دابره وأثره واكفني شره، وهي هذه الأسماء الثلاثة عشر: هو الله الذي لا
إله إلا هو، القادر المقتدر العزيز الجبار المتكبر ذو الجلال والإكرام القوي القائم
المتين الشديد القاهر القهار ذو البطش الشديد.
فأما اسماه تعالى: القادر
المقتدر، من نقشهما على فضة وحملهما، وأكثر من ذكرهما، غلب بهما سائر الموجودات، وكان
محبوبا في سائر أفعاله، ومن طبع بهما على موم أسود وأبقي في النار، فإن ذلك الموضع
لا يعمر. وأما أسماؤه تعالى: المقيت القوي القائم، من رسم تكسيرهم في فص خاتم من فضة،
وكتب حولهم دائرة إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ويبخره باصطرك أفريقي واذخر، فإن
لابسه إذا دخل على أحد أرهبه وأخافه، وإذا ألقى لهذا الخاتمة في دار جائر خربت وذهب
ملكه وبغضته رعيته.
وهذا صفة التكسير: ا ل ا
ل ا ل ع ح م ر ب ن ي ا ك ف ي ز. وأما أسماؤه تعالى: الجبار العزيز المتكبر لمن أراد
النصر على الأعداء، فليرسمها مكررة عددها، وهذا تكسيرها ا ل ا ل ا ل ع ح م ر ب ت ي
ا ك ر ر ب ر، واكتب حوله إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا إلى عَزِيزًا في يوم
الثلاثاء عند طلوع الشمس، وإن كان الطالع نحسا أو فيه المريخ فحسن، وبخره بالبرابخ
وهي عشبة النار ويحمله، فكل من رآه من الجيوش والأعداء انهزموا، وقد اتخذه سابور، وكان
يكسر به البرامكة في أيامه، فلما مات أوصى به لولده.
وأما اسمه تعالى: ذو الجلال
والإكرام، من داوم على ذكره إلى أن يغلب عليه منه حال، عظم في أعين الناس وتلقوه بالكرامة،
وله تصريف في الأرواح، وهو من بديع الأسماء ألا تسمع إلى قوله عليه السّلام ألظّوا
بيا ذا الجلال والإكرام، وقد ذكره الإمام محمد بن إدريس الرازي في كتابه الكبير الذي
استحسنه من خزانة هارون الرشيد، وهو الاسم الذي دعا به آصف بن برخيا الذي عنده علم
من الكتاب حين قال سليمان عليه السّلام أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها فقالَ الَّذِي
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ
طَرْفُكَ وكان الذي تكلم به: يا ذا الجلال والإكرام. وهو سريع الإجابة لما خص الله
به نبيه من جوامع الكلم، وهو اسم الله الأعظم لعموم بركته وسرعة إجابته فخص عليه السّلام
أمته بنصيحته وشفقته عليهم بذكره، والإلحاح به وبغيره من الأسماء، ويناسبه الثلث الأخير
من ليلة الثلاثاء، وهو من النفحات التي من تعرض لها، فتح له باب من القرب، فيفهم أسرار
الخواطر، والموافقة والحكمة الربانية، ويناسبه أيضا ما في الصحيحين من حديث الأعرابي
الذي قال: ربنا لك الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه ملء سمواتك وأرضك وملء ما شئت
من شيء بعد الحديث فقال عليه السّلام: من قال هذا؟ فقال الأعرابي: أنا يا رسول الله
فقال: لقد رأيت سبعين ملكا يكتبونها. ومن ذلك حديث زيد بن حارثة حين أراد الكردي قتله
وقال
له: يا زيد تهيأ للموت، فقال
له: أمهلني حتى أصلي ركعتين، فقال له: هيهات قد صلاها غيرك، فلم تفده، فتوضأ وصلى ركعتين،
ورفع يديه ووجهه إلى السماء، ودعا بهذا الدعاء الذي ارتعدت منه الملائكة، وهو اللهم
يا ودود ٣، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك
الذي ملأ أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء،
لا إله إلا أنت، يا غياث المستغيثين أغثني ٣، وبعد ذلك أقبل عليه الكردي، ورفع حربته
ليقتله وإذا بفارس يركض في الأرض وهو ينادي لا تقتله، فالتفت الكردي ورأى الفارس أقبل
عليه، وبيده حربته، فضربه بها ورماه عن دابته وقتله، وقال له: يا زيد لما دعوت المرة
الأولى نادى جبريل من لهذا الملهوف قلت: أنا وكنت في السماء السابعة، فلما دعوت الثانية
كنت في سماء الدنيا، فلما دعوت الثالثة جئتك وقتلته، واعلم يا زيد أنه لا يدعو بدعائك
أحد إلا استجيب له في الوقت، فلما رجع زيد إلى المدينة، وأخبر النبي صلى الله عليه
وسلم بذلك فقال: يا زيد لقد لقنك الله الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل
به أعطى.
ومن ذلك هذا الدعاء العظيم
من كتبه في كاغد أحمر وحمله، تسارعت إليه الخيرات من حيث لا يشعر، ومن دعا به في الثلث
الأخير من الليل إلى الفجر، وسأل الله أي حاجة قضيت، وإذا لازم عليه رأى نورا يخرج
من فيه يضيء حوله، ولا يسأل الله في تفريج هم أو غم، وقهر عدو وطيب عيش وكشف أمر، إلا
عجل الله له ذلك وهو: إلهي ما أسرع التكوين بكلمتك وأقرب الإنفعالات بأمرك، أسألك بما
أظهرت في العرش من سر نور اسمك العظيم العلي الأعلى الرفيع المجيد المحيط، فأنشأت ملائكتك
انتشاء مناسبا لتلك الحضرة، فكل منهم روح، وكل نفس من أرواحهم روح، وكل ذكر من أذكارهم
روح، وكل منهم أذهلته عظمة من تجليك في أسمائك، فانفعلت ذواتهم بتلك الأذكار، فهم ذاكرون
من الذهول، وذاهلون من الذكر، فذكرهم من حيث الاسم أنت أنت، ومن حيث الذهول هو هو،
ومن حيث العظمة آه آه، ومن حيث التجلي هاها، ومن حيث التسبيح سبحانك ما أعظم سلطانك
وأعزه، أحاط علمك وسبق تقديرك ونفذت إرادتك، وجهني وجهة مرضية من تصريف قدرتك في كل
عزم وإرادة وفكرة ومعرفة، أو فكرا ظاهرا وباطنا، فإن حضرتك لا تقبل الغير حتى يصدر
إلى أفعالك الأكوان، ومن فيهن واحدة الظهور من غير ستر، فالمقبل والمدبر مأخوذ من وصف
نفسه وإرادته، مقهور بباهر ما ظهر من لطفك يا ألطف اللطفاء وأرحم الرحماء والله أعلم
بغيبه وأحكم.
فصل: وهذه جملة من أسماء
الله وهي للهيبة والجبروت، وهي شطر من الأسماء العظام، وبها تنفعل الخلائق أجمعين خصوصا
تفريق المجتمع وجمع المتفرق، ومن دعا به رفع الله عنه شر كل مؤلم، ومن بغى عليه، أهلكه
الله تعالى، ويصلح أن يذكر بين يدي جبار وعظماء الخلائق وجبابرة الملوك، وذاكرها لا
يزال مكرما عند الجبابرة، ويرى من الهيبة والوقار ما لا يحصى، وهي هذه الأسماء: العزيز
القهار المقتدر القوي القائم ذو القوة المتين القوي الجبار المتكبر الشديد القاهر القهار
القائم. فالقائم والقيوم يحتمل أن يكونا فعلين، وأن يكونا ذاتين، فإذا كانا فعلين،
فمعناهما التدبير من قول العرب قام
بالأمر فهو قائم وقيوم اذا
دبره بقيامه عليه وإذا كانا ذاتين فمعناهما القائم بنفسه المستغني عن غيره، فهما من
أوصاف الذات، والفرق بين القائم والقيوم، أن القائم هو القائم على غيره برعايته لهم
وحفظه بدليل قوله تعالى أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وقوله
تعالى قائِمًا بِالْقِسْطِ أي قائما على خلقه، والقيوم هو الذي يقوم بنفسه ويحتاج إليه
كل شيء كافتقار المخلوقين إلى الخالق، فهذا هو الفرق بين القائم والقيوم، ووزنه فيعول
مشتق منه، والقائم وزنه فاعل من قام يقوم، لأن الله تعالى قائم بنفسه، ولمّا لم يكن
في الوجود قائم بنفسه سواه، وجب أن يكون غيره قائما بقدرته، وهو يحتاج إليه في إيجاده
وفي دوامه، فإذا ثبت له الصفات الذاتيات من العلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر،
فعلم أنه مدبر الخلق. وهذا دعاء عظيم تقول:
رب اغمسني في بحر هيبتك حتى
أمتزج بجميع كليتي ظاهرا وباطنا، حتى أخرج منه وفي وجهي شعاع من هيبتك يخطف أبصار الحاسدين
من الجن والإنس، فتعميهم وتمنعهم عن رمي سهام الحسد في قرطاس نعمتي، واحجبني عنهم بحجاب
النور الذي باطنه النور، وأسألك باسمك النور، وبوجهك النور، النور الذي أضاء به كل
نور، يا نور النور أسألك أن تحجبني بنور اسمك حجابا يمنعني من كل ظالم غاشم، وجبار
عنيد يحرسني من كل نقص يمازج مني جواهر أو عرضا إنك أنت نور الكل، ومنور الكل بنورك،
يا الله يا حق يا مبين، يا نور النور اللهُ نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ الآية. من
دعا به ٤٨ مرة على وضوء وصلاة ركعتين، رزقه الله تعالى الهيبة في قلوب الخلق، ويدعو
بما يتعلق بسؤال الهيبة وإقامة الكلمة وقهر الأعداء، وما يناسب هذا النمط، ويجانسه
من الأسماء والأذكار يحصل المطلوب. ومن قرأ هذا الدعاء والآية العدد المذكور في بيت
مظلم، وعيناه مغلوقتان، شاهد أنوارا عجيبة تملأ قلبه، وإن استدام ذلك تشكلت له في عوالم
الغيب، وهو ذكر يصلح لأهل الفهم وأرباب القلوب، وكاتبه وحامله تظهر له زيادة قوى في
نفسه وقهر عدوه وخصمه لأن من خاصة الشمس قهر الخصوم وعقد الألسنة والأمراض الحارة،
كالصفراء، ولها في تأليف القلوب عمل لا يكاد يزول ولا يتغير، فمن أمكنه أن يداوي به
العلل الكائنة في الرأس خصوصا من البرودة، وجد تأثير ذلك لوقته، ولسنا بصدد الاستقصاء
عن بيان كل شيء، والعاقل تكفيه الإشارة عن صريح العبارة، ومن كتب قوله تعالى اللهُ
نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ في الساعة المذكورة، وأمسكها عنده انشرح صدره لما يريد،
ووسع الله تعالى عليه رزقه وظهرت عليه قوة وهيبة، ويضم لها هذا الدعاء الذي للساعة
الثامنة منه، وهو هذا تقول:
الهي طلع على وجودي شمس شهودي
منك في الأكوان والألوان حتى أمشي بما أشهدتني من آفاق الملكوت فرحا مسرورا، وأكشف
فيه معنى كلمة التكوين فينفعل لي في كل مكوّن، وافتعاله بكلمتك الكلية باذنك الذي سخرت
لها وفي الوجود بلا ظلمة طبع إنك منور الكل بكلك، ومنور الأنوار بنورك الذي صدوره عن
اسمك النور والظاهر والحي القيوم، كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون. من
دعا بهذا الدعاء في هذه الساعة ٤٩ مرة، كساه الله تعالى نورا يجده في نفسه
وتيسر له المقسوم من الرزق،
وتسري كلمته في الأسباب سريانا عجيبا، ويكون ذلك على وضوء وطهارة وحضور قلب، وهو ذكر
لأرباب المكاشفة، فيثبت لهم ما يكاشفون به، ويناسبه من آي القرآن العظيم قوله تعالى
أَولَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ. إلى قوله.
داخِرُونَ. ومن الأسماء الحسنى: العلي العظيم الكبير، وقس على ذلك، ولا يمكن التصريح
بأكثر من هذا والله أعلم. وأما أسماؤه تعالى، العلي العظيم الكبير، فمن كسرهم ونقشهم
في خاتم من فضة من شمس، وكتب عليه دائرة ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ
الْعَظِيمُ فإن حاملها يكون أمينا، وكل من رآه أحبه ويطلب صحبته، وإن نظرت إليه عين
بسوء رجعت إلى صاحبها. وأما اسمه تعالى: الحفيظ إذا نقش وجمعت حروفه وكسرتها، فإن ذاكره
وحامله، لا يخاف من شيء ولا يعدو عليه لص، ويحفظ من المخاوف، ولو وقع في مواطن الخوف
سلم وسكن قلبه.
وهذه جملة من أسماء الله
تعالى: للغلبة ودفع الوساوس والهيبة والشهوة، ودفع المؤلم من الأمور العظام المهولة،
ويصلح للملوك وأرباب الدولة إذا لازموا ذكرها، ثبت الله ملكهم ودولتهم، ويملكون شهواتهم
وغضبهم، ويصلح لأهل السلوك، وفي هذه الجملة سر الجلال والهيبة، وغنى النفس، وطهارتها
من الرذائل وعلو الهمة، وفيه امتزاج من ذكر الملائكة، وكشف أسرار الولاية للأولياء،
ويوفقون لمعرفتها، وقد اجتمع في هذه الجملة سائر أسمائها، وتأثيرها وخواص حروفها، والاسم
الأعظم، وعددها ٢٢ اسما غير الأسماء الذاتية، وما فيها مكرر، وهي هذه: هو الله الذي
لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار الكبير المتعال، العلي
العظيم الجليل ذو الجلال والإكرام، المجيد الرفيع الغني المغني، الواحد الولي الحفيظ
المقدم المؤخر المعز. فأما اسماه تعالى: الملك القدوس لا يذكران عند ذي ملك إلا ذل،
ويصلح ذكرا للملوك يثبت الله ملكهم وقدرهم، ويصلح للسالك في خلوته. واسماه: القدوس
والقائم من أكثر من ذكرهما بعد نقشهما وحملهما، فإنه يسبق الخيل في المشي، وبخوره مقل
أزرق وقسط، وإن طبع به على شيء أو وضعه على رأسه، ذهبت أوجاعه. والقدوس مأخوذ من القدس
وهو الطهارة. وأما اسماه تعالى: العلي العظيم من نقشهما في خاتم ذهب، وبخره بعود وعنبر
وحمله معه، فكل من رآه أحبه، وقد كانت الملوك تتخذه من بعد السفاح إلى زماننا فيثبت
الله ملكهم ودولتهم. وأما اسماه تعالى: الكبير المتعال إذا رسما في رق بمسك وزعفران
وماء ورد وحمله إنسان، تهيأ له ما يريد من أحواله.
وهذه اللطيفة للهيبة والعظمة
والجبروت، وهي شطر من الاسم المخزون المكنون، وفيها دفع السموم والوسواس وغلبة الشهوة،
ودفع المؤلم من الأمور العظام، ولها وقت السحر من كل يوم، ولها نفع عظيم، وهي ثمانية
أسماء: الملك العلي العظيم الغني، المتعال ذو الجلال المهيمن الكبير. فاسم ذو الجلال
من أسماء التنزيه، وزيادة في التوحيد، وتقدم تصريفه، ومن كسر أسماءه تعالى: الباسط
والفتاح والجواد وحمله معه، لا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه وعظمه، وانبسط له قلبه، ويصلح
ذكرا لأرباب القبض وأهل الخلوات، فإنهم يجدون به انشراحا في خلواتهم، ومخاطبات بلغات
مختلفة بقدر
القبض، يعرف ذلك من كانت
له إحاطة بكشف أسرار الأسماء والدعوات. وهذا دعاء عظيم يدعى به في الساعة الثانية من
يوم الأحد وهي ساعة الزهرة، لأن الله تعالى خلق سبع سموات، وسبع دراري تجري في فلكها،
وسبع أرضين، وسبع أيام كل يوم ١٢ ساعة، فمن دعا به في هذه الساعة بعد صلاة ركعتين،
أذهب الله عن قلبه الحزن، وعن صدره الحرج والضيق، ونفى عنه كل هم وغم، ويدعو به المسجون
والمأسور، يفرج الله عنهم، وذلك بعد صلاة ودعاء، ويناسبه من آي القرآن الكريم فَرِحِينَ
بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ الآية، ينال كل ما يريد، وهو هذا الدعاء المبارك:
رب فرحني بما ترضى به عني
فرحا يهيجني بجميل المسار حتى لا ينبسط شيء من وجودي إلا بما بسط وجودك العلي، رب فرحني
بنيل المراد منك بغنى إرادتي حتى لا يكون في كوني إرادة إلا إرادتك محفوظا من عوارض
التلوين، وأبهجني بإدراك سريان الإفتتاح في الوجود إنك باسط الرزق والرحمة، يا ذا الجود
يا باسط يا جواد يا فتاح يا رزاق. وهذه دعوة يدعى بها في التاسعة من يوم الأحد، وهي
لجلب الأفراح خاصة وتجلي الكروب، ومن دعا بها ٤٠ مرة على وضوء واستقبال قبلة بعد صلاة،
فرج الله كربه وجلا همه وغمه، وهي هذه تقول: سيدي أدخلني في رياض أسمائك من الباب الخاص
الذي لا يحجب بنور ولا بظلمة ولا بشيء منه، ولا بشيء خارج عنه، وأطلق يدي قواي في نيل
النعمة، وأذقني ذوق كل مذوق منه حتى أكون لك فيك، وأكون فيك بك مبتهجا بحلاوة ذلك منك
إنك لطيف عطوف رحيم رؤوف كريم. ويناسبه من آي القرآن العظيم ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ
مِنْ رَحْمَةٍ الآية، ومن الأسماء الحسنى هذه الأسماء وعددها ١٨، وهي هذه: هو الله
الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللطيف العليم الرؤوف الغفور المؤمن البصير المجيب
المغيث القريب السميع السريع الكريم ذو الجلال والإكرام ذو الطول الظاهر الباطن اللطيف.
واسمه السريع من أكثر من ذكره وطلب الإجابة نالها، ومن أراد من الله حاجة لا يدركها،
فليرسمه في كفيه ويرفعهما إلى السماء، ويدعو بالاسم مضروبا في أيام الأسبوع كل يوم
مضروب فيه الاسم فما بلغ يسأل بعدده، فإن الإجابة تحصل له بعد العدد المذكور. وصفة
الدعاء به بعد ذكره لها بإخلاص نية وصحة قصد تقول: اللهم إني أسألك باسمك السريع القريب
المجيب، الذي أجريت به فواتح رحمتك، وخواتم إرادتك وسرعة إجابتك، يا سريعا لمن قصده،
يا منيبا لمن سأله، يا مجيبا لمن دعاه أسرع بقضاء حاجتي وبلوغ إرادتي، يا سميع يا قريب
يا مجيب يا سريع. العدد المضروب في الأيام جملته ٦١١، تضرب في سبعة أيام، تخرج عدد
٤٢٧٧، واسمه القريب من كسره مع اسمه المهيمن ورسمه في خاتم من عقيق أحمر، وكتب بحوله
دائرة بَدِيعُ السَّماواتِ والْأَرْضِ. إلى قوله. اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وحمله بعد
صلاة وتلاوة له، أعطاه الله ما يتمناه من أمور الدنيا والآخرة، وفتح له بابا لم يكن
يعلمه، ونال الغرض من جميع الخلق حتى إن الأرواح الروحانية، تأتي إليه بكرة وعشية في
حالة الإجابة مع الذكر.
وأما اسماه تعالى: الرحمن
الرحيم، فذكر شريف ينفع للمضطرين وأمان للخائفين، وإذا ينقشهما أحد في خاتم فضة يوم
الجمعة آخر النهار، فإنه لا يرى ما يكرهه ما داما معه، ومن أكثر من ذكرهما
كان ملطوفا به في سائر أحواله.
وأما أسماؤه تعالى: اللطيف الواسع المشهود، فنمط جليل، وهو ذكر لأرباب التوجهات في
الخلوات، ولمن ذاق شطرا من المحبة واتصف بشيء منها، فلذلك ينتهي إليه أحواله، وخصوصا
اسمه تعالى: اللطيف له سرعة في تفريج الكروب والشدائد، ولا يضاف إليه غيره، فإنه يظهر
من آثاره العجب العجاب، ولا يذكره أحد وجد في نفسه أمرا عظيما هاله وكاده، إلا وتمثل
له في ذلك الوقت، وهو يلاحظ تلك الكيفية، ورآها كيف تضمحل، فلا يقوم من مقامه وبقي
شيء يرهبه. وأما أسماؤه تعالى: الرؤوف الحليم الحنان المنان، فهي أسماء عظيمة لا يذكرها
من خاف شيئا، إلا وجد الطمأنينة منه وسكن روعه. وذكر بعض أرباب البصائر أن من استدام
على هذا الذكر إلى أن يغلب عليه منه حال على خلو معدة من الطعام، وأمسك النار لم تضره
ولو تنفس على قدر يغلي بطل غليانه، ولا يكتبها أحد ويقابل من يخاف شره إلا أطفأ الله
تعالى غضبه عند رؤيته، ولا أكثر من ذكره من غلبته شهوة إلا نزعها الله منه.
فصل: وأما أسماؤه تعالى:
العفوّ والغفور والغفار فذكر شريف يصلح لدفع المؤلم من الأمور العظام، فسبحان من أودع
أسراره في الأسماء. وأما أسماؤه تعالى: الرؤوف الحنان المنان الكريم، من كسرهم ووضعهم
في مثلث بحيث تخرج زواياه الثلاثة أضلاع سواء فيظهر لك برهان ذلك، وهو ذكر لأهل الأسرار،
وتكسيره هكذا: ا ل ا ل ا ل ر م ك ون ر ف ا ي ل م، ويكون في ذهب يوم الجمعة في الساعة
الأولى، ويرسم في دائرة وهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والْأَرْضَ بِالْحَقِّ. إلى
قوله. الْخَبِيرُ ويناسبها هذه اللطيفة وهي لطلب الرغائب الدنيوية والأخروية، وهي تسعة
أسماء أمان للخائفين، وأنس للمستوحشين وهي: الرحمن الرحيم الرؤوف العفو المنان الكريم
ذو الطول ذو الجلال والإكرام، يحصل له ما يريد. وأما اسمه تعالى: السريع من كتبه وأمسكه
عنده أسرعت إليه الإجابة مهما طلبها في الأمور المهمات، ومن أراد الكشف عن أي شيء وأكثر
من ذكره، كشف له عما يريد، لأن خاصيته كشف الأمور الغيبيات من شواهد الخير. وهو يصلح
ذكرا لأهل التكوين من تكدير الخواطر والوسواس، وله في تقلب الأحوال أمور عظيمة. ومن
كتبه وحمله، عظمة الله في سائر تقلباته في دينه ودنياه وآخرته، ويناسبه هذا الدعاء
تقول: رب اغمسني في أطوار بحار معارف أسمائك تقليبا يشهدني ذوات وجودي ما أودعته في
ذرات الملك والملكوت حتى أعاين حركات سريان سر قدرتك في معالم المعلومات، فلا يبقى
معلوم، أو يبتدي سر دقيقة منه مجذوبة بيد كمال نور التطلع حتى يذهب ظلمة الإكراه، فأنصرف
بمهيجات المحبة إنك أنت المحب والمحبوب، يا مقلب القلوب، قلب قلبي إلى طاعتك واتباع
مرضاتك، أو قلّب كذا وكذا يا رب العالمين. ويناسبه من آي القرآن الكريم رَبِّ قَدْ
آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ الآية، وهو ذكر يصلح لأهل البداية، فإنهم يرزقون فتح المعاني
في الأمور المشكلات، ويناسبه من الأسماء: العالم الشهيد المحصي الحكيم، فمن قرأه فتح
الله عليه فهم ما لم يستطع فهمه، وعلمه علم ما لم يعلم، وهو من أذكار أهل العزلة والوحشة،
فإنهم يرون به أمنا في خلواتهم، وقوة في باطنهم وقس على ذلك ما يناسبه.
وهذا دعاء عظيم تقول: اللهم
يا من نسبة العلوم إلى علمه نسبة شيء إلى شيء لا يتناهى، أظهرت الحروف بالقلم، فكان
لها تصريف في لوح الملكوت، فقام لها مقام مخارج الحروف من الحلق والصدر واللسان، فكل
اسم صدر عنه جنس لا بقلم تركيبه سوى منك قلمك، وكل نوع صدر عنه مركب، فلوح اسرافيل
ظهره بقوة ما في آحاد كلياته من جزئيات تراكيبه، أسألك بهذا السر الخفي الذي وقف أهل
العقل دونه، وتقدم إليك السر بسر أودعته فيه يا مهيمن يوم إمكان وجوده، أسألك كشف حجاب
الغيب حتى أعاين الغيب بما فيه بتمامه حتى الروح الباقي، يا حي ياه يا هو، يا أنت يا
خالق يا بارئ يا مصور أنت هو. ويناسب هذه الدعوة جملة من أسماء الله تعالى وهي تحتوي
على خمسة أذكار لأهل الطريق على حسب اختلافهم، وهو يوقظ أهل الغفلات وينعش أهل المعاملات،
ويقرب أهل البدايات، ويكشف لأهل الهدايات والمكاشفات يوضح لأهل المشاهدات، ويفيد كل
أحد بحسب توجهه محمول أو منقوش في معدنه، أو يكتب ويشرب مع ملازمة الذكر لها والتأثير
وتعظيم حرمات الله، والكشف على سائر المعارف كلها ومنبع علومها وهي الملازمة، أظهر
عوالم التوفيق وسر التحقيق وأصول التوحيد، وإجابة الدعاء والأدب فيها، ويتأكد في ابتداء
كل دعاء التوبة وذكر محامد الله تعالى والثناء على الله تعالى والتشفع بالنبي صلى الله
عليه وسلم وأكل الحلال وجمع الهمة وحضور القلب، والتبري من الحول والقوة وترك الالتجاء
لغير الله تعالى وحسن الظن بالله تعالى، وإظهار ذل العبودية للربوبية. وإن كانت المقادير
جارية في الأزل بالأمر الواقع المسئول زواله، وعلم الرضا بالقضاء والقدر. وهذه الجملة
اجتمع فيها سائر خواص الأسماء وتأثيراتها وهي هذه: هو الله الذي لا إله إلا هو الملك
القدوس، الواحد الأحد الفرد الصمد الرب، أنت كاشف الأسرار والقلوب وما عداه من الأسماء،
وهو حقيقة الإله الواحد الفرد، وقد بين لنا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «أفضل
ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له» فلذلك هي أول ذكر يأمر
به المشايخ أصحابهم من أهل التوحيد، وهو ذكر الخواص والسالكين، وبها منبع الأسرار ومنتهى
الأشياء. وقس على ذلك مثاله: التوّاب للتوابين، والشكور للشاكرين، والحسيب لأهل الكفاية،
والوكيل للمتوكلين، وهكذا في جميع الأسماء، وللرجال في هذا مجال بحسب المتوجهين واشتراك
المقامات وتوحيدها، وبهذا عرفوا أهل التنزيه من غيرهم، واسم الله والإله ذكر الذاكرين
والمولهين غالبا، والواحد والأحد ذكر السالكين المتعلقين بأسرار التوحيد، والصمد للمرتاضين
بالجوع.
وهذه الدعوة يدعى بها ليلة
الجمعة، أول الثلث الثالث من الليل تقول: إلهي تعالى مجدك تعالى جدك تعالى قدسك تعالى
سرك تعالى جلالك، يا جميل الأسماء يا جليل الأفعال يا متعالي على العلويات، كل معراج
فإلى باب اسمك العلي انتهاؤه، وكل سلم للصعود فباسمك عروجه وابتداؤه، تجليت في أسمائك
فظهر التجلي في أفعالك حتى أشرق الكون بإشراق تجليك، وكل موحد إنما يوحد بما ظهر له
من تجليك، ويتصرف بسر ما أسررت فيه من معرفة أسمائك ويعرف بما تعلق به من تعلم علمك
في أوليته من إيجاده بك، فأنت رفيع الدرجات، فالكل بك ترتيبه، ومنك تقريبه، أسألك بحق
أسرار
أسمائك، وخصائص علمك، أن
ترفع وجودي إلى سماء عزتي بك على معراج من عنايتك، فاسمك الرفيع فوقي، واسمك القوي
تحتي، واسمك المقدم أمامي، واسمك الهادي خلفي، واسمك الحفيظ عن يميني، واسمك المنيع
عن شمالي، فلا أزال في حصن أسمائك مستشرفا على من سواي استشرافة الغيب على الشهادة،
فلا تصل إليّ النفوس بتأثير غير ما أبهجتني به، ولا ينال الإنفعالات مني إلا بما بسطتني
به بسهم حمايتك، ترمي من رماني بسوء يا رب إسرافيل وعزرائيل وجبرائيل، ولا حول ولا
قوة إلا بك. من لازم على هذا الذكر إلى طلوع الفجر، ظهر عليه من عظمة الله تعالى ما
يذهله، ويدله على علوم خفية، وعلامة ذلك أن ابتداءه إيحاش وارتجاف لا سيما في الليلة
المظلمة، ويزول بعد ذلك.
وهذه دعوة عظيمة يدعى بها
في الساعة الرابعة من يوم الأحد، وهي منسوبة للقمر، وطبعه بارد رطب، وله قوى في إحضار
الخصم، والتأليف الكبير من غير زوال، وهو يجلو أمراض الشمس إجلاء قويا، وهي هذه: رب
قابلني بنور اسمك المكنون مقابلة تملأ بها وجودي ظاهرا وباطنا حتى تمحو مني حظوظ الأشكال
كلها، فيبدو لي في وجودي من وجودي سر ما كتمه قلم تقديرك من كل مودع في مستقر، ومستقر
في مستودع، فلا يخفى عليّ شيء مما غاب عني، فانظرني بك، وانظر من سواي بنور اسمك المكنون
حتى أرى الكمال المطلق في الملكوت والسر المحقق، يا ذا الكمال يا مودع الأنوار في قلوب
عباده الأبرار، يا سريع يا قريب يا مجيب يا وهاب. من دعا بهذا الدعاء في هذه الساعة
١٦ مرة بعد صلاة ركعتين، وطلب أي حاجة أراد، يسر الله قضاءها، وتحصل له البركة في أي
شيء وضع يده فيه، ويناسبه من الأسماء السريع القريب اللطيف الخبير. فمن كسر اسمه: السريع
القريب، وأمسكه عنده لم يعسر عليه شيء أراده، وسخر له كل ما طلب. وهو يصلح لطلب المكاشفات
من أرباب الخلوات، إذا لازموا عليه ألقى الله عليهم الخاطر الصحيح، ويناسبه من آي القرآن
قوله تعالى وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ الآية، ومن الأسماء الحسنى: اللطيف الخبير،
فمن قرأ هذه الأسماء والآية، لم يعسر عليه شيء مما يريد، وهو ذكر يصلح لأهل المكاشفات
والحضور والمراقبة.
وهذه دعوة عظيمة تقول: يا
من وجوده أصل لكل موجود، وحصل من وجوده اسم يليق به وهو مفتاحه الخاص في حقيقة الوجودية
وستره المقابل فما في الكون جوهر فرد من جواهر أجزاء العالم العلوي والسفلي، إلاّ ومقاليد
أحكامه متعلقة بأسرار من أسمائه، واجتماعها برقائقها في سر اسمك الذي سترت به جميع
خلقك، فلا يظهر لهم إلا ما ناسب الأفعال، فأسماؤك يا إلهي لا تحصى، ومعلوماتك لا نهاية
لها. أسألك غمسة في بحر هذا النور حتى أعود إلى كمال الأول، فأتصرف به في الكون اسم
الكمال تصرفا ينفي النقص عني الوقوف على عبودية النقص، إنك أنت الله، المعز المذل،
اللطيف الخبير، الحكم العدل المجيب. من دعا بهذا الدعاء ١٦ مرة عصمه الله في سائر حركاته
من طروء الوسواس، ويناسبه من آي القرآن وكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ
الآية، ومن الأسماء:
المغيث والقوي والحسيب. فمن
لازم على ذلك، ثبت الله عقله وشرح صدره، ولا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، ويجيب
دعاءه من تيسير رزق وسكون بحر هائج وسلطان غاضب، ونفس متمردة من
شياطين الإنس والجن فإنه
يجاب لوقته، ويكون على طهارة بعد صلاة وجمع همة في موضع خال، وهو من أذكار أهل التكوين
والأقوال والأحوال.
وهذا دعاء عظيم يدعو به في
الساعة الخامسة من يوم الأحد وهو: رب أسألك مددا روحانيا تقوي به قواي الكلية والجزئية
حتى أقهر بقوة نفسي كل نفس قاهرة، فتقبض رقائقها انقباضا يسقط به قواها، فلا يبقى في
الكون ذو روح إلا ونار القهر أخذت ظهوره، يا شديد يا ذا البطش يا قهار، أسألك بما أودعت
عزرائيل من قوى أسمائك القهرية، فانفعلت له النفوس بالقهر، اكسني ذلك السر في هذه الساعة
حتى ألين به كل صعب منيع، وأذل به كل متكبر بحولك وقوتك، يا ذا القهر يا قاهر يا رب
العالمين. من دعا بهذا الدعاء في هذه الساعة ٨٩ مرة، ثم دعا على ظالم أخذ لوقته، ويكون
ذلك بعد صلاة بخمس تسليمات بالفاتحة، ويناسبه من آي القرآن العظيم قوله تعالى وكَذلِكَ
أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى الآية ومن الأسماء الحسنى: القاهر القادر. وهذا
دعاء عظيم، يدعى به في الساعة الثانية من يوم الأحد تقول: تعاليت يا من تقاصر كل فكر
عن وصف حصر معاني أسمائه، فكل رفعة وكل علو، فمن تلك الرفعة والعلو صدوره ظاهرا وباطنا،
تقدس مجدك، يا من استنار عرشه وظهر كبرياؤه، أسألك بالصفات التي لا تعلق لها بموجود
سواك، يا من له العظمة والكبرياء، يا ذا الجلال والإكرام، يا من له الجمال والبهاء
والكمال، أسألك الأنس بسر مقابلة القدر أنسا تمحو به آثار وحشة الذكر حتى يطيب وقتي
بك، فلا يتحرك ذو طبع لمخالفتي إلاّ صغر لعظمتك، وخضع لكبريائك إنك جبار الأرض والسماء،
قاهر الكل بقهرك يا مجيب. من دعا به في هذه الساعة ٢٧ مرة، أحيي الله تعالى ذكره، وانتشر
في الآفاق صيته، ويناسبه من آي القرآن حَتّى إِذَا اِسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ الآية، ومن
الأسماء الحسنى: الحي القيوم الحافظ المانع، ويناسبه الثلث الأخير من الليل يحصل المطلوب.
وهذا دعاء عظيم لكل مهم تقول:
إلهي بما أورثته سرادقات الجلال من مصون أسمائك وبديع صفاتك، أسألك بتقديس الكروبيين،
وبهيبة مناجاة الصافين والصادقين، وتسبيح المقربين يا سبوح ٧، يا قدوس ٧ رب الملائكة
والروح، يا من آنس الأرواح في البرازخ، وصور أجزاء المركبات بنور التخصيص، وروح الأسماء
حتى أشرقت أنواره في كل مكنون إشراقا ظاهرا أظهر منه سر وجوده، فاعترف بك لك اعتراف
عبوديته، يا منور الأنوار ٧ مرات، نورني بنور تبهر به أعين الحاسدين من الجن والإنس
حتى تنقبض قواهم مني انقباض عين الخفاش من نور الشمس فلا يستطيعون مقابلتي بتأييد منك،
فأنت النور ووصفك النور، واسمك النور، وفعلك النور، وعرشك النور، وكرسيك النور، وقلمك
النور، ولوحك النور، وملائكة حضرتك سامعون النور، وسريان وجهك الباقي نور مغلق بالعلم
في ظهره نور وكل قائم بك نور، وكل اسم من أسمائك منغمس في النور، فاجعل شعري وبشري
وباطني وظاهري، وكل أمر منك نور على نور أنت العلي الكبير المتعال، وأنت على كل شيء
قدير. وهذا الدعاء من النفحات التي من تعرض لها، فتح له باب الخواطر، وإشارات الهواتف،
وأسرار الحكمة الربانية. ومن دعا بهذا الدعاء إلى الفجر، وسأل الله أي حاجة قضيت. وابتداؤه
من
صبيحة ذلك اليوم إلى مثله،
واجعل همتك ذلك متخيلا سرعة الإجابة حتى يسرك الباطن والظاهر في مشاهدة الأفعال، ويناسبها
من أسماء الله تعالى ١٣ اسما وهي لحفظ القلوب، وأصحاب البلاوي، ولأهل المعرفة مناجاة،
ويظهر أثرها في القلوب، وتوجب عز النفس، وفيها انشراح الصدور، وسر الكشف لمن يريد أن
يطلع على مقصده. ومن ذكرها في فراشه، وذكر حاجته عند النوم كان أشد تأثيرا فإذا فعل
ذلك ظهر له صورة ما يكون في حاجته بعينها، وما يماثله يدل على ذلك في كل شيء قصده،
أو ما يبحث عنه وتفرج الكروب، وتسرع إزالته، وتصدق رغبته ويحسن باطن ذاكرها وحاملها،
ويعطف له القلوب، ويطلع على عجائب أسرار النداء والعود في كل شيء وسرها تجلي ظلمة القلب
وحكم القلب على سائر عوالمه، وقد اجتمع فيها خواص سائر الأسماء وهي هذه: هو الله الذي
لا إله إلا هو المحيط الكامل الواحد الواسع البر الصادق النور البديع المبدع الناظر
المبدئ المعيد المغيث.
ويناسبها من اللطائف هذه
اللطيفة التي فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ولأهل
المكاشفات به إلمام، وهي من أعظم الأذكار وأشرفها، وما استدام ذاكرها إلا كشف له عما
يريد، ويسر له المطلوب من الرزق في الأمور العاجلة والآجلة، وذاكرها يرى من أمور العالم
ما فيه أسرار من الكون، ويسخر له كل علم وأهل التصوير، وهي الكلمات التامات وهي عشرة
أسماء:
المحيط العالم الرب الشهيد
الحسيب الفعال الخلاق الخالق البارئ المصور. وذكر من عاين ولي الله الشيخ عبد القادر
الجيلاني وهو يذكرها نصف الليل، وكان كيف شاهد أسرارها ويرى آثارها حتى كان يرتفع في
الهواء حتى يغيب عن الأبصار، ويبطش من عظم ما يشاهد من الأسرار، وأعانه خالص صدقه على
ذلك وقوة يقينه وشدة همته وصلاح حاله. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم إسرافيل على
الصفة التي هو عليها من عظمة، وإن قائمة من قوائم العرش على كاهله، وإن رجلاه قد اخترقت
الأرضين السبع واللوح، والصور الذي سعته خمسمائة عام في فيه، وقد وصف جبريل عليه السّلام
حين ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم في صورته التي خلق عليها، وقد مد سبعمائة جناح، كل
جناح سد ما بين المشرق والمغرب وكان صلى الله عليه وسلم سأل الله أن يريه تلك الصورة،
فلما رآه غشي عليه، وسقط على وجهه مع قوة قلبه وشدة جنانه، فعاد جبريل إلى صورته وهيئته
التي كان يتصور له فيها، وأخذ يمسح التراب عن وجهه، ويمرّ يده على صدره وعنقه حتى رجع
إلى حالته الأولى، فقال له جبريل: ألم أخبرك بأنك لا تستطيع ذلك، فقال: يا أخي يا جبريل
ما ظننت أحدا من الملائكة تكون له هذه الصورة، فقال له: يا محمد لو رأيت إسرافيل، وله
سبعمائة جناح، كل جناح منها قدر أجنحتي كلها. وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم على
الوصف الأكمل ليلة الإسراء، وإنه ليتصاغر حتى يصير قدر العصفور إذا ذكر عظمة الله تعالى
يعظم حتى يملأ الأكوان كلها بقدرة الله، وكذلك سيدي عبد القادر، إذا ذكر الأسماء يطيش
قلبه في معانيها، ويتعظم تارة لعظمها، ويرتفع تارة لشرفها وعلو مبانيها وهو في كلا
الوجهين عارج وصاعد، وبالله التوفيق.
فصل: في تصريف العلويات في
الأجسام البشريات. اعلم وفقني الله وإياك أن الأسماء لها تصريف، والذي يختار النفس
فيه من المعادن والأحجار الذهب مخلوطين خمسا من الذهب، وأربعة
أخماس من الفضة، ومن الأحجار
البلور والعقيق، فإنه يظهر لها تأثير عظيم بشرط الحفظ وملازمة الطهارة وتعظيم حرمات
الله تعالى. وأما النيرات السبع فلها تسبيح لائق بها، وهو ذكرها التي يسبح الله به،
والمتصرف بذكره ينقش كل كوكب في حجره ومعدنه، يسخر الله له أفعال ذلك الكوكب في ذات
المتكلم. والحاصل إن أردت نقش هذه الأوفاق، فخذ أي اسم شئت من الأسماء، أو اسمين في
المعنى الذي تريد، والحاجة فتبسطه وتكسره وتضعه في الأعداد التي تكمل التكسير، وهو
أن يظهر أوله آخره، فتمتزج الحروف وتتألف فتجد سر ذلك لا ينخرم أبدا، وصفة الكسر والبسط
على ما أصفه لك مثاله في حي قيوم هكذا:
وصفة التكسير: يكون البسط
في المربع، وأسقط المكرر، يبقى ستة أسطر، فتجتمع فيه خواص الحروف، وتدخل بعضها في بعض،
وخواص الأعداد في بطائنها التي أودعها الله تعالى فيها وهو فعلها الخاص بها من الذكر
العزيز، الدال على الحياة في كل شيء، وهو أن الأوفاق العددية لها خواص ومنافع اتفق
أكثر العلماء على وجودها، وهو امتزاج المنفعة الوفقية بالمنفعة الحرفية والإسمية، فمن
ركب ٣٥ ف ٣٥ كان اسم الحي ٥ في اللفظ، وإن كان ستة في الخط لأن الحرف المشدد بحرفين،
والياء المشددة في الإسمين، فإذا ضربته في ٧، كان الخارج ٣٥، وهذا الوفق من المركبات،
وله تأثير قوي فيما يراد تحصيله وجمعه من الأشياء، فالحاصل من التكسير، وهو ٤٢ حرفا،
لأنا إذا قلنا ألف لام حا ياء وهو اسم الحي مبسوطا ا ل ف، ل ا م، ح ا ي ا، وكانت ١٠
حصل منها ٦ أحرف غير مكررة بعد التداخل، ا ل ف م ا ح ي. وكذا القيوم إذا بسطه خرج ١٧
حرفا ا ل ف، ل ا م، ق ا ف ي ا وا وم ي م يحصل منها غير مكرر ٦ أحرف، وهي القيوم، فاضرب
الستة في ٧ يخرج ٤٢، وهي جملة الإسمين مكسرين إلى سبعة أسطر، وبعد تمام تداخل التكسير،
يبقى ١٩ حرفا وهي: ا ب ت ج ح ر س ش ص ض ط ظ ع غ ر د ف ق ك ل، وينتظم من هذه الأحرف
بأسماء يستعان بها على ما أردت وهي: يا حي يا حكيم يا حليم يا حميد يا حنان يا حسيب
يا حفيظ يا حق، يا خالق يا خلاق يا خفي، يا رؤوف يا رحيم، يا سلام يا حافظ يا شافي
يا شكور، يا مصور يا ضار يا غافر، يا غفور يا فتاح يا قوي، يا كافي يا مولاي يا مليك
يا كفيل، يا وكيل يا ولي يا والي، وبقي تعداد الحروف، فإذا أضفت
فصل في تصريف الحروف
العلويات في الأجسام البشريات والأعداد الروحانيات في الأرواح البشريات
هذه الأسماء، أو اسما منها
على الوفق العددي كما يضبط أهل الأوفاق بنية أمر من الأمور الموافقة لاسم الحي القيوم،
والذي أضيف إلى الوفق ظهر أثر ذلك فيما يراد به من الأفعال، وقس على ذلك الخواص، وضرب
التكسير وامتزاج، طبائع الحروف بعضها ببعض وتداخلها، وخواص الأعداد التي أودعها الله
فيها وفي طبائعها. واعلم أن من ذكر اسمه الحي، والأسماء التي أولها الحاء وهي: الحي
الحكيم الحميد الحليم الحنان الحسيب الحفيظ الحق عند طلوع الشمس في أيام الحر، فإنه
لا يحس بألم الحر أبدا.
واعتبر في مراتب الأعداد
من هذه الأسماء، فإنك تجد بعد حرف الحاء حرفا من أول مراتب العشرات ففي حي كيف برزت
الياء، والحكيم الكاف بعدها وهي ٢٠، والحليم اللام ٣٠ وهكذا، ومن نقش حرفا من هذه الحروف
التي أولها الحاء ٨ مرات هكذا ح ح ح ح ح ح ح ح، في ثامن الشهر في الساعة السابعة من
يوم الأربعاء اسمه: الحي الحكيم الحنان الحسيب، وحمله معه، أمن من الحميات، وتقطع ألم
العطش، وهي تحرس البساتين والزرع إذا علق على شجرة، وكذلك تعطي سرا عجبا، ولجلب مودة
القلوب وجذبها، إذا كتب الأسماء الثمانية مكسرة في وفق من ضرب ٨ * ٨ بعد أن تأخذ أول
حرف من اسم من شئت، وتضع حرف الحاء، ثم حرفا من الاسم، ثم حرف الحاء، وهكذا إلى تمام
٨ حاآت، والحرف المذكور ٨ مرات مثاله إذا كان اسم المطلوب زيدا فتضعه، ثم تضع على رأس
الخاتم مع هذه الأسماء حلسائيل حمديائيل حنيائيل حسيائيل حفظيائيل حقيائيل هكذا ز ح
ز ح ز ح ز ح ز ح ز ح ز ح ز ح ز ح، وتكتب دائرة الخاتم عن يمينه، وعن يساره كذلك، ومن
تحته كذلك، وتبخر بحصى ولبان ذكر، وعلقه إلى جهته، وضعه في موضع مرتفع بحيث لا تطلع
عليه الشمس ولا تراه، وأنت تذكر الأسماء الثمانية مع أسماء الروحانية وتقول: يا معشر
الروحانية بحق ما في أسمائكم، وأسماء الله الحي الحكيم الحليم الحنان الحميد الحسيب
الحق، إلا ما جعلت لفلان القبول والرحمة والحلم والحنان، في قلب كذا وكذا حتى لا يهنأ
له عيش ولا يقر بمكان، ولا يزال هيمان حيران جيعان عطشان، يقتفي آثار فلان، وتطلبه
كما يطلب الماء العطشان بسورة الرحمن وفواتح القرآن، وجنة الرضوان، والبحر والحيتان،
وعلق قلبه اللهفان دائمة سرمدية على دوام الأحيان والدهور والأعوام والآن، أن لا سماء
تظله، ولا أرض تقله، أجيبوا طائعين لأسماء رب العالمين الوحا العجل الساعة.
فصل في تصريف الحروف العلويات
في الأجسام البشريات والأعداد الروحانيات في الأرواح البشريات
اعلم أن جميع الموجودات مركب
في الطبائع الأربعة على اختلاف أصنافها، والوجود كله قائم بهذه الطبائع التي ركبها
الله وجعلها أصل التدبير وجعل هذه القوى صائرة في العالم الأسفل بالمادة الإلهية، وهذا
في كلام الحكماء الذين صدرت عنهم غوامض الأشياء وبسطوا القول فيه. وها أنا أذكر
لك زبدة القول ونتيجته في
هذه الحروف الموضوعة التي حصرت الكلام العربي والهندي، وغيره من سائر الألسن على اختلاف
اللغات ٢٨ حرفا دون لام ألف لأنها دخلت فيها وهي على عدد المنازل، لكل منزلة حرف وهي
مركبة في الطبائع الأربعة، ولكل حرف خاصية أولها الألف إذ هي مبدأ كل نقطة، وهي تناسب
العقل من الذات الإنسانية، والعقل له حرف الألف وهي أول الحروف، وما بعدها كالطاءات
والتغريفات والراآت وهي من جوانب الأصل، والألف في الحروف هي الواحد في العدد، والأعداد
من أسرار الأقوال، كما أن الحروف من أسرار الأعمال والأفعال، واعلم أن الحروف لا وقت
يحصرها، وإنما هي تفعل بالخاصة لمن شاء الله، والأعداد تفعل بالطبع وهي مرتبطة بالاختيارات
العلويات، ولكل حرف خدام من الملوك العلوية والسفلية، ورقى وعزائم وبخور، فإذا أردت
استجلاب منفعة، فاكتب شكلا مربعا في رق ظبي بماء ورد وزعفران ومسك يوم الجمعة ساعة
الزهرة في مكان نظيف خال، وبخره باللبان الذكر والميعة السائلة والعود الرطب، واكتب
داخل الشكل الألفات، واسم من شئت، واذكر اسم الملك الموكل بالألف وأعوانه وخليفته،
ثم اصنع تمثالا للشخص الذي أردت استجلابه من شمع أبيض وانقش فيه اسم المطلوب، واسم
الملك والأعوان، وضع التمثال بين يديك، وعزّم بالعزيمة، وبخره بالبخور ٧ مرات متواليات،
وهذه العزيمة تقول: أقسمت عليكم أيها الملائكة الطيبة المباركة المائية والنارية والهوائية
والترابية والعلوية والسفلية، من يطلع منكم يسترق السمع إلى السماء، ومن يوافق الكواكب
في الأمور الخفية والمختلفة، ومن يسير سير النجوم، ومن يستضيء بنور الشمس والقمر وهو
مخلوق تحت الأرض، ومن يطير في الهواء، ومن يأوي في السحاب والبحار والقفار والبراري
والرياح والجبال والآكام، والمفازات والسهل والوعر، والأماكن المنقطعة والطرق الصعبة
والمواضع المظلمة والمضيئة، ومن خلقه الله من نار السموم، ومن هو سامع مطيع لأسماء
الله تعالى وكلماته التامة بالبعث والنشور وبالملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون،
طعامهم التسبيح، وشرابهم التقديس، باهيا شراهيا أدوناي أصباؤت آل شداي أقسمت عليكم
بالحي القيوم وخالق الأرض والسماء الذي قال للسموات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا
أتينا طائعين، أقسمت عليكم بالله وملائكته إلا ما أجبتم وحضرتم إلى مجلسي هذا، وجلبتم
من ذكرته لكم في أسرع وقت وأبلغ ساعة.
وهذا قسم الملك الموكل بحرف
الألف تقول: بدوس خليفة فردوس، أعوانه هرس هاروس ٢ مدرس، فتكتب الألف وتعزم بالعزيمة
٣ مرات، واعمد إلى التمثال، واغرز في رأسه ابرة من نحاس أحمر، واضرب على الإبرة خيط
وتر، ودق مسمارا في الحائط، ويوم السبت علق حرف الألف فيه وبخره بالبخور، واذكر ما
تريد، يأت بحول الله تعالى. وإذا كتب باسم غائب في رق غزال بزعفران، وبخره وعزم عليه
وعلقه في الريح يأتي سريعا. وإن أردت إصلاحا بين اثنين، فاكتبه في قرطاس بسك مسك، يوم
الخميس عند طلوع الشمس، وبخره وعزم عليه ٧ مرات، وارم القرطاس في نار حامية وأنت تقول:
أحرقت قلب كذا وكذا. وإن أردت الظفر بمن تريد ويأتي سريعا، خذ أثره واكتب فيه
فصل في ذكر مربعات
مخصوصة بمنافع وغيرها
الألفات واسمه واسم أمه ليلا،
فإذا أصبحت عند قبالة الشمس عند الطلوع، فاتل العزيمة ٧ وتقول في آخرها: أيتها الشمس
المنيرة المشرقة، بالذي قيدك في قبضته وهو خالق السموات والأرضين، اجعلني اللهم محبوبا
عند كذا وكذا حتى يكون طوع يدي، وليس له مقر دوني. وإن أردت أن يأتي ليلا، فاكتبها
نهارا عند غروب الشمس، واذكر ما تقدم يحصل المطلوب.
فصل: ومن أقام شكلا من ضرب
٤ * ٤ ووضع فيه نسبة عددية، ويكون يوم الإثنين، والقمر متصل بالمشتري في شرفه، في ثلاث
درج من النور، سالما من النحوس، وتكون الساعة للقمر، ويكتبه بعد طهارة ووضوء وصلاة
ركعتين بالفاتحة وآية الكرسي مائة مرة، وفي الثانية الفاتحة والإخلاص كذلك، ويكتبه
في رق طاهر، فمن حمله يسر الله له الفهم والحفظ والحكمة، ويعظم قدره عند الناس، وفي
العالم العلوي والسفلي. وإذا علق على مسجون انطلق سريعا. وإذا حمله على راية الجيش
هزم به الأعداء من الكفرة والباغين أعداء الدين. ومن حمله وخاصم به غلب خصمه بإذن الله
تعالى وهذه صورته:
وأما سر ذلك في الحروف فعجيب،
وهو أن تضع مكان الأعداد حروفا، ويكون القمر في بيته، فمن وضعه في جوف خاتم ولبسه على
طهارة وصوم وصفاء باطن، أدام الله عليه النعمة التي هو فيها، وأقامه على كل حركة ظاهرة،
ووسع رزقه. ومن أكثر من ذكره:
الدائم دامت عليه النعم كلها.
وقد ذكرنا خواصه في كتابنا علم الهدى والله أعلم.
فصل في ذكر مربعات مخصوصة
بمنافع وغيرها
منها هذه الحروف الأربعة
وهي ب د وح وصفة وفقها هكذا فمن كتبه على تمثالين من رق غزال بزنجفر يوم الجمعة عند
طلوع الشمس، وبخره باللبان والعنبر والند، ولف الصورتين في خرقة حرير أبيص على قضيب
رمان حامض بعد أن يكتب اسم الطالب والمطلوب، فإذا أردت التزويج أو الخطبة لامرأة، وأرسلت
رسولا ولم يقبل، فليأخذ حمامة بيضاء، ويكتب: بدوح في وسط مربع موفقا كما تقدم، ويكتب
معه العزيمة، وتربطه تحت جناح الحمامة، ويبعث به الرسول، فإذا وقف بالباب ونادى أهل
البيت أطلق الحمامة، فكلما طارت الحمامة هاجت المرأة، وإن أطلقتها في بيت مغلق كان
أحسن وأنجح.
فصل: والمفردات لقطع النزيف
وغيره وهو أن تأخذ خفاشا وتكتب بدمه في خرقة من ثوبها بطدواح، وضعها في وفق مسدس مكسرا
كما ستراه وتكلم عليه بكلامه، واكتب عليه الخاتم وهذه الآية لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ
وسَوْفَ تَعْلَمُونَ وتحملها تبرأ. ولحل المربوط تأخذ بيضة اليوم الذي سئلت فيه،
واكتب الخاتم واحمله، واشوها
وأنت تتكلم حتى تستوي، ويأكلها المعقود، أو تقشر بين الرجل والمرأة ويأكلانها، فإنه
يفترسها كالأسد وهذه صورته:
فصل: ومن كان له عدو وأراد
إطفاء ناره، فليأخذ رصاصة من شبكة صياد ويعمل منها طابعا، وينقش عليه زهج واح مكسرا
موفقا عند طلوع الشمس، ويكتب عليه الكلام حوله ويحمله فإنه يأمن من ذلك وهذه صورته:
فصل: ومن أراد حجب الأبصار،
فليعمد إلى واد في يوليه أو أغست، ويأخذ منه ٩ ضفادع، أو ٨، ويذبحهم ويسلخهم ويدبغهم
بملح وكحل، ويصنع منهم قلنسوة قدر رأسه، ويكتب على كل جلدة بطد بكمالها موفقا مكسرا،
وهذه السبع آيات صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ
مِنْ نارٍ ونُحاسٌ فَلا يا مَعْشَرَ الْجِنِّ والْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ
تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ والْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ
ولا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ الآية أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ
التي في النحل والجاثية، وخيطها بخيط وتر أسود، واكتب العزيمة حول الخاتم، فإذا أردت
الاختفاء عن الناس، تضعها على رأسك، واقرأ الآيات المذكورة والعزيمة تقول: احجبوني
يا خدام هذه الأسماء، اللهم حط عليّ سرادقات حفظك، واجعلني في مكنون غيبك، يا من يرى
ولا يرى وهو على كل شيء قدير.
فصل: وإذا أردت تهييج من
شئت فخذ عظما رميما واسحقه وضعه في كفك، ومعه شيء من أثر من تريد، واعجنه بريقك، واصنع
منه مسطحا مربعا، واكتب على شجرة الذنب وهي الكرمة، يكتب عليها بدوح مكسرا موفقا، وصيره
في خرقة من ثوبه، واجعل له تمثالا من كاغد، واكتب فيه مربع بدوح، والعزيمة حول الخاتم،
واسم المطلوب وأمه، وضعه في مهب الريح، فإنه يفعل في المحبة أمرا جليا. وإذا أردت هزم
الجيوش، فخذ قبضة من تراب، واقرأ عليها سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ
الآية مع العزيمة، وارم التراب في وجه العدو ولا سيما إن كان الريح إليهم فإنهم يتفرقون.
وهي هذه العزيمة المنظومة من شكل الخاتم، وهي عزيمة البرهتية تقول: برهتيه ٢ كرير ٢
تتليه ٢ طوران ٢ مزجل ٢ ترقب ٢ برهش ٢ غلمش ٢ خوطير ٢ قلنهود ٢ برشان ٢ كظهير ٢ نموشلخ
٢ برهيولا ٢ بشكليخ ٢ قز ٢ مز ٢ نغلليط ٢ فيراث ٢ غياها ٢ كيدهولا ٢ شمخاهر ٢ شمخاهير
٢ بدوح ٢ بحق العهد المأخوذ عليكم، بحق الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، إلا
ما فعلتم كذا وكذا، ويذكر
حاجته وما يريد من خيري الدنيا
والآخرة، وبحق هذه العزيمة عليكم أسرعوا في ما أمرتكم به بحق العزيز المعتز في عز عز
وأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ الآية والله الموفق.
والآن نختم الكتاب بأدعية
مستجابة عن العلماء الراسخين وأئمة الأولياء الصالحين، وبه ختم ابن سلام كتابه المسمى
بالذخائر والإعلان، وهو دعاء مستجاب لا محالة وهو هذا تقول: اللهم يا من هو الأول قبل
كل موجود، يا من هو الآخر بعد كل مفقود، يا من كان ولم يكن في السماء قطرة ولا في الأرض
شجرة، ولا للريح هبوب، ولا نفخ في السحاب سكون ولا سح ولا المشارق ولا المغارب جوانب
ولا صفح، يا من رفع السماء على عمد القوة وعلم ما فوقها، ودحا الأرض على مهاد القدرة
وعلم ما تحتها، وأجرى البحار في أخاديد العظمة وعلم ما وراءها، وأرسل الرياح في آفاق
الهواء وعلم قرار هبوبها، وأرسل السحاب في جو السماء وعلم مكان صيبها، وخلق الليل والنهار
وجعل الظلمات والنور والأنوار في العيون والأنهار، وأنبت الأشجار والثمار، وأرسى الجبال
على متن الأرض والقرار، وأحصى كل شيء عددا، وقدر الأنداد وجمع الأضداد وحكم على جميع
المخلوقات بالنفاد، فسبحانه من مبدع أبدع المخلوقات وأتقن المصنوعات من غير محاولات
ولا آلات، إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
الخ، يا من استنار بنور بهائه الأحلاك، واستدار بمقدور صنائعه الأفلاك، وخضعت لعز سلطانه
رقاب الجبابرة والأملاك، أسألك بجميع ما أحاط به علمك ووسعه حلمك، وباسمائك الحسنى
وصفاتك العليا وآلاتك التي لا تحصى، وبعلمك الذي استوى فيه الغائب والحاضر، وبكلماتك
التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبنور وجهك الكريم، وأسألك اللهم في ما ليس وراءه
مرمى ولا بعده منتهى ولا فوقه مسمى، أن تصلي على سيدنا محمد عبدك الأمين، ورسولك الحق
المبين، وخاتم أنبيائك المرسلين، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وعترته الأكرمين، وعلى جميع
الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل طاعتك أجمعين، وقنا اللهم شر ما خلقت وذرأت وبرأت، وشر
ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وشر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن شر كل دابة
أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.
اللهم ارزقنا من العلم أنفعه،
ومن العمل أرفعه، ومن الرزق أوسعه، ومن القول أصدقه، ومن اليقين أوفقه، ومن الخير أكمله،
ومن الصبر أجمله، ومن الحكم أعدله، ومن التقى أدومه، ومن الهدى أعظمه، ومن العيش أنعمه،
ومن النظر أحرمه، ومن الرحمة أكرمها، ومن النعمة أشملها، ومن العافية أجملها، ومن العبادة
أفضلها، اللهم قنا شر الضجع وبلغنا حسن المرتجع، وآمنا عند الفزع الأكبر، وثبتنا عند
هول المطلع ولا تفضحنا على رؤوس الأشهاد في ذلك المجمع، اللهم إنا قد سبقتنا إليك الذنوب،
وما قدمنا وما أخرنا في اللوح المكتوب، فهي تنتظرنا ونحن ننتظر الرحمة التي وسعت كل
شيء وعمت كل حي، اللهم حقق رجانا بما ننتظره من رحمتك، وآمنا مما نحذره، ولا تؤاخذنا
بما قدمنا واغفر لنا ما أخرنا، اللهم هب لنا من حسن اليقين ما تسهل به علينا انتظار
المنية، وارزقنا من جميل الظن ما نتيقن به بلوغ الأمنية، وقنا ظلم الظالمين وحقد الحاقدين
الضالين، اللهم أعطنا ثواب الأوابين، وأجزنا جزاء
المحسنين، واحشرنا مع المتقين،
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، لا يضل منا في حال من أحوالنا، واستعملنا فيما ترضى
به عنا، واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا، اللهم احفظ علينا علمنا وعملنا،
اللهم ارزقنا حسن الإقبال عليك، والإصغاء إليك والفهم عنك، والبصيرة في أمرك، والنفاذ
في طاعتك، والمواظبة على إرادتك، والمبادرة إلى خدمتك، وحسن الأدب في معاملتك، والتسليم
إليك والرضا بفضلك. إلهي كيف يناجيك في الصلوات من يعصيك في الخلوات لولا حلمك، أم
كيف يدعوك في الحاجات من ينساك عند الشهوات لولا فضلك، أم كيف تنام العيون وهي كل ليلة
تقول هل من تائب، هل من مستغفر، هل من سائل فأعطيه سؤله، أم كيف ينقطع عنك من لم تقطع
عنه هذه الوسائل، أم كيف يباع الباقي بالفاني وإنما هي أيام قلائل.
اللهم يا حبيب كل غريب، ويا
أنيس كل كئيب، أي منقطع إليك لم تكفه، أم أي طالب لم ترضه برحمتك، أم أي هاجر أي هجر
فيك الخلق فلم تصله، أم أي حبيب خلا بذكرك فلم تؤنسه، أم أي داع دعاك فلم تجبه، ويروى
عنك أنك قلت وما غضبت على أحد كغضبي على من أذنب ذنبا واستعظمه في جانب عفوي. اللهم
يا من يغضب على من لا يسأله لا تمنع من سألك، الهي كيف يجترئ على السؤال مع الخطايا
والزلات، أم كيف يستغني عن السؤال مع الفقر والفاقات، أم كيف يجوز لعبد آبق عن باب
مولاه أن يقف على الباب طالبا جزيل عطاياه، وإنما ينبغي له أن يطلب المغفرة والتعلق
بأذيال المعذرة لكنك ملك كريم وبر رحيم دللت بجودك عليك، فأطلقت الألسن بالسؤال لديك،
وأكرمت الوفود أن تخلو إليك، يا حبيب القلوب أين أحبابك، يا مؤنس المنفردين أين طلابك،
من ذا الذي عاملك فلم يربح، ومن ذا الذي التجأ إليك فلم يفرح، ومن وصل إلى بساط قربك
واشتهى أن يبرح، واعجبا إلى قلوب مالت إلى غيرك ما الذي أرادت، والذي طلبت للراحة هلا
طلبت منك واستفادت، وعزائم سعت إلى مرضاتك، ما الذي ردها فعادت، وهل نقصت أمورا استقرضتها،
لا وحقك بل زادت، قد سبق اختيارك فبطلت الحيل وجرت الأقدار، فلم يغيرها العمل، وتقدمت
محبتك لأقوام قبل خلقهم في الأزل، وغضبت على قوم فلم ينفع عاملهم بما عمل، اللهم لا
قوة على طاعتك إلا بإعانتك، ولا حول عن معصيتك إلا بمشيئتك، ولا ملجأ منك إلا إليك،
ولا خير يرتجى إلا من يديك يا من بيده إصلاح القلوب، أصلح قلوبنا، يا من تصاغر في جنب
عفوه الذنوب اغفر ذنوبنا قد أتيناك طائعين فلا تردنا خائبين، واجعلنا بفضلك من أهل
اليمين، إلهي لولا أنك بالفضل تجود ما كان عبدك إلى الذنوب يعود، ولولا محبتك للغفران
ما أمهلت من يبارزك بالعصيان وأسبلت سترك على أهل الطغيان، وقابلت اساءتنا منك بالاحسان
الهي ما أمرتنا بالاستغفار الا وأنت تريد المغفرة ولو لا كرمك ما ألهمت المعذرة، أنت
المبدئ بالنوال قبل السؤال أدعوك بلسان أملي لما كلّ عملي إن أطعتك رجوت إحسانك، وإن
عصيتك رجعت طالبا غفرانك، اللهم إنا نسألك برحمتك التي ابتدأت بها الطائعين حتى قاموا
بطاعتهم، أن تمنّ بها على العاصين بعد معصيتهم، فإنك أنت المحسن الكريم ذو الفضل العظيم.
اللهم يا من أمهل ولا أهمل،
وستر حتى كأنه غفر، أنت الغني وأنا الفقير إليك، وأنت العزيز
خاتمة في ذكر سند مشايخنا
رحمهم الله تعالى وقدس أرواحهم آمين
وأنا الحقير لديك، اللهم
انظر إلينا نظر الرضا، وامحنا من ديوان أهل الجفا وأثبتنا في ديوان أهل الصفا، وارزقنا
حسن الوفا، اللهم إنا نسألك بحق أسمائك الحسنى عليك، وفضلها وبركتها لديك، وبجاه من
اخترته من خلقك واصطفيته لنفسك، وقرنت اسمه باسمك وأوصلته إلى حضرة قدسك، وأودعته أسرار
علمك وجعلته خاتم أنبيائك ورسلك، وهو عبدك وحبيبك وصفيك ونجيبك وخليلك سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم، أسألك بجاهه عندك، وبحرمته لديك، أن توفقنا بتوفيقك إلى فهم علمك وطريقك،
اللهم إنك قبلت الوفاء من السحرة حين ذكروك مرة واحدة، وسجدوا لك سجدة واحدة، ونحن
لم نزل مقرين بربوبيتك، معترفين بوحدانيتك، ما سجدنا قط إلا بين يديك، ولا رفعنا حوائجنا
إلا إليك، اللهم جد علينا بكرمك، وارحمنا برحمتك، وداركنا بلطفك، وعاملنا بحلمك، ووفقنا
لخدمتك، واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه واله
وأصحابه وأتباعه وشيعته مصابيح القلوب، ومفاتيح الغيوب، أصحاب اللطائف، وأرباب المعارف
ما أشرقت شموس الأرواح من حنادس الأشباح:
سبرت العالم تفصيلا وجمله
... وطفت الكون بالتحقيق كله
فما في الغيب غير الله شيئا
... تجلى بين معلول وعله
وهذا القدر في التحقيق كاف
... وأقوال الورى من بعض فضله
فجزى الله أهل الفضل خيرا
... وأهل الفضل هم أولى بفضله
ولا يعرف الفضل إلا ذووه
والله أعلم.
خاتمة في ذكر سند مشايخنا
رحمهم الله تعالى وقدس أرواحهم آمين
اعلم أخرجك الله من درجة
الغافلين أنه قد صح عند علماء الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل الصريح والتواتر الصحيح،
أن عليا بن أبي طالب عليه السلام تلقى كلمة الشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد أخذته عن الإمام العالم أبي عبد الله محمد بن محمود بن يعقوب الكوفي التونسي المالكي،
وهو أخذ عن الشيخ ماضي العزائم، وهو أخذ عن الشيخ القطب أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن
علي بن حرام، وهو أخذ عن شيخ الطريق ومعدن التحقيق أبي محمد صالح بن عقبان الواكلي
المالكي، وهو أخذ عن حجة الزمان والواحد في العرفان أبي مدين شعيب بن حسن الأندلسي
الأشبيلي، وهو أخذ عن أبي شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي، وهو أخذ عن شيخ العارفين قطب
الغوث الفرد الجامع أبي يعرب المعري، وهو أخذ عن أبي محمد بن منصور، وهو أخذ عن أبي
محمد عبد الجليل بن محلان، وهو أخذ عن أبي الفضل عبد الله بن أبي بشر، وهو أخذ عن أبيه
موسى الكاظمي، وهو أخذ عن أبي جعفر الصادق، وهو أخذ عن أبيه محمد الباقر، وهو أخذ عن
أبيه زين العابدين، وهو أخذ عن أبيه الحسين، وهو أخذ عن أبيه علي بن أبي طالب، وهو
أخذ عن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وأيضا أخذ الإمام جعفر الصادق علم الباطن
عن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وهو أخذ عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وأيضا سندي بعلم الحروف إلى
الشيخ الإمام أبي الحسن البصري، وهو أخذ عن حبيب العجمي، وهو أخذ عن الشيخ داود الجيلي،
وهو أخذ عن الشيخ معروف الكرخي، عن الشيخ سري الدين السقطي، عن شيخ الوقت والطريقة
معدن السلوك والحقيقة الشيخ الجنيد البغدادي، عن الشيخ حماد الدينوري، عن الشيخ أحمد
الأسود، عن الشيخ محمد الغزالي، عن الشيخ أبي النجيب السهروردي، وهو لقن الشيخ العارف
الفاضل أصيل الدين الشيرازي، وهو لقن الشيخ عبد الله الباياني، وهو لقن الشيخ قاسم
السرجاني، وهو لقن الشيخ السيرجاني، وهو لقن الشيخ الإمام العارف الصمداني والهمام
النوراني جلال الدين عبد الله البسطامي، وهو لقن شمس وصلتي وبدر قلبي طود الحقائق الشامخ
وجبل المعارف الراسخ شمس العارفين وسر الله في الأرضين أبا عبد الله شمس الدين الأصفهاني.
وأيضا سندي بعلم الأوفاق
إلى الشيخ الإمام العارف بالله تعالى أبي عبد الله محمد بن علي قدس الله روحه، ورزقنا
فتوحه، وأخذته أيضا عن الشيخ الإمام العلامة سراج الدين الحنفي، وهو أخذ عن الشيخ شهاب
الدين المقدسي، وهو أخذ عن الشيخ شمس الدين الفارسي، وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين الهمداني،
وهو أخذ عن الشيخ قطب الدين الضيائي، وهو أخذ عن الشيخ محيي الدين بن العربي، وهو أخذ
عن الشيخ أبي العباس أحمد بن التوريزي، وهو أخذ عن الشيخ أبي عبد الله القرشي، وهو
أخذ عن الشيخ أبي مدين الأندلسي. وأيضا أخذت هذه الرواية عن الشيخ محمد عز الدين بن
جماعة الشافعي، وهو أخذ عن الشيخ محمد بن سيرين، وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين الهمداني،
وهو أخذ عن قطب الدين أيضا، وهو أخذ عن الشيخ محيي الدين بن العربي.
وأيضا سندي بعلم الحروف والوفق
إلى الشيخ الإمام العالم العلامة الفقيه الثقة مساعد بن ساوي ابن مسعود بن عبد الله
بن رحمة الهواري الحميري القرشي، وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين أحمد الشاذلي، وهو أخذ
عن الشيخ تاج الدين عطاء المالكي الشاذلي وهو أخذ عن الشيخ العباس أحمد بن عمر الأنصاري
المرسي. وأيضا سندي بعلم الحروف والوفق إلى الشيخ الإمام العلامة أبي العباس أحمد ابن
ميمون القسطلاني، وهو أخذ عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد القرشي، عن الشيخ الإمام
العلامة أستاذ العصر وأوحد الدهر أبي مدين شعيب بن حسن الأنصاري الأندلسي رأس السبعة
أبدال وواحد الأربعة أوتاد، وهو أخذ عن الشيخ الأستاذ الكبير داود بن ميمون الهريري
الذي كان يصول على الأسد ويعرك أذنه. وكان لا يرى أحد في وجهه إلا عمي لوقته، وممن
رآه فعمي الشيخ أبو مدين حين رحل إليه فمسح عينيه بالثوب الذي يعرق فيه فرد الله عليه
بصره، وهو أخذ عن الشيخ الإمام قطب الغوث أبي أيوب بن أبي سعيد الصنهاجي الأرموزي،
وهو أخذ عن الشيخ الولي الكبير أبي محمد ابن نور، وهو أخذ عن الإمام العالم أبي الفضل
عبد الله بن بشر، وهو أخذ عن والده أبي بشر الحسن الجوجري، وهو أخذ عن سري الدين السقطي،
وهو أخذ عن داود الطائي، وهو أخذ عن الشيخ حبيب العجمي، وهو أخذ عن الشيخ أبي بكر محمد
بن سيرين، وهو عن أنس بن مالك، وهو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما جادت أيام الزمان عليّ،
وأودعت الإحسان لدي، وأوصلتني إلى حضرة الحبر ابن الحبر، والضياء ابن الفخر والسناء
ابن البدر والزلال ابن القطر، والنجيب ابن النجيب واللبيب ابن اللبيب الذي جمع بين
الشرفين، وأخذ حبل النجاة بالطرفين، فتمسك بالشريعة والحقيقة، وتنسك الظاهر والباطن
بأحسن آداب الطريقة، وإنه من عباد الله المفلحين وعباد الله المخلصين الإمام المحقق
الرباني والهمام المدقق الصمداني، تاج العارفين وسراج السالكين العالم النوراني، والعارف
الروحاني، لسان المتكلمين وبرهان الموحدين، بقية السلف وعمدة الخلف، صاحب التآليف الوافية
والتصانيف الشافية، والعلوم الذاخرة والفهوم الفاخرة والأقوال الصادقة والأفعال الخارقة،
والسرائر الزاهرة والبصائر الباهرة، صدر مسند السيادة وبدر فلك السعادة الشيخ أبي الحسن
محمد بن محمد الغزالي سقى الله ثراهم، وجعل الجنة مثواهم، وقد لقن هذا السر المخزون
والدر المكنون، والسراج القريب أضعف عباد الله، وأحقر خلق الله المتمسك بذيل كرم الله،
أحمد بن يوسف القرشي أصلح الله حاله، وختم بالحسنى مآله، ورأيت الشيخ الإمام علي بن
سينا، وهو عن الشيخ محمد الدووكي وجلست معه، وسمعت منه الحديث، وهو رأى الشيخ محمد
الجرزي، وجلس معه وسمع منه الحديث، وهو رأى الصدر الكبير الشيخ عز الدين أبي محمد عبد
الله محمد بن موسى بن سليمان الأنصاري وجلس معه وسمع منه الحديث، وهو رأى الصدر الأجل
الشيخ الإمام أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد القدسي وجلس معه وسمع منه الحديث،
وهو رأى محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن موسى وجلس معه وسمع منه الحديث وهو رأى مسلم
بن إبراهيم بن عبد الله المكي وجلس معه وسمع منه الحديث، وهو رأى حميدا الطويل وجلس
معه وسمع منه الحديث، وهو رأى انس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس
معه وسمع منه الحديث، وهو الذي قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة:
أخذت أم سليم بيدي، وقالت: يا رسول الله هذا أنس غلام لبيب كاتب ماهر خذه يخدمك، فأخذني
وقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبهذا الإسناد عن أنس رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»، متفق على
صحته، وله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر
أخاك ظالما أو مظلوما فقلت يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما قال: تمنعه
من الظلم فذلك نصرك إياه» متفق على صحته، فهذه ثلاثة أحاديث ١٢ عينا رأت من رأى النبي
صلى الله عليه وسلم، وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وسألته عن الخلوة
وأسمائها فقال هي سبعة أيام، وأسماؤها يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا نهاية
النهايات يا نور الأنوار يا روح الأرواح.
واعلم أنه إذا أكثر عليك
في الخلوة خاطر الشهوة فتوضأ واذكر يا هادي، وإذا كثرت عليك الأفكار، فاذكر يا لطيف،
ولشهوة الطعام اذكر يا قوي، ولضيق العيش يا فتاح، ولكثرة الخواطر النفسانية والخيالات
الشيطانية يا ذا القوة، وإذا جاءك أمر وحصل منه قلق فاذكر يا باسط، وإذا توجهت إلى
شيء من أمور الدين فاذكر يا قوي يا عزيز يا عليم يا قدير يا سميع يا بصير وتتوضأ للجميع.
وأما شيخنا أبو عبد الله القرشي، فهو من أعيان مشايخ الغرب ومصر قال: لقيت من المشايخ
الكبار وأخذت
عن أكثر من ستمائة شيخ، وقال:
دخلت يوما على أبي محمد المغاوري فقال: أعلمك شيئا تستعين به إذا احتجت إلى شيء؟ فقلت:
نعم فقال لي: قل يا واحد يا أحد يا واجد يا جواد، انفحنا منك بنفحة خير إنك على كل
شيء قدير. قال: فأنا أنفق منها منذ سمعتها وقال: رأيت أن القيامة قد قامت، ومراتب الخلق
فيها، ومقامات الأنبياء، وصور الأعمال كيف تظهر على أربابها، ورأيت البرزخ، وحال الموتى
فيه، وكشف لي عن حقائق القرآن العظيم واطلعت على أسراره وما فيه.
وأما شيخنا الإمام العارف
بالله العلامة أبو الحسن الحراني قدس الله سره، فقد ظهرت منه أحوال غريبة، واشتهرت
عنه حكايات عجيبة، وكان فاتق اللسان في علم الحروف والأسماء، وعارفا بمراتب الخواص،
وهو الذي قال من سنة بلغت: لم تفتني ليلة القدر في كل سنة، وقال رحمه الله تعالى: إذا
كان أول شهر رمضان ليلة الأحد، كانت ليلة القدر تسعة وعشرين منه، وإذا كان ليلة الإثنين
كانت الحادي والعشرين منه، وإذا كان الثلاث كانت الرابع والعشرين منه، وإذا كان الأربعاء
كانت ليلة العشرين منه، وإذا كان الخميس كان ليلة الخامس والعشرين منه، وإذا كان الجمعة،
كانت التاسع عشر منه، وإذا كان السبت كانت ليلة الثالث والعشرين منه، وله في علم الحرف
مصنفات عظيمة الشأن منها كتاب اللمعة، وكتاب شمس مطالع القلوب، وغير ذلك من الفوائد
النورانية والزوائد العرفانية، وهو أبو الحسن بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد الحراني،
سكن حماه ومات بها سنة ٥٣٨ قال: لولا اللطف والإفضال لما طاب الحديث ولا الكلام قال
صلى الله عليه وسلم «إن الله عبادا إذا نظروا إلى عباده ألبسوهم لباس السعادة» وفي
المثل السائر: عجبي لمن رأى مفلحا ولم يفلح. وأول ما يصدر من لحظات همته السامية القلبية،
وشاهد نزك الوارد في بداية صحته الموصلة للسعادة الأبدية كشفانية الحروف الطبيعية قبل
وجود كونيتها، وفهم نسبة بنيتها العددية بغير شهود عينها، والحمد لله رب العالمين حمدا
يوافي نعمه ويكافي مزيد كرمه، سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، إن
وفقت العبد الضعيف للاقتداء بشيخ مرشد فاضل، وحبر عارف هو نادر في هذه الدار، فطوبى
لمن رآه ورأى من رآه فقد فاز فوزا عظيما، ولقد أحسن الشيخ الإمام أبو عبد الله السلمي
قدس الله روحه في مقالته بعد أن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «طوبى لمن
رآني وطوبى لمن رأى من رآني»، أي طوبى لمن أثر فيه بركات نظري ومشاهدتي، وطوبى لمن
أثر فيه نظر ومشاهدة أصحابي، وهكذا الحال إلى أن بلغ حكماء الأمة، وأولياء الله تعالى
في أرضه، فكل من أثر فيه نظر حكيم أو مشاهدة ولي فإنما ذلك التأثير من نظر النبي صلى
الله عليه وسلم إلى أصحابه على اختلاف أحوالهم، فأثر كل واحد بحسب حاله، ولهذا جرى
التأثير في المشايخ والمريدين، ويجري إلى آخر الدهر لأن إسناد الأحوال كإسناد الأحكام
وذلك ألطف وأدق.
واعلم أيها الواصل إلى كتابي
هذا أني قد صرحت لك في أبوابه بما ألهمني الله تعالى، وأعاد عليّ إحسانه وجوده، وأجرى
على لساني من لطائف شمسية، ومعارف كشفية، وروضة سندسية، وحديقة نرجسية، وعقيقة مشرقة،
ولؤلؤة مبرقة، ودرة مضيئة، ولمعة نورانية، وبرقة رحمانية، وصورة مريمية، وصورة يوسفية،
وحكمة لقمانية، وحجة سليمانية، ودعوة يونسية، وعصى موسوية، وحلة آدمية
وصحف شيئية، وسفينة نوحية،
وسطور لوحية، وليلة قدرية، ونسمة سحرية، وجواهر بهية، وزمردة سنية، وزيتونة شفعية لا
شرقية ولا غربية، وبردة محمدية، ووردة أحمدية، وفيحة مسكية، ونفحة ملكية، ورموز معنوية،
وأنوار عرشية، ورقوم هندية، ورسوم قبطية، وخطوط إدريسية، وعلوم عيسوية، وفهوم فتحية،
وأعداد هندية، وأرصاد يونانية، وأشكال هندسية، وأسرار فرقانية، وآثار روحانية، وخواص
صمدانية، وأسماء ربانية، وإشارات عددية، وعبارات حرفية، وكلمات قدسية، ودعوات علوية،
ودوائر رقمية، ولطائف زوجية، ومعارف فردية، ومعادن زبرجدية، وطلاسم آصفية فيها الغنا
الأكبر، والكبريت الأحمر، والياقوت الأزهر، والزمرد الأخضر، والجوهر المصون، واللؤلؤ
المكنون، والاسم الأبهر، والذكر الأنور، والمسك الأذفر، والعنبر الأشهب، يفهمك أسرار
البدايات، ويطلعك على معالم النهايات، فطوبى لمن كان بكعبته طائفا وعلى عرفات عرفاته
واقفا:
معانيها تحت الحروف كأنها
... بدور بأنوار الحقائق تشرق
فرمزت ألطف مما رمزوه وصرحت
عن بعض ما كتموه، ولولا خيفة إذاعة الأسرار لرفعت الأستار امتثالا لقوله صلى الله عليه
وسلم إفشاء سر الربوبية كفر، وقول علي عليه السّلام «حدثوا الناس على قدر عقولهم»،
والله تعالى يقول وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وما نُنَزِّلُهُ إِلّا
بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ولو شئت لبسطت عن لسان التصريح وكشفت التلويح:
من آمنوه على سر فنم به
... لم يطلعوه على الأسرار ماداه
ومن أراد ترقي حضيض النفس
إلى أوج جنة المأوى، فعليه بمطالعة كتابي هذا مرة بعد أخرى، فإنه نعم الرفيق ونعم الأنيس
الشفيق ونعم الجليس الصديق لأهل الطريقة والحقيقة، ونعم السلاح للمجاهدة، ونعم الرماح
للمشاهدة حتى إني ما نطقت عن الهوى، بل هي نار اقتبستها من أيمن وادي السعادة أشعلته
من وادي طور النور على أغصان شجرة الحضور لما سلكت وادي التحقيق بموافقة رفيق التوفيق
بالحد الحديد والجد الجديد والسعد السعيد والعزم الشديد إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ
كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ وقال بعض الحكماء من لم يحركه
العود وأوتاره، والربيع وأزهاره، فهو فاسد المزاج وقد يحتاج إلى العلاج:
ما ضر شمس الضحى وهي ذي
... طالعة أن لا يرى ضوءها من ليس يبصر
فمن فهم رموزه وفك طلاسم
كنوزه، ظفر بالعلم المكنون والسر المصون والاسم الأعظم والذكر الأفخم، فإن دعيت في
روض الحديقة السندسية، والروضة النرجسية، والدوحة الأشرفية، والدرجة المرموزية، والنفحة
المعنوية، والنزعات الملكية، والجنان الفردوسية، والصحف القدسية، والأسماء النورانية،
والأسرار الصمدانية، والدعوات الرحمانية، واللطائف العرفانية، والنزلات الروحانية،
والعوارف الفرقانية، والإشارات العرشية، والتلويحات اللوحية، والتصريفات الكشفية، والعمارات
الصوفية، والمزامير الداودية، والعلوم اللدنية، والتصاريف الموسوية، والخواتم السليمانية،
والمواعظ
اللقمانية، والفتوحات المكية،
والنفحات الدهرية، والحقائق الجمالية، والأشكال التأسيسية، والدوائر الأطلسية، والفوائد
الأمجدية فعليك بكشف الحجب عن بصيرتك لتصفح لوحك الذي مر بكتاب الله المبين وسره القويم
وكنزه القديم قال تعالى: وفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ فمن لم يعرف كتابه الذي
هو هو فليس هو هو:
وافق رسوم هياكل قد سطرت
... تنبيك عن سر الخطاب المبهم
فاقرأ كتابي قد كفى بك شاهدا
... يهديك منه بعلم ألم تعلم
وربما كان الحجاب كشفا والظهور
خفاء. واعلم أن كتابي هذا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كما قال تعالى لَهُ
مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ
فما وجدته فيه، فاعلم أن الأمر فيه كما وجدته، وبالله أقسم لا ألقيه لك إلا ظاهرا،
ولا أدعك فيه متفكرا، فإن كنت تنكره وتلقيه فللبيت رب يحميه، وكن فطنا لتلقيه، فمن
كان ذا عقل كان الله شاهده، ومن كان ذا نفس كان الجسم شاهده، فيا حسرتاه على من كان
في نهار غفلته مفرطا، وعن رفقة ذوي المعارف مثبطا لقد بان خسرانه عند أرباح العالمين،
ونسخ اسمه من لوح المقربين، أعاذنا الله وإياكم من وهانة العبد ومقت الطرد، إنه متفضل
كريم، متجمل رحيم، رحمن جواد، منعم متفضل، مجازي بالإحسان، والله أسأل أن يلهم لفهم
ما رمزناه وكشف ما سترناه أخا صديقا وخلاّ موافقا حقيقا. وفي هذا القدر كفاية لمن وفقه
الله تعالى. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم
النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين إلى يوم الدين، كلما ذكره
الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون والحمد لله رب العالمين.
تم بحمد الله وعونه وحسن
توفيقه الجزء الرابع من كتاب شمس المعارف الكبرى للإمام العالم العلامة والحبر البحر
الفهامة أحمد بن علي البوني المتوفى سنة ٦٢٢ اثنتين وعشرين وستمائة وبتتمة هذا الجزء
تمام الكتاب نفع الله به المسلمين ورحم الله مؤلفه وقدس الله سره آمين بجاه سيد المرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وشرف ومجد وعظم وكرم
مجموعة أربع رسائل
رسالة ميزان العدل
في مقاصد أحكام الرمل
مجموعة أربع رسائل
رسالة ميزان العدل في مقاصد
أحكام الرمل
ويليها
رسالة فواتح الرغائب في خصوصيات
أوقات الكواكب
ويليها
رسالة زهر المروج في دلائل
البروج
ويليها
رسالة لطائف الإشارة في خصائص
الكواكب السيارة
تأليف العلامة الفاضل السيد
عبد القادر الحسيني الأدهمي نفع الله بعلومه المسلمين آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له الخلق
والأمر كما له الإبداء والإنشاء، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من
علمه إلا بما شاء، أحمده سبحانه وتعالى وهو ولي الحمد ومولى النعم، منزل نون والقلم
علم الإنسان ما لم يعلم علم بالقلم، حمدا يليق بجلال كبريائه، وكبرياء جلاله وهو الولي
الحميد، ويستوجب من عوارف آلائه ووارف نعمائه كرامة المزيد وأشكره جل جلاله وعم نواله
على عميم ألطاف صونه، وإمداد عواطف فضله بإسعاد إسعاف عونه، شكرا يليق بمجد ربوبيته
وعظمة ألوهيته وهو العلي الشكور، ويستوجب دوام عنايته وشمول رعايته في كل الشؤون والأمور،
وأشهد أن لا إله إلا هو العليم الخبير عالم الغيب والشهادة، الذي ليس كمثله شيء وهو
السميع البصير، له الحكم والقضاء والإرادة، وأشهد أن سيدنا وسندنا محمدا عبده ورسوله
نقطة دائرة الوجود، منها كل عرفان ومصدر كل عارفة، ومورد كل فضل وجود، الذي أرشد به
عباده إلى النهج الأسلم، وشرفنا ببعثته على سائر الأمم، كما بدأ به الإيجاد ولنظام
المرسلين وسلك النبيين ختم، وأطلعه وهو الأمين المأمون، من خفيّ غيب سره المكنون، على
دقائق ما كان ويكون، من حقائق رقائق علمه المخزون صلى الله تعالى وسلم وشرف ومجد وعظم
على ذاته المكملة ومقامه المقدس، وعلى آله أولي الشرف الأثيل، وصحبه ذوي القدر الجليل
والهدى الأنفس، وعلى التابعين لنهجهم القويم ومن تبعهم بإحسان، على ممر الزمان بتعاقب
الأنام في كل عصر وأوان، صلاة وسلاما دائمين متلازمين ما الليل عسعس والصبح تنفس في
المقصد الأول: في شأن
هذا العلم
كل لمحة ونفس، عدد ما وسعه
علم الله القديم الأقدس. أما بعد فيقول العاجز الحقير من هو لكل ضعف ينتمي، عبد القادر
بن علي الحسيني الأدهمي، نزيل دار الهجرة رحاب حامي الجار المدينة المنورة، خادم الفراشة
الشريفة في الحجرة المنيفة النبوية المطهرة، كان الله تعالى له حيث كان بعون عنايته،
وعين رعايته، وأحله سرادقات عز صون وقايته، بدوام حمايته آمين. اللهم آمين، وهذه عجالة
وجيزة اقتطفت فرائد فوائدها، ورسالة عزيزة دونت عوائد مقاصدها، في تحرير مهمات أصول،
وتقرير حاصلات فروع من علم الرمل، بعرائس عبارات ونفائس إشارات لخاطب حسنها، دانية
الوصل، تبصرة للمستشرف إليه، وتذكرة للمشرف عليه، تحقق أمل الطالبين، وتقرب عمل الراغبين،
بعون ممدّ الكون بعوارف معارف الصون جل جلاله وعم نواله:
إذا ما أراد الله إتحاف صونه
... حباه بألطاف إسعاف عونه
وإن كان عون الله للمرء واصلا
... له أخدم الديان عالم كونه
وقد جعلتها على ثلاثين مقصدا،
رقت وراقت مصدرا ومنهلا وموردا، ذلّلت قطوف حقائق دقائقه الجمة تذليلا، وفصلت بموجز
البيان مجمل جمله المهمة تفصيلا وسميتها ميزان العدل في مقاصد أحكام الرمل، وأسأل الله
الكريم من فضله العميم، أن يجعل بها النفع العام، على مدى الزمان للخاص والعام، ويجعل
السعي بها مشكورا، والعمل صالحا متقبلا مبرورا، ويكفيها شر كل حسود زنيم، ومكر كل عدو
بغيض لئيم، والله سبحانه خير مجيب، واكرم موئل ومأمول ومثيب، عليه توكلت وإليه أنيب،
وهو عز شأنه أقرب قريب، وحسبي الله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
المقصد الأول في شأن هذا
العلم
وهو في الحقيقة سر عظيم،
من أسرار العزيز الحكيم، نزل من السماء فتلقاه التراب وما فيه، فكانت أحكامه تبرز الضمير
في كل شيء وتبديه، وهو عند ذوي الأبصار، ملحوظ بأعين الإعتبار، ورد أن أول ما نزل به
بأمر الملك العلام، جبريل الأمين على إدريس، وبعده على نوح عليهم الصلاة والسلام، وقد
اعتنى به من المتقدمين والمتأخرين، الجم الغفير وأعلام العلماء وأئمة العارفين، وجاء
على ما قيل الإشارة إليه، في حديث نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، كان نبي من الأنبياء
يخط فمن وافق خطه فذاك، فهو على جليل شأنه وعظيم برهانه علم عزيز الإدراك، وعلى قدر
الإحاطة به تكون المعرفة، وعلى قدر التحلي يكون التجلي بكمال الصفة، لأن عباراته بعيدة
الغور، وإشاراته متسلسلة الدور، وأحكامه خفية المدارك، ونتائجه بعيدة المسالك، يحتاج
إلى استغراق اللب السليم في قصد طريق كنهه المستقيم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله
ذو الفضل العظيم. وموضوعه: الرمل وهو النقطة، وذلك أن البحث عنها من جهتين: الزوج والفرد،
وهما أعراض ذاتية له، ومحلها بيوت وأشكال حالة فيها. وحكمه: أنه ظني الثبوت، ظني الدلالة
يجوز استقراؤه والإحاطة به على وجه الإعتدال والله أعلم.
المقصد الثاني: في مبحث
موضوعه
المقصد الثالث: في بيوت
الرمل
المقصد الرابع: في أشكال
البيوت
المقصد الثاني في مبحث موضوعه
الرمل المبحوث عنه في هذا
العلم هو الأسطر الموضوعة من نقط متتابعة من غير عدد، على أربعة خطوط، كل خط منها على
أربعة أسطر، أول سطر من كل خط يزيد على اثنتي عشرة نقطة، وما بعده أطول منه، ويؤخذ
من كل خط حاصل كل سطر من بعد إسقاطه زوجا زوجا، فيخرج من الخط شكل على أربع مراتب،
من كل سطر مرتبة وهي إما زوج وإما فرد، ثم تتولد أشكال الأربعة خطوط المذكورة إلى ستة
عشر شكلا، كل شكل منها يدل على بيت مخصوص، له دلالة مخصوصة في هذا العلم، وتنحصر مسائله
ودلائله في هذه البيوت، فإما أن تكون مراتب الشكل الأربعة الحاصلة من خط الرمل، أو
من التولد متألفة من الفرد فقط هكذا، أو من الزوج فقط هكذا، أو من الزوج والفرد معا،
وذلك أما أن تكون إحدى مراتبه زوجا الأولى، أو الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة، وإما
بعكس ذلك بأن يكون احدى مراتبه فردا الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة وإما
أن يكون فيه مرتبتان زوجيتان ومرتبتان فرديتان كلتاهما أوليين، أو أخريين، أو متوسطتين
أو هما متضادتين، فتلك ستة عشر شكلا، واحد منها فردي، وآخر زوجي، والبواقي متألفة منهما
ينتهي إليها بلا مزيد عليها الحصر، وفيها تنزل ذلك السر، والله سبحانه وتعالى أعلم.
المقصد الثالث في بيوت الرمل
مسائل أدلة الرمل ستة عشر
هي بيوته التي هي موضوع مباحث قضاياه، ولكل بيت منها اسم خاص به وهي: الجودلة، والأحيان،
والعتبة الداخلة، والبياض، ونقي الخد، والعتبة الخارجة، والحمرة، والأنكيس، والنصرة
الخارجة، والعقلة، والاجتماع، والنصرة الداخلة، والطريق، والقبض الخارج، والجماعة،
والقبض الداخل، وقد يلقب الأول بالكوسج، والثاني بالضاحك، والثالث بالراية والرابع
براية فرح، والخامس بالأشقر، والثامن بالمنكوس، والعاشر بالثقاف، والثاني عشر بالسعادة،
ويجمعها على الترتيب المذكور هذان البيتان.
وجودلة الأحيان راية بياضه
... نقي على الأعتاب حمرة أنكيس
ونصرة عقل الاجتماع لنصرة
... طريق لقبض والجماعة في الكيس
المقصد الرابع في أشكال البيوت
الأشكال الحاصلة من الرمل
هي دلالات قضايا التي هي بيوت مسائله، كل شكل منها حال في بيت من تلك البيوت، خاص به
ودال عليه على الترتيب السابق في أسمائها كما ترى:
جودلة أحيان عتبة داخلة بياض
... نقي الخد عتبة خارجة حمرة انكيس
نصرة خارجة عقلة اجتماع نصرة
داخلة ... طريق قبض خارج جماعة قبض داخل
المقصد الخامس: في
مدلولات البيوت
المقصد السادس: في
أحكام أدلة البيوت
المقصد الخامس في مدلولات
البيوت
لكل بيت من البيوت المذكورة
مدلول خاص يدل عليه بنفسه، فالأول يدل على النفس والحياة وابتداء الأمور والمقاصد.
والثاني يدل على المال والكسب والأعوان وعلى ما يستحب. والثالث يدل على الإخاء والنوال
والحركة وعلى ما يستحب أيضا. والرابع يدل على الآباء والأمهات والكبار والأكابر والعقار
والعاقبة. والخامس يدل على الأولاد والخدم والهدايا والكساوى ومفرحات الأمور. والسادس
يدل على الأسقام والهموم والأنكاد وعلى الإماء والعبيد. والسابع يدل على النساء والشركاء
والخصماء والمتاع وأحوال الناس وكل معاملة بين اثنين. والثامن يدل على الموت والعدم
وعلى الشرور وعلى المواريث. والتاسع يدل على الأسفار والرسل والغياب والعلم والدين.
والعاشر يدل على الحكم والسلطنة والناموس والتجارة والعز. والحادي عشر يدل على الآمال
والرجاء والأصدقاء والسعادات.
والثاني عشر يدل على اليأس
والإنقطاع والعند والأحزان والعداوات. والثالث عشر يدل على السر والسؤال وصورة نفس
السائل. والرابع عشر يدل على المسؤول عنه وصورة المطلوب. والخامس عشر ميزان مسائل الرمل.
والسادس عشر عاقبة العاقبة في الأمر. وتجمع هذه الدلالات على الترتيب المذكور إشارات
هذين البيتين:
١ ٢ ٣ ٤ ... ٥ ٦ ٧ ٨
حياة وكسب والاخاء ووالد
... بنون وسقم والفراش وذو القبر
٩ ١٠ ١١ ١٢ ... ١٣ ١٤ ١٥
١٦ رحيل وحكم والرجاء وضده ... وسائل ومسؤول وعاقبة الأمر
المقصد السادس في أحكام أدلة
البيوت
أدلة البيوت المذكورة، إما
أنت تكون دلالتها متعلقة بالحال والاستقبال، أو الماضي فتدل بنفسها على ذلك، وتتفاوت
فيه قوة وضعفا، فالأول منها والرابع والسابع والعاشر دلالته على الحال، فيدل على ما
قد حضر من الأمور، وما هو فيه، وعلى القوة في كل شيء، والثاني والخامس والثامن والحادي
عشر دلالته على الاستقبال، فيدل على ما قد يكون من الأمور، والثالث والسادس والتاسع
والثاني عشر دلالته على المضي، فيدل على ما قد مضى وفات من الأمور، والأربعة الباقية
شواهد للأربعة الأولى ومشاركة لها، ومراتب القوة والضعف من حيث هي هي على هذا التقسيم،
فأعلاها قوة القسم الأول، وأوسطها القسم الثاني، وأدناها القسم الثالث، وأشدها قوة
البيت الأول، فالعاشر فالسابع، فالرابع فالحادي عشر فالثامن، فالخامس كالثاني، فالتاسع
فالثالث، وهنّ في الخيرة على هذا الترتيب ما عدا الثامن والسادس والثاني عشر فهنّ أردأ
البيوت.
المقصد السابع: في أقسام
البيوت
المقصد الثامن: في
مناظرات البيوت
المقصد التاسع: في سواقط
المناظرة
المقصد العاشر: في
مطالبات البيوت
المقصد السابع في أقسام البيوت
تنقسم البيوت المذكورة إلى
أربعة أقسام: الأول يسمّى أوتادا وهي البيوت الدالة على الحال، الثاني يسمى ما يلي
الأوتاد وهي البيوت الدالة على الاستقبال، الثالث يسمى سواقط وهي البيوت الدالة على
المضي، الرابع يسمى زوائد ومشاركات، وهي بيوت شواهد القسم الأول كل بيت منها شريك بيت
منه، فالأول منها شريك الوتد الأول ويسمى وتد الوتد وشاهده، والثاني منها شريك الوتد
الثالث، والثالث منها شريك الوتد الرابع، والرابع منها شريك الوتد الثاني، ويقال للوتد
الأول الطالع ووتد المشرق، وللوتد الثالث الغارب، ووتد المغرب، وللوتد الثاني وتد الأرض
ووسطها، وللوتد الرابع وتد السماء، ووتد وسط السماء.
المقصد الثامن في مناظرات
البيوت
البيوت الاثنا عشر ما عدا
الزوائد والشواهد الأربعة، منها ما هو متناظر، ومنها ما هو غير متناظر، فالمتناظرات
منها ثمانية وكلها مناظرات للطالع وهي: الأول والثالث والرابع والخامس والسابع والتاسع
والعاشر والحادي عشر، وهو نظر تسديس وتربيع وتثليث ومقابلة، فنظر التسديس من الثالث
والحادي عشر، ونظر التربيع من الرابع والعاشر، ونظر التثليث من الخامس والتاسع، ونظر
المقابلة من السابع، وذلك أن الطالع ينظر من أمامه إلى الثالث والرابع والخامس ويسمى
النظر الأول، وينظر من خلفه إلى الحادي عشر والعاشر والتاسع ويسمى النظر الثاني وهو
أقوى من الأول ويسمى نظر الاستعلاء، وينظر إلى السابع نظر مقابلة، وهذه المناظرات تدل
على الأعداء المجاهرين وعلى المعاندة والمنازعة، ونظر التربيع وسط من النظر لا يجاهر
بعداوة ولا بمقاومة ومعاندة ومنازعة، ونظر المقابلة عدو منازع.
المقصد التاسع في سواقط المناظرة
البيوت الأربعة الباقية من
الاثني عشر بيتا وهي: الثاني والسادس والثامن والثاني عشر غير متناظرات ساقطة عن الطالع
لا ينظر إليها، وهن ما عدا الأول منهن الذي هو البيت الثاني، عدوات للطالع شديدة العداوة،
فالثالث منهن الذي هو البيت الثامن فيه منحسة شديدة لأنه بيت العدم والهلاك، والثاني
الذي هو البيت السادس بيت الأمراض والعيوب والأنكاد، والرابع الذي هو البيت الثاني
عشر بيت البلايا والأحزان، وكل شكل حل فيهن يكون مسلوب القوة والمنفعة وقد يؤذن بالضرر،
وأما الأول فهو سعيد غير مذموم ويعرف بالخيرة لأنه يصعد إلى الطالع.
المقصد العاشر في مطالبات
البيوت
البيوت الستة عشر المرقومة
كل بيت منها يطلب سابعه، والسابع مطلوب له، وكذلك المطلوب يطلب سابعه وسابعه مطلوب
له، وهكذا حتى ينتهي الطلب إلى الطالب الأول فيصير حينئذ مطلوبا
المقصد الحادي عشر:
في أدلة شواهد البيوت
المقصد الثاني عشر:
في تسكين دائرة الرمل
لمنتهى مطلوباته، وتنحصر
هذه المطالبات ببيتي الجودلة والأحيان فكل واحد منهما يطلب سابعه من التسكين المتقدم
وضعه، والسابع يطلب سابعه على التوالي حتى ينتهي الطلب إليهما، وبه تتم المطالبات،
ومدار العمل في مبادئ النظر في شأن طالع الرمل على اعتبار مطلوبه الأول أي من التسكين
دون الرمل المضروب، واعتبار الحكم في منسوبات ذلك الطالب والمطلوب، وهذه كيفية المطالبات
كل شكل مطلوبه ما بعده، وطالبه ما قبله:
(جودلة) حمرة طريق عتبة داخلة
... نصرة خارجة جماعة نقي اجتماع
(احيان) انكيس قبض خارج بياض
... عقلة قبض داخل عتبة نصرة داخلة
المقصد الحادي عشر في أدلة
شواهد البيوت
كما أن كل بيت يطلب سابعه،
كذلك يطلب دليلا وشاهدا، فدليل كل بيت من التسكين، ومن الرمل المضروب البيت الذي يكون
ثالثه، فهو دليله وشاهده، وكيفيته كالمطالبات وهذه صورتها:
جودلة راية أشقر حمرة
... نصرة خارجة اجتماع طريق جماعة
أحيان بياض عتبة انكيس
... عقلة سعادة قبض خارج قبض داخل
وكذلك لكل بيت يسار، كالدليل
والشاهد، وهو البيت الذي يكون سادسه، ويمين وهو البيت الذي يكون عاشره، ومدار ذلك على
هذا التسكين، كل شكل منه ما بعده يساره وأوله يسار آخره كما ترى:
جودلة عتبة خارجة ... اجتماع
قبض داخل
نقي الخد عقلة ... جماعة
بياض
نصرة خارجة قبض خارج ...
عتبة داخلة انكيس
طريق احيان ... حمرة نصرة
داخلة
المقصد الثاني عشر في تسكين
دائرة الرمل
وبيوت الرمل بالنظر إلى أحكام
المطالبات والأدلة والشواهد واليسار واليمين على ما تقدم، وأحكام سير الطالع في الرمل
إلى مرتبة البيت الذي يكون له حكم منسوباته باعتبار سيره إليه وحلوله فيه تكون دورية
متسلسلة، ومن ثمة يكون وضعها على شكل دائرة تسمى دائرة التسكين، مطلوب كل بيت منها
سابعه عن يساره، ودليله وشاهده ثالثه كذلك، ويساره سادسه، ويمينه عاشره، وكل شكل منها
يظهر في أول ضرب الرمل يعد طالعا ويعتمد سيره على يمين دائرة التسكين، فحيث انتهت إليه
مرتبة العدد من قطب الدائرة وهي الجودلة التي هي أول البيوت تعطى له تلك المرتبة عن
يسارها، ويكون له منسوبات ذلك البيت وضمائره وأحكامها في خصوصها وعمومها وهذه كيفية
الدائرة:
المقصد الثالث عشر:
في تسكين المناظرات
المقصد الرابع عشر:
في مضمون الرمل
مثلا ظهر في طالع الرمل المضروب:
طريق مرتبته العددية عن يمين الدائرة خمسة، فيكون سيره إلى بيت نقي الخد الذي مرتبته
عن يسار الدائرة خمسة، فيكون الضمير وحكم المنسوبات في ذلك البيت، ويبقى له حكم المطلوب
من يسار الدائرة الذي هو بيت العتبة الداخلة، وحكم بيت الدليل وبيت اليسار منها ومن
الرمل أيضا.
المقصد الثالث عشر في تسكين
المناظرات
اعتبار النظر في الاستدلال
والحكم بالمنسوبات يكون إلى الطالع وما هو ساقط عنه، ومناظرات التسديس والتربيع والتثليث،
ونظر المقابلة الذي هو نفس المطلوب وما لذلك من المشاركات، وكيفية وقوع المطالبات واستبانة
أحكامها ومنسوباتها، وذلك يكون على طريق تسكين هذه الدائرة وكيفيتها:
المقصد الرابع عشر في مضمون
الرمل
معرفة مضمون الرمل من النظر
والنطق والاتصال والانفصال يكون بضرب الطالع في شكل الأحيان في الأول، والحمرة في الثاني،
والبياض في
المقصد الخامس عشر:
في شروط عمل الرمل
الثالث، والأنكيس في الرابع،
وللطالع وأشكال البيوت بيت مال ينسب إليها ويحكم بمنسوباته عليها، وهو حاصل ضرب الشكل
في شكل الجودلة، وهذا جدول في حاصلات ضرب الأشكال كما ذكر:
المقصد الخامس عشر في شروط
عمل الرمل
ينبغي أن يكون من وقت طلوع
الشمس إلى وقت استوائها، وإذا جاوزت الزوال، وأن يضرب عن أول النهار إلى انتصافه، وأن
يراعى فيه الأيام السعيدة من الشهر، ويجتنب الأيام النحسة، وقد يجعلها إشارات هذين
البيتين
محبك يرعى هواك فهل ... تعود
ليال بضد الأمل
فمهمله السعد فيه أتى
... ومعجمه النحس فيه حصل
المقصد السادس عشر:
فيما ينبغي تلاوته عند العمل
المقصد السابع عشر:
في كيفية وضع الرمل
المقصد الثامن عشر:
في استخراج أشكال الرمل
وأن يكون فاعله فرحا منشرح
الخاطر خاليا عن الشواغل، ويكره في يوم غيم، ووقت الريح والمطر ووقت رواح الدواب، وأصح
الرمل ما ضرب في الليل، وأن لا ينظر إلا لمن يأتيه طامعا أو محوجا أو مغموما غير متعنت
ولا عابث، لأن الحاجة إنما تخرج على قدر اهتمام السائل بها، فإن الأعمال لا تقوم إلا
بالهمة والاعتقاد الجازم بالإجابة، فإن النفوس لها تأثير تام وفعل قوي عند توجهها إلى
مطلوبها، فتنفعل لها الأمور بحكم المقدور، وينبغي أن لا يدخل حاجة لم يسأل عنها في
حاجة يسأل عنها في حاجة قد سئل عنها في أثناء الشروع في العمل، وإن همم الناس، فإن
القياس والعمل على قدر همة السائل، ويستفهم افهامهم، وأصوب ما تكون المسألة أن يسأل
السائل عن نفسه، أو يبعث من يسأل له ممن يعنيه أمره وعما يعنيه من الأحوال والشؤون،
وليجعل ضارب الرمل القلم على البنصر حالة خط الرمل، لأن له اتصال بالقلب، وأن يكون
القلم من البوص، وأن لا يتكلم هو ولا أحد لديه حالة العمل، فإن مراعاة هذه الأمور لم
يكد يخطئ معها الرمل.
المقصد السادس عشر فيما ينبغي
تلاوته عند العمل
ينبغي قبل الشروع في العمل
تلاوة الإخلاص ثلاثا والفاتحة مرة، وإهداء ثواب ذلك لحضرة سيد المرسلين، وسيدنا نوح
وسيدنا إدريس وإخوانهم من الأنبياء والمرسلين صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين،
ثم عند الشروع في العمل تلاوة قوله تعالى وعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها
إِلّا هُوَ ويَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا
يَعْلَمُها ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ
مُبِينٍ وقوله تعالى هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ
هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ
اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ
الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وقوله تعالى: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
المقصد السابع عشر في كيفية
وضع الرمل
يجعل أربعة خطوط رباعية الأسطر
من غير عدد، كل سطر زائد على الآخر، على صورة قرن الغزال بحيث يزيد السطر الأول منها
على اثني عشر نقطة على هذا النمط:
المقصد الثامن عشر في استخراج
أشكال الرمل
كيفية استخراج الأشكال من
الرمل هو أن تسقط نقط سطور كل خط اثنين اثنين مبتدئا من الخط الأول، وسطره الأول على
التوالي، ويؤخذ ما بقي من كل سطر زوجا كان أو فردا على التوالي، فيحصل
المقصد التاسع عشر:
في تمثيل ذلك
من ذلك أربعة أشكال، من كل
خط شكل، من كل سطر من ذلك الخط مرتبة من ذلك الشكل، وتسمى هذه الأشكال الأربعة أمهات،
والشكل الأول هو الطالع، ثم يؤخذ من رؤوس أشكال الأمهات شكل أول، ومن صدورها شكل ثان،
ومن أعجازها شكل ثالث، ومن أذنابها شكل رابع، وتوضع هذه الأشكال الأربعة المذكورة سطرا
متوازيا نظير سطر الأمهات عن يسارها ويسمى البنات، ثم يؤخذ من ضرب كل شكلين من أشكال
الأمهات وأشكال البنات شكل يوضع بأدناهما، فيخرج من ذلك أربعة أشكال أخر تسمى الحفيدات
أي بنات البنات شكلان من الأمهات وشكلان من البنات، ثم يؤخذ من أشكال الحفيدات من ضرب
كل شكلين شكل، فيخرج شكلان يسميان: السائل والمسؤول عنه، ثم يؤخذ من ضرب الشكلين المذكورين
شكل هو تمام العمل وشاهد الرمل ويسمى الميزان، ولا يكون إلا زوجا، فإن خرج فردا ففي
العمل خطأ، ثم يؤخذ من ضرب الميزان مع الطالع شكل يسمى عاقبة الأمر، وبه ينقضي الالتباس.
المقصد التاسع عشر في تمثيل
ذلك
صور استخراج أشكال الخطوط
الأربعة الموضوعة في المقصد السابع عشر بإسقاطها زوجا زوجا هكذا:
المقصد العشرون في حقيقة
الاستخراج
إنما كان أس بيوت الرمل أربعة
التي هي بيوت الأمهات لسرعة الموافقة لاسم الذات الأقدسية والواجب الوجود، الله تعالى
شأنه، وتقدس سلطانه، وجل جلاله، وعم نواله، ولباطن اسم آدم وظاهر اسم محمد عليهما الصلاة
والسلام، ولكون أصول المولدات الكونية من عناصر أربعة: النار والتراب والماء والهواء،
والطبائع أربعة: الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة، والجهات أربعة: الشرق والغرب
والشمال والجنوب، وفصول الزمان أربعة: ربيع وصيف وخريف وشتاء، ومزاجات الإنسان أربعة:
دم وصفراء وبلغم وسوداء، ومراتبه الوجودية أربعة: بطون وظهور فبطون فظهور، وأصول ما
عليه مدار شؤون وجوده أربعة: الحياة النفسانية وما يتعلق بها من ابتداء الأمور والمقاصد،
وكل أول وآخر وباطن وظاهر، وذلك مدلول البيت الأول وشؤون المال والكسب، وذلك مدلول
البيت الثاني، وأحوال حركات الأعمال وذلك مدلول البيت الثالث، ونتائج ذلك من الملك
والعقار، وعاقبة تلك
المقصد الحادي والعشرون:
في مسائل عمل الرمل
المقصد الثاني والعشرون:
في أحكام الضمير
المقصد الثالث والعشرون:
في حكم المطلوب في الرمل
المقصد الرابع والعشرون:
في أحكام المطلوب
الأمور، وذلك مدلول البيت
الرابع وما وراء ذلك متفرع عن هذه الأصول درجة درجة ومرتبة مرتبة كما هو واضح معقول،
وفي هذا الإلماع كفاية لذوي الفهم والدراية والله سبحانه اعلم.
المقصد الحادي والعشرون في
مسائل عمل الرمل
عمل الرمل الصحيح لا يخلو
من أحد أمرين: إما أن يكون قطريا، وإما أن يكون ضلعيا، وذلك بالنظر إلى ميزان العمل
وهو البيت الخامس عشر، فإن كان من شكلين فردين فهو قطري، وإلا فهو ضلعي، وعلى كلتا
الحالتين لا يكون إلا زوجا، فإن خرج فردا يكون في العمل خطأ كما تقرر، فتلك مسائل العمل.
المقصد الثاني والعشرون في
أحكام الضمير
يكون في وجه شكل الطالع ضمير
الرمل المضروب، وفي مرتبته من آخر بيوت الأمهات إلى آخر بيوت البنات، فينحصر ذلك بالخمسة
بيوت المرقومة من غير أشكال، وذلك على قدر مراتب عموم الأشكال، فيظهر في مفردات ذلك
نوع الأمر المضمر واحدا كان أو أكثر، على قدر بسط المفردات، والإحاطة بالمنسوبات، فإن
كان الظاهر في الطالع شكل الطريق فبطون الضمير في رابع البيوت، وقد يكون في رابع الأشكال
الحالة فيها وهو آخر الأمهات، وإن كان ما فوقه مرتبة إلى شكل الجماعة ففي أشكال البنات،
ولا يقطع بالحركة إلا في البيت السابع والعاشر، فإن خرجت من خفيفين فهي خفيفة، وإن
خرجت من ثقيلين فهي ثقيلة، وقد قيل بقصره عليّ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
المقصد الثالث والعشرون في
حكم المطلوب في الرمل
المطلوب في الرمل المضروب
هو مطلوب شكل الطالع الظاهر في الرمل على ما هو في تسكين الدائرة، فإن كان مطلوبه نشأ
ظاهرا في الرمل ينظر إلى بيته في دائرة التسكين، ويعد منه إلى البيت الذي ظهر فيه،
في تسكين الرمل أي بيت كان، فإن كان ظهوره باعتبار حلول سيره في بيوت سعيدة دل على
سعادة المطلوب، وإن كان سيره إلى بيوت نحسة دل على مقتضى منسوباتها مثلا: كان الطالع
في الرمل شكل العتبة الداخلة، مطلوبه في تسكين الدائرة النصرة الخارجة، نشأت في تسكين
الرمل في البيت الثاني عشر يكون حلولها في الرابع سعيدا يدل على سعادته، أو نشأت في
الرابع عشر يكون سيرها إلى البيت السادس نحس يدل على ما تدل عليه منسوباته فيه.
المقصد الرابع والعشرون في
أحكام المطلوب
شكل المطلوب في الرمل موضوع
حكم النظر إلى الإتصال بالمطلوب وعدمه، وذلك بضرب شكل المطلوب مع صاحب البيت الذي فيه
مطلوبه، فإن كان الشكل الحاصل منهما سعيدا حصل المطلوب بأيسر وجه، وإن كان نحسا حصل
بعد التعب والصعوبة، وإن كان الشكل المتولد منهما
المقصد الخامس والعشرون:
في خفاء شكل المطلوب
المقصد السادس والعشرون:
في حكم الاستدلال في الرمل
المقصد السابع والعشرون:
في خصوصيات الأشكال في الرمل
خارجا فلا يحصل شيء، إن كان
نحسا كان المنع بلا اختياره، وإن كان سعيدا كان المنع باختياره، وإن كان الشكل المتولد
منهما منقلبا انقلب مطلوبه من وجه إلى وجه، فإن كان الشكل المنقلب سعيدا حصل المطلوب،
وإن كان نحسا فلا، وإن كان الشكل الحاصل منهما ثابتا فإنه يبطئ زمانا، فإن كان سعيدا
حصل بعد تلك المدة، وإن كان نحسا فلا يحصل شيء، والله سبحانه أعلم.
المقصد الخامس والعشرون في
خفاء شكل المطلوب
إذا كان شكل مطلوب الطالع
في الرمل من تسكين الدائرة لم ينشأ ظاهرا في الرمل المضروب فهو إما أن يكون باطنا فيه،
فيؤخذ شكل المطلوب، ويضرب مع الستة عشر شكلا التي في الرمل المضروب على التوالي، فإن
كان موجودا فيه يعد من بيته إلى البيت الذي ظهر فيه، فإن كان ظهوره في بيوت سعيدة دل
على سعادة المطلوب، وإلا فلا على حكم ما تقدم، وإما أن يكون معدوما، فيؤخذ الشكل الذي
حل في بيت مطلوبه، ويضرب مع شكل المطلوب، فمهما نشأ منهما يحكم به على صفة ما تقدم،
لكنه يدل على بطء الحصول.
المقصد السادس والعشرون في
حكم الاستدلال في الرمل
حيث كان الطالع مبدأ النظر،
وموقع ضمير السؤال، ومفتاح باب منازل المضمرات في الإستدلال، والثالث عشر وتد الوتد،
وبيت السائل ودليل حال المشاركة وشاهدها، والرابع بيت العاقبة، والرابع عشر بيت المسؤول
عنه وشريك مطلوب الطالع، والخامس عشر ميزان العمل وموقع نظر الحكم في نتائج الإستدلال،
فالنظر في إخراج الضمير وأحكامه وإنطاق الجواب وجميع ما يخطر في بال الإنسان من أمور
الدنيا كلها من الخفايا والخفيات بين شكل الأول من الرمل والثالث عشر، وبين الشكل الرابع
والرابع عشر، ثم النظر إلى الميزان الخامس عشر ففي ذلك النطق بالسؤال المطلوب والحكم
فيه إن كان شكلا سعيدا بالاتصال والاجتماع في جميع الأمور، وعلى سائر الأحوال، وإن
كان نحسا بالإنفصال في جميع الأمور وعلى سائر الأحوال على ما قدر ذكره في ذلك بعض المشايخ،
وحاصل الطالع الميزان وهو الشكل السادس عشر هو مدار الحكم لعاقبة الأمر على ما تقتضيه
منسوباته، وتعطيه مدلولاته والله أعلم.
المقصد السابع والعشرون في
خصوصيات الأشكال في الرمل
تتصف أشكال الرمل الستة عشر
على اختلاف خصوصياتها ونسبها بالذكورة والأنوثة والتجسد فيهما، وبالسعود والنحوس والامتزاج
فيهما، وبالحمد والذم، والثبات والإنقلاب، والدخول والخروج، والإشراق والضياء، والظلمة
والإمحاء، والصمت والنطق، والصدق والكذب، والحق والباطل، والإتصال والإنفصال، والقوة
والضعف، والحركة والسكون، والسرعة والبطء، والوجود والعدم، والأعقاب والعقم، والإستقامة
والإعوجاج، والعلو والتسفل، والجودة والرداءة، والشرف
المقصد الثامن والعشرون:
في خصوصيات أحكام الأشكال
المقصد التاسع والعشرون:
في تساكين الرمل
والخسة إلى غير ذلك، ولها
نسب إلى العناصر والطبائع والأمزجة والجهات والأزمنة والفصول والأيام والليالي والأوقات
والبروج والكواكب والحروف والأعداد والأماكن والحالات والألوان والهيئات وأعضاء الإنسان
وصنوف الحيوان إلى غير ذلك مما هو مهم التحقيق والتثبت والتدقيق لصحة الاستدلال وتقويم
الأعمال، وقد ألمعنا إلى جملة وافية من ذلك في رسالتنا: غاية الوصل في مفردات بيوت
الرمل، ورسالتنا الثانية: جامعة الشمل في قواعد أعمال الرمل، على ضبط وتحرير قد يتعذر
الوقوف عليه في مجموع سواهما، والله سبحانه ولي التوفيق، والهادي إلى سواء الطريق.
المقصد الثامن والعشرون في
خصوصيات أحكام الأشكال
الأشكال من حيث هي بحسب تعاقبها
في البيوت وحلولها في تسكين، منها ما هو جيد في عموم المواقع حيثما حل، ومنها ما هو
بالعكس، ومنها ما ليس به شيء، ومنها ما هو جيد في مواقع مخصوصة، ومنها ما هو عكس ذلك،
ومنها ما هو رديء في حالة جيد في حالة أخرى، وعلى اعتبار هذه الخصوصيات يكون حكم المنسوبات.
النوع الأول: شكل العقلة والاجتماع جيدان حيثما وقعا، والعاقبة بظهورهما فيها جيدة
كالميزان، وظهور العقلة آخر اليد من شكلين محمودين يدل على الدفائن، وفي غير هذا ليس
بها شيء. النوع الثاني: الحمرة والقبض الخارج والعتبة الخارجة حلولهم رديء في كل مكان
وقعا فيه بحسب خصوصيات الأمر المسؤول عنه. النوع الثالث: شكل الطريق ليس به شيء حيثما
حل، والجودلة لا تدل على خير ولا شر، والجماعة ليس به شر إلا أنه فيه ثقل. النوع الرابع:
الحمرة جيدة في الطالع في
السؤال عن الخصام ومناظرة الأخصام، والأنكيس جيد في جميع الأوتاد يدل على الخير بعكس
منسوباته، والعتبة الخارجة جيدة آخر اليد في السؤال عن الغائب والمسافر وعن تحول القاطن
من بلدة إلى بلدة أخرى، والقبض الخارج جيد في موقع الضمير وفي السؤال عن النفس. النوع
الخامس: الأحيان حلوله في السادس والثامن والثاني عشر والسادس عشر رديء والبياض رديء،
في الثامن والتاسع والثاني عشر وفي الرابع على التسكين السابع لأنه كفن المرضى، والنصرة
الخارجة في الرابع والثامن والثاني عشر رديئة، والعتبة الداخلة ونقي الخد والنصرة الداخلة
والقبض الداخل حلولهم رديء في البيت السادس والثامن والثاني عشر. النوع السادس الأشكال
الخارجة في السؤال عما هو خارج عن اليد وفي حكم الخارج والأشكال الداخلة جيدة في ذلك.
المقصد التاسع والعشرون في
تساكين الرمل
تسكين الجودلة له الأصالة
في الرمل وفي أحكام المناظرات والمشاركات والمطالبات واستنتاج المضمرات إلى غير ذلك،
وثمة تساكين أخر غير مشهورة، وفي باطن الأمر لا تخالف الطريقة المأثورة، فمن ذلك هذا
التسكين لأخذ الفال عن ضمير السؤال:
المقصد المتمم للثلاثين
البيت الأول شكل الأحيان
البيت الثاني شكل القبض
الداخل
البيت الثالث شكل القبض
الخارج
البيت الرابع شكل الجماعة
البيت الخامس شكل الجودلة
البيت السادس شكل العقلة
المقصد المتمم للثلاثين
دلالات هذا التسكين في حكم
دلالات ما سواه، فالأول منه بيت الأحيان هو بيت النفس إلى السادس عشر بيت نقي الخد
هو بيت عاقبة الأمر، وقد نظم بعضهم دلالات هذه البيوت الستة عشر لإفادة الفال عن ضمير
السؤال على الترتيب المسطور، والنهج المذكور في طالع الرمل المضروب على هذا الأسلوب:
البيت الأول شكل الأحيان
أحيان وافي بالسعادة يخبر
... فانهض وبادر للذي هو مضمر
هذا لسان الرمل جاء مبشرا
... والعز والإقبال فيه ميسر
البيت الثاني شكل القبض الداخل
قد جاء قبض داخل ... ولك
الهناء الحاصل
أبشر بما أملته ... فهو السريع
العاجل
البيت الثالث شكل القبض الخارج
تصبر إن عقبى الأمر خير
... ولا تعجل فما تبقى الكروب
فكم وهنت نفوس من أمور
... وكان وراءها فرج قريب
البيت الرابع شكل الجماعة
أبشر بما أملته يا سائلي
... فرح ينالك منه بالتحقيق
قد جاء فيما ترتجيه جماعة
... وجماعة خير من التفريق
البيت الخامس شكل الجودلة
قد جاء فيما ترتجي جودله
... وهي عليك سنة مقبله
أولها جود أتى فألّه ...
آخرها خير من الأوله
البيت السادس شكل العقلة
قد جاء فيما ترتجيه عقلة
... وهي إذا ما فسرت مثل اسمها
فاصبر ولا تعجل وكن معتصما
... بالصبر حتى تنقضي في رسمها
البيت السابع شكل الانكيس
البيت الثامن شكل الحمرة
البيت التاسع شكل البياض
البيت العاشر شكل النصرة
الخارجة
البيت الحادي عشر شكل
النصرة الداخلة
البيت الثاني عشر شكل
العتبة الخارجة
البيت الثالث عشر شكل
العتبة الداخلة
البيت الرابع عشر شكل
الطريق
البيت الخامس عشر شكل
الاجتماع
البيت السابع شكل الانكيس
لك الفال فاصبر بالذي أنت
عازم ... عليه أرى فيه شرورا وتعكيسا
فقد جاء شكل في البيان مخبر
... بعكس لأن الشكل سموه انكيسا
البيت الثامن شكل الحمرة
يا سائلي عن نازلا ... ـت
الهم والخوف الكثير
اصبر على ما رمته ... واستخلف
الله الخبير
البيت التاسع شكل البياض
سوف تحظى بنيل كل مرام
... بعد قهر الأضداد والحساد
قد أتاك البياض ينبي بهذا
... وعلى الله في الأمور اعتمادي
البيت العاشر شكل النصرة
الخارجة
أتاك فيما ترتجي نصرة
... خارجة جبرا من القهر
أبشر بعز وبلوغ المنى
... والسعد والإقبال والنصر
البيت الحادي عشر شكل النصرة
الداخلة
نصرة من الله وفتح قريب
... عدوك المخطي وأنت المصيب
فنصرة داخلة بالهنا ... فربي
الله قريب مجيب
البيت الثاني عشر شكل العتبة
الخارجة
عتبة خارجة ذمها ... جميع
أهل الفن ممن سلف
فاصبر على ما رمته مدة
... واستخلف الله ونعم الخلف
البيت الثالث عشر شكل العتبة
الداخلة
عتبة داخلة بالهنا ... والسعد
تنبي دائما والفرج
فانهض وبادر للذي ترتجي
... فإن سعدك الصلاح نتج
البيت الرابع عشر شكل الطريق
أتاك الطريق إلى كل خير
... تيسر فيه كل أمر عسير
ففيه الصلاح وفيه النجاح
... ولطف الإله اللطيف الخبير
البيت الخامس عشر شكل الاجتماع
اجتماع في كل ما ترتجيه
... بعد رؤيا الأحباب والأصحاب
ثم لا بد من ورود كتاب
... أو حديث يأتي من الغياب
البيت السادس عشر شكل
نقي الخد
رسالة فواتح الرغائب
في خصوصيات أوقات الكواكب
البيت السادس عشر شكل نقي
الخد
أتاك نقي الخد يخبر بالرضا
... وبالجود والأنعام والعز والنصر
وفيه صلاح الحال مع غاية
المنى ... مع الأمن والأفراح والخير في الأمر
بحمد ولي الحمد، أهل الكبرياء
والمجد، عز شأنه وتبارك سلطانه، قد تم تحرير هذه الرسالة، وتحبير مقاصد هذه العجالة،
في ظلال حبر الأمة ابن عم ختم الرسالة، أفاض الله تعالى علينا مدده ونواله، في حصن
طائف الألطاف، في حسن عوارف وارف الإسعاد والإسعاف، حيث سواجع شؤون ذلك الشأن، تؤنس
المسامع بفنون ألحانها على الأفنان، برقائق المغنى في ذلك المعنى:
تخيل الماردون اليوم طالع
ما ... عتوابه شكل أحيان بتلبيس
حتى إذا بغيهم قد قل غاربه
... غدا لهم وعليهم شكل انكيس
وذلك في اليوم العشرين من
شهر شوال الحرام سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة بعد الألف من هجرة خير الأنام صلى الله
عليه وسلم طراز السيادة المعلم وصحبه هداة الحق الأقوم، لا سيما على جناب الحبر المعظم
ترجمان القرآن الأعلم وعلى التابعين لهم بإحسان في كل عصر وأوان.
وسلام على المرسلين والحمد
لله رب العالمين
رسالة فواتح الرغائب في خصوصيات
أوقات الكواكب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مدبر الفلك الدوار،
ومزين السماء بزينة كل كوكب سيار، في مطالع البروج المزدهية بزهر على مروج الأزهار،
آيات للمتفكرين في ملكوته ونزهة لذوي الأنظار، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، أحمده
سبحانه وتعالى حمد ذوي التدبر والاعتبار، وأشكره جل وعلا شكر ذوي التبصر والافتكار،
وأشهد أن لا إله إلا هو الملك الجبار، بديع السموات والأرض الواحد القهار، مدبر الكائنات
ومقلب الليل والنهار، ألا له الخلق والأمر وكل شيء عنده بمقدار، وأشهد أن سيدنا محمدا
عبده ورسوله المصطفى المختار، نقطة دائرة الوجود ومشكاة أشعة الأنوار، ومظهر التجلي
وقطب مدار فلك الأسرار، صلى الله تعالى وسلم على مقامه الرفيع المقدار، وعلى آله الذين
سبقت لهم من ربهم الحسنى وهم السادة الأطهار، وصحبه نجوم الهدى لذوي الاقتداء القادة
الأحبار، وعلى التابعين لهديهم بتعاقب الدهور والأعصار أما بعد فيقول الراجي من مولاه
اللطف الخفي والفضل الوفي، عبد القادر بن عبد القادر الحسيني الشهير بالأدهمي، خادم
الفراشة الشريفة، في الحجرة النبوية المنيفة، كان الله له حيث كان، وشمله بعوارف الجود
والإحسان قد جمعت رسالة سميتها: لطائف الإشارة في خصائص الكواكب السيارة، وعززتها برسالة
سميتها: زهر المروج في أدلة البروج، تتميما وتكميلا
كوكب القمر
للرسالة الأولى، ولم أذكر
ما للكواكب من الطوالع الأوقات، وما لها في رغائب الأعمال من الخصوصيات، فتكرر مني
الالتماس، لموضوع محمول هذا الأساس، وأن يكون ثالث النيرين، لمطلع البدرين، فبادرت
لتحرير تلك الفوائد، ونظم نثر هذه الفرائد، وسميتها: فواتح الرغائب في خصوصيات أوقات
الكواكب، جعلها الله تعالى مشمولة بالقبول، وموصولة ببلوغ السؤل والمأمول، وحسبي الله
وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
كوكب القمر
شرفه في الدرجة الثالثة من
برج الثور به يقوى نفوذ العمل، هبوطه في برج العقرب، وباله في برج الجدي، شروقه على
هيئة رجل حسن الوجه راكب على أرنب، طالعه في صور وجوه البروج في الوجه الأول أبيض يوافق
في أوله لجلب الرؤساء، وفي آخره لعطفهم، وفي الوجه الثاني أحمر يوافق في أوله للربط،
وفي آخره للحل، وفي الوجه الثالث أغبر يوافق في أوله للتفريق، وفي آخره لطرد السباع،
له الساعة الأولى من يوم الإثنين، ومن ليلة الجمعة تصلح لأعمال المحبة ولا يعمل فيها
شيء سوى ذلك، والساعة الثامنة منهما يعمل فيها للزواج وللصلح بين المتباغضين، والساعة
الخامسة من يوم الثلاثاء ومن ليلة السبت وهي مذمومة لا يعمل فيها شيء، والساعة الثانية
عشر منهما مذمومة وتوافق للبغضة والفرقة والشرور والرجم، والساعة الثانية من يوم الأربعاء
ومن ليلة الأحد وهي مذمومة لا يعمل فيها شيء أبدا، والساعة التاسعة منهما كذلك، والساعة
السادسة من يوم الخميس ومن ليلة الإثنين يصلح لكل ما يراد، وتناسب للسفر في البر والبحر،
والساعة الثالثة والعاشرة من يوم الجمعة ومن ليلة الثلاثاء وهما منحوستان يعمل فيها
للفرقة والبغضة والنقلة، والساعة السابعة من يوم السبت ومن ليلة الأربعاء توافق للرعاف
وللنزيف وللسقم، والساعة الرابعة من يوم الأحد ومن ليلة الخميس لا تصلح لعمل، ويكره
فيها البيع والشراء، والساعة الحادية عشر منهما توافق لأعمال الطلسمات، مداده ما كان
أبيض كالإسفيداج، بخوره العود الأبيض والكافور واللبان الذكر والقسط الأبيض والكبابة،
وكذلك الصندل الأبيض والصبر والسندروس والزعفران اشتراكا مع الشمس في ذلك، حلوله في
المنازل يتعلق بها باقتضاء سعودها ونحوسها، واتصاله بها مسائل فيها مقاصد في الأعمال
وسائل.
منزلة الشرطين: نارية منحوسة
توافق للفرقة وما يتعلق بها، وتصلح للسفر، واستعمال الأدوية وتفصيل الحوائج. منزلة
البطين: حارة رطبة سعدها ضعيف توافق لاستخراج الدفائن، ولعمل التهاييج، ويطول فيها
الإباق والسجن. منزلة الثريا: سعيدة توافق لأعمال المحبة، ولعمل الكيمياء أعني كيمياء
الطب، ولإفساد المواشي، ولسفر البحر. منزلة الدبران: أرضية يابسة، وإذا هلّ بها القمر
كثرت الخيرات في الأسواق، توافق لمطلق الإفساد إلا ما يتعلق بالرقيق. منزلة الهقعة:
يابسة ممتزجة، توافق لمطلق الإصلاح إلا ما يتعلق بالشركة، وتختص بالشروع في العلوم،
ويحمد فيها النكاح والسفر.
منزلة الهنعة: نارية سعيدة
ممزوجة بنحوسة، توافق أيضا للإصلاح ما عدا شرب الدواء، وتصلح للسفر، وللزواج، ولتفصيل
الثياب. منزلة الذراع: رياحية سعيدة ممزوجة بنحوسة توافق لمطلق الإفساد إلا ما يتعلق
بالرقيق، وتوافق للتجارة ولقضاء الحوائج، ولعقد الوحوش، ولفساد الصنائع. منزلة البثرة:
باردة رطبة سعيدة ممزوجة بنحوسة، توافق لأعمال المودة، ومكث المسجون، وطرد الهوام،
والسفر والتزويج. منزلة الطرفة: مائية نحسة توافق المطلق الفساد. منزلة الجبهة: باردة
يابسة ممتزجة السعود والنحوس، توافق للإصلاح ما عدا المسجون. منزلة الزبرة: نارية سعيدة
توافق لمطلق الإصلاح ولأخذ القلاع والحصون، وتصلح لكل شيء ما عدا الزواج، ودخول الحمام
والسفر، وقيل يحمد فيها السفر. منزلة الصرفة: نارية يابسة ممتزجة متوسطة بين النار
والتراب، توافق للإصلاح ما عدا السفن.
منزلة العواء: باردة يابسة
توافق للإصلاح أيضا، ويحمد فيها الزواج والسفر. منزلة السماك: أرضية نحسة ممزوجة توافق
للإصلاح أيضا إلا ما يتعلق بالزرع وبالودائع. منزلة الغفر: توافق للخراب والتشتيت،
ولإخراج الكنوز ويصلح فيها الزواج والسفر. منزلة الزبانا: رياحية سعيدة ممزوجة بنحوسة،
توافق لمطلق الفساد ولإطلاق المسجون. منزلة الإكليل: أرضية رياحية سعيدة ممزوجة بنحوسة،
توافق للخير وتختص ببقاء الصداقة والمعاشرة. منزلة القلب: مائية رطبة سعيدة وقيل نحسة،
وهي كالإكليل. منزلة الشولة: مائية رطبة سعيدة ممتزجة بنحوسة، توافق للخراب والقطيعة،
وطول السجن والظفر بالأعداء. منزلة النعائم: نارية سعيدة توافق للإصلاح إلا في الشركة،
وتصلح لرياضة الدابة. منزلة البلدة: مائية رطبة سعيدة توافق للإصلاح خصوصا الأبنية
والمواشي، وتصلح للسفر، وفيها الطلاق لا يعود برجعة. منزلة سعد ذابح: أرضية ممتزجة
يغلب عليها النحس. منزلة سعد بلع:
كسابقتها كلتاهما توافق للشتات
والفرقة، وتصلح للدواء والبرد ويصلح السفر فيهما، ويذم الزواج.
منزلة سعد السعود: سعيدة
توافق لإصلاح الصنائع، وللسفر والزواج. منزلة سعد الأخبية: رياحية سعيدة توافق للبناء
وعمل السفن وللظفر وللفرقة، وتصلح فيها المحبة والدخول على الأكابر، وإرسال الجواسيس.
منزلة الفرع المقدم: مائية رطبة سعيدة غير مشوبة بنحوسة، توافق لأعمال الخير إلا في
السفر والشركة. منزلة الفرغ المؤخر: سعيدة ممزوجة بنحوسة، وهي كالفرع المقدم، وتزيد
في إتلاف السفن ويصلح فيها السفر، وفي بطن الحوت كالفرغين، ويصلح فيه التداوي والدواء.
ويراعى مع ما ذكر سلامته
أي القمر في سائر أعمال الخير من جميع العيوب التي تلحقه، والنحوس التي تقع فيها، فلا
يبدأ فيها بعمل خير، ولا تحمد في مولد ولا زواج، ولا مسافر، عيوبه ونحوسه هي أن يكون
ناقص النور آخر الشهر لا سيما في المحاق، وأن يكون محترقا دون الشمس باثني عشر درجة
لم يجاوزها، وأن يكون كذلك بعدها باثني عشر درجة، وأن يكون في درجات هبوطه من الغرب،
وأن يكون متصلا بنجم في هبوطه، وأن يكون مستقبلا للشمس دونها باثني عشر درجة لم يبلغ
اتصال الاستقبال، وأن يكون مقارنا لنحس أو ينظر إليه من مقابلة أو من تربيع، وأن يكون
محصورا بين نحسين متصلا بأحدهما منصرفا عن الآخر، وأن يكون مع الرأس في برج بينهما
أقل من اثني عشر
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
درجة، وأن يكون مع الذنب
كذلك، وأن يكون في البرج الثاني عشر من بيته وهو برج الجوزاء، وأن يكون في آخر درجات
البروج لأنها حدود النحوس، وأن يكون ساقطا عن الأواد، وأن يكون في الطريقة المحترقة
وهي آخر الميزان وأول العقرب، وأن يكون وحشيا أي خالي السير لا يتصل بشيء من الكواكب،
وأن يكون بطيء السير وهو إذا نقص منه التعديل.
كوكب عطارد
شرفه في بيته السنبلة هبوطه
فيه، وباله في القوس، وفي ذلك يقوى نفوذ العمل أو يضعف بحسب اقتضاء العمل، طالعه في
صور وجوه البروج، في الوجه الأول أصفر يوافق في أوله لتعليم الحكمة، وفي آخره للنجوم،
وفي الوجه الثاني رمادي يوافق في أوله لجلب الصبيان، وفي آخره لعطفهم، وفي الوجه الثالث
مذهب يوافق في أوله لمنع السفر، وفي آخره لجلب الماء، له الساعة الأولى من يوم الأربعاء
ومن ليلة الأحد، يعمل فيها للقبول والمحبة، والساعة الثامنة منهما يكتب فيها لبكاء
الأطفال وللعين والنظرة، والساعة الخامسة من يوم الخميس ومن ليلة الاثنين، توافق لعقد
الرجال على النساء، والساعة الثانية عشر منهما لا يعمل فيها شيء أبدا، والساعة الثانية
من يوم الجمعة ومن ليلة الثلاثاء، توافق لكتابة الطلسمات، والساعة التاسعة منهما توافق
لسائر الأعمال، والساعة السادسة من يوم السبت ومن ليلة الأربعاء، توافق لتحصيل الصيد
وما أشبه ذلك، والساعة الثالثة من يوم الأحد ومن ليلة الخميس، توافق لعطف القلوب وتصلح
للسفر، والساعة العاشرة منهما محمودة سعيدة يعمل فيها كل ما يراد، والساعة السابعة
من يوم الإثنين ومن ليلة الجمعة، توافق لأعمال الطلسمات، والساعة الرابعة من يوم الثلاثاء
ومن ليلة السبت توافق لجلب الرزق وتصلح للبيع والشراء، والساعة الحادية عشر منهما توافق
لتعطيل الأسفار وللعاقة عن الزواج. مداده اللك والزنجار والزرنيخ، بخوره العود واللبان
والسنبل الهندي والصندل الأبيض والجاوي والكبابة.
كوكب الزهرة
شرفه في الدرجة السابعة والعشرين
من برج الحوت، هبوطه في برج السنبلة، وباله في برج الحمل، شروقه على هيئة جارية حسناء
مسبلة الشعر بإحدى يديها مشط والأخرى تفاحة، طالعه في صور وجوه البروج، في الوجه الأول
أحمر يوافق في أوله للمحبة والجلب، وفي آخره للإجتماع والتزويج، وفي الوجه الثاني أصفر
يوافق في أوله لعطف الجبارين واستمالة نفوسهم، وفي آخره لعقد الألسنة عن الشر والأذى،
وفي الوجه الثالث مذهب يوافق في أوله لجذب الرجال إلى النساء، وفي آخره لعكس ذلك. له
الساعة الأولى من يوم الجمعة ومن ليلة الثلاثاء توافق لعمل تهييج النساء وجلبهم، والساعة
الثامنة منهما توافق للمحبة وللتهييج أيضا، والساعة الخامسة من يوم السبت ومن ليلة
الأربعاء مذمومة لا خير فيها، والساعة الثانية عشر منهما توافق للصلح بين المتباغضين
ولعطف القلوب من الملوك والأمراء وللقبول والمحبة، وغير ذلك من أعمال الخير، والساعة
الثانية من يوم
كوكب الشمس
كوكب المريخ
الأحد ومن ليلة الخميس مذمومة
لا تصلح لفعل شيء أبدا، والساعة التاسعة منهما توافق للعطف والقبول، والساعة السادسة
من يوم الإثنين ومن ليلة الجمعة محمودة لقضاء الحوائج، والساعة الثالثة من يوم الثلاثاء
ومن ليلة السبت توافق لعمل المحبة والزواج، والساعة العاشرة منهما غير محمودة لا يعمل
فيها شيء أبدا، والساعة السابعة من يوم الأربعاء ومن ليلة الأحد توافق لكل ما يراد
من أعمال الخير، والساعة الرابعة من يوم الخميس ومن ليلة الإثنين توافق للمحبة والزواج،
والساعة الحادية عشر منهما توافق للقبول والمحبة. مداده الزعفران، بخوره العنبر والعود،
وكذلك الصندل الأبيض والبسباسة والقرنفل.
كوكب الشمس
شرفه في الدرجة التاسعة عشر
من برج الحمل به يقوى نفوذ الأعمال، هبوطه في برج الميزان، وباله في برج الدلو، شروقه
على هيئة شخص أمرد حسن الوجه على رأسه تاج، وإلى جنبه جارية قد رفعت يدها، نصفها الأسفل
كالفرس بقوائم أربع، طالعه في صور وجوه البروج في الوجه الأول مورّدا يوافق في أوله
لاستمالة السلاطين والملوك، وفي آخره لدفع البرد، وفي الوجه الثاني أصفر يوافق في أوله
وآخره لدفع المطر، وفي الوجه الثالث أحمر يوافق في أوله للنزف، وفي آخره لعقد الطواحين،
له الساعة الأولى من يوم الأحد ومن ليلة الخميس توافق للقبول وللدخول على السلاطين
وعلى الأمراء والكبراء وأصحاب البأس الشديد، والساعة الثامنة منهما محمودة تصلح لجميع
الحوائج، ويعمل فيها كل ما يراد، والساعة الخامسة من يوم الإثنين ومن ليلة الجمعة جيدة
لقضاء الحوائج، والساعة الثانية عشر منها يكتب فيها كل ما يراد، والساعة الثانية من
يوم الثلاثاء ومن ليلة السبت لا يعمل فيها شيء، والساعة التاسعة منهما توافق لأعمال
عقد اللسان وللتهاييج. والساعة السادسة من يوم الأربعاء ومن ليلة الأحد يكتب فيها كل
ما يراد من أعمال الخير وتصلح للسفر، والساعة الثالثة من يوم الخميس ومن ليلة الإثنين
توافق للقبول ويكره فيها السفر، والساعة العاشرة منهما توافق لطلب الحوائج من السلاطين
والملوك والأمراء ومن الأجناد، والساعة السابعة من يوم الجمعة ومن ليلة الثلاثاء توافق
لقضاء الحوائج ولمقابلة الملوك والكبراء، والساعة الرابعة والساعة الحادية عشر من يوم
السبت ومن ليلة الأربعاء توافق أيضا لطلب الحوائج وللمقابلة. مداده الزرنيخ الأصفر،
بخوره كل ذي رائحة طيبة كالعود، وكذلك الصندل والزعفران والسندروس والصبر.
كوكب المريخ
شرفه في الدرجة الثامنة والعشرين
من برج الجدي، هبوطه في برج السرطان، وباله في برج الثور، شروقه على هيئة رجل على أسد
في يده حربة، طالعه في صور وجوه البروج، في الوجه الأول أحمر يوافق في أوله للقهر في
الحرب، وفي آخره للقتل، وفي الوجه الثاني أصفر يوافق في أوله للأمراض، وفي آخره للحمى
خاصة، وفي الوجه الثالث مورد يوافق في أوله لعقد شهوات الرجال
كوكب المشتري
كوكب زحل
والنساء، وفي آخره لشؤون
الفرقة، له الساعة الأولى من يوم الثلاثاء ومن ليلة السبت توافق لأعمال البغضة ولنزيف
الدم وللأسقام والعلل والأمراض، والساعة الثامنة منهما توافق للنزيف ولرمي الدم، والساعة
الخامسة من يوم الأربعاء ومن ليلة الأحد يحذر فيها من مصادرة أرباب الدولة ومن مخاصمة
الناس، والساعة الثانية عشر منهما توافق لأعمال البغضة والفرقة، والساعة الثانية من
يوم الخميس ومن ليلة الإثنين لا يعمل فيها سوى العقودات والنزوفات، والساعة التاسعة
منهما توافق لأعمال النساء وتصلح للقاء الأمراء، والساعة السادسة من يوم الجمعة ومن
ليلة الثلاثاء توافق لما يتعلق بتهييج النساء، والساعة الثالثة من يوم السبت ومن ليلة
الأربعاء توافق للبغض والفرقة وأعمال الشر، والساعة العاشرة منهما توافق لمطلق أعمال
الشر، والساعة السابعة من يوم الأحد ومن ليلة الخميس لا توافق لعمل شيء أبدا، والساعة
الرابعة من يوم الإثنين ومن ليلة الجمعة توافق لأعمال ما يراد من الأبواب النحسة، والساعة
الحادية عشر منهما توافق للعداوة والبغضاء. مداده الزنجفر، بخوره الفربيون، وكذلك البسباسة
واللك والقرنفل والصندل الأحمر.
كوكب المشتري
شرفه في الدرجة الخامسة عشر
من برج السرطان، هبوطه في برج الجدي، وباله في برج الجوزاء، شروقه على هيئة إنسان جميل
بثياب جميلة جالس على كرسي، طالعه في صور وجوه البروج، في الوجه الأول أصفر يوافق في
أوله لطلاسم جلب النحل، وفي آخره لطرده، وفي الوجه الثاني أبيض يوافق في أوله وآخره
لجلب السمك، وفي الوجه الثالث مشوب بزرقة كالقصدير يوافق في أوله لطرد الناس، وفي آخره
لطرد الفأر، له الساعة الأولى من يوم الخميس ومن ليلة الإثنين توافق لجلب الأرزاق وللوجاهة
والقبول، والساعة الثامنة منهما توافق لكل ما يراد من أعمال الخير، والساعة الخامسة
من يوم الجمعة ومن ليلة الثلاثاء توافق للقبول، والساعة الثانية عشر منهما توافق لطلب
الحوائج وللسفر، والساعة الثامنة من يوم السبت ومن ليلة الأربعاء توافق للصلح بين المتباغضين،
والساعة التاسعة منهما توافق لأعمال الخير، والساعة السادسة من يوم الأحد ومن ليلة
الخميس توافق لطلب الحوائج من السلاطين والملوك والأمراء، والساعة الثالثة من يوم الإثنين
ومن ليلة الجمعة كالساعة السابقة، والساعة العاشرة منهما توافق للقبول وللعطف وللمحبة،
والساعة السابعة من يوم الثلاثاء ومن ليلة السبت توافق للعطف والمحبة، والساعة الرابعة
من يوم الأربعاء، ومن ليلة الأحد توافق لكل ما يراد من أعمال الخير، والساعة الحادية
عشر منهما توافق للمقابلات والمحاكمات. مداده الزنجار، بخوره العنبر والزعفران، وكذلك
العود والجاوي واللبان الذكر والكافور والصندل والمصطكى والقسط الأبيض.
كوكب زحل
شرفه في الدرجة الحادية والعشرين
من برج الميزان، هبوطه في الحمل، وباله في السرطان والأسد، شروقه على هيئة رجل أسود
في كساء أخضر أقرع الرأس في يده منجل، طالعه في صور
رسالة زهر المروج في
دلائل البروج
وجوه البروج، في الوجه الأول
أحمر يوافق في أوله لإظلام الأمر، وفي آخره لكل ما خفي، وفي الوجه الثاني أبيض يوافق
في أوله للتأليف، وفي آخره للجلب وقطع التنافر، وفي الوجه الثالث كالأسرب يوافق في
أوله لطرد الوحوش، وفي آخره لمحق الذباب والبق. له الساعة الأولى من يوم السبت ومن
ليلة الأربعاء توافق للمحبة والقبول وليس له ساعة سعيدة غير هذه، والساعة الثامنة منهما
موافقتها لأعمال الشر، والساعة الخامسة من يوم الأحد ومن ليلة الخميس توافق لأعمال
الفرقة والعداوة والبغضاء والشر، والساعة الثانية عشر منهما توافق لعمل المكروهات كلها،
والساعة الثانية من يوم الإثنين ومن ليلة الجمعة توافق للسفر ومشتري العبيد والإماء
وللصيد، والساعة التاسعة منهما توافق للفرقة والبغضة والنقلة وما أشبه ذلك، والساعة
السادسة من يوم الثلاثاء ومن ليلة السبت توافق للعقودات والأرصاد وما أشبهها ولا يصلح
فيها ما سوى ذلك، والساعة الثالثة من يوم الأربعاء ومن ليلة الأحد توافق للأمراض والنزيف
والتغاوير، والساعة العاشرة منهما وهي جيدة للخير والدخول على السلاطين والملوك والأمراء
والكبراء، والساعة السابعة من يوم الخميس ومن ليلة الإثنين يحذر فيها المحاكمات ومسألة
أرباب الأقلام، والساعة الرابعة من يوم الجمعة ومن ليلة الثلاثاء توافق لعمل التغاوير،
والساعة الحادية عشر منهما لا يصلح فيها شيء سوى عمل التغاوير. مداده الصوف المحروق،
بخوره السليخة والميعة، وكذلك المسك والعود، وكذلك اللادن والحلتيت والمصطكى والقسط
الأسود، وهذا آخر ما ألهم الله جمعه ويسر ترتيبه ووضعه، وسلام على المرسلين والحمد
لله رب العالمين آمين.
رسالة زهر المروج في دلائل
البروج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جل وعلا، رافع
السموات العلى، الذي جعل في السماء بروجا وزينها للناظرين، وجعل النجوم في ظلمات البر
والبحر هدى للسائرين، أحمده سبحانه وتعالى، وأشكره شكرا يجل نوالا، وأشهد أن لا إله
إلا هو خالق السموات، ومدبر شؤون الكائنات في البسط والقبض، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده
ورسوله صاحب المقام الأسنى، الذي دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، صلى الله تعالى
بجلال كبريائه وسلم، على ذاته الشريفة ومقامه المعظم، وعلى آله السادة السراة، وصحبه
القادة الهداة، وعلى تابعي هديهم بين الورى، ما طلع نجم في سماء البروج وسرى. أما بعد
فيقول الراجي من مولاه اللطف الباهر، عبد القادر الحسيني الأدهمي ابن عبد القادر، خادم
وظيفة الفراشة الشريفة، في الحجرة المحمدية العاطرة المنيفة، كان الله له بمحض ولايته،
ورعاية عيون عنايته ووقايته، آمين، اللهم آمين.
هذه رسالة وجيزة، طائلة الفوائد
عزيزة، في جواهر البروج الاثني عشر، وما لها من كل حكم
البرج الأول الحمل
مستطر، سميتها زهر المروج
في دلائل البروج جمعت شذرات فرائدها، ونظمت منثور فوائدها، تتميما لرسالتي لطائف الإشارة
في خصائص الكواكب السيارة. وأسأل الله تعالى وهو ولي الانعام، أن ينفع بها الخاص والعام،
عليه توكلت وإليه أنيب، وهو سبحانه قائم على كل نفس بما كسبت ورقيب، وخير مرجوّ ومجيب،
وأكرم منعم ومثيب، لا فضل إلا فضله وإليه يرجع الأمر كله، وحسبي الله وكفى، وسلام على
عباده الذين اصطفى.
البرج الأول الحمل
مذكر نهاري منقلب شرقي صاعد
معوج طويل ذو صوت عقيم مضيء ناري حار رطب دموي سعيد ممتزج محمود وتد المشرق أقوى أمكنة
الفلك وأفضلها والكوكب الذي يحل فيه يكون أقوى الكواكب لا سيما إذا كان ذلك الحلول
في بيت نفسه أو في شرفه أو في مثلثته أو في حده أو في وجهه كوكبه المريخ في الدرجة
التاسعة عشر منه شرف الشمس وفيه هبوط زحل ووبال الزهرة يناظره من البروج السابع من
مقابلة، والثالث والحادي عشر من تسديس، والرابع والعاشر من تربيع، والخامس والتاسع
من تثليث، ومناظرة الثالث والرابع والخامس من أمام، ومناظرة الحادي عشر والعاشر والتاسع
من خلف، وهي أقوى من مناظرة الأمام، وأقوى هذه المناظرات المقابلة، فهي تدل على المعارضة
والمنازعة والأعداء المجاهرين، والتربيع وسط من النظر لا يجاهر بعداوة، والتثليث مودة
كاملة، والتسديس نصف مودة، والسعود في المناظرات أقوى من النحوس فيها ينظر إليه في
وجوهه، كوكبه المريخ فالمشتري فزحل، مثلثته الأسد والقوس، وهو أول فصل الربيع، طالعه
في الوجه الأول على هيئة رجل أسود، أحمر العينين، مغضب ضخم، في وسطه كساء أبيض، وفي
يده فأس يريد بها القطع، وفي الوجه الثاني على هيئة رجل أصهب أحمر أشقر، في يده سيف،
وفي اليد الأخرى قضيب من خشب كالمستعجل الطالب للخير والممنوع منه، وفي الوجه الثالث
على هيئة امرأة برجل واحدة، على رأسها خضرة يلوح عليها الطرب، وهذه الوجوه هي صفات
أربابها، إذ الأول المريخ، والثاني الشمس، والثالث الزهرة، ويطلسم فيها لعظائم الشؤون،
له من الحروف الألف والميم والذال المعجمة، وله من نسبة الإنسان من المخارج العينان،
ومن الأعضاء الباطنة المعدة والمرارة والجاذبة، ومن الظاهرة الأنف الأيمن اشتراكا مع
العقرب والقوس وشعر الرأس والرأس وما فيه اشتراكا مع القوس، وله الأمراض الصفراوية،
وله من الطعوم كل مر مائل إلى الحمرة والصفرة، وله من الألوان كل ما يميل إلى السمرة،
وله من البقاع المهامه والقفار ومواضع اللصوص وأمكنة النار وما يصنع بها، وله من المعادن
ما يدخل النار وكالذهب والنحاس، وله من الحيوان ذوات القوائم الأربع من ذوات الأظلاف،
وله من النبات كل مر لونه إلى الحمرة والكدورة، اختصاصه بشؤون الروح والنفس والحياة
والجسد وابتداء الأمور والمقاصد وما يأتي من العرض، وكل بارز وظاهر وحادث متحرك وأول
وآخر، ويدل على السلاطين والملوك والأمراء، وعلى أوباش الناس وأخلاطهم وأوضاعهم، وعلى
الجبال والروابي والتلال والمواضع
البرج الثاني الثور
البرج الثالث الجوزاء
الصعبة، ومواضع اللصوص وأماكن
النار، وعلى النار وما يدخلها وعلى ما قد حضر من الأمور وما هو فيه، وعلى القوة في
كل شيء، وعلى لازم القوة والإشراق والضياء، وعلى سرعة الإنقلاب في الأمر إلى غيره بكونه
برجا مذكرا منقلبا.
البرج الثاني الثور
مؤنث ليلي ثابت شمالي صاعد
معوج طويل خارج ذو صوت عقيم مظلم ترابي بارد يابس سوداوي سعيد محمود ما يلي وتد المشرق،
تاسع أمكنة الفلك مرتبة وقوة وخيرة لأنه ثانيها، ويصعد إلى الطالع فيستحب، وليس فيه
هبوط لشيء من الكواكب، كوكبه المريخ في الدرجة الثالثة منه شرف القمر، وفيه وبال المريخ،
وفي الدرجة الحادية عشر غروب سهيل ينظر إليه، في وجوهه عطارد والقمر وزحل، مثلثه السنبلة
والجدي، طالعه في الوجه الأول على هيئة امرأة تحمل ولدا، وعليها ثياب كالنار، يوافق
لطلاسم شؤون الحكمة والأبنية والزرع، وفي الوجه الثاني على هيئة رجل عليه كساء، وهو
كوجه الجمل، وأظلافه كأظلاف المعز، يوافق لطلاسم شؤون الوزارة والزرع والعمارة ولسرعة
الخراب، وفي الوجه الثالث على هيئة رجل أسود أبيض الأسنان، بدنه كالفيل معه فرس وكلب
وعجل رابض، يوافق لطلاسم شؤون الخدمة وما تفعله العبيد، ويطلب فيه النبات وغرس الزيتون،
له من الحروف الباء الموحدة والنون والضاد المعجمة، وله من نسبة الإنسان من المخارج
الأذنان، وكذلك العين اليسرى والأنف الأيسر اشتراكا مع الميزان، ومن الأعضاء الباطنة
مجاري الغذاء وكذلك الشهوانية والمني، ومن الظاهرة الجبهة والعنق وما حوله، وله الأمراض
السوداوية، وله من الطعوم كل طيب، وله من الألوان كل أبيض وأخضر، وله من البقاع والأمكنة
البساتين والغياض، وله من المعادن الذهب وكالنحاس والفضة، وله من الحيوان كل عال كالجمل،
وله من النبات الحرث والأشجار ذوات الأثمار اختصاصه بشؤون الكسب والأموال والتجارات
والأعمال والأعوان والآمال، ويدل على الأرض والحرث وما يكون فيها، وعلى النبات وكل
ما يخرج من الأرض، وعلى ذوي الأقدار من الناس، وعلى الفقراء والمساكين، وعلى أهل الخير
والصلاح وأولي السعادة والفلاح، وعلى الحكام والعمال والمقدمين في الشؤون والأحوال،
وعلى ما قد يكون ويستقبل من الأمور، وعلى لازم الثبات فيها، وعلى الضعف والإظلام بكونه
برجا ثابتا، ومؤنثا ليليا.
البرج الثالث الجوزاء
مذكر نهاري متجسد غربي صاعد
معوج طويل داخل ذو صوت عقيم مشرق مضيء هوائي حار رطب دموي سعيد محمود ثامن الأمكنة
خيرة ومرتبة في القوة، موضع فرح القمر، كوكبه عطارد، في الدرجة الثالثة منه شرف الرأس،
وفيه وبال المشتري، وهبوط الذنب، وفي الدرجة السادسة عشر اختفاء الشعرى اليمانية، وفي
السابعة عشر بدوّ الثريا، وفي التاسعة عشر امتزاج فصلي الربيع والصيف، ينظر إليه في
وجوهه المشتري والمريخ والشمس، مثلثته الميزان والدلو، طالعه في الوجه
البرج الرابع السرطان
الأول على هيئة امرأة جميلة
عارفة بالخياطة، ومعها عجلان وفرسان، يوافق لطلاسم ضبط العلم والكتب خصوصا وجوه القضاة،
وفي الوجه الثاني على هيئة رجل ببيضة حديد وتاج أحمر ودرع رصاص بيده قوس ونشاب يريد
الرمي، يوافق لطلاسم الغضب وسفك الدماء والعجلة المذمومة، وفي الوجه الثالث على هيئة
رجل بقوس وجعبة كالساهي، يوافق لطلاسم شؤون الراحة وأعمال البطالة، له من الحروف الجيم
والسين المهملة والظاء المعجمة، وله من نسبة الإنسان من المخارج المنخران، ومن الأعضاء
الباطنة الدماغ وقوة الفكر واللسان، ومن الظاهرة الذراعان والمنكب والبدن، وله الأمراض
الدموية، وله من الطعوم كل ذي حموضة، وله من الألوان ما تركب من بياض وصفرة وما مال
إلى الخضرة، وله من البقاع الجبال والصحاري وكذلك الجوّ والآفاق، وله من المعادن صنوفها
اشتراكا مع البروج، وله من الحيوان الإنسان وكذلك القرد والصيد والطيور المغردة، ويشارك
ما سواه في النباتات، اختصاصه بشؤون الحركة والنوال والأخوة والأخوات والأخوان والصداقة
والأسفار القريبة، ويدل على الصحاري والآفاق والرياح، وكل ما كان في الجو، وعلى المواضع
العالية كالجرف والجبال والأشجار والتلال، وعلى الموارد العسرة وعلى اللواء والطراد
والتحول والانتقال، وعلى حال الناس، وعلى الولاية والسلطان، وعلى النواصي الميمونة
وشؤون العز والسرور، وعلى ما قد مضى من الأمور، وفات وعلى تجديد الأشياء، وعلى الأمر
الذي هو غير واحد وكل أمر يكون له عودة ثانية، وعلى لازم القوة والإشراق بكونه برجا
مذكرا مجسدا نهاريا.
البرج الرابع السرطان
مؤنث ليلي منقلب شمالي هابط
مستقيم عريض صامت معقب مظلم مائي بارد رطب بلغمي سعيد محمود وتد الأرض وهو جنوبي رابع
الأمكنة قوة وخيرة كوكبه القمر في الدرجة الخامسة عشر منه شرف المشتري، وفيه وبال زحل
وهبوط المريخ، ينظر إليه في وجوهه كوكب القمر فالزهرة فعطارد، مثلثته العقرب والحوت،
وهو أول فصل الصيف، طالعه في الوجه الأول على هيئة رجل معوج الوجه والأصابع، أبيض القدمين
كأوراق الشجر، يوافق لطلاسم اللهو والزينة، وفي الوجه الثاني على هيئة امرأة جميلة
على رأسها إكليل ريحان أخضر، وبيدها قضيب نيلوفر، يوافق لطلاسم النعمة والسرور، وفي
الوجه الثالث على هيئة رجل رجلاه مثل السلحفاة، وعليه حلى من ذهب وبيده حية، يوافق
لطلاسم بلوغ الأمور وحصول الحوائج وتنفيذ الكلام بالغلبة والقهر، له من الحروف الدال
المهملة والعين والغين، وله من نسبة الإنسان من المخارج الفم، ومن الأعضاء الباطنة
الرئة والطبيعة وما حوته الأضلاع، ومن الظاهرة العينان اشتراكا مع الحمل وجهة الأنف
اليسرى اشتراكا مع الميزان، وله الأمراض البلغمية، وله من الطعوم الملوحة، وله من الألوان
البياض وكل لون أغبر، وله من البقاع الغياض والشطوط، وله من المعادن كل جوهر مائي،
وله من الحيوان ومن النبات كل مائي، والطيور الهوائية اختصاصه بشؤون عواقب المرادات
والآباء والأمهات والمشايخ والأكابر وجليل المظاهر والدور
البرج الخامس الأسد
البرج السادس السنبلة
والأرضين والعقار وما في
ذلك من مطامح الأفكار وملامح الأنظار، ويدل على جماعات الناس وعلى الأماكن التي فيها
الرطوبة، وعلى كل عمل يكون من الرطوبة، وعلى المواضع الكثيرة الحيّات والعقارب من الماء،
وعلى الماء وكل ما فيه، وعلى كل شيء تحت الأرض مدفون، وعلى الأبيض من كل شيء، وعلى
المعادن وكل ما يخرج منها ويتعلق النحو والكيمياء، وعلى الوثائق والكتب، وعلى كل ما
فيه لون البياض والغبرة، وعلى ما قد حضر من الأمور وما هو فيه، وعلى القوة في كل شيء،
وعلى سرعة الإنقلاب في الأمر الذي هو فيه إلى غيره، وعلى لازم الضعف والإظلام بكونه
برجا وتدا، ومؤنثا منقلبا ليليا.
البرج الخامس الأسد
مذكر نهاري ثابت شرقي هابط
مستقيم عريض ذو صوت عقيم مشرق قائم في حركته ناري حار يابس صفراوي سعيد محمود ما يلي
وتد الأرض، سابع الأمكنة في القوة والحمد والخيرة، كوكبه الشمس ليس فيه لشيء من الكواكب
شرف في الدرجة السابعة من ظهور الشعرى اليمانية، وفيه وبال زحل، ينظر إليه في وجوهه
زحل والمشتري والمريخ، طالعه في الوجه الأول على هيئة رجل دنس الثياب، ومعه آخر كوجه
الذئب أو الكلب ينظر إلى الشمال، يوافق لطلاسم القوة والنشاط والغلبة، وفي الوجه الثاني
على هيئة رجل، على رأسه إكليل من ريحان أبيض، وبيده قوس، يوافق لطلاسم شؤون استطالة
السفلة ونحو ذلك، وفي الوجه الثالث على هيئة شيخ زنجي، قبيح المنظر في فمه فاكهة وفي
يده إبريق، يوافق لطلاسم المودة والمحبة، له من الحروف الهاء والفاء، وله من نسبة الإنسان
من المخارج السرة، ومن الأعضاء الباطنة القلب، ومن الظاهرة الفقرات وجهة الأنف الأيمن
والعين اليمنى نهارا واليسرى ليلا، وله الأمراض الصفراوية، وله من الطعوم كل عذب وكل
حلو اشتراكا، وله من الألوان كل أحمر، وله من المعادن كل برّاق لطيف كالياقوت وكالذهب،
وله من الأمكنة والبقاع مجالس الملوك والحصون والقلاع، وله من الحيوان كل لطيف كالإنسان
وكالفرس وطيور الصيد، وله من النبات كل ما طال عمره كالنخيل وكالزيتون اختصاصه بشؤون
ما يتعلق بالأولاد من البنين والبنات، وما يرجى في ذلك ويقصد والغلمان والخدام والهدايا
والكساوى والأفراح والمسرات، ويدل على الملوك والكبراء، وعلى الجبال والمواضع الصعبة،
وعلى النار وما يدخلها من الجواهر، وعلى الألوان البهجة مثل الذي فيه الذهب والفضة،
وعلى ما يخفى تحت الأرض وكنحو الكنوز والدفائن والمضامير، وعلى ما قد يكون ويستقبل
من الأمور، وعلى لازم القوة والإضاءة والثبات فيما يسئل عنه بكونه برجا مذكرا ثابتا
نهاريا.
البرج السادس السنبلة
مؤنث ليلي متجسد شمالي هابط
مستقيم عريض في نصف صوت عقيم مظلم ترابي بارد يابس سوداوي نحس مذموم موضع عيب وشر وهو
كالثاني عشر أردى الأمكنة وشرها، وكل كوكب يكون
البرج السابع الميزان
فيهما ليست له قوة ولا منفعة،
كوكبه عطارد وفيه شرفه، وفيه هبوط الزهرة ووبال المشتري، وفي الدرجة الثانية عشر منه
طلوع سهيل، وفي التاسعة عشر امتزاج الفصلين الصيف والخريف، ينظر إليه في وجوهه الشمس
والزهرة وكوكبه عطارد، طالعه في الوجه الأول على هيئة جارية عذراء بكساء خلق بيدها
رمانة، يوافق لشؤون الزرع وللإصلاح، وفي الوجه الثاني على هيئة رجل عليه كساء من جلد،
وآخر من حديد، يوافق للشح ونحو ذلك، وفي الوجه الثالث على هيئة رجل أبيض ضخم ملتف في
كساء، وامرأة في يدها دهن أسود، يوافق للفخر والكبر ولقطع الشجر وللخراب، له من الحروف
الواو والصاد المهملة، وله من نسبة الإنسان من المخارج المنخران، ومن الأعضاء الباطنة
مجاري الغذاء، وكذلك الدماغ وقوة الفكرة وما استند إليها من علوم الآلات، ومن الظاهرة
اللسان والفم والظهر والجانب الأيسر واللحية، وله الأمراض السوداوية والصفراوية، وله
من الطعوم كل حامض، وله من الألوان كل ملون، وله من الأمكنة والبقاع ما لسواه من البروج،
وله من المعادن الزئبق والأحجار الملونة، وله حشرات الحيوانات ويشارك ما سواه في النباتات،
وهو ممازج في الطبائع برودة ويبوسة وحرارة ورطوبة، اختصاصه بشؤون الأسقام والأمراض
والعلل والأعراض والهموم والغموم والنكد والشؤم والأتعاب والآلام والقهر والضيق والتعسير
والتعويق، ويدل على العبيد والإماء والمماليك، وعلى الأرض والحرث وما يكون فيه، وعلى
النبات وكل ما يخرج من الأرض وعلى الأضرار والتلف، وعلى ما قد مضى من الأمور وفات،
وعلى تجديد الأشياء، وعلى الأمور التي هي غير واحدة، وعلى كل أمر يكون له عودة ثانية،
وعلى لازم الضعف والإظلام بكونه برجا مؤنثا مجسدا ليليا.
البرج السابع الميزان
مذكر نهاري ثابت غربي هابط
مستقيم عريض ذو صوت عقيم مضيء هوائي بارد يابس سوداوي نحس ممتزج محمود وهو جنوبي ابتداء
فصل الخريف وتد الأرض ثالث أمكنة الفلك في القوة، وهو عدو للطالع، مجاهر بالعداوة والمعاندة،
وكل كوكب يكون فيه فهو عدو للطالع معاند، كوكبه الزهرة في الدرجة الحادية والعشرين
من شرف زحل، وفيه وبال المريخ وهبوط الشمس، ينظر إليه في وجوه القمر وزحل والمشتري،
طالعه في الوجه الأول على هيئة رجل في يمينه رمح، وفي يساره طائر منكوس، يطلسم فيه
العدل والإنصاف، وفي الوجه الثاني على هيئة رجل أسود خلقته كالفرس، يوافق لنحو الزينة
والإصلاح، وفي الثالث على هيئة رجل على حمار، يوافق لشؤون اللهو والطرب، له من الحروف
الزاي والقاف، وله من نسبة الإنسان من المخارج الأذنان، ومن الأعضاء الباطنة الشهوانية
ومجاري الغذاء والمني اشتراكا مع الثور، ومن الظاهرة المنكبان، ومن السرة إلى العورة
والعين اليسرى والمنخر الأيسر، وله أمراض الدم والسوداء، وله من الطعوم ما تركب من
حلاوة وعفوصة، وله من الألوان ما تركب من بياض وخضرة، وله من البقاع المراعي وأمكنة
الأشجار، وله من المعادن حلي النساء وكالذهب والنحاس، وله من الحيوان ما لطف كالنساء
وكالغزال والضأن، وله من النبات المراعي
البرج الثامن العقرب
البرج التاسع القوس
وأمكنة الأشجار، اختصاصه
بشؤون النساء والأزواج والفراش والمتاع وكل ما يقنى، والشركاء والخصماء والمعاملات
والمطالبات والمنازعات والحروب، ويدل على حال الناس، وعلى الرياح وكل ما كان في الجو،
وعلى الصحارى والقفار وما هو مرتفع من الأرض، وعلى الأعداء والمجاهدة والمعاندة وكل
معاملة بين اثنين وكل طالب ومطلوب مثل الآبق والسارق والمفقود، وعلى ما اختفى تحت الأرض،
وعلى ما قد حضر من الأمور وما هو فيه، وعلى القوة في كل شيء، وعلى الثبات في الأمور
والتلون في الأخبار، وعلى لازم القوة والإشراق بكونه برجا مذكرا ثابتا نهاريا.
البرج الثامن العقرب
مؤنث ليلي جنوبي هابط مستقيم
عريض صامت معقب مظلم مائي بارد رطب بلغمي نحس مذموم سعد ممتزج ما يلي وتد المغرب كوكبه
المريخ فيه هبوط القمر ووبال الزهرة ساقط لا ينظر إلى الطالع ذو منحسة شديدة محل ضرر
في حلول الكواكب، فيه ينظر إليه في وجوهه، كوكبه المريخ فالشمس فالزهرة، طالعه في الوجه
الأول على هيئة رجل في يمينه رمح، وفي يساره رأس، يوافق لسفك الدماء وللغضب والهموم،
وفي الوجه الثاني على هيئة رجل على جمل في يده عقرب، يوافق لشؤون الشهرة والظهور، وفي
الوجه الثالث على هيئة فرس وصورة حية، يوافق للفسق واللهو، له من الحروف الحاء والراء
المهملتين، وله من نسبة الإنسان من المخارج العينان، ومن الأعضاء الباطنة المعدة، وكذلك
الجاذبة، ومن الظاهرة الأنف الأيمن والصدر والعورات، وله الأمراض البلغمية وله ما تركب
من الطعوم وما تركب من الألوان، وله من المعادن جواهر الماء، وله من البقاع والأمكنة
مواضع الحرب والقفار وبيوت النار ومجالس الولادة، وله من الحيوان الحشرات، وله من النبات
كل مر لونه إلى الحمرة، اختصاصه بشؤون الموت والعدم والهلاك والشرور العميمة والاغتمام
والمواريث والمطالبات والحروف وأعوان المطلوب، ويدل على جماعة الناس، وعلى الأراضي
الدارسة، وعلى الأماكن التي فيها الرطوبة، وعلى الماء وكل ما فيه، وعلى كل عمل يكون
من الرطوبة، وعلى ما قد يكون من الأمور، وعلى الثبات فيها ولازم الضعف والإظلام بكونه
برجا مؤنثا ثابتا ليليا.
البرج التاسع القوس
مذكر نهاري متجسد شرقي هابط
مستقيم عريض ذو صوت عقيم مشرق ناري حار يابس صفراوي سعيد محمود ممتزج ساقط لا ينظر
إلى الطالع سادس الأمكنة في القوة والحد والخيرة كوكبه المشتري في الدرجة الثالثة منه
شرف الذنب، وفيه هبوط الرأس ووبال عطارد، وفي الدرجة التاسعة عشر امتزاج الفصلين الخريف
والشتاء، ينظر إليه في وجوهه عطارد والقمر وزحل، طالعه في الوجه الأول على هيئة جسد
أصفر وآخر أبيض وآخر أحمر، يوافق لأعمال النجدة والقوة، وفي الوجه الثاني على هيئة
رجل يسوق بقرا وقدامها قرد وذئب، يوافق لأعمال الخوف والشر والضيق، وفي الوجه الثالث
على هيئة رجل على رأسه قلنسوة ذهب يقتل آخر، يوافق للهو وللشرور، له من الحروف الطاء
البرج العاشر الجدي
المهملة والشين المعجمة،
وله من نسبة الإنسان من المخارج الثديان، ومن الأعضاء الباطنة الكبد والمرارة، ومن
الظاهرة الفخذان وفقار الظهر، وله الصدر والعورات اشتراكا مع العقرب وكذلك الرأس وما
فيه والجاذبة اشتراكا مع الحمل، وله الأمراض الصفراوية، وله من الطعوم كل مر وما تركب
من المرارة، وله من الألوان كل مائل إلى الحمرة والصفرة، وله من المعادن جواهر الماء،
وله من الأمكنة القفار ومواضع اللصوص ومواضع النار، وما يصنع بها اشتراكا مع الحمل،
وله من الحيوان الحشرات اشتراكا مع العقرب وذوات القوائم الأربع والأظلاف اشتراكا مع
الحمل، وله من النبات ما يؤكل باطنه كاللوز، اختصاصه بشؤون الأسفار والإرتحال والتحول
والإنتقال والرسل والمراسلات والغياب وتعلقات هذه الأسباب، ويدل على العلم والنسك والدين
والورع والزهد والعبادة والمعرفة بالله تعالى، وعلى الأحلام الصالحة والحكمة والغيب
وأمور الآخرة، وعلى الرجل الذي قد عدل عن علمه أو تحول عن طريقته وتزيّى بغير زيه وحالته،
وعلى السلاطين والملوك والأمراء والكبراء، وعلى الجبال والمواضع الصعبة، وعلى العز،
وعلى الشأن ورفعة المكان، وعلى النار وكل ما يدخلها من الجواهر وغيرها، وعلى ما قد
يكون من مستقبل الأمور، وعلى تجديد الأشياء، وعلى الأمر الذي هو غير واحد، وعلى كل
أمر يكون له عودة ثانية، وعلى لازم القوة والإضاءة بكونه برجا مذكرا مجسدا نهاريا.
البرج العاشر الجدي
مؤنث ليلي منقلب شمالي صاعد
معوج طويل في نصف صوت معقب مظلم ترابي بارد يابس رطب ممتزج بلغمي سعيد محمود وتد السماء
ثالث الأمكنة قوة وخيرة ابتداء فصل الشتاء كوكبه زحل في الدرجة الثامنة والعشرين، منه
شرف المريخ، وفيه هبوط المشتري، ووبال القمر، ينظر إليه في وجوهه المشتري والمريخ والشمس،
طالعه في الوجه الأول على هيئة رجل في يمينه قصبة، وفي يساره هدهد، يوافق لطلاسم الإقبال
والإدبار في العجز، وفي الوجه الثاني على هيئة رجل أمامه قرد، يوافق لطلب ما لا يدرك،
وفي الوجه الثالث على هيئة رجل معه مصحف مفتوح، وقدامه ذنب حوت، يوافق لطلاسم الرغبة
والشره، وله من الحروف الياء المثناة التحتية والتاء المثناة الفوقية، وله من نسبة
الإنسان من المخارج السبيلان، ومن الأعضاء الباطنة الطحال، ومن الظاهرة الركبان مع
الرجلين، وله الأمراض البلغمية والسوداوية، وله من الطعوم كل حامض قابض وما تركب من
الطعوم وما تركب من الألوان اشتراكا مع العقرب وله من الأمكنة والبقاع الصهاريج ومواضع
العبيد ومنازل الأغراب، وله من المعادن جواهر الماء، وله من الحيوان العورات والحشرات
وكل عال كالجمل، وله من النباتات كل شائك، اختصاصه بشؤون الملك والسلطنة والناموس والعز
والجاه والولاية والقضاة والعمال والأعمال والتجارات والصناعات، ويدل على المواضع السهلة،
وعلى المواضع العامرة، وعلى الأراضي ذوات الحرث وما يكون فيه، وعلى النبات وكل ما يخرج
من الأرض، وعلى ما قد حضر من الأمور وما هو فيه، وعلى القوة في كل شيء، وعلى سرعة الإنقلاب
في الأمر إلى غيره، وعلى لازم الضعف والإظلام بكونه برجا مؤنثا منقلبا ليليا.
البرج الحادي عشر الدلو
البرج الثاني عشر الحوت
البرج الحادي عشر الدلو
مذكر نهاري ثابت غربي صاعد
معوج طويل في نصف صوت معقب مضيء هوائي حار رطب دموي سعيد محمود مائي وتد السماء كوكبه
زحل وفيه وبال الشمس ينظر إليه في وجوهه المشتري والمريخ والشمس، طالعه في الوجه الأول
على هيئة رجل مقطوع الرأس في يده طاووس، يوافق لطلاسم الفقر والحاجة والكد والتعب،
وفي الوجه الثاني على هيئة ملك عزيز، يوافق لشؤون العز والشرف، وفي الوجه الثالث كالأول
وأمامه عجوز، يوافق لطلاسم الشهوة والتعب، له من الحروف الكاف والثاء المثلثة، وله
من نسبة الإنسان من المخارج السبيلان، ومن الأعضاء البطن والساقان، وله أمراض الدم،
وله من الطعوم الحلو والخمور، وله ما اختلف من الألوان، وله من المعادن كنحو الزجاج،
وله من الأمكنة والبقاع البحار وكل مهول خفي، اختصاصه بشؤون الآمال والرجاء والسعادة
والإرتقاء والصداقة والأصدقاء وأموال السلاطين والأمراء وحاجاتهم وأعوانهم ورواتبهم
وأعمالهم، ويدل على الصحارى والقفار وما هو مرتفع من الأرض، وعلى الرياح وكل ما كان
في الجو، وعلى أحوال الناس وشؤونهم، وعلى الوالي الذي يستعمل على العمل بعد الوالي
الأول، وعلى ما قد يكون من الأمور، وعلى الثبات في الأمور والعون الجيد في المسائل،
وعلى لازم القوة والإضاءة فيها بكونه برجا مذكرا ثابتا نهاريا.
البرج الثاني عشر الحوت
مؤنث ليلي متجسد جنوبي صاعد
معوج طويل في نصف صوت معقب مظلم مائي، بارد رطب نحس مذموم ساقط رديء المكان شر محض
مذهب قوى الكواكب الحالة فيه ومنفعتها موضع فرح زحل بالأحزان والعناء والنوح والبلاء،
كوكبه المشتري في الدرجة السابعة والعشرين، منه شرف الزهرة، وفيه هبوط عطارد ووباله،
وفي الدرجة الثامنة هبوط جمرة الماء، وفي الدرجة الخامسة عشر هبوط جمرة التراب، وفي
الدرجة التاسعة عشر امتزاج الفصلين الشتاء والربيع، ينظر إليه في وجوهه زحل والمشتري
والمريخ، طالعه في الوجه الأول على هيئة رجل بجسدين يشير بأصبعه، يوافق لطلاسم الضعف
والسقم والتعب والنصب، وفي الوجه الثاني على هيئة رجل منقلب في يده حمرة، يوافق للشرب
وعلو الهمة ونيل ما عظم، وفي الوجه الثالث على هيئة رجل ذي شر أمامه امرأة فوقها خمار،
يوافق للمناكحات وللبطر والراحة، له من الحروف اللام والخاء المعجمة، وله من نسبة الإنسان
من المخارج الثديان، ومن الأعضاء الباطنة الكبد، ومن الظاهرة القدمان، وكذلك الساقان
والرجلان اشتراكا مع الدلو والعين اليمنى والأذن اليسرى والقوة النامية اشتراكا، وله
الأمراض البلغمية وله من الطعوم كل عفص وتفه وله من الألوان كل مختلف اللون وله من
المعادن كل حجر براق كالقلعي والفضة، وله من البقاع السواحل، وله من النبات كل معتدل،
اخصاصه بشؤون اليأس والإنقطاع والزلل والسقوط والسفر الرديء والسجن والحبس والتعويق
والحزن والأمراض والبلاء والهم والغم
رسالة لطائف الإشارة
في خصائص الكواكب السيارة
والنكد والعناء والأعداء
والأضداد والنكاية والعناد، ويدل على جماعة الناس وعلى الدواب وعلى الماء وكل ما فيه،
وعلى الأماكن التي فيها الرطوبة، وعلى كل عمل يكون من الرطوبة، وعلى العقود ونتاج الحمل،
وعلى ما فيه مضى من الأمور وفات، وعلى تجديد الأشياء وكل أمر يكون له عودة ثانية، وعلى
الأمر الذي هو غير واحد، وعلى التجدد في الشيء أولا فأولا، وعلى لازم الضعف والإظلام
بكونه برجا مؤنثا متجسدا ليليا. والله سبحانه وتعالى أعلم بغيبه وأحكم وصلى الله تعالى
وسلم على سيدنا محمد المخصوص بالعظم، وعلى آله وصحبه مصابيح الظلم، وعلى التابعين لنهجهم
الأقوم ما أوجد الله معدوما ولموجود أعدم.
رسالة لطائف الإشارة في خصائص
الكواكب السيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رافع السموات العلى
بقدرته، ومجري الكواكب في مجرة الأفلاك بحكمته، والنجوم مسخرات بأمره، والكائنات تحت
قسر قهره، وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ويوجد جلاله في كبرياء مجده، أحمده تعالى حمد
من تدبر آياته، وتفكر في ملكوت أرضه وسمواته، وأشكره شكر من عرف كنه آلائه، ووقف على
عوارف عوائد نعمائه، وأشهد أن لا إله إلا هو الأزلي الأبدي. شهاده عبد تحلى بتوحيده
في مقام الشهود الاحدي. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الأمين فاتحة الوجود وخاتمة
نظام الأنبياء والمرسلين، صلى الله تعالى وسلم على ذاته الكريمة، وعلى آله وصحبه وتابعي
شرعته القويمة، ما دار الفلك الدوار، وما طلعت شموس وغربت أقمار، آمين، اللهم آمين،
أما بعد فيقول المستظل بكنف المقام النبوي، المستذم بعروة الجاه المنيع المصطفوي، خادم
الفراشة الشريفة، في الحجرة المحمدية المنيفة، العاجز الضعيف المنتمي، عبد القادر بن
عبد القادر الحسيني الأدهمي، تولاه تعالى بألطاف عونه، وأولاه بإسعاد إسعاف صونه، بمنه
تعالى وكرمه وفضله ونعمه، آمين، اللهم آمين. هذه رسالة، جليلة المنالة، وفوائد مجموعة،
على سرر مرفوعة، أنيقة رائقة، رشيقة شائقة، باهرة الفوائد، زاهرة الفرائد، زاهية العوارف،
باهية المعارف، وافرة المقاصد، طائلة العوائد، ذات حقائق، ودقائق ورقائق، ومحاسن وفنون،
وما يعقلها إلا العالمون، فيما للسبعة السيارة، في مطالع أفلاكها الدوارة، من النسب
والحالات، والخصائص والدلالات، المنطوية منها العبارات، على عميم الإشارات، فهي لغوامض
العلوم، في الخصوص والعموم، مقدمة مقدمة، ومتممة متممة، سميتها لطائف الإشارة، في خصائص
الكواكب السيارة، وأرجو من الله واهب الانعام، أن ينفع بها الخاص والعام، وأن يجعل
السعي بها مشكورا والعمل صالحا متقبلا مبرورا، وحسبي الله وكفى، وسلام على عباده الذين
اصطفى.
تمهيد
تمهيد
ليعلم أولا أن الله تعالت
نعوت جلاله، وجلت سمات كماله، في قدس أزليته، وكنه أبديته، وعز ربوبيته، وعظمة أحديته
ومجد صمدانيته، وحكم مشيئته، وقسر إرادته، ونفوذ قدرته، عن مدارك أقيسة العبارات، وإحاطة
قضايا العقول ومواد الإشارات قد قضت حكمته، واقتضت مشيئته، بإيجاد الهيولى واختراع
الجنس من العوالم العلوية والسفلية، على ما اقتضته القدرة الإلهية والحكمة الربانية،
من إبداع أجناس المكونات وتفصيل أنواع المخلوقات فأبرز بتجلي أحديته، في مقام واحديته،
بفيضه الأقدس، وتجليه المقدس، خلاصة المجردات من عين صميم اللطف تكثيرا لموانع التعدد
مع الاتحاد فكان المتحرك يلازمه من الجوهرين فدخلت مجازات الواحدية الفائضة عن حقائق
تجليات الأحدية، فجوزت ما امتنع قديما، أو تكاثر الصادر الثاني بالنسبة إلى الأول والثالث
إليه حتى انختم الدور على النوع الأوسط، فسمي العالم الصغير وهو العالم الإنساني والهيكل
الجسماني، المنطوي في هيولاه النفسانية، وحقيقته الروحانية، عوالم الملك والملكوت،
والمودع فيه بيت معمور العزة والجبروت، والممتاز في خصائص شأنه، بأصغريه قلبه ولسانه
كما قيل فيه:
أتحسب أنك جرم صغير ... وفيك
انطوى العالم الأكبر
ففيه شبه كل شيء من العالمين
العلوي والسفلي، وكل عالم علوي له تعلق تدبير لما يناسبه من السفليات بحكمة القادر
العليم العزيز الحكيم، فمخارجه كالبروج اثنا عشر: الحمل والعقرب للعينين، والثور والميزان
للأذنين والجوزاء والسنبلة للمنخرين، والسرطان للفم، والأسد للسرة، والقوس والحوت للثديين،
والجدي والدلو للسبيلين، وحواسه الخمسة للمتحيرة الخمسة كقسمة البروج، ونفسه كالشمس
بجامع عدم التغير، وعقله كالقمر لاتصافه بهما، وعروقه كالدرج، ومفاصله كالدقائق، وحالاته
كالجهات وأدلتها لما هو من الشؤون والخصوصية، فأول البروج لدلالة خصوصية النفس والحياة
وما يتعلق بهما من ابتداء الأمور والمقاصد، وثانيها لمقاصد الكسب والمال وشؤون الأعمال،
وهكذا مما تدل عليه جواهرها وطبائع أربابها، فهو بكليته الجامعة له الارتباط بالعلويات
من حيث الدلالات والحالات، وهكذا العوالم السفلية لها الارتباط بالعوالم العلوية، فبين
العالمين تطابق وارتباط وتصادق، فالفلك بيت وجسد، والكوكب سكن وروح، والشمس سلطان وسط
الوجود كالقلب في البدن، والقمر النائب الخاص الذي له النقض والإبرام عن السلطان كالعقل،
وعطارد الكاتب، والزهرة المطرب والمرقص ولها الزينة والنساء، والمريخ السياف المتعلق
بالدماء، والمشتري القاضي وصاحب الدين والعلم، وزحل الخازن الأمين، وهذه في أماكنها
أصول، وفي غيرها تتفاوت على ما في أبواب الكون والفساد وشؤون المناظرات ونوادر القضاء،
ولا طبع ولا طعن ولا لزوم للفلك في شأن من الشؤون وحال من الحالات وحيثية من الحيثيات،
فإن المطلق في البساطة لا يتصف بصفات المركبات، وإنما يوجد الله عز شأنه، وتبارك أمره
وسلطانه في المركبات ذلك بواسطة التركيب، ويجعل الفلك دليلا عليها بباهر قدرته وعظيم
حكمته، وقد جعل الله تبارك وتعالى في السبعة العلويات سر الاهتداء بقوله
كوكب زحل
العظيم في فرقانه الحكيم:
وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ
قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، ففيها سر جعل، وهو نوع من القدرة لا
من أسمائه الحسنى الجاعل قال تعالى:
جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا،
ففيها سر تصريفي في العالم الصغير، وفي المرتين الصفراء والسوداء والبلغم والدم، فيزيد
وينقص في تدوير الدوائر الطبيعيات، وقوى هذه السبعة مأخوذة من قوى التقطيعات الباطنيات
في لا إله إلا الله، ولما كانت دائرة لا إله إلا الله منها الثابت ومنها المنقلب الإثبات
ثابت، والنفي منقلب في الوجود الذي ليس من صفته العدم الذي هو منه كانت البروج في أفلاكها،
منها الثابت ومنها المنقلب، وكل شيء في الدنيا متحرك في أدوار الدائرة الفلكية بالزيادة
والنقصان، كالحر والبرد والصيف والشتاء، فللسبعة العلويات نسب في السفليات هي دالة
عليها بطبائعها وبجواهر بروجها، فإن الله تعالى قسم الفلك الأطلس الذي هو فلك البروج
وهو قوله تعالى: والسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ على اثني عشر قسما، وأوحى الله تعالى في
سماء البروج أمرها، فلكل برج فيها أمر يتميز به عن غيره من البروج، وجعل الله تعالى
لهذه البروج أثرا من أمره الموحى به فيما دون هذه السماء من عالم التركيب، فيظهر أثره
فيه بحكمة من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين،
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود جل جلاله وعم منواله ولا خير إلا خيره
ولا إله غيره.
كوكب زحل
اسمه بالفارسية كيوان، وبالرومية
واليونانية فرونس، وبالهندية سنشر، له الفلك السابع، وله برجان الجدي والدلو، وهو مذكر
نهاري، ترابي بارد يابس مفرط، جرم نوره ثمانية عشر درجة، تسعة من أمامه، وتسعة من خلفه،
يمكث في البروج سنتان ونصف، شرفه في الدرجة الحادية والعشرين من الميزان، وهبوطه في
الحمل، ووباله في السرطان والأسد، طالعه من النور إلى الظلمة، مظلم نحس مطلق، وشر بحت،
صلاحه بالمشتري، يحول طبيعته إلى الخير، وبحل ما يعقد من الشر هو في نحوسه في مواليد
النهار، وفي المسائل التي ساعاتها بالنهار، وفي أول الشهر، وفي البروج الذكور أقل ضررا
والعكس بالعكس، ويعظم شره من حلوله في الثامن، وينقلب ما فيه من الشر إلى الخير في
بيته، أو شرفه أو مثلثته، فرحه من الفلك الأطلس في الثاني عشر، ومن نزوله في بيوته
في الدلو لأنه مذكر، ومن طلوعه كونه بالعشي، من أفق المغرب، ومن النواحي كونه في الناحية
المذكرة من وتد السماء إلى وتد الشرق، ومن وتد الأرض إلى وتد الأرض إلى وتد الغرب أي
من العاشر إلى الأول، ومن الرابع إلى السابع، وله من العالم السفلي القوة الطبيعية،
والعلوم اللطيفة من علوم الآداب والصنائع الحكمية، وكأعمال الفلاحة والجلود، ومن اللغات
العبرية والقبطية، ومن الحروف الألف والحاء والسين المهملتان والتاء المثناة من فوق،
ومن الأيام يوم السبت وهو يوم مكر وخديعة، وليلة الأربعاء، وله من البقاع والأمكنة
كل مهول كالأودية وكالقبور، ومن الحيوان كل أسود قبيح كالخنازير، ومن الحشرات كالعقارب
والعناكب، ومن
كوكب المشتري
النباتات كل شائك، ومن الأشجار
ما طال عمره كالنخيل والزيتون، ومن الطعوم الملوحة والحموضة والكراهة وكل بشع كالسذاب
والإهليلج والبصل والثوم، ومن الألوان كل أسود وكل سواد مع خضرة، ومن المعادن كل أسود
كالرصاص والكحل والمغناطيس، ومن الملابس والمنسوجات كل خشن وما كان من الصوف، وله من
الإنسان من أعضائه الباطنة الطحال، ومن الظاهرة الشعر والأظفار والأذن اليمنى واليسرى
اشتراكا، ومن الطبائع البرودة واليبوسة والأمراض السوداوية، اختصاصه بحوائج العظماء
من السلاطين والملوك والأمراء والكبراء والنساك، وكنحو الفلاحين والعبيد واللصوص، وله
استخراج الكنوز والدفائن والأرصاد، ويدل على الولاية والتوحد والتفرد والعقود وصدق
الوعود ووفاء العهود وصدق المودة، وعلى الإصلاح والخراب والعقل والمكر والتجربة في
الحبل، وعلى التعب والنصب والتخلي من الطرب والفرح والإنفراد بالكرب والترح، وفرحه
بالغم والحزن والعناء والوحشة والبلاء، وإقباله في الأوتاد وما يليها، وإدباره في السقوط
عنها، والنظر إليه يورث الحزن.
كوكب المشتري
اسمه بالفارسية البرجيس،
وبالرومية والعجمية هرمز، وباليونانية ذواش، وبالهندية وهسقط، له الفلك السادس، وله
برجان: القوس والحوت، وهو مذكر نهاري، هوائي حار رطب معتدل، جرم نوره ثمانية عشر درجة،
تسعة من أمامه، وتسعة من خلفه، يمكث في البرج عاما كاملا، شرفه في الدرجة الخامسة عشر
من السرطان، وهبوطه في الجدي، ووباله في الجوزاء والسنبلة، طالعه من الظلمة إلى النور
منير سعد أكبر، وتعظم سعوده في بيته، وفي شرفه، وفي مثلثته وحده، وينقلب من ملابسة
الشر إلى الخير، وضعفه في الثامن، وفساده في هبوطه، فرحه من الفلك في الحادي عشر، ومن
نزوله في بيوته في القوس، ومن طلوعه كونه في أفق المشرق، ومن النواحي كونه في الناحية
المذكرة من وسط السماء إلى وتد المشرق، ومن وتد الأرض إلى وتد المغرب، وله من العالم
السفلي القوة النامية وعلوم الديانات والصنائع الأنيقة والتجارات، ومن اللغات لغة اليونانية،
ومن الحروف الباء الموحدة والطاء والعين المهملتين والثاء المثلثة، ومن الأيام الخميس
وهو يوم طلب الحوائج، وليلة الإثنين، وله من البقاع والأمكنة مواضع العبادات كالمساجد
والصوامع، ومن الحيوان كل لطيف كالأرنب والطاوس والحمام، ومن الحشرات كل نفيس كدود
القز، ومن النباتات ذوات الأثمار مما يؤكل باطنه كالفستق واللوز، ومن الطعوم الحلاوة
مع التفاهة، ومن الألوان البياض مع الصفرة، ومن المعادن كل حجر براق كالياقوت والقلعي،
ومن الملابس والمنسوجات كل لطيف بهج، وله من الإنسان من أعضائه الباطنة الكبد والمرارة
اشتراكا، ومن الظاهرة الأذن اليسرى والعين اليمنى والأنف الأيمن، وله اعتدال الجسد
وسلامته، ومن الطبائع الحرارة والرطوبة والاعتدال في ذلك والأمراض الدموية، اختصاصه
بشؤون العلماء والحكماء وحقائق المعارف ودقائق العوارف من التفسير والتأويل والتعبير،
وبشؤون
كو كب المريخ
الصلح والسلم والتجارات ومدارج
السعادات، ويدل على عظم الهمة والكمال التام والصلاح والوقار والذكاء والورع والعدل
والقسط وجمال العلم والصدق والزهد والعبادة والحكمة في الدين والحق والتسخير بالعز
والوفاء بالعهد والنجاز بالوعد وحسن الرأي والفلاح والإفلاح والكرم في الطبع والخلو
من النحس ومن الفساد والاعتدال في الأحوال والشؤون، والنظر إليه يفيد السرور ويكسب
الإنبساط والحبور.
كو كب المريخ
اسمه بالفارسية بهرام، وبالرومية
ريس، واليونانية أريس، وبالهندية انجار، له الفلك الخامس، وله برجان: الحمل والعقرب،
وهو مذكر ليلي، ناري حار يابس، غاية جرم نوره ثمانية عشر درجة، تسعة من أمامه، وتسعة
من خلفه، يمكث في البرج خمسة وأربعين يوما، شرفه في الدرجة الثامنة والعشرين من الجدي،
وهبوطه في السرطان، ووباله في الثور والميزان، نحس أصفر، سعيد مضاف إلى ما يمازجه،
صلاحه بالزهرة، تحوله إلى الخير، وتحل ما يعقد من الشر، وينقلب ما فيه من الشر إلى
الخير في بيته أو شرفه أو مثلثته، ويعظم ما فيه من مضاف السعود، وضعفه في الثامن، وسقوطه
في هبوطه، فرحه من الفلك في السادس، ومن نزوله في بيوته في الثامن، ومن طلوعه كونه
في أفق المغرب، ومن النواحي في الناحية المذكرة من العاشر إلى الطالع، ومن الرابع إلى
السابع، وله من العالم السفلي القوة الجاذبة والعلوم المؤثرة كعلم الزجر والعرافة والرمل
والحرف والخواص والسيمياء والكيمياء والقيافة ونحو ذلك، وله الصنائع الحكمية وما هو
من أعمال النار ورسم الحرب كالحدادة والسلاح، وما فيه دم كالحجامة والفصادة، وما أثار
الغضب، ومن اللغات الفارسية، ومن الحروف الجيم والياء المثناة التحتية والفاء والخاء
المعجمة، ومن الأيام الثلاثاء وهو يوم حديد وبأس، وليلة السبت، وله من البقاع والأمكنة
المهامه والقفار ومواضع اللصوص ومواضع الحرب كالحصون والقلاع وبيوت النار ومجالس الولادة،
ومن الحيوان كل مؤذ وكل جارح وذوات الأظلاف من ذوات القوائم الأربع، ومن الحشرات كل
مؤذ كريه، ومن النبات كل ذي مرارة كريه، ومن الطعوم المرارة الكرهة وكل مر، لونه إلى
الحمرة، ومن الألوان الحمرة القتمة، ومن المعادن كل أحمر كدر كالزنجفر والعقيق القتم،
ومن الملابس كذلك، وله من الإنسان من أعضائه الباطنة المرارة، ومن الظاهرة الأنف الأيمن
والأذن اليمنى، ومن الطبائع الحرارة واليبوسة والدم والصفراء وأمراضهما، اختصاصه بشؤون
القواد وذوي الجلبة والغلبة وعظم القدر وكبر السطوة وأولي البأس، وبمقاصد السياسات،
وبالجور والبغي والمخاصمات والنكايات والعداوات والخوارج واللصوص والفساد والخراب والدماء
والجراح والأورام الغليظة والوساوس والأحزان والمكائد، ويدل على الغلبة والمطالبة والانتقام
والشدة في البأس وقوة الفكر في القهر والغلبة وعظم السطوة ونار الحمية وكفاية الرزية،
وتوليد الحرب وحمل السلاح وتهييج الدماء والنقمة من الأشرار وإراقة الدماء، والعذاب
والضرب والسجن، والكذب والنميمة والبذاء وقلة المبالاة، وعلى
كوكب الشمس
الوحدة والغربة وقوة الذكر
والفضل والطهارة وأريسية القوى والطيش وتدارك الشر وشجاعة القلب والشدة في الحرورية
والاحتجاب عن الطلب والذب عن الحوزة وإزالة الملوك عن كراسيها وإذلال الجبارين وإباحة
دماء السلاطين وإباحة الحريم والدماء وسفكها، والقيام بنصرة المستنصر وإجارة المستجير
وإعزاز من يستجلب النصرة وتمكين طالبها وتوثيق عرى الطلب لها، وعلى المناكحات وسلب
الراحات، وإقباله في الأوتاد وما يليها.
كوكب الشمس
من أسمائه السراج والغزالة
ويوح وذكاء والجارية والجونة والعين والضحى والنير الأعظم، وباللغات الأعجمية: مهر
وبيزاه وآفتاب، له الفلك الرابع، وله برج الأسد، وهو مذكر نهاري ناري، حار يابس معتدل،
جرم نوره ثلاثون درجة، خمسة عشر من أمامه، ومثلها من خلفه، يمكث في البرح ثلاثين يوما،
شرفه في الدرجة التاسعة عشر من الحمل، وهبوطه في الميزان، ووباله في الدلو، سعيد محمود
سعد السعود، مالك قياد الكواكب يشرفون به ويسعدون إذا نظر إليهم، وينحس بالمجامعة ملك
الفلك وسلطان وسط الوجود، فرحه من الفلك في التاسع، ومن نزوله في بيته في الخامس، ومن
طلوعه كونه في أفق المشرق، وله من العالم السفلي الحياة والقوة الغاذية والعلوم الطبيعية
كالفلسفة والكهانة والزندقة والسحر والقيافة والفراسة والعرافة والعيافة، وله الصنائع
الفكرية والفنية واللغات الإفرنجية، ومن الحروف الدال والذال والصاد المهملة والكاف،
ومن الأيام الأحد وهو أول يوم خلقه الله تعالى، وهو يوم غرس وبناء، وليلة الخميس، وله
من البقاع والأمكنة مجالس الملوك، وله القلاع والحصون اشتراكا مع المريخ، ومن الحيوان
كل شريف كالإنسان والفرس وطيور الصيد، ومن النباتات كل ما عظم وطال عمره كالنخيل والزيتون
اشتراكا مع زحل، ومن الطعوم كل مستعذب وكل حلو اشتراكا مع الزهرة، ومن الألوان كل أحمر
اشتراكا مع المريخ وما كان أصفر مشربا بحمرة، ومن المعادن كل براق لطيف كأحجار الياقوت
وكالذهب، ومن المنسوجات الطيالس المشرقة وما كان أحمر مشوبا بصفرة، وله من الإنسان
من أعضائه الباطنة القلب الذي هو منبع الأسرار وموضع الإرادة والإضمار وسلطان وجود
كون الجسد وبه صلاحه وفساده، ومنه تنبعث قوى الحواس الباطنة من أمكنة الفؤاد التمييز
والنطق والتوسم في الشيء والتوهم والفكر، وقوى الحواس الظاهرة من أمكنه الوجه السمع
والبصر والشم والذوق واللمس إلى غير ذلك، وله من أعضائه الظاهرة الفقرات وجه الأنف
الأيمن والعين اليمنى نهارا واليسرى ليلا، ومن نسبة المخارج السرة، ومن الطبائع الحرارة
واليبوسة والأمراض الصفراوية، اختصاصه بشؤون ما يطلب من الملوك وبأهل الحق والفلاسفة
الحكماء والأحبار العظماء، ويدل على دقائق المعارف ورقائق العوارف ولوامع الحقائق وسواطع
الوثائق، وعلى شؤون الأفراح وفوائد الصلاح، وعلى الكساوي والهدايا، وإقباله في الأوتاد
وما يليها، وإدباره في السقوط عنها.
كو كب الزهرة
كو كب عطارد
كو كب الزهرة
اسمه باللغات الأعجمية اناهيد
وبيد خب، له الفلك الثالث، وله برجان: الثور والميزان، وهو مؤنث ليلي، مائي بارد رطب
معتدل، جرم نوره أربعة عشر درجة، سبعة من أمامه، وسبعة من ورائه، يمكث في البرج ستة
وعشرين يوما، شرفه في الدرجة السابعة والعشرين من الحوت، وهبوطه في السنبلة، ووباله
في الحمل والعقرب، مبارك محمود سعد أكبر، وقيل سعد أصغر، وتعظم سعوده في بيته أو شرفه
أو مثلثته أو حده، وينقلب من ملابسة الشر إلى الخير، وضعفه في الثامن، وفساده في سقوطه،
فرحه من الفلك في الخامس، ومن نزوله في بيوته كونه في الثاني، ومن طلوعه كونه في أفق
المغرب، ومن النواحي في الناحية المؤنثة الغربية من وتد الغرب إلى وتد السماء، ومن
وتد الشرق إلى وتد الأرض، وله من العالم السفلي القوة الشهوانية، وله العلوم الفنية
كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والعروض والشعر والموسيقى ونحو ذلك، والصناعات
الفنية كصناعة الأوتاد والعود وآلات الملاهي وأعمال آلات الطرب كالعود والوتر وأشكال
المغنين، وله من اللغات اللغة العربية، ومن الحروف الهاء واللام والقاف والضاد المعجمة،
ومن الأيام الجمعة وهو يوم خطبة ونكاح، وليلة الثلاثاء، وله من البقاع والأمكنة الرياض
والغياض ومجالس اللهو والشراب والطرب، ومن الحيوان كل لطيف كالنساء وكالغزال والضأن،
وكل طائر مغرد كالقمري والهزار، ومن النباتات كل مونق من الزهور، ومن الطعوم كل ذي
حلاوة وكل ذي طعم لذيذ، ومن الألوان البياض النقي، وكل بهيج مشرق اللون كالأزرق والأخضر
والأحمر، ومن المعادن ما يراد به النساء وكالذهب والفضة والنحاس، ومن المنسوجات الملابس
اللطيفة من الحرير، وله من الإنسان النفس والصورة، ومن أعضائه الباطنة مجرى الغذاء،
وله الشهوانية والمنى، ومن أعضائه الظاهرة الجبهة والعين اليسرى والمنخر الايسر والعنق
وما حوله والمنكبان واليدان ومن سرته إلى العورة والأنثيان، ومن الطبائع الرطوبة المعتدلة
والدم والسوداء وأمراضهما، اختصاصه بشؤون تعلقات النساء ونحوهن وما لذلك من المقاصد
والنتائج والموارد، ويدل على السرور والفرح والإبتهاج واللهو والمرح واللعب والطرب
والمزاح والحسن والجمال واللطافة والكمال والمحبة المتأكدة والقهر والطلب وعقود الأنكحة
وحسن الرغبة وصفاء الحالة وزكاء الطهارة، وعلى الحلي والزينة والذهب والفضة، وعلى الأحوال
البهجة والشؤون الزاهرة العطرة والأفرشة والمتاع.
كو كب عطارد
اسمه بالعجمية هرمس، له الفلك
الثاني، وله برجان: الجوزاء والسنبلة، وهو ممتزج الطبع بما يمازجه من الكواكب، فإذا
انفرد بطبعه كان الغالب عليه الأنوثة والبرودة واليبوسة، جرم نوره أربعة عشر درجة،
سبعة من أمامه، وسبعة من ورائه، يمكث في البرج سبعة عشر يوما، شرفه في السنبلة، هبوطه
في الحوت، وباله فيه وفي القوس، محمود سعيد مضاف لما يمازجه، لطيف خفيف، لا يعرف
كوكب القمر
له طبع ولطف، ولا يوجد لوصفه
حد مع السعود سعد، ومع النحوس نحس، ومع الذكور من الكواكب مذكر، ومع الإناث مؤنث، ومع
النور منير، ومع الظلمة مظلم، ممازج مشاكل، سريع الحركات، كاتب الشمس، ينبوع معادن
الحكمة، تعظم سعوده في بيته أو شرفه أو مثلثته أو حده، وينقلب من ملابسة الشر إلى الخير،
وضعفه في الثامن، وفساده في سقوطه، فرحه من الفلك في الطالع، ومن نزوله في بيوته في
السنبلة، ومن النواحي في الناحيتين، المذكرة من وسط السماء إلى الطالع، ومن وتد الأرض
إلى السابع، والمؤنثة من وتد الغرب إلى وتد السماء، ومن وتد الشرق إلى وتد الأرض، فإذا
كان مع الكواكب الذكور فرح في الناحية المذكرة، وإذا كان مع الكواكب الإناث فرح في
الناحية المؤنثة، وله من العالم السفلي القوة الفكرية والعلوم الحسابية كعلم الحساب
والرمل والزجر والفلسفة والزندقة والسحر والكهانة والفراسة والقيافة والعرافة، وله
الصنائع الفكرية كالخط والرسم والنقش والتصوير والوشي والتطريز، ومن اللغات لغة الأعجام،
ومن الحروف الواو والميم والراء والظاء المعجمة، ومن الأيام الأربعاء، وهو يوم نحس
مستمر، وليلة الأحد، وله من الأمكنة والبقاع والحيوان المعتدل والنبات والمعادن المشاركة
مع ما سواه من الكواكب، كما يشاركها في القوى الطبيعية والنامية والجاذبة والغاذية
والشهوانية، وله من الطعوم كل حامض، ومن الألوان كل ملون، ومن المنسوجات كل لطيف، ومن
المعادن الزئبق والأحجار الملونة، وله من الإنسان من أعضائه الباطنة الدماغ والمخيلة
والفكرة والواهمة والمدركة والعروق والأعصاب، ومن الظاهرة الفم واللسان والمنكب والظهر
والذراعان والبدن واللحية، وفي الطبائع ممازج برودة ويبوسة، وحرارة ورطوبة، وله أمراض
السوداء والدم، اختصاصه بشؤون ما يتعلق بالكتابة والحساب والنجوم والهندسة والتصوير
والصياغة وأحوال التجار والخصماء، ويدل على الحكمة ودقائق العلوم المهمة، وعلى العلم
والفضل والعقل وجلالة القدر والصدق والعدل والمساعدة في المعارف والفنون، ويدل على
المكر والدهاء والخبث وسوء المخبر والكهانة والاحتيال، كما يدل على الابتهاج وحسن المنظر.
كوكب القمر
هو لأول ظهوره هلال وشهر،
وفي الزيادة والنقصان قمر، وفي الكمال بدر تم، ومن أسمائه الزمهرير والزهرقان، وباللغة
العجمية ماه وماهتاب، له الفلك الأول، وله برج السرطان، وهو مؤنث ليلي، مائي بارد رطب
معتدل، جرم نوره أربعة وعشرون درجة، اثنا عشر من أمامه، واثنا عشر من خلفه، يمكث في
البرج ليلتين وثلثا، شرفه في الدرجة الثالثة من برج الثور، وهبوطه في العقرب، ووباله
في الجدي، سعد أكبر جميل، فرح مؤلف بين الكواكب، ناقل لأنوارها، مصلح بين بعضها البعض،
تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده، ويضره في حال زيادته المريخ إذا كان معه، أو كان ينظر إليه
من تربيع، أو مقابلة أي من الرابع أو السابع، وفي حال نقصانه زحل، ولا يضره في حال
الزيادة، كما لا يضره المريخ في حال النقصان، فرحه من الفلك في الجوزاء، وفي نزوله
في بيته، وكونه في الناحية
تذييل وتكميل
المؤنثة الغربية من وتد الغرب
إلى وتد السماء، ومن وتد الشرق إلى وتد الأرض، وله من العالم السفلي الطبيعة وعلوم
الأخبار والآثار والطب والصنائع الفنية كصناعة العود والوتر وآلات الملاهي، ومن أعمالها
آلاتها وأشكال المغنين اشتراكا مع الزهرة، وله لغات المجوس، ومن الحروف الزاي والنون
والشين والغين المعجمتين، ومن الأيام الإثنين وهو يوم مبارك، وهو يوم طلب رزق ويحمد
فيه السفر، وليلة الجمعة، ومن البقاع والأمكنة مجالس الكتابة ومجالس الوزراء، ومن الحيوان
كل خفيف الحركة والطيور الهوائية، ومن النبات كل مونق من الزهور اشتراكا مع الزهرة،
ومن الطعوم كل تفه ويشارك المشتري بكل حلو، ومن الألوان كل أبيض وما فيه خضرة والأشكال
الحسنة اشتراكا مع الزهرة، وله السواد الظلم والبرد، ومن المنسوجات الكتان اختصاصا
والمنسوجات اللطيفة من الحرير الملون اشتراكا، وله من الإنسان من أعضائه الباطنة الرئة
وعظم الرأس، ومن الظاهرة الجلد والعينان والمنخر الأيسر، ومن الطبائع الرطوبة والبرودة
والأمراض البلغمية، اختصاصه بشؤون تعلقات الأسفار والسياحة، وما يتعلق بالأشجار والمياه،
وبالحوامل والولادة، ويدل على الرسل والأخبار، وعلى انكشاف واستكشاف مكتوم الأسرار،
وعلى اللعب واللهو والهزل والكرامة والشرب والفضل، وعلى الحكمة والتدبير والسخاء والكرم
والجمال والكمال، وعلى الإصلاح والإخلال، كما يدل على الضر العميم والنفع العظيم، والله
سبحانه وتعالى أعلم.
تذييل وتكميل
مما تقرر في تمهيد المقام
أمام الشروع في الكلام من ارتباط العالمين العلوي والسفلي، وتطابقهما في كل كلي وجزئي،
وتدبير كل من العلويات لما يناسبه من السفليات بحكمة بديع السموات والأرض، والفاعل
المريد لكل إبرام ونقض، مدبر الأفلاك بمشيئته، ومحرك الكائنات بقدرته عز شأنه، وتعاظم
سلطانه، وتعالت كبرياؤه، وجل ثناؤه، قد قسموا قطر الأرض أرباعا، وكان المسكون منها
ربعا واحدا ينقسم أربعا. كل ربع منها مضاف لجزء من الفلك، ربع لجزء المشرق، وربع لجزء
المغرب، وربع لجزء الشمال، وربع لجزء الجنوب، وهي منقسمة لسبعة أقاليم تختص بها السبعة
السيارة وبروجها، وتدل عليها بطبائعها وجواهرها:
الإقليم الأول: لمدار برج
الجدي، ويختص به كوكب زحل، وهو يبتديء من الشرق مارا ببلاد الصين إلى بلاد السند والهند،
ثم يلتقي بالبحر الأخضر وبحر البصرة، ويقطع جزيرة العرب في أراضي نجد فتهامة، فيدخل
فيه اليمامة والبحرين وهجر ومكة والمدينة والطائف وأرض الحجاز، ويقطع بحر القلزم، فيمر
بصعيد مصر الأعلى، ويقطع النيل، فيدخل فيه قوص واخميم واسنا وانسنا وأسوان، ويمر في
أرض المغرب على وسط بلاد أفريقية، فيمر على بلاد البربر إلى البحر المحيط بالغرب، وفي
هذا الإقليم سبعة عشر جبلا كبارا، وسبعة عشر نهرا طوالا، وخمسون مدينة معروفة، وأهله
ألوانهم ما بين السمرة إلى السواد.
الإقليم الثاني: لمدار برج
الحمل والقوس، ويختص به كوكب المشتري، وهو يبتدئ من أقصى بلاد الصين، فيمر فيها إلى
ما يلي الجنوب، ويمر بسواحل السند، ثم بلاد السند، ويمر في البحر على جزيرة العرب وأرض
اليمن، ويقطع بحر القلزم، فيمر ببلاد الحبشة، ويقطع نيل مصر إلى بلاد الحبشة ومدينة
دنقلة من أرض النوبة، ويمر في أرض المغرب على جنوب بلاد البربر إلى البحر المحيط، وفي
هذا الإقليم عشرون جبلا منها ما طوله ألف فرسخ إلى عشرين فرسخا، وفيه ثلاثون نهرا طوالا
منها ما طوله من ألف فرسخ إلى عشرين فرسخا، وفيه خمسون مدينة كبيرة معروفة، وأهل هذا
الإقليم عامتهم سود الألوان.
الإقليم الثالث: لمدار برج
السرطان، ويختص به كوكب المريخ، وهو يبتدئ من المشرق، فيمر بمساكن الترك والخزر، والتغرغر
إلى بلاد الخزر من شمالي تخومهم على بلاد آلان والسرير، وأرض برجان إلى القسطنطينية،
وشمال الأندلس إلى البحر المحيط في المغرب، وفي هذا الإقليم اثنان وعشرون جبلا كبارا،
واثنان وثلاثون نهرا طوالا، وتسعون مدينة معروفة، وألوان أهله ما بين الشقرة إلى البياض.
الإقليم الرابع: لمدار برج
الميزان، ويختص به كوكب الشمس، وهو يبتدئ من الشرق ببلاد يأجوج ومأجوج، ويمر ببلاد
الترك على سواحل برجان مما يلي الشمال، ويقطع بحر الروم على بلاد برجان، ثم يمر بالصقالبة
إلى أن ينتهي إلى البحر المحيط بالمغرب، وفي هذا الإقليم عشر جبال كبارا، وأربعون نهرا
طوالا، وعشرون مدينة معروفة، وعامة أهله شقر الألوان غالبا.
الإقليم الخامس: لمدار برج
العقرب، ويختص به كوكب الزهرة، وهو يبتدئ من المشرق، فيمر بشمال الصين وبلاد الهند،
وفيه مدينة القندهار، ثم يمر بكابل وكرمان وسجستان إلى سواحل بحر البصرة، وفيه اصطخر
وسابور وسيران وسيراف، ويمر بالأهواز والعراق والبصرة وواسط وبغداد والكوفة والأنبار
وهيت، ويمر ببلاد الشام إلى سلميا وصور وعكا ودمشق وطبرية وقيسارية وبيت المقدس وعسقلان
وغزة ومدين والقلزم: ويقطع أسفل أرض مصر من شمال الصنا إلى فسطاط مصر وسواحل البحر،
وفيه الفيوم والإسكندرية والعرما وتنيس ودمياط، ويمر ببلاد برقة إلى أفريقية، فيدخل
في القيروان، وينتهي إلى البحر المحيط في المغرب، وفي هذا الإقليم ثلاثة وثلاثون جبلا
كبارا، واثنان وعشرون نهرا طوالا، ومائة وثمانية وعشرون مدينة معروفة، وأهله سمر الألوان
غالبا.
الإقليم السادس: لمدار برج
الجوزاء، ويختص به كوكب عطارد، وهو يبتدئ من المشرق، فيمر ببلاد التبت وخراسان وخجند
وفرغانة وسمرقند وبخارى وهراة ومروالروذ وسرخس وطوس ونيسابور وجرجان وطبرستان وتومر
وقزوين والديلم والري وأصفهان وهمذان ونهاوند ودينور والموصل ونصيبين وحلب وانطاكية
وطرابلس وحماة والمصيصة وصيدا وطرسوس وعمورية واللاذقية، ويقطع بحر الشام على جزيرة
قبرس ورودس، ويمر ببلاد طنجة، فينتهي إلى البحر المحيط في الغرب، وفي هذا الإقليم خمسة
وعشرون جبلا كبارا، وخمسة وعشرون نهرا طوالا، ومائتان واثنتا عشرة مدينة معروفة، وألوان
أهله ما بين السمرة والبياض غالبا.
الإقليم السابع: لمدار برج
الدلو، ويختص به كوكب القمر، وهو يبتدئ من المشرق إلى بلاد يأجوج ومأجوج، ويمر ببلاد
خراسان وفيه خوارزم وإسبيجاب وأذربيجان وسجستان وبردعة وأرزن وخلاط، ويمر على بلاد
الروم إلى رومية الكبرى والأندلس، ثم ينتهي إلى البحر المحيط في المغرب، وفي هذا الإقليم
ثلاثون جبلا كبارا، وخمسة عشر نهرا طوالا، ومائتان من المدائن المعروفة، وأهله عامتهم
بيض الألوان.
تتميم
مبدأ هذه الأقاليم السبعة
من خط الاستواء ما بين المشرق والمغرب، من جهة القطب الجنوبي، ومنتهاها إلى القطب الشمالي،
متوسطة في نصف ذلك النصف من الكرة الأرضية، والجزء الشرقي منه، والجزء الغربي خراب،
وهي العمار المتوسط بينهما، والنصف الآخر من الكرة من خط الاستواء إلى القطب الجنوبي
خراب لا عمار فيه، فهي الربع المعمور من الكرة، وذهب القدماء في كيفية وضعها على مقتضى
العمار الذي اكتشفوه، وظهر لهم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بهذه الصورة:
وذهب آخرون منهم، إلى أنها
في ذلك النصف الشمالي من الكرة الأرضية متوسطة على نحو الإستدارة، اثنان منهما إلى
جهة القطب الشمالي، السابع والسادس، وثلاثة معترضة بين المشرق والمغرب، الخامس من جهة
المغرب، فالرابع فالثالث، واثنان في خط الاستواء من جهة القطب الجنوبي، الثاني من جهة
الغرب، فالأول إلى جهة الشرق، فثلاثة منها في الجهة الشرقية، السابع للمريخ، والخامس
للشمس، والثاني لزحل، وثلاثة في الجهة الغربية، السادس للقمر، والثالث للزهرة، والأول
للمشتري، والإقليم الرابع لعطارد، متوسط بينها ووضعها على هذه الكيفية:
وأعلى هذه الأقاليم خيرة
وفضلا وكرامة إقليم عطارد لأنه قلب هذه الأقاليم، ووسطها تكنفه ثلاثة جنوبية: إقليم
المشتري وإقليم زحل وإقليم الزهرة، وثلاثة شمالية، إقليم القمر وإقليم المريخ وإقليم
الشمس كما ترى في الصورة الأولى، ونحوها الصورة
الثانية أيضا، وخير الأمور
أوساطها، كما في الأثر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم، كما وأن منه ظهرت الأنبياء
والرسل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم، ومنه انتشأت العلماء والحكماء، والكمّل من العباد
الذين لهم في المعارف والعوارف والفضائل والفواضل كمال الاستعداد، فكما أنه أخير من
بقية الأقاليم، اختار الله تعالى منه خير خليقته ومصابيح بريته، وفي كل إقليم من هذه
الأقاليم السبعة أمم مختلفة الألسن والألوان، وغير ذلك من الطبائع والأخلاق والآراء
والديانات والمذاهب والعقائد والأعمال والصنائع والعادات والعبادات، لا يشبه بعضهم
بعضا، وكذلك الحيوانات والمعادن والنباتات المختلفة في اللون والشكل والطعم والرائحة
بحسب اختلاف أهوية البلدان وتربة البقاع من الأرض، ومطارح شعاع الشمس على المواضع،
كما هو مقدر في مواقعها بالحكمة والتدبير من الحكيم العليم الخبير الذي له الخلق والإنشاء
اللطيف لما يشاء، بديع السموات والأرض، ذي العرش المجيد، المبدئ المعيد الفعال لما
يريد، عزت قدرته وجلت حكمته، وتعالى شأنه وتعاظم سلطانه، لا خير إلا خيره ولا إله غيره.
وهذا آخر ما يسّر بتوفيقه
جمعه، وألهم بهداية طريقة ترتيبه ووضعه من شذرات هذه الفوائد، وثمرات هذه العوائد في
حصن طائف الألطاف تحت ظلال حسن عوارف الإسعاف، على تغريد سواجع العرفان بفنونها في
حظائر شهودها فوق منابر غصونها ببشارات الإشارات، وبراعات العبارات.
سر اجتباء في ابتلاء يا فتى
... جلت عن الأفهام منه مدارك
أمضى له قدر على قدر وفا
... حلت على الأغيار فيه مهالك
والحمد لله الذي بنعمته تتم
الصالحات، ويجعلها بفضله في الصالحات الباقيات، وسبحان من هو كل يوم في شأن، وله اختصاص
العظمة والسلطان، وصلاته وسلامه وتحيته وإكرامه على رسوله المصطفى وآله، وصحبه أولي
الصدق والوفا، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
الفهرس
الفهرس
الجزء الأول
المقدمة ٥
الفصل الأول في الحروف المعجمة
وما فيها من الأسرار والإضمارات ٩
فصل في ذكر الحروف المعجمة
إذ هي أصول الكلام وأساسه ٩
فصل في نسبة الذات الإنسانية
١٠
الفصل الثاني في الكسر والبسط
وترتيب الأعمال في الأوقات ١٥
فصل في ذكر الأوقات السعيدة
والنحيسة وساعاتها ٢٠
قاعدة عظيمة في معرفة برج
القمر ٢٣
فصل في إضمار ملائكة الأحرف
التي لا يتم العمل إلا بها ٢٣
الفصل الثالث في أحكام المنازل
الثمانية والعشرين الفلكيات ٢٣
القول على المنازل وصورها
وما يتعلق بها من الأحكام ٢٤
فصل في تقسيم المنازل على
البروج وما لكل برج من المنازل ٢٩
فصل في معرفة أصول المنازل
٢٩
فصل في أحكام مطالعها ٣٢
فصل في أقسام هذه المنازل
على الفصول الأربعة ٣٣
فصل في أسجاع العرب المتعلقة
بالمنازل وما نقل عن الأوائل ٣٣
الفصل الرابع من البروج الاثني
عشر وما فيها من الارتباطات والإشارات ٣٣
فصل فيما لكل برج من البلدان
٣٥
فصل في قسمة الزمان وهو أربعة
أقسام ٣٦
فصل في الرياح وما عليها
من الكلام ٣٦
فصل فيما بين كل سماء وسمائها
وما ورد في ذلك من الآثار ٣٦
فصل في القمر وأمثاله وما
فيه ٣٧
فصل في أن القمر يؤخر كل
ليلة في منزلة منها وهذه أسماؤها ٣٧
فصل في النجوم الأربعة وإشاراتها
وتدبيرها ٣٧
فصل في أجرامها وما يتعلق
بها ٣٩
فصل في أن كل كوكب في السماء
مقدار الدنيا مرارا ٣٩
فصل في قطع النجوم السبعة
الأفلاك ٤٠
فصل في مقامات البروج ٤٠
فصل في شرف الكواكب ٤٠
فصل فيما لكل كوكب من الايام
السبع ٤٠
فصل في اقتران الكواكب بالكواكب
٤٠
فصل في طبائع الكواكب ٤٠
الفصل الخامس في أسرار البسملة
وما لها من الخواص والبركات الخفيات ٤١
الفصل السادس في الخلوة وما
يختص به أرباب الأعتكاف الموصلات للعلويات ٥٧
الفصل السابع في الأسماء
التي كان عيسى (ع) يحي بها الأموات ٦١
الفصل الثامن في التوافيق
الأربعة وما يختص به من الفصول الدائرات ٦٤
فصل في أسماء الملوك الذين
يدبرون الزمان قبل الأربعة ٦٤
فصل في قسمة الأعوان على
الأقطار الأربعة ٦٤
فصل في الدعوات والأسماء
٦٥
فصل في خواص الأسماء الحسنى
٦٧
الفصل التاسع في خواص أوائل
سور القرآن والآيات المحكمات ٧١
فصل في الحروف وهي على قسمين
٧١
فائدة الأسماء ٧٢
فصل في معاني الحروف الأربعة
عشر التي في أوائل السور ٧٣
فصل فيما استأثر الله به
في علمه ٧٥
الفصل العاشر في أسرار الفاتحة
وخواصها ودعواتها المشهورات ٧٩
في دعوة الفاتحة الشريفة
٨٢
فصل في ذكر حجاب القفل ٨٧
الفصل الحادي عشر في الاختراعات
الرحموتيات والأنوار المشرقة ٨٨
الفصل الثاني عشر في الاسم
الأعظم وما له من التصريفات الخفيات ٩٧
الفصل الثالث عشر في سواقط
الفاتحة وما لها من الأوفاق والدعوات المستجابات ١١٤
الفصل الرابع عشر في الأذكار
والأدعية المستجابات المسخرات ١١٨
دعاء عظيم نافع ١١٨
دعاء آخر ١١٩
ومن أدعيته لتدمير الظالمين
والباغين ١٢١
فائدة مباركة لقضاء الحوائج
١٢٤
فائدة لجلب الرزق والقبول
١٢٥
الفصل الرابع عشر في الأذكار
والدعوات المستجابات المسخرات ١٢٦
دعاء آخر للآية الشريفة ١٣١
باب رياضة قل أوحي المشهورة
١٣٤
ذكر رياضة يا كريم يا رحيم
والقسم والبخور ١٣٩
ذكر رياضة يا كريم يا رحيم
على وجه آخر ١٤٠
ذكر دعوة سورة الكهف الشريفة
١٤١
دعوة سورة الواقعة ١٤١
ذكر رياضة جليلة وهي يا حافظ
يا باسط يا ودود يا معين ١٤٣
ذكر رياضة الجلالة وخلوتها
وهي الله الله ١٤٤
ذكر دعوة لطيف ١٤٤
فصل في ذكر دعوة ألم نشرح
لك صدرك ١٤٧
الخاتم المعظم المكرم ١٤٩
ذكر هذه الدائرة الكريمة
وما لها وما فيها من الأسرار العظيمة ١٥٠
ذكر رياضة سورة الإخلاص ١٥١
الجزء الثاني الفصل الخامس
عشر في الشروط اللازمة لبعض دون بعض في البدايات والنهايات ١٥٥
الفصل الأول في الشروط اللازمة
لكل أحد ١٦٦
الفصل الثاني في الشروط اللازمة
لبعض دون بعض ١٦٧
في صلاة الكفاية ١٦٨
الفصل السادس عشر في أسماء
الله الحسنى وأوفاقها النافعات ١٧١
الفصل الأول في اسمه تعالى
الله ١٧٣
الفصل الثاني في اسمه تعالى
رحمن ١٧٣
الفصل الثالث في اسمه تعالى
رحيم ١٧٤
الفصل الرابع في اسمه تعالى
ملك ١٧٤
الفصل الخامس في اسمه تعالى
قدوس ١٧٤
الفصل السادس في اسمه تعالى
سلام ١٧٥
الفصل السابع في اسمه تعالى
مؤمن ١٧٥
الفصل الثامن في اسمه تعالى
مهيمن ١٧٦
الفصل التاسع في اسمه تعالى
عزيز ١٧٦
الفصل العاشر في اسمه تعالى
جبار ١٧٧
الفصل الحادي عشر في اسمه
متكبر ١٧٧
الفصل الثاني عشر في اسمه
تعالى خالق ١٧٨
الفصل الثالث عشر في اسمه
تعالى بارئ ١٧٨
الفصل الرابع عشر في اسمه
تعالى مصور ١٧٨
الفصل الخامس عشر في اسمه
تعالى غفار ١٧٩
الفصل السادس عشر في اسمه
تعالى قهار ١٧٩
الفصل السابع عشر في اسمه
تعالى وهاب ١٧٩
الفصل الثامن عشر في اسمه
تعالى رزاق ١٨٠
الفصل التاسع عشر في اسمه
تعالى فتاح ١٨٠
الفصل العشرون في اسمه تعالى
عليم ١٨١
الفصل الحادي والعشرون في
اسمه تعالى قابض ١٨٢
الفصل الثاني والعشرون في
اسمه تعالى باسط ١٨٢
الفصل الثالث والعشرون في
اسمه تعالى خافض ١٨٣
الفصل الرابع والعشرون في
اسمه تعالى رافع ١٨٣
الفصل الخامس والعشرون في
اسمه تعالى معز ١٨٣
الفصل السادس والعشرون في
اسمه تعالى مذل ١٨٣
الفصل السابع والعشرون في
اسمه تعالى سميع ١٨٤
الفصل الثامن والعشرون في
اسمه تعالى بصير ١٨٤
الفصل التاسع والعشرون في
اسمه تعالى حكم ١٨٥
الفصل الثلاثون في اسمه تعالى
عدل ١٨٥
الفصل الحادي والثلاثون في
اسمه تعالى لطيف ١٨٥
الفصل الثاني والثلاثون في
اسمه تعالى خبير ١٨٦
الفصل الثالث والثلاثون في
اسمه تعالى حليم ١٨٦
الفصل الرابع والثلاثون في
اسمه تعالى عظيم ١٨٧
الفصل الخامس والثلاثون في
اسمه تعالى غفور ١٨٧
الفصل السادس والثلاثون في
اسمه تعالى شكور ١٨٧
الفصل السابع والثلاثون في
اسمه تعالى علي ١٨٨
الفصل الثامن والثلاثون في
اسمه تعالى كبير ١٨٨
الفصل التاسع والثلاثون في
اسمه تعالى حفيظ ١٨٨
الفصل الأربعون في اسمه تعالى
مقيت ١٨٩
الفصل الحادي والأربعون في
اسمه تعالى حسيب ١٩٠
الفصل الثاني والأربعون في
اسمه تعالى جليل ١٩١
الفصل الثالث والأربعون في
اسمه تعالى كريم ١٩١
الفصل الرابع والأربعون في
اسمه تعالى رقيب ١٩٢
الفصل الخامس والأربعون في
اسمه تعالى مجيب ١٩٢
الفصل السادس والأربعون في
اسمه تعالى واسع ١٩٢
الفصل السابع والأربعون في
اسمه تعالى حكيم ١٩٣
الفصل الثامن والأربعون في
اسمه تعالى ودود ١٩٣
الفصل التاسع والأربعون في
اسمه تعالى مجيد ١٩٤
الفصل الخمسون في اسمه تعالى
باعث ١٩٥
الفصل الحادي والخمسون في
اسمه تعالى شهيد ١٩٥
الفصل الثاني والخمسون في
اسمه تعالى حق ١٩٥
الفصل الثالث والخمسون في
اسمه تعالى وكيل ١٩٦
الفصل الرابع والخمسون في
اسمه تعالى قوي ١٩٦
الفصل الخامس والخمسون في
اسمه تعالى متين ١٩٧
الفصل السادس والخمسون في
اسمه تعالى ولي ١٩٧
الفصل السابع والخمسون في
اسمه تعالى حميد ١٩٧
الفصل الثامن والخمسون في
اسمه تعالى محصي ١٩٨
الفصل التاسع والخمسون في
اسمه تعالى مبدئ ١٩٨
الفصل الستون في اسمه تعالى
معيد ١٩٩
الفصل الحادي والستون في
اسمه تعالى محيي ١٩٩
الفصل الثاني والستون في
اسمه تعالى مميت ١٩٩
الفصل الثالث والستون في
اسمه تعالى حي ٢٠٠
الفصل الرابع والستون في
اسمه تعالى قيوم ٢٠٠
الفصل الخامس والستون في
اسمه تعالى واجد ٢٠٢
الفصل السادس والستون في
اسمه تعالى ماجد ٢٠٢
الفصل السابع والستون في
اسمه تعالى واحد ٢٠٢
الفصل الثامن والستون في
اسمه تعالى صمد ٢٠٤
الفصل التاسع والستون في
اسمه تعالى قادر ٢٠٤
الفصل السبعون في اسمه تعالى
مقتدر ٢٠٥
الفصل الحادي والسبعون في
اسمه تعالى مقدم ٢٠٥
الفصل الثاني والسبعون في
اسمه تعالى مؤخر ٢٠٥
الفصل الثالث والسبعون في
اسمه تعالى أول ٢٠٦
الفصل الرابع والسبعون في
اسمه تعالى آخر ٢٠٦
الفصل الخامس والسبعون في
اسمه تعالى ظاهر ٢٠٧
الفصل السادس والسبعون في
اسمه تعالى باطن ٢٠٧
الفصل السابع والسبعون في
اسمه تعالى والي ٢٠٨
الفصل الثامن والسبعون في
اسمه تعالى متعال ٢٠٨
الفصل التاسع والسبعون في
اسمه تعالى برّ ٢٠٨
الفصل الثمانون في اسمه تعالى
تواب ٢٠٩
الفصل الحادي والثمانون في
اسمه تعالى منتقم ٢٠٩
الفصل الثاني والثمانون في
اسمه تعالى عفوّ ٢٠٩
الفصل الثالث والثمانون في
اسمه تعالى رؤوف ٢١٠
الفصل الرابع والثمانون في
اسمه تعالى مالك الملك ٢١٠
الفصل الخامس والثمانون في
اسمه تعالى ذو الجلال والإكرام ٢١٠
الفصل السادس والثمانون في
اسمه تعالى مقسط ٢١٠
الفصل السابع والثمانون في
اسمه تعالى جامع ٢١١
الفصل الثامن والثمانون في
اسمه غني ٢١١
الفصل التاسع والثمانون في
اسمه تعالى مغني ٢١١
الفصل التسعون في اسمه تعالى
مانع ٢١٢
الفصل الحادي والتسعون في
اسمه تعالى ضار ٢١٢
الفصل الثاني والتسعون في
اسمه تعالى نافع ٢١٣
الفصل الثالث والتسعون في
اسمه تعالى نور ٢١٣
الفصل الرابع والتسعون في
اسمه تعالى هادي ٢١٤
الفصل الخامس والتسعون في
اسمه تعالى بديع ٢١٤
الفصل السادس والتسعون في
اسمه تعالى باقي ٢١٥
الفصل السابع والتسعون في
اسمه تعالى وارث ٢١٥
الفصل الثامن والتسعون في
اسمه تعالى رشيد ٢١٥
الفصل التاسع والتسعون في
اسمه تعالى صبور ٢١٥
الفصل السابع عشر في خواص
كهيعص وحروفها الربانيات ٢١٦
فصل في خواص القرآن العظيم
والبسملة والفاتحة ٢١٩
فصل في تأليف القلوب ٢٣٠
الفصل الثامن عشر في خواص
آية الكرسي وما لها من البركات ٢٣٤
الفصل التاسع عشر في خواص
بعض الأوفاق والطلسمات النافعات المجربات ٢٥٢
دعوة لسورة يس الشريفة ٢٦٨
فصل في رياضة سلام قولا من
رب رحيم ٢٧٧
ورد يوم الأحد ٢٧٨
ورد يوم الإثنين ٢٧٩
ورد يوم الثلاثاء ٢٨٠
ورد يوم الأربعاء ٢٨٠
ورد يوم الخميس ٢٨١
ورد يوم الجمعة ٢٨١
ورد يوم السبت ٢٨٢
الجزء الثالث الفصل الحادي
والعشرون في أسماء الله السحنى وأنماطها ٢٨٣
النمط الأول من أسماء الله
الحسنى ٢٨٣
فصل في شرح الأسماء الحسنى
بعد كل نمط ٢٨٥
الفصل الثاني والعشرون في
النمط الثاني من الأسماء الوهبيات ٢٩٠
الفصل الثالث والعشرون في
النمط الثالث وما يدل على الصفات الإمداديات ٢٩٥
الفصل الرابع والعشرون في
النمط الرابع وما فيه من الأسرار الربانيات ٣٠٠
الفصل الخامس والعشرون في
النمط الخامس وما فيه من الأسرار المنتخبات ٣٠٤
الفصل السادس والعشرون في
النمط السادس في أسرار العرضيات ٣٠٧
الفصل السابع والعشرون في
النمط السابع من أسماء الله تعالى ومالها من البركات الخفيات ٣١٠
الفصل الثامن والعشرون في
النمط الثامن من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات ٣١٣
الفصل التاسع والعشرون في
النمط التاسع وما فيه من التصريفات الخفيات ٣١٦
الفصل الثلاثون في النمط
العاشر من أسماء الله الحسنى وأسرارها النافعات ٣١٩
الفصل الحادي والثلاثون في
الحروف وما لها من الخواص ٣٢١
فصل فيما ذكرناه من الحروف
العربية وما لها من الخواص والمربعات والحذم والأملاك والأيام ٣٢١
الفصل الثاني والثلاثون في
كشف العروش المعنويات ٣٣٢
فصل في تقسيم الحروف على
الملوك العلويات والسفليات والبرزخ ٣٣٦
فصل في معرفة هذا الجدول
الذي اشتمل على قواعد كلية ٣٣٦
فصل في معرفة السر الخفي
والعلم المضيء في ذكر الأمهات الجامعة للحروف الثمانية ٣٤٠
فصل في معرفة الأسماء الشمخيثية
وما لها من التصريف والأسماء الربانية ٣٤٣
الفصل الثالث والثلاثون في
شرح أسرار دائرة الإحاطة المعروف بالدر المنظم في شرح اسرار الاسم الاعظم ٣٤٦
فصل في معرفة الجفر الذي
ذكره الإمام جعفر الصادق (رض) ٣٦١
فصل في معرفة جفر الإمام
جعفر الصادق كما اخذته من صدور العارفين ٣٦٢
الفصل الرابع والثلاثون في
معرفة علم الزايرجة وكيفيتها ومعرفة استنطاق نسب الحروف ٣٦٤
ووجه آخر ذكرته نظما ٣٦٨
فصل في استنطاق الحروف والأوفاق
وخواص ذلك على التفصيل ٣٦٩
فصل في تكسير البروج ٣٧٣
فصل في كيفية استنطاقات الكواكب
والساعات ٣٧٥
فصل في استنطاق المنازل ٣٧٥
فصل في معرفة طالع الوقت
٣٨١
فصل في معرفة استخراج البخور
وكيفيته ٣٨١
فصل في ذكر الموازين وكيفيتها
٣٨٢
الفصل الخامس والثلاثون في
الخافية الحرفية بالقواعد الجفرية ٣٨٣
فصل في معرفة أبواب الكلام
بكلام الفافيطورش ٣٨٥
فصل يشتمل على شرح الأبواب
الثلاثة وهي الكبرى والصغرى والمتصل ٣٨٧
هيكل كرسي سليمان بن داود
وهو المتعالي ٣٩١
باب في معرفة أسماء الله
تعالى بهذه الستة أحرف مصوبة ومقلوبة ٣٩١
الفصل السادس والثلاثون في
الفيض الرباني والنور الشعشعاني والحجر المكرم ٣٩٤
باب في ذكر فضائل الصنعة
٣٩٥
فصل في معرفة الحجر المكرم
وما له من الخواص والأسرار والرموز والإشارات ٤٠٠
فصل في ذكر النصف الثاني
من العمل ٤٠١
فصل في ذكر رسالة كتبها فيلسوف
إلى تلميذة حين سأله عن الحجر المكرم ٤٠٢
فصل منه آخر زيادة بيان وتفصيل
٤٠٣
ميزان الشمس أي الخوافي ٤٠٨
صفة استنزال المريخ لهذه
الطريقة ٤٠٩
فصل في ذكر العقاقير ٤٠٩
الفصل السابع والثلاثون في
أعمال السيميا وجميع المقالات ٤١٥
الجزء الرابع الفصل الثامن
والثلاثون في استخدام الحروف وخلواتها وما لها من الأسرار ٤١٩
الفصل التاسع والثلاثون في
شرح أسماء الله الحسنى ٤٣٩
فصل في تفصيل اسمه تعالى
الله ٤٤١
فصل في معنى هو ٤٤٣
فصل في اسمه تعالى الرحمن
٤٤٨
فصل في اسمه تعالى الرحيم
٤٥١
فصل في اسمه تعالى الملك
٤٥٢
نكتة ٤٥٣
فصل في اسمه تعالى القدوس
٤٥٥
فصل في اسمه تعالى السلام
٤٥٧
فصل في اسمه تعالى المؤمن
٤٥٨
فصل في اسمه تعالى المهيمن
٤٥٩
فصل في اسمه تعالى العزيز
٤٦٠
فصل في اسمه تعالى الجبار
٤٦١
فصل في اسمه تعالى المتكبر
٤٦٣
فصل في اسمه تعالى الخالق
٤٦٣
فصل في اسمه تعالى البارئ
٤٦٧
تنبيه لطيف لتكميل التركيب
٤٦٨
فصل في اسمه تعالى المصور
٤٦٩
فصل في اسمه تعالى الوهاب
٤٧١
فصل في اسمه تعالى الرزاق
٤٧٣
فصل في اسمه تعالى الفتاح
٤٧٤
فصل في اسمه تعالى العليم
٤٧٥
فصل في اسمه تعالى القابض
٤٧٨
فصل في اسمه تعالى الباسط
٤٧٩
فصل في اسمه تعالى الخافض
الرافع ٤٨٠
فصل في اسمه تعالى المعز
المذل ٤٨١
فصل في اسمه تعالى السميع
٤٨٢
فصل في اسمه تعالى البصير
٤٨٢
فصل في اسمه تعالى الحكم
٤٨٣
فصل في اسمه تعالى العدل
٤٨٣
فصل في اسمه تعالى اللطيف
٤٨٤
فصل في اسمه تعالى الخبير
٤٨٦
فصل في اسمه تعالى الحليم
٤٨٦
فصل في اسمه تعالى العظيم
٤٨٧
فصل في اسمه تعالى الغفور
٤٨٧
فصل في اسمه تعالى الشكور
٤٨٧
فصل في اسمه تعالى العلي
٤٨٨
فصل في اسمه تعالى الكبير
٤٨٩
فصل في اسمه تعالى الحفيظ
٤٨٩
فصل في اسمه تعالى المقيت
٤٩٠
فصل في اسمه تعالى الحسيب
٤٩٠
فصل في اسمه تعالى الجليل
٤٩١
فصل في اسمه تعالى الكريم
٤٩١
فصل في اسمه تعالى الرقيب
٤٩٢
فصل في اسمه تعالى المجيب
٤٩٣
فصل في اسمه تعالى الواسع
٤٩٣
فصل في اسمه تعالى الحكيم
٤٩٤
فصل في اسمه تعالى الودود
٤٩٤
فصل في اسمه تعالى المجيد
٤٩٥
فصل في اسمه تعالى الباعث
٤٩٥
فصل في اسمه تعالى الشهيد
٤٩٦
فصل في اسمه تعالى الحق ٤٩٧
فصل في اسمه تعالى الوكيل
٤٩٧
فصل في اسمه تعالى القوي
٤٩٨
فصل في اسمه تعالى المتين
٤٩٩
فصل في اسمه تعالى الولي
٥٠٠
فصل في اسمه تعالى الحميد
٥٠١
فصل في اسمه تعالى المحصي
٥٠١
فصل في اسمه تعالى المبدئ
المعيد ٥٠٢
فصل في اسمه تعالى المحيي
المميت ٥٠٢
فصل في اسمه تعالى الحي ٥٠٣
فصل في اسمه تعالى القيوم
٥٠٤
فصل في اسمه تعالى الواجد
٥٠٦
فصل في اسمه تعالى الماجد
٥٠٦
فصل في اسمه تعالى الواحد
الأحد ٥٠٦
فصل في اسميه تعالى القادر
المقتدر ٥٠٨
فصل في اسميه تعالى المقدم
المؤخر ٥١٠
فصل في اسميه تعالى الأول
الآخر ٥١١
فصل في اسميه تعالى الظاهر
والباطن ٥١٣
فصل في اسميه تعالى الوالي
المتعال ٥١٤
فصل في اسمه تعالى البر ٥١٤
فصل في اسمه تعالى التواب
٥١٦
فصل في اسمه تعالى المنتقم
٥١٧
فصل في اسمه تعالى العفو
٥١٨
فصل في اسمه تعالى الرؤوف
٥١٨
فصل في اسميه تعالى مالك
الملك ذي الجلال والإكرام ٥١٩
فصل في اسمه تعالى المقسط
٥٢٢
فصل في اسمه تعالى الجامع
٥٢٢
فصل في اسميه تعالى الغني
المغني ٥٢٣
فصل في اسمه تعالى المانع
٥٢٥
فصل في اسمه تعالى الضارّ
النافع ٥٢٦
فصل في اسمه تعالى النور
٥٢٧
فصل في اسمه تعالى الهادي
٥٢٨
فصل في اسمه تعالى البديع
٥٢٩
فصل في اسمه تعالى الباقي
٥٣٠
فصل في اسمه تعالى الوارث
٥٣١
فصل في اسمه تعالى الرشيد
٥٣١
فصل في اسمه تعالى الصبور
٥٣٢
الفصل الأربعون في الأدعية
المستجابة المدعو بها في سائر الأوقات ٥٣٣
فصل في تصريف الحروف العلويات
في الأجسام البشريات ٥٤٨
فصل في ذكر مربعات مخصوصة
بمنافع وغيرها ٥٥٠
خاتمة في ذكر سند مشايخنا
رحمهم الله تعالى وقدس أرواحهم آمين ٥٥٤
مجموعة أربع رسائل رسالة
ميزان العدل في مقاصد أحكام الرمل ٥٦٠
المقصد الأول في شأن هذا
العلم ٥٦١
المقصد الثاني في مبحث موضوعه
٥٦٢
المقصد الثالث في بيوت الرمل
٥٦٢
المقصد الرابع في أشكال البيوت
٥٦٢
المقصد الخامس في مدلولات
البيوت ٥٦٣
المقصد السادس في أحكام أدلة
البيوت ٥٦٣
المقصد السابع في أقسام البيوت
٥٦٤
المقصد الثامن في مناظرات
البيوت ٥٦٤
المقصد التاسع في سواقط المناظرة
٥٦٤
المقصد العاشر في مطالبات
البيوت ٥٦٤
المقصد الحادي عشر في أدلة
شواهد البيوت ٥٦٥
المقصد الثاني عشر في تسكين
دائرة الرمل ٥٦٥
المقصد الثالث عشر في تسكين
المناظرات ٥٦٦
المقصد الرابع عشر في مضمون
الرمل ٥٦٦
المقصد الخامس عشر في شروط
عمل الرمل ٥٦٧
المقصد السادس عشر فيما ينبغي
تلاوته عند العمل ٥٦٨
المقصد السابع عشر في كيفية
وضع الرمل ٥٦٨
المقصد الثامن عشر في استخراج
اشكال الرمل ٥٦٨
المقصد التاسع عشر في تمثيل
ذلك ٥٦٩
المقصد العشرون في حقيقة
الاستخراج ٥٦٩
المقصد الحادي والعشرون في
مسائل عمل الرمل ٥٧٠
المقصد الثاني والعشرون في
أحكام الضمير ٥٧٠
المقصد الثالث والعشرون في
حكم المطلوب في الرمل ٥٧٠
المقصد الرابع والعشرون في
أحكام المطلوب ٥٧٠
المقصد الخامس والعشرون في
خفاء شكل المطلوب ٥٧١
المقصد السادس والعشرون في
حكم الاستدلال في الرمل ٥٧١
المقصد السابع والعشرون في
خصوصيات الأشكال في الرمل ٥٧١
المقصد الثامن والعشرون في
خصوصيات أحكام الأشكال ٥٧٢
المقصد التاسع والعشرون في
تساكين الرمل ٥٧٢
المقصد المتمم للثلاثين ٥٧٣
رسالة فواتح الرغائب في خصوصيات
أوقات الكواكب ٥٧٥
كوكب القمر ٥٧٦
كوكب عطارد ٥٧٨
كوكب الزهرة ٥٧٨
كوكب الشمس ٥٧٩
كوكب المريخ ٥٧٩
كوكب المشتري ٥٨٠
كوكب زحل ٥٨٠
رسالة زهر المروج في دلائل
البروج ٥٨١
البرج الأول الحمل ٥٨٢
البرج الثاني الثور ٥٨٣
البرج الثالث الجوزاء ٥٨٣
البرج الرابع السرطان ٥٨٤
البرج الخامس الأسد ٥٨٥
البرج السادس السنبلة ٥٨٥
البرج السابع الميزان ٥٨٦
البرج الثامن العقرب ٥٨٧
البرج التاسع القوس ٥٨٧
البرج العاشر الجدي ٥٨٨
البرج الحادي عشر الدلو ٥٨٩
البرج الثاني عشر الحوت ٥٨٩
رسالة لطائف الإشارة في خصائص
الكواكب السيارة ٥٩٠
تمهيد ٥٩١
كوكب زحل ٥٩٢
كوكب المشتري ٥٩٣
كوكب المريخ ٥٩٤
كوكب الشمس ٥٩٥
كوكب الزهرة ٥٩٦
كوكب عطارد ٥٩٦
كوكب القمر ٥٩٧
تذييل وتكميل ٥٩٨
تتميم ٦٠٠
الفهرس ٦٠٣
Yorumlar
Yorum Gönder